#6
| ||
| ||
ها أنا الآن في المدرسة بعد نهاية الإجازة الأسبوعيه ..! بينما كنت أسير في قاعة الخزائن إنتبهت لشخص يقف قرب خزانتي ..! لذا إختبأت خلف خزانة أخرى حتى خرج الشخص من الصالة .. كانت فتاة ..! إنها فلورا !!.. إتجهت ناحية خزانتي .. فتحتها لأجد فيها هدية صغيرة مع ظرف يحوي رسالة ..! فتحت الرسالة لأجد [[ كل عام و أنت بخير .. أردت أن أعبر لك اليوم عن حبي و تقديري لك .. لذا إقبل هديتي المتواضعه .. روزليندا دايفيرو ..! ]] إبتسمت إبتسامة جانبيه .. إذاً فلورا ليست هي من أرسل الهديه ..! هل تذكرتم الفتاتين ؟!.. لقد كانتا معي في ذلك اليوم حينما ضربت ذلك الخادم المتشرد في وقت الإستراحه ..! حسناً .. لا أذكر أن اليوم هو يوم ميلادي ..! إذاً لما قالت كل عام و أنت بخير ؟!.. لم أهتم بل أعدت الرسالة إلى مكانها و قد قررت أن أرى الهدية فيما بعد ..! أخذت ملفاً من خزانتي ثم غادرت ..! و بينما أنا أسير إلتقيت بدايمن فتابعنا سيرنا معاً : و ماهي ؟!.. هذا ما سألته بعد أن فتح موضعه المهم كما وصفه : إنه سوار غالي الثمن .. إختارته ليندا .. وهو ذو لون أحمر ..! رفعت أحد حاجبي : لما الهدايا اليوم ؟!.. بدا التعجب على دايمن : هل جننت لينك ؟!!.. لا تقل لي بأنك لا تعلم بأن اليوم هو يوم الفلانتاين !!.. الفلانتاين .. أين سمعت بهذه الكلمه ؟!.. آها .. تذكرت .. إنه ذلك اليوم المسمى بعيد الحب السخيف التافه اللذي لا معنى له !!.. لهذا أرى أن أغلبيت الشباب و الفتيات يرتدون اللون الأحمر ..! رغم أن ثياب المدرسة سوداء إلا أن الفتيات وضعن زينة شعر حمراء .. أما الشبان فأرتدون ربطات عنق بذلك اللون ومنهم كان دايمن !!.. هه .. ذلك ممل و تافه حقاً : و لمن ستهدي السوار ؟!.. بدت نظرات الشك على وجه دايمن : يبدوا أن ذاكرتك قد أصيبت بخلل ما اليوم لينك .. برأيك لمن سأهديه ؟!.. هززت كتفي بلا مبلاة أي لا ادري .. ليقول بضجر : بالتأكيد إلى فلورا .. إنها ألطف و أرق و أجمل فتاة في المدرسة !!.. تنهدت بملل : حقاً أنت شاب متفرغ !!.. أوشح بوجهه عني باستياء : لن أرد عليك !!.. .................................................. ... إنتهت الحصة الأولى .. و أخيراً فقد كان الدرس مملاً !!.. أخرجت ذلك الملف الذي أخذته من خزانتي قبل بداية الدرس ..! إلفتت لأرى ماثيو و دايمن يتحدثان و لم ينتبهى لي ..! ذلك أفضل فأنا لا أريدهما أن يتدخلا فيما سأفعله الآن ..! خرجت من الصف و أتجهت إلى الكفتريا رغم أن وقت الإستراحة لم يبدأ ..! حين دخلت إلى هناك رأيت العاملين وقد بدأو بتجهيز الطاولات و ترتيبها و إعادة مسح الأرضية و أيضاً تجهيز بعض الأطعمه فالإستراحة بعد الحصة الثالثه ..! سرت بهدوء بينهم و كنت حين أمر عند أحدهم يلقي علي التحية بإحترام كبير ..! بحثت عنه للحظات حتى وجدته .. كان يقوم بمسح إحدى الطاولات بمنشفة معه !!.. أظنكم عرفتموه .. إنه الخادم المتشرد كما أسميه ..! وقفت للحظات بالقرب منه و أنا أنظر إليه يعمل بجد رغم التعب و الإرهاق الواضحين على وجهه !!.. هاهو شيطاني يسيطر علي : هيه أنت ..! إلتفت نحوي فور سماعه للصوت .. ألقيت عليه بنظرة إحتقار و أنا أقول : ألن تلقي التحيه ؟!.. إبتسم بثقه وهو يقول : أُسعدت صباحاً .. سيد لينك !!!.. إتسعت عيناي من وقاحة هذا الفتى : حقاً متشرد وقح و تافه !!.. لم يكن أحد الخدم و لا حتى الأساتذة و المدير يجرأ على مناداتي بأسمي الشخصي .. فقد كانوا يقولون سيد مارسنلي وذلك من الإحترام !!.. لكنه ببرود قال : مذا ؟!.. إنه أسمك على كل حال !!!.. لأول مرة تصرف شيطاني بحكمه .. سأنتقم منه بطريقة أخرى أكثر تأثيراً !!.. قلت أنه تصرف بحكمة و ليس بطيبه !!.. مددت يدي له بالملف و أنا أقول بخبث : أنتظرك .. لا تتأخر ..! بدا الإستغراب عليه لكنه أخذ الملف بهدوء ..! إتسعت إبتسامتي الخبيثه : و داعاً .. أو بالإحرى .. أراك قريباً !!.. لم أستطع أن أكتم ضحكتي الشريرة حينها و أنا استدير مغادراً المكان !!.. بينما شعرت بأن ذلك المشرد فهم بأن هناك سوءً ينتظره !!.. ........................................ إبتسامتي لم تفارق شفتي منذ تلك اللحظة التي سلمت فيها الملف للخادم ..! لاحظ ماثيو و دايمن سعادتي لكنهما لم يسألا ..! و هانحن الثلاثة نسير باتجاه قاعة الخزائن فقد إنتهى الدوام المدرسي ..! كنا نتحدث عن الحدث العالمي اليوم : أخبرني ماثيو ؟!.. ألم تجد فتاة تستحق تلقي هدية منك اليوم ؟!.. هذا كان سؤال دايمن فأجبت عوضاً عن ماثيو بضجر : بلا هناك .. إنها حسناء الملجأ !!.. بدا الإستغراب على دايمن بينما علق ماثيو : هيه .. أنا لا أنظر لها بهذه الطريقه !!.. كانت ملامح ماثيو تدل على أنه يكذب فيما قاله .. من سوء الحظ إنتبه له دايمن ليقول بمكر : أوووه .. ألن تعرفني إلى صديقتك ماثيو ؟!.. تدخلت للمرة الثانيه بلا إهتمام : يفضل لك أن لا تلتقيها .. المكان لن يروق لك !!.. لم يهتم ماثيو لكلامي بل إبتسم : إن أردت فيمكنني إصطحابك اليوم .. و لا أظن أن ستيف سيتركني أذهب وحدي فقد أحب الأطفال هناك ..! يبدو أن سيتف تعرف إلى أصدقاء في عمره و أخيراً ..! لا يبدو أن ذلك جيد فأنا أظن أن أولائك الأطفال همجيون بنسبة كافية لتدمير براءة ستيف ..! وصلت الآن إلى خزانتي .. و لم أكد أفتحها حتى تساقطت العلب منها و الرسائل أيضاً بسبب كثرتها !!!!.. مالقصه ؟!.. تباً لعيد الحب هذا !!!.. ضحك كلٌ من ماثيو و دايمن بشده علي !!.. نظرت إليهما و أنا أتصنع الغرور : أوووه .. يبدو أني الفتى المحبوب رقم واحد في المدرسة كلها !!.. توقفا عن الضحك و فتح كلن منهما خزانته .. عثرا على الكثير من الهدايا و الرسائل لكن يبدو أني أكثر من حصل عليها !!!.. تنهدت بضجر و أخذت الرسائل و وضعتها في أحد الملفات الدراسية التي كنت أحملها ..! بينما أخذت كيساً كبيراً من خزانتي و وضعت الهدايا فيه ..! نظرت إلى صاحبي .. رأيت ماثيو يقف وهو يتفحص الرسائل : لم أتوقع أن يكون لي معجبات بهذا القدر !!.. ماثيو و سيم بحق .. هذا غير شخصيته المميزه ..رغم ذلك فهو متواضع ..! حين إلتفت لدايمن و جدته يبحث بين الرسائل حتى بدت السعادة عليه : أوووه .. و أخيراً و جدتها !!.. إرتفع أحد حاجبي باستنكار : ماهي ؟!.. إلتفت نحوي ببتسامة واسعه : رسالة من فلورا .. و هدية كذلك !!.. إبتسم له و أنا أقول : لنرى مذا أهدتك ؟!.. أخذ العلبة الصغيرة و فتحها .. كانت تحتوي على ميدالية مفاتيح باللون الأحمر كتب عليها حرفا D و F ..! يبدو أنها قد نالت إعجاب صديقي بشكل كبير !!.. دايمن معجب بفلورا منذ كنا في المرحلة الإعداديه .. و الحقيقة انه أعترف لها بهذا عدة مرات .. و من حسن حظه أنها تبادله ذات المشاعر ..! إلتفت ماثيو نحوي : لينك .. هل أهديت أحدهم اليوم ؟!.. أومأت سلباً : لقد نسيت الأمر تماماً !!.. تنهد ماثيو بضجر و لم يستغرب ..! فهو يعلم بأني من النوع المخادع ..! أخدع الفتيات .. صفة سيئة جديدة تكتشفونها في ..! لكن الحق أني لا أتعمد ذلك .. أنا فقط أعاملهن بلطف و أبتسم لهن و أقبل الخروج في المواعيد لكني لا احمل المشاعر تجاههن !!.. بينما تظن كل واحدة منهن بأني فارسها المنتظر !!!.. أيقضني صاحباي من شرودي فسرت معهما مغادرين القاعه ..! ................................................
__________________ إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم
|
#7
| ||
| ||
كنت في حديقة المنزل أجلس على مقعد تحت قبة معمارية رائعة تتدلى منها أوراق الأشجار .. تحتها طاولة مسديرة حولها عدة مقاعد مريحه ..! تفضل والدتي شرب الشاي في هذا المكان .. لكن يبدو أنها مشغولة في مكتبها الآن ..! كنت أنظر إلى تلك الرسائل التي وصلتني اليوم ..! كلها إعترافات بالحب و كلام فارغ !!.. أما الهدايا فقد تنوعت ما بين الساعات و الأقلام الفاخرة و ميلاديات المفاتيح و زجاجات العطر !!.. أما الهدية العجيبة كانت خاتماً .. لم يكن خاتماً رجالياً بل كان كخواتم المخطوبين !!.. من ترسل لي هدية كهذه تثق بنفسها ثقة عمياء !!.. روزاليندا كانت صاحبة الهديه !!.. يبدو أن لديها أفكار جهنمية للإيقاع بي !!.. لكني لست صيداً سهلاً كما تضنني !!.. هه .. حسناً .. أنا لا أعلم أين سأذهب بكل هذا ؟.. لذا طلبت من إحدى الخادمات بأن تضعها في خزانة الهدايا التي في غرفتي و التي أضع فيها الهدايات التي تصلني من المعجبات و غيرهن ..! أغمضت عيني بهدوء .. كان المكان هادئاً .. شعرت براحة لدقاق معدوده ..! حتى سمعت صوتاً : تبدو بحالة ممتازة اليوم لينك ..! فتحت عيني لأرى والدتي تجلس على الكرسي المقابل لي .. لم أشعر بها حين جاءت إلى هنا : نعم .. الهواء عليل ..! إبتسمت وهي تقول : لقد وصل الخادم الخاص قبل قليل و قد تحدثت إليه .. لكن ألا ترى أنه يبدو صغير السن ؟!.. إذاً جاء إلى هنا .. رائع : لا أظن .. إنه مناسب تماماً ..! لم تعترض والدتي على هذا .. ربما خشيت أن ألغي الأمر كله : إذا كنت تريد هذا فلا بأس .. إنه موافق على منصبه الجديد .. وهو في مكتب جيسكا لكي تعرفه على طبيعة عمله و عن الأشياء التي تفضلها و التي تكرهها حتى يكون حذراً في تصرفاته معك ..! لم أتوقع أن يوافق بسهوله .. يبدو أن في نيته أمراً ما : جيد ..! تعليقي المختصر أقلق أمي نوعاً ما .. هي تعرفني جيداً لذا أظن أنها أكتشفت أني لا أنوي الخير بذلك الخادم !!.. لكنها أيضاً لم تعلق ..! في تلك اللحظه .. لمحت من بعيد تلك العجوز تقترب منا بوقار و عليها ملامح الجد و خلفها يسير ذلك الخادم ..! الخادم المتشرد ..! إبستمت بمكر حين رايته .. بينما أقترب هو خلف جيسكا نحونا ..! ألقيا التحية لتردها أمي ببتسامه .. أما أنا فبخبث !!.. وقفت والدتي وهي تقول بنوع من القلق أخفته خلف إبتسامتها : هيا بنا جيسكا .. أظن أنه من الأفضل أن يتفاهما معاً ..! أومأت لها جيسكا ثم إلتفت نحوي : عن إذنك سيد مارسنلي !!.. أومأت لها فأنصرفت خلف والدتي ..! رغم أنها تعامل أمي معاملة عادية لدرجة أنها تناديها بأسمها الأول بلا ألقاب .. إلا أنها تعاملني باحترام فهي تعتبرني بمكانة والدي ..! فور إبتعادهما نظرت إلى ذلك الخادم و أبتسمت ببرود ليبادلني الإبتسامة نفسها : حسناً .. عرّف بنفسك ..! ببرود مع تلك الإبتسامة الواثقه : ريكايل .. في السابعة عشر ..! ريكايل .. هذا هو أسمه إذاً .. إنه في مثل عمري ..! ذلك مشوق : لم أظن أنك ستوافق على العمل عندي .. ألم تكن جملتك في لقائنا الأول " أفضل الموت على خدمتك " ؟!.. بهدوء أجابني : حين تكون المسؤول عن إطعام أسره .. لن تهتم لحياة الذل التي ستعيشها !!.. يبدو أنه بحاجة ماسة للمال كي يصرف على عائلته .. لهذا وافق على العمل خادماً لي فراتبه سيزداد ضعفاً حينها ..! لكني أظن أن مأساته ستزداد ثلاثة أضعاف !!.. أو هذا ما يظنه شيطاني !!!.. .................................................. .... ببتسامه غرور و خبث : إسمع يا .. ريكايل !!.. يجب أن توقضني غداً تمام الخامسة صباحاً .. لأني أريد الذهاب للمدرسة مبكراً ..! نظر إلي ببرود : حسناً .. لكن لا تظن أني سأبقى الليلة هنا حتى أوقضك .. سأعود إلى منزلي و أعود في الصباح ..! لم أهتم لذلك : إن تأخرت عن موعدي لدقيقة واحده فأسخصم من راتبك ..! أعلم أنها نقطة ضعفه .. أومأ لي بهدوء ثم سأل : أتريد شيئاً آخر ؟!.. أجبته بالنفي فغادر الغرفه ..! كنت في جناحي في الغرفة الخارجيه .. أجلس أمام شاشة التلفاز الكبيره بملل ..! بعد خمسة أيام سيكون مهرجان المدرسة .. أو بالأحرى تلك الحفلة الراقصه ..! علي أن أختار إحدى الفتيات كي ترافقني ..! سأفكر في هذا الأمر فيما بعد .. أما الآن فأنا أشعر بالنعاس ..! لذا وقفت و دخلت إلى غرفة النوم و بدلت ملابسي ثم أستلقيت فوق سريري الواسع المريح لأنعم بليلة هادئه رغم أني واثق بأني لن أرتاح جيداً بسبب بعض الكوابيس !!.. لا تشغلوا بالكم ..! .................................................. .. شعرت بشخص يهزني بلطف ..! وهو يهمس لي بهدوء : هيا .. حان وقت المدرسة ..! فتحت عيني ببطأ لأتفاجأ بذلك الفتى الذي يوقضني و الذي أستقام واقفاً حين فتحت عيني ..! إنه خادمي الجديد .. لكن ما فاجأني هو طريقته اللطيفة في إيقاضي !!.. تجاهلت الأمر و جلست على حافة السرير بهدوء .. رفعت رأسي نحو الساعة الجداريه .. الخامسة تماماً .. إنه دقيق في مواعيده !!.. عدت بنظري إليه حيث كان يفتح جزءً صغيراً من الستارة الكبيره لأقول بتأمر : أخرج زيي المدرسي من الخزانة ثم غادر الغرفه ..! أومأ بهدوء و توجه ناحية خزانتي بينما إتجت إلى دورة المياه لأخذ حماماً بارداً منعشاً يعيد إلي نشاطي ..! فور خروجي لم أجده في الغرفه .. أرتديت ثيابي و رتبت شعري و جهزت نفسي ..! خرجت من الغرفة الداخلية لأراه يقف قرب الطاولة التي بين الأريكة و التلفاز و التي وضعت عليها أنواع من الأطعمة التي تقدم على الفطور ..! بهدوء : أسعدت صباحاً سيد لينك !!.. حتى الآن .. لم ينادني بسيد مارسنلي وهذا مالم أعتده لكني لا أعلم لما لم أنهاه عن هذا بعد ؟!!.. باستحقار قلت : يبدو أنك لا تعلم بأني أتناول الفطور مع والدتي في الصباح !!.. إبتسم بمكر : بلا أعلم .. و أعلم أيضاً أنك تتناوله في غرفتك إذا كانت السيدة مارسنلي غير موجوده .. لقد غادرت في الصباح الباكر جداً إلى الشركة فاليوم ستقوم بجولة على الفنادق حتى وقت الظهيره ..! زفرت بحنق حينها .. هو يعلم كل شيء حتى جدول أعمال أمي !!.. أتجهت إلى الطاولة و جلست على الاريكه أمام الفطور ..! أخذ يخبرني بمحتوى الأطباق و مكونات الطعام ..! جيسكا تفعل ذلك على الفطور أيضاً !!.. بعد أن إنتهى بدأت بتناول فطوري بصمت ..! و بعد عشر دقائق إنتهيت و أتجهت ناحية الحمام كي أغسل يدي !!.. حين خرجت وجدته يقف وهو يحمل حقيبتي و يقول : هل تريد مني أن أرافقك إلى المدرسة أم مذا ؟!.. بضجر قلت و أنا أغادر الغرفة وهو يسير خلفي : لا .. إذا أمرتك بذلك ستفعل !!.. لم يعلق و رافقني طيلة الطريق حتى ركبت سيارة السائق ثم وضع حقيبتي بجواري : لن تأتي السيدة مارسنلي لتناول طعام الغداء فهي ستكون في الشركة إلى ذلك الوقت .. موعد الغداء سيكون في الواحدة ظهراً فمذا تريد أن تتناول ..! ببرود : المعكرونه الإيطاليه ..! حنى رأسه باحترام : حاضر سيدي !!.. أغلقت النافذة فأنطلق السائق ناحية المدرسة ..! لاحظت أنه عاملني باحترام قبل قليل لكني لم أشعر بالراحة لهذا الأمر !!.. مالذي يفكر فيه هذا الفتى ؟!.. .................................................. .
__________________ إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم
|
#8
| ||
| ||
مرت ثلاثة أيام سريعة بالنسبة لي و بطيئة بالنسبة لريكايل !!.. لقد كنت ألقي الأوامر عليه تباعاً مندون توقف .. لم يعلم أصدقائي حتى الآن بأنه صار الخادم الخاص لي ..! المشاحنات الكلامية بيننا لا تنتهي ..! فحين نكون وحدنا يبدأ بالتسلط ..! وحين يكون أحدهم معنا يكون محترماً جداً إلا أنه حتى الآن لم ينادني بالسيد مارسني ..! بل سيد لينك ..! و أمام اللأخرين سيدي !!.. ذلك كان يغيضني لكني و لا أعلم لما لم أنهره حتى الآن ..! من حسن حظه أن شيطاني غفل عني في الثلاثة أيام الماضيه .. و إلا لصار في خبر كان !!.. حفلة روز بعد يومين .. لم أفكر حتى الآن بالفتاة التي سأرافقها ..! سألت صاحبي عن مرافقتيهما في الحفل ..! بالتأكيد دايمن تحدث إلى فلورا ..! أما ماثيو فقد أخبرني أنه إتفق مع آندي ..! ياللأسف فقد فكرت في آندي رغم لسانها الطويل !!.. لكنها كانت قد ترفض فهي تعاملني كأخ لها ..! أنا الآن في سيارتي في طريق العودة للمنزل .. كنت قبل قليل في ملعب البيسبول أحضر مبارةًً مع صديقاي ..! دايمن من أكثر المحبين لهذه الرياضه لذا قام بدعوتنا أنا و ماثيو إلى المباراة ..! في الحقيقة كان ينوي أن يأتي مع فلورا لكنها أخبرته بأنها منشغلة جداً فلم تستطع مرافقته !!!!.. إلتفت إلى يميني لأنتبه أني أسير قرب مبناً مهجور في ذات الحي الذي فيه منزل خادمة أمي العجوز جيسكا ..! إقشعر جسدي حين رأيته .. منذ عشر سنوات وهو كما هو لم يتغير ..! فكرت في إلقاء نظره .. حين كنت طفلاً دخلته عدة مرات لكني الآن أتمنى أن أنسى تلك الأيام !!.. أوقفت السيارة و نزلت بهدوء .. دخلت إلى المبنى فلم يكن هناك باب ..! كان الدرج قريباً مني فأتجهت إليه و صعدت حتى وصلت للدور الخامس و الأخير ..! لقد كان الصعود صعباً فهناك اجزاء محطمة منه ..! كنت أنظر حولي و أنا أصعد فعلمت أنه لايزال كما هو .. ملجأ للقطط الشارده !!.. لقد كانت بعض الصور المفزعة تمر أمام عيني في تلك اللحطة لكني حاولت تجاهلها و التخلص من خوفي ..! ها أنا الآن في السطح .. الظلام يخيم على المكان .. الساعة الآن التاسعة مساءً ..! سرت بهدوء في ذلك السطح حتى توقفت فجأة و أنا مدهوش مما أراه أمامي ..! شخص يعيرني ظهره وينظر إلى الأمام .. أو بالأخص إلى السماء .. حيث كان القمر بدراً ..! كان يقف على الحافة فلم يكن هناك سور للسطح ..! فتاة .. بلا هي كذلك ..! خصلات شعرها البنية تتراقص بخفت مع نسيم الهواء البارد ..! يداها كانت متماسكتين خلف ظهرها بهدوء ..! تردتي قميص أحمر ذو أكمام طويله و تنورة سكريه ..! أليس !!.. إنها هي .. بلا هي نفسها : مـ .. ميشيل !!.. سمعت شهقة فزع من تلك الفتاة التي إستدارت بخوف حين سماع الصوت ..! مع إستدارتها تفاجأت بها تكاد تسقط إلى الخلف وقد صرخت بأعلى صوتها عندها !!.. أسرعت ناحيتها و أمسكت يدها لأجرها بقوة ناحيتي فتسطدم بي و نسقط سويةً على الأرض !!.. كان ذلك مؤلماً بحق !!.. لكن لو أنها سقطت من هذا الدور المرتفع إلى الأرض لكان الأمر أكبر من كونه مؤلماً !!.. رفعت رأسي لأرى أنها جلست وهي تمسك برأسها و تطلق آهات منزعجه ..! إنتبهت إلي فأبتعد عني بخجل وهي تقول : شـ .. شكراً لك .. أأنت بخير ؟!.. لا أعلم لما لكني ضحكت بخفة عليها و جلست : نعم .. لا تقلقي !!.. إحمر وجهها فجأة و هي تقول : أنت .. ليس ثانيةً !!.. لم أفهم قصدها إلا بعد لحظات من التفكير ..! كانت تقصد أني نفس الشخص الذي تشبثت به من قبل .. وهاهي الآن تسقط فوقه !!.. أظن أن بعض الفتيات يحرجن من هذا .. لكني إبتسمت لها: كيف حالك ؟!.. رفعت وجهها الأحمر نحوي : بـ .. بخير .. و أنت كيف حالك لينك ؟!.. إتسعت إبتسامتي الهادئه و أنا أفكر أنها لم تنسى أسمي كما لم أنسى أسمها : أنا أيضاً بخير !!.. سألتني بخجل و الحيرة بادية على وجهها : مالذي تفعله هنا ؟!.. بدا الإستغراب علي : أنتي مالذي تفعلينه هنا ؟!.. إبتسمت بلطف : ليس من الغريب أن تكون فتاة مثلي في هذا المكان .. أما أنت فالواضح أنك من الطبقة الراقيه التي لم تعتد على زيارة الأماكن المهجوره ..! وقفت و أنا أبتسم لها بمرح : أردت إلقاء نظرة على المكان .. لم تجيبي على سؤالي ؟!.. وقفت هي الأخرى لتقول بمرح وهي تنظر إلى السماء : إكتشفت هذا المبنى منذ فترة قريبه .. إنه من خمس طوابق و أستطيع دخوله بالمجان و مشاهدة القمر بشكل جيد ..! وقفت بجوارها و بقينا ننظر للقمر ..! فهمت الآن .. بقعة النور وسط الظلام ..! تلك رسالتها لي ..! كانت تقصد البدر المنير في السماء المظلمه ..! النجوم كانت تحيط به من كل الجهات بشكل متناغم ..! إنها لوحة فنية أخاذه .. القمر سحر للقلوب ..! للمرة الثانية في حياتي أشعر بمدى جمال البدر المكتمل ..! و المصادفه .. كلا المرتين كانت من هذا السطح !!.. قطع تفكيري صوتها الشبه هامس : تبدو مختلفاً ..! إلتفت نحوها لأرى أنها طأطأت رأسها و على وجهها إبتسامة خجل وقد توردت وجنتاها : مالذي تقصدينه ؟!.. نظرت إلي ببتسامة مرحه مع وجنتيها المتوردتين وهي تقول : حين ألتقينا في المرة السابقه بدا أنك كنت غاضباً و مطرباً .. لذا كنت دائم السكوت و كأنك غير منتبه لوجودي .. أما الآن فإبتسامتك لم تفارق شفتيك ..! إنها محقه .. في ذلك اليوم كنت قد تشاجرت مع أمي قبل أن ألتقيها .. أما الآن فأنا بطبيعتي : أظن أن مزاجي كان سيئاً جداً ذلك اليوم .. أتسمحين لي بالتحدث إليك ؟!.. بدا عليها الإستغراب لكنها لم ترفض .. نزلنا سوية فأظن أن الحديث في السيارة سيكون أفضل ..! ........................................... أومأت سلباً وهي تقول بخجل : آسفه .. لكني لا أستطيع ..! بدا الإستغراب علي وقد إلتفت ناحيتها متجاهلاً طريقي : لما ؟!.. كانت تبدو متوترة وهي تطأطأ رأسها بخجل و حزن : ألم تقل أن الحفلة ستكون في مدرسة مارسنلي الثانويه .. إن ذلك المكان للأشخاص الأغنياء فقط .. كيف لفتاة مثلي زيارته !!.. تنهدت بضجر و أنا أنظر إلى الطريق أمامي : ظننت أن الأمر أكبر من هذا .. لا تقلقي فأنتي سترافقيني في الحفل فقط .. الأمر سهل !!.. صمتت لفترة و صمت أنا ..! مضت دقيقتان على هذا الصمت و الواضح أنها تفكر : مذا قلتي الآن ؟!.. بسرعة و بخجل دون أن تنظر إلي : لا أملك ثوباً !!.. إبتسمت بهدوء : سهله .. يمكنني شراء واحد لك ..! هزت رأسها بتوتر : لا .. آسفه لا يمكنني أن أقبله ..! ضغطت على المقود محاولاً ضبط أعصابي : لا بأس .. إرتديه و أعيديه لي بعد الحفله ..! أبعدت وجهها عن جهتي كي لا ارى ملامحها و أخذت تحدق بالنافذه : لا يمكن .. ستدفع فيه مبلغاً كبيراً بالتأكيد .. فساتين السهرة باهضة الثمن .. ثم لن تستطيع إعادته للبائع بعدها !!.. إنها فتاة عنيده بحق .. كيف سأتصرف الآن ؟!.. أخذت أفكر للحظات ثم قلت : حسناً .. ما رأيك أن أساعدك على إستعارة ثوبٍ من إحدى الفتيات ؟!.. ستعيدينه لها بعد الحفل !!.. إلتفت إلي بصدمه : يستحيل هذا !!.. نظرت إليها بطرف عين : إذاً سأشتري لك ثوباً ..! تنهدت بتعب ثم قالت : هل تعرف فتاة في مثل عمري و بأمكاني أن أستعير منها ثوباً للحفل ..! أومأت لها إيجاباً : نعم .. تلك الفتاة لن ترفض طلبي .. إنها لطيفة حقاً و ستساعدك ..! زفرت بهدوء : حسناً .. موافقه ..! إبتسمت بنصر حينها : إذاً .. أعطني رقم هاتفك حتى أتصل بك غداً و نذهب للفتاة ..! نظرت إلي بهدوء : لا داعي لهذا .. سأنتظرك عند ذلك المطعم الذي تناولنا فيه العشاء في لقائنا الأول ..! لم أرفض خشية أن تغير رأيها : لا بأس بهذا .. حسناً إلى أين أوصلك الآن ؟!.. أجابت فوراً : أنزلني هنا .. علي القيام ببعض الأعمال قبل أن أذهب للمنزل ..! و أيضاً لم أرفض لذا أوقفت السيارة على جانب الطريق حيث كانت هناك بعض محال الفطائر فنزلت بهدوء : تمام الخامسة عصراً .. لاتتأخري يا ميشيل !!.. أومأت بهدوء فودعتها و أنطلقت بسيارتي ناحية المنزل ..! .................................................. ......... وصلنا للنهااااااااااااااااااااايه ..! كيف البارت معكم ؟!!..rolleyes إن شاء الله ما تعبتوا و أنتم تقرون ؟!!.. biggrin لينك لا ينوي على خير كالعاده .. مذا ستكون النتيجه ؟!!.. ريكايل الخادم الجديد .. أي نوع من الفتيان هو ؟!!.. ميشيل ظهرت من جديد .. ما دورها في الأحداث القادمه ؟!!.. و أخيراً .. وش رايكم في طول البارت ؟!!.. و ما هو أفضل مقطع فيه ؟!!.. رأيكم العام في .. ريكايل ؟!!.. تحياتي لكم ..!
__________________ إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم
|
#9
| ||
| ||
part 5 فور خروجي من المدرسة في اليوم التالي بدلت ملابسي ثم أخبرت ريكايل أني سأخرج و قد أتأخر في العوده ..! إتجهت ناحية مربض السيارات و ركبت السيارة السوداء ..! خرجت من المنزل و أتجهت ناحية أكبر مركز تجاري في باريس ..! و في أرقى محال الملابس .. كنت أبحث عن فستان مناسب لميشيل ..! و بعد بحث قصير وجدته و دفعت ثمنه ..! كان باهض الثمن لكني لا أبالي ..! أظن أنه مناسب لها .. كان ذو لون أسود .. يصل إلى نصف الساق .. له كم لايتجاوز الكتف و معه شال أسود أيضاً شبه شفاف ..! على الخصر كانت هناك شريطة حمراء تلتف و تتدلى من الخصر حتى الركبه ..! كما كانت هناك جورية حمراء على الشريطة حيث تتدلى من تحتها الشريطتان زادت من جمال الفستان ..! إشتريت الحذاء و الحقيبة و الحلي ..! كل شيء جاهز .. حملت الأكياس و خرجت من المركز ..! ركبت سيارتي و أنطلقت لأغادر المكان .. أخرجت هاتفي و أتصلت بأحدهم .. و بعد لحظات : مرحباً ..! أجابني صوت ضجر : أهلاً ..! بدا الإستغراب علي : مابك ؟!.. بنفس النبره : أين أنت منذ أسبوعين ؟!.. لم نرك أو حتى نسمع صوتك ؟!.. ضحكت بخفة و أنا أقول : هل إشتقت إلي ؟!.. ببرود : لا تحلم بهذا !!!.. علي الآن أن أبدأ بمهمتي : حسناً لا بأس .. كيف حالك ؟!.. بهدوء : بخير .. مذا عنك ؟!.. إبتسمت : بخير أيضاً .. أحتاج إلى مساعدتك .. أأنتي في البيت ؟!.. لم تستغرب طلبي : نعم .. و ما نوع المساعده ؟!.. نظرت إلى الأكياس التي على المقعد المجاور : لا أستطيع في الهاتف .. إن لم تكوني مشغوله فأنا قريب من منزلكم ..! بمرح قالت : لا لست مشغوله .. حسناً سأبدل ملابسي و أنتظرك ..! ......................................... ها أنا الآن أقف في ردهة ذلك القصر الفخم ..! يقف أمامي رئيس الخدم الذي قال باحترام كبير : أهلاً بك سيد مارسنلي .. أرجوا أن تكون بصحة جيده ..! ببرود قلت : أين آندي ؟!.. لم يستغرب تصرفي معه بل قال بهدوء : إنها في غرفتها .. أخبرتني بأنك ستصل و طلبت مني إستقبالك ..! لم أجب بل إتجهت بهدوء ناحية المصعد القريب مني .. ركبت المصعد بهدوء و ضغطت على زر الدور الثالث .. أظن أنكم لا حظتم تصرفي بحرية هنا .. ستعرفون السبب قريباً !!.. فور أن فُتح المصعد رأيت أمامي تلك الفتاة الشابه التي تغيرت ملامحها حال رؤيتي فبدت السعادة عليها : لينك هنا !!.. متى جإت ؟!.. خرجت من المصعد و إبتسمت : لم أعلم أنك هنا .. متى عدتي من كندا ؟؟!!.. بدا عليها الإستياء المصطنع : لي أسبوع في باريس !!.. لما لم تزرنا منذ فترة طويله ؟!!.. أمي مشتاقة إليك بشكل كبير !!.. بدا علي الحرج وقلت بهدوء : آآآهـ .. آسف حقاً إنشغلت كثيراً ..! ببرود و نظرة حاده : ليس عذراً !!!.. ظهرت على ملامحي إبتسامة مرحه و أنا أحاول أن أغير الموضوع : آه صحيح .. في أي شهر أنت الآن ؟!.. إرتفع أحد حاجبيها باستنكار : كالعاده .. فاشل في الخروج من مصائبك !!.. عموماً أنا في شهري السابع !!.. أتعلم .. أخبرت الجميع أني إن أنجبت فتى فسأسميه لينك نسبة إليك !!.. ظهرت على ملامحي السعادة رغم أني لم أستغرب ذلك منها : أشكرك ليندا ..! أنت دائماً في صفي ..! ضحكت بخفة ثم علقت : المهم أن لا يصير شيطاناً مثلك !!.. هيا أسرع فلا شك أن آندي تنتظرك ..! بدا علي الإستغراب : كيف علمت بأن آندي تنتظرني ؟!.. إبتسمت بخبث : توقعت ذلك .. صحيح أنكما كثيرا الشجار معاً لكن أحدكما لا يستغني عن الآخر !!.. و بما أنك صعدت مباشرة فلاشك أنك ستذهب إليها !!.. عموماً أشعر أنها مقربة منك أكثر من دايمن ..! رفعت حاجبي باستنكار : تعلمين أنها كأختي الصغرى !!.. أطلقت ضحكة قصيرة ثم وقفت خلفي و دفعتني بهدوء : أسرع قبل أن تتفجر براكينها !!.. أومأت لها و أسرعت إلى غرفة آندي .. سمعت ليندا تناديني فألتفت ناحيتها .. إبتسمت وهي تقول : لا تنسى أن تسلم على أمي قبل أن تخرج ..! أومأت لها و أتجهت إلى غرفة آندي ..! ليندا .. غريبة بحق !!.. أو بالأحرى .. ذكية بحق !!.. لكنها ماكرة بشكل كبير !!.. وقد لا تصدقون بأني لم أتعلم المكر إلا بمراقبتها !!.. شيطان .. دائماً تصفني بهذا اللقب .. أو بالأحرى الجميع هنا !!.. لكن هي أكثر ..! ها أنا أقترب من غرفة آندي ..! رأيت الخادم الذي كلفته بحمل الأكياس يقف بانتظاري قرب باب الغرفه ..! ما إن وقفت أمام الباب حتى طرقت طرقتين ثم ناديت : هيه آندي .. لقد وصلت ..! سمعت صوتها من الداخل : تفضل ..! فتحت الباب و دخلت و دخل خلفي ذلك الخادم .. نظرت إلية بطرف عين : ضع الأكياس على الطاوله و أنصرف ..! حنى رأسه قليلاً وهو يقول باحترام : تحت أمرك سيدي ..! إتجه ناحية طاولة حولها أرائك متوزعة .. و ضع الأكياس ثم أستأذن بالخروج من تلك الفتاة التي كانت تجلس على أحد المقاعد ..! .................................................. ............. بعد ن أتفقت أنا و آندي على كل شيء .. سألتني باستغراب : لينك .. أخبرني لما أغرمت بهذه الفتاة خاصه رغم أنها من طبقة فقيره ؟!.. أظن أن أمي و أمك لن يسعدهن ذلك ..! تنهدت بهدوء و أنا أقول لها بنبرة حالمه : لقد أسرتني عيناها .. أشعر بأنها خطفت قلبي في غمضة عين .. صدقيني آندي لم أشعر بهذا من قبل .. أمي لن تعارض لأن في هذا سعادتي و أظن أن أمك كذلك ..! ضحكت بخفة علي لتقول بمكر : إذاً حب من النظرة الأولى .. متشوقة لرؤيتها !!.. وقفت و أنا أقول : إستعدي .. سذهب الآن و أسلم على خالتي ثم أحضرها إلى هنا .. جيد ؟!.. وقفت وهي تقول بحماس : سيكون ذلك مثيراً .. لكن أرجوا أن يكون الفستان بمقاسها ..! أومأت لها و أنا أرجوا ذلك أيضاً .. خرجت من الغرفة و أتجهت إلى المصعد .. أغلقته بهدوء و أخذت أنظر لنفسي بالمرآة التي فيه .. رتبت شعري و ملابسي إستعداد للقاء سادة هذا القصر ..! فور خروجي من المصعد كان هناك خادم مار بهدوء .. فور أن رآني توقف وهو يقول : سيد مارسنلي .. السيد و السيدة رافالي في غرفة الجلوس بإنتظارك ..! أومأت له و إتجهت إلى غرفة الجلوس .. تلك الغرفة الفخمه ذات الجدار الزجاجي المطل على حديقة رائعه مليئة بالأشجار و الزهور .. أغلب الأسرة فتيات لذا هذا شيء طبيعي .. كذلك بركة سباحة كبيرة في المنتصف .. يصب فيها شلال بطول أربعة أمتار ..! رأيت الجالسين أمامي على الآرئك ..! رجل يبدو في الثامنة و الأربعين من عمره .. ذو شعر بني و عينان سوداوتان .. طويل القامة و لكنه ليس عريض الأكتاف .. تبدو عليه الرسمية و الوقار .. بجانبه جلست إمرأة تبدو في بداية عقدها الرابع أيضاً .. شعر أسود مموج يصل لمنتصف ظهرها .. عينان زرقاوتان صافيتان .. بشرة بيضاء و قامة شبه طويله ..! جلست معهم ليندا في الغرفة ذاتها وقد كانت تشبه ذلك الرجل بشعرها البني القصير رغم لون عينيها الخضراوتان ..! تقدمت ناحية السيد و السيده اللذان إبتسما حال رؤيتي .. جثيت أمامهما و أمسكت بيد كلن منهما على حدى و قبلتها .. و أنا أقول باحترام : آسف حقاً لأني قاطعتكم أسبوعين كاملين .. لكن الأمر لم يكن بيدي فقد شغلت بالدراسه ..! كنت أطأطأ رأسي فسمعت الرجل يقول لي بهدوء : إنهض يا بني و لا تتعتذر .. إن كان الأمر بسبب الدراسه فلا مشكلة لأن ذلك لمصلحتك ..! وقفت و حنيت رسي قليلاً باحترام : أشكرك على تقدير ظرفي عمي ..! إبتسمت المرأة وهي تقول لي : تعال لينك لم نتحدث معاً منذ زمن ..! نظرت إلى ساعتي .. إنها الرابعة و النصف .. بقي نصف ساعة على الموعد ..! إتجهت إلى الأريكة القريبة منهما و جلست بهدوء .. بدأ الحديث عن أحوالي و أحوال والدتي حتى قال السيد رافالي بهدوء : ليندا .. أخرجي يا ابنتي .. أريد الحديث مع لينك في موضوع مهم ..! تقلب وجهي و أنا أخشى أن يكون الأمر الذي أفكر فيه .. يبدو أن والدتي أخبرته بكل شيء ..! وقفت ليندا و غادرت بهدوء فبقيت معهما وحدي ..! قال عمي رونالد بجد : تعال لينك .. إقترب ..! وقفت بهدوء و أتجهت لأجلس بجواره .. وضع يده على كتفي وهو يقول بجد : إسمع يا بني .. لطالما كنت باراً بوالدتك .. لم تعصي لها طلباً من قبل .. مالذي حدث الآن ؟!.. سكت و طأطأت رأسي و أنا أفكر في أني لن أنجوا من هذه المسألة ..! سمعت صوت الخالة كاثرن تقول بحزن : بني .. أنت تعلم أن الأمر في صالحك .. ستتحسن حالك إلى الأفضل و ستنسى ما مضى .. الدكتور جيرالدو إنسان محترم و سيكون صديقك قبل أن يكون طبيبك ..! إعتصرني اللألم حينها .. تمتمت بضيق و قد إختنق صوتي : لما تضنون أني مريض ؟!!.. لست مجنوناً !!.. أنا لست مجنوناً صدقوني !!.. شعرت بالسيدة رافالي و قد أسرعت و جلست بجواري من الجهة الأخرى وهي تضع كلتا يديها على كتفي من الخلف و تقول بحزن : لينك نحن نعلم بأنك لست مريضاً .. لكننا نريدك أن تكون بحال أفضل ..! حالك تحزن والدتك و تحزنني و تحزن عمك أيضاً !!.. مهما حاولت إخفاء حزنك فعيناك تفضحك !!.. أرجوك بني أرجوك !!!.. وقفت حينها لكي أهرب من هنا لكن عمي أمسك بيدي و سحبني كي أجلس من جديد وهو يقول : يكفيك عناداً لينك !!.. أنت إبن مارسنلي و حين تبلغ العشرين من العمر سوف تستلم أمور الشركه !!.. كيف ستسطيع التحكم بمن يعمل عندك بهذه الشخصيه !!.. بدا الإستياء علي و أنا أقول : مابها شخصيتي ؟!.. أظن أني قوي كفاية لهذا !!.. كما أني معروف بشخصيتي الجادة و ثقتي الكبيرة بنفسي !!.. لكنه قال بجد و بعض الغضب : تلك هي نصف شخصيتك يا لينك !!.. أنت تحدثت عن هذا النصف لكن مذا عن النصف الآخر ؟!!.. أنت إما شيطان أو شخص مهزوز الكيان !!!.. جملته الأخيره .. كانت كصاعقة رعدية أصابتني !!.. سرت قشعريرة في جسدي بعدها و قد أثرت فيَّ بشكل كبير !!.. و قبل أن يعلق أحدهم دخلت فتاة صغيرة إلى الغرفة فأجبر السيد رافالي على الصمت ..! فور أن رأتني قطبت حاجبيها : منذ متى و أنت هنا ؟!.. كانت طفلة في العاشره .. أجبتها بهدوء : منذ أكثر من نصف ساعه ..! نظرت إلى ساعتي .. بقي عشر دقائق و تكون الساعة الخامسة تماماً ..! لذا وقفت بهدوء و أنا أقول : علي الذهاب لإحضار أحدهم .. لقد إتفقت مع آندي على هذا !!.. أومأ لي فأنصرفت بهدوء ..! عندما خرجت من الغرفة و من المنزل و بينما كنت أسير في حديقة المنزل متجهاً إلى المرآب .. سمعت صوتاً ينادي : هيه لينك ..! إلتفت بضجر و أنا أقول : مذا تريدين ميرال ؟!.. إنها الطفلة إبنت العاشره .. الصغرى و المدللة في أسرة رافالي .. كانت تنظر إليَّ بإستغراب : مابك ؟!.. لا تبدو بخير أبداً ..! تجاهلتها و سرت باتجاه سيارتي : لاشيء مهم .. لا تغشلي بالك ..! وصلت للسياره .. كانت سوداء ملفتة للأنظار .. أهدتها لي والدتي قبل شهرين من الآن ..! ركبتها و غادرت ذلك القصر ..! بينما كنت متجهاً إلى ذلك المطعم حيث إتفقت على رؤية ميشيل عنده .. فكرت في الموضوع الذي حدثني فيه عمي و خالتي .. و هكذا إعتدت أن أناديهما فهما في منزلة والداي ..! هل هم على حق ؟!.. أيجب أن أغير شخصيتي ؟!!.. لكني لا أرى فيها عيباً !!.. ( أنت إما شيطان أو شخص مهزوز الكيان ) !!!!.. قفزت هذه الجملة في ذهني !!.. شيطان .. نعم و أنا أعترف بذلك فحين يبدأ شيطاني بأعماله الشنيعه سيكون من أمامي في خطر !!.. مهزوز الكيان .. لا أحب أن أفكر بهذا .. لذا [ لا تعليق ] !!.. هل حقاً أحتاج لطبيب نفسي ؟؟؟؟!!!!.. لكنه يعالج المجانين !!.. مجنون .. أيمكن أن أكون كذلك ؟؟!!!.. لما يصرون على هذا ؟!.. لما لا يقدرون شعوري ؟؟؟!!!.. ليتني .. ليتني لم أعرفك يوماً يا أليس !!!!!!!!.. هل بدأت أبكي حقاً ؟؟!.. نعم لقد سالت دمعت على خدي وقد شقت طريقها بسلام للتبعها أخرى !!.. يبدو أني حقاً ذو قلب مهزوز تماماً !!.. طيلة تلك الفترة لم أندم على معرفتي أليس لكن الآن الأمر إختلف !!.. هل كان الذنب ذنبها ؟!!.. هل تعرفي لفتاة أخرى سينسيني حبي الأول !!.. أقصد .. حب طفولتي الذي مضى على نهايته عشر سنوات !!.. توقفي يا دموعي أرجوك .. لا يجب أن تراني ميشيل على هذا الحال !!.. أوقفت سيارتي على جانب الطريق ووضعت رأسي على المقود ..! أخرجت كل ما بصدري من هم و بكيت بمراره !!.. لا تظنوا أني طفل مدلل أبكي على كل شيء !!.. فلو كان أحدكم مكاني مذا سيفعل ؟!.. يردوون منه أن يتعالج عند طبيب نفسي كمجنون رغم أنك بكامل قواك العقليه !!.. و المصيبة الأكبر هو السبب .. أحداث مرت علي في طفولتي لمدة شهر كامل ..! كأنك تعيش أحد الأفلام الإجرامية الشنيعه !!.. مازلت أذكر الكثير مما حصل لي أنا و أليس في قبو ذلك المبنى المهجور المتهالك !!.. لشهر كامل لم أرى الشمس !!.. لم أستنشق الهواء النقي !!.. لم أكل سوى بعض الخبز اليابس !!.. مع مجموعة من المجانين الذين كانوا يشربون طوال الوقت حتى الثمول !!.. ذلك ما كان يؤدي إلى جنونهم فيبدأون بضرب من أمامهم بلا رحمه !!.. للأسف لم يكن أمامهم إلا أنا و أليس في ذلك الحين !!.. و المصيبه .. كنت في السابعة بينما أليس في الخامسه !!.. أليس هذا الأمر يستحق تلك الدموع ؟!!.. أظن أن هذا سبب لي عقدةً نفسية !!.. لهذا يريدون مني أن أتعالج عند الدكتور جيرالدو .. اللذي يملك شهادات كبرى في علم النفس !!.. بعد أن هدأت نفسي تذكرت ميشيل .. نظرت إلى ساعتي لأجد أنها تجاوزة الخامسة بدقيقتين !!!.. إنطلقت بأقصى سرعة و من حسن حظي أن المطعم لم يكن بعيداً عن هنا ..! .................................................. .........
__________________ إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم
|
#10
| ||
| ||
ركبت فنظرت ناحيتها بهدوء : كيف حالك ؟!.. ببتسامة هادئة قالت : بخير .. و أنت ؟!.. أجبتها و أنا أحرك السيارة : بخير ..! أظن أنها لاحظت ملامحي المرهقة و وجهي المحمر .. لكنها لم تنطق ..! لكن .. أنا أيضاً لاحظت شيئاً .. قميص أحمر و تنورة سكريه ..! رغم أني إلتقيت بالكثير من الفتيات إلا أني لا أذكر أن إحداهن إرتدت الملابس نفسها يومين متتالين ..! و ددت لو أسالها لكني خفت أن تفهمني خطأ : هل لي بسؤال ؟!.. ياللساني المتسرع !!!.. لا أعلم كيف نطقت بذلك : تفضل ..! لم أعرف مذا يجب أن أقول ؟!.. بدا علي التوتر لكني رغم ذلك قلت بارتباك : أممم .. أرجوا أن لا تفهمي خطأ .. لكن .. أليست هذه ثيابك ذاتها ؟!!!.. خشيت من ردة فعلها .. و كل ما أماله هو أن لاتصفني بالوقح و تطلب مني التوقف على جانب الطريق كي تنزل من السياره !!.. لكن ردة فعلها صدمتني .. حيث ضحكت بخفة ضحكة لم أسمع أجمل منها في حياتي !!.. إلتفت ناحيتها مصدوماً : ألم تغضبي ؟!.. إبتسمت بمرح : و لما الغضب ؟!.. أنت محق فمن غير المعقول أن أبقى بثياي نفسها يومين خاصة أني فتاة و الجميع يعلم بأن الفتيات مغرمات بالملابس الجديده !!.. شعرت بالخجل من سؤالي وقد ندمت عليه لكنها أردفت بمرحها نفسه : إنها ثياب المدرسة لينك .. الحقيقة أن هذا هو زي طلاب مدرستي !!.. أنا لم أعد للبيت بعد المدرسة حتى الآن ..! إلتفت ناحيتها مستنكراً : لم تعودي للبيت ؟؟!!.. ببتسامة هادئة قالت : أها .. أنا لا أعود إلا في المساء .. و نادراً ما أعود قبل ذلك ..! فعند خروجي من المدرسة أذهب إلى مكان عملي و لا أنتهي إلا في المساء !!.. دهشة حقاً من كلامها : هل تعملين ؟!!.. أومأت إيجاباً بنفس إبتسامتها اللطيفه : نعم .. أعمل بداوم جزئي كنادلة في مقهى صغير بعد المدرسة كي أساعد أسرتي .. و أخوتي يعملون أيضاً .. توفي والدي منذ كنت طفله لذا أمي كانت من تصرف علينا .. و الآن بعد أن كبرت ولم تعد قادرةً على العمل حان الوقت لأصرف أنا عليها ..! شعرت بأنها شابة في الثلاثين من عمرها رغم أنها في الخامسة عشر .. حقاً بدا الأمر غريباً فكيف لطالبة في الأعدادية أن تعمل من أجل مصاريف المنزل الأساسيه بينما أنا لا أفكر في زيارة أمي يوماً في الشركه : أنتي حقاً مثيرة للإعجاب ..! إحمرت وجنتاها خجل و عادت تنظر للأرض بحياء ..! أعترف أنها أنستني ما حدث مع عمي و خالتي للتو ..! حسناً لقد وصلنا الآن .. و هاهي بوابة قصر أسرة رافالي تفتح أمامنا ..! بدا الذهول على ميشيل وهي تقول : لم أتوقع أن تكون غاية في الثراء يا لينك ..! إبتسمت بهدوء : إنه ليس منزلي ..! إلتفت ناحيتي لتقول : أظن أنه منزل أحد أصدقائك .. إذا كان كذلك فهذا يعني أنك من نفس هذه الطبقة ..! لم أعلق على كلامها بل أكتفيت بالإبتسامه ..! أوقفت السيارة قرب بوابة مبنى المنزل الكبيرة فجاء خادم و فتح الباب ليقول : أهلاً بعودتك سيد مارسنلي !!.. أعطيت الخادم نظرة سريعة ثم عدت بنظري إلى ميشيل حيث كانت قد نزلت وهي الآن تتجول بعينيها في المكان ..! جيد أنها لم تسمع ما قاله الخادم !!.. وقفت و أمسكت ذلك الخادم من قميصه و سحبته و أنا أهمس بغضب : أبلغ كل الخدم أن لا ينادوني بالسيد مارسنلي .. فلينادوني بسيد لينك أفهمت !!.. أومأ لي بخوف و توتر : أمـ .. أمرك .. سيد لينك ..! أعطيته المفتاح و تركته و أتجهت ناحية ميشيل بينما قام الخادم بركوب السيارة ..! وقفت أمام ميشيل التي سألتني باستغراب : لما قام ذلك الشاب بأخذ سيارتك ؟!.. إبتسمت لها و أنا أقول : إنه أحد الخدم و قد أخذها إلى مربض السيارات .. هيا بنا ..! سرت بهدوء فمشت بجانبي حتى دخلنا من بوابة المنزل .. إستقبلنا العجوز كبير الخدم فقال بإحترام كبير : أهلاً بك سيد لينك ..! هذا ممتاز .. فقد إنتشر الخبر بسرعة ..! لم أرد عليه لكن ميشيل قالت لي بهمس : من هذا السيد ؟!.. همست لها : إنه ليس سيداً .. إنه كبير الخدم يا ميشيل ..! إلتفت ناحية العجوز من جديد : أين آندي ؟!.. قبل أن يرد سمعت صوتاً يقول : أنا هنا لينك ..! إلتفت لأراها تخرج من المصعد متجهة نحونا .. فور أن وقفت أمامنا قالت ببتسامه : مرحباً يا آنسه ميشيل .. أنا أدعى آندي رافالي ..! إبتسمت لها ميشيل بهدوء : تشرفت بمعرفتك آنسه آندي ..! نظرة إلي آندي بطرف عين : أخبرني لينك بالقصة كاملة في الهاتف .. تفضلي معي ..! أمسكت بيدها و سارتا معاً .. لحقت بهما لكن آندي إلتفت نحوي وهي تقول بمكر : أوووه لينك .. أرجو منك البقاء هنا ..! تقدمت ناحيتي و همست في أذني : لا أظن أن هذا النوع من الفتيات قد ترتدي الثوب أمامك منذ الآن .. علاقتكما لاتزال في بدايتها !!.. إحمر وجهي خجلاً لأهمس لها بغضب : لا تتفوهي بكلمات أكبر منك سناً و لا تدعيني أندم لأني أخبرتك ..! ضحكت بخفة و هذا ما أغاضني .. عادت لتسير وهي تمسك بيد ميشيل و تقول : هيا بنا عزيزتي .. أظن أننا سنستمتع بوقتنا ..! ركبتا المصعد و كل ما رأيته هو إبتسامة لطيفة في وجه ميشيل قبل أن يغلق الباب ..! تقدم ناحيتي كبير الخدم : سيد مارسنلي .. هل أخبر السيد و السيدة رافالي أنك هنا ؟!.. أومأت سلباً : لا .. لا داعي لذلك .. أخبرني هل دايمن موجود ؟!.. أجابني بنفس نبرة الإحترام : السيد دايمن غادر منذ ساعة مع السيد ديمتري و لا أعلم أين ذهب أو متى سيعود ؟!!.. أوووه تباً !!.. لا شك أن ماثيو أخذه إلى ذلك الملجأ القديم : حسناً .. إياك و أن يعلم عمي و خالتي بأني هنا .. سأبقى في الحديقة فأرسل إلي كوباً من القهوه الساخنه ..! .................................................. ......... مضت ساعة و نصف و الفتاتان لم تخرجا من الغرفة و أنا لا زلت في الحديقه ..! كنت أجلس على مقعد حول طاولة دائرية وحدي وقد كانت الزهور تحيط بي من كل الجهات ..! رأيت إحدى الخادمات تتقدم نحوي وهي تقول باحترام : سيد مارسنلي .. طلبت مني الآنسه آندي أن أخبرك بأنها إنتهت ..! وقفت ببرود لأمر بقرب تلك الخادمة دون أي رد على كلامها ..! إتجهت إلى ردهة المنزل و هناك و جدت آندي تقف قربها ميشيل و تتحدثان ..! حين وصلت إليهما تساءلت بهدوء : إنتهيتما ؟!.. أومأتا لي ببتسامه ..! ودعت آندي و سرت مع ميشيل خارجين من بوابة المنزل .. حينها وجدت السيارة أمام الباب وقد كان أحد الخدم يقف قربها حانيا رأسه بإحترام ..! ذلك لا يحدث عادةً فأنا كفرد من الأسره لكن هذا لأن معي ضيفاً الآن ..! ركبت ميشيل و أتجهت أنا لمكاني خلف المقود ..! حركت السيارة بإتجاه البوابة الكبيرة للقصر و بعد خروجنا : لينك .. هل لي بسؤال ؟!.. بدا من نبرتها بأنها نبرة فضول لذا إبتسمت دون أن أبعد عيني عن طريقي : إسألي ..! قالت بتساءل : ذلك القصر لأسرة رافالي كما علمت .. و ما أعرفه هو أنهم أصحاب شركة رافالي لصناعة الأثاث ..! لكن .. هل تنتمي أنت لتلك الأسره ؟!!.. أجبتها بهدوء : تقريباً ..! نظرة ناحيتها خلسة بطرف عيني فرأيتها تنظر نحوي باستغراب : تقريباً ؟!!.. لم أفهم !!.. تنهدت بهدوء ثم قلت : كانت أمي قبل زواجها من أبي من أسرة رافالي .. و السيد رافالي هو إبن عمها و قريبها الوحيد !!.. لذلك نحن و هم كأسرة واحده ..! لم تنطق بشيء بعدها .. ذلك أراحني فقد خشيت أن تسأل إلى أي أسرة تنتمي أنت إذاً ؟!!.. لا أعلم لما ؟!.. لكني لا أريدها أن تعرف !!.. رغم أني دائم التفاخر بأني وريث مارسنلي !!.. لكن ربما أخشى أن تتغير نظرتها نحوي !!.. ربما ..! أوه تذكرت شيئاً .. بحق أنا جائع لكني تناولت المعكرونه ظهر اليوم .. وددت حقاً بحلوى الأوبرا التي يعدها طاحي قصرنا !!.. أخرجت هاتفي من جيبي و أجريت إتصالاً .. و بعد ثوانٍ قليله : أهلاً .. سيد لينك !!.. أتمنى لو أقتلك : إسمع يا ريكايل .. إطلب من الطاهي أن يجهز بعضاً من حلوى الأوبرا مع كوب شكولا ساخنه ..! سمعته يقول بضجر : إتصل به أنت و أخبره !!.. هاهو شيطاني بدأ بالعمل مجداداً : مذا أيها الخادم المتشرد ؟!.. أتريد أن أخصم من راتبك على قلة أدبك و طول لسانك ؟!.. لا أدري ما هي أسرتك لكن أظن أن لك أخوة صغار لا تزال بطونهم خاوية وهم بإنتظارك الآن !!.. مساكين لو تركتهم ينامون بدون عشاء أو دواء !!.. نفذ الأوامر وكن مطيعاً من أجل تلك الأسرة التي ترعاها !!.. أظن أني جعله يشعر بالذل وهذا ماكنت أريده !!.. لا تلوموني فهذا شيطاني هو من يحركني كما يشاء .. إنه الجزء الشيطاني من شخصيتي ..! بعد صمت سمعته يقول بهدوء يخفيه غضبه المكتوم : هه .. أمرك سيدي !!.. إبتسمت لأقول بسخريه : خادم مطيع !!.. أحسنت يا فتى .. لكن لا تظن أني سأزيد راتبك بل سأخصمه حتى يكون درساً لك ..! تذكر أنك بحاجة إلى المال كما يحتاج المريض إلى الدواء !!.. أظن أن كلماتي كانت جارحة لكبريائه !!.. لكن أتعلمون ؟!.. أنا سعيد بهذا !!.. أو بالأحرى .. شيطاني كذلك ..! لم يهتم لكلامي الأخير أو هكذا حاول أن يكون : أي طلبات أخرى سيدي ؟!!.. أجبته ببرود : لا ..! سمعته يقول بنبرة إحترام : ستكون الحلوى جاهزة فور وصولك ..! أغلقت الخط ببرود فأظن أنه أنهى كلامه ..! لوهله .. تذكرت .. ميشيل !!!!!.. يا إلهي .. لابد و أنها سمعت كل ما تحدثت به مع ريكايل قبل قليل !!.. إنها مصيبة فلا شك أنها عرفت حقيقة معاملتي لمن حولي كما أني أظن أنها من طبقة مقاربة لطبقة ذلك المتشرد ..! كيف ستكون ردة فعلها مني ؟!!.. إلتفت بهدوء ..! و تنفست الصعداء !!!.. كانت نائمه .. بهدوء نامت في مكانها بتعب !!.. نعم لا شك أنها لم ترتح منذ إستيقضت في الصباح ..! بالتأكيد أنها نائمة قبل أن أتصل بخادمي فأنا لم أتحدث معها قبل ذلك ..! أوقفت السيارة على جانب الطريق و حاولت إيقاضها كي أعرف إلى أين تريدني أن أوصلها الآن ؟!.. بعد لحظات إستيقضت و بدأت تفرك عينيها الناعستين : يبدو أني غفوت ..! إبتسمت بهدوء : نعم .. أظن أنك متعبه ..! نظرت إلى المكان حولنا و أبتسمت : جيد .. علي زيارة بعض الأماكن هنا قبل العودة للبيت لذا سأنزل الآن ..! سألتها بهدوء : ألن تعطيني رقم هاتفك النقال ؟!.. أظن أنه يفضل أن أبقى على إتصال معك ..! إبتسمت بهدوء وهي تفتح الباب و تنزل : فتاة في مستواي لا تملك مصاريف الهاتف النقال !!.. صمت ولم أقل شيئاً .. هي لا تملك هاتفاً إذاً !!.. ودعتها و أخبرتني بأنها ستلتقي بي بعد غد أي يوم الحفل أمام ذات المطعم .. لذا ودعتني ببتسامة و ذهبت ..! .................................................. .........
__________________ إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم
|
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الكيان السعودي العريق | ŖανëŇ | رياضة و شباب | 0 | 08-23-2010 09:11 AM |
ماذا لو حدثت حرب ايران مع حزب الله ضد الكيان اليهودي شو موقف غزة ؟؟ | ميثم84 | حوارات و نقاشات جاده | 1 | 12-19-2009 01:54 AM |
الموقف الشرعي من لقاء شيخ الأزهر برئيس الكيان الصهيوني!!!! | الأمير العمري | نور الإسلام - | 1 | 07-10-2009 10:13 AM |
قادة الكيان الصهيوني ارتكبوا جرائم حرب فتمت محاكمة البشير | fares alsunna | مواضيع عامة | 0 | 03-04-2009 11:03 PM |
جامعة في قطر تفتح أبوابها لطلاب الكيان الصهيونى..!! | أبايحي | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 2 | 04-21-2007 08:49 PM |