|
أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#36
| ||
| ||
لا تدري أبداً لماذا يراودها الشعور بالقلق الرهيب مما سيحدث ... قرارها سيحدد أشياءا كثيرة ... و شيء واحد محدد سيتضح لوالدها عندما تقر بالجواب ... أنه لا يريدها أن توافق لأن سعادتها أهم شيء بالنسبة إليه الآن ... مالذي سيحدث ؟ الأميرة تكاد تموت توتراً ... أمير احلامها لم تعد تستطيع استدعاء صورته لعقلها .... ولم تعد متأكدة مما سيحصل عندما حل المساء , كانت الأميرة "مارسيلين " قد تأنقت و سلمت على زوجة والدها الملك "كاميلا" التي كانت سعيدة حقاً برؤيتها وهي امرأة عطوفة جداً ... فشعرت الأميرة بالدعم و سعدت بها ... رافقت أباها للقاعة الكبرى حيث الحفل قد أقيم ... و القاعة مزينة بأبهى زينة و الموسيقى الرقيقة تصدح و هناك من يرقصون... عندما دخل الملك مع ابنته توقف الجميع و انحنوا احتراماً و وقف الوزراء و المساعدين ... و أجلس الملك مارسيلين بجانب الملكة و جلس هو ثم جلس الجميع و اكملوا احتفالهم ... و تقدم الكثيرون للتحية و السلام ... قالت الاميرة بقلق في نفسها " أنهم فرحون جداً لتقدم الخطبة , لكني لم أوافق بعد ... ماذا سيحدث الآن ..! " و استرقت النظر إلى والدها .. ثم نظرت إلى الملكة التي تبسمت لها بحنان و كانت الوصيفات يقفن خلف كرسيها قرب الستار و خلف الملكة للخدمة ... تناولت مارسيلين العصير و هدأت من روعها .. ثم استرقت النظر مجدداً للملك .. كان يتكلم مع وزيره الأول و لم ينظر نحوها... فكرت بهدوء بعدما توافق على خطبة "ترافيـس" سوف يبقيها والدها عنده ... لكنه قال بأنها ستعود للبرج بغض النظر عن جوابها ! .. إذن لا حل آخر سوى الهرب... و فجأة عالى صوت الأبواق عن قدوم شخص مهم !!.. و دخل شاب وسيم الملامح أسود الشعر هادئ النظر و يبلس زي أميري فخم جداً و سيف طويل في حزامه وهو يلقي بالنظر أولا على الملك ثم يساراً حيث تجلس مارسيلين و الملكة... صمت الجميع ... و تقدم الأمير "ليلياك" بثقة ... ثم انحنوا برؤوسهم تحية له و دخل من خلفه اربعة فرسان توقفوا قرب الأبواب ... قال بصوت جهوري و ابتسامه ساحرة : عمتم مساءاً جميعاً , مولاي الملك , مولاتي الملكة... وأختي الأميرة !. تبسم الملك برزانة و الملكة ابتسمت بكل حب إلى ابنها .... بينما رفعت "مارسيلين" كأس العصير إلى فمها وقد ارتاح قلبها لرؤية أخيها الغير شقيق.... لقد أتى بالرغم من كل شيء... لكن , أين زوجته ؟!. انحنى إلى الملك وهو يصافحه ثم قبل يدي والدته و اتجه إلى مارسيلين وقفت وهي تحييه برقه .. قبل يدها وهمس لها بابتسامه : أكل شيء على ما يرام ؟!. همست ضاحكة : تقريباً . "فتاتي الصغيرة , تبدين جميلة , لكن سيكون كل شيء رائعا لو... ظهرت بعض الشياطين الليلة ". ردت ضاحكة بعجب : ماذا تقصد ؟!. – هي دوما تعرف ليلياك مع أنها تراه قليلا لكنه متهم جدا بها وهو ... حسنا شاب شقي و تدور بعقله دوما الأفكار الغير رصينة لتسوية الأمور الصعبة !. هي لا تزال ترى ترافيس أميرها الوحيد وتنتظر هذه الليلة بفارغ الصبر... كما أنها وعدت والدها بحسن التصرف !... قال بغموض : اختى الصغرى ! , أنت ترين بأن والدنا ينتظر شيئا ليحدث !... هناك أمر مريب !. بالطبع هنالك شيء مريب ... شعرت مارسيلين بهذا منذ أرسالها للبرج !!.. لكن غضبها شديد و هي تعجز عن التفكير بصفاء ... قالت الملكة برقة لهما عندما لاحظت طول سلامهما : عزيزي أتخذ مكانك ...و دع أختك ترتاح !. رفع حاجبيه و همس وهو يلتفت : سأكون بصفك دائماً... و عندما بدأ الرقص اصطحب الملك ابنته لمنتصف القاعة و افتتحوا الحفلة و فجأة ظهر الأمير "ترافيس" , شعر داكن و عينان عسلية و قامة ممشوقة ... و انحنى للملك ثم استلم يد مارسيلين المذهولة ... ظلت تنظر إليه غير مصدقة ... ابتسم لها و قال : كيف حالك ؟!. تبدين لي قلقة .. لا تفعلي عزيزتي. قالت بخفوت : آوه . أنا بخير . كيف حالك أنت ؟!. " سعيد جداً , والدك اعطاني موافقته المبدئية .. و سيقام زفافنا في قصر والدي الكبير ... " حدقت به بتوتر... لقد قرر بعقله أنها موافقة و هي فعلاً موافقة تقريبا قبل أن تسمع كلمات أخيها الغامضة... قررت أن تمثل البرود ... تبادلت معه بعض الكلمات المؤدبة و الأحاديث العادية لكنه يصر على الدخول في ترتيبات الزفاف ... " أعلم بأنك تعشقين الكاميليا الحمراء , لقد أمرت بزراعتها في الشمال منذ شهر .." "آه حقا ؟! , شكراً لك..." و تلفتت حولها بشكل بسيط , رأت أخيها فجأة واقف يتحدث قرب شخص مختفي تقريبا خلف ستائر ثقيلة ذهبية في آخر القاعة .. و كانت تود أن تكلم أخيها بسرعة ... لقد ذكرت أمه شيئا على أنه سيغادر قريبا جداً قبل انتهاء الحفلة لأن زوجته في بداية حملها وهو يريد البقاء معها... سيسافر بعيداً.... و نجحت أخيراً وهي تعتذر من ترافيس كي تحدث أخيها متحججة أنها لن تراه إلا بعد مدة طويلة... رفعت ثوبها الحريري قليلا وهي تتقدم من خلف أخيها ... همست : ليـلياك ؟!. فلتفت إليها بهدوء مبتسما بينما هي صدمتْ من رؤية الشخص الذي يتحدث معه... كان .. ....فارساً ربما لكنه مختلف جداً .. بلباسه الأسود الثقيل و قفازاته السوداء الطويلة وسيف في حزامه العريض ... لم تظنه فارس بل محارب ما ... و فوجئت بوجهه الوسيم الملائكي .... شعره بلون الليل و وجهه شديد البياض و الصفاء , لكن عيناه لأول مرة ترى عينان بلون البنفسج ... كانتا بنفسجيتا اللون عميقتا النظر و بعيدتان جداً و كأنه عليهما طبقة من ضباب لم يكن ينظر إليها و لم يطرف و بدا عقله بمكان بعيد... أن سألها أحد أن كانت قد رأت ملاكاً سوف تجيب بنعم ... فالشخص الذي أمامها لا يبدو من هذا الكوكب... شعرت بقوته الهائلة الساكنة و هو طويل جداً ربما أطول من أخيها المقاتل المعروف .. وملابسه تخفي عضلات ضخمة ... لكن مع هذا يبدو خفياً كالأشباح , لم هما مندسين هنا خلف الستائر ؟!... و لاحظت شيئا بنظرته ... كأنها زجاجية لا تراها ! , أنه حقا لم يطرف و لم ينظر إليها .. و شفتين الحمراوين رقيقتين و مطبقتين بشكل هادئ و لم يبدو عليه التوتر ... كان ساكنا للغاية ... كهدوء الليل الغامض... بعدها انحنى ببطء و غادر كالسحر لم يحييها و لم ينظر نحوها حتى... أنها حقا لم تقدر على النطق عندما رأته... " إذن عزيزتي ما كنت تريدين ؟! ". سألها أخيها بقلق وهو يرى وجهها المصدوم... طرفت بعينيها الخضراء كثيراً و قالت بخجل : آسفة على مقاطعتك... " لا بأس .. آوه ". وهو ينتبه إلى أن الفارس قد غادر... نظر إلى اخته مبتسما بغموض ... سألته وقد نسيت ما جاءت لأجله : من .. هذا ؟!. فارس؟ !. توسعت ابتسامه وهو يرفع حاجبيه : أنه فارس نعم و كنت نتكلم عن أمر ما , دعك منا . كيف حال خطيبك؟ . قالت مارسيلين بضيق وهي تضم يديها معاً و تنظر حولها : أشعر بالتعب , و لا استطيع التفكير . هل تأخذني معك ؟! صدم منها ثم قال بحزن : آوه مارسيل الصغيرة . ليتني أقدر . لقد تشاجرك مع والدك حتى تسكنين عندي لكنه يرفض ان تبتعدي عنه !. قالت بيأس : لا . أنا تحديداً أريد الابتعاد عن كل شيء... حتى أن "ترافيس" يغيظني !. توسعت عيناه لكنه ليس متفاجئا جداً . أمسك بيدها و قادها إلى كرسي , قدم لها كأسا فاخراً من عصير بارد .. و قال بخفوت : مالذي قاله ترافيس لتحزني هكذا ؟ !. " أنني ليست حزينة بل مغتاظة ! ... قالت بعبوس ... " وهو يخطط لكل شيء ثم يأتي ليقول لي...! " " لكن مهلاً أنتي لم تعطيه كلمتك حتى الآن ." " قال بأن والدي اعطاه موافقته المبدئية !! "... قالت مارسيلين و عينيها الخضراء تلمعان بالدموع !. قال ليلياك بهدوء : عليك التماسك اختي الملك قال له هذا فقط لأنه لا يعلم ما تريدين قوله و القرار النهائي بيدك أنت فقط, اخبريه بأنك تحتاجين لوقت حتى ترتاحي و تخبريه برأيك بهدوء... قالت مارسيلين بضعف : لكن... لكن... لا أقدر , سوف يشك و .. يحزن...! رفع ليلياك حاجبيه ببرود و قال : من الأفضل أن يحزن هو وليس أنتِ , هل تريدين مني أن أكلم والدك ؟!. قالت بسرعة و قلق : لا... لا تقل شيئا له .. – هي تعلم بأن والدها يحب ليلياك كأبن له تماما , لكنهما يتشاجران حقا !! "آوه مارسيل ! , لا يمكنك أن تقبلي هكذا وأنتِ مشوشة ! اقترح بأن تجلسا و تخبريه بكل صراحة بأنك متعبة و لن تقولي شيئا اليوم !." " لكن.. الجميع ينتظر و أبي ... و الحفلة كلها لأجل هذه الكلمة الغبية !. قال ليلياك بتفكير متمرد : أتعلمين , بدأت أفكر جيداً باقتراحك بأن أخذك معي !!. قالت بأمل وهي تشد على يده : نعم , أرجوك لنهرب...!! قال مستاءً : لكن مارسيل نحن لا نريد الهروب !. " آووه ... ما هذه المشكلة ! " فكرت مارسيلين بيأس أشعر بأن أفكاري قد اختلطت تماماً و تشوشت أكثر عندما ... آه عندما رأيت ذلك الغريب الذي يتحدث معه أخي ...!! , تبا يجب أن أقرر تأجيل الأمر ... و سأخبر ترافيس بكل رقة و سيتفهم... و ان استدعى الأمر سوف.... أقوم بالخطة البديلة ... آخ لكن والدي يراقبني بعينين كالنسر و أنا مع ذلك الأمير ! ". و نهضت وهي تقول لأخيها بجدية : سأرتجل ! _ هذه اختي .. آه مهلا ماذا ؟!.. ابتسمت له وقبلت وجنته وهي تقول بنعومة وعيناها الجميلتين تبرقان : شكراً لك أخي , أنا سأفعل ما يجب علي فعله !. ضحك بسعادة و قال بمرح : هذه النظرة تعجبني , أتمنى لو أبقى لنهاية السهرة , لكني سأغادر الآن .. و عانقها برقة و قبل جبينها ثم قال : سأودع والدتي و الملك و أغادر .. أنا مطمئن عليك لديك حراسة صحيح؟ . قالت فجأة وقد تذكرت "سيدريـك" : آه أجل ... و تلفتت حولها تبحث عن المحارب الفولاذي الأسود ... لكنها لم تره ... و شعرت بتوتر غريب... غادر أخيها وهي سارت إلى حيث يقف الأمير "ترافيس" مع بعض الأمراء و الأميرات يتحدث بكل ثقة... قالت من خلفه بنعومة يعدما تمالكت نفسها : ترافيـس !. فلتفت إليها و اعتذر من الجمع بلباقة وهو يمسك بيدها قال بمرح : رقصة آخرى ؟!. _ آوه لا ... دعنا نتمشى تحت النجوم !. " قالت بنعومة وهي تطرف بعينيها .. ابتسم بسعادة وهو يهمس : يبدو هذا أكثر من مناسب لنا . و شعرت بأن والدها الذي يجلس على عرشه يراقبها بدقة ... و ألقت نظرة سريعة إليه .. و كان عابساً...! ثم التفت لشخص ما يقف خلف الستار و أشار بيده ذات القفاز الأبيض... شعرت الأميرة بأن هنالك مؤامرات خفية تدور !... |
#37
| ||
| ||
أن كان البؤس يسيطر على القلب ... فتخلى عنه قبل أن يجتاح أعضاءك الأخرى ...! "هل يمكن هذا ؟! " في مكان آخرى ... بعيد , كانت الهجمات المتتالية و الجنود المدججين بالسلاح و الدروع لا ينتهون .. الصرخات تتعالى و القتلى يتساقطون على الأرض ... لقد بدأت المعركة منذ ساعات الفجر و كان على رأس الجيش رجل مسن قوي .. يضع خوذة على رأسه عليها علامة حمراء لزهرة لوتس... و جنود الطرف المقابل برمز أسود لطائر يتوسط صدور دروعهم .. وقفت الأميرة ذات الشعر الذهبي الفاتح الجميل قرب شرفة صخرية عالية وهي ترى الغبار يتعالى والرياح تنقل أصوات صرخات مرعبة و صليل السيوف... ضمت يديها لقلبها و الدموع قد ملئت وجهها .. قالت ببكاء : يا ألهي ... لقد بدؤوا ... يا ألهي أحمي أبي ..! لقد قلت لهم لا أريد الحـــرب !! و صرخت بكلمتها الأخيرة وهي تضع يديها على وجهها وهي تشهق بقوة باكية .... فكرت بأن تقفز من الشرفة كي تموت و تريح كلا الطرفين ... و بقيت تدور في غرفتها الفاخرة و السرير الضخم العالي في منتصف الغرفة ... و بقيت تمشي حتى تعبت و جلست على الأرض وهي تدعو ... و تدعو ... فجأة ضربات على باب غرفتها ايقظتها من حالتها ... فوقفت و توجهت للباب قالت بتوتر : من ؟!. فتح بهدوء و ظهر رجل مسن بشع أحدب الظهر ومعه صينيه عليها بعض الخبز و الماء ... نظر إليها باحتقار ثم دفع إليها بالمعدن و قال بعبوس : هذا لك ! ثم أغلق الباب بحده من وراءه .... نظرت "غاردينيـا" إلى طعامها العادي .. فأكلته وهي شاكرة ... شعرت بالقوة تعود إليها قليلا ... قليلا ... فنهضت و نظرت من النافذة و رأت بأن الغبار لا يزال يرتفع من بعيد جداً و كانت هنالك الغابة و النهر ... لكن غرفتها هذه عالية جداً ربما في برج في القصر... و رأت دخانا أسود بعيداً... فخافت .... و عادت لحالتها القلقة وهي تدور و تدعي... و فجأة فكرت بأن تهرب !. أنها لم تجرؤ قط على الهروب لأنه لا أمل... أما الآن فالجميع في الحرب منشغلون ... فاتجهت إلى الباب ببطء و فتحته بصعوبة لثقله ... نظرت مصدومة أنه لا وجود لأي حراس ! ... و الممر المفروش بالسجاد خاليٍ جداً ... و انصتت السمع , لا يوجد أي صوت... فرجعت للغرفة وهي تسحب غطاء السرير الخفيف الأزرق الداكن و تلفه حولها و على رأسها و هرعت مجدداً للخارج ... و تجاوزت الممر و نزلت الدرج الكبير وهي تتوقف لتلتقط أنفاسها و شعرت بأن الألم سيعود لها قريباً عليها الهرب قبل أن يتمكن منها المرض...و رأت بأن الشرفة بقربها مفتوحة وهي ليس لديها وقت للبحث عن الباب فخرجت من الشرفة ...تعجبت أنها قدرت على الفرار بهذه السهولة ... و وجدت أمامها الحديقة الكبيرة بل كانت الحديقة حول القصر...! مشت بسرعة بين الأشجار و هي ترى الأرض مغطاة بالأعشاب الغريبة و ظلت تسير و تركض حينا دون أن تعي للوقت و فكرت بأن تصل إلى معسكر والدها ... كانت المعركة هناك جهة الغروب ... لكنها ليس واثقة ... فأسرعت الخطى وهي تشعر بأن الظلام بدأ يحل .... و هي تسرع أكثر و أكثر سمعت صوت صهيل خيول ... فتوغلت بين الأشجار.... و أظلم الجو و أدركت أخيراً أن ما يحيط القصر ليست الحديقة بل ... الغابة !. اندست بين الأشجار و رأت جنوداً على خيول يسيرون على مهل و عليهم علامة طائر أسود اللون... و كانوا يضعون الأقنعة على وجوههم ... فجأة التفت أحدهم و حدق نحوها ... و اندست أكثر و ضربات قلبها ترتفع بين الشجيرات... هرع نحوها وهم من خلفه ... أخذت "غاردينيـا" تركض بسرعة خائفة و الحشائش و الأغصان تضرب وجهها و يديها لتخدشها .. و هم بأحصنتهم خلفها يتصايحون .. فقررت أن تدخل بمكان ضيق لو حتى جحراً , لقد فرت و لن تسمح لهم بأن يمسكوا بها ... لكن ... " آآآه ..." صرخت بقوة و أحدهم يمسكها من عباءتها أو غطاء السرير بقوة و يسحبها لتسقط على ظهرها و يتناثر شعرها الأشقر الطويل بكل مكان ... صرخ أحدهم بغضب " جاسـوس !! " " لا .. أنها امرأة ! " " بشعر كأنه نهر من الذهب ! أليست هذه اشارة نحس ؟! " "هيا نقطعها للعشاء ..." و تعالى ضحكهم المخيف و رأت بأن اسنانهم انياب مخيفة ... فارتعبت بشدة وهي تراهم يحيطونها بأحصنتهم المخيفة ... لملمت الغطاء حولها و صرخت بهم " دعوني و شأني ... " " لكن لا أظن هذا .. " و سخروا منها مجدداً , فأمسكها أحدهم بقسوة من ذراعها بقوة و سحبها وهو يقول " سأربطها على الحصان ! ". و فجأة ارتفع صهيل حصان مرعب قوي ... و ظهر الشبح الأسود , أو الحصان المرعب و من فوقه الفارس الأسود الضخم بكامل درعه ... خاف الرجال و تنحوا بسرعة وهم يتركون الأميرة تسقط مجدداً على الأرض... تقدم الحصان الأسود الكبير كأنه ثور هائج بسرعة و الأغصان تتكسر من حوله و نهضت "غاردينيا" بسرعة تريد الهرب ... لكن صوتا مخيفاً صرخ بها بغضب : " أتحـاولين الهرب هاه يا أميرة . تعالي إلى هنا ! " . صرخت غاردينيا وقبضة قوية تمسك بثوبها من وسطها و يرفعها عالياً ليبقيها حبيسة ذراعه و ثوبها يتطاير ... كان وجهها إلى الأرض ... و أخذ يركض بهذه الوضيعة المرعبة... صرخت: أتركني .. أتركني !!!. " حقا ؟! " زمجر بغضب ... " أن تركتك سوف تتقطعين تحت حوافر شيطاني الأسود ! " و رفعها جيداً ليجلسها خلفه على عباءته الغليظة وهي تتمسك بقوة بها ... قالت برعب في محاولة أخيرة : " أريد أن أخلصكَ مني !! ". زفر بصوت عالي و رد بغضب : لم أرى أميرة بلهاء مثلك من قبل !! , أفضلك و أنتِ صريعة ! " يقصد عندما كانت مريضة !!... فأحمر وجهها غضبا و رعباً ... ضربت كتفيه العريضتين من الخلف بقوة و قالت بعصبية " سوف أقفز و أموت لارتاح منكم ! " و فعلت ما قالته قفزت لكنه انحنى بسرعة إليها و توقف الحصان بقوة وهو يصهل غاضباً ... أمسكها بقوة مجدداً و صرخ بها وهو يهزها بعنف : يا مجنونة ! سوف اقتلك لكن اصبري قليلا !! " " لا ..لا .. اقتلني الآن ! " " من دواعي سروري لكن والدك العزيز قطع سيفي !! " حدقت به بعيون واسعة : والدي ؟!. " نعم هو ... هيا ابتسمي بفخر ! " لكن وجهه الغاضب المهتاج يجعلها تنسى شيئا يسمى ابتسامه... و فجأة سحب حبلاً و بسرعة غير ملحوظة ربطها بقسوة و طرحها خلفه على ظهر حصانه و كأنه كيس من المحصول . وهي نصف متدلية و وجهها مجدداً يقابل الأرض السريعة ... شعرت بأنها ستتقيأ من رؤية الأرض تطوى تحت حوافر حصانه الضخم... و شعرت بالألم الشديد بسبب حبله القاسي كانت بالكاد تتنفس و ذراعيها بوضعيه غير مريحة خلف ظهرها ... وصل للقصر و هبط بقوة وهو يمسكها بذراع واحد و يضعها أرضا بخشونة و يمسك بالحبل ليفكه بحركة واحده .. كانت دائخة جداً و مرهقة من كثرة ما ركضت ... فسقطت أرضا تلتقط انفاسها ...! " و الآن !! لدينا حديث خاص معاً ! قبل أن أكون لطيفاً و انفذ ما تريدينه بقتلك ! " قالت بسخرية لا تدري من أين جاءتها : آه لقد اغرقتني بلطفك يا سيدي .. أنـ.... قبل أن تكمل جملتها أمسك بذراعها بقبضته الكبيرة و شدها لتقف .. و كم كان طويلا مهيباً ... و فوق هذا عيناه المعدنيتان الرماديتان تشعان بغضب لا مثيل له... و شعرت بأنه سيقطعها بأسنانه أن تكلمت مجدداً... قال وهو يجرها خلفه ويدلف من البوابة الكبيرة : ستبقين في غرفتك و أن حاولت الهرب مجدداً فلن انقذ حياتك الهزيلة هذه الغابة مليئة بالوحوش و الحراس الذي أرسلهم يمرون منها دوماً فأن لم تسقطي بيد الوحش فأنك ستسقطين بأيدي الحراس وهم لا يأكلون سوى لحم البشر...! شعرت بالرعب يضرب قلبها الهش ... عندما قالوا بأنهم سيقطعونها و يأكلونها لم يكونوا يمزحون !!. قال ببرود وهو يلقي بنظره ساخرة عليها : أنا أجعلهم جوعى !و لا يخافون سوى مني .. و أن اردت النجاة فستبقين هنا و ستشربين دواءك قبل أن تبدأ الأعراض ... سألت بخوف وهي ترتجف بقوة : ألن يدخل هؤلاء الحراس القصر ؟!... لاحظت بأن القصر ليس به أي حراسة أو أقفال ...! , فقط ذلك العجوز الغامض الذي يجلب لها الطعام ! " أنهم يعلمون بأنه قصري فلا يأتون إليه ... " و فتح باب غرفتها و ألقاها على السرير... تأوهت بألم و بالكاد رفعت نفسها لتجلس... ساقيها متورمتان من كثرة الركض و جسدها كله يؤلمها بشدة ... وقف بكل كبرياء أمامها وهو عابس ... يتأملها ببرود ... نظر إلى جرة من الفخار موضوع على منضدة كبيرة ... فتوجه إليه و عباءته الثقيلة تسحب على الأرض ... سحب منه علبة زجاجية صغيره بها سائل أحمر .... اقترب منها فانكمشت على نفسها و أخذ كأس الماء من منضدة السرير و وضع به قطرات من السائل ثم مد الكأس إليها ... و أمرها بقسوة : " اشربيه ! " التفت ليعيد الزجاجة للجرة .. التفت اليها و وجدها متجمدة ممسكة بالكأس الذي أصبح الماء فيه زهريا فاتح اللون... قالت بخوف : ما هذا ؟! هل ستسممني ؟! . توسعت عيناه غضبا و توجه نحوها بخطوات ثقيلة غاضبة فضمت نفسها رعبا وهي تدس رأسها ... قال بعصبية وهو يمسك بمعصمها بشدة شعرت بأن عظامها تداخلت ببعضها من قوة ضغطه... صرخت به : آه أنت تؤلمني !!. " هذا دواءك يا حمقاء ! اشربيه الآن !! " قالت بألم و دموعها تلمع : أنت قلت بأنك ستقتلني و أنا لن أشربه !! " اخذ الكأس منها بغضب و كان هو قريبا منها , قال بحده و قوة جعلتها تصرخ خوفا و تندس : " لا يخالف أحد أوامــري ! هل تسمعين ؟! " و ضرب الكأس بالجدار بقوة جعلته يتفتت إلى ذرات و يتطاير الشراب اللامع الوردي... أخذت "غاردينيا" تبكي بشدة و تراجعت حتى وصلت منتصف السرير وهي تضم الوسادة ... قالت بنبرة باكية حادة : ليت والدي قطع عنقك و ليس سيفك !!. رأت عينيه تشتعلان غضبا و ادركت بأنه الآن سيقتلها ... لكنه استقام و أغمض عينيه بقوة ثوان ثم فتحهما و قال ببطء و برود فاجأها : " اسمعي يا طفلة ! , أنا سأخرج و لديك ذلك العجوز ليجلب لك الطعام وأن شعرت بالألم تلك الزجاج بها الدواء مركزاً فضعي منه قطرات في الماء و اشربيه . أنت لن تموت الآن أتفهمين؟ . و قريباً سوف تندمين على ما قلته و سأرسل لك رأس والدك كذكرى هنا . لقد انسحب الجميع لكنها البداية فقط ! " . و كانت عيناه تقدحان شراراً حاقدا و غضباً رهيباً.... التفت مع عباءته و خرج بسرعة ... |
#38
| ||
| ||
ليس هناك مجالا سوى المواجهة ... ثم بعدها لن يتاح الهرب .... أنها تعرف أن اليوم المرعب سيأتي حتما آخذا معه كل السعادة الحاضرة و الماضية ~! طرقت الوصيفة الباب وهي تقول بقلق : سيدتي , يجب أن تخرجي !. فكرت الأميرة "أنابيـلآ" بورطتها ... قالت بتوتر وهي مختبئة في سريرها : آه ليس بعد ... قالت الوصيفة بيأس : الأمير طلب مني مساعدتك !. أرجوك افتحي... فكرت الاميرة برعب أنها لن تريد الخروج من غرفتها و لكن لا يتفهمون... مالضرر من النوم طوال الأمسية وهي لن تشكل عائقاً للأمير و لن يضطر لتفسير سبب وجودها هنا , كما أنها لا تملك فساتين ...!! جاءتها فكرة جميلة ... ستدعي المرض !. تظاهرت بالكحة بشدة و لم يكن عليها أن تتظاهر بالشحوب و الإعياء فهي شاحبة حقاً و مرهقة جداً .. نعم ليس عليها أن تهبط حيث الضيوف الغرباء... لكن المرعب ماذا لو كان هنالك شخص ما قد يتعرف عليها و يهرع ليخبر والدها عنها و ذلك الشخص... ذلك الرجل الـ... فتح الباب فجأة و شهقت خوفاً و اندست وهي تكح مختنقة بصدق !. قالت العجوز جانين بشفقة وهي تقترب منها : يالا الطفلة المسكينة أنها مجهدة ... و عيناك تبدوان فزعتين . آوه يا عزيزتي لم الخوف؟ . قالت أنابيلآ بصوت ضعيف وهي ترفع الغطاء حتى ذقنها : أني... أني متعبة لا استطيع النهوض... و أغمضت عينيها الجميلة وهي تتنفس بصوت متألم مسموع... قالت العجوز فجأة للوصيفة : هيا نادي الطبيب بسرعة...! ففزعت الأميرة أن يكشفوا خدعتها , فقالت باضطراب : آه .. لا ...لا داعي .. سوف أنام فقط ... أرجوك سيدتي...! حدقت بها العجوز و قالت باعتراض و عصبية : بالطبع يجب أن نستدعي الطبيب كنت أعلم أنه بعد نزهتك مع الأمير سوف ترهقين , هو لا يعرف كيف يتعامل مع الأميرات... و قلقت أنابيلآ بشدة و شعرت بأنها سيغشى عليها من الرعب ... العجوز تعلم حقا بأنها أميرة وهي مقتنعه جدا بهذا بالإضافة أنها تتكلم بصوت عالي واثق ... ماذا لو سمعها أحد ... دارت عيناها و شحب وجهها أكثر و أكثر...! _ آوه رباه أنتِ مستنزفه تماماً ...كل ذلك بسببه . أنا سأريه بنفسي... فكرت الأميرة بارتياح بأنها لن تتلقى اللوم... و دخل الطبيب مسرعا و من خلفه الوصيفة التي قالت بصوت متهدج : " لقد قابلت الأمير بطريقي و أخبرته عن مرض الآنسة النبيلة ! " قال الطبيب وهو يمسك بمرفق أنابيلآ الرقيق برقة و يضع يده على جبينها النديّ : " أن حرارتها مرتفعة ولكن أطراف يديها باردة كالثلج ! ..هذا لا يبشر بالخير... كما أن وجهها فقد لونه , عزيزتي مؤكد بأنك لم تتناولي طعامك جيداً اليوم . ". فجأة و بدون طرق على الباب دخل الأمير "أليكسس" بقوة وهو يقول بصوت مرتفع قلق " أنــابيلآ ! " ثم تنبه للوجوه التي تحدق به فقال بسرعة وهو يعتدل بوقفته : أعني , ضيفتي النبيلة هل هي بخير ؟! " شعرت أنابيلآ بأنه سيغشى عليها ... و سقط رأسها على الوسادة وهي تدير وجهها عنه ..سوف يعلم بأنها تمثل و سيفضح كذبتها ... لقد قضي عليها !. اقترب قليلا بحذر و نظرات السيدة جانين تلسعه بلا رحمة و كأنها تنتظر مغادر الوصيفة و الطبيب حتى تشن هجومها عليه و لن ترحمه هذه المرة ... قال الطبيب فجأة : لقد ارتفعت نبضات قلبها و حرارتها... يجب أن أحضر الدواء .. ضعي بعض المناديل القماشية الباردة على جبينها آنسة جين... و نفذت الوصيفة ما طلب وهو يغادر معتذراً بينما بقي الأمير واقفاً بمكانه بين السرير الملكي حيث أنابيلآ تتظاهر بالنوم و بين الباب من خلفه... أخذت جانين القماش الناعم من يدي الوصيفة و امرتها بالذهاب... فغادرت...وضعت القماش برقه على جبين الأميرة ... ثم التفتت بحده نحو "أليكسس" و صرت أسنانها وهي تهمس : " مالذي فعلته ؟! " " فعلت ماذا سيدتي ؟! " قال أليكسس بتوتر خفيف . " لقد ارهقت الفتاة المسكينة و من أول يوم ! فيما تفكر هاه ؟! إياك أن تقترب منها مجدداً " قال أليكسس معترضا وهو يتقدم ببطء : لكني لم أفعل شيئا... " ثم عبس وهو يتذكر بأنه تسبب في بكاءها لو علمت جانين بهذا فستقتله ...! هو يعرف مربيته الرائعة هذه , تستطيع التحول من امرأة دافئة حانية إلى تنين مرعب !. طرفت الاميرة بعينيها فهي لم تعد قادرة على تجاهل ما يحدث و حاول الجلوس وهي تهمس : سيدة جانين.. أنا بخـ... قاطعها برقة وهي تمنعها من النهوض : بالطبع لا .. أبقي مستلقية... فاحمرت وجنتاها و وقع بصرها على الأمير الوسيم المرتبك... تشجع قليلا و تقدم خطوة وهو يحدثها برقة " هل أنت بخير ؟! " " وهل تراها كذلك يا فتى ؟! , لماذا أنت واقف هنا . هيا غادر فستتحسن صحتنا جميعاً .." تجهم الأمير و قال بنبرة محطمة بسبب نعتها له بالفتى : حسنا... و لم يقل أي شيء آخر ... فقط دار حول نفسه و غادر بسرعة... شعرت أنابيلآ بالحزن لأجله... آه لم يكن عليها أن تفتعل كل هذه الفوضى لأجل أنها ترتعب من الحفلة ... ما لذي يجب عليها فعله...؟! دخل الطبيب و اعطاها دواءً دافئا و شراب طبيعيا ثم غادر و معه الوصيفة... ظلت العجوز جالسة عندها ترتب المناديل الحريرية برقة ... تنهدت الأميرة و قالت بشعور بالذنب : آسفـة .. أني لم أقصد افتعال كل هذا... اليوم حفلته و لا يجب أن يعبس هكذا ... " آوه ذلك الشاب .. دعك منه ! " قالت العجوز بمرح وهي تضع المناديل في صندوق صغير معدني أنيق .. " لكن .. سأتحسن الآن و... و.... سأقبل دعوته لي... أود هذا لكن ..." حدقت بها العجوز برقة و قالت : يا عزيزتي . أنت مضطربة و خائفة في هذا المكان الغريب أنا أفهمك تماماً , خذي هذا المنديل الرائع أنظري عليه رسم إوزة خيالية ... أنه وحيد من نوعه وهو يناسبك..." و وضعت منديلاً أبيض منقوش بخيوط من ذهب و رسم أوزة على طرفه الرقيق بين يديها .. كان جميلاً و فريداً كما قالت بالضبط... ابتسمت الأميرة بشحوب ... و قالت بامتنان : آوه أشكرك سيدتي... " ناديني جانين فقط يا أيتها الزهرة الرقيقة...! , يبدو اللون الذهبي يليق بك . أنت أميرة حقيقية .. " حدقت بها أنابيلآ و قالت بتردد : ماذا ؟!. _ أني لا أقدر على تخيل جمالك به ... أتحدث عن الفستان الحريري الذهبي ! سأجلبه لك فوراً... لكن أن كنت فقط متأكدة من قبولك الدعوة !. قالت أنابيلآ بسعادة : أنا متأكدة ...! و بعد دقائق طويلة ... وقفت "جانين" تحدق بها بإعجاب شديد و كذلك الوصيفة مبهورة بجمال "أنابيلآ" الراقي و شعرها الحريري الداكن الحمرة يتدلى وقد أحمرت وجنتيها ... كان الثوب ذهبياً يليق بها تماماً... قالت العجوز بنبرة قلقة فجأة : أتعلمين شيئا .. أني خائفة عليك .. تحتاجين لحارس . أو ما رأيك أن ننسى فكرة الحفلة في الأسفل و نسهر هنا نستمتع بالنجوم ؟!. "آوه " تنهدت الأميرة ... فضحكت جانين و قالت : أني أمزح بالطبع !... لكنك تسرقين الألباب و سآمر الوصيفة بمرافقتك دوماً ..." فابتسمت الأميرة بسعادة.... طرق الباب فجأة و ذهبت الوصيفة لفتحه ... عادت أدراجها و قالت بتوتر طفيف : " الأمير أليكسس يريد اصطحاب أنابيلآ للأسفل ! " قالت العجوز بحدة : ماذا ؟!! و ارتجف قلب أنابيلآ و عاد الخوف يهاجمها و فكرت باقتراح جانين عن مراقبة النجوم هنا... قالت بخوف وهي تمسك فستانها... " مهلا لا ... أنا ... أنا لست... لست مستعدة... أنا... " عندما لاحظت جانين ارتجافها و رعبها هدأتها وهي تمسح على يدها المشدودة على الثوب : لا تقلقي حبيبتي المسكينة. ستكونين بخير ". " لكن لا..." أكملت بشفتين ترتجفان " أنها الحفلة...! أنا... أخشى ... رباه كان علي النوم..." و شحب وجهها فخافت العجوز أن تسقط مغشيا عليها قالت وهي تجلسها على أقرب كرسي : لا لا عزيزتي... مهلك كل شيء سيكون بخير...! , سنخرج قليلا لندعك ترتاحين بعض الوقت... و سأطلب من أليكسس القدوم لاحقاً... و اتجهت جانين نحو الباب ففتحه و خرجت ومن خلفها الوصيفة... أخذت أنابيلآ تتنفس بعمق و ألقت نظرة آخرى على نفسها ... ثم اطمئنت و مشت ببطء نحو الباب ... وجدت الوصيفة تنتظرها آخر الممر... تقدمت إليها مبتسمة و رافقتها برقة إلى الدرج الكبير الذي يطل على القاعة ... قالت أنابيلآ بقلق : هل هناك درج آخر ...؟! _ نعم لكنها بعيدة جداً سيدتي . من الأفضل أن ننزل من هنا كي تحفظي الطريق . و أنا في خدمتك دوما سيدتي. _ حسنا... ها نحن ... و نزلت الأميرة و من خلفها وصيفتها ... و رأت "أليكسس" واقفا بين بعض الأمراء عابس الوجه و يتكلم بحده كما عرفت من تعابير وجهه .. ياله من أمير مثير للغرابة . يبدو حاد التقاسيم و بارد الطباع لكنه يقدر أن يكون دافئا للغاية... فجأة التفت نحوها وهي لا تزال بمنتصف الدرج و توسعت عيناه الزرقاء الرمادية بدهشة و قد فتح فمه قليلا وهو يهمس.... ترك رفاقه بسرعة و تقدم إلى نهاية الدرج ليستقبلها ... قالت الوصيفة برقة من خلفها و مرح : أرأيتِ سيدتي الأمير هنا... نظرت إليه كم يبدو وسيما ببدلة الأميرية الخلابة وهوينظر نحوها بهذا الشكل و كأن لا وجود لأي شيء غيرهما... أمسكت بيده و كانت تلبس قفازات طويلة بيضاء.... فرفع يدها و قبلها وهو يشكرها برقة ... قادها إلى طرف القاعة متجاهلا النظرات إليهم و توقف قرب طاولات كبيرة مملؤه بالكؤوس و المأكولات الخفيفة الشهية... سلمها كأس من العصير وهمس بلطف : تبدين مذهلة أنابيـلآ ! كالأزهار رقيقة جداً و متفتحة . قالت بابتسامه : لكن للأزهار أشواك ! قال مصراً وهو يتأمل شعرها : لا ... أنتِ بلا أشواك . أنت بقطرات ندى جميلة و باردة فقط .! فأحمر وجهها كثيراً ... مالذي يحاول قوله ؟! وصفه سيء !! قال بلطف : هكذا .. لا حاجة بنا للخوف آنستي . أنتِ بأمان . لكن . اضطر الأمير للذهاب سريعا و بقيت هي مع وصيفتها التي تدعى جين ... و ظلت واقفة على أعصابها و تراقب وجوه الضيوف . أن تعرفت على أحدهم سوف تفر هاربة بلا رجعة ... و أخذت تفكر أين كان موقع الاسطبل ؟!... ثم نظرت لثوبها ... يوه لا يجب أن تهرب بهذا الثوب الرائع... و فكرت بيأس لن يكون لديها الوقت كي تصعد و تبدل ثيابها و تنزل لتهرب... رباه الليل طويل !!. فجأة سمعت صوت ناعم من خلفها : من تكونين ؟!. فلتفتت بقلق و رأت أميرة جميلة مع وصيفتين , لكن نظراتها متكبرة وهي تتفحصها بدقة .. قالت أنابيلآ بتوتر مخفي : أنا ضيفة هنا مدعوه من قبل الأمير. رفعت الفتاة حاجبيها و قالت ببروده : حقا دعاك ؟! , وما صلتك بالعائلة الملكية ميرديلايك ؟!. توترت أنابيلآ كثيراً و قالت ببطء : لقد أتيت نيابة عن ابنة عم .. خالة حفيد جدي من جهة أمي ! .. و تبسمت لها بكبرياء , طرفت الفتاة بعينيها .. ثم قالت بشموخ و غرور : أنا الأميرة ناديـن , خطيبة أليكسس , كان عليه اخباري بكل المدعوين لكن لا بأس تبدين غير ملفته للنظر , إذن عائلتك نبيلة قديمة فقدت مركزها ؟! , هل ذكرتِ اسمها ؟! لكن هذا لا يهمني ". ألقت ابتسامة استخفاف و مشت مبتعدة .. اتسعت عينا الأميرة . لم ترى فتاة وقحة مثلها ... و هي خطيبة أليكسس ! يبدو بأنه لا يجيد اختيار امرأته !. لا يهم سوف تحاول أن تبقي بمكانها هنا قدر الإمكان لأنها تقدر على رؤية الدرج الذي يؤدي للأعلى حيث الأجنحة و غرف الضيافة و غرفتها هناك... و سألت فجأة وصيفتها اللطيفة التي قدمت لها الشراب : " هل خطيبة الأمير السيد هي أميرة ؟! " " آوه أجل سيدتي ...الأميرة نادين كلاريكسر , أنهما مخطوبان منذ زمن طويل , لكن صديق للأمير كان يمر بأزمة ما و سافر الأمير لدعم صديقه و قد عاد الآن ليعلن خطبته رسمياً ". وقع بصر الأميرة على "أليكسس" الذي كان يتحدث مع مجموعة من الأمراء و النبلآء ... و فجأة التفت أحدهم و وقع بصره عليها ... فتوسعت عيناه و فتح فمه قليلا ... ثم تبسم لها و قال شيئا ما جعل أليكسس يلتفت .. أحمر وجه أنابيلآ و بسرعة التفتت بعيداً ... أخذ قلبها يدق بقوة و قالت رباه هذا تصرف غير لائق .. لكنه لن يلاحظني حتما...! بعد ثوان وهي تستعيد دقات قلبها . همس أحدهم قربها برقة : مساء الخير , آنستي النبيلة . التفتت نحو الصوت الغريب و عرفت الشاب الأمير الأنيق الذي انتبه لها أولاً .. فردت التحية بلطف... حدثها برقة : سيدتي تبدين بهية جداً الليلة , أسمحي لي بأن أعرفك على نفسي , أنا نايتل جيمسان.. صافحت يده الممدودة ولكنه رفعها و قبلها وهي تنظر خلفه . كان الأمير أليكسس ينظر إليها بتركيز و بيده كأس فاخرة .. و بدا فضوليا قليلا ... سألها بلطف : قال لي أليكسس بأنك قريبته من بعيد ... شيئا ما عن ابنة عم من جهة الأم ؟ . فضحكت أنابيـلآ برقة من اكتشافها لتشابه كذبتهما ... فتبسم لها الأمير بمرح و قال : حسنا يسعدني أن أتعرف إليك... قالت برقة : أدعى أنابيـلآ ... _ اسمك راقي سيدتي . و ناعم مثلك . فاحمرت وجنتاها و قالت : شكراً لك سيدي ... " أتسمحين لي برقصة معك ؟! " " آوه... أنا... " مال برأسه و قال وهو يمسك بيدها : فقط لعدة ثوان... لا يجوز أن تبقى نبيلة مثلك وحيدة . و قادها للرقص و كان رقيقا معها و يحدثها بهدوء و بطء عن بعض الموجودين... و بينما الأميرة تنظر حولها ... دخل شخص غريب للحفل ... شخص وسيم ذو ملامح ذكية و برفقته شابة جميلة ربما أميرة.... لكن الصدمة بأنها تعرفت للرجل ... نعم .. هو يعرفها ايضاً.... توسعت عيناها و اضطرب قلبها... قالت بقلق وهي تترك كتف مرافقها " آوه ... يجب أن أذهب ... " و أخذ قلبها يدق بجنون.... و شحب لونها بسرعة... ان ذلك الغريب أو ذلك المعروف يعرف والدها و سيتعرف إليها بسرعة .... و سيخبر والدها و سيعرف أليكسس و أين سيكون مفرها ؟!. تركت "نايتل" و هرعت تركض أن الشخص يسلم على أليكسس و أن فرت بسرعة لن يلحظها أحد ... و لكن أليكسس أفسد الأمر و هو يلتفت نحوها مذهولا بشكل واضح جعل الشخص الذي يعرفها يتلفت أيضا لرؤية ما يراه و غطت وجهها بيديها وهي تمر بسرعة من عند الموائد ...و اختفت خلف الستائر ثم قررت أن تصعد السلم الآخر للأعلى لأنها من ارتباكها ابتعدت عن مكانها الأول ... ونظرت من خلف الستارة ... وجدت أليكسس يتحدث مع نايتل المفاجأ و الشخص الذي يعرفها لم تره ...!! ألهي أين اختفى ...؟! صعدت الدرج الجانبي بسرعة و هذا الثوب الكبير يعيقها قليلاً... و ارتعبت و خافت بشدة و كأن الوضع يتكرر....!! دخلت الممرات و أخذت تسير بقلق بالغ وقد جف حلقها... اضاعة غرفتها من هنا و كانت هنالك موائد صغيرة و عليها تحف كثيرة و غرف بلا عدد.... و داخت من شدة الخوف.... أن الماضي الغير بعيد يتكرر معها , تبا لقد أخبرتهم أنها لا تريد الحفلات ... أنها ترتعب اضافة إلى أن هناك من يعرفها... و سيفتضح كل أمرها.... و سيلومها الجميع و سيصدم منها أليكسس الذي منحها ثقته ... سوف تدمر تماماً و سمعتها ستكون على كل لسان ...! ظلت تدور بالممرات و يديها على قلبها و لم ترى أحد خادم أو وصيفة !! لقد .. دخلت بمنطقة خالية !! نفس ما حدث من قبل.... سمعت فجأة صوت خطوات بطيئة ... اتسعت عيناها... و اهتاج قلبها... رباه أنه ذلك الشخص !! رآها و عرفها و سيلحق بها بالطبع ...!! |
#39
| ||
| ||
مرحباااااااااااااااااااااااا البارت يججججججججن شكرا لارساال البارت ^____________________________^ |
#40
| ||
| ||
(( ويلتف الغموض ! )) هرعت بسرعة إلى ممر آخر و الخطوات تتبعها وضربات قلبها تعلو فوق تنفسها المتقطع ... رأت ستار كبير فوقفت خلفه بجانب مائدة صغيرة عليها تحفة ما... و فكرت بأنها ستضرب الرجل أن حاول اجبارها على أي شيء... و اندست لا تسمع سوى صوت قلبها كأنه الطبول و انفاسها تقطعت تماماً .... توقفت الخطوات و اختفى الصوت... لا تدري كيف لكن فجأة سُحبت الستارة بقوة و صرخت أنابيـلآ برعب وهي بدل أن تمسك التحفة لتضرب قفزت فوق المنضدة كي تهرب من الشخص...! لكنها تعثرت بثوبها و سقطت أرضا.... شهقت برعب وارتجف جسدها عندما أمسكت بها يدين بقوة على كتفيها... أخذت تبكي متوسلة لأن لا طاقة لها وهي تشهق خوفا : أتركني.... رباه أتركني ... لا تلمسني !! . و حاولت فك اليدين عنها بيأس ضائع ... فقال أليكسس مذهولا خائفا عليها : أنابيلآ !! عزيزتي أنه أنا !! أنابيلآ أفتحي عينيك !! يا ألهي... كانت أنابيلآ منهارة و لن تقدر قط على مواجهة نفس الموقف المرعب مرة آخرى ...!! لم لا يفهمها أحد ؟!!. صرخت مجدداً بصوت باكي متقطع : ابتعد... ابتعد... ابتعد....!!! و فجأة صفعته بقوة على وجهه . "آه " تفاجأ أليكسس بشدة من الضربة وهو يشعر بالألم في أعماقه وغاص قلبه وهو يراها منهارة بلا قوة هكذا ... كأن كل دفاعاتها تفتتت ...!! و لم تعد تثق بأحد... ضيق عينيه و شعر بالغضب يعميه لأي شيء سبب لها هذا... فأحكم يديه حول رسغيها و نهض وهو يشدها معه ثم احتواها إليه مهدأ و بشكل حاني.... كانت ترتجف بقوة و جسدها بارد كالثلج... كأن روحها ستخرج...! قال بصوت رقيق كالحرير بأذنها : أنا أليكسس , أميرتي. هدأ ارتجافها قليلا و شعرت أخيراً بالدفء يحيطها و الأمان... ظلت صامتة مصدومة... وقد شل عقلها عن التفكير... ثم أخذت تتنفس مجدداً... شجعها أليكسس بنفس الصوت : أجل أميرتي... أنت بأمان آنــابيلا !. و تركها ببطء ثم شعر بقدميها ينهاران... و عاد بسرعة وحملها... نظر إليها و قد أغمضت عينيها و الدموع تكسو وجهها ... و شفتيها محمرين من شدة رعبها ... وجهها الجميل شاحب للغاية ... همست بشيء ما... و مشى بها إلى ممر جانبي واسع و خالي... انحنى برأسه قليلا إليها و همس برقة : ماذا أميرتي...؟! فكبت أنابيلآ خجلا من نفسها و ارتجف جسدها... سمعته يقول بضيق " آوه لا...لا بكاء... سآخذ لغرفتك كي ترتاحي " قالت بصوت مبحوح وهي تغمض عينيها بقوة : أنا آسفـة...يا ألهي... غض على شفتيه و قال بحزم : سوف نصل للغرفة و ترتاحين و بعدها يمكننا الحديث أما الآن لا أريد أن أسمع منك شيئا...!. وضعها على السرير و سحب من الجانب غطاءا خفيفا ليضعه حول كتفيها وهي ترتجف بشكل مخفي...جلس أمامها تماما و حدق بها بتوتر... أمسك بيديها بين يديه و همس برقة : " انت بأمان الآن ... افتحي عينيك و انظري إلي...! " قالت باكية وهي تشيح بوجهها بعيداً : لا... لقد افسدتُ كل شيء... أنظر إلى كيف هربت كالمرعوبين و أفسدت حفلتك تماما... و بدلا أن تكون بالأسفل ها أنت هنا تشفق علي بعدما ضربتك ! . ضيق أليكسس عينيه لكنه قال برقة وهو يهز يديها : ليس هناك أي شيء صحيح مما قلته ! , أنت وضحت لي كل شيء أنا من أجبرك على خوض التجربة و كنت أشعر بأنك خائفة و دفعتك لهذا لذا إياك أن تلومي نفسك !.... و بالنسبة لكلمة شفقة هذه لا أريد سماعها ... أنابيلا أنظري نحوي !! و أغمضت أنابيلآ عينيها بقوة رافضة ... فأمسك بذقنها ليديرها نحوه فحدق بعينيها العسلية الرائعة الدامعة ... قال بلطف : كل شيء سيكون على ما يرام ... أنا لن أدع أحدا يؤذيك ! . ورأت الصدق و الأمان في عمق عينيه الجميلة و أنه مهما كان فلن يدع أحد حقاً يؤذيها ., آوه أين يوجد الأشخاص بمثله ؟! همست بتردد بعدما هدأت قليلا : حسنا... لكني.. أود مقابلت أمك كي ... أنت تعرف . تغير وجهه و قال ببطء : الملكة ستأتي غداً ... وكذلك أختي لا أظنها ستتركك تعملي لديها . صدقيني " لكن هذا ما أريده و أن لم تفعل سوف أضطر للمغادرة !" قال أليكسس عابسا منزعجا من فتحها لهذا الموضوع الغير مهم بالنسبة له : سوف يحل كل شيء بعد أن تأخذي قسطا من الراحة ,هيا نامي الآن . " لا أريد النوم ..." كانت تنظر حولها بعيداً وهي مهزوزة الكيان والأمير يجلس مقابلها ..أمسك وجهها بين يده وجعلها تنظر في عينيه مجدداً... كان ينظر إليها بعمق و قد نسي كل شيء... وهي غرقت في عينيه الهادئة .. بالرغم من هذا رأت هي حواجز كثيرة و حدوداً حمراء ترتفع بينهما , بدا بعيداً عنها رغم قربه .. " حتى أننا لم نرقص معاً " قال هامساً و كأنه يحلم . و فجأة فتح الباب و ظهرت السيدة "جانين" و قالت وهي تهرع نحوهما و من خلفها الوصيفة " يا ألهي ! . هل أنتِ بخير ؟! ". و بسرعة أنزلق "أليكسس" من مكانه و خرج من الغرفة , بينما أنابيلآ قد تخدرت كلياً .. " مالذي حدث ؟ " سألت جانين بضيق وهي تمسك بيد الأميرة الشبة مغشيا عليها. لم تقدر على النوم طوال الليل , و الوصيفة كانت بخدمتها وقد جلبت لها الطعام لكنها لم تذق أي شيء و لا شربة ماء حتى . و نهضت لتنظر من الشرفة بهدوء و كانت تطل على الحديقة و رأت أليكسس واقفاً يودع بعض الأمراء و الأميرات و رأت خطيبته واقفة بجانبه و كانوا بعيدين جداً لكن الهواء نقل أصوات الضحكات و الهمهمات المرحة .. و تنهدت بيأس دون أن تدري وهي ترى الأمير يتأبط ذراع خطيبته و يمشيان في عمق الحديقة معاً و سالت دموعها بحسرة , لم حظها ألقى بها إلى وحش كاسر ؟ , بينما هنالك من يستطيع أن يدعمها بحنانه وستهبه هي كل روحها إن وجدت الحب .. أو أي شاب يتقدم إليها بصدق ... و أصرت بداخلها أن تنتشل نفسها من عالمها المظلم القاسي . و تقبع في مكان آمن كقوقعة تكونها لنفسها ... إلى حين أن تفك صدمتها ~ لكن هل تقدر وحدها أن تعالج روحها المكسورة ؟ و بينما هي جالسة بخدر على الكرسي قرب الشرفة , دخلت الوصيفة وقالت بلطف : الأمير أليكسس يود أن يلقي عليك تحية المساء. لقد سألني أن كنت مستيقظة. " آه ! , و كم الوقت الآن ؟ " " منتصف الليل , آنستي " , فكرت أنابيـلآ ربما عليه أن يلقي تحية الصباح !. و خرجت الوصيفة ليدخل أليكسس مبتسما بسحره الأخاذ . بينما هي تشعر بالتعاسة وحاولت أن تنهض لكن ساقيها لا تساعدان .. " لا ..لا تقفي أنابيلآ. لماذا أنت مستيقظة حتى هذا الوقت , أننا بمنتصف الليل ! " و ظلت جالسه ,همست له بحزن وهي تنظر إلى خده " آسفة لما سببته لك , وتلك الصفعة رباه ..". التمعت عيناها بالدموع وهي تقول بصوت باكٍ : أنظر ما فعلته لك بعد الذي فعلته لي من خير ! . " هل يجب أن نعود لهذا الموضوع مجدداً ؟ " قال بعبوس وهو يقف قليلا . ثم سحب كرسيا و جلس معها وهو يرى ضوء القمر يعكس على وجهها الشاحب و أثار الدموع . " لم كنت تبكين؟ , يا ألهي .. لم أظن بأن هنالك أميرة مثلك , هل ... ستخبرينني بما حدث ؟ " و هزت رأسها نفياً وهي تكافح الدموع و تنهد هو بيأس كيف سيكشف أغوار السر الذي تبقيه لنفسها .. وبدون أن تعلم لمست خده الذي صفعته وتمتمت بحزن " أليكسس سامحني !" قال أليكسس مصدوما ومنزعجاً وهو يمسك بيدها : أنابيلآ توقفي عن هذا !! , أنت تغضبينني . أنا الذي أفزعك !. أليس هذا خطأي قلت لك أنني سأكون معك في الحفلة لكني تركتك . لذا أنا استحق الضرب وليس مجرد صفعة لطيفة !. تنهدت أنابيلآ وحاولت سحب يدها منه لكنه نهض و انحنى ليقبل يدها و قال : سوف نتحدث غداً... يجب أن تنامي جيداً , اتفقنا ؟. ونهضت وهي تقول بحزن : أجل, طابت ليلتك. " طابت ليلتك يا أميرة " و قبل يدها مجدداً وهو ينظر في عينيها ثم همس وكأنه يسأل نفسه " أني أتساءل عن الذهب في عينيك . ينصهر بجمال عندما تكبحين عواطفك هكذا... ألم تـ....". وقطع سؤاله وهو يراها مرهقة لا تكاد تنصت له , فابتسم و غادر بصمت .. في الصباح الباكر استيقظت على أصوات الجياد و ساعدتها جين على تبديل ثيابها لتلبس ثوبا جميلا أزرق فاتح اللون , تناولت شيئا يسيرا من الإفطار و قالت " ما تلك الأصوات ؟ " " الأمير أليكسس يتدرب مع أحد الأمراء ..." توسعت عيناها و قالت بلهفة " أريد أن أراه ..." و نزلت بسرعة و من خلفها الوصيفة , ووقفت تحت الشرفات الأرضية للقصر وهي ترى أليكسس راكباً "إينوس" ومعه سيفه مقابلاً شابا آخر يضع قناعاً على أنفه و فمه مع قبعته الفارسية راكبا حصانا داكن و هما يتبارزان بمهارة و قوة و الأحصنة تلتف وتدور حول بعضها و الشرارت تتطاير و الغبار يتعالى بقوة ... وظلوا هكذا فترة طويلة ..و رأى أليكسس "أنابيـلآ" و توقف دون أن يشعر و فجأة ضربه رفيقه في درعه و اهتاج إينوس و سقط أليكسس عن ظهر حصانه... شهقت أنابيلآ رعباً وهي تنادي " أليكـسس " قفز الأمير الأخر من حصانه و ساعد أليكسس على النهوض و هما يضحكان .. ارتاحت أنابيلآ ظنت بأنه أصيب ! اقترب منها قليلا وهو يبتسم بسحر قائلا : صباح الخير . و اقترب الأمير الآخر وهو يجر حصانه وقد بدت عيناه غامضتي النظرة ... قال أليكسس له " أنابيــلآ .. هذا ..." و خلع نايتـل قناعه ثم ابتسم لـ أنابيلآ وهو يكمل قائلا " مرحباً سيدتي النبيلة ! , أرأيت كيف قمت بضربه على قلبه . لكنه لم يمت ..." بالطبع لأن أليكسس كان يلبس درعه على صدره و كذلك نايتل وهما فقط يتدربان دون أن يؤذي أحدهما الآخر بهذا الشكل .. و ابتسمت له أنابيـلآ وعلى مزحته اللطيفة . أتت جانين مبتسمة بحنان وهي ترى الأميرين ينحنيان لها وأمسكت بيد أليكسس وهي تقول لهما " أذهبا لتبديل ثيابكما و لنتناول القهوة في الشرفة هنا..." وذهب الأميران و أليكسس يرسل ابتسامه لـ أنابيـلآ مرحة دليل على تغير مزاجهما منذ الأمس للأحسن... أتت الوصيفات و جهزن القهوة و الحلويات اللذيذة تحت الشرفة الفخمة و جلست جانين تتحدث مع أنابيلآ بلطف شديد و كأنها أم لها و أقبل نايتـل مع أليكسس و كأنهما يتجادلان حول أمور السيوف وسبق نايتـل أليكسس ليجلس بجانب الأميرة .. و حدجه الأمير بعبوس بينما نايتـل يبتسم بمرح و إغاظة وهو يسترخي و همس لـ أنابيلآ بشيء جعلها تضحك ... بينما أليكسس يجلس بحده بجانب جانين التي سكبت لهما القهوة ... قال نايتـل بعطف حقيقي : قال أليكسس بأنك كنت مرهقة بالأمس لذا غادرتِ سريعاً , كيف هو حالك اليوم ؟ أجابته بلطف : أنني بخير حقا , أشكرك أيها الأمير... " لم يتسنى لنا حتى التعارف جيداً .. أو أكمال رقصتنا ! " وتوقف أليكسس عن شرب قهوته وهو يراقبهما بهدوء... اعتذرت أنابيلآ برقة ... و فجأة أتت الوصيفة مسرعة وهي تقول " يا أسيادي لقد أتت الأمير نادين .. وقد أخبرتها أنكم في الشرفة الملكية تتناولون القهوة..." و أقبلت الأميرة نادين بأبهى حلة لها وهي تتهادى في مشيتها ومن خلفها وصيفتها الخاصة .. نهضوا جميعا لتحيتها و نايتـل يعبس و ينهض ببطء... أخذت تنظر فقط لـ أليكسس وهي تمد يدها له و تبتسم بشكل مكلف... قالت : " لقد قلت لي بالأمس بأنك جلبت لي هدية , و أنا لم استطيع الانتظار حتى حفلة المساء الليلة . فأتيت الآن ". قبل أليكسس يدها بهدوء وهو لم يبتسم بل ينظر نحوها بعطف قال : أجل عزيزتي... سآمر الخادم بأن يجلبها . و كأنها للتو تنتبه للأخرين و وقع بصرها على أنابيلآ مطولا فأجلسها أليكسس بجانبه و استمرت هي بالحديث عن كل شيء يعنيها , بينما اكتفى أليكسس بالاستماع و بان الملل بوجه نايتـل... بعد دقائق استئذنت جانين لأن لديها عمل هام لأجل تجهيز حفلة الليلة للملكة. سمعت أنابيـلآ صوت صهيل معروف فالتفتت تنظر للأشجار , و أتى السائس الخادم و معه تلك الفرس الجميلة البيضاء ..." سيلفرين" تمشي بخيلاء وهي مسرجه بالذهب اللامع تحت الشمس و كأنها فرس من الاساطير ... نهض أليكسس و نهضوا جميعا و أمسك بيد نادين المذهولة وهو يقودها إلى اسفل و أنابيلآ واقفة بجانب نايتـل ... قالت نادين غير مصدقة : هل هذا الحصان هو الهدية ؟. _ أنها فرس عزيزتي... وهي تدعى سيلفرين , هي هديتي لك . ما رأيك بها ؟. و كانت سيلفرين تتحرك بوقفتها فهي تحب الانطلاق دوما .. و خافت نادين وهي تتشبث بذراع أليكسس قالت بعصبية _ ماذا ؟! , لكني لا أحبها !! , أني أكره ركوب الخيل و أي أميرة تحب أن تركب الأحصنة؟ .. ثم أنها تبدو عدوانية !! وأخذ أليكسس يهدأها وهو يبدو منزعجا .. ويحاول أن يقنعها... قالت أنابيـلآ لـ نايتـل بتوتر وهما يراقبان الموقف : هل حقا سيهدي الأمير سيلفرين لخطيبته ؟. قال نايتـل بضيق : لم أكن أعلم حتى الآن آنستي . وكما يبدو حقا سيعطي هذه الفرس الرائعة تلك الشابة المدللة هذا غير معقول !. ونظرت نحوه الأميرة بدهشة فقال بسرعة يصحح لسانه : أعني بأن الأميرة نادين من النوع الذي لا يحب الفروسية... وشعرت أنابيـلآ بالحزن لأن سيلفرين تعني لها الخلاص و الوفاء فهي من وجدتها و أنقذتها . لقد فرت من صاحبها أليكسس كي تأتي بالأميرة المختبئة فوق الأشجار في ظلمة الليل ... نزل نايتـل بهدوء ومن خلفه أنابيلآ و كان أليكسس يحاول أن يجعل نادين تلمس وجه الفرس كي تهدأ لكن أميرته خائفة جداً و متوترة... و لمحت "سيلفرين" أنابيـلآ فصهلت بقوة و فرح وهي تترك السائس للتوجه نحوها... و كانت أنابيلآ لم تهبط الدرجات الأخيرة بعد .. و صرخت نادين رعبا و الفرس تحتك بها دون قصد وهي تفلت من سائسها و سقطت نادين على ذراعي أليكسس الذي أمسكها يهدئ روعها... ابتعد نايتـل بسرعة عن وجه سيلفرين التي هرعت نحو أنابيـلآ المندهشة وأخذت تقرب رأسها من يدي الأميرة ... ارتبكت أنابيلآ بشدة وهي تراهم يحدقون بها .. فمسحت على رأس سيلفرين و شعرها الناعم المعقود بجمال علها تهدأ قليلا... قالت نادين بانفعال وهي لا تزال متمسكة بـ أليكسس : هذا الحصان المتوحش !! كاد يقتلني ! أليكسس كيف يمكنك اهدائي شيئا كهذا !! أرجوك أبعده من هنا أو اقتله !. ابعد أليكسس نادين بقسوة غير مقصودة عنه وهو يقول غير مصدق : ناديــن !! هذه الفرس أنا من ربيتها بين يدي !! وهي غير متوحشة .. كيف يمكنك قول مثل هذا الكلام . لقد فهمت أنك لم تحبيها حسنا سأبقيها هنا وسأجلب لك هدية أخرى غيرها... فقط .. اهدئي !. قالت نادين مصدومة وهي تحدق بعينيه : كان عليك أخباري قبلا ! آآه سأخبر عمي "كاسندرز" بكل شيء!. وأخذت تمشي بعيدا منزعجة و معها وصيفتها ... و كان أليكسس ينظر بعيدا عن نايتل و أنابيلآ و الفرس التي هدأت فجأة وهي ترى صاحبها منزعج... قال أليكسس فجأة بصوت خائر : أذهبا معاً , أنا سوف اتمشى قليلا ... سيلفرين تعالي.. وتركت سيلفرين أنابيلآ وهي تتجه إلى صاحبها الذي لم ينظر نحوهم قفز فوقها و دخل الحديقة الكبيرة... شعرت أنابيلآ بحزن مريع , فقالت تحدث ناتيـل العابس : من هو... كاسندرز ؟. نظر نحوها و قال وهو يصعد درجتين و يمسك بيدها : أنه ... والد أليكسس الملك... آه تعالي أيتها النبيلة لنتمشى قليلا في القصر... يتبع .. |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
طفل يولد واسمه مكتوب على خده "صوره" لاتخرج بدون كتابة """سبحان الله""" | darҚ MooЙ | موسوعة الصور | 132 | 12-15-2011 09:33 PM |
""لعشاق الساحره"""""""اروع اهداف القدم 92-2005""""""ارجوا التثبيت""""""" | mody2trade | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 2 | 05-14-2008 02:37 PM |