مسحت على شعرهِ الأسود, كان طويل القامة فوقفت على أصابع قدميها لتصل إليه. وضلت تنظر إلى عينيه العسليتان بأستغراب, تتسائل عن سبب هذه النظرة الغريبة فقالت بأبتسامة خجل: مهما كان السبب هذه الورقة ستنسيك همومك أفتح الورقة
وضعت الورقة بيديه نظرة إلى الأرض لم يستطع رؤية عينيها الزرقاء المتلئلئة و أبتسامتها الجميلة و قال ببرود بعدما أخذ نفساً عميقاً: تفضلي بالجلوس أريدُ أخباركِ بشيء
جلست على الكرسي الخشبي و هي تشعر بأنها جالسة على كرسي من زجاج مكسور, واضعه يديها على قلبها تشعر بأن شيء سيء سيحدث, و لكن رغم هذا نظرت إليه و أبتسمت بهدوء.
حلت لحظة صمت لبضع دقائق حتى كسر الصمت صوته قائلاً: أنتِ طالق !
في كل مرة تذكر الكلمة تنزف عينيها بالدموع. أخذت خصلات شعرها الأشقر المبلل إلى الخلف و حاولت الوقوف. أحست بثقل وهي تقف و إرهاق بسبب المطر الذي بلل شعرها الناعم و ملابسها.
لم تعلم إلى إين تذهب , حتى قررت الذهاب إلى منزل صديقتها لتفضفض الألم الموجود في قلبها. لتحضنها و تخبرها صديقتها بأن كل شيء سيكون على ما يرام كالعادة.
فهي أعز من صديقة, أعز من أخت. هم كالتوأم منذو ان كانو صغاراً يشعرون بحزن بعض.
أوقفت سيارة أجرة و أتجهت إلى منزل صديقتها. وقفت عند الباب الأبيض الخشبي و طرقت الجرس, لم يفتح أحد الباب علمت بعدم وجود أحد فالمنزل. لم تكن صديقتها فالمنزل ولكن فتحت الخادمة الباب و أخبرتها بذهاب صديقتها إلى منزلها.
نظرت إليها و أبتسمت و قالت بسعادة و عينيها تدمع: لقد أحست بألمي فذهبت لتطمأن علي !!
أخذت سيارة أجرة و أتجهت إلى منزلها مسرعة, و هي سعيدة و واثقة بأن صديقتها ستتشاجر مع زوجها بعد معرفتها بطلاقهم !
فتحت الباب و هي تصرخ بسعادة بأسمها, تناديتها و الأبتسامة تملئ وجهها الحزين. إرادت أن تخبرهم بخبر مفرح فهم أغلى ما تملك.
دخلت عليهم و تفاجأت بهذا الكابوس المخيف, تفاجأت بوجود أعز اصدقائها في حضن أغلى الناس زوجها أو طليقها, الذي طلقها من أجل تلك الصديقة التي كانت بمثابة الأخت بل أكثر.
دخلت عليهم و رأت ذلك المظهر البشع نظرت لتوأم روحها تجلس بأحضان زوجها الذي أحبته لخمس سنين. كان عيد زواجهم بعد أسبوع من اليوم سيكملون معاً سنتين متزوجان. تذكرت بأنها كانت مع صديقتها بالأمس, تتسوق من أجل عيد زواجها, تذكرت كلمات صديقتها عندما قالت لها: أنتِ تستحقين أفضل من هذا عزيزتي ..
شعرت بغضب , شعرت بقهر على حالها. كيف أستطاعت صديقتها الذي عرفتها لسنين طويلة أن تكون بهذا الخبث.
مسكت رأسها ثم نظرت إليهم و صرخة قائلة: لا أنهُ فقط كابوس .. كابوس مزعج ..!
أغمضت عينها و مسحت عينيها بقوة, فتحتها لتنظر إلى صديقتها و نظرة الذنب واضحٌ على عينيها.
تنظر صديقتها لها و هي تضع يديها على فمها و تبكي. ضلت صديقتها بل عدوتها تجلس في حضن زوجها الذي ضل ينظر للأرض لم يقوى على رؤيتها في عينيها لم يستطع الكلام .
ضلت تنظر لهم دون أن تتكلم سقطت على قدميها من هول الصدمة. سقطت و تعابير وجهها تدل على الحيرة. أقتربت صديقتها منها و جلست على ركبتيها و قالت و هي تكاد أن تموت من كثرة البكاء: سامحيني , أرجوكِ سماحيني ..
نظرت إلى صديقتها و نزلت دمعه على خديها, لم تغلق عينيها حتى لا تنزل دموعها أكثر. لم ترد منهم أن يرونها بهذا الحال ضعيفة ! ليس بيديها شيء لتفعله.
لم ترد البكاء أستجمعت جميع طاقتها حتى وقفت بقوة, نظرت لوجه صديقتها الجالسة على ركبتيها تترجاها بأن تسامحها. ثم نظرت إلى زوجها الذي لم يتحرك من مكانه.
فتحت الباب فمسكت صديقتها بقدمها و حضنته وحاولت إيقافها و قالت و هي تبكي: سامحيني !!
ألتفتت لها و ضلت تنظر لها وقفت صديقتها و قالت: ارجوكِ ..
لم تستطع التحمل أكثر, صفعتها بقوة حتى سقطت على الأرض و قالت بصوت متقطع: من هذه اللحظة.. أعتبروني ميتة !
مسكت صديقتها قدميها مرة اخرى و بدأت تترجاها و هي تقول: لا سامحيني ارجوكِ سامحيني !
سحبت قدميها بقوة و فتحت الباب ثم ركضت للخارج, أرادت أن تبتعد كلياً عن هذا المنزل.
كان منزل أحلامها فأصبح الأن منزل كوابيسها , بدأت تركض فالشارع و هي تبكي بشدة و تمسح دوموعها بأكمام قميصها الأبيض.
تعبر الشوارع مسرعه دون ان تنتبه, تأمل بأن تذهب لأي مكان غير هذا المكان, في كل زواية تذكرها فيهم زوجها و اعز اصدقائها.
وقفت في منتصف الشارع و هي تبكي بحرقة و تجهش بالبكاء لم تقوى على الحركة أكثر, لم تستطع الوقوف أو الكلام أحست برغبة شديدة فالصراخ !
أحست بأنها تشتعل غيضاً على حالها, تركت عائلتها من أجل زوجها. تخلت عن كل الناس من أجله و هو تخلى عن عشرة ضلت لأكثر من سنة ببساطة.
وضعت يدها على معدتها, و بدأت تبكي أكثر و هي تتسائل مالذي تفعله الأن. حاولت الوقوف و جسدها متخدر من شدة التعب فالمطر لم يتوقف عن الهطول بغزارة.
في نفس الشارع سيارةُ حمراء سريعة مصابيحها لا تعمل تتجه نحوها, كانت الأمطار شديدة فلم يستطع رؤيتها في منتصف الطريق.
أقتربت السيارة منها و اصطدمت بها لتطير جثتها و تسقط على الأرض بقوة. لم تصرخ حتى لم تقوى على الهروب من السيارة.
سمع الجميع بصوت الأصدام فلقد كان قوياً , ركضت صديقتها و زوجها ليتفاجئوا برؤيتها على الأرض ملطخة بدمائها, أختلط دمائها بالمطر.
هربت السيارة قبل أن يراها أحد, ثم أتصلت صديقتها باللأسعاف. نزل زوجها و جلس على ركبتيه, مسك بوجهها الأبيض الملطخ بالدم و أبعد شعرها الأشقر الناعم عن وجهها و قال و الدموع تنزل من عينيه على خدها: لن يحدث لكِ إي مكروه !
أبتسمت و هي تبكي, لم تكن تشعر بألم من جروحها الكثيرة. كانت تشعر بألم من قلبها الذي حطم من اغلى الناس.
حضنها بقوة و بدأ يشعر بالندم , لم يتوقع بأنه سيخسرها هكذا, أستغرب أمر البشر لا يشعرون بقدر الشيء حتى يخسرونه.
حاولت أن تتكلم بصوتٍ متقطع خافض و قالت له: الورقة البيضاء ..
لم تستطع أن تكمل كلامها أحست بطعم الدماء في فمها, و شعرت بذلك الاختناق القوي. لم تستطع التحمل أكثر كانت مرهقة بشدة, فأستسلمت للتعب.
أغمضت عينيها لترتاح و لكنها ذهبت للأبد , كانت أخر أنفاسها بحضن زوجها الذي أحبته لسنين. كان هذا امنيتها, إذا ماتت ان تموت و هي بحضنه, الرجل الذي لطالما أحبته.
ماتت و هي تبتسم, ضل زوجها يحضنها بقوة و هو لا يصدق الذي حدث و نادم على فعلته, و لكن ما فائدة الندم الأن ؟
حضنها بقوة حتى لطخت ملابسه بالدماء قبل رأسها بحزن و قالت بندم واضح على تعابير وجهه: أنا آسف ..
أنهارت صديقتها و ضلت تصرخ بطريقة هستيرية قائلة: قتلناها ! لقد قتلناها !
ضلت تضرب رأسها و تصرخ و تبكي دون توقف. حتى جائت سيارة الأسعاف و حملة جثتها و غطتها بوشاحٍ أبيض.
أتجهه الزوج إلى منزله, ذهب للبحث عن الورقة حتى وجدها. فتح الورقة و نظرة للورقة و عينيه لا تصدق الذي يراه.
سقط على ركبتيه بصدمة, حضن الورقة و بكى بشدة. ضل يبكي و يحضن الورقة حتى لطخت الورقة البيضاء بدمائها ..
السؤال الذي بالتأكيد حيركم مالذي كان بداخل الورقة البيضاء؟ قررت عدم أخباركم أعلم بأنكم تظنون بأنني شريرة لكن فقط احياناً من الجيد أن لا أخبركم بكل شيء حتى تستطيعون التفكير بعمق عن اللغز الموجود فالقصة :7ayaty: حسناً شاركونا رائيكم ما داخل الورقة البيضاء :lolz: ؟! أرجوكم لا تنسوا التقييم + لايك و راضية بالردود البسيطة بس لا تحبطوني بعدم الرد