|
أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#41
| ||
| ||
لكن .. في مطلع الفجر , تأولت "غاردينيا" بألم و انتفضت و أخذت تتلوى يمنة و يسرة ...ثم تأوهت مجدداً و كان الجو لا يزال مظلمة ... و بدأ المرض هجماته على جسدها الضعيف ... و ارتفعت حرارتها و أحمرت وجنتيها وبردت أطرافها... أخذت ترتجف وهي تتشبث بالغطاء و ظلت تشعر كأن سكاكين حادة تمر في عظامها...!! ثم صرخت بقوة : رباااه !!.. كارلا !! ...آآه ألهي ... لقد عاد ... آآه .. .. تبا ! الآن متى ستغادر نوبة الألم الرهيبة هذه ..؟؟ و بصعوبة تذكرت أن هنالك دواء قد يسكن هذا الألم الفضيع الذي انتقل لداخلها ... وفتحت عينيها بتعب و نظرت نحو آخر الغرفة ورأت من بين الضوء الضعيف ...ظلال جرة كبيرة تقبع في الزاوية المظلمة ... _ يا ألهي ... لو أصل إليها...! لكنها لا تقدر حتى على النهوض على قدميها ... و حاولت المناداة على أي كائن كان... لكن لا مجيب لألمها ولا لصرخاتها ..!! نهضت بضعف و اتكأت على عامود السرير و حاولت المشي لكنها سقطت على وجهها و ارتجفت في مكانها مدت يدها بضعف وهي تشعر بالبرد المريع يهاجم قلبها وسحبت الغطاء لتلتف به بقوة وتستعيد انفاسها المتناثرة... حاولت الزحف لكن ساقيها ثقيلتان مخدرتان وباردتان.... و آآه تألمت مجدداً... وغزاها الألم بقوة جعلها تشعر بالعمى و كأنه ضرب رأسها ... رباه ما هذا المرض المريع !!... سمعت صوتا ثقيلاً ... ثم شيئا ما يمسك بها ويعيدها للسرير... فأخذت تشهق بقوة لتتنفس وشعرت بشيء بارد يسيل على عينيها و جبينها ... ثم على وجهها كله قماش رطب بارد يمسح عليها... _ مهلك ... مهلا !. سمعت صوتاً متضايقاً خفيفاً ...ثم شعرت بشيء بارد قرب شفتيها ... وهمس يقول لها ببطء " اشربي الدواء ..." . فجرعت الشيء الغريب المر لكنه خفيف قليلا .. و شربته كله... ثم أمسكت بيدها شيئا قاسياً بقوة ..وهي تشعر بانقباض قلبها و عقلها بسبب تأثير الدواء السريع... هدأت انفاسها و عينيها مغمضة .. شيء ناعم يمسح على وجهها و وجنيتها ثم يبعد شعرها على وجهها و وضع غطاء آخر من فوقها و عندما عاد إليها احساسها بطيئا... شعرت بيده القوية التي تمسك بها بقوة... فظلت صامتة بداخلها وقد عرفته ... و تسائلت هل سيبتعد ؟ و يبعد يده....؟! لكن يده بقيت وشعرت بوزنه فوق السرير الكبير باقي ... فقررت أن تفتح عينيها و فعلت ببطء و تعب ... و رأت ظله الضخم جالساً بثبات كأنه تمثال... وكان صامتاً و الغريب أنه هادئ و نظراته عميقة عليها ... كان يحدق بشعرها الذهبي وقد رسم خط الفجر الأول لمعانه عليه ... و رأت عيناه مرتاحتان ولونهما الرمادي هادئ... " هل ارتحتِ الآن ؟ " سألها بصوت لا تعرف نبرته ... لكنه بعيد... لم تجبه و فكت قبضتها عن يده وهي تضم يديها على قلبها... شعرت بثقل نظراته عليها وهي تغمض عينيها مجدداً... " أجل هكذا , عودي للنوم " وشعرت به ينهض من السرير بهدوء ثم فتحت عينيها لتراه يمشي نحو الباب المفتوح و عباءته تسحب من خلفه , ثم أغلق الباب وراءه ... فتنفست الصعداء وفكرت بحماقتها كيف أمكنها أن تمسك بيده ؟ , لكنه كان يلبس قفازا أسود جلدي ... و فكرت ببؤس أيضا هو سبب نجاتها قبل قليل ... نامت قليلا و عندما افاقت كانت الشمس وسط السماء وفكرت بأن لا أحد يهتم بأمرها أن استيقظت أو لا .. ورأت صينية الطعام على الأرض أمام الباب مباشرة لا تدري منذ متى .. و تذكرت الخادم الغريب البشع المنظر لا شك بأنه وضع الطعام و غادر متخلصا من مهمته و سيركم الطعام امام الباب غير آبة أن أكلته أم لا ...! تعجبت وهي ترى حساءا ساخنا و خبزا جديداً و ماء و عصير ما ... ممم فكرت تغيير في الوجبات ؟ وبعدما أكلت شعرت برغبة عارم في الاستحمام و الآن !! لأنها تعرقت كثيراً ليلة الأمس بغض النظر على أنها أمضت أياما بثوبها هذا الذي تمزق و حالته يرثى لها...و فكرت هل توجد حمامات هنا ؟ أنه يومها الثاني هنا ... لكن ليس لديها ثياب..! و رأت للتو خزانة كبيرة في طرف الغرفة البعيد .. فمشت نحوها متوجسة .. و عندما أدارت المقبض وفتحتها " آوه " رأت ثياباً داكنة ساقطة على أرضية الخزانة و سحبت أول ثوب و كان في حالة جيدة نظيف ولم يكن هنا من غبار !! غريب هل وضعه أحد هنا... و كانت هنالك ثلاث أو أربعة أثواب ألوانها داكنة بين الأسود و البني و الأزرق و كلها ليست جميلة جداً انما بسيطة فاختارت الأزرق و حاولت ان تقيسه ... ممم طويل قليلا لكنه جيد جداً... و النقش الذي عليه غريب لكنه جميل وله حزام بسيط على جانبه .. ففكرت بهدوء .سيكون شكلها مختلف جداً به... مشت خارجاً من غرفتها... و لم يكن هنالك من أحد و كأنها تقيم في قصر لها وحدها ... بلا خدم ولا حراس... وعندما تذكرت المتوحشون في الخارج انتابتها نوبة جزع و اخذت تتلفت حولها في كل مرة... ولم يكن هنالك من أحد .. و فتحت قاعات كثيرة وكان القصر كله ملئيا بالغبار و قديما جداً لكنه قوي و بتفاصيل رهيبة فقط لو يعتني به أحد !!! " آه " فغرت فاهها وهي تفتح باباً على حديقة كبيرة داخلية , و كانت هنالك ينبوع يصب في حوض من الصخور الكبيرة الناعمة و أشجار جميلة تحيط بالمكان ... و كانت الحديقة كلها وسط جدران عاليه و سقف مرفوع بقبة زجاجية شفافة تسمح لأشعة الشمس بالدخول و رأت أشجار فاكهة متنوعة .. و أزهاراً كثيرة لكن الحديقة مهملة قليلا .. فالأعشاب مصفرة و طويلة ... و دارت في الحديقة بسعادة وهي تسمع أصوات العصافير بداخلها و رأت دلوا قرب الينبوع فأخذته و ملأته ماءا كي تستحم... و عندما خرجت أضاعت غرفتها !! فعادت بحسرة .. و صمتت تنصت لأي شيء , ولم تسمع أي صوت غير العصافير فقررت أن تستحم في الينبوع... و خلعت كل ثيابها جانبا وغسلت نفسها بالمياه الدافئة الجميلة و شعرت غادرينيا اخيراً بالحياة ثم غسلت شعرها وهي مبتسمة بمرح وسبحت قليلا حول نفسها ومرت ساعة تقريباً و عندها سمعت صوتاً من بعيد... ففزعت بشدة و ارتبكت و تلفتت حولها وهي تسحب الثوب الداكن .. لكن مهلاً كيف ستجفف نفسها أولا .. وضاعت في نفسها و رفعت شعرها ويديها ترتعشان وهي تفكر بعبوس كان عليها جلب غطاء السرير الخفيف !! و رغما عنها ارتدت الثوب الداكن و لملمت ثيابها برعب وهي تخرج من المياه .. قالت بتوتر " يا ألهي يجب أن أعود للغرفة !! " و ركضت خارجا حافية القدمين وعقدة شعرها تنفك ببطء والمياه تتقاطر منها في كل مكان.... و يبدو أن من ارتباكها عرفت الطريق الذي جاءت منه !! و ركضت نحو الدرج وهي تنزلق يمنة و يسرى و شعرت بالقرف من المكان المغبر... لكن يجب أن تصل لغرفتها و عندما كانت تهرع فوق الدراجات الرخامية رأت ظلا كبيراً في الأعلى ولم تتبين منه لكنها فزعت بشدة. " آآه " صرخت وهي تنزلق و تسقط جانباً وثيابها معها ... ظلت جالسة ببؤس وهي تحك ساقها التي شعرت كأنها قسمت نصفين من حافة الرخام البارد... نزل البارون الدرجات بهدوء و برود ..حتى وصل إليها و مد يده ليمسكها من وسطها و يرفعها لتقف جيداً... حدقت به عن قرب خائفة وهي ترتجف برداً و شعرها مبلل وتلملم ثيابها بين يديها... كانت شفتيها ترتجف وهي تنظر في عينيه الهادئة السوداء.. و شكلها رهيب جداً وكأنها آتية من الخارج حيث عاصفة مطرية !. " هلا استرخيت قليلاً ! , لم أنتِ مبلله هكذا وعظامك بارزة ؟! " " آه !! لقد ... " تلعثمت بحرج وقالت بتوتر " كنت ... لقد .. أنا..." " هذا واضح ! " و لأول مرة رأت نصف ابتسامه فقط ... لكنها ساخرة بالرغم من أن عينيه ضاقتا قليلا و التمعتا بمرح . فأحمرت وجنتاها و أدركت بأنه لا يزال قابضا على خصرها بأحكام ... وهي تحاول الابتعاد عنه ... قال بهدوء " ومن أين لك بهذا الثوب الفضيع ؟ , تبدين ضائعة به ! و شعرك مثل جناح عصفور مبلل !!" يالا الأهانات !! يالا الأحراج ... فكرت غاردينيا بيأس .. و قررت أن تقول شيئا و تبتعد .. لكن مزاجه يبدو غريبا اليوم !... قالت بتوتر ملحوظ : أني... يجب أن أبدل ثوبي لقد اتسخ... و آه لقد أ.. اضعت طريق الغرفة ؟! . " بما أنك لست قادمة من خارج القصر فهذا يريحني ! , لا شك بأنك وجدتِ الحديقة الصغيرة والينبوع .. حسنا الباقي معروف ... ". وابتسم نصف ابتسامته التي قبل قليل .. وهو يفك قبضته عن ظهرها لكنه رفع عباءته الثقيلة و لفها بها بأحكام و عاد العبوس لتقاسيم وجهه وهو يرفعها كلها و أشياءها بين ذراعيه ليصعد و يقول : لا أريد من ليلة أمس أن تتكرر أهذا واضح ؟ , و ستشربين الدواء كل ليلة قبل النوم بعد تناول الطعام و سأطلب من الخادم أن يصنع لك شيئا جيداً من الغذاء و سأجلب لك الملابس أن اردتِ لكنك لن تغادري القصر حتى أأمر ". و وضعها على السرير , وهي تحدق بجسده القوي و عضلاته الواضحة واحمرت بشدة وهي تشتم شذى غريب خفيف في عباءته ... قالت بحرج : أجل كل شيء واضح ... " بالطبع خضوعك هذا سينتهي بعد ثوان" قال ساخرًا ببرود "...وأنت بصفتك أسيرتي يجب أن تعلمي بأني لن اتسامح مع الخطأ الثاني !!" و كانت عيناه تبرقان وهو ينحني بوجهه كل يقابل وجهها و كانت خائفة منه لكن ليس لتلك الدرجة فالوقت الآن ظهرا تقريباً والأشياء التي تبدو مخيفة ليلاً تظهر أقل ارعاباً في النهار... و رأت تقاسيم وجهه في ضوء النهار كم هو وسيم فقط لو يبتسم بشكل كامل ... سيكون هذا جميلاً... أن تقاسيم وجهه مثالية لدرجة مثيرة .. و شعرت بالحرج من افكارها و خبئت ابتسامتها لكنه لاحظها و ظهر الغضب جليا عليه فبدل أن ترتعب ها هي تبتسم !!! ... فجأة أوقفها أمامه و هي مصدومة فأمسك بعباءته و سحبها بقوة من حولها جعلها تدوخ و تقع على السرير... وهو يعيد عباءته حول كتفيه ويبتسم بتكلف ساخر عليها و عندما التفتت لتحدق به عبس بسرعة و بردت عيناه... قال ببرود : لا تخرجي من القصر ولا تضيعي داخله وعندما آتي إلى هنا أتوقع وجودك في الغرفة حيث أنتِ الآن و إلا سأغضب ...و تناولي طعامك أن الخادم فقط يأتي لجلب الطعام و يغادر ولا يهمه ماذا سيحصل له. ثم التفت و غادر بكبرياء... قالت بصوت واضح من خلفه : كما تريد . وهي تعض على شفتيها بمرح قررت أن تلف القصر و تتجول كما تشاء .. بعد ساعة تقريبا وبعدما جففت شعرها وقفت على قدميها وقد اصابها النشاط , وخرجت من الغرفة وقررت أن تتوجه يمينا و ظلت تسير في الممرات وكلما أرادت فتح غرفة وجدتها مقفلة ! و القاعات فقط هي المفتوحة أو غرف اجتماعات ... و زمت شفتيها بملل و نظرت من شرفة كبيرة بجانبها و قد رأت أن الشمس ستزول ... و ارتجفت بداخلها ... و مشت كثيراُ وهي تصعد درجا كبيرا إلى الطابق الثالث .. وتلقى أمامها فقط باباً ضخما من الخشب اللامع ... هممم فكرت بداخلها أن هذه حتما غرفة مهمة...! و قررت أن تعبر لكنه كان كما توقعت مقفلاً .. تلفتت حولها حائرة و وجدت شيئا لفت انتباهها ... زهرية قديمة كبيرة خالية من الأزهار وكانت اشعة الشمس القادمة من الشرفات بلون محمر و الظلام يتسلل داخلاً.. رأت شيئا ذهبيا يلمع خلفها... اقتربت "آه . مفتاح !". .. فأخذته وهي غير مصدقة , وكان قديما و شكله غريب يتناسب مع فتحت الباب... و أدخلته بلا تردد و فتح الباب .. دفعته بصعوبة و دخلت وفمها مفتوح... والمفتاح بين يديها و تعجبت وهي ترى قاعة كبيرة جميلة جداً وسقفها من البلور , و كان في صدر القاعة عرش كأنه لملك قديم و كراسي فخمة ... و تمثال كبير من الجحر الأبيض بجانب العرش لفارس غامض يده على سيفه ... و تقدمت وهي مبهورة و صدى قدميها في كل المكان و الغبار يتحرك بسببها و ثوبها الداكن الطويل... و قالت بدهشة : هذا جميل ! "... لكنها صدمت وهي ترى لوحة كبيرة لرجل في منتصف العمر ربما ...اللوحة بإطار من الذهب و كان الرجل بها يضع على صدره بروشا ذهبياً نقش طائر جميل وملابسه فاخرة جداً و كان الضوء الخفيف المحمر القادم من السقف يقع على عينيه الرماديتين و شعر أسود ناعم و كان يبتسم لها بشكل جميل جداً وكأنه يعرفها... وكأنه يراها .. مقامه الجميل الذي يجلس عليه و هيئة توضح بأنه نبيل كبير , أو أمير ربما !! أمسكت بثوبها دون أن تشعر وانحنت قليلا له وهي تقول بابتسامه : سيدي من تكون ؟!. و اقتربت من اللوحة لتجد اسمه منحوت في لون ذهبي جميل ( مارسيز ليكسار ) و بعدما نطقت الاسم بشكل حالم أين سمعت به من قبل ؟... " مالذي تفعلينه هنا بحق الجحيم ؟!!! ". التفتت غاردينيا مرعوبة لتجد البارون يقف داخلا من الباب و كان غاضباً جداً .. قالت برعب و تعثر : لقد... لقد...!! قال بعصبية وصوت عالي حاد : تعالي من عندك !!.. كرهت نبرته المخيفة هذه جداً و اقتربت بخوف وهي ترتجف من رأسها لقدميها قالت بأسف : لقد كنت ...!! رأته يشد على قبضتيه وخافت بشدة !! ورأت السيف بحزامه, آوه مالذي يمنعه الآن من سحبه و قطع عنقها الدقيق به !! , أمسك بكتفها بقوة و جعلها تمشي أمامه بسرعة و تعثر .. وهو يزفر بعصبية .. قالت برعب : آسفة ... آسفة جداً لم أقصـ...! لكنه لم ينطق و كانت تشعر بأنفاسه الحارة القوية وهو يزفر غضبا ملتهباً .. و ادخلها غرفتها بقوة وهي تسقط على السرير .. قال بصوت متهدج غاضب : _ إياك أن تدخلي أي غرفة مقفلة !! , ألا تعرفين لم هي مقفلة , بسبب أمثالك ! و أنت لن تغادر هذه الحجرة لأي مكان كان سوى الحمامات في الجهة الآخرى و سأبقي مفتاحها مع الخادم... _ رباه !! أرجوك لا ... لا أيها البارون .. اسمعني فقط... !. و أخذت دموعها تسيل وهي تنظر إليه بألم , أشاح بوجهه و قال بحدة : إياك أن تنظري إلي بهذا الشكل !!. شعرت لأول مرة بالغضب تجاهه وليس الخوف , فقالت بانفعال : بالطبع فأنت لا تقدر على الابتسام حتى !! كوالدك هناك , صحيح ؟ , يالك من فارس متكبر قاسٍ لا تعرف الرحمة و بغيض أيضاً !. وليتها لم تنطق بشيء .. التفت نحوها و ظهر ظلام عينيه الغاضب وهو يتقدم منها بقوة هزت الأرض .. قال بغضب مكتوم يكاد ينفجر بوجهها : ماذي تفوهت به شفتاك ؟! أنت أ....! دخل أحدهم فجأة و صرخ : سيدي البارون !! لقد أتى رسول من الملك كرايسيس ومعه المفاتيح !! وكان هذا ما أنقذها لثانية لكن ذكر المفاتيح أسقط قلبها ! , التفت نحوه البارون و قال بغموض : حسنٌ .. ثم ألقى بنظره البارد على وجهها المفزوع قال بعبوس : يجب أن تأتي , حسب الاتفاق , وعدتُ والدك بشيء منك . و أعطاها ابتسامه مميتة .. ففزعت جداً و لأول مرة رغبت بعدم الخروج من هذه الغرفة الباردة ..! |
#42
| ||
| ||
تحت ستار النجوم و جمال الليل الصامت .. حيث تتلاعب النسائم الباردة مع الأوراق الجافة . ممسكين بأيدي بعضهما يتمشيان قرب الأشجار ببطء و هدوء , لا يوجد ما يراقبهما سوى القمر الذي يخجل أحيانا و يختفي خلف الغيوم الصغيرة . قالت بلطف هامسة : وهل تريد العودة إلى بلادك قريباً ؟. رد عليها بابتسامة : بضعة أيام ربما .. آوه لا تريدين فراقي .. أني أعرف هذا . كادت مارسيلين تضحك وهي تقول بخفوت : لا بالطبع لا أريد لكن... متى أمكنكما الحديث أنت و والدي . نظر إليها و قال بهدوء : بالأمس ..و آه صحيح , كنت أريد سؤالك شيئا الملك لم يخبرني بهذا لا أدري كيف دخلنا بموضوع آخر .. مارسيلين أنت لا تسكنين بالقصر الملكي ! ,لقد خفت كثيراً .. أين تمكثين ؟. حدقت به بصدمة . و فكرت بسرعة .. بالطبع أمر إخفائها يجب أن يكون خفياً !!.. لكن هذا خطيبها و لا ضرر من أخباره ... لكنها حقا لا تعرف أين موقعها .. و... قال فجأة مقاطعاً أفكارها : أنني أعلم بأنني سمعت ثرثرة لا معنى لها هنا و هناك بشأنك , وهذا الأمر سخيف جداً و لا يهم أحد بالفعل .. و أنت تعلمين أن كل ما يهمني هو أنتِ يا عزيزتي .. قالت بتوتر : أنها رغبات والدي و... أنا لا يمكنني فعل شيء ... " مارسيلين" قال اسمها همسا وهو يقف و يمسك بيديها الاثنين بين يديه ... " يا عزيزتي , بالطبع هي رغبات الملك , و أنا احترمها جداً و كل ما أرغب به هو أن أراك يومياً في القصر طوال مكوثي هنا .. فأنا سأغادر قريبا ". أنكست رأسها وهي تقول بخجل : و أنا أيضا أحب رؤيتك يومياً .. لكن والدي لن يسمح , أنت تعرفه .. " " أجل أعرف , لهذا جلبت شيئا .. " وجلسا على كرسي طويل خشبي تحت الأشجار قرب البحيرة , و أخرج من جيبه لفافة من قماش و وضعه بين يديها , قال بجدية " افتحيها فقط عندما تصلين لقصرك .. " قالت بتوتر وهي تنظر إليها : لكن .. ما هي ...؟! " سترينها لاحقاً ... و الآن أين كنا قبل هذه الأمور المزعجة .. آوه عزيزتي لقد طال شعرك الجميل يعجبني كثيراً هكذا .. " فضحكت مارسيلين برقة وهما يتحدثان طويلا و يمزحان .. حتى فجـأة قطع عليهما صوت صرير خفيف لمعدن .. اتسعت عينا "ترافيس" وهو يحدق بالظل الأسود اللامع الواقف قرب الممر الحجري... قال بضيق : من الذي وضع ذلك التمثال الكبير هناك فجأة ؟!. نظرت إلى حيث ينظر و فوجئت هي أيضا .. لكنها تبسمت و قالت بلطف : هذا ليس تمثالاً عزيزي , أنه الحارس . و نظر نحوه بتعجب و استنكار .. كان الحارس يقف بجمود و صمت يواجههم و الأوراق تتحرك بين ساقيه .. و السيف معلق في خصره .. همس للأميرة بتوتر : هل أنت واثقة عزيزتي بأن هذا الشيء بشري ؟ . فجأة ظهر من لا مكان وهو يحدق بنا بلا أدنى حركة !. حتى أن تلك الأوراق الجافة تبدو بها الحياة أكثر منه !. تضايقت مارسيلين مما قال وهمست منزعجة : ترافيس , لا يمكنك قول مثل هذا الكلام عنه .. سألها بهدوء : هل تعرفينه ؟. توترت مارسيلين بشدة و قالت سريعاً : ماذا ؟ , لا .. لا أعرفه . أنه حارس في القصر كما أظن . و ألقت بنظرة خاطفة مذنبة نحو الحارس الساكن لا يتحرك منه شيء سوى عباءته السوداء , نهض ترافيس وهو يقول : أنا منزعج منه , لنذهب إلى الداخل فالجو بارد .. وانتبهت الأميرة لنفسها و أنها تكاد تموت برداً و سارعوا بسرعة نحو الممر من جانب الحارس .. و انتبهت فجأة أنها تسير وحدها بضعه خطوات فنظرت خلفها و رأت "ترافيس" يقف مقابلا لـ " سيدريك" يتأمله ببرود و اهتمام متعالي .. وقد كان سيدريك أمامه كتلة من الضخامة و العضلات و الجمود . توقفت بسرعة و نادت بتوتر : ترافيس , هيا لندخل... لكن الأمير الشاب أخذ يمشي حول الحارس متفحصاً و سأل ببرود : عرف عن نفسك ؟. اقتربت الأميرة بتوتر وهي ترفع ثوبها .. و بالطبع لم ينطق سيدريك أو يبدي أي تفاعل .. و اغتاظ الأمير وهو ينظر نحو مارسيلين التي اقتربت منهما .. أمسكت بيده وهي تحثه بقلق : تعال ترافيس , عزيزي ! . " ما بك عزيزتي ؟ , أني أحاول التحدث مع هذا الحارس ؟ , هل أنت أصم يا سيد ؟ ". تضايقت بشدة وهي تضغط على ذراعه : ترافيس...! أخذ الأمير ينظر إليه من رأسه إلى قدميه ,ثم توقف بصره على سيفه الكبير ذو التصميم الغريب .. قال ببرود : أني أمرك أن تنصرف من هنا .. " لا يمكنك قول هذا ! , أنه أحد ... حراس ال... ال ..قصـر ! ". و قلبها يتعصر على هذه الكذبات وهي تعلم بأن "سيدريك" يسمعها بكل وضوح !. " مهما كان هذا , لم أرى حراساً يلبسون مثله ! , ثم لمَ يضع خوذة معدنية كهذه على وجهه ! لا شك بأنه مثير للريبة . سوف أرى الآن مقدرته ! هيا اسحب سيفك و بارزني ! " . و كان يرفع رأسه عالياً كي ينظر نحو رأس الحارس الضخم... شعرت مارسيلين أن الأرض تدور بها , قالت برعب : مالذي تقوله ؟! , أنك تزعجه دعه و شأنه !. " ماذا ؟ , هو الذي يزعجنا هكذا لقد قطع علينا حديثنا ". نظرت نحو شقيّ القناع , و هي تتوسل بقلبها ألا يحدث شيء .. قال ترافيس ببرود له وهو لا يرى أي ردة فعل : " مهما يكن , يالك من حارس عديم الفائدة و... " " ترافيس ! , لا يليق بك الحديث هكذا , هيا لنعد ! " قالت مارسيلين كلامها بعصبية و التفت نحوها وهو يقول : حسنا , لكني لن أسمح لأي كائن كان بأن يزعجني كهذا و لا ينفذ أوامري .." و التفتا يسيران مبتعدين , و نظرت الأميرة خلفها وهي تراه واقفاً في الظلام ساكناً وقد التفت نحوهما .. همست بداخلها " آوه آسفة سيدريك ". توقفت بتوتر فوق المنصة الضخمة التي يعتليها عرش والدها الذي يجلس عليه خلفها , و بجانبها أميرها مبتسما بكبرياء ... وهي تشعر بنظرات والدها تحرق ظهرها و قد التفت إليها كل الحاضرين من أمراء و نبلاء... منتظرين بهدوء ... بينما يقف الشهود إلى يمينها و يسار "ترافيس" الذي يقف بجانبها ...وقد ألقى الحكيم خطبته و انتهى و تنحى الجميع جانباً ليروها .. "هيا عزيزتي .." شجعها خطيبها بهمس و ثقة , قالت مارسيلين بصوت عالي خجل : أنا موافقة !. و فجأة صرخ الجميع مهللين و تصاعدت صوت الأبواق و الموسيقى عالياً بمرح و قبل ترافيس يد أميرته بسعادة .. بينما أخفض الملك بصره بضيق وهو يمسح جبينه .. و استمر الاحتفال طوال الليل و استأذن الملك للذهاب و الملكة كذلك .. و غادر المدعوين شيئا فشيئا ... وبقي القليل و ترافيس معها يحدثها بسعادة .. شعرت مارسيلين بالتعب الشديد و هي تفكر بوالدها .. لم يكن سعيداً قط !!. ولم يبتسم حتى وهو يتلقى التهاني ..! , أنه لم يمانع بشكل جديّ وهم يعلمون بأنهما سيتزوجان , أن كان هنالك من أمر مريب يجب عليهم أخبارها .. هل عليها أن تكون متحرية خلف خطيبها بنفسها أم يجب أن تتعلم فهم و قراءة أفكارهم ؟!. تأوهت بداخلها لاحقا كيف ستواجه الملك ... و دقت الساعة منتصف الليل بصوت عالي في قاعة الرقص هذه مع فتح الأبواب بشكل قوي مفاجئ أيضا .. و سمعت الهمهمات تختفي ببطء و الجميع يحدق من الذي فتح الأبواب .. و نهضت مارسيلين مع ترافيس وهي تنظر من فوق رؤوس الحاضرين القلة .. و رأت حارسها المعدني يقترب و سمعت صوت صهيل حصان في الخارج .. أنه قادم لأخذها للبرج !. و خشيت مارسيلين من كل شيء... فهي لا تريد الذهاب و لم يتسنى الوقت لها للحديث مع والدها كي تقنعه بالبقاء... و هاهو "سيدريك" يقترب شاقاً الحضور المذهولين منه و تساءل البعض من يكون .. لكنهم عرفوه من العلامة الملكية على درعه و سماح الحراس له بالدخول ... أرادت الهرب من كل شيء هنا ... فكرت بأنها سوف تركض للجهة الشرقية حيث مهجع الملكة .. و تتوسل إليها أن تبقى عندها الليلة .. حدق ترافيس بغضب بـ "سيدريك" الذي توقف أمامهم و مد يده نحو الأميرة كي تغادر معه إلى البرج الذي لا يعلم أحد عنه شيئا ..! ضمت "مارسيلين" يديها لقلبها .. و هذا خطأ .. ظن أميرها بأن هذا الشخص يريد أخذها عنوة .. فجأة سحب الأمير سيفه بوجه الحارس .. و قال بعصبية : أخرج من هنا و إلا قطعت رأسك !. صرخت مارسيلين صرخة مكتومة و قالت بخوف : يجب أن تتذكر بأنه يمنع سحب السيوف هنا ! , ترافيس مالذي تفعله ؟. رد عليها بغضب فاجئها : حقا ؟ و مالذي تظنيني فاعل ؟ , مالذي يريده هذا الشيء منك ؟!. التمعت عيناها وهي تقول بضيق : ترافيس ! . أخفض سيفك .. ! " لا ! , أنت أخرج من هنا و لا قُتلت ! " صرخ أحد الحضور : لننادي الحراس ! " قال ترافيس بصوت عالي : لا شأن لأحد , سوف أقضي على هذا الشيء سريعاً ". و شهقت مارسيلين وهي ترى السيف يهوي على عنق الحارس .. لكن سمع صوت شهقات الحضور .. و رفعت بصرها لتجد مصدومة مثل الجميع بأن قبضة الحارس المعدنية أمسكت بالسيف ... سحب السيف بقوة من الأمير و ألقاه من الشرفة خلفه ...! فجأة و لأول مرة سمعوا صوته ... العميق البارد يقول : " سوف تغادر الأميرة الآن ". و مد يده مجدداً لها .. فخافت مارسيلين وعيناها الخضراوان تتوسع و لا تدري ما العمل , لكنه قلبها ارتعب و تراجعت خطوتين ثم ثلاث و بعدها التفتت و ركضت بأقصى ما تملك وشعرها يطير خلفها ... صرخت برعب بداخلها و دموعها تسيل " هذا يكفين بحق !! , لا أريد العودة لأي مكان .. ولا إلى ذلك البرج الشاهق البارد .. لا أريد رؤية ذلك الحارس و لا ذلك الخطيب الأحمق و لا والدي ... و لا أي أحد ... " و ركبت على أول فرس رأتها ثم انطلقت بها إلى الخارج و الحراس يركضون من خلفها ينادون ...! ظلت تركض و تركض وهي دموعها تسيل و لا تكاد ترى شيئا ... ثم فجأة أتى سهم من لا مكان و ضرب الحصان الذي صهل بقوة و سقط أرضا .. و سقطت مارسيلين من فوقه .. و سمعت برعب صوت أحصنه تقترب و صرخات مدوية في الظلمة ... كان القمر قد غاب ... و الظلام شديد لا ترى يدها أمامها لكنها في سهل ما و الأعشاب طويلة .. اعتادت عيناها وهي ترى قطاعين الطرق قد أحاطوا بها .. ارتجفت بخوف وقالت برعب في قلبها " جميل جداً , لقد ظننت بأن نهايتي هو أن اتدحرج من درج البرج ! " أخذوا يضحكون بمرح بعدما رأوها و قال أحدهم : رائع , فتاة جميلة لطيفة .. تعالي معي يا صغيرة ... صرخت مارسيلين برعب وهي تبتعد عنه : ابتعدوا عني !.. و رأت سيفاً قد سقط من حصانها فاستلته بوجوههم وهم على أحصنتهم ... ضحكوا عليها بمرح . " لا ..لا هذا ليس تصرفاً لطيفاً منك .. " ورفع أٌربهم سيفه بوجهها و ضربته مارسيلين بمعرفة فتراجع الحصان و قال بغضب : هذا الفتاة تعرف كيف تمسك بالسيف!. فكرت بثانية أنها كانت تراقب ليلياك وهو يتدرب ولكنها ذات ردة فعل بطيئة كما أن السيوف ثقيلة دائما على عظامها الرقيقة! .. اقترب آخر منها سريعا وضرب سيفها بقسوة فطار بعيدا عن يديها المتجمدة المرتجفة .. و تراجعت مارسيلين حتى سقطت في بركة وحل .. أخذت تصرخ بشكل مميت : النجداة ! , فليساعدني أحـ.... آآه ! صرخت و أحدهم يمسك بها بقوة ليرفعها ... رأت ظلا واقفاً خلفه ثم فجأة تركها هذا الشخص و قد سقط صريعاً !... تجمدت مارسيلين وهي تراهم يصرخوا مصدومين و رأت الحارس واقفاً على قدميه و حصانه يقف بعيداً .. و قد مد يده القوية و سحب أقربهم من حصانه وضربه على وجهه ليلقي به بعيداً .. ثم اقترب من اثنان رافعين سيوفهم فسحب سيفه العريض و أطاح بهما بحركة واحده .. ثم طعن الآخر و سقط أرضا ... وكل هذه بعدة ثوان... اقترب منها بهدوء و لف ذراعه حول خصرها ليوقفها ... ثم مشى لتمشي معه .. لكنها فقدت حذائها و قدرتها على الوقوف ... فحملها حتى حصانه الواقف بسكون و أجلسها عليه ... أخذت الفتاة ترتجف رعباً من كل شيء خاصة هذا الحارس .. وشعرت بعباءته تحيطها .. ثم صعد هو خلفها ... و انطلق بهما الحصان و هو يعرف وجهته .. صرخت الأميرة فجأة بشكل مرتعب هستيري : لا . لا. لا .. لن أعوود للبرج لالا .. لن أعود... لا أريد .. لا أريد ..!! و حملها فوق كتفه وهي تبكي و تصرخ و تخربش خوذته بأطافرها بينما هو يصعد درجات البرج الطويلة المظلمة بصمت ثقيل.. " أني أكرهكم جميعاً , تبا لك !! سحقا لك ! , سيدريك أنزلني ! .. أنا أكرهك .. أكره والدي !! أكرهكم جميعاً...! " وضعها على السرير و ضربته فجأة على درعه المسنن .. فجرحت نفسها .. صرخت بألم " آآه كل هذا بسببك ... أخرج من هنا أريد البقاء وحيدة .. " و أخذت تبكي بألم وهي تلقي بوجهها على الوسادة . و تتناثر الأغطية من حولها في غرفتها المعتمة.. سمعته يتحرك في الغرفة لكنها استمرت بالبكاء بصوت عالي لم يهمها شيء .. و بعد لحظة سمعت صوته الغريب الأجش بسبب الخوذة : " يا أميرة أعطني يدك ! " فسكتت عن بكائها ورفعت رأسها ببطء .. فرأته راكعاً قرب السرير وقد نزع قفازيه المعدنين وظهرت قفازات بيضاء ناعمة تغطي يديه .. جلست أمامه وهي تنظر بعيداً , فأمسك بيدها الجريحة برقة و لفها بالقماش النظيف .. بعدها نظرت نحوه و قالت ببرود : أنت تتكلم هاه ؟ , لماذا لم تتحدث من قبل ؟! . ظل صامتاً ونهض واقفاً طويلا قوياً ... و أعاد درع يديه إلى مكانهما ... قالت بنبرة باكية : مهما كان !! فأنتم جميعا مشتركون في تعذيبي نفسياً !. لا أحد يتكلم معي ! حتى والدي !. أنه حتى لا يريدني بجانبه ! و أنت !! قلت لك لا أريد العودة إلى هنا !!.. عندما أهرب سوف أرسل قتله للقضاء عليك !. انحنى لها باحترام و غادر وهو يغلق الباب من خلفه ... صرخت به : لا تستخف بي أنت !! فقد سبق لي الهرب و سأفعل هذا مجدداً .. |
#43
| ||
| ||
نهاية الجزء ^_^ قرآءة ممتعة دمتم بووود |
#44
| ||
| ||
__________________
|
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
طفل يولد واسمه مكتوب على خده "صوره" لاتخرج بدون كتابة """سبحان الله""" | darҚ MooЙ | موسوعة الصور | 132 | 12-15-2011 09:33 PM |
""لعشاق الساحره"""""""اروع اهداف القدم 92-2005""""""ارجوا التثبيت""""""" | mody2trade | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 2 | 05-14-2008 02:37 PM |