عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

Like Tree544Likes
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #176  
قديم 09-05-2013, 10:20 PM
 
جامدة كجمود الصخور التي بلا حياة , جالسة تنظر بعيون لا ترى نحو أحواض الزهور , اختفى كل شيء حولها ببطء مخيف ولم تعد ترى سوى أشباح بيضاء و خيالات وبدأت تسمع أصواتا متداخلة تهمس أو تصرخ بعقلها , كل شيء كان كذبا خداع و زيف .. لكن هذا لم يعد يهم , كانت تحتاج لرعاية و حب حقيقي كأي طفلة سواءً أميرة , نبيلة أو فقيرة مهما تكن ..
الآن لا شيء يهم ..لقد توفي والديها الحقيقيان منذ زمن طويلة , هي كبرت كفاية لتدرك , بغض النظر عن كل تلك المصائب التي انهمرت فوق رأسها .. يجب أن تتماسك و أن تعرف أين موقعها الحقيقي و أن تعود إليه و تبقى فيه... و ... تستمر الحياة ببساطة...

وكأنما عادت بضربة على رأسها , سمعت صوت خطوات خافتة خلفها وكل شيء يعود للظهور وكأن ضباباً داكناً انقشع , حوض الأزهار و الحديقة , ظهر حولها الواقع ..
نهضت ببطء منتبه بجزع الى الدموع في عينيها لتمسحها بسرعة بكميها و تهدئ من انفاسها , توقف "أليكسس" على بعد أمتار خلفها, فعبس , كان يود لو يجلس بجانبها و يحاول تخفيف الأمر , لكن شعر بخطأ هذا.. و أنه لو جلس فسيزيد الأمور سوءاً فقط...!
همس من وراءها : لنعـد إلى الداخل.. الشمس قوية الآن..
التفتت نحوه مجيبة بحركة من رأسها غير واثقة من ثبات صوتها , ثم تبعته بهدوء , استراحت على الأريكة في الردهة و جاء من ظنته خادما لولا السلاح المعلق في حزام الرجل ممسكاً بصينية فضية عليها أطباق من الفطائر المحلاة بالعسل والعصير ..

وضعها أمامها على المنضدة الكبيرة و انحنى وغادر سريعا , بينما سلمها أليكسس كأس من الماء الموجود على منضدة في الركن . تراجع يدور ببطء واقفا حول الأرائك الفاخرة .. شربت القليل و هدأت , فقررت أن تتناول العصير من أجله ليهدأ.. فمشيته هكذا ببطء وهو ينقر بأصبعه على حزامه يدل على عقله شديد الانشغال والضغط... لم يلبث حتى جلس على نفس الاريكة التي كان يجلس عليها رفيقه ذا العيون المعدنية فجر اليوم...
كان مقابلا لها على بعد ثلاثة أمتار تقريبا , بدأ بهدوء : أأنت أفضل الآن ؟!
أومأت هامسة : أني أفضل أشكرك..
تنفس بعمق وعينيه تراقبنها بهدوء : يجب أن نذهب معاً لمكان ما , مملكة مورفيوس , الملك كرايسيس.. الآن , ولا يمكنني تركت بالطبع هنا وحدك.. ما رأيك إذن ؟!
كانت أنابيــلآ تنظر نحو الأطباق بصمت , هي تشعر بأنها لا تريد التحرك لأي مكان.. تفضل أن تغرق في الصمت بهدوء هذا أسهل..
تابع أليكسس بهمس وهو يشبك يديه معاً : أتمنى أن تثقي بي أنابيلآ , أجيبيني من فضلك؟!
تنفست وهي ترفع رأسها لتقابل عينيه الهادئتين , قالت بصوت خافت : آمم , لكن .. بصفتي ماذا أذهب إلى هناك ؟!.
هز أليكسس شعره الداكن و استغربت يبدو بأنه قد جهز أفكاراً وخطة كاملة , قال هامساً وهو ينظر بعيدا : هذا يعتمد على موافقتك , أنا لا أفكر بالخداع , لكن تغيير بسيط .. و أكرر أنه مجرد تغطية تعتمد عليك بالطبع إن اردتِ فسأمضي بها , أنك غير مضطرة لفعل أي شيء سيدتي .. فقط لم يكن هناك أي حل آخر...
قاطعته أنابيلآ بشك و همس : ماذا تعني ؟!.
_ آآآمم بصفتك .. خطيبتي...! , أنهم يعلمون بأنني قد خطبت , لكن لا يعرفوا بأمر الزفاف أو...
لا تصدق !!, هل سمعته جيداً , شهقت باستنكار وحده لقلب محطم : لا يمكنك فعل هذا بي !!! أليكسس !!!
هدئها رافعا يديه قليلا قائلا بضيق : آسف سامحيني , لكن هذه ليست خطبة حقيقية , أنني فقط أريدك بقربي بأمان , لا أريد أن أجازف بك أبدا مهما يكن , لا بتركك هنا أو بأخذك هناك بصفتك أنابيلآ كماندر اسمك الحقيقي !!. الملك كرآيسيس شديد بهذا الشأن و...
قاطعته وهي تقف بارتجاف وهو غير عالم بما فعله تواً : أليكسس , أنك تمضي بمجازفة بالفعل , يمكنني فعل أي شيء لك لكن... خطبة مزيفة ! هذه خدعة لو يعلمون...
نهض هو أيضا قائلا بجدية وهدوء : لن يعلم أحد , وأنا لن أفضح اسمك الحقيقي أنابيلآ ! , ستكونين بخطر شديد في طور التجهيزات السرية حتى والدي و الأقربين لا يعلمون بهذا.. يجب أن أنهي كل شيء بيدي .. كما أريدك أن تكوني هادئة حتى ذلك الوقت..
دموعها تهدد بالأنفجار مجدداً , تذهب إلى هناك بصفتها خطيبته التي سمعوا بها ولكن لا يعلمون من هي ؟! أليكسس غير معقول ! لما لا يبقيها هنا فقط..
وعدته قائلة بتوتر رهيب وهي تضم يديها : لا تخف علي هنا .. سأختبئ و احشر نفسي بأي مكان , لن يجدني أحد...
قاطعها بلطف وهو يتقدم خطوة : أني أريد وضع كل الموازين لتصب في مصلحة حمايتك, لا يجب أن تخافي بعد الآن بل أن تتشجعي !! .. أعدك بأنك لن تقابلي أي شخص هناك , سترتاحين فقط بمكان خاص بك , الرحلة ستكون أقل من نصف اليوم لأننا سنسرع ولن نتوقف .. سنمكث هناك ليلة و نغادر باليوم التالي..
قالت أنابيلآ بنبرة جزعة و هي تتحرك مبتعدة نحو الدرج : لا .. لا ! , أنا أرفض أنا آسفة...!
وقف أليكسس من خلفها قائلا بصوت جدي بارد : أنابيلآ !! يجب أن نوقف ذلك الوغد عن حده !. أنك لا تثقين بي قط.. أريد أن أكون شخصا تستندين عليه ..
توقفت على أول درجة وهي تلتفت تنظر إليه رغما عنها وقلبها ينزف ألما , بربك أليكسس , يمكنك أن تخرج بأي خطة غير هذه , الحب المطمور الصامت لا يسبب سوى عذاب يتلوه عذاب !. عليها أن تصبر أكثر قليلا فتصرفاتها تثير قلقه أكثر..
لكنه محق... يجب أن يوقف جنون ذلك الرجل , يجب أن تضع ثقتها بـ أليكسس هذه المرة حقاً.. لأنه لا يوجد أحد غيره يعرف بكل تفاصيل أحداثها , بعد ثوان من التردد.. همست بتوتر شديد :
_ حـ.. حـ... أنا... " لماذا قلبها يصرخ رافضا الزيف مجدداً , عليها أن تدوس على مشاعرها مجدداً , ولاحقا قد ترتاح.. ربما ..!
_ " أليكسس أنا ...حـ.. حسـ..ـناً.. سـ... سأذهب معك..." آوه أغمضت عينيها متألمة بشدة .. هل عليها أن تتحمل هذا أيضاً..
نظر نحوها قليلا بصمت ثم تقدم وهو يرفع يدها لشفتيه : سيكون لي الشرف العظيم أن أقاتل من أجلك , سيكون كل شيء على ما يرام .. أتمنى أن ترتاحي قليلا الآن..
نظرت في عينيه ذات اللون الؤلؤي السماوي و همت بقول شيء , لكن فتح باب المدخل ليدخل منه حارس و رجل آخر متوشح بالسواد .. قال الحارس و أليكسس يلتفت نحوهما : لقد عاد الرسول سموك.. أننا تحت أمرك الآن !.
قال الأمير : انتظرني في المكتب . سأهبط حالاً ..
رافقها حتى غرفتها ودعها بهدوء ثم قال : سنمضى قبيل الغروب بسرعة و سنصل قبل الشروق.. أو منتصف الليل ألا بأس بهذا ؟!.
أنكست رأسها مستسلمة : أجل..
بالنسبة إلى هذا... أرادت أن تتكلم عن المعركة التي يوشك على خوضها و أنها تود لو يكون كل شيء بسلام , لكنه دفع بها بلطف للداخل قائلا : ارتاحي جيدا أرجوك..
ثم غادر.. لم تقدر على النوم كثيراً مرت فقط ساعتين لتنهض كي تستحم و تبدل ثيابها قبل المغادرة , كانت الشمس لا تزال مشرقة بالأعلى .. تبقى بضع ساعات على الغروب , شاهدت معالم الجراح لم تختفي , داكنة غريبة اللون , ربما لم تعد تؤلم كثيراً , لكن وصمت أثاراً لن تحمى و ندوباً دائمة , ظهرها كتفيها و شيئا من ذراعها..
اغمضت عينيها بقوة بسرعة كي تختفي الصور المرعبة التي بدأت تتسلل من الماضي الغير بعيد...
ارتجفت يديها وهي تحاول ربط الخيوط في الخلف وتتنفس باضطراب و تقطع , أحست بأن هنالك أمر فضيع يقترب ببطء.. و قد يكون أليكسس يتجه نحو خطر رهيب يفترض أن تواجهه هي..! , الخوض في معركة .. ربما سيصاب أليكسس بمقتل أو...
_ " آآآآه " شهقت مرتعبة وهي تسمع صوت طرقات خفيفة على الباب , ظهر صوت أليكسس القلق :
_ أنابيلآ !! , أأنت بخير , هل أدخل..؟!
ارتجفت بشدة , وحاولت أن تربط الثوب بسرعة من الخلف لكن يديها ترتجفان بعنف ... قالت بتوتر واضح يكاد يخنقها :
_ لا ! ... أعني... أنا بخير.. أني اسـ.. استعد فقط...!
ظهر صوت أليكسس قلق : أنابيلآ أهناك مشكلة ما ؟!.
تراجعت بسرعة كي تنظر في المرآة لتصلح الرباط الأحمق وهي تقول : آ..آآ لا , كل شيء بخير.. آآآه !
تعثرت بمقعد صغير و وقعت أرضاً , هتف أليكسس بجزع : أني داخل...!!
فتح الباب بقوة مستلا سيفه وهو ينظر حوله بسرعة و يتحرك , قفزت أنابيلآ متعثرة وهي تضم نفسها بخجل وارتباك مميت :
_ آسفة لقد وقعت فقط.. أني أحاول آه... لا شيء أعني.. بخير..!!
حدق بها أليكسس بخوف أولاً ثم هدأ و وضع سيفه بغمده , همس بهدوء : يمكنني مساعدتك.. مالأمر؟!.
ردت بسرعة وهي تتراجع خطوة : هل تمزح معي ؟!.
قال بهدوء : يجب أن نذهب الآن , و ليس لدي خدم نساء هنا.. أنه فقط الرباط الخلفي , أليس كذلك ؟! يمكنني مساعدتك و أنا واقف أمامك أعدك..!
احمرت أنابيلآ خجلا وقلبها يكاد يتفجر , فبقيت صامتة جامدة وهو يقف أمامها تماما وذراعيه من فوق كتفيها يعقد لها الرباط بيدين ثابتتين , لا يعرف مالذي جعلها متوترة و جزعة إلى هذا الحد..! ولن يعرف قط قبل أن يصرح قلبها بكلمة من مكنوناته..!!
راحت نظرته فقط بالمصادفة نحو المرآة التي خلفها و التي عكست ..... خط بني ماثل للشفاء البطيء.. خط آخر يبدو أعمق و محمر قليلا لكنه يتماثل للألتئام... توسعت عينيه و هناك طرف ثالث و آخر رابع مختفيان من عند كتفيها إلى منتصف ظهرها.. ضاق بؤبؤ عينيه الأسود بسرعة و كأنه رأى شبح الموت...!
تجمدت يداه ! , لا يصدق... "ريموس" قال شيئا عن أنها مرهقة ومصابة ... لكن... هذه آثار... آثـار سياط.. اللعنة...!!! أنابيلآ الرقيقة كالبتلات ...ضربت بهذا... و كل هذا... و ربما غيره... كم مرة...! من جرؤ ...! من جرؤ ...! من...!
لاحظت أنابيلآ تجمده فانتفضت رغما عنها , اسرع أليكسس و ربطه بلا شد قوي , ثم تراجع عنها خطوات كثيرة و فمه نصف مفتوح.. نظرت نحوه الأميرة بقلق , مالأمر ؟.. تدارك نفسه و قال بصوت هامس بعيد وهو يغادر من الغرفة :
_ نحن بالأسفل متى ما انتهيتِ سوف نغادر...
تنفست مرات بعمق , لقد شحب وجهه فجأة . و انحنت كي تأخذ معطفها الطويل و كي تعقد شعرها و ترتدي حذائها , لكن فجأة جزعت وهي تسمع صوت تحطم زجاج ما بالأسفل... و صوت آخر , و شيء ما يسقط بقوة ..
شهقت برعب : نحن نتعرض لهجوم...!
خرجت من الغرفة بسرعة و توقفت عند درابزين الدرج وهي تطل على الردهة , لكن تحطمت التحف الثمينة و قلبت منضدة ما رأسا على عقب هي و الأدوات التي فوقها, بينما أليكسس يرتجف و يتنفس بسرعة و الغضب قد رسم على ملامحه ما رسم ! , كان يمسك به حارسيه الاثنين وهما يهدئانه بكلام لا تسمعه جيداً... بينما هنالك شخص ثالث واقف وبين يديه لفافة..!
وضعت يدها على فمها صدمة , أنه هو فقط... أهو بخير ؟! , أحدث أمر ما سيئاً ؟!, هل تلقى خبراً مفجعا...؟!
عادت بسرعة لترتدي حذائها و تضع معطفها , ثم نزلت إلى الاسفل بعد دقيقة و هي تتطلع باحثة عنه , لكن رأت أحد الحراسين واقف , نظر نحوها و انحنى باحترام , سألته بارتباك : أين هو سيدك ؟!.
رد بهدوء : أنه في المكتبة سيأتي قريباً , استريحي يا سيدتي , أترغبين بشرابٍ ما ؟!.
جلست بإنهاك غريب بسبب توترها , وقالت شاكرة و هي ترى الزجاج المحطم بعيداً : آه لا.. هل هو بخير؟!.
أجاب الحارس ببساطة : ينتابه الغضب كثيرا هذه الأيام , لكن هذا كان مفاجئا جداً...!
لم تبقى جالسة سوى ثوان حتى دلف أليكسس بعباءة رمادية تعكس مزاجه الغاضب والذي يخفيه جيداً أمامها لكنها تراه في عينيه اللتين تبدوان مشتعلتين بنيران زرقاء , من خلفه الرسول الذي يحاول التكلم عن شيء ما لكنه صمت لرؤيته أنابيلآ تقف بهدوء , اقترب منها الأمير سألا بهدوء وعينيه تنظران لمكان آخر :
_ أأنت مستعدة , هل كل شيء بخير ؟!.
احتارت به قليلا لكنها اجابت هامسة : آه أجل , مستعدة..
نظر نحو عينيها نظرة سريعة ثم قال يحدث الحارس : قرب الأحصنة حتى المدخل و زد عدد الحراس عشرة , أرسل أحد فرسان الطليعة ليقابل اللورد أولاً قبل وصولنا لأجل عبور الأراضي.. هو يعرف مكانه..
رد الحارس وهو يتحرك بسرعة : أمرك مولاي..
لكن الرسول همس من الخلف : لكن يا سيدي هذه الرسالة مستعجلة جدا من الملك.. لقد بدأ يهددك بالفعل !!
صرير أسنان أليكسس الحاد يكاد يصل خارج القصر وهو يزفر بحده قائلا : لدي ما هو أهم بكثير من تهديدات جوفاء !.
تفاجأت وهو يقبض على معصمها و يمشي بخطوات كبيرة سريعة وهي بالكاد تجاريه من شدة دهشتها , لحق بهم الرسول وهو يقول : يا سيدي أرجوك أنا طوع كلمتك , لكنك تعرف بأن الملك على فراش الموت !!
زجر أليكسس بحده ساخرة والأبواب تفتح أمامهم من الحراس : أنه لن يموت صدقني "وايترس" قبل أن يقبض على عنقي و يصرخ بوجهي .. هو فقط يتدلل ! لا تزعجني بأمره مجدداً ...!

كانت العربة الداكنة السوداء واقفة أمام الدرجات تماماً و الشمس توشك على المغيب و السماء محمرة , و هناك حولها ما يقارب عشرون فارساً على خيول داكنة مدججين بالسلاح ... فتح أليكسس الباب لـها وساعدها بهدوء على الصعود , ثم أشار بيده فانطلقت فرقة الفرسان من خمسة أمامهم بسرعة , صعد هو و الرسول و الحارس الذي أغلق الباب ثم وقف ممسكا بسيفه على عتبة العربة , أشار بيده فانطلقوا سريعاً ... و لحق بهم بقية الفرسان المسلحين..
بقيت أنابيلآ صامتة لا تدري بما تفكر أو تتحدث , كان الرسول أو المدعو "وايترس" عابسا يقلب لفافة صغيرة بين يديه و أليكسس جالس مقابلا لها يده على سيفه وهو ملتفتٌ الى الخارج بينما هي تجلس وحدها على المقعد الطويل المريح ..
مرت دقائق قبل أن يعود للنظر إلى الداخل , طرف بعينيه ناظراً نحوها برقة , ثم همس بينما هي ترمقه بتشكك خفيف :
_ ألا تزالين تشعرين بالتعب , يمكنك الراحة قليلا قبل أن نصل ؟!.
نظر نحوها "وايترس" وكأنه يراها أول مرة , لكنهم لا يسألون أبداً , ما دام سيدهم لم يتحدث بهذا الأمر , فلا شأن لهم , فقط أليكسس قال بهدوء لها : هذا مساعدي الثاني وايترس وهو رسولي السريع.. يتقصى بعض الأخبار لأجلي..
قال المساعد بهدوء واحترام للأميرة : مرحبا ,سيدتي..!
أومأت أنابيلآ مجيبة , بينما التفت نحوه الأمير قائلا : أريد منكم حماية الأميرة بكل قطرة دم تملكونها , لقد كلمتكم عن هذا من قبل.
أومأ المساعد قائلا بجدية : بالطبع, تماما يا مولاي كما تقول.
نظر الأمير من النافذة مجددا وهو يراقب الظلام يحل , همس: سندخل منطقة اللورد .. وبعدها بقليل حدود مملكة مورفيوس.. ثم ساعات بسيطة قبل أن نصل للقصر إن أسرعنا..
و مضى بعض الوقت و أليكسس يتهامس مع مساعده في بعض الأحيان , داهم الاميرة النعاس سريعاً مع حلول الظلام , نظر نحوها وهي تحك عينيها من التعب , امسك بيدها قائلا بهمس لطيف : يمكنك النوم قليلا أنابيلآ , هاك عباءتي..
_ لكن.. آه لستُ...
_ بلى , اهدئي... سنصل متأخرين و سيطلب منا الملك الراحة بالطبع..

قام بتغطيتها تماما وهي تتمدد لترتاح قليلا نائمة سريعاً لأنها لم تنل النوم الهانئ لفترة.. ظلت تسمع همساتهم الهادئة و العربة تسير بهدوء في طريق جيد لا تعرفه .. ربما هي أراض ذلك اللورد , صديقه المدعو.. ما كان اسمه...؟! الذي علم من تكون..
لم تمر بأي أحلام , كان كل شيء هادئ , شعرت بلمسه خفيفة و همسات لاسمها.. فتحت عينيها ببطء كان الظلام حالكا لكن هنالك مصابيح تضيء بلون ذهبي يرسل ظلال متحركة غريبة , كان الجو باردا بعض الشيء و هناك رياح تلعب تنذر بعاصفة ما..
  #177  
قديم 09-05-2013, 10:21 PM
 
اسندها أليكسس إلى ذراعه وهي تفيق نفسها جيداً , رأت الكثير من الحراس في الخارج , ظل يلفها بعباءته وهي خارجة لترى حديقة كبيرة تحيطهم و أبواب القصر مفتوحة لأجلهم يقف عندها شخص ما , أشار بيده..
قادها بهدوء واضعا يده حول ظهرها بحذر وهو يهمس : ها نحن هنا بقصر الملك مورفيوس , أنه ليس القصر الرئيسي لأننا لسنا بقلب المملكة , لكن الملك موجود هنا حاليا و سيرانا..
همست له بتوتر : و.. سيسأل من أكون...
رد بهمس أيضا وهو يقرب رأسه منها كي لا يسمعه أي أحد : لقد اتفقنا على هذا أنابيلآ..
_ أ.. أجل..
_ سيكون كل شيء بخير , أنه أنا من يريد التحدث إليه..
أومأت ثم سألت : كم الوقت الآن...؟!
_ منتصف الليل تماماً .. أتشعرين بالبرد ؟! الأجواء هنا مضطربة..
_ أهلا بكم سيداي.. سعيدون جدا بقدومكم , نتعذر لكل هذه الحراسة قد تبدو مزعجة. لكنها ضرورية..
رفعت بصرها و ابتسم أليكسس وهو يرد التحية على "برآيس" عندما صعدا درجات المدخل معه : لا بأس أبداً , هل الملك جاهز أم فـ...
ولكن عندما دلفوا للردهة الأمامية الأولى , كان هنالك بالفعل يقف الملك "كرايسيس" و معه وزيره "زارو" وبعض المساعدين , لم يكن لباس الملك مبهرجا كما الوزير المتأنق , بل كان داكنا بعض الشيء عملياً .. رحب الملك به بحرارة وهو يتقدم منهم و يمد يديه
_ أليكسس ! ابني الذي لم احظى به !, حمداً لله على سلامتكم..!
صافحه أليكسس ضاحكا مبتسماً , و كم بدا الملك سعيد جدا به : أردت رؤيتك أيها الشاب منذ زمن بعيد ! هل كان يجب أن تحدث تلك الأمور المزعجة حتى أقابلك.. أنت ابن عاق !.
قال أليكسس ساخرا بنعومة : يكفيني أب واحد مولاي , كن عماً لي أرجوك..
ضاقت عيني الملك الزرقاوين الداكنتين بابتسامة حانية للغاية همس : آسف لما حدث لـ والدك , و... آآآه من هذه السيدة الفاتنة !
رد أليكسس بكل سهولة و بساطة لكن بصوت خافت كي لا يسمعه الوزير الواقف في الخلف : أنها خطيبتي , لن استطيع تركها خلفي بالقصر..
مد الملك "كرايسيس" كلا يديه نحو أنابيلآ وهو ينظر بحنو و رقة شديدين وابتسامة بينما هي متوترة صامتة جداً لا تقدر على فك شفتيها لتنطق بشيء..., همس لها بحنو : مرحبا يا بنتي هل انهكتك الرحلة إلى هنا , سامحينا و تقبلي سلامي..
لم تقدر سوى أن تبتسم بسعادة لفتها كالأجنحة لتحلق بها , كيف لا و أمامها كل هذه العذوبة و الدفء , لا شك بأن هذا الملك أب رائع !
وضعت يديها بين يديه ليضمهما معا و يقبل اصابعها الباردة قائلا برقة : آووه ربما أنت بعمر غاردينيا.. يجب أن ترتاحي , يجب أن ترتاحوا كثيرا و غدا أحب أن نتكلم عن كل شيء معاً..
ابتسم لهم مجدداً , ثم أشار إلى وزيره قائلا : زارو , خذ الضيوف إلى جناحهم الخاص , و تأكد من وجود كل شيء في خدمتهم.. لكن برآيس تعال معي..
كان برآيس و أليكسس يتبادلان النظرات ثم ذهب خلف الملك , بينما تقدم الوزير قائلا لـ أليكسس بكل برودٍ عملي : تفضل من هنا أيها الأمير..
ثم مشى بخيلاء وكأنه هو الحاكم أو سيد المكان ! , أشار أليكسس لـ حراسه و مساعده : هيا ألحقوا بنا.. أريد وجودكم أنتم..
تأبط ذراع أنابيلآ و ساروا معا يصعدون الدرجات الذهبية.. فكرت الأميرة بالذنب الكبير الذي ستحمله وهي تخادع ذلك الرجل الرائع , بالإضافة إلى الآلام التي ستزورها بسبب الزيف المؤلم اللا يحتمل.

في جناح آخر بعيد من القصر بنفس الوقت , فتح طرف من الباب لتظهر عيني زرقاوين كلون سماء الصباح تنظران بخلسة في الممر , لكن ذلك الحارس يغطي نصفه , خرجت الأميرة غاردينيا ببطء وهي برداء نوم طويل أزرق داكن , بينما قد قصعت شعرها الذهبي للخلف , التفت الحارس بهدوء نحوها و رفع حاجبيه دهشة وهو يقول :
_ أهلاً سيدتي أكل شيء بخير ؟!.
طرفت الأميرة بعينيها قليلا ثم سألته بهمس : كم الوقت الآن ؟!.
_ أنه منتصف الليل سعادتك , هل يؤلمك شيئا ما هل استدعي الخدم و الحكيم ؟!.
_ آووه لا أنا بخير تماماً .. فقط أريد أن أمشي قليلا..
مشت حتى خرجت من الممر لتجد بعض الحراس يقفون متفرقين , ضاق جبينها , مالذي يحدث ؟! , حراسة مكثفة داخل القصر .. نظرت من عند بداية الدرج الكبير , واتسعت عينيها وهي ترى الوزير "زآرو" يمشي في البهو الى الجانب الآخر ومعه خادم ما و حارسين , اختبأت بجانب تحفة ضخمة كي لا يلمحها , وظلت تراقبه حتى اختفى في الممرات الكبير التي تحيط البهو الكبير...
تنفست بعمق و أرادت السير , لكن صوتاً هادئا قال من خلفها : أكل شيء على ما يرآم يا سمو الأميرة ؟!
التفتت مرعوبة أولاً ثم ارتاحت لرؤيتها المستشار ينظر نحوها بدهشة قليلا و بيده لفافة كبيرة وكما يبدو كان على وشك النزول من الدرج لكنه رآها تتصرف بغرابة !!
قبل أن تجيب بأي شيء , همس هو بقلق : هل تشعرين بألم ما ؟!.
آوه , تنهدت , لقد اعتادوا عليها تستيقظ منتصف الليل متألمة متوجعة ولا تجعلهم ينامون إلا عند طلوع الفجر ! , ردت بهدوء وهي تعتدل واقفة و ترتب هندامها : آه لا أنا بخير جداً أشكرك , لكن ايقظني شيء ما , لا أدري مالذي يجري هنا ؟!.
أومأ بهدوء : لا بأس , عليك العودة للراحة , فقط الضيوف المتوقعين وصلوا قبل قليل , وهم في جناح الضيافة الآن ..
قالت بعيون متسعة : حقا ! , لهذا الحراسة مشددة ؟!.
لاحظت عبوسه وهو يجيب ببطء : أنها كذلك منذ يوم الأمس , كما أمر بهذا حضرة الوزير خاصة ليلاً كما قال بالمجلس , رغم أن المكان آمن هنا والحراس أقوياء و موثوق بهم لكن...
بتر جملته ليقول لها معتذراً : المهم الآن يجب أن تعودي للنوم و الراحة المكان هنا بارد قليلا, هيا تفضلي سيدتي سأصحبك لجناحك.
وفي جناح الضيافة , لم تستطع أنابيلآ النوم أيضاً , جلست على السرير الوثير في الغرفة المخصصة لها و هي تنصت إلى أصوات في الغرفة الأخرى , سمعت صوت أليكسس و مساعده "وايترس" و صوت ثالث لم تعرفه يتناقشون بأمرٍ ما ولكنها لم تفهم جيداً ما يقولون , لقد ألقى التحية إليها و ظن بأنها نائمة الآن ..
نهضت بهدوء لتقف بجانب الباب تماماً و استمعت , أحدهم غادر , و أغلق الباب ثم صمت ثقيل رن بالمكان..
بعدها همس أليكسس بصوت بارد : أنا أعرف ما تعنيه نظرتك هذه وايتر !. يستحيل أن أعود إليه الآن...
سمعت صوت المدعو وآيترس يقول بهدوء وجدية : يا سيدي أرجوك ! أنك لم تقرأ ما أرسل و جلالة الملك لا يمزح في حياته قط ! , أن لم تعد خلال يومين , فسوف تفقد مكانتك تماماً في السلطة كوريث ! كأمير ..!.
شعرت أنابيلآ بالصدمة تطرق في قمة رأسها , هل يعقل أن يفعل هذا الملك بـ ابنه ! .. لا مستحيل... هي قابلت الملك بالفعل , والذي قام... حسنا قام بعفل شنيع تجاهها !.. لكن أن هذه قسوة شديدة منه تجاه أليكسس...!
الذي سمعته يقول ساخراً بلا مبالاة : نعم بالطبع هو لم يمزح أبداً في حياته ! , لا تقلق عليه , سأعود لكن بعدما أفي بوعودي..
_ سيدي الأمير ! أنا قلق بشأنك أنت.. أرجوك أبعث برسالة إليه..
_ لن أفعل !.
سمعتهما يتحركان في الأرجاء , بينما المساعد يقول بقلق : ..وكذلك الملكة لا تعرف في أي حال أنت...!
_ ...قلت بأني لا أريد التواصل معهم هذه الفترة بأي شكل كان !, هلا استدعيت لي رئيس الحراس الآن , لدي أمور أهم للتحدث بها..!
سمعت همهمة المساعد الغير راضية وظله يتحرك للخروج , تنهدت بقلق و ضربات قلبها تعلو , لم تعرف بأن أليكسس عنيد بهذا الشكل الصلب !, و كأن أعصابه في جليد , عليه أن يطمئن أهله و أن يرسل إليهم على الأقل .. خاصة والده... تهديده مرعب و خطير و ذلك الشاب يتجاهله ! , آوووه الأمور لن تتحسن , بل أنها تمضي نحو الأسوأ ..!
عليها أن تقنعه بألا يقدم على المعركة ! و أن يعود لعائلته , وهي ... وهي ... أين ستكون ؟!. بحث بعقلها بحزن .. ما تريده الآن هو أن تعود إلى "ريموس" كي تنعم بحنان أبوه لم تره قط في حياتها.. لكن .. هذا سيكون خطراً عليه , و كما قال أليكسس , يجب أن تواجه الخطر لا الهرب منه .. يعني .. بأنها ستعود لرؤية ذلك الرجل... الذي حملت اسمه طويلاً كـ... أب لها..
و فجأة بدأت خطة أخرى تتشكل أمام عينيها , لكن يجب أن تتخلص من رقابه الأمير الصارمة أولاً..
أتى الفجر أخيراً , بعد ليلة طويلة و ثقيلة للغاية على الجميع ..
كان أول من استيقظ , الأميرة غاردينيا , وهي تستعد تماماً لملاقاة الضيوف , لكن قيل لها بأنهم في أمر عاجل لذا ستراهم لاحقاً و ربما بشكل غير رسمي , فعرفت بأن الضيوف هؤلاء مهما كانوا أنهم قدموا لأجل اجتماع طارئ أو مهمة عملية وليست زيارة ودية من أصدقاء قدامى هي لم تعرفهم...
قابلت "برآيس" للمصادفة وقبل أن تلقي بالتحية قال هو ضاحكاً : لقد بت الليلة هنا , صباحي جميل برؤية وجهك المشرق سيدتي , كيف كانت ليلتك !.
ضحكت غاردينيا قائلة بمرح : وأنا أيضا سعيدة برؤيتك أولاً , أني بخير جداً واشعر بالنشاط.. ترى هل الضيوف جميعا لدى الملك الآن ؟.
أجاب بلطف وهما يسيران عابران البهو : آممم , فقط الأمير و مساعديه , لكن الأميرة ستجلس الآن في الحديقة كما اخبرتني...
شهقت غاردينيا بصدمة : ماذا !! , لم يخبرني أحد بأن الأميرة مارسيلين هنا !!.. لماذا لم...
قاطعها بهدوء: كلا , آه ... أنها .. خطيبة الأمير أليكسس ميرديلاك.. ما رأيك أن تكملا إفطاركما معا في الخارج , الجو منعش جدا الآن ..!
أومأ لها معتذراً مبتسما وهو يدخل إلى الممر الرئيسي , التفتت هي ببطء تنظر من الشرفات الكبيرة المطلة على الحديقة..
...
كان أليكسس يشعر بالصداع وهو لم يغمض له جفن طوال الليالي الماضية , كان فقط يغفو غفوات خاطفة لا تتعدى كونها الدقائق , أخذ يدلك جبينه ورجاله من خلفه يتهامسون و يراجعون الأوامر و المخططات الخاصة بكتائبه التي يعد عدتها..
حتى صوت برآيس الرزين الهادئ كان مزعجا قليلا بالنسبة إليه , رد الأمير بعبوس : دعي أموري و مشاكلي جانباً لن أؤلم رأسي أكثر بها و أخبرني , الآن كيف يمكنني أن أدافع عن ذلك الأحمق دون أن أثير شكوك الملك..
زم المستشار شفتيه قائلا بهمس : أنت فقط أخلي ساحتك , و الهدف الآخر لنا محاولة معرفة من الذي يخبر الملك بتلك التفاهات , بعض المخطوطات و الرسائل المهمة بين الملك السابق و عائلة ليكسار مفقودة.. وهي مهمة للغاية لأثبات الكثير من الأمور...
رد الأمير بتكشير وهو يتأمل مجلس الاجتماعات الفارغ سوى منهم : اخبرني بأسمائهم مجدداً .. الذين سيكونون هنا بعد قليل..
_ أنه الوزير الأول زآرو جرآم , ونائب قائد الجيوش دوسر , و الملك بالطبع فقط...
قال أليكسس باستنكار : ماذا !, هؤلاء شبان صغار جدد.. أريد الوزراء القدامى ,الذي كانوا مع الملك السابق..
تنهد برآيس قائلا : آه ليت تعرف منذ زمن , لقد توفي الكثير , أنهم كبار في السن جداً , بقي فقط الوزير الثاني السابق وهو مريض جداً و تقريبا غائب عن الوعي لدى عائلته بمدينة أخرى , بالأضافة أنا أيضا جديد هنا..
همس أليكسس بجدية : لكن .. السيد مورفيوس كآسيل , عمك , كان رئيسا للآرشيف الملكي السري , برآيس , لماذا غادر؟.
نظر برآيس حوله وهمس بعبوس : لقد... اختلف مع الملك..! , منذ أن جاء زآرو هذا و الملك قام بالكثير من التغييرات , لكني بصعوبة حرصت ألا يغير الكثير من الحراس !. أنت تعلم ما يعني هذا...
زفر أليكسس بعبوس وهو يهمس : لدينا الكثير من العمل هنا إذن...!
_ دع هذا لي , أنا سأكشف الستار عن كل الخونة المخادعين , لكن الآن لنكون الحلفاء الأخلص بالنسبة للملك..!
وبعد لحظات قصيرة , فتحت أبواب القاعة الخاصة , ليدلف الملك و معه وزيريه و الحراس , قال بابتسامة مرسومة عذبة :
_ لقد استيقظت باكراً أليكسس , كنت أتمنى أن نتناول الإفطار معاً . برآيس هنا أيضاً..
أومأ برآيس باحترام بينما الأمير يحيي الملك بلباقة مبادلاً الابتسام : بالطبع , فأنا هنا لأجلك سيدي و في خدمتك..
اتخذوا مجالسهم , والمستشار يجلس بالجانب الآخر للأمير , والمقعد الآخر يستحله المساعد الثاني الهادئ المستعد , بدأ الملك بهدوء بينما وزراءه يمسكون بمخططات وكتابات لا شك بأنها تقارير عن أفعال ومعارك النبيل الغاضب الذي لا يعرفون مقره الحقيقي و حجم قواته !. بدأ الملك بهدوء : اعتذر عن عدم القدرة لمقابلة والدك , قيل بأن صحته سيئة هذه الأيام..
أجاب أليكسس بلا اكتراث وملل من تكرار هذا الموضوع : آه أجل قليلاً , لكنه سيتحسن .. لا بأس عليه.
قال الوزير زآرو بهدوء بارد : حسنا يا سادة هلا نبدأ اجتماعنا , نحن هنا نتساءل سمو أمير ميرديلاك عن صحة وجود اللورد ليكسار الملقب باللورد الأسود في قاعدة خاصة به داخل أراضي مملكتكم .
نظروا جميعاً نحو أليكسس الذي وضع قبضته أسفل عنقه وهو يجيب بكل هدوء وثقة : قاعدة خاصة ؟!. أسأت التعبير, اللورد ليسكار يمتلك بالفعل أراضٍ واسعة من مملكتي و قصور , وهناك بعض المدن تحت تحكمه وسكانها يعتبرونه حاكماً لهم..
ضاق جبين برآيس وهو يرمق الأمير , بينما ظهرت الدهشة الخفيفة على ملامح الملك , لكن الضيق الشديد بدا في الوزيرين , تحدث نائب القادة ببرود وعينين قادحتين مترقبتين : أتقصد بأنه يملك تحكما كبيراً , وهنالك جيوش كثيرة تحت سيطرته..!
رد أليكسس بملل بارد : آووه , بالطبع هو لورد وريث لورد , إن لم يكن دوقاً مقرباً لدى ملك منذ زمن غابر , هذه السلالات لا تندثر بسهولة يا أسيادي ..
تدخل برآيس بهدوء بسبب أليكسس الذي بدأ يبعث التوتر و القلق بدل أن يبرئ نفسه عن علاقته بـ دآيمند ليكسار ها هو يتحدث عنه بأمور جدية و كأنه يثبت معرفته العميقة به : لقد قمنا بأبحاث كثيرة سمو الأمير, لكن لم يتبين شيء عن مكانه الحقيقي... السؤال هو هل تعلمون بتحركاته في أراضيكم , وهل اجتمع بكم من قبل في فترة شهرين أو ثلاثة أشهر ؟!.
لولا وجود الملك و الوزراء لقهقه أليكسس ضاحكاً , لكنه أجاب بجدية باردة : كلا , في الواقع لم نعلم بوجوده , الأسر النبيلة تحدث بها الكثير من الأمور , ليكسار لم يكونوا مقربين من والدي , لكننا سمعنا بهم بالطبع..
سأل زآرو فجأة : .. ولكن مؤكد بأنه يستحل أراضٍ من مملكتكم , كم تكون مساحاتها ؟! و هل لـ....
قاطعه أليكسس بجمود شديد في نظرته : أنهم لم يستحلوا شيئا , هي أراضٍ موروثة ونحن لا نحب الاختلاف مع النبلاء ما داموا يعودون و يلتزمون بأحكام وأوامر الملك , ما عدا هذا , نحن لا نتدخل بأمورهم إلا في حالة كونهم خطراً على حلفائنا !.
أومأ الملك قائلا بهدوء و الوزير يغلق فمه : بالطبع .. لكننا هنا لأجل أمر خاص و وضع خطير , نتكلم عن وريث ليكسار , لقد جرؤ على فعل الكثير من الأمور الشنيعة أنه يدعي امتلاك أراضٍ هنا و قصور , لقد بدأ في قتالي ومخالفة أوامري .. كما أنه لا توجد اثباتات على امتلاكه الكثير..
قال أليكسس موافقاً ببطء : لم أكن أعلم هذا في البداية , لكن ذلك غريب جداً , عائلة نبيلة ذات مكانة ضخمة كـ ليكسار ولم تجدوا أي اثبات على أراضيهم التي هنا.. يجب أن نحقق بالأمر جلالتك , لأننا لا نريد الخسائر..
لكن من رد هو نائب القادة : لكن ذلك خارج عن السيطرة الآن , أنه يخطط للقتال , و بالفعل لا يوجد أي اثباتات لأملاكهم هنا , لقد كان زمناً طويلاً و ذلك الوريث كما تقول لم يكن موجوداً في فترة طويلة سابقة , نحن لا نعرف مالذي حدث أو مهما كانت ظروفهم , لقد خرج عن حكمنا و بدأ بالقتال ولا بد أن نوقفه عند حده و لا بد أن يحترم حكم الملك ولو بالقوة..
_ ألم يتحدث أبداً سابقاً بأي شأن , قبل القتال ؟! . سأل أليكسس بعبوس , هذا غير صحيح , مؤكد بأن دآيمند قابل الملك... كما أن القوة ضد دآيمند لن تنفع أبداً !.
صمت عم المكان قليلا بعد سؤال الأمير, ثم تحدث الوزير زآرو ببرود : لقد أرسل نائباً له قبل ثلاثة أشهر تقريباً , ومعه الرسالة المختومة بختمه الخاص , كان متعالٍ جداً على المجلس الملكي و جلالة الملك أيضاً , لقد طالب بـ التاج و أراضي في الشرق يتوسطها قصر الحجر الأبيض... ثم قام بأرسال بعض الرسائل التي يطالب بها أشياء أخرى , مفاتيح برج أو ما شابه ! , أنه فقط يدعي و يتلاعب باحثا عن القتال و الاساءة إلى حكم الملك.. بعد كل ما فعله لن ينفع سوى القتال !
كانوا ينظرون نحو أليكسس بهدوء لكن الملك كان ينظر جانباً بعبوس شديد , زفر أليكسس و قال بجدية :
_ بالطبع , و مالذي يمكنني فعله لأجل جلالتكم ؟!.
لكن نائب القادة هو من أجاب بانفعال حاد : يجب أن نوحد قوانا ! , نريد أن نعرف مركزه الذي بأراضيكم , ثم سنقضي عليه بمكانه !.
لكن الملك قال بهدوء وهو يرفع يده عالياً : رغم تطاوله على الحكم هنا , لكن لا يمكنني غفر فعلته تلك.. و إلى حين ذلك الوقت أود منك الحذر و التعاون معنا أليكسس ميردلايك.. كما أني لا أريد أن أورطك بهذا , قد يكون هذا خطراً عليك و على المملكة ..
ثم نهض الملك واقفاً فجأة فوقفوا جميعاً و أكمل ببرود : يجب أن يقف عند حده ,و ألا يعتدي أكثر من ذلك.
أومأ أليكسس قائلا : بالطبع مولاي , أنا رهن أشارتك ..
هدأ الملك قليلا ثم قال بابتسامة شاحبة : و الآن أفضل أن نحتفل بك...!
  #178  
قديم 09-05-2013, 10:22 PM
 
_ هو لم يخبرني قط بأي شيء ! ذلك الوقت كان غاضباً كالوحوش !!!.
زفر أليكسس بحده بعدما سمع جملة المستشار الهامسة المستاءة , دار في الغرفة الخاصة به بينما بقي حرسه الخاص في الخارج..
قال الأمير غير مصدق : هنالك أمل بأن يتوصل لمفاوضة مع الملك و صلح ربما... لكن مالذي فعله , مالأمر الذي لن يغفر له الملك؟
همس برآيس بشحوب : حسنا , هذا منحنى آخر للمناقشة .. أعني .. أنت تعرف .. الأميرة غاردينيا... لقد...حسنا .. اختطفها دآيمنـد في خضم غارة ما لم نعرف ما تكونون...!.
التفت أليكسس بعيون واسعة : لا يمكنه ! , هل فعل هذا ؟!.
_ حسنا , ... نعم ... أنا لم أجرؤ على الأرسال إليه ذلك الوقت كان كالجحيم ! الملك خرج لقتاله بنفسه !.. ولكني سألته لاحقا قبل أيام قليلة مضت ... قال بالطبع أنه فعل !...
هز أليكسس رأسه مصدوماً : وهل صدقته ؟! , يستحيل أن يفعل هذا ! إن الأميرة ضعيفة و مريضة !.
قاطعه برآيس هامسا مطمئناً : لا اعتقد , كما أنه هو من أعادها بنفسه آمنه سالمة كما أن صحتها تتحسن بشكل غريب.. تبدو لنا بحال ممتازة..
حدق به أليكسس قليلاً , ثم تنهد : آوه حسنا , بالطبع دآيمنـد لن يؤذيها . المهم الآن أن الملك لن يقبل بالصلح أو حتى هدنة مؤقتة , و هذا بفضله .. كيف يمكنه أن يطلب التاج وهو بكامل عقله ؟!. أنه لا يجعل لنا طريقاً لتحسين الأمور...
أومأ برآيس بعبوس : أنه لا يفسر كلماته , و يتصرف بغرابة , ما أفكر به الآن هو ايجاد أدلة أولاً لأملاك ليكسار.. أعني أدلة قوية جداً ..
مشى أليكسس ليقف عند الشرفة ناظراً إلى الخارج و هامساً : حسنا , أنا لا استطيع التحري هنا كثيراً ..
_ دع هذا الأمر لي , لكن يجب أن نجتمع به لأجل فترة من الهدوء...
_ ...أن الملك و اؤلائك الوزراء الكريهين يخططون لمهاجمته ما أن يجدوا مكانه !.
_ لن يحدث هذا... , ثم أنت لم تخبرني بفعلتك أيضاً...!
_ ماذا ؟!
_ماذا ؟!!! , هذه خطيبتي ! , لا أعلم كيف لـ للأميرة أن تتحملك هكذا !, هل أنت بوعيك أليكسس ؟!.
اتهمه برآيس بتكشير و استنكار شديد ...ثم تابع قبل أن ينطق صاحبه : مالذي تخطط له أنت أيضاً...؟!
عبس الأمير أيضا و قال بتعب : آآه , لا أريد أن أكون مضطراً للشرح الآن..
_ أنك تمضي بطريق خطر , لم ترى عائلتك منذ أسبوعين أو أكثر لا يعلمون مالذي جرى لك خرجت من ذلك الزفاف بلا عودة , سمعتك على المحك ولا شك بأن والدك يكاد يجن.. كما أنك تجهز قواتك لمقاتلة عدوٍ لا نعرفه ! ,أخبرنا كي نساعدك.. أليكسس؟!
عاد الأمير للنظر من الشرفة همهم ببرود وهو يرى أميرتين تجلسان في وسط الحديقة بجانب البحيرة المزدانة بالأزهار :
_ لا تشغل بالك بي هذه قضيتي , و سأخبركم لاحقاً ما أن أتمم خططي و يعودون رسلي بالأخبار والخرائط..
أمسك برآيس بمقبض الباب وهمس : سأرسل رسالة ما إلى عمي "مورفيوس",أنك بالفعل ذكياً بأمور المفاوضات والقتال أليكسس , لكنك أحمق بالأمور العاطفية وكأنك أعمى و اعذرني على هذا .
رد أليكسس بانزعاج وهو يلتفت إليه : مالذي تقصده ! , أنا لم....
رفع برآيس يده بعبوس و قال بجدية : أنا متزوج قلبكما أيها الفاشلين عاطفياً , أنت و ذلك المتعجرف .. النساء حساسات جداً , أرجوك أنت تنتبه جيداً لهذا الجانب , أني مصدوم لأن الأميرة أنابيلآ موافقه على خطتك الغريبة.. لا شك بأن هذا سيؤثر عليها , لا أعرف تماما ما قصتها لكنها تبدو لي قد نالة كفايتها ..
_ حسنا أيها العجوز الحكيم ..! لكن أنابيلآ واثقة بي تماما و....
_ كلا , يبدو لي بأنك خيارها الوحيد , أعني أنت جيد بالنسبة للوضع السيء...
زفر الأمير : أنك ترميني بالصميم , أنا أعلم بـ...
رفع برآيس يده : فقط انتبه أرجوك , أنت لم تخبرني بالقصة , لكني استطيع التخمين ! , تلك المعركة التي ستخوضها بسببها صحيح , وأنت تفعل هذا لأجلها , لماذا ؟!
كتم انفاسه لثوان قبل أن يجيب رفيقه : لا أعرف , هل يمكن أنه .. شعور بالذنب ؟!.
توسعت عيني المستشار : مالذنب الذي فعلته ؟!!
_ أني مرهق لأخبارك بكل هذا , لكن أنابيلآ مهمة جدا بالنسبة لي و أريد حمايتها بكل قوة أملكها !.
صمت برآيس يراقب رفيقه بدقة , وقبل أن ينطق بشيء..
قال أليكسس بغموض : ...لكن منذ متى وأنت لم تتحدث إلى عمك مورفيوس؟!
صمت برآيس قليلا ثم همس : منذ شهر تقريباً , نحن نتراسل غالباً لكني انقطعت عنه فترة طويلة...
همهم الأمير مرهقا وهو يجلس على أقرب معقد : من فضلك , أطلب من الخادم في الخارج أن يجلب بعض الشراب , أريد أن أكلمك قليلا بهذا... أني لست أفضل من دآيمند بقضيته !
تأوه برآيس بيأس : لما أنا صديق لكما !!!
وضع أليكسس يده على كامل وجهه وهو يهمهم بخفوت : أني استحق هذا البؤس بشكل ما...
وافقه رفيقه ببرود : أجل , لكن لا تتهور و تصبح مثل دآيمند يحب التفاهم بالقتال فقط ... لكني متأكد بأنك ستجد حلاً مناسباً..

أغلق الباب من ورآء برآيس و بقيت عينا أليكسس اللتين بلون الؤلؤ معلقتين بلا وميض على زهرية كبيرة ملئة بأزهار الزنبق البيضاء ..

.......

قرآآءه ممتعة

التعديل الأخير تم بواسطة MÁЈẻŞŤłĆ ; 09-06-2013 الساعة 04:44 PM
  #179  
قديم 09-06-2013, 04:23 PM
 


مادري بس ماحس ان البارت انهى لانه قصير > يالمفرتيه كل هذا وقصير
واااااااااااااااااااااو صراحه روعه البارت احسنتي اختيار الروايه ريانه
حبتين اول رد
ايه صح نسيت اقول للك
سلآلآم
كيفك ؟
بارت روعه مثلك ياعسل
بس ترا قصير ومو كامل > نصابه مو قصير بس هي طماعه
هههههههه
شرايك بس ؟
يلا ماطول عليك سلام
__________________




  #180  
قديم 09-06-2013, 04:41 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كَـبـريـآء جـرح مشاهدة المشاركة


مادري بس ماحس ان البارت انهى لانه قصير > يالمفرتيه كل هذا وقصير
واااااااااااااااااااااو صراحه روعه البارت احسنتي اختيار الروايه ريانه
حبتين اول رد
ايه صح نسيت اقول للك
سلآلآم
كيفك ؟
بارت روعه مثلك ياعسل
بس ترا قصير ومو كامل > نصابه مو قصير بس هي طماعه
هههههههه
شرايك بس ؟
يلا ماطول عليك سلام

وعليكم السلام
بخير
اعرف اعرف انا سكر وعسل وقشطة وكل شي :nop: <<ههههههه تباً لتواضعي :kesha:
قصيررررررر :eesh: خخخخخخخخخ لا انتي من جد مفتريه:7ayaty:
نورتي حبيبتي بردك الحلو
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
طفل يولد واسمه مكتوب على خده "صوره" لاتخرج بدون كتابة """سبحان الله"""‎ darҚ MooЙ موسوعة الصور 132 12-15-2011 09:33 PM
""لعشاق الساحره"""""""اروع اهداف القدم 92-2005""""""ارجوا التثبيت""""""" mody2trade أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 05-14-2008 02:37 PM


الساعة الآن 06:15 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011