عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-20-2013, 02:34 AM
 
تذكرة الصوام بشيء من فضائل الصيام والقيام الجزء التاسع

الحمد لله المحمود على ما له من الأسماء الحسنى ، والصفات الكاملة العظيمة العليا ، وعلى آثارها الشاملة للأولى والأخرى .
وأصلي وأسلم على محمد أجمع الخلق لكل وصف حميد ، وخلق رشيد ، وقول سديد ، وعلى آله وأصحابه وأتباعه من جميع العبيد .أما بعد : ثامنا:فضل قيام الليل
قيام الليل سنة مؤكدة، وقربة معظمة في سائر العام، فقد تواترت النصوص من الكتاب والسنة بالحث عليه، والتوجيه إليه، والترغيب فيه، ببيان عظيم شأنه وجزيل الثواب عليه، وأنه شأن أولياء الله، وخاصة من عباده الذين قال الله في مدحهم والثناء عليهم: { أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }{ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ }{ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } (1)
_________
(1) سورة يونس , الآيات: 62 -64 .
فقد مدح الله أهل الإيمان والتقوى، بجميل الخصال وجليل الأعمال، ومن أخص ذلك قيام الليل، قال تعالى: { إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ }{ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ }{ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } (1) ووصفهم في موضع آخر بقوله: { وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا }{ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا } . . . إلى أن قال: { أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا }{ خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا } (2)
_________
(1) سورة السجدة , الآيات: 15 -17 .
(2) سورة الفرقان , الآيات: 64 -76 .
وفي ذلك من التنبيه على فضل قيام الليل، وكريم عائدته ما لا يخفى، وأنه من أسباب صرف عذاب جهنم، والفوز بالجنة وما فيها من النعيم المقيم، وجوار الرب الكريم، جعلنا الله ممن فاز بذلك. قال تعالى: { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ }{ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ } (1)
وقد وصف المتقين في سورة الذاريات، بجملة صفات - منها قيام الليل - فازوا بها بفسيح الجنات، فقال سبحانه: { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ }{ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ }{ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ } (2)
فصلاة الليل لها شأن عظيم في تثبيت الإيمان، والإعانة على جليل الأعمال، وما فيه صلاح الأحوال والمال، قال تعالى: { يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ }{ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا } إلى قوله: { إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا }{ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا } (3)
_________
(1) سورة القمر , الآيات: 54 -55 .
(2) سورة الذاريات , الآيات: 15 -17 .
(3) سورة المزمل , الآيات: 1-6 .
وثبت في صحيح مسلم عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أنه قال: « أفضل الصلاة بعد المكتوبة - يعني الفريضة - صلاة الليل » (1) وفي حديث عمرو بن عبسة قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: « أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن » (2) .
ولأبي داود عنه رضي الله عنه قال: أيُّ الليل أسمع؟- يعني أحرى بإجابة الدعاء - قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: « جوف الليل الآخر فصَلِّ ما شئت، فإن الصلاة فيه مشهودة مكتوبة » (3) .
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: « ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر. فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ » (4) .
وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: « من الليل ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيرا إلا أعطاه إياه، وهي كل ليلة » (5) .
_________
(1) جزء من حديث أخرجه مسلم برقم (1163) في الصيام، باب: «فضل صوم المحرم، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(2) أخرجه الترمذي برقم (3579). واللفظ له. وأخرجه النسائي مطولا (1 / 279، 280) رقم (571). وأورده المنذري في الترغيب والترهيب (1 / 434). وأخرجه أبو داود مطولا بلفظ مختلف (1277)، وأخرجه مسلم أيضا مطولا بلفظ مختلف (832) قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وصححه الألباني في صحيح الترغيب (1 / 257) رقم (624). وصححه الأرناؤوط في جامع الأصول (5 / 258) رقم (3338).
(3) أخرجه أبو داود (1277).
(4) أخرجه البخاري برقم (7494) في التوحيد، باب: «قول الله تعالى: } يريدون أن يبدلوا كلام الله {». ومسلم برقم (758) 6، 24، في صلاة المسافرين وقصرها، باب: «الترغيب في الدعاء والذكر في أخر الليل والإجابة فيه».
(5) أخرجه مسلم برقم (757) في صلاة المسافرين وقصرها، باب: «في الليل ساعة مستجاب فيها الدعاء».
وثبت في صحيح مسلم عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أنه قال: « أفضل الصلاة بعد المكتوبة - يعني الفريضة - صلاة الليل » (1) وفي حديث عمرو بن عبسة قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: « أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن » (2) .
ولأبي داود عنه رضي الله عنه قال: أيُّ الليل أسمع؟- يعني أحرى بإجابة الدعاء - قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: « جوف الليل الآخر فصَلِّ ما شئت، فإن الصلاة فيه مشهودة مكتوبة » (3) .
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: « ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر. فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ » (4) .
وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: « من الليل ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيرا إلا أعطاه إياه، وهي كل ليلة » (5) .
_________
(1) جزء من حديث أخرجه مسلم برقم (1163) في الصيام، باب: «فضل صوم المحرم، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(2) أخرجه الترمذي برقم (3579). واللفظ له. وأخرجه النسائي مطولا (1 / 279، 280) رقم (571). وأورده المنذري في الترغيب والترهيب (1 / 434). وأخرجه أبو داود مطولا بلفظ مختلف (1277)، وأخرجه مسلم أيضا مطولا بلفظ مختلف (832) قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وصححه الألباني في صحيح الترغيب (1 / 257) رقم (624). وصححه الأرناؤوط في جامع الأصول (5 / 258) رقم (3338).
(3) أخرجه أبو داود (1277).
(4) أخرجه البخاري برقم (7494) في التوحيد، باب: «قول الله تعالى: } يريدون أن يبدلوا كلام الله {». ومسلم برقم (758) 6، 24، في صلاة المسافرين وقصرها، باب: «الترغيب في الدعاء والذكر في أخر الليل والإجابة فيه».
(5) أخرجه مسلم برقم (757) في صلاة المسافرين وقصرها، باب: «في الليل ساعة مستجاب فيها الدعاء».
وفي صحيح البخاري عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: « من تعار من الليل - يعني استيقظ يلهج بذكر الله - فقال: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا، استجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته » (1) .
وأخرج الإمام أحمد وغيره عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم : « إن في الجنة غرفا، يرى ظاهرها من من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن ألان الكلام، وأطعم الطعام، وتابع الصيام، وصلى بالليل والناس نيام » (2) .
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: « قال الله عز وجل: أعددت لعبادي الصالحين: ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر » (3) . قال أبو هريرة اقرؤوا إن شئتم: { فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } (4)
_________
(1) أخرجه البخاري برقم (1154) في التهجد، باب: «فضل من تعار من الليل فصلى».
(2) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (5 / 343) وصححه ابن حبان (641). وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو عند الحاكم (1 / 321) وصححه ووافقه الذهبي وحسنه المنذري، وشاهد آخر من حديث علي عند الترمذي (1985) و (2529).
(3) أخرجه البخاري برقم (2344) في بدء الخلق باب: (ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة«. ومسلم برقم (2824) أول كتاب الجنة.
(4) سورة السجدة , الآية : 17 .
وجاء في السنة الصحيحة، ما يفيد أن قيام الليل من أسباب النجاة من الفتن، والسلامة من دخول النار. ففي البخاري وغيره عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم استيقظ ليلة فقال: « سبحان الله، ماذا أنزل الليلة من الفتنة؟ ماذا أنزل الليلة من الخزائن؟ من يوقظ صواحب الحجرات؟ » (1) . وفي ذلك تنبيه على أثر الصلاة بالليل في الوقاية من الفتن.
وفي قصة رؤيا ابن عمر قال: "فرأيت كأن ملكين أخذاني، فذهبا بي إلى النار فإذا هي مطوية، كطي البئر، وإذا لها قرنان يعني كقرني البئر وإذا فيها أناس قد عرفتهم، فجعلت أقول أعوذ بالله من النار، قال: فلقينا ملك آخر. فقال: لم ترع. فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فقال: « نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل، فكان عبد الله لا ينام من الليل إلا قليلا » (2) .
وأخرج الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: « عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة لكم إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم » (3) .
فتلخص مما سبق أن قيام الليل:
_________
(1) أخرجه البخاري برقم (7069) في الفتن، باب: إلا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه«.
(2) جزء من حديث أخرجه البخاري برقم (1121، 1122) في التهجد، باب: «فضل قيام الليل». ومسلم برقم (2479) في فضائل الصحابة، باب «من فضائل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما».
(3) أخرجه الحاكم (1 / 308) وصححه على شرط البخاري ووافقه الذهبي، وحسنه العراقي.

أ) من أسباب ولاية الله ومحبته.
ب) ومن أسباب ذهاب الخوف والحزن، وتوالي البشارات بألوان التكريم والأجر العظيم.
ج) وأنه من سمات الصالحين، في كل زمان ومكان.
د) وهو من أعظم الأمور المعينة على مصالح الدنيا والآخرة، ومن أسباب تحصيلها والفوز بأعلى مطالبها.
هـ) وأن صلاة الليل أفضل الصلاة بعد الفريضة وقربة إلى الرب ومكفرة للسيئات.
و) وأنه من أسباب إجابة الدعاء، والفوز بالمطلوب المحبوب، والسلام من المكروه والمرهوب، ومغفرة سائر الذنوب.
ز) وأنه نجاة من الفتن، وعصمة من الهلكة، ومنهاة عن الإثم.
ح) وأنه من موجبات النجاة من النار، والفوز بأعالي الجنان.
وغدا ان شاء الله سناتي على فضل قيام رمضان
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تذكرة الصوام بشيء من فضائل الصيام والقيام الجزء الثامن mohamed_atri نور الإسلام - 0 07-19-2013 02:42 AM
تذكرة الصوام بشيء من فضائل الصيام والقيام الجزء السابع mohamed_atri نور الإسلام - 0 07-17-2013 03:59 AM
تذكرة الصوام بشيء من فضائل الصيام والقيام الجزء الخامس mohamed_atri نور الإسلام - 2 07-16-2013 03:50 AM
تذكرة الصوام بشيء من فضائل الصيام والقيام الجزء الثالث mohamed_atri نور الإسلام - 0 07-13-2013 02:56 AM
تذكرة الصوام بشيء من فضائل الصيام والقيام الجزء الثاني mohamed_atri نور الإسلام - 0 07-12-2013 02:09 AM


الساعة الآن 03:40 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011