عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة

Like Tree6Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #36  
قديم 07-10-2013, 06:09 PM
 
تقدمت ناحية المنزل بصمت و شعور بالرهبة يسيطر علي .. فهنا عاش والدي و والدتي مسبقاً .. هذا المنزل يفترض أن يكون بيتنا .. هذا الحي حينا .. و هذا هو مكاننا !!.. لكن .. الأمور اختلفت بمجرد موت والديّ لأصير وريث مارسنلي بينما صار ريكايل خادماً عندي .. أنها حقاً أعجوبة !!..
كانت رائحة النباتات و الزهور تفوح أكثر كلما اقتربنا ..!
انتبهت لكرة رمية أمامي فجاء ولد بدا في العاشرة و التقطها : أيها الصبي .. هل تعرف صاحبة المشتل ؟!!..
هكذا سأل ريكايل ليجيب الصغير : نعم .. أنها أمي !!..
أسرعت حينها لأقول : و أين هي ؟!!..
أشار ناحية المحل : أنها تسقي الزهور هناك ..!
نظرت إلى ريكايل لأرى أنه كان يحدق بالمحل : لنذهب إلى هناك ..!
أومأت إيجاباً فسرنا إلى ذلك المكان و الصغير معنا ..!
دخل هو أولاً : ماما .. هناك أشخاص يريدون التحدث إليك ..!
خرجت امرأة بدت في الخامسة و الثلاثين من عمرها : أهلاً ..هل أقدم لكما خدمة ..!
تكلم ريكايل أولاً : عذراً سيدتي .. أردنا أن نسأل عن أصحاب هذا المنزل ..!
- آه .. حسناً .. لكن ما الذي تريده منهم ؟!..
- في الحقيقة .. أنهم أقارب لنا و جئنا للبحث عنهم ..!
- اعذرني .. لكن السيد و السيدة براون توفيا قبل أكثر من عشر سنوات ..!
- أعلم هذا .. هل كنت قد استأجرت المشتل منهما ؟!..
- لا .. لقد جئت إلى هنا منذ سنتين و استأجرت المشتل من صاحبة المنزل .. أخبرتني أنه كان لأصحاب المنزل السابقين لكن بعد وفاتهما لم يفتحه أحد لذا استأجرته منها ..!
- هل صاحبة المنزل قريبة للسيدين ؟!!..
- لا أعلم .. لكني أعتقد ذلك فهي لم تغير اسم المنزل و كأنها تريد أن تبقيه كما هو ..! لكن هي ليست من براون ..!
تدخلت حينها حالاً : ما اسمها سيدتي ؟!!.. أقصد صاحبة المنزل ؟!!..
نظرت إلي و ابتسمت : صاحبة المنزل هي الآنسة ستيوارت .. و هي في الخامسة و العشرين على ما أعتقد ..! لا أعلم أن كان هذا لقبها الأصلي أم أنه لقب زوجها .. لكن لم يبدو لي أنها متزوجة ..!
الآنسة ستيوارت .. لا تزال في بداية شبابها .. تكبرنا بثمان سنوات .. أيمكن أن تكون قريبةً لنا ؟!!..
سأل ريكايل حينها بقلق : ألا تعرفين أسمها الكامل ؟!!..
أومأت سلباً : أنا لا أتذكره فقد ذكرته في لقائنا الأول منذ سنتين و لم أسألها بعدها ..! أبني تحدث معها مراراً .. يمكنكما أن تسألاه ..!
التفتنا إلى الفتى حينها فانحنيت قليلاً كي أكون في طوله : أتعرف الآنسة ستيوارت ؟!..
أومأ إيجاباً بابتسامة : نعم .. أنها تأتي إلى هنا كل شهر و تبقى في المنزل طيلة النهار ..!
- ألم تخبرك عن أسمها ..!
- بلا .. فأنا أناديها باسمها الأول ..!
- حسناً .. أيمكنك أن تخبرني عن أسمها ؟!..
- نعم .. أنها تدعى الآنسة ميراي .. أنها لطيفة جداً و هي تلعب الكرة معي قليلاً كلما أتت إلى هنا ..!
- هل تعرف شيئاً عنها ؟!!.. أقصد أين تعيش أو ما عملها ؟!!..
أومأ سلباً : لا .. لكنها حدثتني مرة عن أصحاب المنزل السابقين ..!
سبقني ريكايل ليقول : ماذا قالت لك ؟!!..
أخذ يتذكر ثم قال بمرح : لقد قالت أنهما كانا شخصين لطيفين جداً .. و أنها كانت سعيدةً معهما ..! كما أنها قالت لي مرةً أن حفل زفافهما كان أسعد أيام حياتها ..! آه صحيح .. و قد قالت لي أنهما أنجبا طفلين جميلين جداً ..!
طفلين جميلين !!.. أيعقل أنها تقصدنا ؟!!..
كنت أشعر بالتوتر و ريكايل كذلك .. لكنني سألت الفتى حينها : هل أخبرتك عن الطفلين ؟!!..
- لا .. لم تذكرهما إلا في تلك المرة !!.. أخبرتني أنها تسافر كثيراً و قد ذهبت إلى دول كثيرة أيضاً .. رغم أنها لا تبدو شخصاً غنياً ..!
- حسناً أيها الفتى .. هل أخبرتك مرةً عن أسماء أصحاب المنزل ؟!!..
- دعني أتذكر ..! لا ..! لكنها مرةً قالت لي حين كنت أسير معها قرب مدرسة الحي أن إيان و نيكول درسا في هذه الثانوية ..! لقد حدث هذا حين أتت إلى هنا الأسبوع الماضي ..! أعتقد أنها كانت تقصد أصحاب المنزل ..!
لا شك في ذلك .. تلك الآنسة قريبةٌ لنا ..!
ميراي ستيوارت .. ما صلة القرابة يا ترى ؟!!..
أيقضني من شرودي صوت ريكايل : لينك .. هل نذهب لنرى تلك المدرسة ؟!!..
التفتت حينها أليه و أومأت إيجاباً .. سألنا الفتى عن مكان المدرسة فوصف لنا الطريق إليها ..!
لم يكن لنا إلا أن نشكر الأم و طفلها و نسير عائدين إلى السيارة و قد قررنا العودة صباح الغد للسؤال في المدرسة إن كان الأساتذة يذكرون شيئاً عن والدينا أو يعرفون هذه المدعوة ميراي ستيوارت ..!
.................................................. ........
توقفت السيارة بعد تجاوزها بوابة القصر بقليل .. التفت ناحية ريكايل حينها : أوصل سلامي للأولاد ..!
أومأ إيجاباً فنزلت أنا و أغلقت الباب ليحرك هو السيارة إلى الخلف و يغادر القصر ..!
لقد أخبرني بأنه يريد أن يطمئن على أخوته الصغار بعد أن انتقلوا إلى منزلهم الجديد ..!
سرت ناحية الحديقة و أنا أفكر .. لدى ريكايل الكثير من الأمور ليقلق عليها ..!
فهناك أطفال الملجأ .. و كذلك صحة الخالة آنا و حياة ابنتيها اللتان تعدان أخوات له .. و الآن أنا و أسرتنا الحقيقية ..!
لديه قوة تحمل و صلابة على عكسي .. تخيلت للحظة لو أن الخالة آنا قدمت ريكايل لأمي بدلاً عني ..!
هل كان ستعرف لأليس و يعيش معاناتي في ذلك الشهر المشؤوم ؟!!..
و لو حدث ذلك .. هل كان سيبتكر تلك الشخصية الشيطانية ليخفي شخصيته المهزوزة أم لا ؟!!..
ربما لن يكتسب هذه الشخصية القوية لو أنه كان في مكاني و ربما كانت هي من نصيبي كما الحياة العصيبة ..!
كيف ستكون الأمور حينها ؟!!..
أنه أمر يصعب علي تخيله حتى لذا طردت الأمر من بالي ..!
انتبهت حينها إلى تلك الشقراء التي تجلس هناك ..!
قرب بركة السباحة على كرسي خشبي تعيرني ظهرها .. تلك القطة البيضاء كثيرة الشعر تستلقي قربها نائمة ..!
إنها قطة جيسكا التي أراها نادراً لأنها دائماً ما تكون في غرفة صاحبتها .. و نادراً ما تخرج .. و هي نائمة معظم الوقت ..!
دعونا من القطة الآن و انتبهوا إلى الليدي التي بجانبها ..!
تقدمت محاولاً عدم إصدار صوت .. و قد بدا لي أنها كانت مندمجة مع ذلك الكتاب الذي استطعت رؤيته الآن بين يديها ..!
حين صرت خلفها تماماً مددت ذراعي و أحطت رقبتها و انحنيت ليصير رأسي على كتفها ..!
نظرت إلي بطرف عينها التي تشارك السماء في لونها و صفائها و ابتسمت بهدوء : ما قصة هذا العناق المفاجئ ؟!!..
بادلتها تلك الابتسامة اللطيفة و قلت بصوت منخفض هادئ : اشتقت إليك ..!
ضحكت بخفة ضحكة قصيرة ناعمة : لم تمر سوا بعض الساعات على رؤيتنا لبعض آخر مرة .. لقد تناولنا الإفطار سويةً ..!
اتسعت ابتسامتي و قلت بهدوء : رغم ذلك .. تلك المدة تكفي لأشتاق إليك ..! يبدو أنني سألغي رحلتي للندن مع الرفاق و أبقى معك هنا ..!
بدت عليها ابتسامة حنونة و هي تقول : لا يا عزيزي .. أذهب و استمتع بوقتك فأنت لم تغادر باريس منذ فترة و تحتاج للتغير ..!
لم أرد عليها بل أغمضت عيني للحظات ..!
أعتقد أني حقاً محظوظ للغاية .. لأنني الطفل الذي تبنته إلينا ..!
فتحت عيني حينها و قربت رأسي قليلاً لأقبل وجنتها المشبعة بلون الزهر الوردي : أحبك ..!
رفعت يدها و ربتت على رأسي و هي تقول : و أنا أحبك أيضاً يا بني ..!
كانت ابتسامتي تتسع أكثر و أكثر و نظرة أمتنان حانية قد احتلت عيني و أنا أحدق بتلك الإنسانة العظيمة .. إلينا مارسنلي ..!
ابتعدت عنها برفق بعدها و سرت بضع خطوات لأصير أمامها : لا تزال بثياب المدرسة .. إذاً عدت للتو للمنزل ؟!..
- كانت لدي بعض الأعمال لأنجزها ..!
- يبدو أن هناك فتاة كانت تنجز هذه الأعمال معك ..!
قالتها بابتسامة ماكرة مما دعاني للتعجب : لما تعتقدين هذا ؟!!..
- حسناً .. هذا الشريط الجميل حول معصمك أخبرني ..! إنه يذكرني بخيط الحب الأحمر !!..
نظرت إلى يدي حالاً لأكتشف أني لم أبعد ذلك الشريط الذي ربطته جوليا على يدي بعد !!!!..
ذلك ما جعلني أحرج و قد احمر وجهي : لا .. ليس الأمر كما تظنين !!.. لقد .. لقد طلب مني دايمن أن أخفيه لأنه لآندي .. يريد أن يرى هل ستفتقده أم لا ..!
رفعت أحد حاجبيها بشك : أتقول الصدق ؟!!..
- بالتأكيد !!..
- لينك .. أنا أمك فلا تكذب علي ..!
شعرت بالورطة حينها .. أنا حقاً لا أريد أن أكذب عليها ..!
لذا استسلمت في النهاية : ليس لآندي ..!
- إذاً ؟!..
- لا أستطيع أخبارك الآن .. سيكون في الوقت المناسب ..!
- هل ربطته لك فتاة ؟!!..
- آه حسناً .. ربما ..!
- أجبني بصراحة ..!
- نعم .. لكن ليس لأنها تحبني أو ما شابه ..!
- لما إذاً ؟!..
- ستعرفين قريباً ..!
- هل هي ليديا ؟!..
- بالطبع لا !!..
- هل أعرف تلك الفتاة ؟!..
- لا .. أنها تكبرني بشهرين يا أمي لذا لا تفكري بها بسبب هذا الشريط ..! لأني لا أفكر بالارتباط إلا بفتاة أصغر مني ..!
ابتسمت لي حينها : كما تشاء .. لن أستعجل الأمور ..! لكن عدني بأن تخبرني قريباً ..!
بادلتها تلك الابتسامة : أعدك .. في الوقت المناسب سأخبرك ..! و الآن علي الذهاب فلدي امتحان نهائي غداً و علي أن استذكره ..!
- لديك امتحان ولم تبدأ بعد ؟!!.. الشمس ستغرب قريباً..!
- لا تقلقِ .. أنه امتحان لغة إنجليزية لذا لن أواجه مشكلة معه ..! تذكري أني عشت في بريطانيا مهد تلك اللغة لست سنوات ..!
- حسناً .. بالتوفيق إذاً ..!
- شكراً لك ..!
سرت بعدها إلى الداخل ذاهباً لغرفتي .. من الجيد أني لم أخبر ريكايل بأمر الامتحان و إلا لما تركنا نبحث عن شيء اليوم ..!
وصلت للمصعد و ضغطت على زر الدور الثالث فبدأ بالصعود ..!
كنت أفكر بأمر ذلك الشريط الذي ربط حول معصمي ..!
من ربطه لي مسبقاً يا ترى ؟!!..
لحظتها .. ابتسمت حين تذكرت أن أمي شبهته بخيط الحب الأحمر بينما الخالة آنا شبهته بسلك القنبلة الموقوتة ..!
ربما لأنه بسببه أمي تبنتني أنا و ليس ريكايل بينما بسببه أيضاً الخالة آنا عاشت تأنيب الضمير لسنوات لأنها فرقتني عن أخي ..!
تنهدت حينها و أنا أخرج من المصعد و أتجه لغرفتي من أجل الاستعداد لذلك الامتحان ..!
.................................................. .....
نوقف هنا ^^

مو كأن البارت طويل ؟!!.. ^^ << متحسفه !!.. << كف ××

أوكي .. نجي للواجب يا بنات ..!

هل ستعلم السيدة مارسنلي بأمر أخوة ريكايل و لينك قريباً ؟!!..

و ماذا سيكون موقفها من هذا ؟!!..

ماذا عن ميشيل ؟!!..

من هي تلك المدعوة ميراي ستيوارت ؟!!..

و هل لديها علاقة قرابة من الأخوين ؟!!..

هل سيحصل بطلنا و شقيقه على معلومات عند الذهاب لمدرسة نيكول و إيان ؟!..

أم أن مرور أكثر من سبعة عشر عاماً غير كل شيء ؟!!..

ما توقفعاتكم للأحداث القادمة ؟!!..

الهووم وورك صار طويل بعد
__________________
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم











رد مع اقتباس
  #37  
قديم 07-10-2013, 06:10 PM
 
part 17
في اليوم التالي لم يحدث شيء معين .. كل ما في الأمر أن رايل غضب مني حين علم أن لدي امتحان و لم أخبره ..!
و بصعوبة تمكنت من إرضائه .. ها أنا الآن في المدرسة .. لقد مر الامتحان على خير و الساعة الآن هي الثامنة .. ليس لدي الكثير من الحصص الدراسية اليوم .. لذا طلبت من ريكايل أن يأتي في هذا الوقت كي ليصطحبني من المدرسة و نتوجه لمدرسة والدينا كي نسأل عنهما ..!
لا يوجد وقت إلا الصباح حيث يكون جميع الأساتذة في المدارس ..!
وقفت مغادراً الصف الذي كان فيه بعض الطلاب يقومون بمراجعة دروسهم كي يتأكدوا من استعدادهم للامتحانات القادمة .. و هناك من كان يتحدث مع زميله فقط و كثير منهم خارج الصف لأنه لا معلم هنا الآن .. هذه حالنا منذ بداية الأسبوع فلم يبقى سوا امتحانين سيكونان في الأسبوع القادم و الأخير ..!
حين كنت سأخرج التقيت بماثيو الذي كان بصحبة دايمن على وشك الدخول للصف : آه لينك .. لقد جئنا إليك .. ما رأيك أن نذهب للكفتيريا و نشرب بعض القهوة الساخنة ..!
- أعذرني .. سأغادر الآن ..!
- عجيب أمرك .. فجأة صرت منشغلاً في الآونة الأخيرة ..!
- حقاً ؟!!.. لم ألحظ ذلك !!..
قلت هذا بتوتر ليتدخل دايمن و يقول بشك و ابتسامة ماكرة : صحيح .. سمعت أنك قمت بمقابلة زواج مع ليديا روبرتون .. أيعقل أنك مشغول معها هذه الفترة ؟!!..
نظر إلي ماثيو باستياء : لما لم تخبرنا لينك .. يا لك من صديق عديم الإحساس ..!
تنهدت حينها لأقول : ليس الأمر كذلك ماثيو ..! فمقابلتي مع ليديا لم تعطي نتائج إيجابية .. الأفضل أن نكون صديقين فقط و هذا ما اتفقت معها عليه ..! آه صحيح .. لقد دعوتها لرحلة لندن .. هل تتولى أمر تذكرتها ؟!..
- بالتأكيد بما أني توليت تذاكر الجميع فتذكرتها مسؤوليتي كذلك ..!
- شكراً لك ..!
- دعك من هذا الآن .. لم تخبرني ما الذي يشغلك ؟!!..
توتر لحظتها لكني قلت بخفوت : بعض الظروف المفاجئة .. لا تشغل بالك ..!
بهدوء سأل : هل بدأت بالعمل في الشركة مع السيدة مارسنلي ؟!!..
قبل أن أرد عليه قال دايمن بسخرية : لا يمكن ..! لينك لم يقم بزيارة الخالة إلينا و لو مرة واحدةً في الشركة ..!
نظرت إليه ببرود : و كأنك تساعد العم رونالد في عمله !!..
تجاهلني حينها لكنه بشك قال : إذاً .. ما الذي يشغلك ؟!!.. الجميع لاحظ أنك مختفي و لم تعد تخرج معنا إلى أي مكان ..!
لا أعلم كيف أتخلص من هذه الورطة ..!
يبدو أنهما لن يتركاني حتى يسمعا القصة كاملة .. و المشكلة أن ريكايل ينتظرني في الخارج الآن بالتأكيد ..!
رفعت يدي و نظرت لساعتي .. لقد تجاوزت الثامنة و عشر دقائق : يا إلهي !!.. لقد تأخرت بسببكما !!.. دعا التحقيق لوقت لاحق !!.. و الآن إلى اللقاء ..!
قلت تلك الكلمات و أنا أركض متجاوزاً إياهما متجهاً إلى الدرج كي أنزل .. رغم أن المصاعد موجودة لكن أعلم أنها ستكون مزدحمة الآن بسبب تجول الطلاب هنا و هناك .. ثم لا مشكلة بما أن صفي في الدور الثاني و ليس الثالث ..!
كنت أحاول الإسراع قدر الإمكان ..!
في السابق .. لم يكن لدي مشكلة في التأخر على السائق نصف ساعة ..!
أما الآن .. فأنا لا أريد التأخر على أخي دقيقة واحدة ..!
في النهاية وصلت إلى مربض السيارات و اتجهت إلى تلك السيارة السوداء ..!
فتحت الباب و ركبت : ما الذي أخرك ؟!!..
استقبلني هذا السؤال بنبرة انزعاج : لم يكد ماثيو يسمح لي بتجاوزه .. هيا أنطلق ..!
حرك السيارة حينها و غادرنا أسوار المدرسة : و ما الذي كان يريده ؟!!..
- يسأل عن سبب انشغالي الفترة الأخيرة ..! لقد تهربت منه بصعوبة ..!
- ماذا ستفعل أن سألك مرة أخرى ؟!..
- سأتهرب منه مجدداً ..!
- حسناً .. أرجوا أن لا ينتبه إلي يوماً حين آتي لاصطحابك من المدرسة ..!
- لا مشكلة .. فذلك اللقاء سيحدث على أي حال ؟!!..
- لم أفهم ..!
- أقصد أنك ستأتي معي للندن و حينها سوف تلتقي بالجميع ..!
لم أعي إلا أنه أسرع ليوقف السيارة على جانب الطريق بحركة خطره !!..
صرخت و أنا أنظر إليه : مجنون .. أتنوي قتلنا ؟؟!!!!..
نظرت ناحيتي بدهشة حينها : هل خططت لكل شيء دون الاستماع لرأي حتى ؟!!..
- لأني لن أدعك ترفض !!..
- بل سأرفض !!.. بأي صفة آتي ؟!!..
- كل ما أردته هو الاستمتاع مع أخي في لندن .. كما أني أريد أن أعرفك على لويفان ..!
- من هذا أيضاً ؟!!..
- صديقي الذي حدثتك عنه مسبقاً .. لقد أخبرتك أني عشت في اسكتلندا لست سنوات و تعرفت إليه حينها ..!
ضرب جبيني بطرف أصبعه وهو يقول : يمكنني أن أتعرف لصديقك لاحقاً ..! لكني لن أذهب في تلك الرحلة ..! استمتع أنت مع أصدقائك ..!
- أعطني سبباً مقنعاً !!..
- الأمر بسيط !!.. أنا لم أغادر باريس قط !!.. ثم أني لم أركب طائرةً في حياتي !!.. ليس لدي جواز سفر حتى !!..
- بالنسبة للأولى فالأفضل لك رؤية العالم خارج فرنسا ..! أما الثانية فأقسم لك أن الطائرة غير مرعبة !!.. لا تقلق على جواز السفر فهو ليس مشكلةً إطلاقاً ..!
- قلت لك لا !!!..
- إن لم تذهب .. لن أذهب أيضاً ..!
- لينك لا تجعلني أفقد أعصابي !!.. يستحيل أن أذهب !!..
- أرجوك ريكايل .. هذه المرة من أجلي فقط ..! أريد أن نستمتع معاً في لندن ..!
- كيف نفعل هذا و أصدقاءك موجودون ؟!!..
- لا تقلق بشأنهم ..!
- اعذرني .. لكني غير مقتنع لذا لن أذهب ..!
- هذه المرة رايل .. لن أطلب منك شيئاً مجدداً ..!
تنهد بتعب و اسند رأسه على المقود يفكر بالأمر ..!
بقيت أنظر إليه بقلق و كل أملي أن يوافق لأني حقاً أريد أن يأتي لأريه لندن إحدى أشهر مدن العالم ..!
مضت بضع دقائق وهو يفكر .. هل الأمر صعب لهذا الحد ؟!!..
و أخيراً .. رفع رأسه و نظر إلي نظرة هادئةً للغاية و بدون أي ابتسامة : سوف أوافق هذه المرة من أجلك فقط ..!
شعرت بالطمأنينة حينها و ابتسمت بهدوء : شكراً لك ..!
- لكن .. لدي شرط ..!
- و ما هو ؟!!..
- أمام أصدقائك .. نحن سيد و خادمه !!.. لم يحن الوقت المناسب لإظهار الحقيقة ..!
لم أعتقد أنه سيشترط شيئاً كهذا .. و الحقيقة أني لم أفكر في ردة فعل أصدقائي حين يرون ريكايل خاصة ماثيو و دايمن و آندي ..!
طأطأت رأسي حينها أفكر .. هل لا بأس لدي أن أعامل ريكايل كخادم و لو كان تمثيلاً فقط ؟!!..
شعرت به يربت على كتفي .. رفعت رأسي لأرى ذات النظرة الهادئة : عليك أن تتصرف بشخصيتك الشيطانية التي اعتادوا عليها معي حتى لا يشك أحد بشيء ..!
قطبت حاجبي حينها : أأنت جاد ؟!!.. أتريدني أن أظهر شيطاني في تعاملي تجاهك أمام أصدقائي ؟!..
ابتسم لي حينها بذات الملامح الهادئة : لا مشكلة .. تذكر أن شيطانك هو من دعاني لخدمتك .. و من بعده توالت الأحداث حتى صرنا في هذا المكان ..!
أغمضت عيني أفكر للحظات .. أنه صعب .. صعب جداً ..!
لأني لم أكن أظهر شيطاني تجاه الناس الذين أحبهم ..!
فكيف أمام ريكايل ؟!!..
خاصةً بعدما قررت عدم العودة إليه و اعتماد شخصيتي الحالية ..!
لكنه شرطه .. و أنا مضطر لتنفيذه إن أردت موافقته على الذهاب للندن ..!
نظرت إليه لأقول بجد : هل ستحتمل تصرفاتي الشيطانية ؟!!..
ابتسم بمرح حينها : احتملتها سابقاً دون تمثيل ..!
- إذاً .. عدني بأنك لن تستاء أو تغضب تجاه أي كلمة أو تصرف قد يصدر مني ..! تعلم أن شيطاني مختلف تماماً عما أنا عليه الآن ..!
- أعدك .. أنا أثق بك .. لذا أنا واثق بأنك ستفعل كل ذلك من أجلي .. كما سأكون واثقاً من مشاعرك الحقيقية المتسترة خلف ذلك القناع ..!
كانت الجرأة تشع من عينيه و ابتسامة واثقة غزت شفتيه .. من أين له بكل هذا ؟!!..
رغم الحياة الصعبة التي كان يعيشها .. لا يزال واثقاً من نفسه و صامداً أمام كل العقبات ..!
ابتسمت حينها نصف ابتسامة و همست لنفسي : أنت حقاً تثير دهشتي ..!
قطب حاجبيه : أقلت شيئاً ؟!!..
أومأت سلباً حينها و قد عاد النشاط إلي : إطلاقاً ..! دعك من هذا و حرك السيارة .. لقد تأخرنا على وجهتنا الرئيسية ..!
..................................................
__________________
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم











رد مع اقتباس
  #38  
قديم 07-10-2013, 06:11 PM
 
الساعة كانت التاسعة صباحاً .. وقت الاستراحة في المدارس ..!
كنت أنظر يمنة و يسرى إلى ألائك الطلبة الذين تفرقوا في تلك الساحة و معظمهم يجلس على العشب الأخضر و يتناول الطعام ..!
كان زيهم المدرسي عبارة عن بنطال بلون أزرق قاتم قريب للأسود مع قميص أبيض .. و الفتيات كذلك لولا أن الاختلاف كان في التنورة التي تصل إلى أسفل الركبة مباشرةً مع تلك الجوارب البيضاء التي تصل لمنتصف الساق ..!
لا أزال واقفاً عند البوابة مع رايل الذي سأل : ماذا سنفعل أولاً ؟!!..
- لنطلب من أحدهم أن يدلنا على غرفة المدير ..!
خطونا بضع خطوات إلى الداخل و بدأنا نختلط مع الطلبة الذين كانوا يحدقون فينا باستغراب .. و فيّ أنا تحديداً !!..
لا أعلم السبب ..!
لكن شابا بدا بعمرنا تقدم ناحيتنا : أنتما .. أتريدان مساعدة ؟!..
أومأت إيجاباً : هلا دللتنا على مكتب المدير ؟!..
ابتسم حينها : بالتأكيد .. لكن لدي سؤال .. هل أنت من مارسنلي ؟!!..
قطبت حاجبي مندهشاً .. كيف علم أني من مارسنلي ؟!!..
بدا و كأن مارسنلي كلمة كتبت على جبيني !!..
قبل أن أقول أي شيء همس ريكايل بحيث لا يسمعه إلا أنا : إنه يقصد المدرسة ..!
المدرسة ؟!!.. آه الآن فهمت ..!
أنا لم أغير ملابسي .. لا أزال أرتدي الزي الرسمي لثانوية مارسنلي الشهيرة
هذا هو السبب الذي جعلهم يحدقون بي على وجه الخصوص : نعم .. أنا كذلك ..!
لم يعلق على الأمر لكنه قال بابتسامته اللطيفة : أتبعاني ..!
استدار حينها فسرنا نحن خلفه أيضاً ..!
دخل إلى مبنى المدرسة حيث كان لا يزال هناك الكثير من الطلاب و نحن لا نزال نلفت الانتباه ..!
كنت أنظر إلى تلك المدرسة .. بدت مدرسةً عادية بتلك الجدران ذات اللون الأبيض و البلاط القديم في الأرضية و اللوحات التعليمية تملأ المكان ..!
على عكس ثانويتي التي كان ورق الجدران الفخم بارزاً فيها مع ذلك الرخام اللامع و السجاد الأحمر الفاخر يملأ الممرات ..!
وصلنا إلى غرفة أعتقد أنها مكتب المدير .. طرق ذلك الفتى الباب .. و حين سمع الإجابة فتحه و دخل و نحن لا نزال خلفه : حضرة المدير .. لقد جاء شخصان إلى هنا أرادا أن يتحدثا إليك ..!
استطعت رؤية ذلك المدير الذي لم ينظر إلينا بل كان يقرأ بعض الأوراق معه و هو يعدل في نظارته الطبيبة كل دقيقة و التي استقرت أمام وجهه المليء بالتجاعيد و الذي أثبت لي أن عمر هذا الرجل قد تجاوز الستين ..!
بدون أن يرفع رأسه : أخرج و دعمها يدخلان ..!
خرج الفتى مغلقاً الباب من بعده .. بينما بقيت أنا و أخي واقفين في مكاننا ننتظر من هذا العجوز أن يفعل شيئاً ..!
لكنه لا يزال منشغلاً بتلك الأوراق ..!
مضت ثلاث دقائق على هذا الحال و بدا أن هذا الرجل نسي وجودنا ..!
شعرت بريكايل يضرب كتفي بكفته بخفة فالتفت إليه لأرى أنه حرك شفتيه بحيث يقول " أفعل شيئاً " ..!
أومأت إيجاباً و نظرت إلى ذلك العجوز .. بهدوء قلت : مرحباً أيها المدير ..!
رفع رأسه حينها و نظر إلي ببرود : من أنت ؟!!..
جمعت كل فخر الدنيا في صوتي و أنا أقول : أنا لينك مارسنلي .. وريث شركات مارسنلي الكبرى ..! تشرفنا ..!
بذات نبرته تلك قال : و ما الذي يريده وريث مارسنلي مني ؟!!..
شعرت بالإحباط لأني توقعت أن يعطيني اهتماماً أكبر .. بينما كان ريكايل يكتم ضحكته الساخرة ..!
حرك ذلك العجوز بصره مني إلى أخي .. و ما هي إلا لحظات و غلفت الصدمة وجهه !!..
وقف حينها و قد بدا أن مستوى الاهتمام لديه أرتفع بشكل مجنون و تقدم بسرعة ناحيتنا ..!
هل استوعب من أنا و ما هي مارسنلي ؟!!..أم أن هناك شيئاً آخر ؟!!..
يبدو أن توقعي الثاني كان هو الصحيح فهو أسرع لريكايل و ربت على كتفيه و أخذ يحدق في وجهه بتركيز بينما كنت أنا و أخي نواجه مشكلة في محاولة استيعاب الأمر !!..
لحظتها هتف ذلك المدير : أنت .. أأنت إيان براون ؟!!!!..
إيان .. براون !!..
من هذا ؟!!!..
لحظة لينك .. دعك من مارسنلي الآن .. أنت لينك إيان براون .. كما هو ريكايل إيان براون !!..
هل يقصد أبي ؟؟!!!..
شعرت بأن لساني تصلب من هول الصدمة .. كانت ملامح ريكايل تدل على أنه لم يستوعب بعد بينما بدت السعادة على ذلك المدير : أنت لست أيان .. لكنك بالتأكيد قريب له ..!
كان رايل ينظر إليه باستغراب : هل تعرف أبي ؟!!!..
هكذا سأل بنبرة كانت هادئة نوعاً ما ..!
تراجع المدير بضع خطوات و بقي ينظر إلى ريكايل بتمعن : ابن إيان !!.. أيعقل أنك أبن إيان براون ؟!!..
نظر إلي ريكايل .. أومأت له إيجاباً كي يجيب على المدير فعاد ينظر إليه : نعم .. أنا ابن إيان ..!
قطب حاجبيه و اختفت ابتسامته : مستحيل .. حين مات إيان لم أسمع أن له أبناء ..!
- اه حسناً .. أبي مات بعد ولادتي بيوم ..!
- لقد انقطعت أخباره منذ تخرج من هنا .. لقد مات في العشرين ..! هل تزوج دون أن أعلم ..!
- أعتقد ذلك ..!
- أخبرني .. من هي أمك يا فتى ؟!.. أريد لقاءها ..!
- كيف أشرح الوضع ؟!!.. كل ما في الأمر أن أمي و أبي ماتا معاً في حادث سير ..!
- كيف لم أعلم بهذا ؟!!.. لقد سمعت أن أيان مات .. لكن لا أحد قال لي أنه تزوج و أنه لديه ابن ..!
- أكنت تعرف والدي أيها المدير ؟!.. في الحقيقة لقد أتيت إلى هنا مع صديقي كي أسأل عن أمي و أبي حين علمت أنهما درسا هنا ..!
- آه نعم .. أبوك كان طالباً هنا و قد كنت أستاذ اللغة الفرنسية حينها ..! هل كانت أمك تدرس هنا أيضاً ؟!!..
- صحيح .. أسمها نيكول .. هل تعرفها ؟!!..
- لقد كان هناك الكثير يحملن أسم نيكول .. ما لقبها ؟!..
- لا أعلم .. أعرف أن أسمها صار نيكول براون بعد زواجها من أبي ..!
- أجلسا .. لدينا حديث طويل ..!
أومأنا إيجاباً و تقدمنا ناحية الأرائك في تلك الزاوية و التي كانت تحيط بطاولة زجاجية كبيرة عليها آنية من الفخار فيها بعض الزهور ..!
جلسنا على أريكة لشخصين بينما اتجه المدير إلى خزانة مليئة بالملفات على ذلك الجدار ..!
همست لريكايل حينها : يبدو أن الشبه بينك و بين أبي كبير .. لقد اعتقد أنك هو من النظرة الأولى ..!
أومأ إيجاباً و قد بدا التوتر عليه بعد تلك المحادثة : أنا و أنت متشابهان .. لما اعتقد أنه أنا و ليس أنت ..!
- ليس لدي فكرة .. لكن ربما سنعرف كل شيء قريباً ..!
- أتمنى ذلك ..!
عاد المدير إلينا و هو يحمل ملفاً في يده : هذه أسماء الطلبة في تلك السنة .. ربما سنعرف أسم والدتك من خلاله ..!
أعطانا ورقة كانت في ملف : أنه صف والدك يا ...!
- ريكايل .. ريكايل بروان ..!
- حسنا يا ريكايل .. ربما ستستطيع معرفة اسم أمك الكامل حين تقرأ الأسماء ..!
بدأنا نقرأ الأسماء بلا صوت .. طلاب و طالبات .. عددهم كبير فقد كانوا ثلاث شعب لكننا بينما نبحث صادفت ذلك الاسم : إيان جون براون ..!
هكذا همست ليبتسم ريكايل : الجد هو جون إذاً ..!
لم أفكر يوماً في الأجداد فأنا لم يكن لي جد مطلقاً لأن كلا والدي إلينا و جاستن كانا متوفين حين تبنوني ..!
مر علي عدد من الفتيات باسم نيكول .. لكني شعرت بأن أمي ليست من بينهن ..!
بعد لحظات انتقلنا إلى ورقة أخرى حيث الشعبة الثانية .. لحظتها وقعت عيني على ذلك الاسم بلاشعور .. بقيت أحدق به للحظات قبل أن أهتف : أنظر إلى هنا ريكايل ..!
أشرت بأصبعي على ذلك الاسم فقرأه بصوت مسموع : نيكول جيمس ستيوارت .. إنها هي بلا شك !!..
السبب هو أسم ستيوارت الذي ذكرنا فوراً بتلك الشابة المجهولة ميراي ستيوارت و التي اتضح الآن أنها قريبة أمي .. ربما أختها أو بنت أخيها أو شيء من هذا القبيل ..!
رفع رايل رأسه للمدير : هل تتذكرها ؟!!.. أقصد نيكول ستيوارت ..!
أخذ يتذكر للحظات : لا تقل لي أنها أمك ؟!!!..
- أعتقد أنها هي .. لما ؟!!..
- حسناً .. لقد كانت طالبةً لا تعوض .. و قد كانت من أكثر الطلاب الذين مروا علي اجتهاداً ..! لكني لم أعتقد أنها سترتبط بإيان فهما كانا أبعد ما يكون عن بعضيهما ..!
- أيمكنك الشرح أكثر ؟!!..
تنهد حينها و استند إلى المقعد الجلدي خلفه و هو يقول : في الحقيقة .. حين كان أيان يدرسنا .. كنت معلم اللغة الفرنسية .. إيان لم يكن يحضر الحصص الدراسية ..! لا يحضر إلا الامتحانات لكنه يبلي فيها حسناً ..! ربما ستصدمون لكنه كان جامحاَ ..!
- جامح !!!!..
صرخنا حينها .. لم أعتقد للحظة أن أبي .. جامح !!..
فقط يشغل وقته بالشجارات و المشاكسات و المشاكل ..!
تبدو عليه الخشونة و الجروح تملأ جسده و يقود مجموعة من الشباب ليكونوا عصابة صغيرة تحاول السيطرة على الحي ..!
ابتسم المدير حينها : لم يكن أي جامح .. بل كان أكبر جامح في المنطقة ..! لقد أتعبتني الشكوى التي تصل إلي لأني كنت مسؤول صفه ..! لم أكن أجرأ على مواجهته فأنا لم أعلم أي نوع من الأولاد هو .. لكني في تلك المرة تشجعت و تحدثت إليه .. ما أدهشني أنه كان هادئاً للغاية و لم يغضب رغم كل ما أخبرته به ..! بل استمع إلي بإنصات و غادر .. و قد قلت الشكوى عنه حينها ..!
لهذا قال أنه كان مختلفاً عن أمي .. إذاً كيف تزوجا ؟!!.. و في تلك السن الصغيرة ..!
سأل ريكايل حينها باستغراب : لكن .. ما نوع تلك الشكاوي التي كانت تصل إليك ؟!..
تنهد حينها ليقول : كانت تصلني شكوى من أهالي بعض الطلبة الذين يتشاجرون مع إيان فيوسعهم ضرباً ..! لكني اكتشفت فيما بعد بأنهم هم من كانوا يتعرضون له ..!
تذكرته حينها شيئاً : حضرة المدير .. هل يشبه ريكايل أباه إلى ذلك الحد ؟!!..
نظر إلى ريكايل للحظات وهو يقول : الشبه العظيم بينهما .. لكن إيان كان ذو عينين زرقاوتين ..! وقد كان يصفف شعره إلى الخلف مثلك تماماً الآن ..!
نعم .. إنه الفرق بيني و بين ريكايل .. لذا لم ينتبه لي .. واضح أن نظرة ضعيف ..!
عموماً .. فكرت في أن نسأله عن أمي أيضاً : ماذا عن نيكول ؟!!..
وقف حينها و اتجه إلى تلك الخزانة التي بدا أنها تحمل بعضاً من ماضي والدي ..!
استغليت الفرصة حينها و همست لريكايل بحماس : جامح إذاً ..!
- و أنا أقول من أين لك كل هذه التصرفات الشيطانية .. هل ورثتها منه ؟!!..
- نكتة سخيفة !!..
- لكنه صدمني حقاً ..! أريد أرى صورة له ..!
- لا شك أننا سنعثر على واحدة قريباً ..! ماذا عن أمي ؟!!..
- نيكول ستيوارت .. إذاً فتلك الميراي قريبتنا حقاً ..!
- بالفعل .. ربما تكون خالةً لنا ..!
- لا أعتقد . .إنها أصغر من أن تكون كذلك .. لقد قالت صاحبة المشتل أنها في الخامسة و العشرين ..!
- فور أن نخرج من هنا سأتصل بالاستعلامات و نسأل عنها .. ما رأيك ؟!!..
- موافق ..!
- حسناً .. لنصمت الآن فقد جاء الرجل ..!
جلس على مقعده أمامنا و معه ملفان .. أعطانا أحدهما بعد أن فتح إحدى الصفحات ..!
بدأ كلن منا يقرأ في نفسه .. و الصفحة التي تليها .. و التي تليها ..!
لقد كانت شهادات شكر و تقدير للمدرسة بعد فوزها بمسابقات على مستوى هذا الجزء من باريس و الذي يضم عدد كبيراً من المدارس ..!
كلها كانت باسم الطالبة : نيكول جيمس ستيوارت ..!
- يبدو أن أمك كانت مجتهدةً للغاية يا ريكايل ..!
هذا ما قلته بابتسامة .. أني حقاً مستغرب من كون أمي بذلك التفوق بينا أبي أكبر جامح في المنطقة ..!
وقف المدير و أتى إلينا بالملف الآخر : هذا ألبوم صور .. في كل سنة نلتقط صورة جماعية للطلاب المتخرجين .. و قد اتبعت المدرسة هذا النظام منذ ثلاثين سنة و حتى الآن ..!
أعطانا الألبوم بعد أن فتحه على صورة معينه .. كان هناك الكثير من الطلاب و الطالبات يقفون و يجلسون بشكل منتظم لالتقاط الصورة و كل واحد فيهم رسم ابتسامة أمل على وجهه ..!
هل يمكن أن يكون أبي و أمي أحد هؤلاء ؟!..
أشار المدير إلى أحد الفتية : هذا هو إيان ..!
أسرعت بالنظر إليه بشغف لأني كنت متشوقاً رؤية ذلك الأب كما هو الحال مع رايل ..!
لكني حينها شعرت بالإحباط .. فهو كان يقف على الطرف و هناك بعض الطلاب أمامه .. ظهر رأسه فقط في الصورة و قد كان يلتفت و يغمض عينيه فلم يتضح شيء من وجهه و يبدو أنه لم يبتسم حتى .. رغم ذلك كان شعره مصففاً للخلف كالجامحين بالعادة .. كما قال المدير فهو يشبه أخي من هذه الناحية : للأسف ليست واضحة ..!
هذا ما قاله ريكايل بإحباط يوازي إحباطي ..!
التفت ناحية الرجل العجوز : و ماذا عن نيكول ؟!!..
أشار حينها إلى فتاة تجلس القرفصاء بين مجموعة من الفتيات ..!
لا أعلم إن كان نيكول و إيان قد اتفقا على هذا .. لكن لا أحد منهما واضح ..!
فحتى أمي كانت تطأطئ رأسها و خصلات شعرها الطويلة تغطي عينيها .. انتبهت لزهرة كانت أمامها على الأرض .. رغم أنها كانت زهرة صغيرة لكن من الواضح أنها كانت تحدق بها لحظتها ..!
لقد كان لها شعر طويل بني اللون .. أعتقد أنه يصل لمنتصف ظهرها ..!
ابتسمت حينها .. رغم أنها ليست واضحةً إلا أنها تبدو جميلة ..!
همست لريكايل حينها : جميلة ..!
- صحيح .. رغم أن صورتها غير واضحة ..!
- ماذا الآن ؟!!..
- يكفي .. لنخرج من هنا فلا أعتقد أن هناك المزيد ..!
- نبحث عن ميراي ستيوارت ؟!..
- ربما هذا أفضل ..!
وقفنا حينها و شكرنا المدير على مساعدتنا .. نحن نقدر ذلك كثيراً فهو على الأقل أعطانا لمحة عن والدينا ..!
و قبل أن نغادر قال بابتسامة : لا تعتقد أن أباك كان سيئاً لأنه كان جامحاً ..! فهو ألطف جامح التقيت به في حياتي .. و الدليل أن والدتك قبلت به ..!
ابتسمنا في وجهه حينها .. فعبارته الأخيرة كانت معبرةً للغاية ..!
تذكرت حينها شيئاً و سألت : حضرةً المدير .. هل تعرف فتاة تدعى ميراي ستيوارت ؟!..
أخذ يتذكر للحظات ثم أومأ سلباً : لم أسمع هذا الاسم من قبل ..!
إذاً هي لم تدرس هنا : شكراً لك على كل شيء .. و الآن سنغادر ..!
هذا ما قاله ريكايل بابتسامة هادئة فبادله المدير بذات الابتسامة : رافقتكما السلامة ..!
خرجنا بعدها شاردي الذهن ..!
لقد عرفنا شيئاً على الأقل .. و إن كان لمحة ..!
إيان كان جامحاً .. و نيكول فتاة مجده ..!
ربما تكون معلومات سطحية .. لكنها أعطتنا رؤية مبدئية عن شخصية والدينا ..!
......................................
بعدما عرفنا بعض الأشياء عن إيان و نيكول ..قررنا أن نبدأ بمعرفة المزيد عن ميراي ستيوارت و علاقتها بنا ..!
لذا .. ها نحن الآن في السيارة على جانب الطريق ..!
اتصلت بالاستعلامات المدنية .. و ها أنا أنتظر أن يجيبوا ..!
كانت نظرات الترقب باديةً على ريكايل .. حتى أنا كنت متوتراً و الحماسة تكاد تقتلني ..!
أجابني صوت امرأة حينها : مركز الاستعلامات المدنية في باريس .. نسعد بخدمتكم ..!
أخذت نفساً و أنا أقول : عذراً .. أريد السؤال عن عنوان قريبتي ..!
- هلا أعطيتنا بياناتها ؟!..
- أسمها ميراي ستيوارت ..!
- أيمكن أن تعطيني عمرها و مكان عملها ..!
- أعتقد أنها في الخامسة و العشرين .. لا أعرف مكان عملها ..!
- عذراً .. لكن معلوماتك غير كافية .. أعطنا أسمها الكامل على الأقل ..!
- أعتذر يا آنسة .. لكني لم ألتقي بها مسبقاً ..! أنا أبحث عنها ..! لا أعرف منها إلا هذا الاسم ..!
- سوف أحاول مساعدتك .. سأبحث لكن قد يظهر لي عدد من الناس بذات الاسم ..!
- شكراً لك ..!
- انتظر لحظة ..!
سألني ريكايل حينها : ماذا تقول ؟!!..
تنهدت بتعب : سوف تبحث .. لكن المعلومات غير كافية ..!
بدا اليأس عليه : أرجو أن تتمكن من ذلك ..!
عادت المرأة مجدداً : لقد ظهر لي اثنا عشر شخصاً بهذا الاسم ..!
- استبعدي الطلاب حتى الثانوية و العجائز ..!
- بقي خمسة .. و أعمارهن تتراوح بين الثالثة و العشرين و السادسة و العشرين ..!
- كم واحدة في الخامسة و العشرين ؟!!..
- اثنتان .. الأولى طالبة طب .. و الثانية مضيفة طيران ..!
قطبت حاجبي حينها .. أشعر بأن هناك شيئاً علي تذكره ..!
ذلك الطفل الذي أخبرنا عنها .. لقد قال شيئاً عن البلدان الكثيرة !!..
(أخبرتني أنها تسافر كثيراً و قد ذهبت إلى دول كثيرة أيضاً .. رغم أنها لا تبدو شخصاً غنياً ) ..!
هذا ما قاله ذلك الصغير !!!..
مضيفة طيران بالتأكيد : عذراً .. هلا أخبرتني عن المضيفة ؟!!..
- لحظة ..!
ابتسمت حينها لريكايل : يبدو أني عثرت عليها ..!
- ممتاز ..!
بدا أن عملية البحث انتهت : حسناً .. أسمها ميراي جيمس ستيوارت و هي تعمل مضيفة طيران على الخطوط الفرنسية الدولية ..! عمرها خمسة و عشرون ..!
- إنها هي بلا شك .. هلا أعطيتني عنوان منزلها يا آنسة ..!
- العمارة الثالثة على الشارع الخامس و الستين في المنطقة الرابعة عشر .. رقم الشقة هو 32 ..!
- شكراً جزيلاً لك ..!
- نسعد بخدمتكم ..!
أغلقت الخط بعد ذلك .. نظرت إلى ريكايل بحماس : لقد عرفت مكانها ..!
.................................................. ........
بعد التجول في شوارع كثيرة لمعرفة الطريق تمكنا من الوصول لتلك العمارة الكبيرة ..!
لقد كان طريقاً طويلاً لكني اكتشفت أن المنطقة التي تعيش فيها ميراي ستيوارت قريبةٌ من قصرنا ..!
كما اكتشفنا أن تلك الشابة هي خالتنا : هل ننزل ؟!!..
هكذا سأل ريكايل : بالتأكيد .. هيا ..!
نزلنا حينها من السيارة و دخلنا من البوابة الكبيرة لتلك العمارة السكنية ..!
بتوتر قلت : سنلتقي بها الآن ..!
- لينك .. عندما توفي والدانا كانت في الثامنة ..! من قام براعيتها ؟!!..
- ربما قريبها ؟!!..
- إذاً لما لم يرعانا أيضاً ؟!!..
- أعتقد.. لن يتحمل مسؤولية ثلاثة أطفال ..!
- قد تكون محقاً .. أتعتقد أنها بحثت عنا ؟!!..
- لا أعلم .. لكن إن كانت شخصاً جيداً فهي بالتأكيد فعلت ذلك ..!
- حسناً .. أشعر بأنها ليست شخصاً سيئاً ..!
- و أنا كذلك ..! هي خالتنا على أي حال ..!
- ستخبرها ؟!!..بأننا أبناء نيكول ؟!!..
- لا أعلم .. سنؤجل الأمر حتى نتحدث معها ..!
كان هذا حوارنا و نحن نقف في تلك الردهة الواسعة حيث هناك ثلاث مصاعد أمامنا و الناس تنزل و تصعد .. لقد كانت العمارة خاصةً بالعائلات و الشابات ..!
لذا ما إن تقدمنا حتى جاءنا الحارس الذي يعمل هناك وقد كان ذا بشرة سمراء و جسد رياضي و يرتدي زياً يشبه الشرطة لكنه عبارة عن قميص ذو لون سماوي مع بنطال أسود كما هو حال ربطة العنق : لم أركما مسبقاً ..من أنتما ؟!!..
تكلم ريكايل حينها : جئنا لزيارة صديق ..!
- أستطيع مساعدتكما إذاً ..!
- شكراً لك .. نبحث عن ميراي ستيوارت .. هل تعرفها ؟!!..
__________________
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم











رد مع اقتباس
  #39  
قديم 07-10-2013, 06:14 PM
 
- آه .. تقصدان مضيفة الطيران ؟!!..
- نعم ..!
- شقتها رقم 32 .. لكن لن جداها الآن فهي مسافرة ..!
- مسافرة ؟!!!..
- نعم .. بحكم عملها هي تسافر كثيراً ..!
تدخلت حينها : لكن .. متى ستعود ؟!!..
هز كتفيه و كأنه لا يعلم : حسب المكان الذي سافرت إليه ..! لقد غادرت في الصباح .. إن كان دولة قريبة فقد تعود هذا المساء .. و إن كانت دولة بعيدة فالأغلب أنها لن تعود إلا مساء الغد ..! عموماً هي غالباً تذهب لدول أوروبا فقط لذا أعتقد أنها ستعود الليلة .. يمكنكما العودة غداً فربما تكون هنا ..!
إذاً لن نلتقي بها الآن : شكراً لك على كل حال ..!
- العفو ..!
عاد بعدها إلى الكرسي الذي كان يجلس عليه قرب البوابة بينما عدنا أدراجنا ..!
استندت إلى السيارة و أنا أقول بملل : لن نراها الآن ..!
ابتسم ريكايل حينها : لا بأس .. لن يطول الأمر حتى نلتقي بها ..!
نظرت إليه للحظات : ماذا سنفعل الآن ؟!..
هز كتفيه حينها : لا أعلم .. لن نستطيع فعل شيء بخصوص هذا الموضوع حتى نلتقي ميراي ستيوارت ..!
فتحت باب السيارة و ركبت خلف المقود : اركب الآن .. لنذهب و نأكل شيئاً ..!
أومأ إيجاباً و اتجه للباب الآخر : إنها الحادية عشر .. فعلاً بدأت أشعر بالجوع بعد ذلك الجهد ..!
ابتسمت حينها و أنا أحرك السيارة : إذاً .. لنذهب لذلك المطعم الذي تناولنا فيه الفطور سابقاً ..! قلت لك أنهم يعدون باستا إيطالية مميزة .. لذا سنذهب إليه ..!
أغمض عينيه و ابتسم : كما تشاء .. المهم أن أسكت معدتي ..!
- قبل ذلك .. سأمر بالمنزل لأغير ملابس المدرسة ..!
- لا بأس ..!
حركت السيارة حينها و في نيتي الاتجاه لقصر مارسنلي ..!
.................................................. ....
جلسنا متقابلين على تلك الطاولة و كما وعدت رايل طلبت له الباستا الإيطالية ..!
مررنا بالمنزل فبدلت ملابسي و ارتديت قميص أبيض مع بنطال جينز أزرق و سترة جلدية بنية اللون .. الجو صار يميل للبرودة فنحن على أبواب الشتاء ..!
الآن انتبهت أن ريكايل كان يرتدي بنطال جينز أزرق مع كنزة رمادية طويلة الأكمام ..!
في الحقيقة .. للمرة الأولى أراه يرتدي شيئاً مختلفاً عن الزي الرسمي المخصص للخدم ..!
لكني لم أعلق على الأمر ..!
انتبهت حينها لنظرته إلي : ما الأمر ؟!!..
هكذا سألت باستغراب فتنهد هو : أريد أن أسأل ..!
أمره غريب : تفضل ..!
قلت هذا ببساطة دون أن أفكر أن سؤاله قد يكون صعباً : هل التقيت ميشيل بعد يوم المشاجرة عند الملجأ ؟!!..
شعرت بالتوتر .. فأنا لم أعتقد و لو قليلاً أنه قد يسأل عن شيء متعلق بميشل على وجه الخصوص ..!
بتوتر قلت : لا .. لم أفعل ..!
قطب حاجبيه حينها : لما تبدو مرتبكاً إذاً ؟!..
ماذا سأقول له ؟!!..
هل سأقول بلا التقيت بها لكني كنت مشغولاً بمقابلة زواج ؟!!..
تنهدت حينها : هلا غيرت الموضوع ؟!!.. أي شيء إلا ميشيل !!..
نظر إلي بشك : أنت تخفي شيئاً بالتأكيد !!..
لم أرد عليه .. فسأل مجدداً : إذاً .. أتنوي قطع علاقتك بها ؟!!.. صدقني لن ألومك لو فعلت ..!
ترددت للحظات قبل أن أقول : لا أعلم ..! لكن سأعترف لك .. أنا لا أستطيع ذلك بالفعل !!..
بانت عليه ابتسامة ماكرة ممزوجة بالسخرية : هكذا إذاً ..! الحب أتعب قلبك يا أخي !!..
نظرت إليه باستياء : كف عن هذا !!.. أغلق الموضوع فهو أكثر موضوع يجلب الصداع لرأسي ..!
بذات نبتره السابقة : سأتوسط لك عند ميشيل بما أني أخوها الأكبر ..!
بسخرية ممزوجة بنبرتي المستاءة : و نعم الأخ أنت ..!
تذكرت حينها شيئاً : آه صحيح رايل .. أين قضيت ليلتك بالأمس ؟!!..
ترك قائمة الطعام التي أمسك بها منذ لحظات و نظر إلي : آه .. في المنزل ..!
قطبت حاجبي : المنزل ؟!!..لم تخبرني أن لديك منزلاً ؟!!..
- ظننت أنك تعرف .. فقد أخذتك إلى هناك مرتين ..!
- أتقصد أنك تعيش مع الخالة آنا و بناتها ؟!!..
- لا .. بل في الملجأ مع الأطفال ..! إنه منزلي ..!
قطبت حاجبي و صرخت : قضيت ليلتك هناك ؟!!!!..
انتبه لي الكثيرون حولي ..!
لذا صمت قليلاً حتى ابتعدت نظراتهم اللاسعة عني و عدت أنظر إليه باستياء : لما بقيت هناك ؟!!.. لم يعد الأطفال في ذلك المكان ..!
باستغراب قال : أخبرتك أنه منزلي ..!
- أأنت مجنون ؟!!..تبقى في ذلك المكان البعيد الموحش وحدك !!.. ماذا لو حدث لك شيء و أنت وحدك هناك ؟!!.. من كان سيعلم بأمرك في ذلك المكان ..!
لم يرد .. بدا أنه لا يملك إجابة ..!
لذا قلت بهدوء : منذ الليلة ستبقى معي في القصر .. على الأقل لو تعرضت لمشكلة سكون هناك من يساعدك ..!
لم يقل شيئاً .. لكن واضح أنه أقتنع بكلامي ..!
وصل النادل حينها و بدأ بوضع المقبلات استعداداً للطبق الرئيسي ..!
نظرت إلى ساعتي لأرى أنها صارت الثانية عشر : ما رأيك لو نزور الملجأ بعدها ؟!!..
أومأ إيجاباً بهدوء : سيكون هذا جيداً ..!
.................................................. .............
ابتسمت و أنا أنظر لذلك المنزل الصغير الجميل .. كان من دورين .. جدرانه وردية لطيفة و سقفه من قرميد أحمر اللون ..!
له باب خشبي لطيف بعد أن تصعد على ثلاث دراجات من الرخام الأبيض ..!
على يساره كانت حديقة صغيرة متصلة به كما أنها تمتد إلى خلف المنزل ..!
هذا غير الحديقة العامة الكبيرة بجانبه ..!
إنه ملجأ الأيتام الجديد ..!
اختفت ابتسامتي حين تذكرت أن أدريان هو من أختار هذا المنزل ..!
لست أطيق أي شيء يأتي من خلف ذلك الرجل لكني لا أكف عن الاعتماد عليه ..!
عموماً لقد أحسن صنعاً ..!
تقدمت مع ريكايل ناحية الباب و ضغطت على الجرس .. لم تمضي لحظات حتى فتح أحدهم الباب ..!
كانت شابة في الثلاثين .. أراها للمرة الأولى .. يبدو أنها إحدى العاملتين : مرحباً .. ريكايل ..!
أومأ أخي إيجاباً : سلام .. لقد عدت من جديد للاطمئنان على الأطفال ..!
ابتسمت بمرح : إنهم لا يكفون عن الحديث عنك ..!
- هذا صديقي لينك ..!
- آه لقد تحدثت عنه جين بالأمس ..!
تقدمت و صافحتها : مرحباً يا آنسة ..!
- أهلاً بك .. أنا جيني مسؤولة الفتيات ..!
- أنا لينك ....!
صمت للحظات و أمسكت لساني عن قول مارسنلي .. و لا يمكن أن يكون بروان أيضاً .. لذا بابتسامة قلت : لينك ستيوارت ..!
لا تسألوني كيف طرأ علي الاسم .. لكني اشعر بالسعادة لأني استعنت باسم أمي هذه المرة ..!
كانت ذات بشرة حنطية و عينان عسليتان و شعر بني قصير .. لم تكن نحيلة لكنها لم تكن سمينة أيضاً ..!
أشارت لنا أن ندخل مضيفةً إلى أن الآنسة جوليا غادرت منذ لحظات و أن الفتية مع وصيفتهم جينا شقيقتها التي تصغرها بعام قد ذهبوا للملعب القريب كي يلعبوا الكرة مع أطفال الحي ..!
رغم أنهم وصلوا بالأمس فقط إلا أنه من الواضح أنهم قد بدءوا بعقد الصداقات الخارجية ..!
كان المنزل من الداخل مرتباً و منظماً .. دخلنا إلى غرفة المعيشة و حينها لاحظت بأنه منزل عادي و ليس بتصميم معين كي يتناسب مع كونه دار أيتام ..!
لكن .. هذا أفضل على كل حال ..!
ابتسمت جيني تلك و هي تقول : سوف استدعي الفتيات .. و أحضر القهوة ..!
أومأنا إيجاباً فذهبت حينها ..!
انتبهت لريكايل الذي ابتسم حينها : أنا سعيد لأنهم بخير .. شكراً لك لينك ..!
بادلته تلك الابتسامة : لا تشكرني ..! لقد أحببتهم حقاً و أنا مطمئن الآن بما أنهم مرتاحون هنا ..!
لحظات حتى دخلت جين و معها لورا تركضان : رايل رايل .. أنظر إلى هذا ..!
كانت هذه لورا التي أسرعت و عانقت ريكايل بسعادة ..!
جين أيضاً قفزت إلي فعانقتها لتقول بسعادة : حديقة منزلنا رائعة .. هناك زهور كثيرة و الآنسة جيني لطيفة جداً و تحكي لنا القصص ..!
إنها أشياء بريئة للغاية .. قد لا تكون مميزة .. لكنها جعلت هذه الطفلة تصعد إلى السماء من شدة فرحتها ..!
ابتعدت عني برفق فربت على رأسها : أنا سعيد لأنك فرحة بهذا ..!
لورا أيضاً ابتعدت عن ريكايل و دارت حول نفسها : أنظرا إلى فستاني الجديد .. إنه جميل صحيح ..!
فعلت جين مثلها تماماً : وأنا فستاني جميل ..!
ضحك ريكايل حينها : كلاكما جميلات .. و تلبسان فساتين لطيفة ..!
وافقته حينها بمرح : صحيح .. أنتما تشبهان الأميرات بهذه الملابس ..!
بدت السعادة عليهما حينها وقد توردت وجنتاهما ..!
دخلت ديالا حينها بهدوء و ابتسمت : رايل .. لينك .. مرحباً ..!
للمرة الأولى أسمع أسمي منها .. في الحقيقة جين فقط هي من كانت تكرر أسمي : أهلاً ديالا .. كيف حالك ؟!..
هكذا سأل ريكايل فأجابته بأنها بخير ..!
انتبهت حينها لزينة الشعر التي زينت بها شعرها و قد كانت على شكل فراشة زجاجية باللون الوردي والأسود .. بدت لطيفة للغاية لذا قلت : أن زينة الشعر هذه جميلة جداً ديالا .. تبدين رائعةً بها ..!
ابتسمت بمرح و كأنها كانت تنتظر تعليق أحدنا عليها :صحيح .. لقد اشترته لي ميشيل .. أليس جميلاً ؟!!..
أومأ ريكايل :بلا .. إنه رائع ..!
تفكرت في تلك المسألة .. لقد اشترته ميشيل ..!
هل جذبني لهذا السبب يا ترى ؟!!..
أيعقل ؟!!..
لا لينك .. كف عن تخيل نفسك أميراً في قصة خيالية ..!
إنه جميل بالفعل لذا جذبني ..!
انتبهت حينها لرينا التي دخلت و هي تسير بملل و النعاس قد غلبها .. تقدمت ناحية إحدى الأرائك و استلقت عليها و غفت دون أي تعليق ..!
نظرت إلى لورا : لما هي نعسانة ؟!!.. ألم تنم الليلة الماضية ؟!!..
ببساطة قالت : لأنها انتظرت الجميع حتى يناموا ثم ذهبت لتشاهد التلفاز .. و قد عثرت عليها الآنسة جيني صباحاً ..!
عدت أنظر لتلك المستلقية على الأريكة .. ابتسمت حين تذكرت أنه في الملجأ السابق لم يكن هناك شاشة تلفاز .. لذا هي بالتأكيد فرحة بالشاشة الجديدة ..!
إن طموحات الأطفال محدودة للغاية ..!
لحظتها دخلت الآنسة جيني و وضعت الصينية على الطاولة و فوقها فناجين و إبريق القهوة ..!
التفت حينها إلى رينا و تنهدت بتعب ..!
سكبت لنا كوبين من القهوة و هي تقول : لا أعلم كيف تسللت دون أن أنتبه لها ..!
تقدمت ناحية الطفلة و هي تقول : رينا .. هيا استيقظي ..!
بضجر قالت دون أن تفتح عينيها : اتركيني أنام آنسة جوليا ..!
جثت قرب الأريكة وهي تقول : لست الآنسة جوليا أصلاً !!.. حسناً .. سأدعك تنامين ساعة واحدة فقط .. حتى لا تسهرِ في الليل ..!
لم ترد عليها فقد استغرقت في النوم .. لذا حملتها بين يدها و هي تقول لنا : سأصعد بها إلى الغرفة .. اعتبراه منزلكما ..!
خرجت حينها فأمسكت جين بيدي : لينك يجب أن تأتي لترى الأزهار في الخارج ..!
أومأت لها إيجاباً بابتسامة و وقفت و خرجت من الغرفة معها .. اتجهنا إلى الردهة الواسعة و هناك كان باب زجاجي كبير تخرج من خلاله إلى شرفة خشبية متوسطة و جميلة .. ثم تنزل ثلاث درجات خشبية إلى الحديقة الخلفية المتصلة مع الحديقة الجانبية ..!
كان هناك بعض الطوب على الأرض متصل على شكل دائرة كبيرة في المنتصف والذي يحيط بتلك الزهور الكثيرة و المختلفة الأوان ..!
تقدمت جين و جلست القرفصاء أمام تلك الزهور و بقيت تحدق بها باندماج : أترى ؟!.. أن ألوانها جميلة ..!
جلست جاثياً على إحدى ركبتي بجانبها و أنا أقول بابتسامة هادئة : أتعلمين ما أسم هذه الزهور ؟!!..
نظرت إلي لحظتها بحيرة : لا ..!
- أسمها أزهار الأراولا .. أليست جميلة ..!
- أورلا ؟!!.
ضحكت بخفة عليه فهي لم تستطع نطقها : لا.. الأراولا ..!
- اسمها صعب ..!
- أنها تسمى الزهور الذهبية أيضاً ..!
- حتى هذا صعب ..!
لم استطع أن أكتم ضحكتي عليها .. أنها تستصعب حتى الأمور البسيطة .. لكن حينها طرأ على بالي فكرة : ما رأيك أن نختار لها أسماً آخر ؟!!..
بدت عليها السعادة وهي تقول : حسناً ..!
أخذنا نفكر للحظات .. شيء ملون و كثير العدد و جميل و يحبه الأطفال ..!
هناك الكثير لكن ما الأنسب يا ترى ..!
صرخت لحظتها : سنسميها .. زهور قوس المطر ..!
ابتسمت حينها و ربت على رأسها : أسم جميل .. زهور قوس المطر ..!
- حقاً ؟!!..
- بالتأكيد ..!
- هل تحب هذه الزهور يا لينك ؟!..
- نعم .. و أمي تحبها أيضاً ..!
- أنت لديك أم ؟!!..
اختفت ابتسامتي حينها .. كانت ملامحها تدل على التساؤل .. عيناها كانتا تلمعان و هي تنتظر إجابتي التي نطقتها قبل أن تنطق سؤالها ..!
لم أعلم ماذا أقول ؟!.. هذه الطفلة لم تعرف أماً من قبل ..!
حينها .. أخذت نفساً و ابتسمت لها ابتسامة حانية : نعم .. و هي لطيفة جداً ..!
- أنا أريد أماً أيضاً ..!
بدا عليها الاستياء الطفولي في تلك اللحظة و كأنها تطلب دمية مثل التي مع أختها ..!
لكنني حينها لم أجد غير أن قلت : يمكنك أن تعتبر الآنسة جيني بمثابة أمك .. أليس أماً لطيفة ؟!!..
بدت عليها السعادة : بلا .. إنها لطيفة جداً .. والآنسة جينا كذلك ..!
- يمكنكم أن تشكلوا أسرة سويةً مع باقي الأطفال .. و تكونوا جميعاً أخوة ..!
- و أنت .. أتكون أخانا ؟!!..
- نعم .. أنا و رايل كذلك أيضاً ..!
أخذت تضحك بسعادة و وقفت ثم أخذت تدور حول نفسها : لينك هو أخي الكبير .. و رايل أخي أيضاً ..!
لم أعتقد يوماً أن هناك طفلاً سيحبني .. فأنا لم أكن ابتسم في وجوه الأطفال حتى ..!
لينك .. أي شخص أنت الآن ؟!!..
هل أنت ذات وريث مارسنلي المتكبر المغرور و المتسلط على كل من حوله ..!
أشعر بأني شخص آخر تماماً .. و كأن أحدهم قد صفعني حتى أنتبه لكل ما حولي ..!
تلك الصفعة .. كانت من ميشيل ..!
أول شخص تجرأ على معارضتي .. تلك الفتاة .. شيء لم ألتقي مثله في حياتي !!..
.............................................
ستووووووووب نوقف هنا ^^

ما تلاحظون أن بارتاتي الأخيرة صايرة أطول من العادة ؟!.. ^^<< برااااااا ..!
عموماً أنا كريمة و أنتم تستاهلون ^^ << يا عيني ع الثقه !!..

المهم .. البارت كان هادي نوعاً ما لكنه يحمل معلومات كثيرة بتمتد معنا على طول الرواية ..!

أقدر أقول أنه ابتداء من البارت السابق و هالبارت بيدنا فصل جديد من روايتنا << رغم اني ما أحب سالفة الفصول و ما اعتمدها ..!

ما راح اطول عليكم كلام .. بعطيكم الهووم وورك ..!

متى سيكون اللقاء المنتظر مع ميراي ستيوارت ؟!!.. و كيف سيكون ؟!!..

ريكايل أيضاً صار عضواً في رحلة لندن بعد أسبوع .. ما ردة فعل ماثيو و دايمن حين يريانه برفقة لينك ؟!!..

جين و باقي أطفال الملجأ لازالوا بخير .. لكن هل سيدوم ذلك للأبد ؟!!..

إيان كان جامح .. و نيكول طالبة مجتهدة .. أي قصة ربطت هذين الأثنين ؟!!..

في النهاية .. رأيكم بالبارت ؟!!.. و بالأحداث جتى الآن ..!


* ملاحظة : لو فيه أجد منكم ما استوعب معنى كلمة جامح فهي الكلمة التي تطلق على فتية الشوارع الذين يقودون العصابات الصغيرة و يتشاجرون مع عصابات أخرى بدون سبب بل فقط لإظهار القوة .. و هي ظاهرة منتشرة في المدارس الثانوية و في الأعدادية أيضاً ..!

في حفظ الله }
__________________
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم











رد مع اقتباس
  #40  
قديم 07-10-2013, 06:17 PM
 
part 18

بعد أن صارت الساعة هي الثالثة عدت إلى المنزل مع ريكايل .. لقد كان البقاء مع الأطفال خلال الساعتين الماضيتين أمر نادر الحدوث في حياتي .. لكنه كان شيئاً جميلاً أيضاً ..!
أوقفت السيارة في المربض و قبل أن أنزل التفت إلى رايل : أين شهادة ميلادك ؟!!..
فتح درجاً أمامه في السيارة و أخرج ظرفاً كبيراً : هنا .. مع استمارة دخول الملجأ .. لكن لما تسأل فجأة ؟!!..
ابتسمت بمكر : لنرى من الأكبر ..!
بغرور قال : أخبرتك مسبقاً أني أخوك الكبير ..!
نزلت من السيارة حينها و أنا أقول : سنرى الآن ..!
نزل و لم يعلق فدخلنا القصر سوية .. فوراً كانت جيسكا أمامنا : أهلاً بعودتك سيدي ..!
ببرود قلت : أين أمي ؟!!..
بذات جمودها : لديها أعمال في مكتبها مع أدريان .. أعتقد أنها منهمكة للغاية ..!
مع أدريان إذاً .. أكره هذا !!..
كانت تشير بجملتها الأخيرة إلى أنه ( لا تزعجها ) بشكل غير مباشر ..!
لذا بهدوء سرت ناحية المصعد و ريكايل خلفي .. ركبنا المصعد و صعدنا إلى الدور الثالث ..!
بعد أن نزلنا اتجهنا فوراً لغرفتي .. أسرعت ناحية الغرفة الداخلية : سأحضر شهادة ميلادي ..!
فوراً سرت ناحية الخزانة الصغيرة بالقرب من السرير .. فتحت الدرج و أخرج الظرف الذي يحتوي على أوراقي .. نثرتها على السرير و بحثت بين تلك الأوراق عن شهادتي الأصلية و بعد لحظات عثرت عليها ..!
نظرت إلى تاريخ الولادة .. الساعة التاسعة و خمس و عشرون دقيقة صباحاً ..!
خرجت إلى الجناح لأجد ريكايل يجلس على طرف الأريكة المقابلة للتلفاز ينظر لشهادته ..!
جلست على أريكة منفصلة قربه : كم كانت الساعة ؟!!..
- التاسعة .. و أنت ؟!!..
- مثلك تماماً .. ماذا عن الدقائق ؟!!..
- أنت أولاً .. رغم أني واثق أني أكبر منك ..!
هذا ما قاله بابتسامة واثقة .. لذا قلت ببساطة : سنتبادل الشهادات .. و نرى ..!
أومأ موافقاً .. و بسرعة مددت إليه شهادتي فأخذها و أسرعت أنا لأنظر لشهادته ..!
الساعة كانت .. التاسعة و ثمان و عشرون دقيقة ..!
هذا يعني .. أني الأكبر ..!
نظرت إليه بابتسامة انتصار : ما رأيك يا أخي الصغير ؟!..
بدت عليه نظرت ضجرة و حينها أوشح بوجهه : ثلاث دقائق لا تشكل فرقاً ..!
وقفت حينها ثم جلست بجانبه على الجهة الأخرى و ربت على رأسه و أنا أحرك شعره كما يفعل الكبار مع الأطفال : لكني أبقى أخاك الكبير لذا عليك احترامي يا عزيزي ..!
تنهد بتعب حينها : اعتقد أن عقلي أكبر من عقلك !!..
قطبت حاجبي حينها متصنعاً الاستياء : أهكذا تخاطب أخاك الكبير ؟!!..
لم يعلق بل بدا أن الوضع لم يعجبه .. اعتقد أنه معتاد على مهمة الأخ الأكبر لأطفال الميتم و لميشيل .. حتى جوليا التي تكبره ..!
تذكرت حينها شيئاً : صحيح .. أحتاج صورة شخصية لك ..!
التفت إلي مستغرباً : لما ؟!!..
ابتسمت حينها بمرح : من أجل جواز السفر ..!
بملل قال : لا أملك شيئاً كهذا ..!
وقفت حينها و أنا أقول : لا بأس فهذا لا يشكل مشكلة .. سنذهب في المساء لأحد الاستديوهات و نلتقط لك واحدة ..! و الآن أشعر بالنعاس .. و سأذهب لأخذ غفوة ..!
وقف هو حينها : أما أنا فسأذهب لزيارة الخالة آنا ..!
- أوصل سلامي إليها ..!
- حاضر ..!
سار هو خارج الغرفة بعد أن حمل الظرف الذي يحوي شهادته و استمارة الملجأ ..!
بينما وقفت أنا متجهاً إلى غرفتي ..!
بدلت ملابسي و استلقيت على السرير .. و قبل أن أغمض عيني انتبهت لهاتفي الذي كان يرن ..!
مددت يدي كي أدخل أصابعي بين خصلات شعري الشقراء و أنا أقول بتعب : من هذا الآن ؟!!..
أخذت الهاتف الذي كان على الخزانة بجانب السرير .. فور أن نظرت إلى أسم المتصل حتى استقمت جالساً و أجبت : أهلاً ..!
جاءني صوتها الهادئ : مرحباً لينك .. كيف حالك ؟!!..
ابتسمت حينها : بخير .. ماذا عنك ؟!..
- بخير أيضاً ..!
- ما به صوتك ؟!!.. أأنت واثقة أنك بخير ؟!!..
- حسناً .. إني مرهقة قليلاً ..!
- انتبهي لصحتك ليندا .. ليس من أجلك فقط بل من أجل الطفل أيضاً ..!
صمتت للحظات .. مما جعلني استغرب : ليندا .. ما الأمر ؟!!..
بدت نبرتها مستنكرة : منذ متى و أنت مهتم بالطفل ؟!!..
توترت لحظتها .. لكني حينها قلت بمرح : بما أنه أبنك يا عزيزتي فبالتأكيد سأهتم لأمره ..!
واضح أنها لم تصدقني : أه هكذا إذاً .. لا بأس ..! حسناً كيف حال خالتي ؟!!.. لم أتحدث إليها منذ زمن ..!
بهدوء قلت : كالعادة .. غارقة داخل أعمال الشركة ..!
بنبرة هادئة قالت : أني حقاً أحيّها على جهودها ..!
ابتسمت حينها .. إنها محقة فرغم أن والدتي رقيقة للغاية إلا أنها تجيد إدارة الأمور ..!
ترددت قبل أن اسأل : كيف حال روبرت معك ؟!!..
- حسناً .. هناك بعض التغيرات ..!
- حقاً .. ماذا ؟!..
- يبدو أنه متحمس لاستقبال الطفل بطريقة ما ..!
- ممتاز .. تقدم ملحوظ ..!
سمعت صوت تنهيدتها المتعبة : أرجوا أن هذا سوف يغيره ..!
حاولت تشجيعها : أعتقد أن وجود طفل سوف يحرك مشاعره .. تفاءلي ليندا ..!
بدا لي أنها ابتسمت فنبرتها كانت مرتاحة : شكراً لك لينك .. أتمنى أن يكون ما تقوله صحيحاً ..!
تحدثنا بعدها سوية بأمور مختلفة .. أخبرتني بأنها ستلد في كندا فالآن لم يعد يُسمح لها بركوب الطائرة ..!
لكنها فاجأتني حين سألت : صحيح .. ما أخبار ريكايل الوسيم ؟!!..
لم أتوقع أن تسأل عنه .. لكني تذكرت حينها بأنها استلطفته ذلك اليوم : إنه بخير .. و هو لا يزال يعمل عندي ..!
بنبرة شك : أرجوا أنك لا تعامله بشكل سيء أيها الشيطان ..!
لن تمل من وصفي بذلك اللقب .. لكني حينها ابتسمت بهدوء : اطمئني ..أنا أعامله جيداً ..!
بانت نبرتها الحالمة حينها : بالتأكيد يجب أن أسمي طفلي ريكايل ..!
تظاهرت بالغيرة حينها : أرجوا أن يكون فتاة إذاً ..!
لحظتها قال : هيه لينك .. ماذا تريد أن يكون الاسم لو كانت فتاة ؟!!..
أخذت لحظات أفكر و بلا شعور قلت : نيكول ..!
بدا عليها الاستغراب : نيكول ؟!!..
أسرعت حينها لأقول : لا ..! أعتقد أن أسم لورينا جميل ..!
بشك قالت : و ما قصة نيكول فجأة ؟!!..
أخفيت توتري و أنا أقول : التقيت منذ يومين بشابة جميلة .. و قد سمعت صديقتها تناديها بنيكول ..!
- حقاً ؟!.. لهذا أعجبك الاسم ؟!!..
- ليس كذلك ..! لكن بما أنك سوف تسمينه ريكايل كي يصبح وسيماً .. يمكنك أن تسمي نيكول لتكون جميلة ..!
- حسناً .. وجهة نظر جيدة .. رغم أنه اسم تقليدي ..!
- لكن من الأفضل أن يكون لورينا ..!
- لا بأس ..! و الآن عزيزي إلى اللقاء .. لدي موعد في المشفى بعد قليل ..!
- إن كان هذا فكما تريدين .. وداعاً ..!
أغلقت الخط بعد مكالمتي من ليندا .. شعرت بالسعادة من أجلها فيبدو أن روبرت رجل الثلج المتجمد كما يدعوه دايمن قد بدأ يحن عليها ..!
رغم أن زوجها به كان بعد قصة حب طويلة لهما حين كانا في جامعة الآداب سوية .. لكن يبدو أن روبرت من النوع الذي لا يحب أظهار مشاعره أمام العلن ..!
على عكس ليندا الفتاة العاطفية الاجتماعية ..!
رميت بجسدي مجدداً على الفراش .. تركت هاتفي على الخزانة الصغيرة و سحبت الغطاء المخملي و أغمضت عيني ..!
لما قلت نيكول ؟!!..
عموماً أنا لم أكذب فأنا حين رأيت صورة نيكول جزمت بأنها جميلة و إن لم تكن صورة واضحة ..!
لكن .. لما تزوجت نيكول الفتاة اللطيفة من إيان أكبر جامح في الحي ؟!!..
هل كان أبي جامحاً بالفعل ؟!..
أشعر بأن الغموض يلتف حوله تماماً .. من تلك الصورة بدا لي شخصاً مجهولاً !!..
أعتقد أن الجميع كان يتحاشاه .. هل أثر ذلك عليه يا ترى ؟!..
هل تزوجا عن حب ؟!.. أم أن هناك شيئاً آخر ؟!..
لا أعتقد أن إيان كان شخصاً سيئاً فالمدير قال أنه كان لطيفاً ..!
كما قال الطفل ابن صاحبة المشتل على لسان ميراي ستيوارت بأن أصحاب المنزل كانا لطيفين معها و أن زفافهما كان أسعد يوم في حياتها ..!
لا شك أنهما تزوجا عن حب ..!
لكن لما بتلك السن الصغيرة ؟!!..
لقد عادت الأسئلة لتغزوا دماغي !!.. و هذه المرة لن يوقفها إلا لقائي بميراي ستيوارت التي لا أعلم حتى الآن أي نوع من الناس هي ؟!!..
لقت تعبت اليوم بعد تلك المشاوير .. و علي أن أتدبر أمر جواز ريكايل الليلة و كذلك أن أحجز له على ذات الطائرة ..!
رغم أن ماثيو هو المسؤول عن التذاكر .. لكن يستحيل أن اخبره بأمر ريكايل ..!
لذا سأسأله عن موعد الطائرة فقط ..!
.................................................. ...
حل المساء .. و عند الساعة الثامنة ذهبت مع ريكايل إلى الاستديو لالتقاط صورة مناسبة لجواز سفره .. كما ذهبنا إلى إدارة الجوازات و أتممنا بقية الأوراق .. و حسب كلام الموظف سوف نستلمه مطلع الأسبوع القادم ..!
صارت الساعة هي العاشرة .. لذا عدنا للقصر ..!
لم يبدو ريكايل سعيداً أثناء عمل إجراءات جواز السفر .. لكنه لم يعلق ..!
على العموم .. أرجوا أن يتغير رأيه حين يرى لندن ..!
بينما كنت أسير و إياه في الردهة انتبهت لأدريان الذي خرج من الممر المؤدي لمكتب صاحبة القصر ..!
تقدم ناحيتنا و حنى رأسه باحترام : طاب مساؤك سيدي ..!
ببرود أجبته : طاب مساؤك .. هل والدتي في المكتب ؟!!..
أومأ إيجاباً : صحيح .. و قد أرسلتني لتوقيع صفقة مع إحدى الشركات .. أستأذنك الآن ..!
تجاوزني بعدها .. لكني لاحظت بأنه رمى نظرة غير مبشرة بخير تجاه ريكايل ..!
فورما ابتعد سألت : ماذا فعلت له ؟!!..
هز كتفيه بملل : لا أعلم .. منذ اليوم الأول وهو هكذا ..! إنه لا يطيقني ..!
قلت بعدم اهتمام و أنا أسير ناحية المكتب : دعك منه الآن .. لا تهتم لأمره ..!
تبعني حينها .. فهو لم يلقي التحية على والدتي اليوم ..!
وصلنا إلى المكتب فطرقت الباب .. سمعت أذنها بالدخول ..!
فتحته و أنا أقول : حان وقت العشاء و الراحة من العمل .. ألم تتعبِ ؟!..
ابتسمت حين رأتني و تركت الحاسوب الذي كانت تعمل عليه : أهلاً عزيزي .. دقائق و أنتهي ..!
نظرت أمي حينها لرايل الذي حنى رأسه باحترام : طاب مساؤك سيدتي ..!
بذات ابتسامتها اللطيفة : طاب مساؤك ريكايل..!
جلست على المقعد الموضوع أمام المكتب الذي جلست خلفه : ما قصة الصفقة التي سيعقدها أدريان ..!
- آه ألم أخبرك ؟!!..
- لا ..!
- حسناً .. منذ شهر تقريباً عقدنا صفقة مع آل دايفيرو ..!
- حقاً .. لم أعلم بهذا !!..
آل دايفيرو ذاتهم أصحاب الملجأ السابقون .. و كذلك هم أسرة روزاليندا ..!
بابتسامة تابعت كلامها : لقد قررنا إقامة مشروع مشترك بيننا .. و هو عبارة عن منتجع ضخم سنقيمه خارج باريس في الريف الفرنسي ..! إن نجح المشروع سوف نحقق أرباحاً طائلة ..!
ابتسمت حينها لها : جيد .. لكن ما قصة صفقة اليوم ؟!..
- هناك شركة صغيرة تعمل في مجال بناء مدن الألعاب .. و قد استأجرت مساحة كبيرة من المشروع كي تبني أكبر مدينة ألعاب لها ..! لذا ذهب أدريان لعقد الصفقة معهم ..!
- و لما لم تذهبِ أنتي ؟!..
- أدريان يستطيع تدبر الأمر وحدة ..! لقد دفعت تلك الشركة مبلغاً ضخماً لنا و استأجرت المكان لعشر سنوات مع توقيع عقد للموافقة على عشر سنوات أخرى إن ربحت ..! إنها صفقة ممتازة ..!
فهمت الآن .. هذا يعني أن كثير من المال وضع في هذا المشروع : لكن أمي .. من سيتولى إدارة كل شيء ؟!!..
بمرح قالت : أنا ..! لقد دفع آل دايفيرو مبلغاً ضخماً .. و يجب علي أن أهتم بالباقي مع مبلغ أقل من مبلغهم ..! إضافةً إلى مال شركة مدن الألعاب ..!
بتوتر قلت : أمي .. ألا تخشين أن يفشل المشروع ؟!..
أومأت سلباً : إطلاقاً .. لأنه إن تمت الأمور على خير فسنكون نحن الرابحين ..!
- لكنك لم تحاولِ من قبل إدارة مشروع ضخم كهذا غير أنك مشتركة فيه مع شركة أخرى ..!
- لا تقلق لينك .. أنا واثقة بأن الأمور ستكون بخير ..! كما أنك ستتولى أمره حين تتخرج من الجامعة ..!
تنهدت حينها : لا أشعر بالاطمئنان ..!
ابتسمت بهدوء : اطمئن .. فأنا أشعر بأن هذا المنتجع سيحقق نجاحاً باهراً خاصة أنه قريب من باريس أحدى أبرز مدن السياحة ..! شركة دايفيرو أشهر شركة سياحية في فرنسا .. و فنادقنا هي الأفضل .. هكذا سيكون أفضل مكان في فرنسا بأسرها ..!
بسخرية قلت : غريب أنك لم تطلبي مني الزواج بوريثة دايفيرو كي تقوي العلاقة معهم ..!
قطبت حاجبيها : ربما سأفعل لو كانت وريثتهم هي ليديا ..!
باستغراب قلت : إذاً أنت معجبة بليديا لشخصها لا لمكانتها الاجتماعية ..!
بهدوء قالت : أنها تعجبني لكلا الحالتين ..!
- و ما مشكلة وريثة دايفيرو إذاً .. ألا تعجبك ؟!..
- روزاليندا ؟!!.. لا .. إنها مغرورة للغاية ..! صحيح أنها جميلة لكنها أيضاً تحب أن تملك كل شيء ..!
- أووه .. لم أعلم أنك تعرفين كل هذا عن روز ..!
- على العموم .. لست مضطراً لتقوية العلاقة مع دايفيرو بخبطة أبنتهم .. يكفي أنها رئيسة مجلس الطلبة في مدرستك ..!
ابتسمت بهدوء فالواضح أن أمي تمقت روز كثيراً ..!
وقفت أمي حينها و هي تقول : حسناً .. أعتقد أن موعد العشاء حان ..!
تذكرت لحظتها شيئاً لذا تصنعت الاستياء و أقول : أمي .. جيسكا وصيفتك الخاصة صحيح ؟!..
نظرت إلي باستغراب : بلا .. لكن ما الأمر فجأة ؟!..
بذات النبرة قلت : و ريكايل خادمي الخاص أليس كذلك ؟!..
نظرت إلى رايل الذي وجه نظرة استنكار ناحيتي .. بينما أومأت أمي إيجاباً : هو كذلك .. و بعد ؟!..
ابتسمت بمكر حينها : لما جيسكا تجلس معنا على الطعام و ريكايل لا ؟!!..
بدت الدهشة على أمي بينما أسرع ريكايل ليقول بتوتر واضح كأنه نبرة اعتراض : سيدي .. لا يحق لي ذلك !!.. أقصد ..! سيدتي أنسي ما قاله !!..
بدا عليه الارتباك ..!
أما أمي فما زالت الدهشة تغطي وجهها مما جعلني أشعر أني قلت الشيء الخطأ ..!
لكن ملامحها تحولت للسعادة و هي تقول : بالتأكيد يجب أن يجلس معنا منذ اليوم فصاعداً ..! أني مندهشة من طلبك لينك لكني مسرورة كذلك فهذا يعني أنك أصلحت علاقتك مع ريكايل ..!
حنى رايل رأسه حينها و بذات توتره : سيدتي أرجوك .. أنا لا يمكنني أن أفعل ذلك ..! إنه ليس مكاني ..!
علمت والدتي أنه سيرفض إن حاولت إقناعه .. لذا قالت بنبرة واثقة : ريكايل .. منذ اليوم فصاعداً أنت واحد منا مثل جيسكا تماماً ..! هذا أمر ..!
رفع رأسه مصدوماً : لكن سيدتي !!..
نظرت إليه بخبث : لقد أصدرت السيدة مارسنلي أوامرها يا ريكايل ..!
ألقى علي بنظرة غاضبة متوعدة .. بينما تجاهلت نظرته تلك و قلت لأمي : آه صحيح .. شيء آخر ..! من الصعب على ريكايل أن يأتي يومياً إلى هنا في الصباح و يغادر في الليل .. لذا أفضل أن يكون له غرفة في القصر ..!
ازدادت سعادة والدتي حينها : بالتأكيد يا بني ..! سوف أطلب من جيسكا أن تجهز له أفضل غرفة في الدور الثاني ..! ما رأيك ريكايل ؟!!..
بان الإحراج على ملامحه لكنه يعلم أن الرفض مستحيل .. لذا حنى رأسه باحترام : أشكرك على كرمك و عطفك سيدة مارسنلي ..!
لكنها حينها قالت بمرح : سيدة إلينا ..!
ازداد إحراجه حينها و بتلك قال : سـ .. سيدة .. إلينا ..!
ابتسمت حينها .. فأنا لم أفعل هذا إلا كي أحاول أن أقرب ريكايل من والدتي من أجل أن يوافق على معرفتها بأنه أخي التوأم ..!
.................................................. .........
__________________
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم











رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الكيان السعودي العريق ŖανëŇ رياضة و شباب 0 08-23-2010 09:11 AM
ماذا لو حدثت حرب ايران مع حزب الله ضد الكيان اليهودي شو موقف غزة ؟؟ ميثم84 حوارات و نقاشات جاده 1 12-19-2009 01:54 AM
الموقف الشرعي من لقاء شيخ الأزهر برئيس الكيان الصهيوني!!!! الأمير العمري نور الإسلام - 1 07-10-2009 10:13 AM
قادة الكيان الصهيوني ارتكبوا جرائم حرب فتمت محاكمة البشير fares alsunna مواضيع عامة 0 03-04-2009 11:03 PM
جامعة في قطر تفتح أبوابها لطلاب الكيان الصهيونى..!! أبايحي أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 04-21-2007 08:49 PM


الساعة الآن 12:28 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011