الفصل السادس و الأخير .
بعنون ::
تلونت الحياة بعد الظلمت !
..
× ..
اخذت اكرفس الورقة ثم رميتها في سلة المهملات ..
هذه المرة قررت الرد عليه ..
اخرجت ورقة وكتبت ::
كف عن العطف علي ..
أنا اعلم تماما من انت ..
ألست ذاك الشاب الذي كان يزعجني في القطار ؟
طويتها ثم خرجت و ادخلتها من اسفل فتحة الباب ..
استدرت لأرجع ..
ولكن بابه انفتح !
وقفت وانا اعطيه ظهري ..
فجأة احسست بيده تشد على كتفي ..
صرخت عليه : اتركني ..
قال وهو يفتح الرسالة : انتظرِ ..
كانت محاولاتي في الهروب فاشلة !
انهى القراءة ثم قال : نعم هذا صحيح ! لكن هنالك شيء اريد ان اكلمك بخصوصه !
احسست من نبرته انه جاد فعلا ..
انزلت رأسي ثم قلت : قل ما لديك ..
قال : لا ينفع الكلام هنا ! هل تأتين معي لمقهى بجانبنا ؟
قلت له بفزع : لا لن اخرج معك !
استدار وقال : حسنا ! ولكن تذكري ستأتين لي يوما وتسأليني عن ما كنت سأقوله ..
شعرت بالفضول حقا ولكن هناك شيء يمنعني قلت بتردد : حسنا ..
ابتسم .. ثم استدار لي وقال : هيا اذن !
ذهبت معه وانا اتفادى النظر له !
لمقهى قريب من هنا ..
كان سيدخل لداخل المقهى ولكني قلت : لا اريد التحدث في الخارج !
قال : حسنا ..
اخذنا طاولة مطلة على الخارج .. ثم اتت النادلة وقالت : ماذا تطلبان سيدي سيدتي ؟
الشاب : انا اريد قهوة .. ماذا عنك هارو ؟
اجبته بغيظ : قل ما تريد ودعني اذهب !
احسست بأني احرجته فقال للنادلة : قهوة و عصير برتقال ..
نظرت له : لم اطلب ذلك ..
نظر لي فترة ثم قال : انتي عنيدة جدا ! تذكريني بميسا !
نظرت له بصدمة وعيناي كادت تخرج من موضعها : ماذا !
قال ببرود : قلت تذكريني بميسا ! اختكِ ؟؟ الا تتذكرينها ؟
قلت واعيني امتلأت بالدموع : من انت ؟
قال : حسنا سأقول لكِ ! ولكن عديني ان تقفي في صفي وتنفذِ ما سأقوله !
قلت وانا اريده ان يتكلم : حسنا حسنا ..
قال وهو يسرد الاحداث التي مر عليها الزمن ! الأحداث التي اوجعت قلبي .. التي ابكتني دما .. فراق اعز ما املك في هذه الدنيا :
عائلتي ..
قال : هل تذكرين تلك الليلة الماطرة ! الليلة التي كنت في حوزة عمكِ ؟ الليلة التي نهب في اموال عائلتك كلها .. ورماكِ في الدار ! بعدما غير لقبك !
انزلت رأسي للأسفل لأني لم ارده ان يرى دموعي ..
قال وهو يكمل كلامه : ألم تلمحِ عيونا كانت تنظر لكِ وتعطف عليكِ وتتمنى ان تكون بمكانكِ كي لا تتعذبِ بهذه الطريقة ؟ ألم تلمحي عيونا كانت تستشيط غضبا ! ولكنها ضعيفة جدا .. جدا جدا ..
نظرت له والدموع تملأ عيوني ..
قال : كنت انا !
عقدت حاجبي والدموع مازالت تنهمر : من انت ؟
قال : مازاكي شيرو !
انصدمت !! ماذا ؟ انه يحمل نفس لقبي !
انا مازاكي هارومي ! وهو مازاكي شيرو !
ربما تشابه في الألقاب !
لم استطع قول شيء نظرت له بتساؤل فقط ..
قال : انا ابن عمك ايتها البلهاء !
صدمت فعلا كنت اظن بأن عمي لم يملك أبناء !
قال : لا تخافِ انا لست مثل ابي ! حتى اني هربت منه في الليلة التي جركِ لدار الايتام ..
نظرت في عينيه .. انا المح الصدق من عيونه انه صادق في كل كلمة يقولها ..
قال وهو يكمل كلامه : كنت اراقبك في كل ليلة ونهار .. أعرف ما يجري في سركِ وفي علنكِ ! هل تذكرين الورقة التي وضعتها في جيبكِ و البحر ؟
اذن هو ! هو ذو المعطف الاسود ! لم يخطر ذلك ببالي ابدا ..
قال : انا اريد انقاذك هارو !
تكلمت و اخيرا : كيف ؟
قال وهو ينظر في عيناي : لقد رآك احدى عمال الدار وانتِ تهربين مع صديقاتكِ ..
نظرت له بخوف ..
اكمل كلامه : واظن انهم اخبروا الشرطة !
شعرت حقا بخوف كبير .. وظللت التف يمينا وشمالا لأرى ان كان هناك احد ..
قال وهو يطمئنني : لا تخافِ انتِ بأمان معي ! لكن يجب ان تنفذِ ما سأقوله لتنقذِ نفسك وصديقاتكِ ..
نظرت له وكأني اقول له انت أملي الوحيد قل ما لديك ..
اقترب مني وقال : استطيع تدبير متبنين لكِ ولصديقاتكِ و الفرار من الدار .. ولكن فكرت قليلا بأمرك .. و وجدت بأنك أمر خاص .. فخرطت ببالي فكرة .. ستمكنك من استعادة اموالك كلها ..
نظرت له بصدمة : كيف ؟
اجاب : تزوجيني ؟
لن تفي كلمة صدمة في وصف شعوري ! عن ماذا يتكلم هذا الأخرق ؟ ظللت صامتة ولم اجب بشيء !
اكمل : تزوجيني وسأرث اموال ابي وكلها تحت تصرفك !
قلت له برفض : لا اريد الزواج بك ..
قال : اذن احلمي بأن تحصلي على اموالك ..
قلت و الدموع تنهمر : ولكنها جميعا ملك ابي ! وأبوك سرقها ..
قال وهو يمسح دموعي : قلت لكِ تزوجيني ..
فكرت قليلا ثم قلت : وبعدما احصل على اموال ابي انفصل عنك !
احسست بأني جرحته! لمحت في عيناه ذلك ..
قال بحزن يحاول اخفاءه : لك ذلك ..
نهض وقال : فكري في كلامي اكثر ولكن لا تتعبِ نفسك ! وقولي لصديقاتكِ .. سوف اذهب الآن ..
غادر ..
غادر وتركني في حيرتي ..
نهضت وانطلقت عائدة لدار ..
صادفت في طريقي هانا ..
قالت : اين كنتي هارو كانوا يبحثون عنك !
قلت لها : ذهبت في مشوار صغير .. وانت الي اين ذاهبة ؟
اجابت : لقد ارسلوني الفتيات لأشتري بعض الوجبات ..
قلت : حسنا انا عائدة .. لا تتأخري كثيرا ..
اجابت بمرح : حسنا وداعا ..
وذهبت للبقال ..
اتمنى في بعض الاحيان ان احصل ولو على نصف مرحها و عدم مبالاتها ..
عاشت في هذا الدار منذ مولدها و لا تعرف امها و اباها ..
رغم ذلك فهي مرحة ولا تبالي بشيء ..
تنهدت وعدت للدار ..
هانا ..
وصلت لأحدى البقالات القريبة منا ..
اشتريت بعض العصائر و الحلويات والبطاطس ..
دفعت المال ..
ثم خرجت ..
كنت واقفة انتظر ان تقف السيارات لأعبر المشاة ..
لمحت شخصا واقفا في الجانب الاخر ..
فتحت عيناي على وسعها ..
لم اصدق ..
ظللت فترة استوعب ما يحدث ..
ثم ذهبت ..
لن اقف هناك ولو دقيقة سأعبر من الجسر ..
لم استطع منع دموعي لا اصدق من رأيت ..
مسحتها بعنف وانا اصرخ : انا قوية !!
صعدت سلالم الجسر كان فارغا حمدا لله ..
عبرته ..
وانا احني رأسي وامنع دموعي لكنها لا تتوقف ..
صدمت بشيء ..
رفعت رأسي ..
فتفاجأت تماما ..
هل مكتوب لي ان أقايلك مهما هربت ؟
مثلت بأني لا اعرف من هو وقلت : عذرا سيدي ..
و اجتزته لأذهب ..
ولكنه امسكني من يدي وقال وانا المح الصدمة في عينه : هانا !
عقدت حاجبي وقلت بتمثيل : نعم ! كيف عرفت اسمي ؟
قال : كفي عن التمثيل ! هانا لقد اشتقت لك ..
لم اقاوم اكثر فدفعته بيدي واخذت اركض ..
امسكني بشدة على كتفي ولفني لجهته ..
امسكني من يدي وقال برجاء ::
هانا .. يمكنني التفسير ! أعلم بأنك رأيتني ! يمكنني التفــ ـ ـ ..
قطع كلامه يدي !
وانا اضعها على فمه ..
قلت بصوت خافت و الدموع في مجراها : كفى ! لا اريد سماع شيء ..
ثم اخذت الدموع تنهمر وتنهمر ..
سقطت على الارض وانا ابكي من قلبي ..
وامسح دموعي بعنف لأني لا اريده ان يرى دموعي ..
انحنى لي ..
وحملني ..
كنت سأسقط فتشبثت برقبته ..
صمت لأنه لم يكن لدي ما اقوله !
ولكن ما الذي يفعله هذا المجنون ؟
اخذني لمقهى قريب ..
انزلني ..
ثم مسك يدي ودخلنا لداخل !
وانا صامتة وكأني لم اعارض على هذا !
اين قوتي ؟
اين ذهب ذلك الكلام ؟
عندما أراه سأمثل بأني لا اعرفه !
سأجعله يعاني بقدر ما جعلني اعاني ..
هل ذهب مع مهب الريح ..
جلسنا على الكراسي ..
اتت النادلة وقالت : ماذا تطلب سيدي ؟
قال : لا اريد شيئا فقط صودا لهذه الانسة ..
قالت النادلة : حسنا سيدي ..
التف لي ووجدني منكسة رأسي لحجري و الدموع مازالت تنهمر وتسقط على ملابسي ..
قال : الفتاة التي رأيتها معي في تلك الليلة هي ساندي ..
نظرت له بعصبية ونهضت من مكاني : انا ذاهبة ..
لم يهتم لنهوضي وأكمل : كانت مصابة بسرطان في الدم ..
وقفت في مكاني بصدمة ساندي ؟ مصابة بسرطان ؟
من هي على كل حال ؟
اكمل كلامه : كنت في يوما ما ذاهبا لأخي كالعادة للمستشفى ..
وظهرت في وجهي وأعطتني ورقة صغيرة ابتسمت ثم رحلت ..
صمت ..
ذهبت وجلست في مقعدي ..
اكمل : فتحتها .. كانت تعترف بأنها تحبني .. وانها كانت تنظر لي دائما وانا آتي للمستشفى ..
ذهبت لها كنت سأرفض .. انت تعرفين كم ..
صمت ..
ثم اكمل : كم احبك ..
رفعت رأسي ونظرت له ..
قال وهو ينظر في عيناي : هانا .. هل اعتقدت يوما بأني سأخونكِ ؟ انت لم تستمعي لي حتى ؟
قلت : اكمل ..
قال : كنت سأرفض ! ولكن عيناها كانت تبرق بأمل .. كانت تنتظر ان تستمع لكلمة نعم انا موافق على الخروج معك ..
لم استطع حقا الرفض سأشعر بالتأنيب ان فعلت ..
فكانت بين ناريين !
نار قلبي وحبي .. انتِ !
ونار ضميري وعطفي .. هي !
فأجبت بنعم .. وبدأت بمواعدتها .. ولكن ليس كثيرا لأنها كانت معظم وقتها في المستشفى .. كانت تموت موتا بطيئا مع مرضها ..
وكل يوم المح الحزن في عينيها ..
كنت اقول في نفسي .. لأخلق لها ذكريات جيدة تتذكرها عني عند موتها ..
انتقلنا لطوكيو في اليوم الذي قلت لك بأني عائد ..
رأيتكِ وانت آتية .. كنت اعلم بأنك ستأتين لتوديعي ..
ولكني مثلت بأني لم أرك .. لم أشأ ان اشعر بتأنيب او ان ارى دموعك ولا امسحها ..
وصلنا لطوكيو ..
وظلت اسبوعا هناك .. وماتت ..
ماتت قبل شهر ..
و كانت جنازتها هنا في اليابان حسب وصيتها ..
ولكنه تم دفنها في بريطانيا !
ثم صمت ..
احضرت النادلة الصودا ..
ظللت ألعب في القشة و تفكيري سارح ..
التف لي وقال برجاء : قلت لك كل شيء هانا .. سامحيني ارجوك ..
قلت له : احتاج لتفكير لوحدي كويتشي ..
قال بخيبة : حسنا .. ولكن متى سألقاك ؟
قالت : في هذا المقهى وفي نفس هذا الوقت !
اجاب : حسنا ..
قلت له : وداعا ..
وغادرت ..
كيومي ..
كنت جالسة مع مي و هارومي التي وصلت توا بعدما كانت خارجة ! في الصالة نثرثر عن مواضيع متكررة ..
والملل سيتحوذ علينا ..
هارومي قالت بغموض : رأيت أحدا رآنا عندما كنا هاربين !
فتحت عيناي على وسعها و الصدمة والخوف متلبدان في اعماق قلبي .. ماذا !!!!
مي التي ظلت ثابتة في مكانها ويدها ترجف ..
هارومي : علينا المغادرة من هذا المبنى .. نبحث عن مبنى جديد .. و نغيره ايضا ! سنفعل هذا كل اسبوع .. لحين اتأكد من ان احدا لا يتبعنا ..
مي قالت بخوف و بحة بكاء : هارومي انا استسلم ! لا يمكنني مجابهة كل هذا الضغط و الخوف ..
هارومي التي صفعتها ..
مي سقطت أرضا لشدة الصفعة ..
قالت هارومي بنبرة غاضبة وحائرة : بعد كل هذا تستلمين .. لكن لك ما أردتي ! اخرجي وعودي لدار ..
مي التي نهضت ودموعها تنزل كالشلال : هل انت حمقاء ؟
هارومي بغضب : انا الحمقاء ام أنتِ ؟
اجابت مي : ولكني خائفة .. خائفة جدا ..
هارومي التي تنهدت واجابت بهدوء : اعلم .. وانا خائفة اكثر منكِ رغم مظهري .. لكني احاول انا حارب هذا الخوف ..
واخيرا نطقت انا : هانا ! لقد خرجت منذ قليل ..
ما لبثت انا نهيت كلامي ..
حتى سمعنا طرقا على الباب !
هارومي التي طلبت منا الهدوء ..
الطارق اخذ يطرق الباب و يطرقه ولكن لا جواب وصله ..
ثم سمعنا صوتا : هل انتن نائمات يا فتيات ؟
تنهدنا كلنا براحة وفتحنا لهانا الباب ..
هانا التي عقدت حاجبيها : لماذا لم تفتحوا لي الباب الا بعد مدة طويلة ؟
هارومي : هانا .. لقد رآنا احد عمال الدار ونحن هاربون ..
هانا التي اسقطت اكياس المشتريات وشهقت : ماذا ؟
هارومي وهي تتجه ناحية النافذة : مثلما سمعتي ! سنغير سكننا ! الآن .. هيا وظبن حاجياتكن و كل شيء مهم .. و كل واحدة تعطيني المبلغ الذي معها لأدفع الإيجار الاخير لشقة !
كلنا اخرجنا من جيوبنا ما نملك ..
اخذت هارومي تعد المال ثم قالت : حمدا لله انه كاف و زائد ايضا .. هيا اسرعوا في التوظيب ..
بعدما وظبنا حاجياتنا كلها ..
اتت هارومي وقالت : ان الانسة ايساو بدت حزينة لأننا سنذهب ..
قلت بنبرة غامضة لحد ما : لقد كانت طيبة جدا معنا !
هارومي التي قالت : هل انتهيتن ؟
كلنا اجبنا بنعم ..
قالت : حسنا لدي مهمة بسيطة لن تستغرق الكثير من الوقت ..
ثم خرجت ..
و عادت بعد دقائف وبيدها خريطة .. قالت : لقد حصلنا على مسكن جديد هيا !
كلنا فتحنا أفواهنا بصدمة ! حصلت على مسكن في هذه الخمس دقائق !
لم تمنح هارومي المجال لأحد يسألها عن كيفية عثورها على هذا المسكن ..
و كلنا علا الخوف ملامحنا ..
انطلقنا في تاكسي متجهين لهذا المسكن الجديد ..
ولكننا صدمنا عندما وجدنا فندقا !
هانا التي قالت بنبرة حماس : واااااو ! انه فندق هل حقا سنمكث هنا ! اننا حتى لا نملك المال الكافي ..
اجابت هارومي : سنمكث لأسبوع ثم نغير لفندق آخر !
هانا التي اجابت بنبرة حماس اكبر : وااو و كأننا ممثلون مشهورون !
ضربتها هارومي بخفة على جبهتها ..
هانا التي قالت بنبرة الم مدعية : هذا يؤلم !
مضى على بقائنا في هذا الفندق يومان ..
مي ..
ذات يوم اتت هارومي من مشوار على حد قولها ..
وفي يدها اكياس من مشتريات الاطعمة ..
لقد كنا كلنا مصدمين من اين تأتي بهذا المال ! لفندق و لطعام غالي الثمن ..
لمحت في يدها خاتما ذهبيا !
صدمت !
ولدرجة ان وقع كوب الشاي الذي كان في يدي وتحطم لأجزاء صغيرة ..
نظرت لي هارومي .. ووجدتني انظر لخاتمها ..
اخذته بسرعة وخبأته في جيبها ..
جميع الفتيات التممن حولي بقلق ..
هانا قالت : ما بكِ مي ؟
كيومي التي كانت خائفة : هل انتٍ بخير ؟
اجبت بكذب : نعم بخير ..
هارومي التي لم تبق في الغرفة طويلا وغادرت !
هذه المرة لن اسمح لها بالتهرب سوف احصرها في الوسط لكي تجيبني ..
وقفت وكنت سأخرج لألحقها ..
ولكن انفتاح الباب اوقفني ..
ظهرت هارومي من خلف الباب ..
رأتني وانا واقفة بقرب الباب قالت بنبرة غامضة : سأشرح كل شيء ..
اكتفيت بنظرة تقول : نعم قولي ما لديك ؟
سحبتني من يدي واجلستني قرب الفتيات وقالت : اسمعن يا فتيات لدي ما اقوله ..
كل الفتيات التفتن لها ..
قالت وهي تخرج الخاتم من جيبها : لقد تزوجت ..
عم صمت مصدوم في الغرفة ..
هانا قالت بصدمة لم تصدقها : كفي عن الكذب هارو ..
هارومي نظرت للخاتم قليلا ثم قالت : لست اكذب ..
تقدمت لنا وأرتنا كلمات محفورة داخل الخاتم ..
مكتوب فيها باللغة الانجليزية :
Haromei + sheiro = love forever
كيومي التي قالت بصدمة : ولماذا لم تعلمينا من قبل ! وكيف حصل هذا ومن هذا شيرو ! انت تخفين الكثير عننا السنا بأصدقائك ؟
قلت بتأييد لكلام كيومي : نعم السنا باصدقائك لتقولي لنا ما يحدث في حياتك ..
هارو التي جلست على الكرسي وقالت وهي منزلة رأسها : تزوجت رغم عني ..
هنا كانت صدمتنا الاكبر ! زواج ! و اجباري ؟
هانا التي وقفت وقالت : من شيرو ؟
قالت بنبرة هادئة : ابن عمي ..
هذه المرة خرستنا الصدمة اكثر وبتنا صامتين ..
اكمل كلامها : شيرو ابن عمي .. هل تذكرن الذي كان يسكن بجانبنا .. كان هو ..
هانا التي تتذكره : نعم تذكرته لقد كنت دائما تتحدثين معه هذا يفسر الكثير ..
هارومي اكملت : التقيته ذات مرة في مقهى وهناك قال بأنه ابن عمي وهو يريد مساعدتي .. انتن تعلمن بقصتي كلها بدءا من موت عائلتي في حادث سير حتى نهب عمي اموال ابي كلها ثم قام بتغير لقبي وسجني في دار .. قال شيرو بأنه سيساعدني و الطريقة الوحيدة التي استطيع فيها استعادة اموال ابي هي بالزواج به وبالتالي يرث اموال ابيه واحصل انا عليها وتكون تحت تصرفي ثم انفصل عنه ..
هانا تكلمت : تتزوجين به ثم تنفصلين ! هل الزواج هكذا ؟
رفعت هارو رأسها وقالت بنبرة عصبية : هل انا لست مثلكن ؟ انتن تستطعن ان تقعن في الحب مع فتى ثم مواعدة ثم زواج ! وانا لا ؟ هل تفهمن بأني تزوجته فقط لأستعيد اموال ابي و اجعله يرقد بسلام .. اريد ان اقع في الحب و اشعر بشعور الفتيات الاخريات اريد ان اجرب كل شيء في هذا العالم مع من احب ..
صمتت وتركت لدموعها المجال ..
هانا التي لم تعرف ما تقول .. فأخذتها في احضانها ..
بعد حضان طويل وقفت هارو وقالت : سأعرفكن بشيرو ..
خرجت ثم عادت بعد قليل مع ذلك الرجل ابن عمها و زوجها ومنقذها ! واتضح لي بعد ان كلمنا بأنه منقذنا نحن ايضا ..
بعد ثلاث سنوات ..
هانا ..
خرجت مهرولة من الباب ..
وانطلقت لصندوق البريد ..
فتحته و سقط علي كم هائل من الرسائل ..
فقلت في نفسي : يا الهي الكثير من الرسائل !
اخذت الرسائل لداخل واخذت اقرأ العناوين ..
كانت احداها من مي و الاخرى من كيومي ..
فرحت واخذت اقرأ رسالة كيومي ..
اهلا هانا اتمنى انك بخير ، اسفة لقد انشغلت كثيرا مع عائلتي الجديدة و بالخصوص في العمل في المطعم ! كما تعلمين ان لدينا مطعما ، ان العمل ممتع و التحدث مع الزبائن أمتع ، ولكني لا اتوقف عن تذكر أيامنا و مغامراتنا و جميع ما فعلناه ويغلبني الحزن لقد اشتقت لكن حقا وارغب في ان نلتقي مجددا ..
المخلصة : كيومي ..
وكانت معها صورة مرفقة لكيومي ..
قلت بمرح : انها تبدوا جميلة بزي العمل ..
واخذت أقرأ رسالة مي ..
مرحبا هانا ، ايتها البلهاء الحمقاء ، التي ليس لديها شيء لتفعله سوى الضحك ، هاهاهاها انني امزح ، لقد اشتقت لك بجد ايتها الخرقاء ولدعاباتكِ واشتقت ايضا للفتيات اووه ان العمل هنا مرهق ولكنني استمتع في كل لحظة منه وكما حصلت على جمهور جميل في الكثير من المدن التي قمت بعروض فيها ، وايضا ابواي مرحان ويحبانني و ينفذون جميع طلباتي ، و يقيمون ايضا العديد من حفلات الشواء الممتعة والجميلة ! لقد التقطت لي امي صورة و قد ارسلتها لكِ .. وداعا و اتمنى ان نلتقي قريبا ..
افضل الامنيات : مي ..
نظرت لصورة الموجودة في الظرف وشعرت بالسعادة ولكن دموعي اخذت مجراها ..
اشعر حقا بالاشتياق لهن ..
ثم احسست فجأة بأحد يحتضنني ..
ابتسمت بخجل : كوو ..
كو الذي ابتعد : ما بها اميرتي تبكي ؟
قلت وانا اتذكر صديقاتي : اشتقت لهن ..
كو بغيرة : تشتاقي لهن ولا تشتاقي لي ..
قلت بخجل : كو لا تغير الموضوع .. ارجوك دعنا نذهب لألتقي بهن ..
امسك بأنفي وشده : حسنا ..
ضحكت ضحكة صغيرة ثم هربت عنه ..
ذهبت الى الصالة حيث يجلس ابي و يتفرج للاخبار على التلفاز ..
أعلن رسميا وفاة رجل الاعمال المشهور .. مازاكي شين .. الذي ناهز عمر الستين .. وتوفى بنوبة قلبية .. وهناك انباء تقول بأن ثروته كانت كل ذلك الوقت مسروقة من اخوه مازاكي جو .. الذي تعرض مسبقا لحادث سيارة اودى به وعائلته الى الوفاة ..
كان هذا كل ما لدينا .. شكرا على المتابعة ..
اطفأ ابي التلفاز والتف لي : ليس هناك احد صالح في هذا العالم ..
انا و الفرحة تكاد تجعلني اطير .. جريت للهاتف واتصلت بهارومي ..
هارومي التي ردت سريعا : هااناا لقد توفى !
اجبت : نعم لقد شاهدت هذا في التلفاز !
هارومي تبكي وتقول بسعادة عارمة : واخيرا ! سوف يعود كل شيء لمجراه ..
قلت بسعادة : نعم نعم .. هارو .. دعينا نلتقي مجددا لقد اشتقت لكي وللجميع كثيرا ..
هارومي بحماس : نعم سنلتقي تعالي انتي وحبيبك كو دعونا نلتقي غدا في الحديقة التي ذهبنا لها قبل 3 سنوات عندما وصلنا لطوكيو لأول مرة ..
هانا تذكرت : اووه نعم عرفتها .. حسنا انا متحمسة سأبلغ الباقين وداعا .. وحظا سعيدا ..
هارومي : وداعا هانا ..
اغلقت الهاتف واتصلت لمي و كيومي وابلغتهن بذلك ..
هارومي ..
انطلقت سريعا للغرفة ..
ووجدت شيرو جالسا على السرير يشاهد التلفاز وواضح بأنه مصدوم وقد علم بالخبر ..
نظر لي بنظرة لم استطع تفسيرها اطلاقا ..
اما انا فقد جريت لها وقفزت على السرير : سيعود كل شيء لمجراه ..
وانا اضحك بسعادة ..
شيرو الذي نهض من السرير بدون اي تعبير .. وارتدى معطفه وخرج !
توقفت عن القفز وجلست على السرير مستغربة ..
ما به ؟!!!
أيا يكن !
ذهبت من السعادة اعد شيئا ما في المطبخ أعددت المثلجات بالتوت ..
ووضعت لنفسي قليلا واخذت اكل ..
لقد تأخر يجب ان يعود الآن ..
عاد شيرو بعد ساعتين تقريبا وبيده ورقة ما ..
قال بنبرة باردة لم أعهدها من قبل : لقد حولت الامول كلها لكي وهي في حساب انشأته لكي في البنك !
اود لو افرح واقفز لأن كل شيء اتمناه تحقق ولكنني لم افعل !
ما به شيرو ؟
تقربت منه وقلت بحنان : ما بك ؟
شيرو الذي اعطاني ظهره : لا شيء ..
قلت بصوت غاضب نوعا ما : لا تكذب قل ما بك شيرو ؟ الست سعدا ؟ انا اعلم بأنه والدك وقد مات ولكنه ظلمني وبشدة وهو يستحق ذلك ..
التف لي و قال : لست حزينا لهذا السبب .. ولست سعدا ايضا لذاك السبب الاخر .. كل ما اشعر به هو الحزن ..
قلت بحنان اكبر : لما ؟
قال بنبرة مكتومة : هل تذكرين ما قلته قبل 3 سنوات ؟
اخذت اعصر ذاكرتي لأتذكر واتذكر وفي الأخير لم اجد شيئا !
قلت وانا احاول ان اتذكر : تقصد ماذا .. ان ذاكرتي مشوشة ولا استطيع التذكر !
قال بابتسامة حزينة : حين تحصلين على ما تريدين ننفصل ..
نعم تذكرت ..
ولكن ........؟؟
ولكن ماذا ؟
هل حقا سأنفصل عن شيرو ؟
انه حقا شاب حنون و يعاملني كطفلته الصغيرة ينفذ كل شيء اقوله ولطالما كان بجانبي ..
هل حقا سأنفصل عنه بكل هذه البساطة ؟
يبدوا اني بدأت احبه ..
قلت و لأول مرة اقول له شيئا لطيفا : لا اريد الانفصال ..
قال و الدهشة تعلوه : حقا ؟
قلت وانا انظر في عينيه : نعم ..
اخذني في احضانه وقال : أنتِ اجمل شيء حدث في حياتي كلها ! حقا ..
ثم قال : لدي مفاجئة لكي ..
قلت : ما هي ؟
اخرج صورة من جيبه وأعطاها لي ..
صدمت فعلا هذه صورة لي انا وأختي ميسا ! وأخي المولود حديثا كارو ..
سقطت الدموع على خدي : من أين حصلت عليها ؟
قال وهو يمسح دموعي : ذهبت لمنزلك القديم .. أبي كان قد باعه بحاجياته اعتقدت فعلا بأني لن أجد شيئا يذكرك على الأقل بعائلتك .. ولكن وجدت في بيت العصافير الذي كان في الحديقة صورة كانت موجودة في الداخل ..
احتضنت الصورة لصدري ودموعي تنهمر بشدة لقد اشتقت لهم كثيرا .. كثيرا كثيرا ..
مي ..
قلت بصراخ وأنا أنادي أمي : أماه ..
أمي وهي خارجة من المطبخ : نعم يا عزيزتي ؟
قلت بنبرة حماس : لقد تلقيت توا اتصال من صديقتي تقول بأننا سنلتقي مجددا في الحديقة التي في طوكيو .. اممم انا لا اذكر اسمها حتى !
تركت أمي من يدها الأطباق ..
قلت : إنها لا تبعد كثيرا عن محطة القطارات ..
قالت أمي : عرفتها .. لقد التقينا ...
صمتت ..
نظرت لها باستغراب : التقيت بمن فيها ؟
قالت وهي تنظر في عيناي وبنبرة حزن : يأبوك الحقيقي !
تنهدت بحزن ..
أكملت : ومن هناك ابتدأ بإغوائي ..
التفتت لصحون مبتعدة عني ..
اعلم بأنها تبكي ولكنها لا تريد أن أرى دموعها ..
خرجت من المطبخ لغرفتي وأنا أتذكر ذلك الفجر الذي التقيت فيه بأمي ..
كنت ذاهبة كعادتي للمدرسة وفي طريقي صدمت بامرأة ..
نظرت لي بنظرات أخافتني كثيرا ..
حتى إني دفعتها وأخذت اجري خوفا من ان تخطفني ..
ومضت الأيام .. وذات مرة ظهرت لي في البقال وأيضا تجنبتها وهربت ..
ورأيتها مرة في احد المحلات .. وفي المجمع .. وكأنها تتبعني !
ولكني عندما رأيتها في المجمع التجاري تكلمت لها قلت بصراخ : ماذا تريدين ؟
قالت بنبرة حزينة : مي ..
أحسست بالخوف من هذه المرأة التي تعرف اسمي : مي تعالي لحضني ! مي أنا أمك ! ثم أخرجت صورة من جيبها .. صورة يكاد لا يبان فيها شيء ! أنها مشوشة جدا أنها لطفلة للتو مولودة ملطخة بالدماء وتبكي ..
نظرت لها تبدوا صادقة نوعا ما ..
اقتربت مني واحتضنتني ..
ومنذ ذاك اليوم و هي تسعى في المحاكم الى تبنيني !
حكت لي كل قصتها مع أبي .. وكيف عندما علم بأنها حامل بي وتركها ..
أخذت أشيح هذه الذكريات عن ذاكرتي ..
كيومي ..
وصلنا لطوكيو في اليوم التالي مع عائلتي الجديدة ..
ذهبت للحديقة وأخذت ابحث عن الفتيات ..
وسرعان ما وجدت هارومي جالسة على الكرسي والى جانبها هانا ..
قلت بمرح : مرحبا ..
رحبا بي و احتضنا بعضنا ..
ثم أتت مي ورحبنا بها أيضا ..
أخذنا نتذكر أيامنا وكيف هربنا من الدار ..
ونضحك تارة على دهائنا وتارة أخرى على بعض التصرفات الحمقاء ..
قالت هارومي : سأقول شيئا سيصدمكن حقا !
مي بفضول : ما هو ؟
لقد تلقيت رسالة منذ اشهر من مديرة الدار !
كلنا نظرنا بصدمة : حقا !
أكملت هارومي : نعم .. ولقد ذهبت للقائها وقد اعتذرت لي هل تصدقن ذلك !
هانا : نعم كان يجب عليها الاعتذار هي المخطئة ..
قلت : نعم حقا ..
أخذنا نضحك ونضحك وندردش ..
أتمنى فعلا أن لا يفرقنا شيء ..
النهاية
:wardah:
..
× ..
كلمة اخيرة لي :
شكرا لكم ..
فلولاكم لما أنهيتها ..
شكرا .. ولكنها كلمة لا تكفي في حقكم ..
شكرا بحق شكرا جزيلا !:wardah:
ارقى التحايا في النهاية لكم ! آملة ان يتجدد لقائنا مرة اخرى اذا شاء الله ..
شكرا جزيلا ..
J O J O \ جنان :wardah::7b: