|
أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#156
| ||
| ||
لقد رأت بعينيه الرماديتين أمراً مقلقاً خفياً , لكنها لن تعرف قط أن بقيت جامدة هكذا لن تنطق , انتظرت "أليكسس" ليأتي هل كان عليه أن ينسى رمز جيشه الخاص !. و لكن لم يفعل هذا على أية حال , ستثنيه عن دخول المعارك .. جلس اللورد ذا العباءة السوداء على أريكة فردية مقابلا لها , و تحدث أخيراً بعد الصمت الثقيل الذي أطبق يخنق الدقائق الطويلة : _ قلتِ بأن جدك يدعى ستيلار , يا سيدتي . لكنك تحملين لقب بيوتاليس !. أومأت أنابيلآ و قلبها يدق ضارباً ضلوعها من شدة توترها , مالذي يخفيه هذا الفارس أو اللورد مهما كان . دخل خادم ما يحمل كؤوساً من العصير و وزعها بهدوء شديد , ثم غادر في لحظة دخول أليكسس وقد بدل ثيابه لملابس أكثر عملية و قد تقلد بسيفه أيضاً! تحدث بهدوء وهو يقترب من حيث يجلسون : آمل أنك لم تكن ثقيل الظل إلى أنابيلآ , فهي متعبة كفاية. أخذ بيده كأس العصير الخاص به ثم جلس بهدوء على الأريكة التي تجانب أريكتها , رد "دايمنـد" ببطء هادئ و نظرة عميقة إلى الأميرة : أخشى أن بالأخبار المؤكدة التي أحملها .. ربما تكون ثقيلة الوقع , لكنها اراحتني في الواقع ! أخذت الأميرة تتنفس بصعوبة وهي تترقب .. بينما ضاق جبين أليكسس و قال بضيق واضح : أرجوك دايمنـد جد أسلوباً هادئاً للحديث .. لا تتحدث بشكل مباشر.! رد دايمنـد ببرود : آني آمل أن يكون خبراً طيباً , لا يمكنكما القلق بهذا الشكل . فجأة تحدثت أنابيلآ بصوتها الناعم لكن المتوتر : أبدأ بأي شيء سيدي , أنك تذكر اسمي كثيراً .. هو شيء متعلق بعائلتي صحيح , تحدث أرجوك. تنهد دآيمنـد بينما أليكسس يرمق أنابيلآ بنظرات قلقة متشككة .. قد تنهار بأي شيء , لأن روحها تعبت بما فيه الكفاية . _ أنكِ .. , لست ما تظنين , أنت لست ابنة ذلك الرجل المدعو كورس الذي يلقبونه بالملك , والدك الحقيقي توفي و أمك حاملاً بك , ثم أخذها الملك الجائر إلى جواريه و عينها الملكة لأنكم أسرة عريقة نبيلة الأصل حقا .. و تلقبون بـ كماندر والدك اللورد ساينر و جدك حقاً هو الدوق ستيلآر , أعرفكم بسبب المخطوطات الكثيرة التي خطها والدي عن أخلاص عائلتك و صدق صداقتكم له .. إذن ذلك الرجل اللعين الذي يلاحقك و يعذبك لم يكن والدك أيتها الأميرة .. والديك توفيا عائلتك تدمرت بسببه لم يبقى سوى وريثها الوحيد هو أنت... نهضت غير قادرة على التحمل , مالذي يقوله ؟! , مالذي تسمعه ! , هذا غير حقيقي ! , أهذا حقيقي...؟! تهدج صوتها مرتجفاً : لم يكن !... أعنى هو قال لي.... أن اسم جدي ... كان... _ أنابيلآ أرجوك... أهدئي... وقف معها أليكسس بقلق خائفاً أن تسقط مغشيا عليها لما بدا عليها من شحوب شديد و لمعان الدموع بعينيها و ارتجاف شفتيها. تحدث دآيمنـد بنفس الهدوء وهو لا يزال مسترخٍ بمقعده : هذا صعب و أنت كبرت هكذا على كذبة منحوتة بعقلك , أتفهم هذا يا أميرة ... ولكن... _ لستُ أميرة !! كما تقول أنت !! كما تقول أنني أنا في وضع خاطئ من البداية .. منذ أن تربيت و كبرت أنا... !!.. أجلسها أليكسس واضعاً يديه بإحكام على كتفيها , ثم التفت إلى صديقه و قال بحده : ألم أقل تحدث برفق ! أتريد الشجار معي ! , أنك تصدمها , ثم أظهر دليلاً و أبدأ بهدوء , أنني نفسي لا أصدق !. تنهد اللورد و نهض واقفاً ليتقدم منهما خطوتين ثم قال : والدي صنع هدية من سوارين مرصعين منقوشين بمهارة بيده لأنه كان صائغا أيضاً , واحدةٌ لأمي و واحدة أهديت لوالدتك صديقة أمي.. و هذه هي بمعصمك يا سيدتي .. و منقوش عليها الحرف الأول من اسماء أمهاتنا معاً .. و الأسورة الثانية أملكها لدي لكنها بالقصر الآن لو كنت أعلم بوجودك لجلبتها معي .. حدقت به بعيون ذهبية لآمعة واسعة , ثم رمشت كثيراً وهي تخفض بصرها ليدها .. الأسورة التي كادت تبيعها عندما مرت بالصعاب !! نزعتها ببطء ثم أخذت تتأملها بدهشة و رأت أخيراً نقش ناعم رقيق صغير في بطن الأسورة , حرفين " ر , س " همس دآيمند بهدوء : والدتي تدعى رولينا .. و اسم والدتك سليفيا يا أيتها النبيلة. مؤكد بأن كلآمه صحيح , لكنها سألت بجمود : أخبرني بأي سنة صنعت إذن ! _ قبل عشرون عاماً تماماً .. لقد نقش التاريخ أيضاً . نظرت الى التاريخ المنقوش , آوه أنه محق .. محق جداً ... رفعت عينين دامعتين نحو أليكسس , ثم نظرت إليه و قالت بصوت باكٍ شاهق : إذن .. ظننت بأني .. قد أرى الرحمة منه ... و لكنه... لم يكن والدي حتى ... طوال الوقت .. طوال الوقت أعرفه كـ والدي ... كنت أصبر كثيراً .. و أترقب ... حنانه ... ربما... يوما ما.... ربما.... آآه .. كان يحاول بيعها كسلعة رخيصة , لم تكن هي شيئا منذ البداية...! منذ البداية لم يكن هنالك أمل...! _ هشش آنابيلآ .. حاول أليكسس أن يهدئها , لكنها انفجرت بالبكاء غير قادرة على التماسك , مسح برقه على كتفها و رمق رفيقه بنظرات حارقة , ضاق جبين دآيمند و عبس , ثم فتح فمه لينطق .. _ لا تتحدث أكثر " قاطعه الأمير ببرود يخفي حدة عينيه غضب دآيمنـد قليلا ثم قال ببرود : حسنا هذا مؤلم و متأخر جداً قصة قديمة جداً حكاها لي الحكيم فلآيز , لكن ليس لي ذنب أيضاً فلم أكن أعرفك ربما عشت بمكان ما بخير ... لكن الشكر لله أن من ينوي أليكسس قتله هو ليس بوالدك الحقيقي .. أليس كذلك أيها الأمير ؟! كشر أليكسس بوجهه وكاد ينطق , لكن أنابيلآ رفعت رأسها وهي تمسح عينيها قالت موجة كلآمها لـ اللورد : _ بالفعل , كان... آه متأخراً.. لكن شكراً لك يا سيدي.. لا أظنني سأصدم بأي شيء بعد الآن.. رقت نظرة دآيمنـد إليها , بينما وجه أليكسس شاحباً متجهماً , قال اللورد وهو يرمق الأمير من طرف عينه : _ حسنا أظن بأنني سأخرج الآن لدي الكثير من المشاغل , آسف لألمك سيدتي , و متأكد بأن الوضع سيصبح أفضل , أليس كذلك أليكسس ؟!. رد أليكسس ببرود : بالطبع .. أتريد من الحراس مرافقتك ؟! _ لا , أشكرك . أرجوك أن تهدأ أنت أيضاً .. ثم همس له , بينما أنابيلآ منشغلة بمسح دموعها من على خديها : لأنني و سيدتك الرقيقة نملك شيئا مشتركاً نحن نبلاء , لا أدري لما هذه النظرات المميتة تظهر منك .. لكني كنت حلقة جيدة أليس كذلك ^^؟! _ دآيمند عندما أطلب منك أن تكون مباشراً فأنت تفعل العكس , هلا خرجت الآن قبل أن أركل ساقك ! _ رويدك ها أنا خارج , أتمنى أن تشعر بالألم من دوني...! _ أنا لن أفقدك أنت أيضاً , كن حذراً بطريقك ..! _ أنت ستذهب الى الملك قريباً من أجلي , أليس كذلك ؟! _ تبدو مزهواً بكونك تثير الفوضى هناك , لكني سأحاول من أجلك أن أرى بلاطه المتعفن كما تقول !. ألتمعت عيون اللورد الرمادية وهو يهمس بجدية : لا أريدكما أنت و برآيس مكشوفين , لا يجب أن تتعرضا للخطر! تنهد أليكسس هامساً : اطمئن لن أخاطر بنفسي من أجلك ! _ تعجبني روحك الجدية حقاً , و أنا أيضا لن أخاطر عندما تبدأ نيران معركتك بالاشتعال ! و خرج دآيمنـد تعلوه ابتسامة رضى , بينما عاد أليكسس للجلوس بجانبها مراقباً ملامحها التي هدأت شيئا فشيئاً .. شعرت بجموده المتوتر قربها فالتفتت نحوه راسمة ابتسامة شاحبة وهمست : تبدوان مقربين جداً . تبسم لها بعمق و رد بهدوء : أجل , لكنه يحب أن يثير الفوضى .. آسف لتلك الحقيقة . ردت طارفة بعينيها برقة : لا بأس علي .. الجراح تشفى غالباً.. توترت قليلا من عينيه الزرقاوين اللتين لا تطرفان , كادت أن تنطق مجدداً , لكنه أوقفها وهو يمسك بيدها بهدوء : _ تظاهري كيفما تشائين أنابيلآ .. لكن ... ليس أمامي أرجوك , لقد فقدتُ ثقتك لكني أود استرجاعها... نظرت ليده و صدمت لوجود الخاتم حتى الآن , فحاولت سحب يدها , لكنه تمسك بها قائلا بضيق : آها , شيء ما طرأ بعقلك , أخبريني مالأمر ؟! لن أعرف شيئا أن بقيت تتصرفين بصمت و حدة هكذا... أرجوك.. ردت بضيق وهي تشيح ببصرها عنه : و لن أسمح بأن تعرف , هذا مؤلم , لكني احاول جمع ذرات كبريائي المنثور... رفع يدها إليه و قبلها بصمت فالتفتت نحوه بوجه متوهج , قالت وهي تسحب يدها بعدما تركها : لا تفعل هذا , كما أنك متزوج ! رفع رأسه و ضاقت عيناه , ثم تدارك الأمر , قال بعبوس : لستُ متزوجاً .. لقد قطعت زواجي و فررت هارباً كجبان يلاحقه شبح الموت ! فتح فمها صدمة , أهو يمازحها , لكن .. تذكرت حديثهما قبل أن تدلف القاعة ! أنه صادق !... قالت بضيق بينما هو شارد الذهن و عابس : أنظر للخاتم الذي بيدك.. نظر نحوها و قال وهو يتأمل الخاتم : آه ..أنه هدية من أمي , لقد اهدتني أياه في الفترة الأخيرة .. اخفى بصعوبة ابتسامة وهو يقول لها متأملا وجهها المشتعل أحمراراً : أنه ليس خاتم زواجي أنابيلآ .. آسف لأرباكك هكذا ! شهقت صدمة وهي تكاد تبكي غضباً , كان يجب أن تصفعه و طوال الوقت وهي هكذا معه وهو لم يوضح الأمر ثم لم يضع خاتماً هدية بأصبع يده اليسرى !! هذا معروف للمتزوجين فقط هنا ! أهو أحمق أيضاً.. سألت بعيون ذهبية واسعة ومصدومة : و لماذا قطعت زواجك ؟! أأنت بوعيك أليكسس ؟! تململ و نزع عينيه بصعوبة عن عينيها لينظر بعيداً جداً , تمتم كاذبا ببرود : لأني غير مرتاح ..! _ هل تود تدمير سمعتك كـ أمير ! ملك المستقبل ؟! لم تفهم لم هو عابس هكذا , قال ببرود : أنا أفعل ما أشاء !. لدي أمور أهم... حركت رأسها استنكاراً و اسعدها وجود شيء غامض يبعدها عن صدمة اليوم .. فتحت فمها لتقول : لكن مـ... دخل حارس يرتدي ملابس مميزة مختلفة و انحنى وهو يمد بالرسالة بينما أليكسس يقف _ سيدي ! , أنها رسالة متعجلة من حاكم الشرق الملك .. همس أليكسس بتعجب وهو يستلمها : ليلياك ؟!.. لكن أود الاجتماع به من قبل... أرجو أن يكون خبراً جيداً... غادر الحارس و التفت الأمير نحو أنابيلآ التي تنظر نحوه بهدوء غريب بها , قال محاولاً الابتسام : آه , يجب أن أجلس قليلاً بمكتبتي كي أرى هذه الرسالة .. أستكونين بخير , أم ما رأيك أن تجلسي معي هناك ...! نهضت بهدوء و هي تقول بابتسامة شاحبة : لا أريد ازعاجك , أريد أن أتمشى وحدي قليلاً .. نظر نحوها أليكسس وكاد يتحدث لكنها خرجت لوحدها بالفعل .. راقبها من الشرفات وهي تجلس بالحديقة و الشمس تشرق ببطء وقد وضع الرسالة جانباً لم يفتحها .. كانت هادئة و جامدة لا تتحرك بينما رأسها ملتف ينظر إلى أحواض الأزهار الصغيرة , لم يستطع رؤية ملامحها و عينيها , عينيها الذهبيتين الساحرتين التي يجذبانه حتى الغرق بعسلهما , ضاقت به أرضه .. فنهض و ذهب الى شرفة أخرى تطل على منظر وجهها الأخاذ.. . و أطل من تلك الشرفة ليرى عينيها , لكن صدم لرؤية خطوط الدموع الصامتة تسيل بلا توقف من عينيها اللامعتين .. لم ينتظر هبط من سلم الشرفة بسرعة , كم هو أحمق , فلا يجب أن يتركها حتى ان قالت أريد أن أكون لوحدي .. فهي لا يجب أن تكون وحيدة أبداً بعد كل ما حدث .. بقيت جامدة لا يتحرك بها أي شيء حتى مقلتيها , سوى الدموع الحارة واحدة تلحق الأخرى , لقد عاشت على كذبة و طاردتها هذه الكذبة طويلا حتى كادت تموت , ثم كذبة آخرى نبعت من قلبها و طاردتها حتى أرادت أن تموت .. لكن قلبها صدق بشيء واحد .. أن حبها لـ أليكسس لن يتغير بل سيزداد عمقاً .. و ما عساها تفعل.. |
#157
| ||
| ||
بعيداً عن ضجيج الحفل و سطوع الأضواء الذهبية القوية , ركنٍ لغرفةٍ هادئة صَامتة , نهض الرجل على قدميه مدهوشاً ومحدقا بالشخصين الواقفين خلف الأميرة " غاردينيا " .. قال هو بهدوء شديد و نظر مركز على الشخصين : أهلا , بما أخدمكم أسيادي ؟!. تبسمت الاميرة غاردينيا بهدوء : إن هذا اللورد والأميرة يريدان الحديث معك , وقد أتيا خصيصاً لرؤيتك سعادة المستشار !. أومأ "برآيس" موافقاً : بالطـبع . _ إذن اعذروني سأخرج قليلاً . تبسمت لهم غاردينيا و خرجت , بينما تقدمت الأميرة وهي تنزع الغطاء عن شعرها و من خلفها تقدم سيدريك .. تعرف من تكون مباشرة , فـ الأميرة مارسيلين دونسـآر معروفة أكثر من غيرها , بينما هو يعرف تماما من يكون .. "سيدريك لاندار" . تحدث برآيس وهو يقف بأدب : أرجوكما أن تجلسا , سمو الأميرة , أيها اللورد. ترددت الاميرة قليلا , ثم جلست ,بينما تقدم سيدريك خطوات قليلة ثم قال بصوته العميق الهادئ : نحن قدمنا من أجل معلومات مهمة عن جماعة قتلة تحاول الغدر بالملك و اسقاط المملكة بأكملها .. و لقد حاولوا بالفعل اختطاف الأميرة يا سيدي , هل يمكنك أخبارنا بأي معلومات عن جماعة "كريستيس" ؟! فهم "برآيس" ما يجري , فقال بهدوء و لطف: أولاً حمدا لله على سلامتك سمو الأميرة , و أنا سأبذل كل جهدي لمعرفة ما يكونون و أين موقعهم و ما مقدار قوتهم أيضاً . شكرته الأميرة بسعادة : آوه أشكرك جداً يا سيد برآيس . تبسم بعمق ثم سألها : هل قابلتهم من قبل ؟! , هل لاحظتِ أي علامة مميزة بهم أو سمعت اسم شخص منهم ؟!. فكرت الأميرة بعمق و حاولت التذكر , لكنهم كانوا يرتدون الاسود .. قالت بيأس : لا اتذكر شيئا مميزاً .. فقط مسماهم .. ابتسم لها راداً : آوه هذا ممتاز جداً , لقد كشفوا عن انفسهم ,و سنجدهم سريعاً , أني سأتحرى عنهم ببعض رجالي .. لكن ما كان آخر موقع لهم , إن تتذكرين ؟! فكرت مارسيلين ببؤس , كانت بكوخ وسط الغابة و قد غابت عن الوعي فترة ما .. لكنها خرجت قرب منتصف الليل و كانت هناك حتى وقت متأخر جداً .. ولكنها أرادت الاتجاة إلى الشرق .. أخبرته بهذا و بقي هو بعض الوقت صامتاً يقلب بلفافات من الورق أمامه .. تمتم بلطف بعد دقيقة : _ يجب أن يكون بيننا تواصل دائم , أنت ماكثة هنا سموك ؟! احمرت خجلاً جميلا وهي لن تصرح أبداً أين تقيم , لكنها أومأت بهدوء برأسها , تبسم المستشار بحنان و قال _ : إن استجد شيئا ما سأبعث برسولي إلى اللورد سيدريك , أنك ترافقها أليس كذلك سيدي ؟!. تكلم سيدريك بصوته العميق الهادئ : أجل سعادة المستشار , أرجو أن تخبرني بهذا . سنكون بالانتظار و لكنني بهذا الوقت أنا الحارس الخاص بالأميرة و سنبقى هنا بحدود المملكة .. في القرية الشرقية. أومأ المستشار قائلاً : بالطبع , سأسجل أنا كل المعلومات التي قلتموها و ثقوا بي سأعرف هؤلاء فوراً و نحن حلفائكم ما يهددكم يهدننا أيضاً .. أرجوكم أن تذهبوا للاستمتاع بالحفلة الآن... شكرته مارسيلين بارتياح شديد .. لكن سيدريك تحدث : يجب أن يبقى هذا سرياً سيدي , بيننا فقط !. ظهرت ابتسامة غامضة على محيا المستشار وهو يهز رأسه هامساً : بالتأكيد أيها اللورد. حدقت الأميرة بالحارس قليلاً , لقد ذكر الوزير ربما عن كون سيدريك قائداً للقوات فترة ما .. ولكن لم ترك مهمته هذه و أصبح مجرد حارس لها .. شكت بأنها أن سألته سيجيب مباشرة !. هل تعود لتطلب من المستشار الذي من الواضح أنه يعرف سيدريك أن يخبرها شيئا عنه أيضاً... ***** أتى اليوم الثاني للأميرات , مشرقاً بهدوء و الرياح ناعمة أيضاً تسير ببطء ماسةً أطراف السهول المستوية و مداعبة الشجيرات برفق , حتى العصافير على الأغصان و الحيوانات تبدو هادئة متكاسلة في أماكنها , بينما يسمع صوت خرير الجدول الصغير من أول الغابة ... يبدو الجو هادئا بنحو مريب خافت , و كأن شيئا ما متوشح برداء أسود يخفي الخطر و يسير بهدوء.. تربعت الأميرة الشقراء الجميلة وسط غرفتها المقفلة وبحجرها الصندوق المكعب الصغير وهي تديره تارة و تحاول أن تضغط عليه تارة أخرى لعله يفتح بأس شكل كان .. عبست و قطب جبينها الندي _ لقد آلم يدي و لم يفتح منه أي شيء ! .. ما هذا حقاً ! أتمنى أن تحوي شيئا ثميناً إذن بعد كل هذا العناء ><! طرق الباب مرة أخرى , فهتفت الأميرة بضجر : قلت بأني أريد البقاء وحدي !! لكن أتى صوت الخادمة المتوتر : يا مولاتي .. أن الملك يطلب رؤيتك منذ الصباح , أنه يرغب برؤيتك حالاً .. أرجوك أخرجي... أرجوك ! نهضت الأميرة غاردينيا رغما عنها فوالدها عنيد و قد يأتي شخصيا أن رفضت مجدداً , أخفت الصندوق تحت اغطية سريرها , ثم رتبت نفسها و خرجت , كان الملك يرغب برؤيتها و التحدث معها و مداعبتها قليلا, ثم تمشيا بالحديقة وهو يسألها عن صحتها أن كانت تشعر بأي سؤ .. لكنها كانت بصحة ممتازة .. و هذا بفضل الدواء الغامض الذي تخفيه ! نظرت للسماء فوجدت الغيوم تتجمع قليلا .. قال الملك وقد لاحظ نظرتها : لهذا الأجواء تبدو هادئة جدا اليوم . _ آه ماذا تعني أبي ؟!. _ هنالك عاصفة قادمة الليلة .. أريد منك البقاء بغرفتك بدفء و أمان و سآتي للاطمئنان عليك بالطبع. تبسمت غاردينيا قائلة : آوه العواصف لا تخيفني كثيراً . و هي تتذكر عاصفة مريعة قد مرت بها في قصر قابعٍ بالمجهول مع فارس الظلام سيء الطباع حتى وهو مصاب بشكل خطير ... فتبسمت لهذه الذكرى و أحمرت وجنتيها .. كانت ليلة مريعة اتخذت بها قرار لن يتخذه أي مجنون !!.. _ مالذي تتبسمين لأجله حبيبتي؟! نظر نحوها والدها بفضول و ابتسام , فردت خجلة : آه , لا شيء .. فقط أود أن نشرب معاً شيئا دافئاً هذه الليلة . ضم يديها بين يديه موافقاً ثم انحنى مقبلاً رأسها , : بالطبع حبيبتي .. بالطبع.. ../ و حان المساء سريعاً و بدأت غاردينيا تسمع صوت الرياح يتخبط في الأورقه و الأبراج .. الجميع أوصدوا كل الأبواب و جمعوا كل الأشياء للداخل , بينما الملك بأحد اجتماعاته مع وزراءه في القاعات الداخلية , أخذت غاردينيا تتمشى وهي تفكر .. كان عليها أن ترى المستشار برآيس و تطمئن على أحوال "مارسيلين" أكثر .. لكن بما أنه يصطحبها ذلك الحارس الغامض الجميل المفتول العضلات فلا خوف عليها , يجب أن تراها قريباً و أن تتحدثا كثيراً .. توقفت عن السير و نظرت حول نفسها , أنها بممر طويل في الطابق الثاني يؤدي الى البرج الجنوبي .. المكان خالٍ , لكن لفتها صوت خبطٍ في الخارج , ربما شيء ما سقط من مكان عالي بسبب الرياح , أنها لم تبدأ تمطر بعد .. اسرعت لأقرب نافذة و فتحت الجزء المعدني و حدقت من خلف الزجاج .. رأت الغابة و خلف الغابة ... توسعت عينيها .. الشيء العالي هناك .. أهو برج ؟! ... لكنه ليس برجاً تابعاً للقصر .. أنه وحيد بعيد قليلا ..! برج داكن بعيد لم يكن عالياً جداً .. بعلو ثلاث أو أربعة أدوار , ظلت تحدق به , لم أره من قبل .. ما هذه الجهة .. الجنوبية , آوه لزمتها الحيرة قليلا.. لكن سمعت صوتاً صهيل حصان نقل الريح صوته إلى هنا .. رأت حصاناً أسوداً ضخما مسرجاً بأشياء سوداء... و عرفته و كيف لم تعرفه ... ضربت صاعقة ما في الجو و كذلك قلبها و كأن صاعقة ضربته !!! دآيمنــد ... ! هناك ..! لكن مالذي يفعله ؟! عند البـر..... و توالت الأفكار سريعا كوقع المطر الذي هبط خارجاً .. الصندوق , البرج , الرسالة , و البحيرة .. إن كانت هناك في الغابة بحيرة... فالحلول ستبدأ من هناك .. و ستعرف الآن... ركضت لغرفتها , وضعت رداءا جلديا عليها و دست الصندوق معها و الرسالة , ثم اسرعت تهبط الدرجات .. اختفت عن انظار الخدم و الحراس فهم مشغولين بحماية القصر من العاصفة , انسلت هي ببساطة خارجاً .. أحد البوابات لم تقف جيدا فانسلت منها و ضرب المطر القوي و الرياح الشديدة وجهها و كادت تقلعها من قدميها , لكنها ثبتت أكثر و اسرعت الى البرج .. ما أن تدخله ستكون بخير .. أنه برج آمن .. لكن .. دايمنـد أهو هناك ؟! , ربما لا .. و ربما نعم لكنه .. فكرت بقلق , هذه فرصة أن تسلمه الرسالة التي باسم والده .. حسنا لن يقتلها على الأقل... تعثرت بطريقها و زلقت بسبب الأوحال لكنها وقفت سريعاً قبل أن تغمر تماماً و تتبلل أكثر من هذا ... كادت تسقط وسط البحيرة الصغيرة التي وجدتها أمام البرج تماماً ... و شهقت قائلة : هذه هي ... بحيرة القمر... هل كانت هنا المعركة ؟!. فجأة ضربت صاعقة قوية و اشتدت الرياح لتقتلع الجذور و الصخور , هدر صوت مخيف من الأعلى فحدقت مصدومة عالياً نحو جزء من صخور البرج انهارت إليها كالموت السريع..!! صرخت برعب بينما شيء يصطدم بها بقوة و يرتميان بعيداً عن الانهيار المميت .. شعرت بالألم في أنحاء جسدها و بالثقل وشيئا ما لطيف تحت رأسها و جسد أسود يطل عليها و ارتفع ثم بالكاد حركت عينيها لتقابل عينين رماديتين غاضبتين في ظلام الجو !! اتخذت ثوان حتى تفهم ما حدث , كادت تموت لكن دآيمند انقذها ... و للمرة ال... توقفت عن العد عندما هدر بها وهو يبتعد _ لا أعلم أي شيطان أخرجك من غرفتك , لكني أود لو اقطعك الآن !! فكرت بألم قدمها التي ألتوت ربما , أنه هو الشيطان الذي خرجت ! لكن هي ليست مرتعبة لرؤيته , في الواقع ... أحمرت خجلاً وسط البرد والمطر و الظلام و الألم... بينما قلبها المجنون يتألم بنبضاته صورته تتعلق بعقلها دائما .. مهما كان الوضع ...! _ هات يدك . تبا , بدأت أكره العواصف بسببك ! قالت بصوت يرتجف من أسباب كثيرة وهي جالسة وسط الأوحال و البلل : لا .. اسـ .. استطيع , قدمي... آه مؤلم... كان يحدق بها و ظله الكبير فوقها , انحنى و انفاسه الدافئة تتسرب بين البرودة : سوف تموتين أقسم بهذا , لكن لا أدري أي حظ تملكين .. شعرت بشيء من الزهو والفرح لأنه أراحها و حملها بين ذراعيه القوية وهو يلف عباءته فوق رأسها _ أنت مبلله بالكامل ! , سأٌقتلك بيدي إلا ان تخبريني مالذي أخرجك و الويل لك إن كذبت سأعرف هذا... بينما قلبها لا يزال مجنوناً بنبضه , شعرت بالرغبة في البكاء , دآيمند بعيد كما السماء .. و هائجا مخيفا كالعواصف.. دخلا البرج القديم النصف متهدم لكنه قد يحمي قليلا من الرياح و المطر , وضعها على منضدة منخفضة و ألقى على وجهها كامل عبائته بعدما نزعها من كتفيه , اشتمت عبقه الخفيف وشعرت بدفئ جسده القوي ..!! رأته أشعل النيران بالمدفئة , ثم التفت نحوها , بملابس سوداء كلياً سيف بحزامه و خنجر مربوط بفخذه , كان طويلا و الظلال تعطيه منظرا مقلقاً قليلاً ...لكن عينيه الرماديتين كانتا هادئتين قليلا .. نزع قفازيه الأسودين الطويلين و عقد ذراعيه يحدق بها بعيون ضيقه منتظره , ابتلعت ريقها بالكاد ثم تحدثت بتوتر : _ آوه مالذي تفعله هنا ؟! لقد رأيتـ... قاطعها ببرود : هذا ليس من شأنك , لكن هل خرجتِ لأنك رأيتني فقط ؟! شعرت بوجهها يحترق , كيف يقول هذا مباشرة هكذا .. هذا الرجل ! , ردت بسرعة : رأيت حصانك .. آعني و... قاطعها مجدداً : مهما يكن .. أتسأل أين ذهب عقلك ! , لما خرجت في هذا الظرف ! أنت مريضة و سوف تموتين سريعاً .. آه كم هو قاس كلامه !! , دائما يذكر موتها ! و كأنه يأمل بهذا . همهمت ببرود : حسنا .. كانت هناك تساؤلات بعقلي... و أني أسعى خلف أمور أهتم بها حقاً .. أموري السرية !. رفع أحد حاجبيه بسخرية , ثم ببرود : و أمورك السرية تتضمنني !, أؤكد لك بأنك لن تصلي لشيء .. أعرف أنك تحاولين حشر أنفك الصغير هذا بأمور الكبار , لم تفلحي مع والدك فأخذت تبحثين عني !. أحمرت كثيراً و توترت , أنه يستنتج سريعاً , هذا مربك .. قالت غاردينيا بخجل غلبها : آه .. حسنا .. لدي .. آه لدي.... و اخذت تفتش قليلا في ثوبها , أين الصندوق...؟! قالت برعب .. لقد فقدته !!! ربما عندما وقعت !! _ أتبحثين عن هذا ؟!. نظرت نحوه بصدمة !!... كان الصندوق المكعب الصغير بيده التي يرفعها قليلا... مال برأسه وهو يقلب الصندوق بين يديه ثم نظر نحوها و قال ببرود : هذا الشيء ينتمي إلي , لقد آلمني عندما سقطنا معاً , سأبقيه معي... شعرت بالغضب .. هي تريد فك سر هذا الشيء .. قالت : لكنني أنا من وجدته ! لقد تعبت حتى وجدته . أعلم بأنه ينتمي إليك , لكنه كان بحوزتنا مؤكد بأن هنالك سبب ونحن جزء من هذا السر.. رد دآيمنـد بكسل : لن يمكنكم فتحه , أنه فقط خاص بالوريث الأخير وهو أنا !. زفرت بضيق فالفضول ينهش بداخلها و رغم الدوار الذي انتابها .. لكنها تذكرت الرسالة , فقالت بعيون ماكرة : حسنا أيها المغتر بنفسه , لدي شيء آخر ولكنه لا يخصك فقط .. بل له علاقة بشخص آخر لا أعلم من هو... المرسل و هكذا .. كما أنني أعلم بأن هذا برج بحيرة القمر .. لكن لا شيء كثير... تغيرت نظرة دآيمنـد للحدة و الخطر , قال وهو ثابت بمكانه قرب المدفئة القديمة : أهي رسالة ؟!. هاتها ! بدأ يتأمر ! .. هزت كتفها وهي تتمايل بجلستها قالت تتصنع الضجر : لا أدري , لكنها كانت موجهة للسيد مارسيز .. وذكر بها معركة ما... اقترب منها دآيمنـد خطوتين سريعتين ففزعت , و ضرب البرق فجأة مع صبيب المطر المتواصل جعل عيناه كون البرق الحاد .. قال بعبوس : هاتها ! قالت كاذبة : آه ربما فقدتها .. _ غاردينيا ستتأذين حقاً أن حاولت اللعب ..! كشرت بوجهه القريب قائلة : لا يمكن أن أتأذى أكثر من ذلك ! وقد وقعت بحبه بالفعل , هذه صدمة لها , لكنها لم تستعد بعد .. ألم يكن هناك أحد غيره , بأساً !! لا شك .. لا شك بأنه شعور كاذب.. حدثت نفسها بخوف !! قرب وجهه فجأة منها قائلا بنعومة خافتة : أعلم أين تخبئينها , لكني أتساءل , مالذي تريدينه مني مقابل هذا , يا أميرة ؟!. شعرت بأن قلبها يدق في أذنيها كالطبول نبرته هذه , وهي غارقة بعينيه المعدنيتين اللامعتين حتى في الظلمة و انفاسه الساخنة القريبة , لا يدري مالذي يسببه لها .. درات بها الأجواء و انتفضت بموجة ألم اصطدمت بصدرها .. لتقع جانباً مغمضة عينيها بألم و النجوم تتساقط في عقلها و بين جفنيها !! _ آه ماذا بك الآن ؟!. أخذت تتنفس بصعوبة غريبة , و الدموع بدأت تحرق عينيها , مالذي يجري لي...! فكرت بألم هل أكلت الدواء اليوم ... لا ... ليس المرض هو السبب ربما ... _ .. أنظري لنفسك , لقد نسيت أنك مبلله بالكامل .. تعالي إلى هنا ! حملها بذراع واحدة من على المنضدة المنخفضة الى قرب المدفئة وهو يتمتم بغيض : كل هذا بسبب ثرثرتك و محاولة ازعاجي ! لكن أنظري كيف انتهى بك الأمر .. يجب ان تنزعي ملابسك المبللة هذه و إلا لن تفيقي إلا في السماء ! صرخت برعب : ابتعد عني !. ابعد يده عنها قليلا مندهشاً وهو يرى انفاسها تتسارع , كانت صريعة ملتوية هكذا أمامه ببساطة ترتجف و تتنفس بسرعة و وجهها يشحب أكثر و أكثر , لقد ضربتها الحمى بالفعل بقسوة .. شيئا ما , لم تعجبه أبداً كلمتها تلك !!... انحنى قليلا فوق رأسها , همس بضيق : تماسكِ قليلا... تلفت حوله لقد ترك حصانه في الجزء الخلفي , و هذا البرج قديم و قد ينهار فوق رؤوسهم إن استمرت العاصفة بقوة هكذا , صعد الدرجات إلى أعلى البرج حيث الاجزاء المتهدمة الخطرة , بحث في الصناديق القديمة و وجد الأقمشة , ثم هبط إليها .. _ هآي اهدئي قليلاً... سأجلب الحصان لأعيدك للقصر... نزع عباءته التي اصبحت باردة ثم عبائتها المثلجة أيضا , و لف فوقها كل الأقمشة و الملابس القديمة الجافة التي وجدها , نهض واقفاً وهو يتمتم : سأجلب الحصان .. لكن فجأة قبضت على قدمه قبضتها الصغيرة وهي تتنفس : لا تتركني وحدي.. انسدلت رموشه قليلا وهمس وهو ينحني مجدداً ليحملها : لا تزالين تدفعينني الى حافة الجنون , غاردين.. حاول تغطيتها تماماً و ركض بها بسرعة الى حيث يقف حصانه , قفز فوقه و ثبت جيداً بالرغم من بلل ثيابه وقد ترك عباءته في البرج , انطلق سريعاً في هذا الظرف السيء و وسط السيول التي بدأت تجري بقوة , لكن بمهارته الشديدة و قوة حصانه الضخم استطاع بالفعل تخطي اسوار القصر , لكن حارساً ما ركض منتبهاً إليه.. اقترب الرجل قائلا بدهشة و قلق : أهذا أنت !! سيدي اللورد ؟! _ أمّن لي التغطية جرآي .. ثم ابتعد من هنا بسرعة ! أومأ الحارس و انطلق , لكن كانت هناك عيناي تنظران من شرفة عالية في القصر , في لحظة دخول الحصان الأسود ! تسلق شرفتها وهو يمسك بها فوق ظهره , ثم أصبح بهدوء وسط الغرفة الدافئة الجافة , وضع غاردينيا على سريرها بكل الملابس و البلل , لن يجازف بتركها هكذا الآن .. مد يده إلى المصباح و اطفأ النور .. ثم نزع المعطف الذي تلبسه فوق ثوبها و سقط شيء ما .. امسك بالرسالة يتحسسها بالظلام و عرف ما تكون ... تمتمت الأميرة بلا شعور وهو يلف حول جسدها المعطف الجاف الدافئ : لا.. تذهب..! طرف بعينيه مرتين وهو يجعلها تسترح على الوسادة دس الرسالة تحتها , مس وجنتها برقة وهو لا يقدر على أبعاد عينيه عن وجهها الملائكي الهادئ النائم .. همس : سأعود .. سمع صوتاً يقترب , فاسرع و قفز من الشرفة وسط ضوضاء العاصفة و ألمتاع البرق و زمجرة الرياح و هدير المطر الخاطف ... |
#158
| ||
| ||
_ " لكني ! , لا أريد مغادرة هذا الكوخ , آه سيدريك !. كان يجهز الأحصنة و يربط فوقها حقيبة الأميرة و الرياح تزمجر بقوة فوقهم ! رد وهو يحكم العقد على الأحصنة : آسف يا سيدتي , هذا المكان خطراً ولن يصمد بوجه هذه العاصفة , هيا لنذهب.. كانوا في منزل السيدة تالين عند بداية العاصفة تماماً , عانقتها طويلاً بشوق و وبختها لأنها لم تأتي مباشرة إلى هنا من قصر الملك , ثم رتبت لها غرفة خالية , و آخرى لـ سيدريك.. صنعت طعاماً ساخناً بينما كانت الأميرة تبدل ثيابها .. و بعد تناول العشاء كانت تشعر بالأنهاك و الرغبة الشديدة بالنوم , صعدت للغرفة مجدداً , رغم صوت الرياح العالي المخيف و الأصوات المقلقة في الخارج وضوء البرق يسطع كل لحظة .. و ضعت رأسها المنهك لتنام ... لكن الكوابيس عادت لتطاردها بعد غياب ... رأت والدها بمنتصف معركة شديدة و ضوضاء , و كانوا هناك الجماعة التي تحاول قتلها و الملك أيضاً .. فشهقت رعباً وهي ترى الدها يسقط عن فرسه , أرادت أن تركض نحوه وهي تنتفض .. لقد سقط الملك أباها ! لكنها افاقت رعباً و جسدها يقفز وكأنها تركض حقيقة !. شهقت وهي لا ترى سوى الظلام ! لقد مت !! فنهضت واقفة والدموع في عينيها , أريد رؤية أبي ... أخذت ترتجف برداً و الظلام يسيطر على المكان و المطر لا يزال ينهمر بغزارة ... إن حلمها بدا حقيقياً جداً , و قد يتحقق حقاً .. كونها تشعر بالقلق شيء ما سيء قادم .. ربما هي لن تؤذى الآن لكنها تركت والدها خلفها , لم يكن عليها فعل هذا ...! , لم تعتقد بأن الخطر شديداً و جدياً .. هرعت بخوف شديد و دموع تسيل , ستعود .. يجب أن تعود الآن ... لكن آآآه صرخت وهي تقع من الدرجات ! لم تنتبه لم تكن ترى شيئا .. فقط تشعر بالرعب و البرودة وهي بحاجة ماسة لذراعي والدها ... تألمت وهي واقعة هكذا و بكت بحرقة .. أصوات خطوات سريعة , و ذراعين قويتين أمسكتا بها , رفعها سيدريك بحذر شديد و أجلسها جيداً. .. بينما أتت تالين بالسرج بيدها وهي تصرخ قلقاً : يا ألهي .. مارسيلين ! ..عزيزتي مالذي حدث...! شهقت بألم و هي تتمسك بذراعي سيدريك : أبي ... أبي .. أني قلقة عليه ... لقد حلمت... جثت تالين بقربها عند أسفل الدرج وهي تمسح وجه الأميرة قالت تهدأها : يا حبيبتي , لا تخشي شيئا , كان حلما بسبب خوفك .. أنت بخير الآن .. و ستأتي رسالة من الملك و ستعودين إليه قريباً .. اهدئي عزيزتي... أخذت تسترد أنفاسها مجدداً , مالذي حدث لها .. موجة رعب ؟!.. لكن حدسها يقول بأنه حقاً سيحدث أمراً ما سيئا أن يتحركوا قبل أن يفعل الأشرار هذا .. اراحت رأسها على ذراعه وهي تتنهد .. ثم تنبهت .. أهي الآن بين ذراعي سيدريك !... ولم هو صامت جدا لا ينطق بشيء .. بينما هي متجمدة , قالت تالين برقة : خذها يا سيدريك لغرفتها كي ترتاح و أنا سأجلب لك الماء عزيزتي... أخذت العجوز السراج معها , بينما نهض سيدريك بهدوء وهو يرفع مارسيلين معه , سار بكل ثبات وهدوء وهو يعرف الطريق جيداً جداً .. وضعها على السرير , ثم ضاق جبينها لنوبة ألم من كدمة تشكلت بسبب السقوط عند ظهرها .. _ أأصبت بكدمات سيئة , أيتها الأميرة هل تتألمين بشدة ؟! همست بتعب : آه لا , سأكون بخير .. _أرجوك ألا تخشي شيئا الآن , نحن سنتخلص منهم , سأكون درعاً قويا لك و للملك.. نظرت بوجهه في الظلام , وجهه مخفي لكنه عيناه المضيئتان البنفسجيتان تملكان سحراً خيالياً يمدها بالقوة , صوته العميق الهادئ الخافت .. قامته المديدة , ثباته الشديد يدعمها بالقوة تبدأ من الأعماق .. من قلبها الخافق , هي لن تسمح له بأن يضحي هكذا بنفسه .. أو يكون أمام كل شيء .. هي لن تستغني عن حمايته قط بل تحتاجها .. لكنها لن تضحي به أيضاً بأي شكل كان... امسكت بيده بين يديها و لفت أصابعها بأحكام .. هل يمكنها أن تطلب مجدداً , أن تفيق على رؤية وجهه و الشعور بوجوده قريباً ... أرسل قلبها ضربات خافقة قوية تكاد تصرخ , هي تريده دوماً .. دوماً بقربها... _ سيدريك .. آ... دخل ضوء السراج قبل ظهور السيدة تالين , وهي تتمتم بقلق : هذه العاصفة لا تنتهي .. سيدريك أنت هنا .. جلست على طرف السرير وقد وضعت السراج الزيتي جانباً , ثم مدت للأميرة بكأس من الماء وهي تتبسم لها , فاضطرت مارسيلين لترك يد سيدريك سريعاً قبل أن تلاحظ , ثم شربت الماء لتبرد حرارتها التي اجتاحتها بسبب عينين من البنفسج .. _ اهدئي و عودي للنوم صغيرتي , الكوابيس مجرد أوهام .. _ لكني شعرت حقاً بـ ... _ غداً صباحاً سنفكر بكل شيء , عندما تطلع الشمس سترين كل شيء بخير .. ارتاحي الآن. ثم نهضت العجوز قائلة بلطف : و أنت أيضا يا سيدريك يجب أن تذهب للراحة .. بعدما خرجت , تحرك وهو يهمس بصوت ناعم هادئ : هل سترتاحين حقاً , سأكون قريباً أن اردتني , فقط نادني.. ضمت شفتيها بقوة , أن قالت ابقى قليلا هنا .. فسيفعل .. لكن لا يمكنها مضايقته هكذا , عليه أن يرتاح أيضاً... _ أجل , سيدريك .. سأنام و أنت أيضاً.. زفرت بعبوس بعدما غادر .. و قررت أن تعود الى القصر , آخ سيقتلها الملك ..! و لكن مهلاً .. كانت تود أن ترى ليلياك أن تابعت المسير شرقاً .. لقد اقتربت كثيراً , سيساعدها في الدفاع عنها أمام والدها .. و كيف سترسل إليه .. توسعت عينيها , سترسل رسالة عادية من سبيل مملكة مورفيوس هنا .. غاردينيا ستساعدها ^^ ~ كما أن المملكة التي تنتمي زوجته كاميليا قريبة أيضاً .. و ربما في الغد سيتصل أجوبة للرسائل التي ارسلتها ... و رسالة النسر أيضاً .. لكن بسبب العاصفة تأخر كل شيء.. |
#159
| ||
| ||
آتمنى لكم الاستمتاع وكل عام وانتم بخير ^_^ |
#160
| ||
| ||
انا الاولى
|
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
طفل يولد واسمه مكتوب على خده "صوره" لاتخرج بدون كتابة """سبحان الله""" | darҚ MooЙ | موسوعة الصور | 132 | 12-15-2011 09:33 PM |
""لعشاق الساحره"""""""اروع اهداف القدم 92-2005""""""ارجوا التثبيت""""""" | mody2trade | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 2 | 05-14-2008 02:37 PM |