عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة

Like Tree6Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #51  
قديم 07-10-2013, 07:14 PM
 
دخلت إلى إحدى الغرف فحمل هو الحقيبة و سار خلفي ثم أغلق الباب ..!
و ما إن فعل ذلك حتى تنهدنا في الوقت ذاته ..!
جلست على حافة احد السريرين فجلس هو بجواري : الأمر صعب ..!
هكذا تمتم لأقول باستياء و بهمس حتى لا يسمعني أحد في الخارج : قلت لك .. لكنك مصر على هذا ..!
- اسمع .. لا زلنا نؤدي جيداً .. و ها نحن كسبنا ليديا في صفنا ..! يمكننا فعلها ..!
- لا أعلم إلى أي مدى ستوصلنا أفكارك المجنونة ؟!..
- أرجوك أخي .. إياك أن تخطأ و تفسد الأمر ..!
- اطمئن فأنا لن أخطأ .. لكن المشكلة هو ماثيو فهو يكاد يقتلني .. حتى دايمن يبدو مستاءً رغم أنه يتظاهر بعدم هذا ..!
قطع علينا في تلك اللحظة صوت : لينك .. هيا سننزل لشرب القهوة مع الفتيات ..!
رفعت صوتي لأجيب على دايمن : حسناً .. سوف الحق بكم خلال دقائق ..!
سمعت صوت الباب يغلق .. يبدو أن الجميع غادر الجناح ..!
التفت إلى رايل : كيف حال صحتك ؟!.. أعتقد بأن روائح العطور قوية في هذا المكان ..!
ابتسم بهدوء : ليس كثيراً .. كدت أختنق فقط حين عانقتني تلك الفتاة الغريبة ..!
ضحكت بخفة حينها و أنا أتذكر شكله كيف كان : أخبرني .. ما شعورك في تلك اللحظة ؟!!..
- لا أعلم !!.. لقد شعرت بالارتباك و الخجل .. كما أنها أربكتني أكثر حين نادتني بريكي !!.. أنها غريبة حتى اسمها غريب ..!
- إنها يابانية من أم فرنسية .. لقد عاشت طيلة حياتها في اليابان و هي لا تجيد الفرنسية كثيراً ..! عليك أن لا تقترب منها ريكايل .. إنها مجنونة و تثير الارتباك ..!
- لا تقلق .. لا أفكر في الاقتراب منها فقد شعرت من المرة الأولى أنها مصدر خطر ..!
- هذا جيد ..! صحيح .. أخبرني لما قررت فجأة أخبار ليديا ؟!!..
- شعرت بأنك لا تريد خسران ثقتها .. يبدو لي أنها مقربة جداً منك .. لذا لم أرد أفساد علاقتكما ..!
- لقد أحسنت صنعاً .. لأني حقاً لا أريد خسران صديقة رائعة مثلها ..!
- لقد شعرت بأنها شخص جيد حين تحدثت معها .. لذا علمت بأنها مصدر ثقة و أنه لا بأس بأخبارها ..!
- أنت محق ..!
أخرجت هاتفي و أنا أقول : سأتصل بأمي لأطمئنها ثم بميراي ..!
ابتسم بمكر : لو كانت هنا لصفعتك .. عليك أن تعتاد على كلمة خالتي قبل ميراي ..!
- أني أحاول جاهداً .. لكن لساني السليط يرفض ..!
- يجب عليك الاعتياد إما على كلمة خالتي أو على لكمتها ..!
- سأبذل كل ما لدي من أجل ذلك ..!
اتصلت على أمي و أخبرتها بأننا وصلنا .. لا أخفي عليكم أنها انزعجت من كوننا في منزل روز .. لكنها لم تعترض ..!
بعدها اتصلت بالخالة ميراي .. أخبرتني بأنها مع صديقتها ديانا في أحد الفنادق .. و من حسن الحظ أنه في ذات المنطقة التي نتواجد فيها الآن ..! أنهت حديثها حين قالت لي بأن أهتم بأخي الصغير فأخبرتها بأني سأفعل بالتأكيد ..!
هي لا تعلم بأن ريكايل أكثر تحملاً للمسؤولية مني .. لكنني لن أدع هذا يحبطني بل سأفعل ما بوسعي كي أكون أخاً أكبراً جيداً ..!
.................................................. ...
نزلت إلى الردهة و ريكايل خلفي .. حيث كان الجميع يجلس هناك على تلك الأرائك قرب جدار به نوافذ زجاجية كبيرة تطل على الحديقة الخارجية للمنزل .. و قد كانوا يحتسون القهوة الأمريكية السوداء مع بعض البسكويت و الكعك المحلى ..!
فور أن انتبهوا إلينا وقفت سورا بحماس و ركضت ناحيتنا : ريكي هنا !!!..
تجاوزتني و أمسكت بذراع ريكايل و هي تقول : تحب القهوة الأمريكية ؟!!..
بتوتر قال : لا ..!
بدأت تتكلم بلكنتها الغريبة : هي قهوة لذيذة .. تعجبك حين تشربها !!..
بدا مستنكراً طريقة كلامها لكنه قال بتهذيب : عذراً يا آنسة .. لكن علي الذهاب ..!
بمرح قالت : الحديقة جميلة .. نمشي ؟!!..
قبل أن أقاطعهما كان أحدهم قد وقف ربت على كتفي سورا و هو يقول : دعيك منه عزيزتي .. يبدو أنه متعب و الأفضل أن يرتاح ..!
لقد كانت ليديا التي لاحظت توتر ريكايل ..!
ابتسمت حين تذكرت وعدها لنا بأن تساعدنا ..!
نظر لي ريكايل للحظات بنظرة فهمت منها بأنه سيذهب لغرفته ..!
شعرت بالألم بمجرد التفكير في انه مضطر للبقاء وحده بينما الجميع هنا .. و الحقيقة أني أود لو أبقى معه لكن هذا سيزيد من شكهم ..!
حنى رأسه قليلاً قبل أن يقول : فور أن تحتاجني فقم باستدعائي فقط سيدي ..!
استدار و غادر المكان .. بقيت أراقبه بعيني قبل أن أشعر بأحدهم امسك بيدي: هيا لينك .. لنشرب القهوة ..!
التفت فرأيت ليديا التي كانت تنظر إلي بحزن و قد شعرت بأنها فهمت ما يجول في خاطري رغم أنها تجهل أمر أخوتنا ..!
أومأت إيجاباً و تقدمت ناحيتهم ثم جلست على أريكة لثلاثة أشخاص بجانبي روز ثم ليديا ..!
أمامي كان ماثيو وقد كانت سورا تجلس بجانبه و بعدها آندي .. و على الأريكة الثالثة جلس تيموثي و دايمن ثم فلورا ..!
أوشح ماثيو بوجهه عني وقد بدا أنه لا يريد رؤيتي البتة ..!
لم اهتم بل التفت ناحية الآخرين : متى سيصل لوي ؟!!..
ببساطة أجابت آندي : في السادسة مساءاً ..!
- هل ستذهبون لاستقباله ؟!!..
- لم نفكر في الأمر بعد ..!
بهدوء قالت روز : أنا سأستقبله .. من منكم يريد الذهاب معي ؟!..
استندت إلى الوسادة خلفي : لا داعي لذهابك روزاليندا .. أنا سأذهب لاستقباله مع ريكايل ثم نأتي إلى هنا ..!
نظر إلي ماثيو بطرف عين : و هل ستأخذ ذلك الفتى معك إلى كل مكان ؟!!..
ابتسمت بمكر : هل تشعر بالغيرة منه ؟!!..
باشمئزاز رد : بل أشعر بالشفقة عليه ..!
وقف دايمن حينها : يكفي أنتما .. ألن ننتهي من هذه القصة ؟!!..
ببرود قلت : دع هذا الفتى يلزم حدوده بأسرع وقت فأنا لم أعد أحتمل نظراته ..!
باستياء قال ماثيو : أنت آخر من يتلكم عن التزام الحدود ..!
تدخلت هنا سورا فجأة و قد بدت مستاءةً هي الأخرى : هيه لينك ماثيو .. نحن نريد نفرح هنا .. لذا ممنوع تختلفا .. لينك لا تفعل بريكي شيئاً سيء ..!
يبدو أن لكنتها لن تعتدل إطلاقاً ..!
ببرود قال تيموثي : عموماً هذا معناه بأن لينك سيذهب برفقة خادمه الوسيم إلى المطار ليستقبل لويفان .. ماذا عن البقية ؟!..
بمرح قالت آندي : سنذهب للسينما !!..
باعتراض قالت سورا : لا بل للملاهي !!..
بغرور قالت روز : أفضل التسوق ..!
باعتراض قال دايمن : لما الفتيات يقررن الأمر ..! اسمعوا سنتفق .. نحن سنبقى هنا خمسة أيام فقط .. و عددنا هو عشرة .. لذا سننقسم .. في كل يوم يختار اثنان الأماكن التي سنزورها ..!
وافق الجميع على ذلك الاقتراح الذي يبدو أنه الحل الأمثل ..!
لذا وقف دايمن وهو يقول : حسناً .. ما تقسيمكم ؟!..
فوراً قالت آندي : أنا و سورا سوية ..!
أومأت سورا موافقة فقالت فلورا بنوع من الخجل : لا بأس بأن أكون معك دايمن ..!
ابتسم ابتسامة عريضة : بالتأكيد عزيزتي ..!
بهدوء قال ماثيو : يبدو أنك مضطر للمشاركة هذه المرة تيموثي ..!
بابتسامته المغرورة قال : لا بأس .. أنا مع ماثيو ..!
التفت ليديا ناحية روز : يبدو أننا سنكون سوية ..!
أومأت إيجاباً : محقة .. لاشك بأن مارسنلي سيختار لويفان ليكون معه ..!
هنا قال دايمن : إذاً حسم الأمر .. اليوم سيكون على آندي و سورا الاختيار .. غداً روزاليندا و ليديا .. و بعده لينك و لوي .. ثم ماثيو و تيموثي .. في النهاية أنا و فلورا ..! موافقون ؟!..
وافق الجميع على هذا حيث وجدوا أنه انسحب حل ..!
قررت سورا و آندي أن الجميع سيذهب للسينما في أول المساء ثم إلى مدينة الألعاب و بعدها نتناول العشاء في أحد المطاعم الكبيرة ..!
.................................................. ......
قبيل المساء جهز الجميع أنفسهم للذهاب للسينما إلا أني الوحيد الذي لن يتسنى له الحضور فأنا سأذهب لاستقبال لوي في المطار .. الساعة الآن تشير للخامسة ..!
نزلت إلى الدور الأرضي و سألت إحدى الخادمات عن غرفة ريكايل فدلتني على مكانها ..!
وصلت إلى تلك الغرفة و حين أردت أن أطرق الباب سمعت صوته في الداخل وهو يضحك و يقول : لا تلقي عزيزتي .. سوف آتي قريباً ..!
استغربت من تلك الجملة لذا فتحت الباب فرأيته يجلس على السرير و يتحدث بهاتفه النقال و ما إن رآني حتى أبستم .. لكنه لا يزال يتحدث بالهاتف : لا بأس لورا .. أنت فقط اسمعي كلام الآنسة جوليا و لا تسببي المشاكل ..!
تنفست الصعداء حينها .. لقد كان يتحدث إلى لورا إذاً ..!
جلست على حافة السرير و بقيت استمع لباقي المكالمة و قد كان بإمكاني سماع صوت لورا الطفولي الناعم ..!
بعد دقيقة بالضبط أغلق الهاتف : أهي لورا ؟!..
هكذا سألت بابتسامة فابتسم هو : أجل .. أنها مستاءة لأني لم أزرهم اليوم .. لذا أصرت على الآنسة جيني حتى تتصل بي ..!
- كيف حالهم ؟!..
- أنهم بخير ..! لست معتاداً على الابتعاد عنهم لذا أشعر ببعض القلق ..!
- لا تقلق .. جوليا و الوصيفات معهم .. و ميشيل أيضاً ..!
- ما يقلقني هو أن جوليا لا تجيب على الهاتف .. و لا على المنزل ..!
قطبت حاجبي متعجباً : هل هذا أمر معتاد ؟!..
أومأ سلباً بقلق : لا .. فالهاتف موجود قرب سرير الخالة آنا و ما إن اتصل حتى تجيب .. جوليا أيضاً تحرص على بقاء هاتفها معها دوماً ..!
أردت أن أسأله عن ميشيل لكني تذكرت بأنها لا تملك هاتفاً : عموماً لا تدع الوساوس تدخل إلى رأسك ..! هيا الآن لنذهب للمطار .. سوف نستقبل لوي ..!
التفت ناحيتي : وحدنا ؟!..
أومأت له إيجاباً فبدت الراحة عليه : هذا جيد جداً ..!
لم أعلق على تمتمته تلك .. واضح أنه متضايق من الوضع .. ربما لم يكن علي إجباره على الحضور ..!
.................................................. ...........
__________________
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم











رد مع اقتباس
  #52  
قديم 07-10-2013, 07:22 PM
 
part 22
نزلت من سيارة الأجرة بعد أن دفعت الحساب ..!
كان لوي ينظر إلى تلك البوابة الكبيرة بحماس : هيا لينك .. سنستمتع بالتأكيد ..!
ضحكت حينها : على رسلك .. هيا ريكايل ..!
التفت إليه حينها فرأيت أنه شارد الذهن ..!
اقتربت منه و همست : ما بك اليوم ؟!..
تنهد حينها و همس : لا أعلم .. أشعر بأن شيئاً سيئاً حدث في غيابي ..!
ربت على كتفه و قلت بنبرة مطمئنة : لا بأس رايل .. هذا لأنك لم تعتد على الغياب عنهم .. أنا واثق أنهم بخير ..! تذكر .. لقد تحدثت إليك لورا اليوم و قد كان صوتها طبيعياً للغاية ..!
أومأ إيجاباً حينها و سار معي .. رأيت لوي هناك قد دخل إلى الصالة التي يبيعون فيه التذاكر ..!
دخلت خلفه و ريكايل أيضاً .. كانت الصالة مزدحمة فالعطلة قد بدأت ..!
أشار لوي نحوي لوحة كبيرة جداً على الجدار : سوار المرح .. أدفع المزيد فقط و سيتسنى لك اللعب في كل الألعاب مجاناً ما دمت ترتدي السوار ..! ما رأيك بهذا العرض لينك ؟!!..
ابتسمت حينها : اعتقد أنه أفضل العروض الموجودة ..!
أومأ موافقاً و سار ناحية الموظفين الذين يبيعون السوار ..!
أمسكت بيد ريكايل و أنا أقول : هيا عزيزي .. استمتع اليوم و أنسى كل شيء ..!
ابتسم حينها بصعوبة و أومأ إيجاباً ..!
بادلته تلك الابتسامة رغم قلقي عليه فهو لا يبدو بخير ..!
حصل كل منا على سوار ..!
اتصلت بآندي و سألتها عن مكانهم فأخبرتني بأنهم يقفون قرب العجلة الدوارة ..!
و بعد سير بين تلك الألعاب الضخمة وصلنا إليهم حيث كانوا جميعاً هناك ينتظروننا ..!
بدا أن ماثيو ينزعج بمجرد رؤيتي فرمى علي بسهم نظراته القاتلة ..!
لم أعد أحتمل هذا و أتمنى لو أوقفه عند حده لكن لا خيار بما أن رايل يرفض هذا ..!
فور أن اقتربنا بدأ الجميع بتحية لوي وقد قمت بتعريفه على ليديا التي استلطفته فوراً ..!
و لم يخلوا الموضوع من التعليق على شكل لوي الجديد ..!
حينها قالت آندي و هي تشير إلى العجلة الكبيرة : انظروا .. إن المركبات مخصصة لتكون اثنين لأثنين .. لذا سيركب كل اثنان سوية ..!
بمكر قال دايمن : لدي اقتراح لنجعل الأمر ممتعاً .. كل فتى سيأخذ احدى الفتيات معه ..!
بخبث قال لوي : إذاً لا بأس لدي أن أكون مع الآنسة فلورا ..!
نظر إليه دايمن بنظرة مرعبة وهو يقول بجد : فكر فقط بفعل هذا .. و تذكر بأنه سيكون أخر عمل قمت به في حياتك البائسة ..!
ذلك الموقف دعا الجميع للضحك إلا فلورا التي كانت محرجة ..!
إنها خجولة جداً و هذه أفضل ميزة في الفتاة .. لا أعلم لما الخالة كاثرن غير راضية عنها ..!
بالتفكير في الأمر أرى أن ميشيل مجردة من هذه الصفة نوعاً ما ..!
يا إلهي .. هل علي أن أفكر بها حتى هنا ..!
تنهدت بتعب حين تذكرت موقفنا الأخير و كيف انتهى ببكائها .. كيف سيكون الموقف القادم يا ترى ؟!!..
لأترك التفكير في هذا لوقت لاحق و لانتبه لأصدقائي حيث يبدو أنهم وافقوا على اقتراح دايمن ذاك ..!
لفت نظري تيموثي الذي كان ينظر إلى ليديا بهدوء قبل أن يبتسم و يقول : ليديا .. ما رأيك أن نكون سوية ؟!!..
بدا عليها الارتباك لكنها أومأت موافقة ..!
سورا لفت ذراعيها حول ذراع ريكايل وهي تقول : أنا مع ريكي ..!
بهدوء قال هو : عذراً يا آنسة .. لكني لا أحب الأماكن المرتفعة ..!
قطبت حاجبيها : مستحيل .. إنها ليست عالية ..!
هذه المرة تدخلت آندي وهي تقول : لا تجبريه سورا .. يبدو أنه لا يحب ذلك بالفعل ..!
تنهدت باستياء فقال ماثيو حينها : سورا .. يمكننا أن نكون سويةً..!
لم ترفض بل أومأت إيجاباً ..!
أردت أن أطلب من آندي مرافقتي لكن روز حينها قالت بنبرة لبقة : مارسنلي .. ألديك مانع بمرافقتي ؟!!..
نظرت إليها بهدوء .. لم أجد داعياً للرفض : بالتأكيد لا مانع لدي ..!
بمرح قال لوي : إذاً أنا و آندي .. لينك و روزاليندا .. دايمن و فلورا .. و تيموثي مع ليديا و كذلك ماثيو و سورا ..!
تقدمت مع روز أولاً و وقفنا في الصف و ما هي سوا دقائق قليلة و ركبنا و الجميع خلفنا ..!
بدأت المركبة بالارتفاع و قد كنت أجلس و أمامي روزا و قد كانت ترتدي فستاناً أحمر يصل إلى الركبة يتناسب لونه مع لون تلك الخصل الحمراء على شعرها الأشقر الطويل الذي رفعته قليلاً بطريقة جذابة .. و قد ارتدت سترة من الفرو ذات لون رمادي كلون الحذاء ذو الرقبة الطويلة التي يصل لمنتصف ساقها ..!
تبدو تلك السترة غالية الثمن فواضح أن ذلك الفرو طبيعي .. ربما فرو ثعلب ؟!!.... عموماً ليس غريباً على وريثة دايفيرو ..!
إنها جميلة .. لكنها تملك ثقة بنفسها تصل إلى الغرور .. و هي متمسكة بعادات الطبقة المخملية ..!
تذكرت الآن شيئاً .. في يوم الفلنتاين أهدتني خاتماً كخواتم الخطبة ..!
بالفعل هي جريئة لفعلها هذا التصرف : ما بك تحدق بي ؟!..
شعرت بالحرج من سؤالها و قد كانت تبتسم بغرور و تضع قدماً فوق الأخرى ..!
لم أجب .. بل أني لم أجد ما يمكن قوله فسألت هي بابتسامة : أخبرني لينك .. ما نوع الفتيات الذي تفضل ؟!..
ما بها هذه ؟!!..
هل تريد فتح موضوع نقاش من هذا النوع بما أننا وحدنا ..!
إنها تبدو واثقة و كأنها تنتظر مني أن أخبرها باني أحبها !!..
سأحطم غرورها هذا الآن ..!
ابتسمت نصف ابتسامة و بغرور قلت : لست واثقاً من إجابتي .. لكن أستطيع القول بأني لا أريد منها أن تكون شبيهة بك ..!
اعتقدت أني حطمت غرورها لكنها قالت بكل ثقة : لن تجد شبيهة بي أصلاً في أي مكان .. لا يوجد مني سوى واحدة أصلية .. و هي التي أمامك ..!
اختفت ابتسامتي حين رأيت بأني لم أفعل شيئاً غير أني زدت من غرورها ..!
لذا قلت بهدوء : حتى هذه الواحدة .. لا أعتقد أنها تعجبني ..!
ابتسمت بنصف ابتسامة و هي لا تزال على نبرتها المغرورة : أنت صريح للغاية .. لكن هذا ما يعجبني فيك ..!
بخبث قلت : هل أفهم من كلامي أني أعجبك ؟!!..
- تستطيع قول ذلك ..! أعتقد أنك نوعي المفضل ..!
- حقاً ؟!.. و ما الذي يميزني؟!..
- أكثر شيء .. أنك شيطان ..!
قطبت حاجبي بعد كلمتها الأخيرة .. لقد سمعت هذا الوصف مرارا و تكراراً يطلق علي .. لكن هذا كان فقط من أصدقائي المقربين أو رافالي ..!
عدت لابتسم بغرور : و لما تقولين ذلك ؟!..
- شعور فقط ..! عموماً أنت من النوع الذي يحصل على كل ما يريد .. و هذا شيء يميزك أيضاً .. ليس لك حدود ..!
- أترين هذا ؟!..
- أجل .. و الدليل هو ذلك الخادم الوسيم ..! أعتقد أنك أجبرته على العمل لديك ..! لا يمكن أن يتم رفض أي طلب لك ..!
- هل أعجبك إلى هذا الحد ؟!!..
هذا ما قلته بخبث و غرور فقالت بابتسامتها الواثقة : لن أجيبك على هذا السؤال لكن أخبرني أنت .. ما نوعك المفضل ؟!!..فلورا الخجولة ؟!.. أم ليديا المتزنة ؟!.. ما رأيك بآندي الماكرة ؟!.. لا أعتقد أنك تفضل سورا فهي تحب التملك كما أنها ساذجة للغاية ..!
الحقيقة أنه لا توجد صفة من هذه الصفات في الفتاة التي تعجبني ..!
فميشيل لا تملك هذه الصفات ..!
بهدوء قلت : لا تعجبني أي منهن ..!
بنبرة خبيثة قالت : إذاً .. أنت تنتظر الفتاة التي ستجذب انتباهك ..! ربما تلك التي سترفضك و تعارضك .. لا اعتقد أن فتاة فعلت هذا من قبل ..!
بلا .. ميشيل فعلت هذا ..!
لكن ما اكتشفته اليوم هو أني مفضوح تماماً و يمكن لأي كان أن يفهم نوعي ..!
انتبهت إلى أننا كدنا نصل إلى النهاية ..!
ذلك النقاش أجبرني على التحديق بوجه روز طيلة الوقت لذا لم أتمكن من رؤية المدينة من الأعلى ..!
فور أن نزلنا و قد كنا أول من نزل سرت مبتعداً قليلاً أبحث عن ريكايل ..!
رأيته يجلس على ذلك الكرسي و يضع الهاتف على أذنه و القلق بادٍ عليه : لا تجيب !!..
تقدمت ناحيته و بقلق قلت : ما الأمر ؟!!..
رفع رأسه إلي و قد بدا وجهه شاحباً : لينك أنا قلق .. جوليا لا تجيب على الهاتف و لا على المنزل !!..لقد طلبت من الآنسة جيني بان تذهب لمنزلهم و قد فعلت ذلك لكنها تقول بأنه لا أحد فتح الباب مع أنها أخذت ترن الجرس عدة مرات ..!
جلست بجواره و ربت على كتفه : اهدأ ريكايل .. أخبرتك بأن لا تسمح للوساوس بالدخول لرأسك ..!
لم يبدو بمزاج جيد مطلقاً فحاولت أن أطمئنه : أنت فقط تفكر بهذا لأنك بعيد عنهم .. أنا واثق أنهم بخير ..!
شعرت بشخص يقف قربنا : لينك .. هل من مشكلة ؟!!..
التفت حالاً لكني تنفست الصعداء حين رأيت أنها ليديا ..!
تنهدت بتعب : ريكايل لا يبدو بخير ..!
تقدمت هي ناحيتنا أكثر : أن وجهه شاحب .. ريكايل أتريد العودة لمنزل روزليندا ؟!..
بهدوء قال : ربما هذا أفضل لي ..!
يا ألهي .. بعد أن وصلنا لمكان يمكننا الاستمتاع فيه !!..
لكنه يبدو متعباً بحق لذا لن أجبره ..!
وقفت حينها و أنا أقول : ليديا .. أخبري الجميع أني مضطر للعودة للمنزل .. علي أخذ ريك ليرتاح ..!
تدخل رايل أولاً : لا بأس لينك .. سأعود وحدي بسيارة أجرة .. لا يجب أن يشكوا في أمرك ..! كما أنه من الأفضل أن تبقى معهم ..!
كلامه كان صحيحاً .. لكني لا أود تركه وهو بهذا الحال ..!
- لكن ريك .. أنت مريض و تحتاج لمن يهتم بك .. كما أني لا أريد تركك وحدك !!..
- اطمئن .. سأكون بخير .. المهم أن لا يشك أحدهم ..!
تنهدت حينها و قلت : لا بأس إذاً .. لكني سأرافقك إلى الشارع و آخذ لك سيارة أجرة حتى أدل السائق على طريق المنزل فأنت لا تعرفه كما أنك لست متمكناً من الإنجليزية ..!
التفت إلى ليديا : أيمكنك إخبار البقية بأني ذهبت لدورة المياه ؟!..
أومأت موافقة و هي تقول : حاضر ..!
سرت بعدها مع رايل باتجاه البوابة .. و حين وصلنا كان هناك عدد من السيارات تقف للحظات أمام البوابة لتحمل بعض الناس ثم تسير معطية فرصةً لمن خلفها ..!
انتظرت حتى ظهرت سيارة أجرة بين سير السيارات ذاك فأشرت لها و حال ما صار دورها توقفت فركب ريك في الخلف ..!
دللت السائق على طريق قصر روز الصغير ثم نظرت إلى رايل و أنا أقول بقلق : أنت متعب .. لذا فور أن تذهب للمنزل اذهب لغرفتك و خذ قسطاً من الراحة .. لا تحاول الاتصال بجوليا مجدداً حتى لا تشغل بالك ..! مفهوم ؟!..
أومأ إيجاباً دون أن ينظر إلي فأغلقت الباب و انطلقت السيارة مبتعدةً عنا ..!
لما كل هذا القلق ؟!!..
بل لما جوليا لا تجيب على هاتفها ؟!!..
أيمكن أن شيئاً ما حدث لهم ؟!!..
.................................................. ..............
__________________
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم











رد مع اقتباس
  #53  
قديم 07-10-2013, 07:24 PM
 

في صالة الاستقبال بمطار هيثرو و الساعة تشير إلى السادسة ..!
وقفت و تقدمت بضع خطوات و أنا أنظر إلى اللوحة الرقمية لأجد أن طائرة لوي قد وصلت بالفعل منذ لحظات ..!
رايل كان يجلس على كرسي طويل بالقرب مني .. التفت ناحيته فرأيته يضع كبسولة دواء صغيرة في فمه ثم يدفعها ببعض الماء ..!
انتبهت لملامحه المنزعجة .. يبدو أنها ذات طعم سيء كحال معظم الأدوية ..!
كم أتمنى أن يأتي اليوم الذي يمكن للأطباء إضافة النكهات اللذيذة على الأدوية فيه .. فربما يكون هذا عزاء المرضى الوحيد ..!
تقدمت ناحية ريكايل : أنت بخير ؟!!..
أومأ إيجاباً وهو يرمي زجاجة الماء التي فرغت بالكامل في سلة المهملات ..!
تنهدت حينها ثم سألت : هل هذا من أجل الربو ؟!..
بهدوء أجابني : انه لالتهاب الرئة .. أخبرني الدكتور هاري بأن رئتي معرضة للالتهاب تحت ابسط الظروف لذا آخذ هذا الدواء كي يقوي مناعتها ..!
لم أعلم كيف أعلق على الأمر .. لكنني في النهاية ربت على كتفه بهدوء : المهم أن لا تهمل صحتك .. هيا لا شك بأن لوي سيصل خلال لحظات ..!
وقف بصمت و سار بجانبي .. لا أعلم لما فرغم أنه لا يشكو من شيء خطير إلا أن القلق يراودني بشكل غير طبيعي ..!
وقفت قرب ذلك الحاجز الصغير الذي يمنع أياً كان من الدخول من ذلك الباب الذي يفصل بين صالة الاستقبال و صالة الوصول ..!
فتح ذلك الباب و بدأ الناس يدخلون كنت أبحث بين الناس عنه .. فتى ذو بشرة بيضاء و عينان نهريتان و شعر أسود حالك ..!
لكن لا آثر .. أين ذهب ؟!!..
شعرت بالقلق .. أيعقل أنه ليس على متن هذه الطائرة : لينك .. انظر لذلك الفتى ..!
نظرت إلى حيث أشار رايل بعينيه .. كان هناك فتى يبدو بعمري .. يرتدي بنطال أسود و كنزة بيضاء فوقها قميص ترابي فتح كل أزراره ليصير كالسترة ..!
يرتدي قبعة كاب و نظارة شمسية و ينظر حوله ..!
لكنه حين أنتبه لي و ابتسم و سار ناحيتي و هو يسحب حقيبته ..!
قطبت حاجبي مستغرباً .. أنا لا أعرف شخصاً يشبه هذا ..!
إن له بشرة برونزية و قد ظهرت أطراف شعره التي بلون الكاراميل من تحت القبعة ..!
وصل إلي حينها و ما إن اقترب حتى صرخ بسعادة : لينك !!..
شهقت مفزوعاً حين عانقني بسرعة و صرخت : لوي !!!!..
ابتعد عني و خلع النظارة فأخذت أحدق فيه بذهول ..!
ضحك بخفة : ما بك ؟!.. هل تغير شكلي إلى هذا الحد ؟!!..
بدهشة قلت و قد ابتسمت : يا إلهي .. لقد تغير حتى أني لم أكد أعرفك ..!
عانقني مجدداً :أنا سعيد برؤيتك فعلاً .. وأخيراً أتى هذا اليوم ..!
بادلته ذلك العناق حينها : أنا كذلك .. من الجيد أني أتيت إلى هنا ..!
- كنت سأقتلك لو لم تأتي ..!
- لم أفكر في المجيء إلا من أجل لقائك ..!
ابتعدت عنه حينها و قلت و أنا أشير ناحية أخي : أعرفك بصديقي ريكايل ..!
هتف رايل حينها : لينك لا !!..
بابتسامة قلت : ما المشكلة ؟!!.. لوي ليس من تلك الطبقة المخملية التي تؤرق حياتك .. لذا لا بأس بأن يعلم ..!
تنهد حينها لكنه نظر للويفان و صافحه : تشرفت بلقائك سيد لويفان ..!
صافحه هو الآخر بمرح : و أنا كذلك ريكايل .. يمكنك أن تناديني لوي ..!
ابتسم رايل حينها .. شعرت بأنه ارتاح لصديقي و هذا ما أراحني ..!
غادرنا المطار حينها .. و في الطريق إلى الخارج شرحت له وضع ريكايل بالضبط فتفهم الأمر ..!
لكنه صدمني حين قال : انه يشبهك يا لينك .. له لون العينين والشعر نفسه ..!
بتوتر قلت : حقاً ؟!!.. إنه أمر بسيط فكثير من الفرنسين يملكون الشعر الأشقر و العينان الخضراوتين ..!
أوقفنا سيارة أجرة وصعدنا فيها منطلقين إلى منزل روز ..!
.................................................. .............
رمى بجسده على السرير بمرح : و أخيراً سأحصل على إجازة ..!
جلست على حافة السرير الآخر و أنا أنظر إليه بابتسامة : و الآن ألن تخبرني ما سر هذه الألوان ؟!!..
التفت ناحيتي وهو لا يزال مستلقياً : لدي تصوير مسلسل رومنسي .. و قد حصلت على دور البطولة الذي يلزم أن يكون شكلي هكذا ..!
استلقيت على سريري و سألت : وما هذا المسلسل ؟!!..
- يحكي قصة فتى يعيش في هاواي .. يعمل في محل عصائر على الشاطئ و يهوى ركوب الأمواج .. و في مرة التقى بفتاة تايلندية و قضى معها وقتاً ممتعاً إلا أنها عادت لتايلند بعد انقضاء العطلة .. و قد علم أن الفتاة يتيمة و تعيش مع عمها الثري الذي كان يعاملها بسوء شديد .. و بعد توالي الأحداث قرر هو السفر لتايلند لرؤية الفتاة .. و حين فعل ذلك عرف كم تعاني تلك المسكينة مع عمها ..! و هكذا يبدأ في مهمة إنقاذها و أخذها لهاواي مجدداً ..! لقد صورت معظم مشاهد تايلند .. و بعد هذه الرحلة سأذهب لهاواي لأكمل المسلسل ..! انه من خمسة عشر حلقة لينك .. و هو رائع بالفعل و يجب عليك مشاهدته ..!
- أعتقد أني سأشاهده فور أن تنتهي من تصويره ..!
- ما رأيك بأن تأتي معي لهاواي حين أصور الفلم ؟!!..
- هاواي ؟!.. لم أذهب إلى هناك منذ زمن .. لكن لا أظن أني قادر على ذلك فأنا ملزم بالكثير من الأعمال ..!
- حقاً .. بدأت تعمل في شركة مارسنلي ؟!!..
- ليس تماماً .. لكن لدي ارتباطات أخرى ..!
- ألن تخبرني عنها ؟!!..
- ربما في وقت لاحق .. و الآن هيا لقد ذهب الجميع إلى السينما و سيذهبون بعدها مباشرةً لمدينة الألعاب و علينا أن نلحق بهم هناك ..!
- من اقترح مدينة الألعاب ؟!!.. كأنه يعلم أني لم استمتع منذ زمن ؟!..
- إنها آندي .. و كذلك سورا ..!
- سورا ؟!!..
- إنها صديقة آندي التي عرفتها من الانترنت .. و هي يابانية .. ستواجه صعوبة في التعامل معها ..!
- اطمئن .. لدي خبرة ..!
- أعتقد أن التمثيل هو تلك الخبرة التي تحدثت عنها ..!
- أنت محق .. لقد تعاملت مع كل الأنماط و مثلت الكثير من الشخصيات المختلفة لذا اعتقد أن لدي قدرة لا بأس بها للتعامل مع الآخرين ..!
- يبدو أنك وجدت فائدة جيدة من وراء هذا العمل ..!
- كلامك صحيح .. حسناً هيا حتى لا نتأخر عن البقية ..!
- كما تشاء ..!
.................................................. ......
راح نوقف هنا اليوم ..!

أخباركم ؟!!.. أن شاء الله تمام ..!

طبعاً مثل ما تشوفون البارت كان مليء بالمشاحنات الغير منتهية ..!

أن شاء الله يكون طوله عجبكم ؟!.. و أن شاء الله أكون ما تأخرت عليكم هالمره ؟!..

الواجب ..!

غضب ماثيو و استياء دايمن .. كيف سيتصرف لينك معهم ؟!!..

ليديا في صف الأخوين .. إلى أين سينتهي هذا ؟!.!..

سورا الآن مصرة على جعل ريكي صديقها الدائم .. هل تؤيدون هذا ؟!..

ظهور لويفان الأول .. أنطباعكم عنه ؟!!..

مذا سيحدث في مدينة الألعاب و في لندن ككل ؟!!..

و الآن .. أترك لكم حرية التعليق على البارت

جانا ..!


__________________
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم











رد مع اقتباس
  #54  
قديم 07-10-2013, 07:29 PM
 
part 22
نزلت من سيارة الأجرة بعد أن دفعت الحساب ..!
كان لوي ينظر إلى تلك البوابة الكبيرة بحماس : هيا لينك .. سنستمتع بالتأكيد ..!
ضحكت حينها : على رسلك .. هيا ريكايل ..!
التفت إليه حينها فرأيت أنه شارد الذهن ..!
اقتربت منه و همست : ما بك اليوم ؟!..
تنهد حينها و همس : لا أعلم .. أشعر بأن شيئاً سيئاً حدث في غيابي ..!
ربت على كتفه و قلت بنبرة مطمئنة : لا بأس رايل .. هذا لأنك لم تعتد على الغياب عنهم .. أنا واثق أنهم بخير ..! تذكر .. لقد تحدثت إليك لورا اليوم و قد كان صوتها طبيعياً للغاية ..!
أومأ إيجاباً حينها و سار معي .. رأيت لوي هناك قد دخل إلى الصالة التي يبيعون فيه التذاكر ..!
دخلت خلفه و ريكايل أيضاً .. كانت الصالة مزدحمة فالعطلة قد بدأت ..!
أشار لوي نحوي لوحة كبيرة جداً على الجدار : سوار المرح .. أدفع المزيد فقط و سيتسنى لك اللعب في كل الألعاب مجاناً ما دمت ترتدي السوار ..! ما رأيك بهذا العرض لينك ؟!!..
ابتسمت حينها : اعتقد أنه أفضل العروض الموجودة ..!
أومأ موافقاً و سار ناحية الموظفين الذين يبيعون السوار ..!
أمسكت بيد ريكايل و أنا أقول : هيا عزيزي .. استمتع اليوم و أنسى كل شيء ..!
ابتسم حينها بصعوبة و أومأ إيجاباً ..!
بادلته تلك الابتسامة رغم قلقي عليه فهو لا يبدو بخير ..!
حصل كل منا على سوار ..!
اتصلت بآندي و سألتها عن مكانهم فأخبرتني بأنهم يقفون قرب العجلة الدوارة ..!
و بعد سير بين تلك الألعاب الضخمة وصلنا إليهم حيث كانوا جميعاً هناك ينتظروننا ..!
بدا أن ماثيو ينزعج بمجرد رؤيتي فرمى علي بسهم نظراته القاتلة ..!
لم أعد أحتمل هذا و أتمنى لو أوقفه عند حده لكن لا خيار بما أن رايل يرفض هذا ..!
فور أن اقتربنا بدأ الجميع بتحية لوي وقد قمت بتعريفه على ليديا التي استلطفته فوراً ..!
و لم يخلوا الموضوع من التعليق على شكل لوي الجديد ..!
حينها قالت آندي و هي تشير إلى العجلة الكبيرة : انظروا .. إن المركبات مخصصة لتكون اثنين لأثنين .. لذا سيركب كل اثنان سوية ..!
بمكر قال دايمن : لدي اقتراح لنجعل الأمر ممتعاً .. كل فتى سيأخذ احدى الفتيات معه ..!
بخبث قال لوي : إذاً لا بأس لدي أن أكون مع الآنسة فلورا ..!
نظر إليه دايمن بنظرة مرعبة وهو يقول بجد : فكر فقط بفعل هذا .. و تذكر بأنه سيكون أخر عمل قمت به في حياتك البائسة ..!
ذلك الموقف دعا الجميع للضحك إلا فلورا التي كانت محرجة ..!
إنها خجولة جداً و هذه أفضل ميزة في الفتاة .. لا أعلم لما الخالة كاثرن غير راضية عنها ..!
بالتفكير في الأمر أرى أن ميشيل مجردة من هذه الصفة نوعاً ما ..!
يا إلهي .. هل علي أن أفكر بها حتى هنا ..!
تنهدت بتعب حين تذكرت موقفنا الأخير و كيف انتهى ببكائها .. كيف سيكون الموقف القادم يا ترى ؟!!..
لأترك التفكير في هذا لوقت لاحق و لانتبه لأصدقائي حيث يبدو أنهم وافقوا على اقتراح دايمن ذاك ..!
لفت نظري تيموثي الذي كان ينظر إلى ليديا بهدوء قبل أن يبتسم و يقول : ليديا .. ما رأيك أن نكون سوية ؟!!..
بدا عليها الارتباك لكنها أومأت موافقة ..!
سورا لفت ذراعيها حول ذراع ريكايل وهي تقول : أنا مع ريكي ..!
بهدوء قال هو : عذراً يا آنسة .. لكني لا أحب الأماكن المرتفعة ..!
قطبت حاجبيها : مستحيل .. إنها ليست عالية ..!
هذه المرة تدخلت آندي وهي تقول : لا تجبريه سورا .. يبدو أنه لا يحب ذلك بالفعل ..!
تنهدت باستياء فقال ماثيو حينها : سورا .. يمكننا أن نكون سويةً..!
لم ترفض بل أومأت إيجاباً ..!
أردت أن أطلب من آندي مرافقتي لكن روز حينها قالت بنبرة لبقة : مارسنلي .. ألديك مانع بمرافقتي ؟!!..
نظرت إليها بهدوء .. لم أجد داعياً للرفض : بالتأكيد لا مانع لدي ..!
بمرح قال لوي : إذاً أنا و آندي .. لينك و روزاليندا .. دايمن و فلورا .. و تيموثي مع ليديا و كذلك ماثيو و سورا ..!
تقدمت مع روز أولاً و وقفنا في الصف و ما هي سوا دقائق قليلة و ركبنا و الجميع خلفنا ..!
بدأت المركبة بالارتفاع و قد كنت أجلس و أمامي روزا و قد كانت ترتدي فستاناً أحمر يصل إلى الركبة يتناسب لونه مع لون تلك الخصل الحمراء على شعرها الأشقر الطويل الذي رفعته قليلاً بطريقة جذابة .. و قد ارتدت سترة من الفرو ذات لون رمادي كلون الحذاء ذو الرقبة الطويلة التي يصل لمنتصف ساقها ..!
تبدو تلك السترة غالية الثمن فواضح أن ذلك الفرو طبيعي .. ربما فرو ثعلب ؟!!.... عموماً ليس غريباً على وريثة دايفيرو ..!
إنها جميلة .. لكنها تملك ثقة بنفسها تصل إلى الغرور .. و هي متمسكة بعادات الطبقة المخملية ..!
تذكرت الآن شيئاً .. في يوم الفلنتاين أهدتني خاتماً كخواتم الخطبة ..!
بالفعل هي جريئة لفعلها هذا التصرف : ما بك تحدق بي ؟!..
شعرت بالحرج من سؤالها و قد كانت تبتسم بغرور و تضع قدماً فوق الأخرى ..!
لم أجب .. بل أني لم أجد ما يمكن قوله فسألت هي بابتسامة : أخبرني لينك .. ما نوع الفتيات الذي تفضل ؟!..
ما بها هذه ؟!!..
هل تريد فتح موضوع نقاش من هذا النوع بما أننا وحدنا ..!
إنها تبدو واثقة و كأنها تنتظر مني أن أخبرها باني أحبها !!..
سأحطم غرورها هذا الآن ..!
ابتسمت نصف ابتسامة و بغرور قلت : لست واثقاً من إجابتي .. لكن أستطيع القول بأني لا أريد منها أن تكون شبيهة بك ..!
اعتقدت أني حطمت غرورها لكنها قالت بكل ثقة : لن تجد شبيهة بي أصلاً في أي مكان .. لا يوجد مني سوى واحدة أصلية .. و هي التي أمامك ..!
اختفت ابتسامتي حين رأيت بأني لم أفعل شيئاً غير أني زدت من غرورها ..!
لذا قلت بهدوء : حتى هذه الواحدة .. لا أعتقد أنها تعجبني ..!
ابتسمت بنصف ابتسامة و هي لا تزال على نبرتها المغرورة : أنت صريح للغاية .. لكن هذا ما يعجبني فيك ..!
بخبث قلت : هل أفهم من كلامي أني أعجبك ؟!!..
- تستطيع قول ذلك ..! أعتقد أنك نوعي المفضل ..!
- حقاً ؟!.. و ما الذي يميزني؟!..
- أكثر شيء .. أنك شيطان ..!
قطبت حاجبي بعد كلمتها الأخيرة .. لقد سمعت هذا الوصف مرارا و تكراراً يطلق علي .. لكن هذا كان فقط من أصدقائي المقربين أو رافالي ..!
عدت لابتسم بغرور : و لما تقولين ذلك ؟!..
- شعور فقط ..! عموماً أنت من النوع الذي يحصل على كل ما يريد .. و هذا شيء يميزك أيضاً .. ليس لك حدود ..!
- أترين هذا ؟!..
- أجل .. و الدليل هو ذلك الخادم الوسيم ..! أعتقد أنك أجبرته على العمل لديك ..! لا يمكن أن يتم رفض أي طلب لك ..!
- هل أعجبك إلى هذا الحد ؟!!..
هذا ما قلته بخبث و غرور فقالت بابتسامتها الواثقة : لن أجيبك على هذا السؤال لكن أخبرني أنت .. ما نوعك المفضل ؟!!..فلورا الخجولة ؟!.. أم ليديا المتزنة ؟!.. ما رأيك بآندي الماكرة ؟!.. لا أعتقد أنك تفضل سورا فهي تحب التملك كما أنها ساذجة للغاية ..!
الحقيقة أنه لا توجد صفة من هذه الصفات في الفتاة التي تعجبني ..!
فميشيل لا تملك هذه الصفات ..!
بهدوء قلت : لا تعجبني أي منهن ..!
بنبرة خبيثة قالت : إذاً .. أنت تنتظر الفتاة التي ستجذب انتباهك ..! ربما تلك التي سترفضك و تعارضك .. لا اعتقد أن فتاة فعلت هذا من قبل ..!
بلا .. ميشيل فعلت هذا ..!
لكن ما اكتشفته اليوم هو أني مفضوح تماماً و يمكن لأي كان أن يفهم نوعي ..!
انتبهت إلى أننا كدنا نصل إلى النهاية ..!
ذلك النقاش أجبرني على التحديق بوجه روز طيلة الوقت لذا لم أتمكن من رؤية المدينة من الأعلى ..!
فور أن نزلنا و قد كنا أول من نزل سرت مبتعداً قليلاً أبحث عن ريكايل ..!
رأيته يجلس على ذلك الكرسي و يضع الهاتف على أذنه و القلق بادٍ عليه : لا تجيب !!..
تقدمت ناحيته و بقلق قلت : ما الأمر ؟!!..
رفع رأسه إلي و قد بدا وجهه شاحباً : لينك أنا قلق .. جوليا لا تجيب على الهاتف و لا على المنزل !!..لقد طلبت من الآنسة جيني بان تذهب لمنزلهم و قد فعلت ذلك لكنها تقول بأنه لا أحد فتح الباب مع أنها أخذت ترن الجرس عدة مرات ..!
جلست بجواره و ربت على كتفه : اهدأ ريكايل .. أخبرتك بأن لا تسمح للوساوس بالدخول لرأسك ..!
لم يبدو بمزاج جيد مطلقاً فحاولت أن أطمئنه : أنت فقط تفكر بهذا لأنك بعيد عنهم .. أنا واثق أنهم بخير ..!
شعرت بشخص يقف قربنا : لينك .. هل من مشكلة ؟!!..
التفت حالاً لكني تنفست الصعداء حين رأيت أنها ليديا ..!
تنهدت بتعب : ريكايل لا يبدو بخير ..!
تقدمت هي ناحيتنا أكثر : أن وجهه شاحب .. ريكايل أتريد العودة لمنزل روزليندا ؟!..
بهدوء قال : ربما هذا أفضل لي ..!
يا ألهي .. بعد أن وصلنا لمكان يمكننا الاستمتاع فيه !!..
لكنه يبدو متعباً بحق لذا لن أجبره ..!
وقفت حينها و أنا أقول : ليديا .. أخبري الجميع أني مضطر للعودة للمنزل .. علي أخذ ريك ليرتاح ..!
تدخل رايل أولاً : لا بأس لينك .. سأعود وحدي بسيارة أجرة .. لا يجب أن يشكوا في أمرك ..! كما أنه من الأفضل أن تبقى معهم ..!
كلامه كان صحيحاً .. لكني لا أود تركه وهو بهذا الحال ..!
- لكن ريك .. أنت مريض و تحتاج لمن يهتم بك .. كما أني لا أريد تركك وحدك !!..
- اطمئن .. سأكون بخير .. المهم أن لا يشك أحدهم ..!
تنهدت حينها و قلت : لا بأس إذاً .. لكني سأرافقك إلى الشارع و آخذ لك سيارة أجرة حتى أدل السائق على طريق المنزل فأنت لا تعرفه كما أنك لست متمكناً من الإنجليزية ..!
التفت إلى ليديا : أيمكنك إخبار البقية بأني ذهبت لدورة المياه ؟!..
أومأت موافقة و هي تقول : حاضر ..!
سرت بعدها مع رايل باتجاه البوابة .. و حين وصلنا كان هناك عدد من السيارات تقف للحظات أمام البوابة لتحمل بعض الناس ثم تسير معطية فرصةً لمن خلفها ..!
انتظرت حتى ظهرت سيارة أجرة بين سير السيارات ذاك فأشرت لها و حال ما صار دورها توقفت فركب ريك في الخلف ..!
دللت السائق على طريق قصر روز الصغير ثم نظرت إلى رايل و أنا أقول بقلق : أنت متعب .. لذا فور أن تذهب للمنزل اذهب لغرفتك و خذ قسطاً من الراحة .. لا تحاول الاتصال بجوليا مجدداً حتى لا تشغل بالك ..! مفهوم ؟!..
أومأ إيجاباً دون أن ينظر إلي فأغلقت الباب و انطلقت السيارة مبتعدةً عنا ..!
لما كل هذا القلق ؟!!..
بل لما جوليا لا تجيب على هاتفها ؟!!..
أيمكن أن شيئاً ما حدث لهم ؟!!..
.................................................. ..............


مضى الكثير من الوقت حتى صارت الساعة هي العاشرة ..!
وقد كانت آندي تسحب الجميع خلفها هي وسورا لتجربة كل الألعاب بحجة أنهم لم يستمتعوا بهذا منذ زمن ..!
عرض الألعاب النارية كان مذهلاً .. و كذلك الفرق الاستعراضية التي تتجول هنا و هناك ..!
كنت شارد الذهن معظم الوقت بسبب قلقي على ريكايل .. كما أنني شعرت بالضيق لأن كل تلك العروض الرائعة فاتته .. لقد اتصلت به و أخبرني بأنه وصل للمنزل و هو في غرفته الآن ..!
لكني قلق بشأن صحته فهو لا يبدو بخير و أخشى أن تسوء و أنا بعيد عنه ..!
وصلنا إلى ذلك البرج الكبير في قلب مدينة الألعاب و المكون من خمسة عشر دوراً .. في الدور العاشر يوجد مطعم فاخر و قد قامت آندي بدعوة الجميع إلى هناك على حسابها ..!
دخلنا إلى ذلك المبنى و اتجهنا إلى المصعد الذي علمنا بأنه يحمل خمسة أشخاص فقط و هكذا انقسمنا بين مصعدين بعجل ..!
كنت مع ماثيو و دايمن و آندي و فلورا في مصعد ..!
حيث سأل ماثيو ببرود : لم أرى ريكايل منذ وقت ..!
ببرود يوازي بروده قلت : لقد عاد لقصر روز ..!
قطب حاجبيه باستياء : لا تقل لي بأنك من طلب منه مغادرة المكان ..!
انه يغضبني بالفعل .. لذا أردت إغضابه أنا الآخر لذا قلت بمكر : ليس على الخدم أن يتسلوا ..!
كاد ينقض علي لولا أن دايمن أمسك به : يكفي ماثيو ليس هنا ..!
نظر ناحيتي وأردف : لينك كف عن هذا .. لقد تجاوزت حدودك .. عليك أن لا تعامل ريكايل بهذه الطريقة المشينة ..!
ببرود قلت : أعامله كما أشاء .. ما شأنكما أنتما ؟!!.. إن صرتما وليي أمري تكلما عندها ..!
قطبت آندي حاجبيها : ما بك لينك ؟!!.. جميعنا نعلم أنك تحب التملك لكنك تجاوزت الحدود .. أكل هذا من أجل ميشيل التي قررت نسيانها ؟!!..
التفت ناحية آندي متعجباً ..!
صحيح .. في الحفل حين رأيتهما سوية و تشاجرت مع رايل و فقد الوعي قالت ميشيل أمام الجميع بأن ريكايل هو أخوها ..!
بتردد قلت : ليس للأمر علاقة بميشيل .. عليك أن تعلمي آندي بأنه كان خادمي من قبل الحفل ..!
بدا عليها الذهول .. بينما التزمت أنا الصمت ..!
وصلنا أخيراً إلى الدور العلوي فأسرعت بالنزول للهرب من نظراتهم التي كادت أن تأكلني ..!
نزل الآخرون من مصعدنا وكذلك المصعد الآخر .. لذا سرنا معاً ناحية الجزء المخصص للمطعم البحري ..!
حجزت لنا آندي طاولة كبيرة .. حيث كانت تكفينا نحن العشرة فجلسنا جميعاً حول تلك المائدة ..!
وزع النادل قائمة الطعام فأخذت أتصفحها بضجر دون أن أقرأ بل دون أن انتبه للصور فقد كنت شارد الذهن ..!
بلا شعور و جدت نفسي أخرج هاتفي و اتصل برقم جوليا ..!
اخذ يرن .. و يرن .. و يرن .. بلا رد ..!
و في النهاية .. لا رد مجدداً ..!
كان لدا هاتفها نظام الرسالة الصوتية بعد الصافرة .. إنه أمر طبيعي لفتاة لديها الكثير من الأعمال و الالتزامات مثل جوليا ..!
وقفت و ابتعدت عن الجميع قليلاً و انتظرت تلك الصافرة ثم قلت بهدوء : مرحباً جوليا .. أنا لينك ..! ريكايل يشعر بالقلق بسبب عدم إجابتك على الهاتف و أنا كذلك بدأت أقلق .. أرجوك أن كنت بخير أرسلي رسالة فقط حتى نطمئن ..!
أغلقته بعدها و كلي أمل بأن أتلقى رسالة منها ..!
عدت إلى حيث أصدقائي و جلست مكاني عن يساري لوي و عن يميني دايمن و مقابلي سورا ..!
فور أن جلست رن هاتفي معلناً وصول رسالة نصية ..!
فتحتها على عجل وكانت من جوليا بالفعل لكن الغريب أنها كانت .. فارغة !!!..
شعرت بالتوتر أكثر .. فهذه السرعة في الإجابة أثبتت لي بأنها كانت تسمع هاتفها يرن منذ لحظات ثم سمعت رسالتي الصوتية ..!
إن كانت مشغولة لذا لا تجيب فكان بإمكانها أن تكتب شيئاً في الرسالة ..!
يبدو أنه لا مزاج لها لشيء لذا أرسلتها فارغة ..!
هذا يزيد من قلقي : لينك .. ماذا قررت ؟!!..
انتبهت لآندي التي كانت تسألني و النادل واقف قربها : أقرر ماذا ؟!..
بنبرتها الغريبة قالت سورا : أين مكان عقلك قبل دقيقة ؟!!..
لم أفهم الأمر فتدخل لوي لينقذني : اطلبي له الباستا مع الروبيان وحسب ..!
أومأت إيجاباً و عادت تردد كلام لوي على النادل ففهمت أنها تسألني عن الطبق الذي اخترته ..!
أنا لا أعلم حتى الآن ما هي الأصناف التي تقدم في هذا المطعم ..!
أخبرنا النادل بأن ننتظر قليلاً قبل أن يجهز العشاء ..!
همس لي لوي : ما بك لينك ؟!.. أين شردت ؟!..
تنهدت بتعب حينها : لا شيء لوي .. لا شيء ..!
قطب حاجبيه حينها : يمكنك خداع الجميع عداي .. أعلم أنك مشغول البال بشيء مهم و سأعرفه قريباً ..!
لم أرد عليه بل عدت لأفكر في أمر جوليا التي جعلتني أقلق أكثر من ريكايل نفسه ..!
لقد فهمت الآن لما شحب وجهه حين لم يجد رداً منها ..!
.................................................. .........
__________________
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم












التعديل الأخير تم بواسطة فرانسواس ; 07-10-2013 الساعة 07:42 PM
رد مع اقتباس
  #55  
قديم 07-10-2013, 07:58 PM
 
بعد أن تناولنا العشاء وحين صارت الساعة هي الحادية عشر قررنا العودة للمنزل كي نرتاح فنحن لم نرتح منذ وصلنا في الصباح كما أن علينا الاستيقاظ مبكراً غداً ..!
وصلنا للمنزل و قبل أن أصعد للدور العلوي اتجهت إلى غرفة ريكايل مباشرة ..!
حين صرت أمام الباب أردت أن أطرقه لكني خشيت أن يكون نائماً لذا فتحت الباب بهدوء : رايل .. أنت هنا ؟!!..
رأيته يستلقي على بطنه فوق السرير .. لكن ما أذهلني هو أنه لا يزال بملابسه حتى سترته و حذاءه لم ينزعهما : لما تنام هكذا ؟!!..
دخلت و أغلقت الباب من خلفي ثم تقدمت ناحية السرير .. رأسه كان على الوسادة مستنداً إلى جهة أذنه اليمنى و قد أغمض عينيه و تقارب حاجباه .. وضعت يدي على جبينه فشعرت بسخونته نوعاً ما ..!
هل هو مريض ؟!!..
انه يبدو كذلك بالفعل ؟!!..
بتوتر قلت : علي أن أحضر طبيباً .. هو لا يبدو بخير ..!
ما إن استدرت حتى شعرت بيده تقبض على معصمي ..!
التفت بسرعة رأيته ينظر إلي بهدوء و قد كان الشحوب طاغياً عليه .. بصوته المبحوح قال : أنا بخير .. لا داعي للطبيب ..!
قطبت حاجبي و قلت : ريك أأنت جاد ؟!!.. أنظر إلى نفسك !!.. وجهك مصفر و صوتك شبه مختفي ..! لقد أخبرتك بأن أهم شيء ألا تهمل صحتك ..!
ترك يدي و استند إلى يديه حتى يرفع الجزء العلوي من جسده وقد تمكن من هذا بصعوبة ..!
جلس على السرير و هو يقول بذات النبرة المتعبة : هذا بسبب تغير الجو فقط .. لقد عشت طيلة حياتي في باريس لذا طبيعي أن أتأثر بتغير الجو ..!
باستياء قلت : لا تختلق الأعذار .. جو باريس لا يختلف عن جو لندن كثيراً ..!
أشاح بوجهه قليلاً :أرجوك لينك .. لا أريد نقاشاً في الأمر .. بعض الماء البارد سيخفض الحرارة ..!
وقف بصعوبة و بدأ بالسير مترنحاً و متجهاً إلى باب في زاوية الغرفة : سآخذ حماماً بارداً .. و ستكون الأمور بعدها على خير ..!
لما ؟!!.. لما يعارض دائماً حين يتعلق الأمر بصحته ؟!!..
لما دائماً يرفض إخباري بما يشعر ؟!!..
سابقاً .. كان يخفي أمر مرضه .. لكن الآن أنا أعلم أن لديه ربواً و رئةً حساسة ..!
إذاً لما يعارض ..!
لم أملك قول شيء .. هو ليس طفلاً لأجبره ..!
لقد عاش حياته كلها من دوني لذا لا أستطيع أن أفرض عليه كل شيء بسرعة ..!
سأتريث قليلاً لكني لن اسمح له بالتمادي بما أن الأمر متعلق بصحته ..!
بهدوء قلت : أنت لم تتناول العشاء صحيح ؟!..
أمسك بمقبض الباب و بتعب : لا رغبة لي في الأكل ..!
- سأطلب منهم أن يعدوا لك حساءً .. سيساعدك في استعادة نشاطك ..!
لم يعلق بل دخل إلى دورة المياه بعد أن حمل بعض الملابس من حقيبته التي كانت مفتوحةً و موضوعةً على تلك الطاولة ..!
خرجت أنا من الغرفة بدوري فعلي أولاً أن أطلب من الخدم تجهيز شيء ساخن له عله يخفف من بحة صوته ..!
...............................................
بعد أن طلبت من إحدى الخادمات أن تعد بعض الحساء الساخن بالخضر مع اللحم صعدت إلى الدور العلوي حيث جناح الشباب ..!
و بينما كنت أصعد الدرج التقيت بليديا التي سألتني بخفوت و قلق : كيف حال ريكايل ؟!..
تنهد حينها : لا أعلم .. إنه لا يصرح بشيء .. لكن إن حل الصباح و لم تتحسن حاله فلابد من أخذه للمشفى ..!
- أرجوا أن يكون بخير ..!
- و أنا أرجوا ذلك أيضاً ..!
- حسناً إذاً .. أراك فيما بعد ..!
تابعت هي نزولها بينما تابعت صعودي ..!
اتجهت إلى الجناح و ما إن دخلت حتى انتبهت لتيموثي الذي كان يجلس أمام التلفاز يرتدي بنطال جينز و قميص أبيض و يضع منشفة بيضاء على رأسه فشعره الرمادي كان مبللاً تماماً بعد الاستحمام .. و قد كان معه كوب قهوة يتصاعد البخار منه ..!
ما إن انتبه إلي حتى قال مع ابتسامته البغيضة : أين كنت حتى الآن ؟!!..
تجاهلته تماماً و كأني لم أره و دخلت إلى غرفتي مع لويفان ..!
الكلام مع شخص مثله لن يجلب لي إلا الصداع و الاستفزاز ..!
حين دخلت رأيت لوي يجلس على كرسي أمام طاولة التجميل و بيده مجفف شعر حيث كان يجفف شعره الذي صبغه بلون الكراميل بعد أن كان أسوداً ..!
بقيت أنظر إليه للحظات .. لقد تغير شكله بالفعل بعد أن غير لون شعره و بشرته ..!
انتبه إلي حينها : ما الأمر ؟!..
- كنت أفكر فقط في مدى التغير الذي طرأ عليك حين صار لونك برونزياً هكذا ..!
- لا تقلق .. إنها فترة بسيطة حتى ينتهي المسلسل و بعدها سيبدأ لون بشرتي البيضاء في العودة كما السابق ..!
- أتعلم .. ذلك كان ايجابياً نوعاً ما فيبدو أن الفتيات اليوم لم يتعرفن عليك لذا لم تتعرض للمشاكل ..!
- لن يدوم هذا طويلاً يا صاح .. اليوم نزل تقرير في إحدى المجلات العالمية المتخصصة في الفن عن المسلسل .. لذا انتشرت صورتي بهذا الشكل .. لكن يبدو أن لم يصادف أن التقينا أحداً قد اطلع عليها ..! أعتقد أن الغد سيكون مختلفاً فمعظم المهتمين سيكونون قد اطلعوا على ذلك العدد من المجلة ..!
- الرحمة .. هل لنحاصر من قبل فوج من الفتيات ؟!.. عليك أن تتخذ احتياطاتك لمنع حدوث هذا ..!
ضحك حينها بخفة و وقف ثم رمى بنفسه فوق سريره : اطمئن .. لدي خبرة في التنكر ..!
رفعت أحد حاجبي و بسخرية قلت : الشهرة أعطتك خبرات عظيمة ..!
- قد تكون على حق ..!
- حسناً .. لقد أخرتني فأنا لم استحم بعد ..!
- آسف لكني اشتقت للحديث معك بعد هذا الغياب ..!
- و أنا كذلك .. لكن يجب أن ننام و نرتاح الآن .. بالنسبة لي لم آخذ أي راحة منذ الصباح ..!
- مثلك تماماً .. حتى الساعة التاسعة صباحاً كنت أصور أحد المشاهد ..!
- تصبح على خير إذاً ..!
- تصبح على خير ..!
اتجهت إلى الحقيبة و أخذت المنشفة و بعض الملابس ..!
دخلت إلى دورة المياه و أخذت حماماً لعشرين دقيقة و قد انشغل بالي بشخصين ..!
ريكايل .. و جوليا ..!
خرجت و أنا أرتدي بنطال جينز مع كنزة رمادية طويلة الأكمام ..!
كان لوي في فراشه وقد أطفأ الأضواء ..!
خيل إلي أنه نائم لذا تسللت بهدوء و خرجت من الغرفة ..!
الساعة كانت تشير إلى منتصف الليل ..!
الجناح كان فارغاً و يبدو لي بأن الجميع قد خلد للنوم ..!
نزلت بسرعة دون ملاحظة أحد .. و اتجهت إلى المطبخ حيث وجدت الخادمة التي طلبت منها إعداد الحساء و قد كانت تحمل صينية و كانت على وشك المغادرة ..!
حين انتبهت لي قالت باحترام : هل احمله إلى غرفة الطعام سيدي أم تفضل أن احمله لغرفتك ؟!!..
أخذت الصينية منها و قلت بهدوء : لا بأس سأحمله أنا .. لا تحدثي أحداً بالأمر ..!
أومأت إيجاباً : أمرك .. ليلية سعيدة ..!
لم أرد عليها بل خرجت و سرت بخطوات متلاحقة ناحية غرفة ريكايل ..!
وضعت الصينية على طاولة بالقرب مني و فتحت الباب ثم حملتها مجدداً ..!
دخلت و أغلقت الباب بقدمي و نظرت للأمام ..!
رأيته يجلس على حافة السرير وقد ارتدى بنطال اسود و كنزة خضراء كلون عينيه تماماً و قد طأطأ رأسه بينما كانت المنشفة الصفراء لا تزال على رأسه ..!
تقدمت أكثر و وضعت العشاء على طاولة أمام التلفاز الصغير في تلك الزاوية ..!
اتجهت ناحيته و انتبهت إلى أن قطرات الماء لازالت تتساقط من شعره لذا وضعت يدي على المنشفة و بدأت أحركها كي أجفف شعره و أنا أقول بهدوء : ستزيد حالتك سوءاً إن لم تتدفأ في الحال ..!
لم يرد .. و لم يتحرك ..!
هو ليس بخير أطلاقاً ..!
أكل هذا لأنه ابتعد عن فرنسا ومن فيها ؟!!..
تذكرت حينها ذلك اليوم حين وصفني بالوطني لأني أحب القهوة الفرنسية ..!
لكني أرى أنه وطني أكثر مني بل هو مهووس بباريس !!..
تنهدت حينها و ربت على كتفه : إن كنت قلقاً على جوليا فاطمئن .. لقد اتصلت بها .. صحيح أنها لم تجب لكني تركت لها رسالة صوتية و طلبت منها أن ترسل لي رسالة إن كانت مصرة على عدم الإجابة و قد نفذت طلبي ..!
رفع رأسه و نظر إلي بلهفة اتضحت أكثر في صوته : و ماذا قالت ؟!!..
بتردد أجبته : في الحقيقة .. أرسلت رسالة فارغة .. لكن على الأقل علمنا أنها بخير ..!
بدا و كأن الإحباط قد أصابه .. لذا طأطأ رأسه مجدداً ..!
أبعدت المنشفة عن رأسه وابتسمت بهدوء : رايل هيا .. أنت لم تأكل شيئاً منذ الصباح ..!
أردت أن أحفزه قليلاً .. لكنه لم يستجب لي ..!
لكني لم أيأس و حاولت مجدداً : إن لم تأكل فستمرض أكثر .. و حينها ستوبخني الخالة ميراي وتقول بأني لست جديراً لأهتم بأخي الصغير ..! أرجوك أنا لا أريد أن أتلقى لكمة منها مجدداً ..!
ظهرت على شفتيه ابتسامة صغيرة مما أراحني فهو على الأقل قد استجاب لي و لو كان بشكل بسيط ..!
وقف بمساعدتي واتجه إلى الأريكة و جلس عليها و قد جلست بجانبه فقد كانت لشخصين : هيا .. هل ستأكل أم أنك ستنتظرني لأطعمك ؟!!..
نظر إلي بطرف عين و هو يقول مع ابتسامته تلك : لن تفعلها إلا إن شلت يدي !!..
قطبت حاجبي متظاهراً بالاستياء : هذا بدل أن تشكرني على خدماتي ؟!.. لن تحلم أصلاً بهذا و لعلمك .. الطعام من يدي مختلف ..!
- أعلم .. لأنه سيكون مسموماً بالفعل !!..
- يالك من فتى !!.. سأشكوك لميشيل !!..
- دعها ترضى عنك أولاً ..!
- سترضى عاجلاً أم أجلاً .. فلا أحد يستطيع مقاومة سحري و جاذبيتي ..!
ضحك حينها بخفة وقد بدا أنه نسي ما كان به منذ قليل : سترينا الأيام إن كان لسحرك و جاذبيتك أثر على ميشيل .. لكني أحذرك فهي مختلفة و صعبة المراس ..!
ابتسمت حينها فقد شعرت بالسعادة لأن مزاجه تغير : أعلم .. أنا أكثر من يفهم بأن ميشيل صعبة ..!
- يبدو أنك عانيت الكثير منها ..!
- دعك من هذا الآن و أبدأ بتناول طعامك ..!
فعل ما طلبته منه و بدأ بالأكل ..!
مضى الوقت و نحن نتحدث بينما يأكل هو حتى صارت الساعة الواحدة وقد تمكنت بجدارة من تغير مزاجه ..!
هذا أفضل فليس من الجيد أن ينام الإنسان وهو مهموم ..!
كان قد استلقى على فراشه وقد بدأت الحديث معه حتى نام ..!
تعمدت فعل ذلك فإن تركته وهو لم ينم بعد فستعود الأفكار السوداء لمحاصرته ..!
لقد تعلمت هذا من أمي إلينا التي كانت تبقى بجانب فراشي إلى أن أنام حتى بلغت الرابعة عشر فهي تعلم أني ما إن أكون وحدي حتى أبدأ بتذكر الأشياء السيئة و المخيفة من ذاكرتي و وقت النوم هو أفضل وقت لهذا ..!
ابتسمت بهدوء و أنا أنظر لوجهه الذي استغرق فالنوم و قد بدا كطفل حينها و تمتمت : تصبح على خير ..!
وقفت حينها و ما إن فعلت ذلك حتى انتبهت أنه قد رفع رأسه و الجزء العلوي من جسده تحت الوسائد فصار منحنياً أكثر من كونه مستلقياً ..!
كدت أتقدم و أعدل من وضعيته لكنه بدا لي مرتاحاً هكذا لذا تركته و حملت الصينية و خرجت من الغرفة .. تركتها في المطبخ ثم صعدت إلى الأعلى و سرت ناحية غرفتي دون أن ألتقي بأحد فالجميع كانوا نياماً ..!
رميت بجسدي على السرير و سحبت الغطاء عليه ..!
أخذت هاتفي الذي كنت قد تركته قرب السرير و أرسلت رسالة لوالدتي مفادها ( لا تسهرِ من أجل العمل .. تصبحين على خير ) ..!
لم تمض سوا ثوان و وصلني ردها ( كنت سأفعل لكني تذكرت أوامرك الصارمة بمنع هذا .. تصبح على خير عزيزي .. تدفأ جيداً قبل أن تنام ) ..!
ابتسمت بهدوء حينها و تركت الهاتف على تلك الخزانة الصغيرة قربي ثم سحبت الغطاء أكثر منفذاً طلبها ..!
كنت مرهقاً بشدة .. لذا لم ألبث دقيقتين إلا و استغرقت في النوم ..!
.................................................. ..............
في اليوم التالي و بعد تناول الإفطار صارت الساعة العاشرة .. اليوم هو دور روزا و ليديا لتحديد المكان ..!
قررت ليديا بأننا سنقضي النهار في حديقة الهايد بارك .. و في الساعة الرابعة اختارت روز أن نذهب لمتحف الشمع و نبقى حتى السابعة حيث أنه كبير ويمكننا البقاء في حديقته الرائعة لبعض الوقت .. ثم نذهب بعدها لأحد المراكز التجارية من أجل التسوق ..!
حالة ريكايل اليوم كانت أفضل بكثير .. لكن جوليا لا تجيب مجدداً ..!
الآنسة جيني ذهبت من جديد لمنزل الخالة آنا حيث أنهم لم يروا جوليا منذ ما قبل الأمس ..!
لكن أيضاً .. لا أحد في البيت ..!
لوهلة .. قلقت من أن شيء قد أصاب إحداهن ..!
ربما جوليا في مشكلة .. و ربما زادت حالة الخالة آنا سوءاً ..!
وقد يكون الأمر متعلقاً بميشيل ..!
انقبض قلبي فجأة !!.. أيعقل أن ميشيل تواجه مشكلة ما ؟!!..
كنت أجلس مع روز و فلورا و دايمن و لوي في الردهة نشرب الشاي .. لكنني وقفت حينها : لينك إلى أين ؟!..
كان هذا لوي الذي سأل باستغراب ..!
التفت إليه بهدوء : دورة المياه .. دقيقة وأعود ..!
قلت هذا لأن دورة المياه فالاتجاه ذاته لغرفة ريكايل ..!
فعلاً اتجهت إلى هناك و طرقت الباب لكني لم أجد رداً ..!
دخلت حينها : ريك أنت هنا ؟!..
لا أحد .. و لا يبدو أنه في دورة المياه ..!
إلى أين ذهب ..!
خرجت من الغرفة و أغلقت الباب .. نظرت إلى نهاية الممر .. هناك باب زجاجي يخرجك إلى الحديقة الخلفية ..!
ربما يكون هناك ..!
سرت بخطوات متلاحقة حتى وصلت إلى ذلك الباب و فتحته فخرجت إلى شرفة صغيرة خشبية ..!
أخذت أنظر إلى تلك الحديقة التي كانت مليئة بالأشجار التي بدأت أوراقها تتساقط مع بداية فصل الخريف ..!
رأيته هناك يجلس مستنداً إلى إحدى الأشجار الكبيرة يعبث بهاتفه أو بالأحرى ربما يحاول الاتصال بمنزل الخالة آنا مجدداً ..!
نزلت ثلاث درجات لأطأ على أرض تلك الحديقة ..!
ما إن اقتربت منه و وقفت بقربه حتى همست : أتشعر بالملل ؟!!..
بهدوء أجابني : بل بالقلق ..!
استندت إلى الجهة الأخرى من الشجرة .. لا يستطيع رؤيتي فجذع تلك الشجرة كان ثخيناً .. لكنه يستطيع سماعي بوضوح : أتريد العودة لباريس ؟!..
بسرعة قال بجد : ماثيو قادم .. الأفضل أن لا ينتبه لوجودك ..!
لم أتحرك من مكاني بل قررت أن أعرف ماذا يريد ماثيو من أخي الآن ..!
شعرت بريكايل الذي وقف كما اعتقد وقال باحترام : طاب يومك سيد ديمتري ..!
بهدوء رد عليه ماثيو : لا داعي لكل هذا .. يمكنك أن تناديني ماثيو ..!
- عذراً .. لكن لا أستطيع ..!
- كما تشاء فأنا لا أريد إجبارك على شيء فأنت تبدو مجبراً على فعل الكثير ..!
صمت رايل و لم يرد .. لكن ماثيو بانزعاج قال : لما وافقت على العمل عند لينك ؟!!.. أنت تعلم بالتأكيد كم هو سيء في معاملة من هم تحته ..!
شعرت بالغيض من كلامه فتمنيت لو أخرج و أقتله لولا أني أعلم بأن ريك سيقتلني لو فعلت ذلك ..!
أجابه أخي بنبرته الهادئة : لا سبب معين لموافقتي .. ربما لأن العمل كخادم للسيد مارسنلي سيكون أفضل من العمل كنادل في مدرسة كبيرة .. إنه أفضل من كل نواحي ..!
- من أجل المال ؟!!.. أيجعلك هذا تحتمل تصرفات لينك ؟!!..
- ليس الأمر بالسوء الذي تعتقد ..!
- أخبرني .. هل يسبب لك البقاء بهذا العمل الأذى ؟!!..
- آسف .. لكن لا أجد سبباً لإخبارك بأمور كهذه ..!
- اسمع يا ريكايل .. أنا لست مثل لينك فتفكيري مناقض تماماً لتفكيره .. لذا أريد أن أطلب منك أن تقدم استقالتك للينك و تأتي للعمل عندنا وتأكد بأني سأدفع لك أكثر ..!
- لا أستطيع .. العمل مع مارسنلي يناسبني أكثر ..!
- أنا أعرف لينك جيداً .. لن استغرب إن كان أدخل شقيقتك التي حظرت الحفلة بالأمر ..!
- ميشيل ؟!.. أبداً لا شأن لها ..!
- إذاً لما أنت مصر على البقاء مع ذلك المتسلط ..!
- لدي أسبابي الخاصة .. عذراً سيد ديمتري .. لكني لا أرضى بأن تصف سيدي بهذه الألقاب ..!
كتمت ضحكتي في النهاية فرايل أطفأ النار التي اشتعلت داخلي ..!
لقد بدا لي أنه يريد أغاضة ماثيو هو الآخر .. بالفعل نحن توأمان !!..
هذا ممتع للغاية !!..
- على العموم .. هذا كرتي .. أن رأيت أنك تريد أن تغير مكان عملك فلا تتردد بالاتصال بي ..!
- شكراً لك على كل حال .. لكن لا أظن أني سأغير رأيي ..!
- أرجوا أن تغيره قريباً ..!
سمعت صوت خطواته يبتعد .. لكني لم أتحرك : لقد ذهب ..!
هذا ما قاله رايل و هو يطل برأسه إلي خلف الشجرة : أعلم .. شعرت بخطواته ..!
- انه مصر على أنك تقوم بتعذيبي ..!
- اتركه يعتقد ما يشاء .. يظن أنه صاحب قلب حنون ..!
- أرجوا أن لا أكون قد سببت المشاكل بينكما ..!
هذا ما قاله بتردد و قد كانت نبرته ممزوجة بالندم و الشعور بالذنب لذا ابتسمت له بهدوء و ربت على كتفه : اطمئن .. لطالما كانت علاقتي مع ماثيو هكذا فكما ذكر لك هو نقيضي تماماً ..!
لم يرد .. بل جلس مجدداً مستنداً إلى الشجرة ..!
جلست بقربه و سألت : أتريد العودة لباريس ؟!.. أن كنت تريد أن تطمئن على الخالة آنا فلا بأس يمكننا العودة ..!
أومأ سلباً حينها : لا مشكلة .. إن أنقضى اليوم بدون أي أخبار فربما يجب أن نعود ..!
- أنا أيضاً بدأت أقلق ..!
- أرجوا أن يكونوا بخير ..!
تمتم بهذه الكلمات و الخوف الممزوج بالقلق قد احتل نبرة صوته ..!
وقفت حينها و أخذت أنفض الغبار عن ملابسي : على كل حال سنخرج بعد قليل إلى الهايد بارك ..!
نظر إلي بهدوء : الحديقة الشهيرة ؟!!..
- أجل ..!
- جيد .. ستكون أفضل من الأماكن المغلقة ..!
- إذاً استعد .. سننطلق خلال نصف ساعة ..!
- حسناً ..!
تركته بعدها و أنا أشعر بالراحة .. فعلى الأقل سنذهب لمكان يناسبه ..!
رغم ذلك لا زلت واثقاً بأن قلقه يزداد كل ثانية .. لذا يبدو أنه من الأفضل لنا العودة لباريس ..!
...............................................

__________________
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم











رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الكيان السعودي العريق ŖανëŇ رياضة و شباب 0 08-23-2010 09:11 AM
ماذا لو حدثت حرب ايران مع حزب الله ضد الكيان اليهودي شو موقف غزة ؟؟ ميثم84 حوارات و نقاشات جاده 1 12-19-2009 01:54 AM
الموقف الشرعي من لقاء شيخ الأزهر برئيس الكيان الصهيوني!!!! الأمير العمري نور الإسلام - 1 07-10-2009 10:13 AM
قادة الكيان الصهيوني ارتكبوا جرائم حرب فتمت محاكمة البشير fares alsunna مواضيع عامة 0 03-04-2009 11:03 PM
جامعة في قطر تفتح أبوابها لطلاب الكيان الصهيونى..!! أبايحي أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 04-21-2007 08:49 PM


الساعة الآن 03:35 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011