|
أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#171
| ||
| ||
طبعا ادري تأخرت بص ضروووف البااااارت جووونان واكثر شي غاردنيا ودايمند ♡♥
__________________ We’re beautiful like diamonds in the sky.** |
#172
| ||
| ||
وين البارت
__________________ عندما كنت صغيره كنت أظن أن السعاده هي ملك للأخرين فلا تضيع أبدا كما هي ألعابي اضعها في مكان فأنسى أين وضعتها وأبكي حزنا لفراقها _____________________________________ روايتي الاولى انا ما كرهتك لكن دعيت ربي وقلت ليتني ما عرفتك http://vb.arabseyes.com/t384670.html |
#173
| ||
| ||
الجزء الثامن عشر ( حيث لم يصل ضوء المصابيح الزيتية الباهت , هناك تتركز الظلمة ! ) وسط عريشة من الازهار جلست وابتسامة مسترخية ترسم على شفتيها , السماء كلها مشرقة بألوان جميلة براقة و البحيرة أمامها كوشاح رقراق من ألوان الهدوء والكمال و موسيقى الطبيعة و الطيور تتردد بنعومة في أذنيها .. اراحت ظهرها على جذع الشجرة وهي تتنهد , كم هي جميلة , الطبيعة الأم الساحرة .. انسدل شعرها الاسود الحريري المتماوج جانباً و اغمضت عينيها ببطء تستنشق العبير الندي في جو السلام و الجمال.. سمعت همساً بجانبها ففتحت عينيها بهدوء لتراه يجلس بقربها وقد حياها بكلمة وحيدة .. كان قريباً و يده على العشب الندي قرب يدها .. ظلت تنظر مسحورة طويلاً بلون عينيه الفريد وكيف تنعكس عليها الأضواء تصبح قصة أخرى طويلة من السحر , بينما شعره الأسود قد طال قليلاً لأسفل عنقه , أنفه المثالي كحد السيف, شفتيه الرقيقتين المطبقتين حدة و كبرياء وسكون ملامحه , ترسلها الى عوالم غريبة لا يمكن أن يكون مخلوق باهر الجمال , وكامل تقريبا بكل شيء ... ما عدا... ما عدا ذلك الشيء الرهيب الذي يعتصر قلبها و يهز أوتاره ليل نهار... هو... لا يمكنه رؤية شيء... سوى الظلام... ..لم ولن يراها !.. ولن يرى هذا الجمال ولن يرى كم تحدق به عينيها وكيف تحرك يديها وكيف يمكنها أن تنطق بالكلمات و الانفعالات ترتسم في أنحاء وجهها .. كيف تعبس و كيف تضحك و كيف تسبل عينيها لتنام...! لمست طرف وجهه متشجعة فلتفت هو ببطء نحوها ليتقابلا قريبين لكن بعيدين بشكل ما... همست هي بألم : _ سيدريك , لماذا ... عرفتك ؟!... لماذا جئت إلي ؟!!... بدأت أرى بوادر العذاب...! فتحت عينيها فجأة وهي تتنفس بشكل حاد غريب , حدقت بلا وعي تام بالسقف الخشبي فوقها و ظلت مسمرة ثوان طوال قبل أن تدرك بأنه كان حلما... غريبا... طرفت بعينيها , حقا...! لما جاء سيدريك لحراستها..؟! والدها لم يختره , بل هو أتى .. لماذا ...! ثم دخلت السيدة تالين وهي تقول بلطف : صباح الخير عزيزتي , لقد تأخرت بالنوم , فيما كنتِ تحلمين ؟! , ظنك سيدريك مستيقظة لأنك ناديته فجأة قبل الفجر بقليل!. التفتت مارسيلين مصدومة و وجهها يشتعل احمراراً , هل نادت سيدريك بحلمها !. يالا الأحراج وهو قد سمعها طبعا و ظنها تحتاج لشيء ما...! وضعت يديها على وجهها وهي تغطيه من الخجل... آووه كم كان ذلك محرجاً مربكاً..! بدلت ثيابها و نزلت بهدوء للمطبخ بينما ضربات قلبها متوترة بين سريعة قلقة و هادئة منتظره... لكن ما أن رأته يقف قرب المدخل , بقميص أبيض ذو ياقة مفتوحة قليلاً و بنطال أسود والسيف المعلق بحزامه الجلدي , ارتفعت ضرباتها مجدداً , كان ينظر بعيداً , ثم التفت نحو صوت خطواتها بهدوء و لاحظت بأنه يسبل رموشه قليلا نحو وجهها , أنه يعرف طولها وشكلها تقريباً .. وقفت تحدق به كالبهاء بينما بدا هو كأسطورة قديمة قد أحيت بكامل جمالها .. _ صباح الخير سيدتي , هل نمتِ جيداً ؟! وجدت صوتها بعد ثوان لترد بارتباك غريب وهي تتذكر حلمها : آه صصـ صباح الخير سيدريك , بخير..! اسرعت للمطبخ وهي تجلس على أقرب كرسي , أتت السيدة تالين مبتسمة وهي تحضر بعض الشاي الساخن و بعض الطعام لأجلها , تمتمت برقة : لقد مرت العاصفة بخير , لكن الغيوم لا تزال تدور , ربما ستكون هنالك عواصف أخرى قريبة.. ماذا ؟!, فكرت بعبوس لكنها تود لو تذهب لرؤية غاردينيا...قالت بصوت خافت خامل : ... لكني أود الذهاب للقصر... _ بالطبع يا عزيزتي ستعودين لقصر والدك , لكن العاصفة... صححت الأميرة جملتها بسرعة : ..أعني , أريد رؤية الاميرة غاردينيا مجدداً , نحن كنا.. نعرف بعضنا في طفولتنا.. التفتت نحوها السيدة تالين قائلة بحماس ودهشة : حقا ! , اعتقد هذا , لأني خدمت في القصر قليلا عندما كان سيدريك مدرباً للقادة هناك , آووه الأميرة غاردينيا مسكينة للغاية و مريضة و ضعيفة لا تكاد تبرح قصر والدتها , لكن حمدا لله جلبها الملك هنا و قالوا بأن صحتها تتحسن بشكل جيد.. كونكما تعرفان بعضكما قبلاً هذا رائع جداً.. ابتسمت مارسيلين بسعادة , ثم سمعت صوت خطوات سيدريك يدخل من خلفهم طرفت بعينيها الخضراوين كالزمرد لترى الزهرية قد وضعت بها أزهار جديدة , أزهار القرنفل البنفسجية وبعض الزنبق الأبيض والأزرق... تنهدت بأسى وهي تتذكر الحلم , لا تدري , لكنها بدأت تتحسس بشدة من كون سيدريك ضرير لا يرى , أصبحت تشعر و كأناً يدا قابضة على قلبها , وجع يكاد يصل عينيها لتبكي ... أغمضت عينيها ببطء وهي تتألم .. لا تتذكر ما نطقت بالحلم , لكنها قالت شيء عن ألم قريب ... ربما عقلها الباطني يشعر بأمر هي لا تعرفه...! بعد الافطار بقليل خطر ببالها شيء ما , يجب أن تجربه , يجب أن تعرف بنفسها , ... كيف هو الشعور بذلك , بما يشعر سيدريك...! قالت السيدة تالين بتوجس وهي ترتدي وشاحاً حول عنقها : سأذهب لأجلب بعض الامور التي تنقصني , أتحتاجين لشيء معين عزيزتي ؟!. أجابت الأميرة بهدوء شديد : لا أبداً , أشكرك سيدة تالين..! قالت السيدة تالين بريبة وهي ترمقها بدقة : أأنت متأكدة عزيزتي ؟ , تبدين لي هادئة جداً هذا اليوم ؟! هل تشعرين بألم ما ؟! خجلت مارسيلين وهي ترد بلطف و ابتسام : آه لا .. لا أبداً , أني بخير.. نظرت نحوها السيدة بتعاطف شديد وهي تشد على يديها قائلة مشجعة : ربما أنت قلقة على والدك , ليس عليك هذا حبيبتي , كل شيء سيكون بخير .. سأخرج قليلا و سأعود بسرعة , ثم ستذهبين للقصر أن أردت قبل حلول العاصفة... تبسمت الاميرة و شكرتها مجدداً , وبعد خروج السيدة تالين , التفتت نحو الخلف لتجد سيدريك يضع الصدرية السوداء الجلدية فوق قميصه الأبيض ثم يربط الخيوط , بدا جذاباً جداً .. فارس حقيقي .. وبشكل ما أصبحت تلمح كل حركاته وسكناته , كلها تثير أهتمامها الشديد..! تنفست بعمق وهي تمر من جانبه نحو الردهة الصغيرة , نظرت حولها جيداً لترى قطع من المناديل مصفوفة جانباً فوق منضدة صغيرة , اسرعت لواحدة منها , اخذت واحدة كبيرة و التفتت خلفها لترى سيدريك لا يزال بمكانه وقد وقف بصمت هادئ ..! فيما يفكر , تكاد تموت لتعرف , عندما يقف هادئا هكذا.. بما يفكر ..؟! مالذي يشغل باله في وقت عادي كهذا... تحيرت مارسيلين قليلاً .. لكنها على وشك الكشف تقريباً , عن غموض و فقدان لحاسة ما... كانت الدرجات على الجانب الأيسر , و سيدريك عند باب المطبخ بعيد عن الطريق قليلا... الطريق الذي رسمته جيدا بعقلها .. أمسكت بالمنديل و بلا تردد عقدته على عينيها المغمضتين, فأصبحت لا ترى شيئا .. كل شيء أظلم... تنفست بعمق , كل شيء أسود الآن , يجب أن أتحرك لأصل لغرفتي... معصوبة العينين...! سوف أعرف مالذي يشعر به سيدريك.. بفارق رهيب وهو... أنها تعرف الاشياء و ألوانها... وهذا شيء لا يمكنها أن تجرب فقده... تحركت ببطء , واستغربت شعورها بالقلق و أن قلبها بدأ يسرع بالنبضات .. جرت قدميها جراً .. ويديها بلا شعور قد ارتفعتا أمام جسدها تتحسس الهواء , همست بقلبها تشجعه .. لا زلت في الغرفة , المدخل قريب , و الدرج كذلك... مشت خطوتين صغيرتين تسحبهما سحباً... وهي تتحسس الفراغ , قالت بنفسها , لا شيء أمامي.. لا شيء.. لا بأس.. الشعور الذي راودها أنها تشعر بفراغ دائم حيث الهواجس بدأت تتكون .. و التخيلات أصبحت غريبة , كما أن وقع الصمت ثقيل متعب.. هل خرجت من الردهة ؟!... سألت نفسها بتوتر... مشت خطوتين و يديها معلقتان أمامها في الظلمة , وهي لا تمس شيئا أبداً .. هل وصلت للباب ؟! هل تجاوزته قليلا ؟!... هل يمكن أن الدرج قريب , كم خطوة يكون... هل ....؟! أخذت الاسئلة تزدحم برأسها و قلبها يضرب بقلق مرتفع , بينما تتنفس هي بقلق , هذا المنزل هي تعرفه وليس بالشيء الصعب , كيف يفعل سيدريك ذلك ؟!... كيف يسير بثقة رهيبة ورأسه مرفوع ... بغض النظر عن كونه مقاتل بارع !! اصطدمت قدمها بالجدار فجأة فشهقت بقوة مرتعبة وهي تضم جسدها , مالذي حدث , لا شك بأنها اخطأت بالطريق...؟! ارتجفت .. أرادت أن ترى .. لكن لا , يجب أن تصبر قليلاً... _ سيدتي ؟!. أتاه صوته من الخلف , ثم تابع يسألها بنبرة عميقة بطيئة لمست فيها الحيرة : مالذي.. تفعلينه ؟! أأنت بخير ؟!. تنفست بسرعة لا يجب أن يعلم مالحماقة الجديدة التي تخوض بها الآن !, ستجرح مشاعره أكثر و أكثر...!! هتفت بصوت يرتجف فجأة : لا...لا أعني.. بخير , بخير... لا تتحرك سيدريك أرجوك.. لا تتحرك.. صمت رن في رأسها , ثم أتاها جوابه من الخلف هادئاً : حسنا , أنا باقٍ في مكاني.. ازدردت لعابها و شفتيها تجفان بسرعة , الظلام و الهدوء , لن تستدل على أي شيء.. بما أن صوته خلفها , هذا يعني بأنها خرجت من الردهة , و اصطدمت بالجدار لأنها تسير بشكل مائل قليلاً .. بطيء كثيراً...لكن تشجعت.. ثم مضت خطوة... خطوة... لكنها دخلت إلى أرضية غريبة غير مفروشة , خشبية مصقولة .. توترت , ما هذا المكان ؟!... أين دخلت ..؟! هناك غرفة أخرى قرب الردهة , لكن هل كان بابها مفتوح...؟ عليها أن تتذكر و تحفظ كل خطوة و تركز على الاتجاهات.. مشت خطوتين مرتجفتين و يديها أمامها .. يا ألهي !, قالت بنفسها , أني لا أعرف شيئا .. لكن أهذا ما يشعر به سيدريك ؟!. لكنه بخير الآن .. ربما قبلاً... عندما كان صغيراً, لا شك بأنه يكاد يجن بكل ما يسمعه ولا يراه .. كم مرة ارتطمت ساقيه بالأشياء , كم مرة ظل الطريق , حتى ولو في بيته , ربما ظل طريق غرفته , ربما شعر بالعطش مرة ولم يجد أين يكون الماء ! هل كان يسير بفم جاف نصف مفتوح و يديه أمامه تتحسسان و قدميه تجران جراً , تمسحان الأرض و ضربات قلبه تكاد تنفجر و تنفسه سريع متوتر , و كأنه ألقي وحيداً في المجهول...! مشت قليلا مرتجفة وقد ضمت أحد يديها لصدرها و الأخرى أمامها ترتجف تحاول مسح الفراغ و ابعاده عن عينيها.. اصطدمت ركبتها بشكل مفاجئ بشيء خشبي , طاولة ربما , تأوهت بألم غريب ضربها و كأن الصدمة هزت كيانها و توازنها كله... أنه الخوف , أنها مرعوبة للغاية من الظلام .. لا تكاد تعرف مالذي يجري حولها.. تنتفض خوفاً من داخلها.. تحسست الطاولة بألم و الدموع تهدد بالانفجار , ثم حاولت المشيء من جانبها لكن فاجئها الكرسي , عضت شفتيها , يجب أن يكون الكرسي إلى داخل الطاولة من الذي اخرجه ليجعله في الطريق ؟!! - سالت أحد الدموع الحارقة – أنها أنا من نهضت و تركت الكرسي هكذا...! بكت شاهقة بألم , أنها ترتكب أخطاء رهيبة دون مراعاة المشاعر , سواءً من قبل أو حتى الآن... فقدت توازنها وهي تتحرك من حول الكرسي لتصدم بمنضدة صغيرة على زهرية ما و كادت تقع معها كلها بعدما أدركت أنها دخلت المطبخ ..! كادت تصرخ لكن الصرخة خرجت شهقة خوف طويلة ~ توقفت عن التنفس لثوان , شيء ما يمسك بها , كان الظلام لا يزال يحيط عينيها , لكنها تشعر به , تشعر بكل شيء منه , هاهي الرائحة الخفيفة العطرة , وهو يمسكها بذراعيه قريبا من صدره , وكانت تمسك بساعديه بقوة وهي شبة منزلقة... اعتدل هو ببطء مبقياً إياها بين ذراعيه , وضعت يدا على صدره لتستند وهي لا تعرف أي شيء يدعمها سواه ! هو الوحيد الذي تشعر به الآن ..! شهقت دموعها وهي تحاول التماسك , كيف دخل بسرعة ليعرف بورطتها و وضعها ليمسكها بشكل محكم جداً , شعرت بضربات قلبه القوية تهز يدها , ضربات قلبه سريعة قليلاً .. و جسده ساخن , تنفست بسرعة وهي تشعر بحركة ذراعه نحو وجهها , لمس وجهها برقة و حذر شديد , و تحسس القماش الرطب حول عينيها ~ ارتفع صدره بتنفس عميق و زفره بحده خفيف , شعرت بالدوار وهي لا تصدق بأنها بين ذراعيه قريبة من قلبه... أخذت تتنفس مجاهدة للهواء... لكنه هو من .. همس ببطء وصوته العميق المميز يطرب اذنيها : _ لا يمكن , أنك.. تفعلين هذا... آه أرجوك..!! همسه هكذا و بالرجاء اذاب قلبها حزناً و أعتصر الألم كامل جسدها وهي تشهق بصوت متقطع : _ أريد .. أريد.. أن أعرف... _ لا , ليس عليك أبداً... لكنها استمرت باكية وهي متمسكة بذراعيه : ليس ذلك فقط !.. أنا.. أنا خائفة جداً .. لم أصل لغرفتي حتى.. أردت أن .. عضت شفتيها المنتفختين وشكلها المزري هكذا معصوبة العينين رافعة عنقها إليه.. _ ...أردت أن أعرف ما تشعر ... سامحني .. سيدريك.. أنـا لم اقصد ارباكك أو تجريح احساسك أنا ... قاطعها بصوت رقيق كنهر صافي و يديه حول وجهها المبلل المحمر : _ لا أكاد أصدق ما تفعليه من أجلي مارسيلين !, صوتك فقط يعلمني الحياة.. أنني أتعلم بالفعل منك.. أنتِ ما تدور حوله حياتي الآن.. شهقت باكية بشدة ... هل كل شيء بخير , لكنها لا تزال متألمة...! لا يزال قلبها يصرخ متفجراً... مهلاً هل نطق اسمها مجرداً ؟! , هل هي تتخيل ؟! أم هذا حقيقي...! , هل هو سيدريك , من يتحدث معها الآن , أنه .. رقيق جداً توقعت هذا... لكن هنا درجة لم تتوقعها من نبله و رقته...!! قربها منه حتى اتكأ رأسها على صدره و لف ذراعيه من حولها , لا تكاد تصدق , أهو يعانقها ؟؟. يجب أن ترى هذه اللحظات , لكن سيدريك لا يراها ! , هذا غير عادل... سوف تبقي العصابة و لتتألم كما تشاء... لفت ذراعيها حول وسطه و أخذت تنصت لأنغام قلبه وهي تذرف الدموع الحارقة ببطء.. هل هما يتصافيان , هل هذه صفحة جديدة لها لأجل سيدريك...! رفع يديه و فك العصابة من الخلف ثم ابعدها قليلا عنه , ارتجفت وهي تنظر نحوه متألمة بعيون منتفخة لامعة , لا أرجوك... سبقها قبل أن تنطق ليقول بهدوء ناعم : هذا غير عادل لك .. لا تفعلي هذا , أنا أعيش بهذه الحياة منذ ولادتي , لكنك رأيت النور و تريدين فقدانه بنفسك هكذا .. أرجوك لا تفعلي هذا مجدداً .. أني لم أخف في حياتي قط من أي شيء .. سوى خوفي عليك , و للتو افزعتني فزعا رهيبا , كيف خطر شيء كهذا ببالك ؟!.. أرجوك.. أن تستمعي إلي... كان منحني نحوها وهي تنظر في عينيه اللامعة البنفسجية كالفجر البراق تتموجان محدقاً في عينيها هي وكأنه يراها ويديه حول وجهها .. لقد كاد أن يفجر قلبها بالفعل , لقد جن وخرج عن سيطرته .. لقد جلبت له الجنون و هذا الألم... كان يعرف... قلبها بأنه قد وقع متألما في عشق هاتين العينين , في حب هذا الأنسان الوحيد الفريد الذي يمنحها أروع شعور , بالحياة.. ! اخرج منديلا آخر ليجفف وجهها بلطف, ثم لاحت ابتسامة.. فغرت فمها لا تكاد تصدق... أهو يبتسم , ابتسامة خفية لطيفة لم يستطع اخفائها .. ابتسامة ساحرة خلابة أضاعت عقلها.. شعرت بأنها خرساء غير قادرة على قول أو التفكير بأي شيء.. لقد غرقت تماماً في حبه... همس هو بصوت ناعم و الابتسامة الرقيقة تظهر اسنانه الؤلؤية : _ .. رغم هذا... اسمحي لي بقول , أني معجب بك سيدتي الذكية مرهفة الاحاسيس جداً ونقية القلب تماماً .. أني أشعر بالدفء لقربك , منذ أن أتيت لحراستك , أهو النور من يجلب الدفء , أأنت نوري الذي بقربي ؟!. هل يريد أن يفقدها وعيها , لقد أضاع كلماتها تماماً لا تدري ما تقول , مالذي تنطقه شفتاه ؟! , من أي عالم أتى سيدريك ؟!. ربما هو ليس بشري ! , أن روعته لا تصدق ؟!. رقيق دافئ وحنانه لم تعرفه من قبل أبداً.. حركها قليلاً لتجلس على الكرسي وهي لا تزال صامتة مدهوشة شبة غائبة عن الوعي ,إن حياته تدور حولها , أنه يقول بأنها الدفء القريب منه , و هو يقول بأنه معجب بها , أ.. أهذا معقول ؟؟, الناس حولها و خاصة والدها الملك غير معجب أطلاقاً بتصرفاتها !! وهي لا تسبب الدفء بل الصداع ! شهقت غير قادرة و أخذت الدموع تسيل مجدداً , كلماتها تعثرة تخرج من بين شفتيها : أنا !!.. حمقاء !, لا شيء أجلبه سوى المشاكل , لا أقصد هذا .. لكنه يحدث , سيدريك أنا... أريدك بقربي كي تحميني من تلك الأمور الغبية التي أفعلها.. أرجوك لا تتركني وحدي... _ لا , أنظري إلي سيدتي.. نظرت نحوه بتردد كبير وهي تضم يديها معا لتوقف ارتجافهما , قد تكون متسرعة التصرفات جداً و لا تطيق التقييد أبداً , لكنها رقيقة جداً و تتلهف لمعرفة مشاعر الأخرين .. صدمت وهي تراه يركع أمامها على ركبة واحدة و انحنى رأسه قليلا بتحية ثم وضع يدا على قلبه وهي يقول بجدية هادئة أقلقتها _ أنا سيدريك لاندآر , أتعهد إليك يا سيدتي الأميرة مارسيلين دونسار بالحماية الأبدية و الخدمة التامة طوال حياتي لا لأي شخص سوى لك يا سيدتي , أنا رهن اشاراتك و كلماتك , سأكون درعك , سلاحك طوال الطريق سأكرس قوتي وجهدي و معرفتي كلها لأجلك .. أنا سأكون خادمك حارسك وكل ما تحتاجين . لن أكون مستمعاً سوى إليك.. رفع رأسه لترى عينيه اللتين بلون البنفسج داكنتين قليلا وعميقتين , همس مكملاً بهدوء : .. لكن أن اردت المزيد من الحراس فلا تبعديني , علتي هذه لن تكون عائقا لي لحمايتك , ثقي بي يا أميرة.. نهضت واقفة لا تصدق , تبعده ؟! تفضل أن تموت على هذا !! لا يستحيل أن تعيش دون أن ترى هاتين العينين وهذا الكيان المثالي الجذاب الساحر اللامعقول !!.. ارتجفت شفتيها وهي تهمس : لا , أرجوك.. أريدك معي دائماً أنا أيضا... لا أريد أي أحد غيرك..! |
#174
| ||
| ||
سمعت صوتا بالخارج و ايقظ هذا كل أركان عقلها , وتكسر سحر المكان الآن , اسرعت نحو مياه موجودة في الدلو وأخذت ترش و تغسل وجهها المتورم الأحمر بالبرودة .. لكن سيدريك أيضا تحرك الى الخارج , فأخذت المنشفة و تبعته غير مدركة ما يحدث , لكن كان هناك عربة عند الباب و خرج رجل و امرأة يمسكان جيدا بالسيدة تالين التي يبدو عليها أرهاق شديد ..!! اقترب سيدريك منهم قائلا بصوت قلق : أنا سأحمل السيدة .. انحنى بسرعة و حملها إلى الداخل و السيدان يلحقان به , هرعت مارسيلين بقلق شديد : يا ألهي , مالذي حدث للسيدة تالين ؟! أجابت المرأة بتوتر : لقد اصيبت بالدوار فجأة و الاحمرار , أنها صدمة شمس ...! جلسوا جميعا في الردهة , والسيدة تالين شبة واعية و على رأسها قماش رطب بارد و بعض الكمادات على ذراعيها و عنقها .. قال الرجل: سأحضر الحكيم , لقد كانت واقفة أمام دكاننا عندما أصيبت , حمدا لله أن زوجتي تعرفها .. أومأت زوجته : أنا سأبقى هنا لأساعدكم.. همست مارسيلين بخوف شديد : هل ستكون بخير ؟!. لكن سيدريك أجاب بهدوء و تماسك : سنتخفض الحرارة و ستكون بخير.. ... أتى الحكيم مع قرب المساء , وقد تحسنت السيدة تالين و غابت بنوم هادئ , بينما بقيت مارسيلين طوال الوقت بجانبها , وقد حملها سيدريك إلى غرفتها في الأعلى , اطمئن عليها قليلا ثم نزل إلى أسفل.. كانت هذه الليلة صعبة , فلم يأتي النوم عيني مارسيلين أبداً , و مع هذا سيأتي الصباح قريباً و ستتحسن الأوضاع مع شروق الشمس..أما بالنسبة إليه فهي لا تعرف كيف ستتصرف .. حيال مشاعرها الجديدة المفاجئة !. بقيت حائرة بشدة و غير مصدقة , ما حدث بليلة الأمس لا يصدق , حسنا أن ينهار على رأسها برج قديم في وسط عاصفة مريعة هذا أمر لا يخيف بقدر ما تخيفها حقيقية أو ربما خيال أنها ربما ... بشكل ما... و في وقت ما... هي لا تكره مؤكداً صاحب العيون المعدنية الحادة أو شكله الخارجي المتكامل .. أو ملامح وجهه الحادة لكن السالبة للعقل , لكن... لا يمكن أن تكون قد... وقعت في... صرخت بألم وهي في سريرها : لاااه , أنا لا أحبه !!. وأكبر دليل أني لا أطيق رؤيته أبداً.. ولا حتى سماع صوته.. ذلك المعدن البارد الذي لا يملك أي ذرة من الـ... و بترت كلمتها نوبة سعال مزعجة , ثم دخلت وصيفتها ومعها خادمة تحمل الأدوية و العصائر و ماء , قالت الوصيفة بقلق : يا ألهي سيدتي منذ الليل و السعال لم يتركك.. رغم أن الحكيم قال بأنها نوبة برد خفيفة و ستزول لكننا شديدو القلق عليك.. شربت غاردينيا بعض الماء و هدأت وهي تضع يدها على قلبها الذي ينبض بقوة و ألم .. أغمضت عينيها بتعب وهي تتساءل , لم تشرب الدواء بالأمس , لكنها أفاقت فجراً و تناولته وهي لا تشعر بخير , كانت الحمى تتملكها... لكنها تحسنت كثيرا هذا الصباح.. لقد .. تناولت الأفطار مع والدها و جاء الحكيم لمعاينتها و الحديث معها و مر الصباح بخير ...إلا عندما .. حركت وسادتها قليلا بعد فترة الافطار و وجدت لصدمتها الرسالة أو النصف رسالة التي كانت ستعطيها لذلك الشخص الذي لا تريد نطق اسمه حتى في علقها , كادت أن تصرخ بأعلى صوتها لتكسر زجاج النوافذ كلها , حقا...!! لقد كانت تخبئ هذه الرسالة في فتحة جيدها !! , ومن المستحيل أن يخطفها أي أحد منها , لن يتجرأ أي شخص... لكن ذلك المتطفل قليل الأدب استطاع ايجادها ومن غيره !!.. ولكن.. ياله أحمق لم يعرف ما تكون فوضعها هنا...! توسعت عينيها وهي تكمم فمها , لا هو ليس أحمقا قط , لا شك بأنه يعرف وقد لمح لهذا قبلاً... ولكن لم... لماذا تركها... تنفست بسرعة وهي تحدق في الفراغ , لماذا ترك دآيمنــد الرسالة مخبأة ها هنا ولم يأخذها معه...؟! أنه يخطط لأمر ما... هذا الرجل كالشيطان يستطيع أن يتلاعب بكل شيء حتى يسير وفق ما يريد...! قالت وهي تبعد الأغطية عنها : سأنهض لأتمشى قليلا في الحديقة... وحدي فقط... أومأت الوصيفة ولم تقل شيئا , لكن الأميرة تابعت : أن انتهى والدي من الاجتماع اخبريه بمكاني أريد أن أتحدث معه.. _ بالطبع مولاتي.. ارتدت غاردينيا ثوباً بسيطا أزرق بحري اللون يشابه لون عينيها و يعكس جمالهما ومن فوقه شال بدرجة أدكن , مشت وحدها حتى وصلت للحديقة , فتمشت قليلا بها تستنشق الهواء المنعش العليل رغم وجود السحاب الخفيف .. توقفت قدميها فقط وهي ترى من بعيد قرب بوابة الحديقة الأخرى , المستشار "برآيس" يتحدث مع حارسين و تحت ذراعه لفافة ما .. اقتربت منه بهدوء وهي تبتسم , المستشار شخص موثوق به تماماً.. لما لا تلقي عليه التحية.. _ صباح الخير , أيها المستشار.. صباح الخير أيها الحراس.. نظر نحوها الحارسين وانحنيا باحترام بينما "برآيس" يلتفت نحوها متفاجئا قليلاً لكنه ابتسم بعذوبة قائلا : صباح الخير جلالتك , كيف حالك , سمعت بأنك متوعكة قليلا ليلاً.. قد لفتها أحد الحارسين المعضلين هذين , هل رأته بمكان ما...! , أجابت المستشار بلطف : آوه لا أدري ما أصابني لكني بخير جدا الآن , لماذا لم تأتي لرؤيتي لاحقاً , لقد أصر والدي على تناول الإفطار معي.. وتلقيت بعض الدروس في الصحة مع الحكيم أيضاً.. ضحك برآيس برقة وهما يتمشيان لداخل حديقة الأزهار : لا يبدو لي صباحاً مملاً مما تتضجرين ؟!. ابتسمت قائلة : لست ضجرة لكني مشوشة قليلاً , آووه ما هذه ؟!. واشارت بعينيها إلى اللفافة , قال وهو يرفعها أمامها لتظهر خريطة صغيرة لمنطقة ما لم تعرفها : هذه خريطة لمنطقة في الجنوب , قرب حدود الملك دونسار , أتعرفينهم , أنها نسخة فقط و سأسلمها لبعض رجالي.. قالت غاردينيا بعيون مشعة : أهذا لأجل مارسيلين ! , آوه أود لو تمكث في القصر قليلا فأنا وحدي و أشعر بالملل.. _ لديك وصيفتك الخاصة.. يمكنك المرح معهن.. قالت بأسى : وصيفتي التي أريدها كارلا و لكن والدي أرسلها كي ترى عائلتها في مكان بعيد , ولن تعود قريباً , رغم أني تلقيت منها رسائل كثيرة.. وطمأنتها علي.. لكني أريد فتيات بمثل عمري.. أني لا أخرج كثيرا للحفلات.. ابتسم برآيس برقة وهو يشجعها : عندما تأتي الأميرة مارسيلين حدثيها بهذا , ستبقى بلا شك فترة طويلة لأجلك.. ابتسمت له شاكرة , لكن ظهر صوت من خلفهما يحييهما : صباح الخير أيتها الأميرة , أيها المستشار.. نظرا معا للخلف و كان الوزير زآرو قد تقدم متأنقاً بفخر نحوهم , قال بابتسامة للأميرة : كيف حالك سمعت بأنك مريضة صباح اليوم؟!. فقط انتابتها موجة كره لهذا الرجل المتصنع , وهي تتذكر دوماً حادثة دآيمند المؤلمة بسببه... تنفست و قالت مجيبة بهدوء بارد : _ لم أكن مريضة كانت نوبة سعال فقط وقد مرت بسلام .. أني بخير تماماً الآن.. أجاب بسرور : ممتاز و... ثم نظر نحو المستشار الواقف بهدوء و قال له بكبرياء : عفوك , لكنني أود الكلام مع الأميرة بأمر ما وحدنا.. رفع برآيس أحد حاجبيه ولم ترغب الأميرة أبداً بأن يبتعد لكنه قال بتهذيب لها : حسنا إذن , أراك لاحقا سيادة الوزير , أيتها الأميرة... أومأ ثم غادر بهدوء.. تبسم الوزير براحة , ثم تابع يتمشى مع الأميرة المرغمة على الحفاظ على الآداب معه , قال لها بابتسامة واثقة : أود دعوتك الليلة لحفلة بسيطة أقيمها في قصري , بعض أعضاء المجلس الملكي مدعويين , الشبان منهم فقط.. وضحك سعيداً وهي حتى لم تنطق , قالت غاردينيا بأسف بارد : اعتذر لا يمكنني.. رفع حاجبيه وقال مصراً غير قابل للرفض : يجب أن تخرجي و تتمتعي بوقتك و أريد أن أريك التغييرات التي سأحدثها بالقصر , سيكون رائعا..! كانت تتجاهل كل ما يقوله لكن جملته الأخيرة صدمتها و التفتت تحدق به بعيون زرقاء واسعة قالت : ماذا ؟!. أي تغييرات تقصد..؟! قال بكبرياء : القصر كئيب ممل بعض الشيء و به الكثير من الأمور عديمة المنفعة التي سأتخلص منها و ربما أهدم بعض الأجزاء و أبني أخرى.. ولكني سأعيد تجديده كلياً و أضع به الكثير من اللوحات و التحف الرائعة.. ثم تبسم لها مكملاً : يجب أن تكون هنالك لوحة جميلة ضخمة لك. قالت غاردينيا رافضة بقلب قلق : لا , أقصد القصر رائع جداً , لا يمكنك أن تغيره هكذا , أعني بأنه شيء ثمين.. حرك يده بملل قائلا : آوووه يا أميرة , كل شيء يجب أن يتغير.. ويجب أن أضع لمستي الخاصة بممتلكاتي.. هاه لا تنسي حفلة الليلة.. تبسم لها ثم غادر , و بقيت هي واقفة متجمدة لا تدري مالعمل ..ثم خطر ببالها أمر ما , عند فترة الغداء تناولته مع والدها ثم حدثته لزيارة قصر الوزير زآرو , ربما تقنعه بأي شكل ما أو أي طريقة كي لا يعبث بالقصر.. لكن الملك قال : لا , لا أريد منك المغادرة وحدك.. خطرت بباله صورة المستشار , فقالت سريعا : سيذهب معي المستشار برآيس , نريد فقط رؤية التعديلات التي يرغب بفعلها.. همهم الملك , ثم قال بعد ثانية : لا بأس إذن.. لكن عودا قبل الغروب.. هنالك ضيوف محتملون هذه الليلة.. أو ربما فجر الغد.. قالت غاردينيا بدهشة : ضيوف ؟!. من يكونون...؟! نهض الملك كرايسيس قائلا بابتسامة غامضة : ربما سترينهم لاحقاً , أنا ذاهب إلى المجلس الآن صغيرتي , اعتني بنفسك. قبلها على رأسها وهي تنهض أيضا , ثم غادر بسرعة ... خرجت بعده وهي تضم يديها معاً وعندما وصلت للبهو الرئيسي في أعلى الدرجات , رأت المستشار ينزل وكأنه على وشك المغادرة , لحقت به بسرعة و نادت : سيادة المستشار...! التفت "برآيس" ناظراً خلفه و توقف تماما وهو يومأ باحترام : في خدمتك أيتها الأميرة. توقفت وهي تقول بتوتر طفيف : يجب أن نذهب... ثم صمتت فجأة لتنظر حولها هل من أحد قريب , ردد المستشار كلمتها بدهشة : نذهب ؟!, إلى أين... لكن اعتذر سموك لدي... قاطعته برجاء وهي تضم يديها : أريد الذهاب لـقصر زآرو , يريد أن يحدث به بعض التغييرات , ولا يمكنني الذهاب وحدي , ربما أحاول أقناعه أن... تبدلت نظرته و قال هامسا بجدية : بالفعل ! , القصر!.. أهذا ما حدثك عنه هذا الصباح !, أنا آتٍ منك سيدتي.. و خلال أقل من ساعة , توقفت العربة أمام القصر المهيب الفاخر والذي يحيطه السكون لولا بعض الأصوات العالية , نزلت الأميرة من العربة وهي متوشحه برداء أخضرٍ داكن , و نزل المستشار أيضاً وهو ينظر بعيون ضيقة قلقة .. عبروا المدخل الرئيسي الى الحديقة الأمامية و كان معهم ثلاث حراس أمر بهم "برآيس". |
#175
| ||
| ||
أفسح لهم حارس القصر و أدخلهم في الردهة الأولى , توقفت غاردينيا وهي تحدق بصدمة إلى بضع لوحات كبيرة ملقاة فوق بعضها و ممزقة مهملة بينما الزجاج المتحطم في كل مكان !!, كانت اللوحات ثمينة للغاية لأن براويزها من الذهب والفضة المنقوشة , و تعرفت لصدمتها إلى لوحة "دآيمنـد و اخيه الأصغر الذي قد توفي منذ زمن بعيد "سيلفرس ".. نظرت نحو برآيس الذي بدا شاحباً هو أيضاً , و لكن فجأة ظهر صاحب القصر الحالي الذي هتف و من خلفه خادمين يحملان لوحة آخرى : _ آووه لم اظن بأن الأميرة ستشرفني الآن ! , لكن أنا مشغول قليلا , احذري من هذا الزجاج سموك , لم أرغب بأن تري هذه الفوضى الآن.. واقترب يبتسم بفخر , لكن اختفت ابتسامته وهو يرى المستشار , قال ببرود : .. وأنت هنا أيضاً.. رد برآيس بهدوء و نظرة ثلجية : أني هنا مع الأميرة , مالذي تفعله بتحف القصر..؟! رد الوزير بصفاقة وعجرفة : لا شأن لك , أنه قصري.. ولك الأمور التي تزعجني سألقي بها إلى المحرقة !. شهقت غاردينيا بتوتر : لا , أرجوك , هذه الأمور ثمينة.. لـ... قاطعها الوزير بنعومة : لكن يا أميرة أنتِ لا تفهمين... ثم ألقى الخادمين اللوحة الكبيرة التي كانا يحملانها و ظهرت أنها رسمه بديعة لـ , سيدة تبدو في شبابها البهي , سيدة في غاية الجمال ذات شعر بني ذهبي , وعينين بلون البحر الداكن , فوق رأسها ما بدا كطوق من الؤلؤ الجميل , اللوحة لوجهها و حتى كتفيها , ترتدي لباساً بلون أزرق ياقوتي , و قد رسمت ابتسامة خلابة في ثغرها.. لكن ما سمر غاردينيا و غابت وسط ظلام الفكر , رؤيتها للقلادة الزمردية الزرقاء المميزة تزين عنق السيدة الجميلة الغامضة , والتي لم تعد كذلك , هذه بلا شك والدة دآيمند.. والقلادة هي نفسها التي ترتديها.. تحسستها بصدمة و صوت الوزير يعيدها للواقع : والدك هو من سلمني هذا القصر , جزاءً لأفعالي و اعمالي البطولية وحكمتي في المعارك أيضاً.. سقطت اللوحة بعنق و تحطم زجاجها أمام عينيها , فرفعت بصرها بكره شديد إليه وكادت تصرخ به لولا أن قال المستشار فجأة بهدوء : حسنا إذن , بما أني أتيت في هذا الوقت فدعني اساعدك.. قال الوزير ببرود : سألقيها بعيدا عن القصر في حفرة المحرقة و هنالك بعض التحف الضخمة تحتاج لكثير من الرجال لحملها وبيعها فهي تحوي مجوهرات ثمينة.. لم تكد تتنفس أنه هو من يجب حرقه !! و كيف يفعل والدها شيء كهذا لوزير معتوه خبيث !!, حدقت بصدمة نحو برآيس الذي تابع بهدوء وهو يغمز لها بحركة خفية : حراسي هنا , سأطلب منهم مساعدتك. همهم زارو موافقاً ثم قال : لكن سأتوقف عند هذه ! , لأن لدي حفلة الليلة يجب أن أسوي استعداداتها , الملك لا يحتاجني لاجتماعات الليلة , لكنك أنت مشغول أليس كذلك ؟!. باختصار لا يود أن يدعو "برآيس" الذي قال بأدب : بالطبع أنا مشغول للغاية.. و ... قاطعه زآرو ببرود و تأمر: حسنا مهما يكن , هلا جلبت حرآسك لآخذ هذه القمامة بعيداً .. بينما أتكلم أنا قليلا مع الأميرة.. كشر برآيس بوجهه , و الوزير يوجه كلامه للأميرة : لا شك بأنك مرهقة للغاية و أنا حتى لم أقدم لك الشراب , يالا قلة ذوقي.. رددت غاردينيا بحقد في قلبها , قلة ذوق فقط !!.. , نظرت نحو برآيس لعله ينقذها لكنه غادر بهدوء .. و اضطرت للبقاء الساعة التالية وهي جالسة معه تستمع لأحاديثه المبالغ بها و المزيفة , بينما راقبت بعينيها من الشرفة الطلة إلى الحديقة الأمامية حرآس برآيس ينقلون اللوحات بحذر إلى العربة .. ضيقت جبينها مفكرة , يبدو برآيس متعاون جدا و متفهم .. هل يمكن أنه يعرف بتاريخ هذا القصر أو ربما... سكانه أنه ذكي و ربما يعرف شيئا ما...! _ يا أميرة , هل استمعتِ لقولي...؟! نظرت بتوتر نحوه , ولكنه بدا فجأة جدياً جداً وهو متكأ على الأريكة المقابلة لها مميلاً نفسه قليلا إليها ناظراً بتركيز في عينيها.. قالت الأميرة بقلق : آسفة.. كنت حالمة قليلاً..! ابتسم لها و قال بنعومة : أود أخذ رأيك بالكثير من التغييرات التي سأجريها هنا.. كما أو أيضا ومنذ زمن طويل سماع جوابك لهذا..! شعرت بأنها في ورطة , لكن انتظرت بنفاذ صبر شديد عودة برآيس ليخلصها من هذا الوضع .. _ اعتقد بأني سمعت صوت الخيول... ونهضت بسرعة , لكنه نهض أيضا و أمسك بيدها قائلا : استمعي إلي يا أميرة.. اضطرت للنظر في وجهه وهي تقول : ماذا ؟!. _ أريد حقاً أن اتزوج بك , أنا مهتم لأمرك جداً و سأفعل كل ما بوسعي لأسعادك يا أميرة غاردينيا.. حقا هذا صادم لكنه بالطبع لا...! , قالت بتوتر : لا اعتقد بأني... _ سأنتظر جوابك بجدية .. نحن متلائمان حقاً و بمراتب عالية.. شعرت بسخافة ما يقول , تفضل الموت على هذا ..!! , قالت ببرود وهي تسحب يدها : لا يمكنك الزواج بي , أنا مريضة بشكل سيئة و ربما قد أموت قريباً... رفع حاجبيه قائلا : لا تقولي مثل هذا الكلام , بالطبع أنتِ ستعيشِ طويلا , و بسعادة.. معي...! هزت رأسها قائلة بهدوء وجدية : لا , بصراحة.. أنا لن أتزوج أبداً.. ربما أحاول أن أزوج والدي مستقبلاً !. قال بحده مفاجئة : ماذا ! , لا يمكن هذا بالطبع , الملك يجب أن يضمن استمرار مملكته.. ما تقولينه غير معقول.. شعرت بالصدمة لاكتشاف خداعه و تبدل نبرته و نظرة عينيه , أنه يحاول التمكن منهم و عندما يتزوج بها سيكون هو ملك المستقبل !!..وهي ستموت شابة وهو سيعيث فساداً بسبب اخلاقه السيئة و ستضيع المملكة و الأدهى سيضيع اسم الملك و سلالته !!.. هذا لن يحدث أبداً , آوووه انتابها القلق الشديد الممزوج بالرعب , قد يكون والدها حقا يثق بهذا الخبيث الماكر .. ولكنها لن تتزوج به ولو كان آخر رجل في الحياة ! سمعته نبرته المدعيّة الرقة وهو يعود للأمساك بيديها : أنا سأكون خادمكم المخلص .. و سأنشر السعادة بطريقك.. يجب أن تفكر بسرعة, قالت بكل هدوء و تماسك تملكه : آه أنا أشعر بالتعب .. يجب أن أعود للقصر.. _ لكن... فتحت الأبواب فجأة و دخل برآيس يتبعه أحد حراسه , قال المستشار بشك وهو يحدق بهما : لقد نقلناها للمحرقة مثلما قلت , كما أن الشمس على وشك المغيب , يجب أن نعود... سمو الأميرة ؟! هربت الأميرة بسرعة من الوزير قائلة كي لا تكون غير لبقة : عمت مساءً.. فتح لها باب العربة فقفزت صاعدة بسرعة و جلس برآيس بهدوء , ركب الحرآس خارج العربة و انطلقت عند الشفق... بعد دقائق قصيرة , قال المستشار بهدوء ولطف وهو يراقب توتر يدي الأميرة : _ أكل شيء بخير يا أميرة ؟!. هل أنت متضايقة ؟.. تأوهت غير قادرة على الكتمان أكثر , قالت له كل شيء تقريباً إلا استنتاجاتها التي دارت بعقلها , بدى على برآيس القلق لكن ليست الصدمة .. طمئنها وهو يمسح على يديها برقة : _ آووه لا تخافي أبداً .. أنت لن تكوني مجبورة قط على المضي في أي شيء تكرهينه !.. كما أن الملك لن يفعل هذا بك , أنت غير موافقه صحيح..! أحمرت وهي تجيبه : أجل ! . أعني , أنا لا أدري الزواج بشخص لا ارتاح إليه , ربما لن أتزوج أبدا , فأنا مريضة جداً و أخشى... أخشى أن يطمع الاخرون بالمنصب وأنا سأموت على أية حال تاركة خلفي مقعد العرش خالياً... آووه لماذا لم يتزوج أبي مجدداً لأجل أن ينجب الوريث !!. حدق بها المستشار بدهشة أولاً , فهذه أفكار كبيرة , حسنا ومقلقة.. لكن قال لها بثقة : أولاً أنت لن تموتي ! , ستشفين .. مرضك هذا ليس بالخطير و أنت قوية جدا و مع المحافظة على الدواء سيختفي كل شيء , كما أنه يجب أن تكوني مع شخص تحبينه و تثقين به و كل شيء سيسير على ما يرام ما أن يراك الملك سعيدة سيسعد هو بشدة أيضاً أنا واثق..! شعرت برغبة في البكاء , ربما هذا تفاؤل كبير, لكنها تعلم بأن الأمل غير موجود .. فهي لن تجد شخصا يحبها بصدق , وهي لن تقدر على النطق بهذا.. ربما سيتقرب منها الكثيرون لاحقاً , لأنها طفلة الملك الوحيدة و ربما لأنها ستموت وستخلي أمامهم السبيل للملك..!! شهقت متذكرة و قالت تسأل برآيس بلهفة : مالذي حدث مع اللوحات ؟!. طمئنها بابتسامة واثقة هادئة : أنها بأمان, لقد خبئتها.. شكرته بعمق حقيقي و هي تكاد تبكي : آووه شكراً لك برآيس , أنك نبيل رائع منقذ... تبسم لها و همس بلطف : و أنتِ كذلك سموك , تصرفتِ بنبل شديد , و كنت ذكية جداً لتفكيرك وأخباري بهذا الشأن المهم , أنا أشكرك للغاية على هذا.. و أتمنى أن تطلعيني على أي أمر مهم يطرأ و تحتارين بشأنه , أنا بخدمتك دائماً.. خطر ببالها المستقبل القريب , فقالت له بقلق : لكن بقي الكثير في القصر وسـ... هدئها بثقة وهدوء : أعرف هذا.. لدينا الكثير من الاجتماعات القريبة , فهو سيكون منشغلا معنا.. وذلك الحين ستكون هناك خطة أخرى..! رغم أن حديثه غريب قليلا ولم تفهم ما يقصده , لكنها قالت : أرجوك أن تطمئنني على ما يحدث ! _ بالطبع مولاتي , كوني مطمئنه .. سيكون كل شيء بخير..! أخذت تنظم انفاسها المتسارعة المتهالكة , حسنا كان هذا جيداً , برآيس وضعته في أعلى قائمة الموثوق بهم ,بعد والدها ..و .. فقط هي لا تملك غيرهم... حسنا هي لا تثق بصاحب العيون المعدنية , لكنه تثق بجسارته و نبله .. و يحتاج لتحسين أساليبه في الحديث قليلا و التصرفات العنيفة المرتجلة أيضاً و التسلسل و الأفعال الغير متوقعة...! جلست كئيبة في غرفتها مساءً , الجميع مشغول , وهي لا ترغب أبداً برؤية أي أحد أو البحث بأي شيء حتى.. نظرت إلى صفحة البركة البعيدة التي يلمع عليها ضوء القمر المتسلل من بين الغيوم , اختلط الفضي بالسوداء و شكل ببطء عينيه , ثم كامل وجهه المثالي البارد الهادئ , نظراته العميقة التي تعاكس لهجته الحادة القاتلة تأخذها لسحر بعيد... كما أنه هو بعيد... دآيمنـد من النوع.... فكرت بأسى و قلبها يفقد نبضه ... من النوع الذي لا يحب أحداً , ربما... هو لن يتزوج بأي شابة , ربما لاحقا يجب أن يستمر نسل عائلته هو أيضاً... فهو وحيد .. غاضب... بارد ... لقد فقد مشاعره منذ زمن طويل... كما أنه يكره بشدة... بشدة والدها الذي سلم قصر عائلته العريق إلى مخادع كاذب... و المصيبة بأن والدها يثق بذلك الكاذب و يرفض التفهم مع دآيمنـد صاحب الحق الذي يسعى إليه..! تنهدت بأسى , وهو يكرهها أيضا ولاشك .. ربما نبله و كياسته ومبادئه الرفيعة منعته من قتلها... لكن هي لا تكرهه .. قبضت على قلبها وهي تجلس على حافة سور الشرفة تنظر إلى السماء الزرقاء الداكنة و نجوم الؤلؤ المتناثرة فيها بعشوائية... ربما ... اشتاقت إليه قليلاً , أو كثيراً جداً , لدرجة أنها تتمنى لو تحدث عاصفة مريعة الآن !.. فهو فارس الليل المتسلل .. لقد أنقذها كثيراً.. وذلك الوقت... عندما كانت على شفى الموت , كان يهتم بها كثيراً .. وكان يصبح... يصبح ... رقيقاً دافئا بشكل جميل , لا تكاد تصدق وجود هذا الجانب.. تبسمت دون أن تعي لنفسها , دآيمند يمكن أن يصبح رائعاً للغاية ساحراً تماماً لامعاً صلباً حقاً كالألماس !. _ مالذي تتبسم له صغيرتي بروعة هكذا ؟!. شهقت وهي تلتف لتنظر نحو والدها الذي يتقدم بابتسامته الرائعة المليئة الدافئة , أمسك بيديها و احتضنها لقلبه بدف يبعدها عن برودة النافذة... قال هامساً : أريد أن أجلس معك حتى تغفو عيناك الواسعتين هاتين , واحكي لي عن قصة ابتسامتك , يجب أن أجلب الشيء الذي رسمها لأجلك...! آوه حسنا هذا طريق خطر..! , لكنها ابتسمت متنعمة بالدفء : الهدوء و السلام فقط.. أحكي لي أنت أي قصة لابتسامتك... جلس على الطرف السرير وهو يغطيها و يمسك بيدها التي فوق الغطاء : هذه قصة بسيطة لكن عميقة , سرها هو أنتِ , فكونك بخير ابتسامتي تظل أبدية لأجلك.. |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
طفل يولد واسمه مكتوب على خده "صوره" لاتخرج بدون كتابة """سبحان الله""" | darҚ MooЙ | موسوعة الصور | 132 | 12-15-2011 09:33 PM |
""لعشاق الساحره"""""""اروع اهداف القدم 92-2005""""""ارجوا التثبيت""""""" | mody2trade | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 2 | 05-14-2008 02:37 PM |