عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة

Like Tree6Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #41  
قديم 07-10-2013, 06:19 PM
 
على الطاولة العشاء .. جلست في مكاني و أمي في مكانها مقابلين لبعض على رأسيّ الطاولة ..!
بينما كانت جيسكا على يسار والدتي و ريكايل على يساري ..!
كانت المائدة عامرة بالعديد من الأصناف .. و الجميع قد بدأ بتناول الطعام بصمت كما هي عادات النبلاء ..!
و بعد أن شرعنا في تناول العشاء فتح أحدهم باب الغرفة : عذراً ..!
التففت برأسي حيث أن الباب خلفي لأرى أدريان قد دخل إلى الغرفة يحمل ظرفاً بني اللون ..!
انتبه هو حينها لريكايل الذي يجلس بجانبي رفع أحد حاجبيه باستغراب : شيء نادر الحدوث ..!
قالها بصوت منخفض إلا أني تمكنت من سماعة ..!
عندها قالت والدتي بهدوء : ما الأمر أدريان ؟!..
وجه نظره إلى والدتي و قال باحترام : أعتذر على مقاطعة وجبتك سيدتي .. لكني أردت توقيعك على هذه الأوراق بسرعة كي أعود بها الآن لصاحب شركة مدن الألعاب ..!
بدا عليها الاستغراب : لكني أعطيتك أحقية التوقيع عوضاً عني ..!
بذات نبرته : سمحوا لي أن أوقع البعض .. لكن البعض الآخر يتطلب توقيعك شخصياً ..!
تنهدت حينها : هات الأوراق إذاً ..!
أومأ إيجاباً و سار ناحيتها لكني وقفت حينها و أنا أقول باستياء : أن أمي تتناول طعامها الآن يا أدريان .. عليك أن تنتظر حتى تنتهي ..!
ببرود قال : عذراً سيدي .. لكن الأمر مستعجل ..!
أغاظني ذلك بشدة : حتى و إن كان .. يمكنك أن تنتظر بعض الوقت ..!
تدخلت أمي حينها لتقول بهدوء : لينك .. لا بأس يا بني ..!
نظرت إليها باستياء : أمي هل ستتفقدين أوراقاً و تقارير حتى أثناء تناول طعامك ؟!!.. يجب عليك أن تأخذِ قسطاً من الراحة ..!
وقفت حينها و هي تقول : لقد شبعت على أي حال ..!
شددت على قبضتي محاولاً السيطرة على أعصابي : لقد جلسنا منذ لحظات فقط و أنتي لم تأكلِ شيئاً بعد ..! ليس للأعمال أجنحة لذا ثقي أنها لن تطير ..!
ابتسمت حينها لي : لقد أكلت ما يكفيني ..!
يستحيل أن تغير رأيها .. سحقاً لهذه الأعمال التي لا تنتهي ..!
ذلك ما جعلني أغضب و أقول بصوت مرتفع : إذاً .. فأنا شبعت أيضاً ..!
ألقيت بنظرة غضب على أدريان و سرت خارج الغرفة و ريكايل خلفي مباشرةً ..!
اتجهت للمصعد و ركبت و هو معي ..!
وفور أن أغلق باب .. ضربت بقبضتي الجدار و أنا أقول بغضب : ذلك الأدريان الحقير .. أكرهه !!!..
صرخت بكلمتي الأخيرة فربت رايل على كتفي : أهدأ الآن .. ليس من الجيد أن تتصرف هكذا اتجاه السيدة ..! لا شك أنها تشعر بالذنب الآن لأنك تركت المكان و أنت غاضب ..!
التفتت إليه حينها : كله بسبب أدريان .. كم أكره هذا الرجل !!!..ألم يكن بمقدوره أن ينتظر بضع دقائق حتى تنهي عشاءها !!..
- أعلم بأنه أخطأ بهذا .. لكنك أيضاً مخطئ بتصرفك الأخير ..!
تنهدت حينها بحنق و لم أعلق على الموضوع ..!
رغم ذلك .. تمنيت لو أستطيع طرد ذلك الأدريان البغيض من هنا ..!
لكن المشكلة العظمى .. أن والدتي تثق به و تستشيره في كل شيء ..!
حتى في أموري أنا !!..
ربما لو كان أبي جاستن هنا .. لكان ذلك الأدريان قد فارقنا منذ زمن !!..
.................................................. ....
__________________
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم











رد مع اقتباس
  #42  
قديم 07-10-2013, 06:20 PM
 
كنت أسمع صوت أحدهم يوقظني : لينك .. هيا يكفيك نوماً ..!
فتحت عيني حينها .. و فوراً رأيته ينظر إلي بهدوء : كم الساعة ؟!!..
أجابني وهو يقف بعد أن كان يجلس على حافة السرير : إنها السادسة .. عليك أن تسرع و إلا تأخرت عن المدرسة ..!
جلست حينها و أنا أقول : لن أذهب اليوم ..!
قطب حاجبيه مستغرباً : لما ؟!.. هل أنت مريض ؟!!..
أومأت سلباً : لا .. لكن لم نعد ندرس .. و لم يبقى سوى امتحانين الأسبوع القادم ..!لذا لا داعي لذهابي ..!
- إذاً لما يذهب أغلب الطلاب ؟!!..
- كل الذين يذهبون إلى مدرسة مارسنلي اليوم مشتركون في النوادي ..! و النوادي تبقى مفتوحة إلى آخر يوم ..!
جلس مجدداً على حافة السرير : ألست مشتركاً بأي نادي ؟!!..
- لا .. لست متفرغاً لها ..!
- ألا تناسبك ؟!..
- إنها كثيرة و هناك الكثير منها يناسبني .. لكني لست متحمساً لها ..! هناك نوادي للرياضة كالسلة و الرماية و غيرها .. و هناك نوادي أخرى كالبالية و الموسيقى و الرسم و تنسيق الزهور ..! كما هناك نوادي اجتماعية كنادي الشاي ..! و أيضاً ثقافية كالنوادي الأدبية ..! و غيرها الكثير ..!
- حسناً .. أظن أن الأمر ممتع ..!
- إنه مضيعة للوقت فقط ..!
تنهد حينها بتعب : عموماً .. لقد غادرت السيدة للشركة مبكراً اليوم ..! تذكر أن تعتذر منها فيما بعد على ما حدث بالأمس ..!
لم أرد عليه بل تجاهلت الأمر ..!
نزلت من على السرير و أنا أقول : كيف كانت ليليتك بالأمس ؟!.. هل نمت جيداً ؟!!..
أومأ إيجاباً بهدوء : حسناً .. الغرفة كبيرة و فخمة ..! لم أعتد النوم على فراش وثير و تحت غطاء ناعم ..! لذا كنت متوتراً نوعاً ما لكنني نمت جيداً ..!
ابتسمت حينها : المهم أنها أعجبتك ..!
بادلني الابتسامة وهو يقف : بالطبع .. هيا الآن بدل ملابسك .. سوف أجهز الإفطار ..!
فكرت حينها للحظات : لا تعد الإفطار .. أطلب من الطاهي بأن يعد إفطاراً جيداً و يضعه في الحديقة .. تعلم أننا لم نتناول طعام العشاء بسبب ذلك الأدريان ..!
- كما تشاء .. سأذهب لأخبره بذلك ..! و أنت أنهي أمورك و أتبعني ..!
خرج بعدها من الغرفة فحملت أنا المنشفة و اتجهت لدورة المياه ..!
أخذت حماماً دافئاً كي استعيد نشاطي ..!
و بعدها خرجت و ارتديت بنطال جينز أسود مع كنزة قطنية بلون السماء .. و فوقها سترة رمادية ..!
الأجواء صارت باردة خاصة في الصباح الباكر و في الليل .. لكننا لازلنا في الخريف لذا لا أظن أن الثلج سيتساقط قريباً ..!
خرجت من جناحي و نزلت الدرج عوضاً عن المصعد هذه المرة ..!
التقيت في طريقي ببعض الخدم .. كانوا يلقون تحية الصباح باحترام بالغ مضيفين إليها " سيد مارسنلي " ..!
لكني حينها كنت أبتسم لهم و أطلب منهم مناداتي بـ " سيد لينك " عوضاً عن الأولى ..!
كانت ملامحهم تدل على الصدمة من هذا حتى أني أظن أنهم يحسبونني مجنوناً بالتأكيد هذا الصباح ..!
لكني قررت أن أتغير منذ الآن .. و أعود لشخصيتي الحقيقية اللطيفة عوضاً عن شخصية الشيطان و الفتى المهزوز اللتان سببتا لي التناقض طوال السنين الماضية ..!
الآن .. حالتي النفسية أفضل بكثير .. و أرجوا أن لا يحدث شيء يغير صفوا حياتي هذه ..!
وصلت إلى الحديقة حينها و سرت إلى حيث تلك الطاولة تحت تلك القبة الصخرية التي رفعتها تلك الأعمدة و تدلت منها بعض النباتات ..!
كان ريكايل يجلس هناك أمام تلك الطاولة التي وضعت عليها بعض الأصناف التي تتناسب مع الإفطار ..!
جلست أمامه حينها : هل تأخرت عليك ؟!..
أومأ سلباً : لا .. ليس كثيراً ..!
نظرت إلى تلك الأصناف .. هناك شطائر بالجبن الفرنسي الفاخر .. و هناك أيضاً قرص البيض المقلي مع الخضار .. بعض الخبز المصنوع على الطريقة الفرنسية .. و كذلك قهوة بالحليب ..!
دائماً لا يكون الإفطار دسماً .. و الأطعمة فيه تكون أقل و أبسط من المعتاد ..!
بدأت تناول الإفطار بينما كان ريكايل يقوم بدور جيسكا في إخباري عن الأصناف كالعادة ..!
لكنني قاطعته حينها : لا داعي لهذا .. ابدأ بتناول طعامك و دع الرسميات جانباً ..!
لكنه بهدوء قال : ما دمنا داخل حدود هذا القصر .. فأنا يجب أن أؤدي دوري كخادمك ..! تذكر أن المنزل مليء بالناس و يمكن لأي شخص أن ينتبه إلينا و يشك بأمرنا ..!
لم أرد عليه بل تابعت تناول الإفطار كما بدأ هو بذلك حين أنها مهمته ..!
لكني بعد فترة قلت بخفوت : هل نذهب لرؤية ميراي ستيوارت ؟!!..
أجابني حينها بذات صوتي دون أن ينظر إلي : أفضل تأجيل ذلك حتى وقت الظهيرة ..!
- و السبب ؟!!..
- قال الحارس بأنها إن كانت قد ذهبت لدولة قريبة فستعود في المساء ..! لا شك أنها ستكون مرهقة بعد الرحلة خاصة أنها تعمل خلالها و ستبقى نائمةً طيلة الصباح ..!
- أخشى أن لديها رحلة أخرى اليوم .. قد لا يسعفنا الوقت ..!
- لا أعتقد .. لكن عموماً لو كان كذلك فلن تكون قبل الظهيرة ..!
- كما تشاء ..!
تابعنا تناول طعامنا بصمت دون أن نقرر عمل شيء هذا الصباح ..!
.................................................. ........
في نهاية الأمر .. قررنا الذهاب لزيارة الخالة آنا .. فنحن لا نريد قضاء الصباح بطوله بلا عمل ..!
الساعة كانت تشير إلى الثامنة .. أوقف رايل السيارة أمام باب المنزل : ها قد وصلنا ..!
قبل أن أفتح الباب انتبهت للشخص الذي خرج من المنزل .. لم أحرك ساكناً بل تجمد الدم في عروقي حين رأيت ميشيل تخرج من باب منزلهم ..!
هذه المرة .. لم تكن بزي المدرسة .. بل كانت ترتدي بنطال جينز أزرق قاتم مع قميص برتقالي طويل الأكمام يصل لمنتصف فخذها و معها حقيبة يد سوداء طويلة السلك و قد رفعت شعرها كذيل حصان بشريط برتقالي عريض فصار يصل لبداية رقبتها ..!
كانت نافذة ريكايل من جهة الباب .. لذا فتحها حين رأى الفتاة تقترب ..!
أمسكت أنا بالقبعة الخلفية لسترتي القطنية و وضعتها على رأسي حينها كي أخفي نفسي كما طأطأت رأسي و التوتر قد تمكن مني ..!
وقفت هي قرب النافذة و هي تقول باستغراب : رايل .. ما هذه السيارة السوداء الفاخرة ؟!..
بدا عليه الاستياء وهو يقول : ألن تقولي صباح الخير على الأقل ..!
تجاهلته هي ونظرت إلي : من هذا ؟!!..
تنهد حينها بتعب : صاحب السيارة وهو صديق لي .. لكنه الآن مريض لذا أنا من يقود ..!
قطبت حاجبيها باستياء : و لما تحضر مريضاً إلى أمي ؟!!.. إنها متعبة و قد ينقل هذا الشخص العدوى لها ..!
- كوني أكثر أدباً يا فتاة !!.. ثم أن كل ما في الأمر أنني أردت المرور بالخالة آنا و إلقاء تحية الصباح عليها قبل أن اخذ صديقي هذا إلى المشفى ..!
- هكذا إذاً ..!
بدا عليها الشك و أردفت : لحظة !!.. ما قصتك هذه الفترة تصاحب الأغنياء ؟!.. في البداية ابن مارسنلي و الآن هذا الشخص ..! ما الذي يحدث معك ؟!!..
ببرود قال : منذ طفولتي و أنا أصاحب الأغنياء ..!
ابتسمت حينها بنوع من السخرية : إن كنت تقصد بيير فعليك أن تتذكر .. لقد كان فقيراً لا يجد ما يأكل حين صاحبته ..! و ما إن صار ثرياً حتى سافر و تركك ..!
كنت مستغرباً من كلامها .. من هذا البيير أيضاً ؟!!.. لم يحدثني ريكايل عنه مطلقاً ..!
لكن أخي قال حينها بذات البرود : من قال لك أن بيير تركني ؟!!.. أنا لا أزال على اتصال معه ..!
تجاهلته مجدداً و قالت بنبرة جادة :عموماً إياك و إدخال هذا المريض عند والدتي ..!
بغضب قال ريكايل : لا أعلم متى سيأتي اليوم الذي أسمعك تتحدثين فيه بذوق و أدب ؟!!.. لا أعلم ما الذي يعجب لينك فيك ..!
قطبت حاجبيها حينها : لا تذكر أسم ذلك الشخص مجدداً ..!
يبدو أنها لا تزال غاضبةً علي !!.. تلك الفتاة تجعلني أتعجب في كل مرة ألقاها ..!
تجاهل ريكايل كلامها هذه المرة و سأل : لما لم تذهبِ للمدرسة ؟!..
- ليس لدي شيء اليوم .. امتحاناتي ستكون الأسبوع القادم ..! أنا ذاهبة الآن لعملي ..! عموماً أمي لم تنم إلا منذ قليل لذا يمكنك العودة في وقت لاحق ..!
- ماذا عن جوليا ؟!!..
- لقد ذهبت للمدرسة ..!
بهدوء قال : إذاً أنا ذاهب الآن ..!
ابتسمت حينها : أتوصلني لمكان عملي ؟!!..
توترت لحظتها .. بسرعة مددت يدي كي أنبه ريكايل إلى أن يرفض لكنه حينها قال : أركبي ..!
فتحت الباب الخلفي و ركبت و هي تقول : مرحباً ..!
لم أرد عليها بل طأطأت رأسي أكثر : عذراً على التطفل .. أنا ميشيل .. و أنت ؟!!..
كم أنت ساذجة يا ميشيل !!..
رغم ذلك وضعتني في موقف حرج فأنا لا أعلم كيف سأتصرف معها ..!
لكن ريكايل أنقذني حين قال : أخبرتك أنه مريض .. لقد اختفى صوته هذا الصباح ..!
حرك السيارة بعدها فلم تعلق هي ..!
بقينا جميعاً صامتين و أنا أشتم ريكايل في سري على فعلته هذه .. أعلم أنه تعمد هذا ..!
رفعت بصري إلى المرآة في الوسط حيث استطعت رؤيتها حينها ..!
كانت تجلس مستندةً إلى الباب و تنظر إلى الشارع من النافذة ..!
بدا الحزن في عينيها و هي شاردة الذهن ..!
في تلك اللحظة .. ظهرت أليس في مخيلتي و أنا أفكر في مدى الشبه الكبير بينهما فرغم أن أليس دائمة الابتسام إلا أن لديها نظرة حزن في عينيها كميشيل الآن تماماً ..!
شعرت بالألم في قلبي لأن شعوري أكد لي أني السبب في حزنها ..!
تذكرت شكلها في ذلك اليوم حين كانت تبكي بشدة وهي تمر من جانبي في ذلك الشارع الضيق ..!
لحظتها لم أشعر بنفسي إلا وقد تمتمت : آسف ..!
انتبه لي كلاهما .. و بدت نظرات الاستغراب عليهما ..!
فكرت للحظة .. ربما تفهم الأمر و تسامحني .. تذكرت كلام ليديا عن مدى حب ميشيل لي ..!
ربما هذه المرة .. سينجح الأمر ..!
لذا .. رفعت يدي و أنزلت القبعة عن رأسي ..!
نظرت إلى المرآة بعيني لأرى ردة فعلها كيف ستكون ؟!..
في البداية .. كانت الصدمة تغطي ملامحها !!..
بقيت تحدق في بعينين متسعتين .. لحظات حتى صارت نظراتها مليئة بالحيرة .. امتلأت الدموع فيها و كادت تفيض ..!
ريكايل كان يراقب الوضع بترقب ..!
أما أنا فقد التفت ناحيتها و أنا أقول بهدوء : ميشيل .. أيمكن أن تسمعيني ؟!!..
لحظتها طأطأت رأسها و قالت بهدوء : أوقف السيارة ..!
لم يستجب لطلبها بينما أسرعت لأقول بتوتر : أرجوك أفهمي ..!
قاطعتني حينها وقد صرخت : ريكايل أوقف هذه السيارة حالاً !!!!!..
أسرع بأن ركنها على جانب الطريق .. فتحت الباب حينها و قد بدأت في البكاء ..!
أسرعت أنا بالنزول أيضاً رغم أن بابي كان من جهة الشارع حيث كادت سيارة تصدمني ..!
لكنني لم أهتم بل أسرعت خلف ميشيل التي ركضت و بالكاد تمكنت من الإمساك بيديها : ميشيل أرجوك .. أني أرجوك !!.. أسمعيني للحظات فقط ..!
التفت ناحيتي و صرخت رغم دموعها : ليس لك كلام معي !!..
حاولت مجدداً معها : صدقني .. أنا لا أكذب هذه المرة !!..أنا لم أكذب من قبل أصلاً ..! أنا أريدك ميشيل .. أريدك وحدك ..!
صمتت للحظات .. حتى بكاءها توقف ..!
طأطأت رأسها فغطت خصلات شعرها البنية عينيها ..!
شعرت لوهلة بأنها سوف تسامحني .. لأني شككت فيها في المرة الأولى في الحفلة .. و لما قلته لليديا عن مسألة نسياني لها ..!
رغم ذلك كان التوتر قد بلغ مبلغه مني .. بقيت أحدق بها متلهفاً لسماع الإجابة ..!
لحظتها .. رفعت رأسها لي .. و قد احتلت عينيها نظرة حقد واضحة و قالت بنبرة مستاءة : ليس كونك وريث مارسنلي يجعلك تحصل على كل ما تريد .. أنا لست ملكاً لك .. و لست ملكاً لأحد !!..
كنت مصدوماً من عبارتها تلك .. لهذا الحد تكرهني ؟!!..
هل لأني قلت بأني أريدها ؟!!..
لما لا تفهم ؟!!..
لما تصر على فهم الأمر الخطأ دائماً ؟!!..
حاولت ضبط أعصابي و قلت بهدوء : أنا لم أقصد أني أريدك أن تكوني ملكي ..! أنا أريدك لأني أحبك ..! و أنا صادق فيما أقول ..!
بذات نظرة الحقد قالت : هلا تركتني و شأني الآن ؟!!.. لما تصر على مضايقتي رغم كل الفتيات اللاتي يحطن بك ؟!!.. لما لا تذهب لتلك الجميلة التي كانت معك في المقهى ؟!!.. لما أنت مصر على خداعي ..!
أسرعت حينها بقول : أنا لا أخدعك .. أخبرتك أنني صادق !!..
صرخت حينها بألم : لما علي أن أصدقك ثم أخدع فيما بعد مرة أخرى ؟!!.. في البداية صدقتك لكنك شككت بي !!.. و عندما طلبت السماح التمست الصدق في كلامك .. لكني بعدها ندمت على ذلك حين سمعت ما قلته لتلك الفتاة !!.. و الآن تريد أن تخدعني ثانيةً !!..
صرخت بالعبارة الأخيرة و دموعها تتسابق في السقوط ..!
لقد فقدت الأمل منها .. لذا تمتمت : سيأتي اليوم الذي ستعرفين فيه أني صادق في كلامي ..!
تركت يدها بعدها .. فشعرت بأني مزقت قلبي في ذات اللحظة ..!
استدارت هي و سارت في طريقها و هي تمسح دموعها بيديها .. و قد كانت هي الأخرى متألمة للموقف ..!
خلال كلامها الأخير .. شعرت بأنها تريد تصديقي .. لكني و بكل قسوة قتلت أملها !!..
لما يجب أن تنتهي لقاءاتنا هكذا ؟!!..
بألم و دموع و شكوك ؟!!..
هي تضن أني خدعتها مرتين ..!
ما ذنبي إن كان القدر يلعب دوره في عثوري عليها مع ريكايل في البداية حين كنت أكرهه دون معرفة العلاقة بينهما وفي وجودها في المقهى ذلك اليوم لتراني مع ليديا دون أن تفهم القصة كاملة ؟!!!..
كم أنا سيء !!!..
اختفت من أمامي منذ وقت حين التفت من المنعطف القريب .. في النهاية لم يسبب لقائي بها سوا إفساد مزاجها الذي كان منفتحاً هذا الصباح ..!
عدت إلى السيارة أجر أذيال الخيبة ..!
ركبت في مقعدي و أغلقت الباب ..!
لحظات حتى تمتم ريكايل بهدوء دون أن ينظر إلي : كيف جرى الأمر ؟!!..
جمعت قبضتي و ضربت النافذة المغلقة حينها بعجز !!..
فهم هو مدى سوء الوضع : آسف .. لم أعتقد أن الأمور ستؤول لهذا الحد ..! لأني توقعت أنها ستسامحك بعد أن ساعدتها و اعتذرت في ذلك اليوم قرب الملجأ ..! لكن يبدو أن هناك أموراً حدثت بينكما دون أن أعلم ..!
ابتسمت نصف ابتسامة على نفسي المنحوسة : لا تشغل بالك ..! الأمر مفروغ منه منذ زمن ..! يستحيل أن تصلح الأمور بيننا ..!
بقينا صامتين لدقائق ..!
كانت الساعة تشير للثامنة و خمسة عشر دقيقة ..!
سأل ريكايل بعد ذلك الصمت الطويل : أنعود للقصر ؟!!..
أومأت سلباً بهدوء : لا .. أذهب لحديقة برج إيفل .. سيكون ذلك أفضل ..!
حرك السيارة دون أن يلفظ حرفاً واحداً ..!
بينما بقيت أنا أفكر في سبب هذه المصائب التي تحدث بيني و بين ميشيل ..!
.........................................
__________________
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم











رد مع اقتباس
  #43  
قديم 07-10-2013, 06:21 PM
 
كنت أشعر بإحباط كبير و أنا أجلس على ذلك الكرسي الطويل من الخشب في تلك الحديقة ..!
لقد عادت المشاكل لتسيطر على حياتي ..!
فها أنا تشاجرت مع أمي البارحة .. و صباح اليوم زدت مشكلتي مع ميشيل سوءاً .. هذا غير قصة ميراي ستيوارت التي تقلقني ..!
انتبهت لشيء أمامي فرفعت رأسي قليلاً لأرى علبة المشروب الغازي التي كان أحدهم يمدها لي ..!
رفعت رأسي أكثر فرأيت ريكايل يقف أمامي و يحمل في يده الأخرى علبة مشابهة ..!
أخذت العلبة منه بهدوء : شكراً لك ..!
جلس بجانبي على ذلك الكرسي الطويل : ألن تخبرني عن مشكلتك مع ميشيل بالضبط ؟!!..
فتحت العلبة و ارتشفت رشفة منها قبل أن أقول بهدوء : ليس الآن .. لا مزاج لي لهذا ..!
فتح هو علبته و تمتم : كما تشاء ..!
بقينا صامتين للحظات قبل أن أسأل : من هو بيير ؟!!..
التفت ناحيتي باستغراب : ألم أخبرك عنه ؟!!..
أومأت سلباً : أنت لم تخبرني شيئاً عن حياتك السابقة ..!
- لم تكن مثيرة .. لذا لا أجد ما أقوله عنها ..!
- أعتقد أن ذلك البيير بحد ذاته مثير ..!
- لما تعتقد ذلك ؟!!..
- حسناً .. شخص كان لا يجد ما يأكله و فجأة صار ثرياً ..! ألا تظن أن هذا مثير ..!
ابتسم بهدوء و نظر إلى الأمام .. بدأ حديثه بتلك الابتسامة : بيير صديق لي تعرفت إليه في المدرسة الداخلية ..! كان هذا قبل عشر سنوات حين كنت في السابعة من عمري و دخلت المدرسة للمرة الأولى ..! بيير كان أصغر طالب في الصف .. فهو يصغر الجميع بعام واحد ..! كان طفلاً كثير البكاء يخاف من الظلام والغرف المغلقة ..! جسده هزيل و دائماً مريض ..! في مرة استيقظ الجميع لبدأ يوم دراسي جديد و من بينهم أنا حيث رتبت فراشي الذي كان على الأرض بسبب عدم توفر أسرة للطلبة .. كان هو في الفراش الذي بجانبي في طرف الغرفة الكبيرة .. لكنه لم يستيقظ كالبقية ..! كان مريضاً و حرارته مرتفعة و يسعل بشدة ..!
قطبت حاجبي حينها : و ماذا فعلت له ؟!!..
بذات الهدوء قال و قد صغرت ابتسامته : تركته في مكانه ..! ذهبت للصف و بعد بداية الدرس بعشر دقائق دخل هو يجر خطاه بتعب ..! قام المعلم بتوبيخه لتأخره .. لقد كان كل الأساتذة قاسي القلب في تلك المدرسة المخصصة للفتيان فقط ..! كانوا يفرضون عقوبات مروعة .. إحداها كانت أن تقف طيلة الحصة في نهاية الصف و أنت تحمل على رأسك دلو ماء بارد و إذا انتهى الدرس تسكب الماء فوق رأسك ..! و قد فرض هذا العقاب على بيير في ذلك اليوم ..!
كنت مصدوماً من هذا !!.. أي طريقة تعليم بدائية تتعامل بها هذه المدرسة ؟!!.. بل أي قلوب يمتلك هؤلاء لفعل هذا بأطفال صغار ..!
تساءلت حينها بقلق : و ماذا حدث ؟!!..
ابتسم نصف ابتسامة و طأطأ رأسه و بقي ينظر للأرض : كنا في فصل الشتاء و الثلج يتساقط ..! كما أن المياه كانت باردة للغاية ..! بيير كان مريضاً .. و هذا العقاب قد يقتله حينها خاصة بتلك الملابس الخفيفة التي كان يرتديها و التي كانت الزي الموحد للمدرسة ..! لذا .. وقفت أنا عندها و أخبرت الأستاذ أني مستعد لتلقي العقاب نيابة عنه بعد أن أشفقت على حاله ..!
اتسعت عينيّ من هول الصدمة : و عوقبت ؟!!..
أومأ إيجاباً دون أن ينظر إلي : ذلك المعلم لم يعجبه دفاعي ذاك ..! لكنه وافق على هذا فأخذت العقاب بينما جلس بيير المريض في مكانه ..! بعد نهاية الدرس و بعد أن سكبت الماء على رأسي و جسدي فوجئت بالمعلم يمسك بيدي و يجرني إلى مكان ما ..! كان ذلك المكان أشبه بغرفة العقاب .. هي لم تكن غرفة على وجه العموم بل كانت عبارة عن جزء من الساحة الخارجية محاطاً بالأسوار من الطوب .. بلا سقف و لا أرضية و مساحتها متران في متران ..! رما بي هناك و هو يقول " هذا جزاء بطولتك " .. ثم أغلق الباب و أقفله !!!.. كان الثلج يتساقط و جسدي مبلل و ملابسي خفيفة ..! كدت أموت في ذلك الوقت ..! بعد مرور ساعتين حان وقت الاستراحة .. فلم أنتبه إلا وقد رمى أحدهم بغطاء من فوق السور ..! أخذت ذلك الغطاء و دفأت جسدي به .. لم يستطع حمايتي من لسعات البرد .. لكنه على الأقل حماني من تساقط الثلوج على رأسي ..! في نهاية ذلك النهار انتهت مدة عقابي .. لكني في ذلك الوقت كنت قد مرضت بشدة .. بقيت أسبوعاً طريح الفراش إلا أن حدهم لم يهتم بي سوى بيير ..! كان الوحيد الذي قام برعايتي في فترة مرضي و قد اكتشفت أنه أيضاً من رمى لي بالغطاء ..! و هكذا .. صرنا صديقين ..!
لم أعلم ما الذي سأقوله .. يبدو أني لست الوحيد الذي عانى من سنته السابعة !!..
بقيت صامتاً للحظات قبل أن أقول : أخبرني أين أجد ذلك المعلم .. و حينها سترى ما سأفعله به ..!
التفت إلي باستغراب .. لكنه ابتسم بهدوء : شكراً لك ..! لكن ذلك المعلم توفي منذ خمس سنوات ..! لذا لا يمكنك عقابه الآن ..!
سحقاً !!..
بحق كنت أريد استعمال نفوذ مارسنلي في عقابه .. لكن ما الفائدة الآن وهو جثة هامدة ..!
تذكرت حينها شيئاً : و أين بيير الآن ؟!..
اتسعت ابتسامته : في سويسرا ..! أن بيير طفل من أب فرنسي و أم سويسرية ..! لقد أخبرتك مسبقاً عن صديقي الذي كان والده يعمل في الجيش .. إنه ذاته بيير..! جده لأمه بارون و رئيس عائلة نبيلة .. بالنسبة لوالدته فلم تكن تعني لها تلك الثروة شيئاً بعد إهمال والديها لها .. لذا تزوجت بوالد بيير الذي كان سائقاً عندهم في تلك الفترة دون علم والديها ..! لكن حين عرف أبوها بما فعلته خيرها بأن تنفصل عنه أو تذهب بلا عودة ..! وقد اختارت الخيار الثاني فقدما إلى فرنسا هنا ثم أنجبت بيير بعد عدة أشهر ..! حين صار في السادسة توفيت والدته .. و التحق والده بالجيش ..! لذا كان مضطراً لترك ابنه في تلك المدرسة لأنه لا يملك المصاريف لمدرسة أخرى ..! لكنه توفي أثناء عمله حين صار بيير في الثالثة عشرة ..! لم تمضي أشهر حتى توفي البارون السويسري فتولت زوجته قيادة العائلة ..! تلك الجدة كانت نادمة على ما حدث مع ابنتها لذا بحثت عن بيير حتى وجدته و أخبرته بأنها ستقوم برعايته ..! وهكذا ذهب لسويسرا ..!
ابتسمت حينها : يبدو أن ذلك البيير عاش حياة مليئة بالمصائب ..!
أومأ إيجاباً و هو يرمي بعلبة المشروب في سلة القمامة القريبة كما فعلت أنا قبل قليل : معك حق ..!
نظرت إلى ساعتي .. كانت تشير للعاشرة : متى سنذهب لميراي ستيوارت ؟!!..
- كم الساعة الآن ؟!!..
- العاشرة و خمسة عشر دقيقة ..!
- نذهب في الحادية عشر ..!
- لما كل هذا التأخير ؟!!..
- لكي نظمن أنها ستكون مستيقظة .. هذا إن كانت قد عادت من رحلتها ..!
تنهدت بتعب : هل نتمشى ؟!!..
أومأ إيجاباً .. فوقفنا سوية و بدأنا السير في الحديقة .. لم يكن هناك موضوع معيين نتبادل الأحاديث فيه رغم أننا نجهل الكثير عن بعض ..!
التفت ناحيته لأقول : ما اعتقادك بالنسبة لردة فعل ميراي ستيوارت ؟!!..
ابتسم حينها ليقول : ألن تكف عن ترديد اسمها الكامل الطويل ؟!!..
- من عادتي أن أنطق الاسم كاملاً إن كان شخصاً أجهله ..! عموماً أجب على سؤالي ..!
أخذ يفكر للحظات قبل أن يقول : في اعتقادي .. ستكون سعيدة ..! حسب كلام الطفل هي شخص لطيف ..!
كنت محتاراً في الأمر : أتعتقد أنها كانت تعلم بأننا في الملجأ ؟!!..
هز كتفيه سلباً : لا علم لي .. لا أستطيع التخمين في هذه الحالة ..!
صمتنا بعدها .. لم نجد ما نقوله .. كنا فقط نفكر في تلك الميراي خالتنا المجهولة ..!
و خلال ذلك الصمت الطويل .. طرأت صورة أحدهم في بالي .. لا أعلم السبب لكنها فجأة قفزت في ذهني ..!
بلا شعور قلت : قبل مدة قصيرة .. رأيت فتاة غريبة في أحد محال الكعك ..!
بدا عليه الاستغراب و هو يحدق بي : ما قصدك بغريبة ..!
قطبت حاجبي محاولاً استيعاب سبب ظهور تلك الفتاة في ذهني : لم تكن غريبة بمعنى الكلمة .. لكن لا أعلم لما شعرت بأن هناك شيئاً جعلني التفت لها ..! كانت قصيرة الشعر و ترتدي ملابس أشبه بالصبيان و طويلة اللسان ..! لقد قالت النادلة بأنها شرسة للغاية رغم أني لم أتحدث معها ..!
ابتسم بسخرية : أتراها من ستنسيك ميشيل ؟!..
نظرت إليه بطرف عين ببرود : إنها طفلة في الثالثة عشر يا أخي ..!
بذات ابتسامته التي مزجت بالمكر : و ما المشكلة ؟!!.. أربع سنوات لن تشكل فرقاً ..!
تنهدت بتعب حينها .. لا أعلم لما طرأت تلك الفتاة في ذهني فجأة ..!
ماذا كان أسمها ؟!!.. كيتي .. أم كات ؟!!.. لا أذكر بالضبط !!..
حاولت تجاهل الأمر و نظرت لريكايل : لنذهب للسيارة .. ربما تكون تلك الميراي استيقظت ..!
أومأ إيجاباً فسرنا سوية ناحية السيارة التي كانت على الجهة الأخرى من الحديقة ..!
.................................................. ............
هانحن نقف مجدداً أمام باب تلك العمارة الكبيرة ..!
بالنسبة لي .. التوتر أخذ جزءاً من طاقتي .. و اعتقد بأن ريكايل مثلي تماماً ..!
رأينا حارس العمارة هناك يجلس على كرسيه و يراقب الناس فتقدمنا ناحيته ..!
ابتسم رايل و هو يقول : مرحباً ..!
نظر إلينا للحظات قبل أن يقول بابتسامة عريضة : آه .. أنتما من كنتما تبحثان عن الآنسة ستيوارت بالأمس ..!
بذات الابتسامة التي اخفت توتره : صحيح .. هل عادت ؟!!..
أومأ إيجاباً : نعم .. لقد عادت مساء الأمس ..!
- هل هي في شقتها الآن ؟!!..
- اعتقد .. فأنا لم أرها تخرج هذا الصباح ..!
- هل أخبرتها بأننا جئنا للبحث عنها ؟!!..
- لا .. لقد كانت متعبة و صعدت لشقتها دون أن تلقي التحية حتى ..!
نظر إلي رايل فأومأت له .. شكرنا الحارس ثم اتجهنا إلى المصاعد بعد أن أخبرنا بأن شقتها في الدور الثامن من هذه العمارة الضخمة التي تضم اثنا عشر دوراً ..!
كانت الساعة تشير إلى الحادية عشر إلا بضع دقائق ..!
وبعد أن وصل المصعد للدور الثامن خرجنا منه فتمتمت : لقد حانت اللحظة الحاسمة ..!
بجد تابع هو : الشقة رقم 32 .. أرجوا أن تكون هناك ..!

أخذت نفساً عميقاً و سرت بخطوات واثقة أتتبع أرقام الشقق التي كانت أبوابها على يميني بينما كان على يساري سور مطل على الشارع من ذلك الدور المرتفع ..!
هاهي الشقة 30 .. 31 .. 32 ..!
لقد وصلنا !!!..
كنت أحدق بذلك الرقم المثبت على الباب بعد أن حفر على لافتة صغيرة من معدن ذهبي اللون ..!
نظرت إلى الجرس المتصل بسماعة قرب الباب .. و بلا شعور وجدت نفسي أضغط عليه ..!
كنت من مكاني أستطيع سماعه يرن داخل الشقة ..!
مضت بضع لحظات حتى سمعت صوتاً أنثوياً خرج من تلك السماعة المتصلة بالجرس : من هناك ؟!!..
ابتلعت ريقي و حاولت أن أسيطر على نبرة صوتي : منزل ستيوارت ؟!!..
- نعم ..!
- عذراً .. أريد التحدث مع الآنسة ميراي ستيوارت ..!
- لحظة من فضلك ..!
لا أعلم إن كان هناك أحد معها في المنزل .. لذا لست متأكداً من كون هذه المرأة التي أجابت علي ذاتها خالتي ميراي ..!
كان قلبي ينبض بصوت مسموع بالنسبة لي .. شعرت بيد ريكايل التي أمسكت بيدي .. نظرت إليه فرأيت الجد في عينيه و قد همس : تمالك أعصابك ..!
أومأت إيجاباً و قد حاولت أن أضبط نفسي .. و من الجيد أني تمكنت من ذلك ..!
شعرت بقفل الباب يفتح .. و بعدها قام أحدهم بفتح الباب دون أن يبعد سلسلة الآمان بحيث فتح جزء منه فقط ..!
لكنني تمكنت من رؤية جزء من وجه تلك الشابة ذات الشعر البني و العينين الخضراوتين و قد قالت باستغراب : من أنت ؟!!..
خمنت أنها لا تستطيع رؤية ريكايل من مكانها لأنها قالت أنت و ليس أنتما ..!
لكنني و بصوت هادئ قدر الإمكان قلت : آنسة ميراي ؟!!..
أومأت إيجاباً : نعم أنا هي ..!
هاهي ميراي ستيوارت أمامك أخيراً يا لينك !!..
ترددت للحظات قبل أن أقول : في الحقيقة .. جئت للحديث معك بشأن الزوجين براون .. اعتقد أنك قريبة لهما ..!
بدا عليها الذهول و كأنها لم تتوقع شيئاً كهذا .. لكنها حينها قالت : لحظة ..!
أغلقت الباب لتبعد سلسة الآمان ثم فتحت الباب على مصراعيه : تفضل أيها ..!
و قبل أن تتابع اتسعت عيناها و شهقت حين رأت ريكايل !!!..
وضعت يدها اليسرى على فمها بينما اليمنى استقرت على قلبها و هي تحدق بأخي تارة و بي تارة أخرى ..!
إلا أني لم أجد سوى نظرات التعجب على ملاح رايل كما هي ملامحي ..!
لحظتها دمعت عيناها .. بدا أنها تعرضت لصدمة شديدة و استمرت تحدق بنا للحظات أخرى قبل أن تتمتم بعدم تصديق : أنتما .. توأم ؟!!..
للمرة الأولى يلاحظ أحدهم ذلك !!.. لكن ريكايل قال بنبرة متعجبة مستغربة : حسناً .. أعتقد أننا كذلك ..!
سالت دموعها و بانت ابتسامة فرحة على شفتيها و سألت فوراً : أنتما تسألان عن براون صحيح ؟!!.. أنتما بالتأكيد توأم براون ..! لاشك أنكما ذات الطفلين ..! لينك و ريكايل !!!..
هذه المرة .. حان دورنا لنصدم !!..
هذه الآنسة حللت كل شيء في لحظات و علمت بأننا توأم براون بمجرد النظر إلينا سوية ..!
و غير هذا هتفت في النهاية .. لينك و ريكايل !!..
تضاربت الأسئلة في دماغي .. ما الذي يحدث ؟!!.. هل كانت تعلم بأننا سنزورها قريباً ؟!!.. لقد قال حارس العمارة بأنها لم تحدثه ؟!!.. و لا أحد يعلم بأننا نبحث عنها ؟!..
لكني حينها تذكرت مدير المدرسة الذي علم بأن ريكايل هو ابن ايان بسبب الشبه العظيم بينهما ..!
إذاً هذه الآنسة كذلك .. غير أنها تعلم أننا توأم و ليس فرداً واحداً ..!
سألت مجدداً بلهفة و الدموع من عينيها تسيل : أنتما توأم براون صحيح ؟!!..
أومأت إيجاباً بتردد و الصدمة لا زالت مسيطرة علي ..!
لم أنتبه لحظتها إلا و قد بدأت تبكي بشدة و لم تلبث أن خرت جالسة حيث بدا أن ساقيها لم تحملاها ..!
بلا شعور جلست أمامها و هتفت بقلق : يا آنسة ..!
و ما إن جلست حتى عانقتني بشدة وهي لا تزال تبكي بصوت مرتفع : أنت ابن نيكول و إيان .. أنت ابن أختي ..! و أخيراً عثرت عليك .. و أخيراً وجدتك ..! لا أصدق أن هذا اليوم أتى أخيراً بعد أن كدت أفقد الأمل في العثور عليكما ..!
شعرت بمدى الألم في صوتها و كأن عبارات الفرحة هذه قد أتت بعد جهد جهيد و عذاب طويل ..!
كنت أشعر بشيء من الغرابة فهاهي شقيقة والدتي الحقيقية تجلس أمامي و تعانقني و تبكي فرحة بي ..!
أشفقت عليها بحق فربت على رأسها و همست و قد غزت ابتسامة حانية شفتي : اطمئني خالتي .. ها نحن أمامك مجدداً ..!
من خلال بكائها .. كنت واثقاً بأنها لم تتفانى في مهمة البحث عنا حيث يبدو أنها قد فقدت أثرنا منذ مدة ..!
ابتعدت عني بهدوء حينها و قد سكن صوتها .. أخذت تنظر إلي بنظرات متأثرة فابتسمت لها ..!
ابتسمت هي الأخرى رغم دموعها و وجهها المحمر دون أن تنطق شيئاً ..!
وقفت حينها و ساعدتها على الوقوف فهتفت حالاً : تفضلا .. البيت بيتكما ..!
دخل ريكايل مغلقاً الباب من خلفه فلم يكد يفعل ذلك حتى أسرعت هي و عانقته بدوره و عادت تبكي و هي تهتف : لا أصدق .. إنهما ابنا نيكول .. و أخيراً وجدتكما .. لا أصدق عينيّ ..! أنت حقاً تشبه أباك للغاية يا عزيزي ..!
كان واضحاً عليه التوتر رغم ابتسامته .. لم يقل شيئاً إلا حين أشرت إليه بالحديث فتمتم بارتباك : سـ .. سعيد برؤيتك .. خالتي ..!
ابتعدت عنه حينها و بقيت تنظر إلينا و هي تقول : تفضلا بالدخول .. لا أستطيع وصف سعادتي برؤيتكما حتى أني أكاد أطير من الفرح ..! إنه اسعد يوم في حياتي ..!
شعرت حقاً بمدى صدق كلامها .. كما شعرت بأنني أحببتها صدقاً رغم أني لم أتحدث معها بعد ..!
كانت ذات شعر كستنائي طويل ربطته كذيل حصان فصار يصل لما تحت كتفيها بقليل .. عيناها خضراوتان كلون عيني تماماً .. وهي أطول مني بسانتيمترات فقط ..!
ترتدي بنطال أسود طويل مع كنزة وردية قطنية و طويلة الأكمام ..!
دخلنا إلى غرفة المعيشة التي كانت في نهاية الممر الصغير قبل الردهة ..!
جلست مع ريكايل على أريكة لشخصين بينما جلست هي على أريكة لشخصين لكن من الجهة الأخرى على يميننا ..!
كانت لا تزال تنظر إلينا و دموعها تتسابق في الهبوط .. أخذت تمسح دموعها و هي تقول بابتسامة سعيدة : لقد كبرتما فعلاً .. صرتما شابين ..! و أخيراً رأيتكما للمرة الثانية ..!
أعتقد أن قصدها بعبارة المرة الثانية هو أنها رأتنا سابقاً لمرة واحدة فقط ..!
هنا قلت أنا بابتسامة لطيفة : و نحن سعيدان بلقائك خالتي ..!
تابع ريكايل بذات ابتسامتي : كنا في شوق لهذا اللقاء منذ علمنا بأمرك ..!
كانت دموع الفرح لا تزال تتساقط من عينيها : كم تمنيت أن أسمع كلمة خالتي منكما منذ زمن ..! لا تعلمان مقدار سعادتي بكما ..! نيكول لقد عثرت عليهما .. عثرت عليهما يا أختي ..!
كانت تتمتم بالعبارة الأخيرة بنوع من الألم .. واضح أنها عانت كثيراً حتى هذه اللحظة ..!
لكنها بسرعة مسحت دموعها التي توقفت أخيراً : اخبراني ما أحوالكما ؟!!.. هل كانت حياتكما جيدة ؟!!.. ألا تزالان تحتفظان باسمي لينك و ريكايل ؟!!..
أومأ رايل إيجاباً : اطمئني .. لا يزالان اسمينا ..!
اتسعت ابتسامتها و هي تبدل بصرها بين النظر إلي ثم إلى أخي : أي منكما لينك ؟!.. إنه الأكبر صحيح ..! و الأصغر ريكايل ..!
بدا أنها حتى الآن لم تصدق نفسها : أنا لينك .. و هذا أخي الصغير ريكايل ..!
قلت هذا و أنا أشير إليه في النهاية مع علمي التام بأنه لم يرضى بكلمة الصغير رغم أنه لم يعلق ..!
أخذت هي تضحك بخفة و هي تقول : نعم الآن أستطيع التفريق بينكما ..! حين ولدتما كنتما متطابقين ..! أذكر ذلك اليوم في المشفى حيث كنت أنتظر بشغف ما سيقوله ايان وهو ينظر إليكما في السرير ..! حينها أشار إلى أحدكما و قال " هذا لينك .. إنه الأكبر " ..! كنت طفلة لذا أسرعت بربط شريطة بيد لينك كي أستطيع أن أعرفه من أخيه ..! حينها قالت نيكول بأن ريكايل سيشعر بالغيرة و أنه يريد شريطة هو الآخر ..! كان هذا في يوم ولادتكما ..!
نظرت إلى ريكايل بدهشة فكانت ملامحه هو الآخر مشابهة و قد هتف : إذاً أنتي من ربط الشرائط لنا ..!
بدا عليها الذهول حينها : هل تعلمان بأمر الشرائط ؟!!..
أومأت إيجاباً : إنها لدينا ..!
شهقت حينها بسعادة : لا أصدق .. هل احتفظتما بها طيلة تلك السنين ؟!!..
ابتسم ريكايل وهو يقول : لقد احتفظت بها لنا مديرة الملجأ ..!
بذات ابتسامتها : غير معقول ..! يا لها من مديرة رائعة ..!
- صحيح .. لقد تولت تربيتي ..!
- هل عشتما في ملجأ ؟!!.. لقد اعتقدت أن أحدهم تبناكما لذا لم أتمكن من الوصول إليكما ..!
نظر ريكايل إلي فهززت كتفي بمعنى لا مشكلة لذا نظر إليها قبل أن يقول : في الحقيقة ..لينك تبنته إحدى الأسر .. أما أنا فقد عشت في الملجأ ..!
بدا عليها الدهشة فجأة و تحولت ملامحها للحزن : هل عشتما منفصلين ؟!!.. ذلك مؤسف حقاً ..! متى تم تبنيك يا لينك ؟!!..
تنهدت حينها و قد قررت بأن أخبر خالتي هذه الحقيقة كاملة بعد أن وثقت بها بطريقة ما : الحقيقة هي أني و ريكايل افترقنا في أيامنا الأولى ..! فقد تم تبني و أنا في بعمر خمسة أيام و انفصلنا بعمر أسبوعين ..! حتى أننا لم نعرف بعضنا و لم نعلم بأمر أخوتنا إلا منذ أقل من شهر ..!
شهقت حينها مفزوعة : لا يعقل !!.. أنتما لم تكونا معاً إذاً ..!
أومأت سلباً حينها : لقد حدثت أشياء كثيرة قبل أن نعلم بأمر أخوتنا و قبل أن نعلم بأمرك خالتي ..! لكن من الجيد أننا تمكنا من العثور عليك بعد هذا العناء ..!
عادت لتبتسم مجدداً و وجهها لا يزال محمراً و محتفظاً بآثار البكاء : لا تعلم يا عزيزي كم بذلت في سبيل العثور عليكم ..! المشفى الذي ولدتما فيه احترق منذ ثلاثة عشر عاماً .. لذا لم أتمكن من العثور على أوراق تسليمكما للملجأ ..! كذلك بحثت في الكثير من الملاجئ الكبيرة و في كل الملاجئ الحكومية و لم أعثر عليكما ..! سألت الاستعلامات المدنية كثيراً فكانوا يقولون بأنه لا يوجد شخص باسم لينك براون .. و عندما بحثت عن ريكايل قالوا لي أن المعلومات المتعلقة به سرية ..! فعلت الكثير و أحضرت عدة إثباتات تدل على أني قريبته و أني أبحث عنه لكن كان من المستحيل أن أحصل على معلومة واحدة ..! لا أعلم لما كانت المعلومات عنه محجوبة ..!
كان الاستغراب قد تمكن مني فلما كل ذلك الحرص على المعلومات المتعلقة بريكايل ..!
هو أيضاً كان مستغرباً للغاية : أمر عجيب ..! لقد عشت حياةً عادية و لم أتورط في أي شيء قد يجعل ملفاتي محجوبة ..!
قطبت هي حاجبيها محتارة : لقد شعرت مراراً أن هناك شخصاً ما لا يريد مني أن أعثر عليك ..!
لوهلة .. تذكرت حديث الخالة آنا حين قالت بأن رجلاً أخبرها بأنه سيقطع عيشها إن بحثت عني .. أتراه ذاته الذي حرص على أن لا تتمكن خالتي ميراي من العثور على ريكايل ؟!!..
نظرت ناحيتي : ماذا عنك لينك ؟؟!.. لما قالوا بأنه لا يوجد شخص باسم لينك براون برأيك ؟!..
تنهدت حينها و قد علمت السبب فهو كان واضحاً : حين تم تبني تم تغير أسمي إلى لينك مارسنلي عوضاً عن لينك براون .. لا شك أن هذا هو السبب ..!
اتسعت عيناها بصدمة و هي تقول : أقلت .. لينك مارسنلي ؟!!..
تعجبت في البداية لكن الأمر لم يطل حين تذكرت بان مارسنلي من أشهر الأسر في فرنسا : صحيح .. في الحقيقة لقد تبناني آل مارسنلي ..!
وضعت يدها على قلبها وهي تقول : لكن .. ما سمعته بأن الزوجين مارسنلي لهم ابن واحد ..! لم أسمع إطلاقاً بأنهم تبنوا طفلاً آخر ..!
ابتسمت حينها بهدوء : ذلك طبيعي لأن الجميع يعتقد بأني ابن مارسنلي الحقيقي ..! والدتي التي ربتني لم تكن قادرةً على الإنجاب .. لذا تبنتني هي و زوجها كي أكون أبناً لهما ..!
بانت عليها ملامح الحزن وهي تقول : أرجوا أنك عشت حياة جيدة عزيزي .. هل كنت سعيداً معهم ؟!!.. أخبرني الصراحة ..!
كانت نبرتها تدل على القلق .. لكني حافظت على ابتسامتي كي أطمئنها : أمي إلينا إنسانة عظيمة .. إنها ذات قلب أبيض و رحيمة للغاية ..! لقد ربتني كابنها الحقيقي حتى أني لم أعلم بأنها ليست والدتي إلا مؤخراً .. حقيقة لقد شعرت بالتعاسة في البداية لكنني تغلبت على تلك الصدمة ..! أما أبي جاستن فقد توفي و أنا ابن الثلاث سنوات .. لكني أأكد لك أنه شخص رائع أيضاً ..!
بدا أن كلامي أراحها فنظرت إلى رايل : و أنت عزيزي ريك .. كيف كانت حياتك ؟!!..
بابتسامة هادئة أجابها : لم يكن فيها ما هو مميز .. لقد عشت سنواتي الست الأولى في الملجأ مع كثير من الأطفال .. و حين وصلت إلى سن السابعة نقلت لمدرسة داخلية تابعة للملجأ وبقيت فيها حتى انتهيت الإعدادية ..!
قطبت حاجبيها : أرجوا أنك لم تكن تعاني هناك ..!
- كانت هناك بعض المعاناة في الأمر .. لكن اطمئني فأنا لم أتأثر بهذا ..!
ابتسمت حينها بسعادة و اطمئنان فسألتها بدوري : ماذا عنك خالتي ؟!!.. أين كنت تعيشين من بعد وفاة والدينا ؟!..
نظرت ناحيتي و هي لا تزال تبتسم بهدوء : في الحقيقة .. أبي توفي و أنا في سنتي الثانية .. و أمي توفيت حين دخلت في سنتي الخامسة فلم يكن لي سوى أختي الكبرى نيكول التي تولت رعايتي ..! حين صرت في السابعة تزوجت بإيان فعشت معهما في المنزل و قد كان ايان بالنسبة لي كأخ لا بل كأب قبل أن يكون زوج أخت ..! بعد وفاتهما تولت إحدى الجمعيات الخيرية أمري لأني كنت بلا عائل .. أدخلتني في مدرسة داخلية للفتيات و هي خاصة بالأيتام .. تكفلت الجمعية بالصرف علي حتى تخرجت من الثانوية ..! لقد كانت تستقبل الأطفال في سن الدراسة لذا لم يكن بالإمكان أن تتولى شؤونكما أيضاً ..! مدرستي التابعة للجمعية كانت على بعد بعض الكيلو مترات عن باريس حيث السهول الخضراء فقد كانوا حريصين على توفير بيئة جيدة و نقية لنمو الأطفال ..!
واضح أنها عاشت أفضل من ريكايل بكثير فكل ما تقوله كان نقيضاً لما كان يحدث مع أخي في مدرسته الداخلية ..!
لكنه حينها قال بابتسامة : سعيد لأنك عشت حياة جيدة ..!
ابتسمت له بهدوء و بقيت تحدق فينا : أنه ثاني أسعد صباح في حياتي ..!
بفضول مع ابتسامة قلت : و متى كان الصباح الأول ؟!!..
ضحكت بخفة حينها : كان صباح ولادتكما ..! حين كنت في المشفى أقف قرب غرفة الولادة و أراقب أيان الذي كان يقطع الممر جيئة و ذهاباً بتوتر حتى سمعنا صوت البكاء العالي يصدر من الغرفة و قد كانت الساعة قد تجاوزت التاسعة ..! كان إيان متوتراً لأنه صار أباً لطفلين رغم أنه ما زال في العشرين !!.. لقد اتفق مع نيكول على أن يختار كل واحد منهما أسماً لأحد الطفلين .. في الحقيقة .. إيان هو من أختار اسمك يا لينك .. أما نيكول فهي من اختارت اسم ريكايل ..!
كلامها ذاك جعلني أتحمس لمعرفة المزيد عن والدي و اللذان أعتقد يقيناً بأنهما تزوجا بعد علاقة حب طويلة ..!
انتبهت لملامح الحزن التي طرأت عليها فجأة فسألت بقلق : خالتي .. ما الأمر ؟!!..
دمعت عيناها حينها و قالت بصوت مخنوق : كم يؤلمني الأمر حين أفكر بأنهما توفيا في اليوم الذي يلي ولادتكما .. أشعر بالتعاسة حين أفكر في ذلك ..!
صمت أنا أيضاً كما فعل ريكايل و قد اختفت ملامح السعادة عن ثلاثتنا ..!
إنها محقة .. من خلال كلامها بدا واضحاً بأنهما انتظرانا طويلاً و بشغف و الدليل هو أنهم جهزوا الأسماء مسبقاً ..!
كم هو مؤلم التفكير في أنهما توفيا قبل أن يهنأ بنا ..!
انتبهت لخالتي التي وقفت حينها و قد مسحت دموعها و ابتسمت : لقد شغلني الحديث فنسيت تحضير القهوة لكما .. يا لي من مهملة ..!
لحظتها رن الهاتف الذي كان فوق طاولة صغيرة في زاوية الغرفة تتوسط أريكتين لشخص واحد ..!
سارت ناحيته و أجابت بهدوء : منزل ستيوارت ....... نعم أنا هي ..!
بقيت صامتةً للحظات قبل أن تصرخ بفزع : ماذا ؟!!!!!..
التفت ناحيتها بسرعة كما حدث مع ريكايل فصرختها أخافتنا ..!
لكنها حينها قالت بنبرة تعيسة : لما أنا ؟!!....... ألا يوجد غيري ؟!!..
نظرت إلى ريكايل فهز كتفيه بمعنى أنه لم يفهم شيئاً ..!
عدت أنظر إليها و قد تابعت حديثها : إلى أين ؟!!...... مستحيل كوريا الشمالية ؟!.... لكن سيدي أنا أعمل في رحلات دول أوروبا فقط !!..... متى ستقلع الرحلة ؟!!....... لا يمكن .. لا وقت لدي !!...... أرجوك سيدي ابحث عن غيري ........... هناك الكثير من المضيفات و المضيفين كما أني عدت مساء الأمس من رحلة إلى النمسة ......! و متى ستكون رحلة العودة ؟!!..... لكن ......... حاضر سأكون هناك فوراً ..!
أغلقت الخط بعدها و صرخت باستياء معبرة عن غضبها ..!
سارت بعدها عائدةً إلى ذات أريكتها و قد بدا الإحباط عليها ..!
بتردد سأل أخي : ما الأمر فجأة ؟!!..
نظرت إلينا بحزن : أنه مديري في العمل .. ربما لا تعلمان بأني أعمل مضيفة طيران ..!
- بلا .. سمعنا عن هذا ..!
- لقد اتصل الآن ليخبرني بأن علي أن أكون على متن الرحلة المتجهة لكوريا الشمالية تمام الثانية ظهراً ..!
- كوريا بعيدة .. لكن لما لم يخبرك سابقاً ؟!..
- لقد مرض أحد المضيفين فجأة و نقل إلى المشفى .. لذا يجب علي متكرمة أن أحل عوضاً عنه ..!
قالت عبارتها الأخيرة بنبرة استياء واضحة .. فسألت حينها : و لما وقع الاختيار عليك أنتي ؟!!..
تنهد حينها بتعب : اليوم و غداً إجازتي هذا الأسبوع .. لذا وقع الاختيار علي لأنه لا رحلات لدي .. كما أنه أخبرني بأن ذلك المضيف سيحل عني في يوم أجازته لكي آخذ أنا كإجازة لي ..! و المصيبة أن رحلة العودة ستكون فجر الغد .. يعني بعد أن تنتهي إجازتي تماماً ..!
باستغراب قلت : لما أنت منزعجة ؟!!.. بما أن يوم إجازتك لن يضيع فلا مشكلة ..!
بدا عليها الإحباط و هي تقول بنبرة باكية : لأني كنت أريد قضاء أجازتي معكما بعد أن عثرت عليكما أخيراً .. خاصة أن جدول رحلاتي مزدحم بسبب اقتراب العطلة !!.. كما أن موعد الرحلة أقترب لذا يفترض أن أكون في المطار الآن أساعد في تجهيز الطائرة ..!
كانت الساعة تشير إلى الحادية عشر و النصف ..!
بالتأكيد يجب عليها أن تذهب لتجهيز ملابسها الآن و تنطلق للمطار ..!
لذا وقفت حينها فوقف ريكايل خلفي : إذاً .. لن نعطلك عن عملك ..!
وقفت حينها معترضة : لا أرجوكما .. أبقيا هنا قليلاً ..!
ابتسم رايل لها : اطمئني .. سنزورك فور أن تسنح الفرصة ..!
تنهدت حينها فيبدو أنه لا خيار آخر أمامها .. لكنها قالت : انتظرا رجاءاً ..!
خرجت من الغرفة بسرعة .. نظرت إلى ريكايل و همست : ماذا تعتقد أنها ستفعل ؟!..
هز كتفيه بحيرة : لا علم لي ..!
عادت بعد لحظات وهي تحمل شيئاً في يدها .. لقد كان كيسياً فخماً من الورق ..!
مدت الكيس لي فحملته .. و حينها تمكنت من رؤية ذلك الصندوق الذي كان بحجم الكيس تقريباً موضوعاً بداخله : حين تكونان متفرغين ألقيا نظرة عليه ..!
أومأت لها إيجاباً : بالتأكيد .. و الآن نراك قريباً ..!
قبل ذلك تبادلنا أرقام الهواتف بينما كنا نسير ناحية الباب ..!
و حين وقفنا قربة قلت بابتسامة : إلى اللقاء ..!
ابتسمت لي و تقدمت بضع خطوات لتعانقني و هي تقول بنبرة متأثرة : إياكما أن تتأخرا في الزيارة القادمة .. سأنتظركما بشغف ..!
و قبل أن تبتعد تماماً قبلت وجنتي حينها مما جعل وجهي يحمر بخجل ..!
ابتعدت عني و هي تطلق ضحكة صغيرة : لا تنسى أني خالتك لذا لا داعي للخجل ..!
صحيح أنها خالتي .. لكن في الوقت ذاته شابة ألتقيها لأول مرة ..!
عانقت ريكايل حينها و هي تقول بمرح : ستسيطران على تفكيري حتى أركما ثانية يا أعزائي ..!
فعلت الأمر ذاته معه فكان احمرار وجهه واضحاً أيضاً مما جعلني أحاول كتم ضحكتي متناسياً أني كنت في ذات الموقف منذ لحظات ..!
ودعناها حينها و كلنا أمل بلقاء قريب .. لأننا كنا متشوقين لمعرفة المزيد عنها و عن والدينا ..!
.................................................. .......

نتوقف هنا << أدري تكرهون هالجملة ^^ !!..

أن شاء الله أن طول البارت عوضكم عن الأنتظار ؟!!..

ما راح أطول عليكم فنطير للهوم وورك ..!

مشروع بالشراكة مع آل دايفيرو .. أهو مجرد حدث عابر في قصتنا ؟!!..

تعود المشكلات لمحاصرة لينك مجدداً .. إلى متى يا ترى ؟!!..

ميشيل و ظهور جديد .. هل ستطول مدة غضبها ؟!!..

بلا مقدمات تظهر كيت في ذهن لينك .. ما قصة هذه الفتاة ؟!..

و أخيراً ظهرت ميراي ستيورات .. ما أنطباعكم الأول عنها ؟!!..

و الآن مات توقعاتكم للأحداث القادمه ؟!!..

و ما رأيكم بالبارت عامةً ؟!!..

إحتمال كبير يكون هذا آخر بارت قبل الأمتحانات النهائية .. لذا أتمنى أن تعذروني ..!
__________________
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم











رد مع اقتباس
  #44  
قديم 07-10-2013, 06:24 PM
 
part 19
كنا نجلس في حديقة القصر نشرب القهوة و نتحدث بشأن خالتنا التي يمكننا وصفها باللطيفة ..!
لاحظت أن ريكايل أحبها مثلي تماماً .. و قد كان كلانا متشوقاً لرؤيتها مجدداً ..!
الساعة كانت تشير إلى الثانية ظهراً : ستقلع طائرتها الآن ..!
هكذا تمتم ريكايل : صحيح .. رغم أني تمنيت أننا بقينا عندها أطول ..!
- أين الكيس الذي أعطتك إياه ؟!!..
- لقد وضعته في غرفتي .. لكني لم ألقي نظرة عليه بعد لأني فكرت بأنه من الأفضل أن نفعل هذا سويةً ..!
- سأذهب قبل نهاية النهار لزيارة الخالة آنا .. أترافقني ؟!!..
طأطأت رأسي حينها بتوتر : لا جرأة لي على هذا بعد ما حدث مع ميشيل في الصباح ..!
ابتسم لي بهدوء : أطمئن .. ميشيل لا تتواجد في المنزل إلا في المساء ..!
بدالته الابتسامة حينها : إن كان هكذا فلا بأس ..!
في الحقيقة .. أكثر ما كان يخيفني هو فكرة وجود ميشيل هناك ..!
تلك الفتاة بالفعل شيء لم يمر علي مثله في حياتي ..!
فحتى أليس كانت تحبني .. لكن ميشيل غريبة للغاية ..!
رغم الكلام الذي قالته ليديا .. لم أستطع فعل شيء لإرضائها ..!
انتبهت حينها لصوت الخادمة التي قالت : سيدي .. لقد حضرت السيدة مارسنلي ..! و سيكون الغداء جاهزاً بعد دقائق ..!
أومأت لها إيجاباً فانصرفت بهدوء .. حينها قال ريكايل بجد : أذهب و أعتذر إليها الآن ..!
قطبت حاجبي : تعال معي ..!
أومأ سلباً : لا .. عليك فعل ذلك وحدك ..!
تنهدت حينها و أنا أقف : يا لك من فتى ..!
تركته في ذات المكان تحت تلك القبة الحجرية قرب بركة السباحة و اتجهت للداخل ..!
رأيت جيسكا تسير هناك فاتجهت إليها : أين والدتي ؟!!..
ببرود قالت : في غرفة الجلوس ..!
تجاوزتها حينها و أنا أفكر في أنني لم أرها يوماً بملامح مختلفة حتى أني أشك في أن وجهها تصلب على هذا النحو ..!
وصلت لغرفة الجلوس التي كان بابها مفتوحاً و رأيت أمي هناك .. لم تكن وحدها فهاهي الخالة كاثرن هنا معها ..!
ابتسمت بهدوء : مرحباً ..!
التفتا إلي لتقول الخالة كاثرن بمرح : أهلاً عزيزي لينك .. كيف حالك ؟!!..
بذات ابتسامتي و قد تقدمت قليلاً : بخير ..!
سرت بخطوات مترددة حتى وقفت أمام والدتي التي بدا عليها الهدوء حتى أني افتقدت ابتسامتها ..!
ربت على كتفها ثم انحنيت قليلاً لأقبل رأسها .. و بعد أن استقمت مجدداً : آسف على ما حدث بالأمس .. لقد كنت متوتر الأعصاب ..!
انتظرت ردة فعلها للحظات .. لكني شعرت بالراحة حين رأيت ابتسامتها الصغيرة تلك ..!
وقفت حينها أمامي ثم احتضنتني و هي تقول : هذا هو ابني الجيد ..!
ابتسمت حينها بهدوء : أعدك أني لن أكررها ثانية ..!
ابتعدت عني حينها و قد اتسعت ابتسامتها ..!
في تلك اللحظة هتفت خالتي كاثرن بسعادة : كم أحسدك يا إلينا .. ليت لدي ابناً كلينك ..!
تقدمت ناحيتها و جثوت على إحدى ركبتاي أمامها ثم أمسك يدها و قبلتها : اعتبريني ابنك إن أردتِ سيدة رافالي ..!
ضحكت بخفة حينها : أيها الماكر ..!
وقفت حينها دون أن أغير ابتسامتي وفي تلك اللحظة دخل خادم إلى الغرفة و هو يقول : مائدة الغداء بانتظاركم سيدتي ..!
بابتسامة هادئة قالت والدتي : سنكون هناك بعد لحظات ..!
خرج حينها فنظرت إلي : أين ريكايل ؟!!..
- في الحديقة ..!
- حسناً .. أخبره بأن الغداء جاهز ..!
- حاضر ..!
قطبت الخالة كاثرن حاجبيها : ريكايل .. من هذا ؟!!..
ابتسمت أمي بسعادة حينها : إنه خادم لينك .. و هو في ذات سنه ..!
بدا عليها الاستغراب : و لما لينك هو من يذهب ليستدعيه رغم أن العكس هو ما يفترض أن يحدث ؟!!..
ضحكت بخفة حينها : إنهما أشبه بالصديقين يا كاثرن ..! أن ريكايل لطيف للغاية و فتى نادر أن تجدي مثله .. كما أنه وسيم أيضاً ..! لو أنني كنت قد عرفته قبل بضع سنوات لكنت تبنيته ليكون أخاً للينك ..!
لحظتها .. كتمت ضحكتي ..!
لأن والدتي لا تعلم بان ريكايل هو أخي فعلاً سواء تبنته أم لا ..!
لكنني كنت سعيداً بكلامها فهذا يعني بأنها ستتقبله فوراً إن علمت بأنه أخي حقاً ..!
بدا الاستنكار على خالتي : إنك غريبة بالفعل إلينا ..! لينك ألا تشعر بالغيرة من هذا الخادم ؟!!..
أومأت سلباً بابتسامة : لا .. فأنا أيضاً أحببته كذلك ..! ربما ستحبينه إن عرفته يا خالتي ..!
بلا اهتمام قالت : لا أعتقد ..!
شعرت بالقلق حينها .. لأن السيدة رافالي من النوع الفاخر من النساء و المتمسك بعادات الطبقة المخملية سواءً كانت سيئة أم حسنة .. و هي ليست مثل أمي ذات القلب العطوف على الكل ..!
كما أنها إن وضعت شخصاً في رأسها فهي ستبحث عن أي زلة يقوم بها ..!
و إن أحبت شخصاً فستتغاضى عن كل عيوبه ..!
خشيت فعلاً أن تضع أخي في رأسها حينها لن يستطيع أحد إنقاذه من نظراتها المرعبة !!..
إنها صفة سلبية فيها ..!
استأذنتهما للذهاب لاستدعاء ريكايل ..!
و حين خرجت للحديقة رأيته هناك يمسك بكأس من الماء و يشرب منه حتى فرغ الكأس ..!
ما إن انتبه لوجودي حتى أخذ شيئاً من على الطاولة و ضعه في جيب سترته بغية إخفائه ..!
لم يكن علبة كما في المرات السابقة بل هو كرت أقراص ..!
أيمكن أنه دواء آخر يا ترى ؟!!..
أشعر بالقلق حيال الأمر .. يجب أن أحدثه فيه قريباً ..!
لأنه ليس من الجيد أن أتظاهر بعدم انتباهي له أكثر من هذا ..!
وصلت إليه حينها : حان موعد الغداء .. الخالة كاثرن هنا أيضاً ..!
قطب حاجبيه : من هي ؟!!..
- إنها والدة دايمن ..!
- آه .. تقصد السيدة رافالي ..! لقد نسيت أن أسمها كاثرن ..!
- حسناً .. هيا بنا لتناول الغداء ..!
وقف حينها فسرنا سوية للداخل : أتعلم ماذا قالت أمي قبل قليل ؟!..
التفت إلي مستغرباً : ماذا ؟!!..
- لقد كانت تشيد بك أمام خالتي ..! كما أنها قالت بأنها لو عرفتك قبل سنوات لتبنتك لتكون أخاً لي ..! يبدو أنها أحبتك فعلاً ..!
ابتسم بغرور : لدي قدرة على جعل الناس تعجب بي بسرعة ..!
بجد قلت : ليس هذا ما أقصده ..! تعلم قصدي .. إنها تحبك ريكايل ..!
اختفت ابتسامته حينها و تنهد بتعب : ليس الآن لينك .. ليس الآن ..!
بانزعاج قلت : متى إذاً ؟!.. أني أتمنى إخبارها بالحقيقة في أقرب وقت ..!
- ربما .. بعد أن نعود من لندن ..!
- حقاً ؟!!..
- قلت لك ربما !!!..
- إنه مؤشر جيد على كل حال ..!
وصلنا حينها إلى غرفة الطعام .. دخلت فرأيت والدتي تجلس في مكانها عن يسارها جيسكا و يمينها الخالة كاثرن ..!
جلست في مكاني .. و قبل أن يجلس ريكايل حنى رأسه باحترام : طاب يومك سيدة إلينا ..!
ابتسمت له أمي بمرح : طاب يومك ريكايل ..!
نظر إلى خالتي حينها : طاب يومك سيدة رافالي ..!
لم ترد عليه .. ذلك جعلني أقلق .. لقد وضعته في رأسها بالفعل ..!
جلس في مكانه على يساري فوقفت جيسكا و أخذت تتحدث عن أصناف المائدة ..!
و ما إن وصلت نصف الأصناف حتى جلست ليقف ريكايل و يتابع عوضاً عنها ..!
واضح أنها أعطته محاضرة طويلة عن ما يجب عليه فعله على مائدة الطعام ..!
بعد أن انتهى و جلس بدأنا بتناول طعام الغداء بصمت .. كما هي العادة دائماً ..!
.................................................. .......
للأسف .. لم يكن بإمكاني الذهاب مع ريكايل لزيارة الخالة آنا .. ذلك لأن والدتي طلبت مني أن أبقى معهما و مع الخالة كاثرن التي على حد قولها اشتاقت لي ..!
كنا نحتسي القهوة في غرفة الجلوس .. و بطريقة ما فتحوا موضوع ريكايل ..!
ببرود قالت السيدة رافالي : أعتقد أنه من غير اللائق بأن يناديك بسيدة إلينا عوضاً عن سيدة مارسنلي ..!
ببساطة قالت أمي : أنا من طلب منه أن يناديني بسيدة إلينا ..!
- آه صحيح .. نسيت أنك إلينا مارسنلي يا عزيزتي ..! أنا واثقة أنك تودين لو يناديك بخالتي أيضاً ..! إنك ذلك النوع من الأشخاص بالفعل..!
- لا مشكلة كاثرن ..! إنه ولد لطيف و مهذب للغاية .. لقد تغير لينك للأفضل منذ وصل ريكايل إلى هنا ..!
قالت هذا و هي تنظر إلي فلم أعلق لأنني لم أجد ما يمكن قوله ..!
لكن خالتي قالت بنوع من الاستياء غير الملحوظ : لهذا قال دايمن بأنك لم تعد تجلس معهم كثيراً .. يبدو أن صحبة ذلك الخادم أعجبتك ..!
إنها بالفعل تصبح شخصاً آخر حين تحقد على أحدهم !!..
شعرت بالغيظ لحظتها .. فلكل شيء حدوده ..!
لكنني كتمت غضبي بصعوبة : في الحقيقة .. كنت مشغولاً الآونة الأخيرة ..!
- أخبرتني آندي أنك قمت بمقابلة زواج مع ابنة روبرتون .. كيف كان الأمر ؟!!..
- إنها لا تناسبني .. أفضل كونها صديقة وحسب ..!
- لولا أني أعلم أن دايمن متعلق بابنة مردستن لاخترت ليديا لتكون زوجةً له ..! إنها تملك كل مقومات الفتاة الراقية ..!
- فلورا أيضاً ليست أقل منها .. كما أني أعتقد أنهما صديقتان لذا لديهما نفس الصفات ..!
تنهدت حينها فيبدو أنها ليست راضية تمام الرضا عن فلورا .. لكن المشكلة بأن أبنها مجنون بفتاته تلك ..!
ابتسمت أمي لحظتها : لا عليك عزيزتي ..! تذكري بأنها وريثة مردستن القادمة ..! كما أنها تمتلك جميع المقومات فهي لطيفة ورقيقة وجميلة .. و هي مهذبة كذلك ..!
قطبت حاجبيها حينها : لكنها لا تصل إلى مستوى ليديا روبرتون .. كما أن والدتها امرأة مغرورة و تحسب نفسها أفضل من الكل !!.. لا أصدق أن واحدةً مثلها ستكون خالة ولدي الوحيد دايمن !!.. إنها لا تعلم بأن رافالي يستطيعون محي اسم مردستن من هذا المجتمع في ثوان ..!
ربما لو علمت خالتي بقصة ليديا مع والدتها و أبيها لما فضلتها ..!
لكني حينها قلت بابتسامة : إن فلورا تذكرني بليندا تماماً ..!
بدا الحزن على خالتي حين ذكرت اسم ليندا : لا أعلم لما أولادي يتعلقون بالأشخاص بشكل كبير ..! فهاهي ليندا حاربت الجميع حتى تزوجت بذلك الروبرت الآلي رغم أن أسرته ليست بذلك النبل ..! لكن شهرته ككاتب روايات كانت عزائي الوحيد ..!
كتمت ضحكتي على وصفها له بالآلي .. يبدو أن دايمن ليس الوحيد المغتاظ من تصرفات زوج ليندا ..!
تابعت خالتي بنبرة يائسة : و الآن هي أتعس إنسانة على وجه الأرض بسبب تجاهله لها ..! و ما يكاد يصيبني بالجنون بأنها لازلت متعلقة به !!.. و هاهو دايمن قد تعلق بتلك الفلورا التي لا أعلم إن كانت قادرة على إسعاده أم لا ..! حتى أنه أخبرني أنه سيخطبها فور أن يصير في العشرين من عمره خوفاً من أن تطير منه !!!.. أرجوا ألا يتكرر الأمر ذاته مع آندي و ميرال ..!
ابتسمت حينها بهدوء : اطمئني .. أنا واثق بأن فلورا ستجعل دايمن أسعد إنسان على وجه الأرض ..! كما أن ليندا أخبرتني بأن روبرت قد بدأ يتغير و أنه متحمس للطفل القادم ..!
بذات يأسها : أتمنى ذلك ..!
حاولت أمي التخفيف عليها فقالت بمرح : لا بأس كاثرن .. السعادة تأتينا دائماً من أماكن نجهلها ..! بالنسبة لي فسأترك للينك حرية اختيار العروس التي يريد إن كان واثقاً بأنها ستسعده ..!
اختفت ابتسامتي حينها ..!
أتساءل .. هل ستقول أمي ذات الكلام حين تتعرف على ميشيل ؟!!..
أعتقد أن ميشيل أصلاً قد حقدت علي و انتهى الأمر .. أني أتمنى حقاً أن أعلم عن ما يجول في خاطرها ..!
نظرت خالتي إلى ساعتها و هي تقول : لقد صارت الساعة الخامسة .. علي أن أعود للمنزل الآن ..!
قطبت أمي حاجبيها : أبقي قليلاً كاثرن .. لا يزال الوقت مبكراً فالشمس لم تغب حتى الآن ..!
- أعذريني عزيزتي .. لكن يجب أن أعود فميرال ستقيم حفلة تمام السابعة لصديقاتها بمناسبة نهاية النصف الأول من المدرسة .. لذا يجب أن أكون هناك مسبقاً لأتأكد من أن كل شيء جاهز ..!
رغم أن للسيدة رافالي أربعة أبناء .. إلا أنها تفضل ميرال و تعاملها معاملة خاصة و تدللها أكثر من البقية بحكم أنها صغيرة العائلة ..!
وقفت خالتي حينها و هي تقول : أراك بخير عزيزتي ..! لينك .. أدرس جيداً لبقية الامتحانات حتى تحصل على علامات مميزة تسعد والدتك ..!
أومأت لها إيجاباً : بالتأكيد .. اطمئني من هذه الناحية ..!
عانقتها والدتي حينها : كرري زيارتك في أقرب وقت يا عزيزتي ..!
.................................................. ..........
__________________
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم











رد مع اقتباس
  #45  
قديم 07-10-2013, 06:27 PM
 
كنت أستلقي على سريري الكبير بملل .. الساعة صارت الخامسة والصف و ريكايل لم يعد بعد ..!
اتصلت به فوراً ..لحظات و أجاب : أهلاً لينك ..!
- مرحباً .. أين أنت الآن ؟!!..
- غادرت منزل الخالة آنا منذ لحظات .. سأذهب لإلقاء نظرة على الأطفال فأنا في الطريق للملجأ ..!
- حسناً .. تعال بعدها إلى المنزل ..! لأني أريد أن أخرج معك لأحد المراكز التجارية ..!
- لما فجأة ؟!!..
- أفكر في أن نتمشى قليلاً .. و منها نستعد للسفرة القادمة ..!
- أعذرني ليس اليوم .. لدي بعض الأمور و لن أعود إلا في العاشرة ..!
قطبت حاجبي مستغرباً : أمور ؟!!.. لم أعلم بأن لديك أموراً غير أمور الخالة آنا و الأطفال ..!
بهدوء أجابني : حسناً .. أعتقد أن لدي أموراً أخرى ..!
- أيمكنني معرفتها ؟!!..
- أعتذر .. لكني أفضل الاحتفاظ بها لنفسي بعض الوقت ..!
- لا تقل لي بأنك بدأت بعمل جزيء في مكان ما !!...
- لا اطمئن .. لست طماعاً لذا راتبي من مارسنلي يكفيني ..! أراك فيما بعد ..!
أغلق الهاتف بعدها .. ما الأمر الذي سينجزه يا ترى ؟!!..
في الحقيقة .. لاحظت أنه شرد بذهنه عدت مرات اليوم .. لكني اعتقدت في البداية بأن الأمر متعلق بخالتنا ميراي ..!
يبدو أن هناك أمراً آخر يشغل تفكيره .. أهي فتاة ؟!!!..
هه .. ريكايل ليس مثلك يا لينك من هذه الناحية ..فلا أعتقد أنه سيلتقي بفتاة ثم يسبب لها مشاكل كي تشغل تفكيره هكذا ..!
على عكسك مع ميشيل !!..
جلست على حافة السرير و أنا أتمتم : إلى متى يا ميشيل ؟!!..
هي لم تعطني فرصة لشرح الأمر .. لكني لا ألومها ..!
ليس هذا وقته لينك .. عليك أن تجد طريقة ترضيها بها ..!
نظرت إلى هاتفي .. للحظات فكرت في أمر ما .. لكني كنت متردداً في تنفيذه ..!
لم أجد نفسي إلا وقد أمسكت الهاتف لأنفذ ما في رأسي ..!
...............................................
تنهدت حينها بتعب : ما رأيك الآن ؟!!..
بدا عليها العبوس و هي تقول : حالتك متأزمة فعلاً ..!
كانت الساعة تشير إلى السادسة و النصف في ذلك المقهى الكبير ..!
بقيت أحدق في كوب القهوة التركية أمامي : آسف لإدخالك بهذا ..!
شعرت بها تضرب رأسي بخفة و ما إن رفعت رأسي إليها حتى رأيتها تبتسم و وجنتاها متوردتان كالعادة : لقد وعدت بمساعدتك مسبقاً .. و أنا من النوع الذي يحب أن يفي بوعوده على أكمل وجهه ..! لذا لن يهدأ لي بال حتى تحصل على ميشيل أيها العاشق ..!
بادلتها تلك الابتسامة : شكراً لك .. ليديا ..!
لكنني أردفت بنصف ابتسامة : لكني لم أصل إلى مرحلة العشق بعد ..!
ضحكت بخفة حينها : واثقة أنك ستقع في بئر تلك المرحلة قريباً جداً ..!
منذ ساعة .. اتصلت بليديا .. لا أعلم لما لكني أردت أن أخبرها بما حدث مع ميشيل هذا الصباح ..!
كان ذلك دون أن أخبرها بأي شيء بشأن ريكايل .. فقد قلت بأني التقيتها في الصباح صدفة وحسب ..!
من حسن حظي أن ليديا كانت متفرغة .. لذا دعوتها لشرب القهوة هنا ..!
كانت تمسك بسكين صغيرة و تقوم بتقطيع الوافل المزين بالفواكه الصغيرة و الشوكولا على صحن أمامها بشرود ..!
لحظات حتى قالت : المشاعر التي تخرج من القلب مباشرة نادرة .. و من الصعب التعبير عنها ..!
نظرت إليها باستغراب : ما قصدك ؟!!..
رفعت رأسها إلي و بابتسامة صغيرة قالت : أقصد أنه ليس كل شخص أمامك يريك ما في قلبه ..! لذا هناك احتمال كبير بأن ميشيل ليست صادقة في كلامها ..! أعتقد أنها تقول ذلك فقط كي تثبت لنفسها بأنها تكرهك .. رغم أن قلبها يرفض ذلك ..!
قطبت حاجبي : ما الدليل ؟!!..ربما يكون كلامها من القلب ..!
- أخبرتك سابقاً .. تلك النظرة في عينيها لم تكن تكذب ..! يستحيل أنها تكرهك بعد تلك النظرات التي كانت في عينيها حين رأتك في المقهى ..! لقد كانت ملحوظة للغاية ..!
- لقد خيبت أملها مرتين يا ليديا .. لذا أعتقد أنها باتت تكرهني ..! هذا مؤكد ..!
- أنا لا أوافقك الرأي ..!
- إذاً ما الذي علي فعله ؟!!..
- ليس في يدك شيء الآن غير أن تتحقق من صدق مشاعرها ..! إن كانت تحبك فعلاً فهي ستمنحك فرصة ثالثة ..! لكن تذكر .. تلك الفرصة ستكون الأخيرة بلا ريب ..!
- لقد اعتذرت لها اليوم لكنها رفضت اعتذاري .. لا أعتقد أنها ستنوي إعطائي فرصة بعد أن شككت بها أولاً ثم حين رأتك معي وسمعت حديثنا ذاك ..!
- لقد رفضت اليوم لأن لقاءكما كان مفاجئاً .. لكني اعتقد أنها ستفكر في كلامك ملياً ..!
تنهدت حينها مجدداً .. لقد كان لقائي بها اليوم سيئاً تماماً : سأنفذ ما قلته و أرى النتائج ..!
ابتسمت حينها ثم قالت : ثق بي .. أنا جيدة في هذا و أعلم أنها ستأتي لتعطيك فرصة أخرى ..!
ترددت قليلاً قبل أن أسأل : ليديا .. لما تساعدينني بهذا الشكل ؟!!..
بذات ابتسامتها الهادئة : أخبرتك مسبقاً بأني أحببتك كأخ و صديق .. و سعادتي هي من سعادة أحبابي ..! كما أني أريد التكفير عن خطأي فلو أنها لم ترني معك ذلك اليوم لكانت أموركما على خير ما يرام ..!
- أنت لم تفعل ما هو خاطئ .. أنا من تفوه بكلام جعلها تغضب ..!
- أسمع .. أنصحك أن لا تفكر في الأمر مجدداً .. حاول نسيانه لبعض الوقت حتى ترتب أفكارك و حتى تعطي ميشيل فرصة للتفكير في أمرك ..!
- سأنفذ نصيحتك .. و أرجوا أن أنجح في هذا ..!
بقينا صامتين حيث كانت هي تشرب من كوب القهوة في يدها بينما أنا وضعت في فمي قطعة من السوفليه بالشوكولا الذي كان أمامي ..!
نظرت إلى الساعة التي كانت تشير إلى السابعة .. فكرت في أمر ما .. ربما سيجعل ليديا سعيدة فأنا أعتقد أنها ذلك النوع من الناس ..!
- ليديا .. هل تحبين الأطفال ؟!!..
نظرت إلي باستغراب : لما تسأل فجأة ؟!!..
بتوتر قلت : فقط .. هكذا ..!
ابتسمت حينها بمرح و قد توردت وجنتاها كالعادة : أنا أعتبرهم أجمل شيء على سطح الكوكب ..! أنهم ظرفاء للغاية و يجلبون السعادة للجميع ..!
شعرت بالراحة حينها : ألديك خطط اليوم ؟!!..
- لا ..!
- إذاً .. أنتي متفرغة ؟!!.. أريد أخذك لمكان ما ..!
- إني متفرغة تماماً ..لكن أين ذلك المكان ؟!!..
ابتسمت حينها : إنها مفاجأة ..!
.................................................. ......
أوقفت سيارتي الفراري الحمراء أمام ذلك المنزل .. أغلقت سقفها الذي كان مكشوفاً : لقد وصلنا ..!
نظرت ليديا إلى ذلك البيت الوردي : أنه لطيف جداً .. لكن لما أتينا إلى هنا ؟!!..
- إنه ملجأ للأيتام .. هناك بعض الأطفال يعيشون هنا ..أعتقد أنك ستحبينهم ..!
التفتت إلي مستغربه : لم أعتقد أنك من النوع المحب للأطفال ..!
نزلت من السيارة و أنا أقول : في الحقيقة لم أكن كذلك حتى وقت قريب .. لكنني أحببت الأطفال بعد تعرفي لأطفال هذا الملجأ ..!
نزلت هي الأخرى بحماس : متشوقة للقائهم ..!
سرت بهدوء ناحية الدرج وهي خلفي .. كان الجو قد بدأ يبرد بعد أن غربت الشمس ..!
كانت ترتدي فستان وردي يصل لمنتصف الساق و له كم قصير .. مع حزام عريض باللون الفضي حول الخصر ..!
كان لطيفاً للغاية و يناسبها خاصة أنها تركت شعرها منسدلاً و قد كان متموجاً قليلاً كما هي طبيعته و قد رفعته عن وجهها بشريط فضي يطابق لون حذائها ..!
بالنسبة لي فقد كنت أرتدي بنطال جينز قاتم اللون مع كنزة بلون المانجو طويلة الأكمام ..!
ضغطت على الجرس .. و ما هي سوى لحظات حتى فتح أحدهم الباب ..!
دخلت حينها فرأيت أنها لورا الصغيرة .. التي ما إن رأتني حتى بدت السعادة عليها و ركضت عائدة وهي تنادي : لقد جاء لينك إلى هنا ..!
التفت ناحية جوليا التي بدت مذهولة مع ابتسامة متعجبة على وجهها : أأنت محبوب هنا ؟!!..
- أنا نفسي لا أعلم ذلك .. لكن هؤلاء الأطفال يتعلقون بالشخص بسرعة ..!
لحظتها رأيت جين في بداية الممر تركض و خلفها الآنسة جيني ..!
فور أن اقتربت جثوت على ركبتي فعانقتني من فورها : أخيراً جئت ..!
كنت قد ابتسمت بلطف و أنا أربت على رأسها : آسف على تأخري يا صغيرتي الجميلة ..!
ابتعدت عني و قد توردت وجنتاها : لقد سقيت زهور قوس المطر مع الآنسة جيني اليوم ..!
- إنه أمر رائع .. إن اهتممت بها كثيراً فهي لن تموت ..!
- صحيح .. رايل قال ذلك أيضاً ..!
- هل رايل هنا ؟!!..
- لا ..لقد ذهب قبل قليل ..!
انتبهت للآنسة جيني التي قالت بابتسامة بشوشة : لقد كانت جين حزينة حين جاء ريكايل إلى هنا من دونك ..!
لا أصدق بأني استطعت أن أكسب حبها الطفولي بهذه السرعة ..!
حملتها حينها و نظرت لليديا : هذه الصغيرة هي جين .. و هي الأصغر هنا ..!
ابتسمت ليديا في وجهها و ربتت على رأسها : مرحباً .. أنا أسمي ليديا ..!
كانت جين تنظر إليها باستغراب : هل أنت أم لينك ؟!!..
قطبت حاجبي متعجباً كما كان الحال مع ليديا ..!
لكنها عادت لتبتسم وهي تقول : هل أبدو كأمه ؟!!..
- أنت صغيرة على ذلك ..!
- صحيح .. ليس لدي أي أبناء بعد ..!
قالت هذا بمرح .. فابتسمت لها جين : أنت جميلة يا آنسة ..!
- حقاً ؟!.. لكنك أجمل مني بكثير ..!
ضحكت جين حينها بخفة .. بدت ليديا مستمتعة بالفعل .. أنا سعيد لأنني أتيت بها إلى هنا ..!
رحبت بنا الآنسة جيني و طلبت منا الدخول فتركت جين لتسير على الأرض و دخلنا سوية إلى غرفة الجلوس ..!
هناك كانت جوليا تقوم بوضع فناجين القهوة التي قد تم استعمالها و تضعها في صينية كي تنقلها للمطبخ ..!
لكنها ما إن رأتني حتى قالت : أهلاً لينك .. ظننت أنك لن تأتي اليوم ..!
- لما اعتقدت ذلك ؟!!..
- لقد كان رايل هنا قبل قليل .. لم يقل لي بأنك ستحضر ..!
- أعتقد أنه لا يعلم بأمر وجودي .. أتعلمين إلى أين ذهب ؟!!..
- لا .. لقد كنت أظن أنه سيعود إليك ..!
حيرني الأمر .. حتى جوليا لا تعلم إلى أين ذهب ؟!!..
انتبهت جوليا حينها للفتاة التي معي : يبدو أنك أحضرت ضيفاً ..!
قالتها بابتسامة لطيفة .. ابتسمت لها ليديا حينها : تشرفت بلقائك .. أنا ليديا ..!
تقدمت جوليا و صافحتها : أهلاً بك .. أنا جوليا ..!
نظرت إلي حينها لقول بابتسامة ماكرة : لينك .. أيعقل أنها رفيقتك ؟!!..
أحمر وجهي حينها كما حدث مع ليديا .. لكني أسرعت لأن أقول : ليس الأمر كذلك .. إنها صديقة عزيزة فقط ..!
وافقتني ليديا فوراً على كلامي : صحيح .. أني أعتبر لينك بمثابة الأخ ..!
ضحكت جوليا بخفة : هكذا إذاً .. رغم أنكما تبدوان لطيفين سويةً ..!
يبدو أن جوليا تملك وجهة نظر أمي ذاتها ..!
لكنني قلت كي أغير الموضوع و أنا أحدث ليديا : جوليا هي صاحبة هذا الملجأ و مديرته ..! أنها أخت ريكايل .. لقد رأيته سابقاً ..!
أومأت إيجاباً : صحيح .. رأيته حين جاء لاصطحابك من المدرسة ..! لكن ..!
التفت ناحية جوليا و بلطف قالت : أني أحيي فيك روح الإنسانية يا آنسة ..! فكونك صاحبة و مديرة لملجأ أيتام في هذا السن الصغيرة أمر نادر بالفعل ..!
توردت وجنتا جوليا بخجل : ليس الأمر كما تعتقدين .. في الحقيقة والدتي كانت مديرة الملجأ سابقاً ..! صاحبه السابق لم يكن جيداً فهو لم يكن يهتم بأمر الملجأ و الأطفال إطلاقاً ..! مرضت أمي منذ فترة و لم يكن هناك من ينوب عنها غيري .. لذا كان علي أن أصير المديرة ..!
- الصاحب السابق ؟!.. من هو الصاحب الحالي ؟!!..
- فاعل خير .. أشترى الملجأ و كتبه باسمي حتى لا يعلم أحد من هو ..! حتى أنا لا أعرفه فقد كان يقوم بمراسلتنا فقط حتى أنهى جميع الأوراق اللازمة .. وهو من يصرف على الملجأ الآن ..!
- إنه بالتأكيد شخص رائع .. لأنه فكر في حياة الأطفال هنا ..!
- أنت محقة ..!
ابتسمت حينها فقد كنت مرتاحاً لأن جوليا فعلت كما طلبت منها و لم تتحدث بشأن شرائي للملجأ ..!
__________________
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم











رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الكيان السعودي العريق ŖανëŇ رياضة و شباب 0 08-23-2010 09:11 AM
ماذا لو حدثت حرب ايران مع حزب الله ضد الكيان اليهودي شو موقف غزة ؟؟ ميثم84 حوارات و نقاشات جاده 1 12-19-2009 01:54 AM
الموقف الشرعي من لقاء شيخ الأزهر برئيس الكيان الصهيوني!!!! الأمير العمري نور الإسلام - 1 07-10-2009 10:13 AM
قادة الكيان الصهيوني ارتكبوا جرائم حرب فتمت محاكمة البشير fares alsunna مواضيع عامة 0 03-04-2009 11:03 PM
جامعة في قطر تفتح أبوابها لطلاب الكيان الصهيونى..!! أبايحي أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 04-21-2007 08:49 PM


الساعة الآن 02:10 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011