...
• ...
هارومي
احسست بلمسة على شعري ..
رفعت رأسي .. فوجدت ذاك الشاب الذي دس تلك الورقة في جيبي !
نعم هو ذو المعطف الاسود ..
توقفت لولهة عن البكاء ..
انا خائفة الآن !
ماذا سيفعل هذا الشاب ..
اخذ يقترب .. ويقترب ..
الى أن اقترب وجهي من وجهه ..
كانت انفاسي المتسارعة من الخوف ..
تضرب في وجهه .. ثم ترتد لي !
وعيني امتلأت دموعا ..
اخذني في احضانه ..
ما الذي يفعله ؟؟
لكني لم اعترض نوعا ما !
نوعا ما ؟؟ أنا فاقدة للحنان منذ زمن ..
و كل ما احتاجه حضن يستقبلني ..
ظللنا على هذا الحال لدقائق ..
ثم اقترب من اذني وهمس : هل انتِ غبية ؟ هل تعتقدين بأني سأترك تلك الأجنبية تتبناكِ !
لم اجب بشيء !
ثم اكمل همسه : كل ما ستفعلينه الآن هو العودة للدار .. و عدم قبول تبنيها .. ولكن لدي شرط !
من هذا الشخص .. لا اعرفه وهو يعرفني !
يتحكم بي ..
يأمرني بما افعله !
ابتعد عني ..
ثم اخذ يمسح دموعي بحنان ..
و قال : لم تسألِ ! ما هو شرطِ !
ابتعدت عنه ثم قلت بصراخ : هييه يا هذا ! من انت ولماذا تفعل هذا !
اجاب بهدوء : لا تستعجلِ .. ستعرفين جيدا ! ستعرفينِ اكثر من اي شخص اخر على هذا الكون ..
صمت لأني لم أعرف ماذا يقصد !
ثم قال : انا ذاهب الآن كل ما عليك فعله هو العودة للدار .. وفعل ما طلبته منكِ ..
ثم ذهب من دون سماعي !
صرخت بقوة لكي يسمعني : انت مغرور .. وغبي .. من انت لتملي علي تصرفاتي ..
نهضت ونسيت موضوع تلك الاجنبية تماما ..
وعدت للدار ..
كان الدم الذي في ركبتي جف تماما !!
رأتني المديرة ثم قالت بغضب : ما الذي تفعلينه في نفسكِ هارومي ! هل انت مجنونة ؟ انظري لحالكِ ركبتكِ مجروحة وثيابك يملأها الغبار !
لم اقل اي كلمة لأني لست في مزاج جيد ..
صرخت المديرة : كورو .. كورور ..
اتت كورو مستعجلة ( وللعلم كورو احدى العاملات في الدار و المساعدات في الترتيب والتنظيف )
كورو : نعم سيدتي ..
المديرة : عقمي جرح هارومي ..
كورو : حسنا سيدتي ..
اخذتني من يدي .. وذهبنا لغرفتهم . .غرفة عاملات الدار ..
احضرت عدة الاسعافات الأولية ..
ثم عقمت جرحي .. ووضعت عليه ضمادة ..
شكرتها بهدوئي المعتاد ثم انصرفت ..
اول ما فتحت الباب ..
ظهرت المديرة في وجهي !
تنهدت داخلي بعدم ارتياح ..
قالت المديرة : الحقيني لمكتبي اريد التحدث معكِ !
ذهبت معها لمكتبها ..
اغلقت الباب ..
وجلست على احدى الكراسي ..
جلست امامي على احدى الكراسي ..
قالت بحنان تخفيه دائما خلف غضبها وقسوتها وصرامتها : هارومي .. انتي بمثابة ابنتي التي لم انجبها ! فكما تعلمين ليس لدي إلا فتيان .. و الباقين ايضا كذلك ! .. اسمعيني ابنتي .. هل هناك ام تريد ان تضر ابنتها ؟؟
اجبتها بجمود : لا ..
اكملت : اذن ابنتي اسمعي كلامي .. لقد رفضتِ حوالي 25 طلب تبني ! ولم تشئي ان يتبناكِ احد .. لكن هذه المرة فكري ! ولو قليلا .. اعني ان الفتاة التي تريد تبنيكِ اسمها انجلينا وهي من بريطانيا .. كما انها من عائلة ثرية جدا ! وسوف تعمل المستحيل لإسعادكِ !
سألتها : وهل سأذهب معها للعيش في بريطانيا ؟
المديرة اجابتني : نعم يا ابنتي .. مقر عملها وشركتها هناك ..
قلت لها بصراخ تملئه بحة بكاء : لكني لا اريد مغادرة بلدي .. لا اريد العيش هناك !
المديرة بتفهم : حسنا لا بأس .. ولكن هنالك شيء غريب .. لقد اتى لي رجل وطلب تبنيكِ .. و لكن قبل ان اكمل كلامي .. قولي انكِ ستفكرين ولو قليلا في طلبه !
اجبتها : لن افكر .. طلبه مرفوض ..
المديرة ولم ارها من قبل في هذه العصبية : لن ادعها تمر بسلام هذه المرة يا هارومي ستقبلينه ! فهمتي ستقبلينه !
نهضت وعيني امتلئت دموعا : لا اريد لا اريد ..
ثم خرجت من مكتبها اسابق دموعي .. ولكنها سبقتني .. وأخذت تنهمر كشلال من الدموع ..
وفي بالي ألف فكرة ..
اذن هذا شرطك ايها الحثالة ..
وهذا ما كنت تقصده !
لكن سأريك ..
سأريك ماذا سأفعل !
ستندم على فعلتك اشد الندم ..
~
كيومي ..
قلت بخوف للفتيات : لقد تأخرت كثيرا هارومي .. لقد حدث لها شيء ..
مي قالت : لا تخافـ ـ ـ ..
لم تكمل كلمتها ..
الا و هارومي تدخل من الباب الامامي ..
ودموعها كالشلال تنزل .. وخطواتها الغاضبة مسارعة لدموعها ..
كلنا نهضنا عندما رأيناها !
هانا قالت بخوف : ها ها هارومي .. ما بكِ ؟
لقد كانت هذه اول مرة ارى فيها هارومي بهذه الطريقة !
مي التي تعرف هارومي اكثر من اي شخص ..
تقدمت لها ووقفت بوجهها ..
هارومي ببكاء : ابتعدي عن طريقي .. ابتعدي ..
وأخذت تضربها في كل مكان في جسمها ..
مي مازالت واقفة امامها رغم ما تفعله ..
هارومي التي لم تتمالك كل ما يحدث .. رمت بنفسها في احضان مي ..
مي التي استقبلتها .. وأخذت تمضها بقوة ..
هانا اقتربت منهم و حضنتهن كلتاهما ..
لم استطع الوقوف هكذا فاقتربت منهن و قمت بضمه لي ..
بقينا على هذا الحال لدقائق معدودة ..
بعدها هارومي اخذت تبتعد عن مي ..
وكانت قد هدأت تماما ..
قالت هارومي ولكن ببحة بكاء .. و هذه المرة لم تكن باردة كانت جادة جدا ! وبشكل مخيف : اسمعن يا فتيات سوف اقول لكن شيئا الآن .. ولكن عليكن ان تقرروا .. الانضمام لي او عدم الانضمام لي !
قلنا بصوت واحد : حسنا ..
قالت ببحة بكائها : قررت الهروب من الدار ..
لم استطع تمالك نفسي فشهقت : مااذاا !!
قالت بجدية اكبر : قلت قررت الهروب من الدار ..
مي بدون تفكير : سأهرب معكِ ..
هانا التي نست كل اجواء الحزن في الغرفة وقالت : لطالما اردت بعض التغيرات في حياتي ! اقبل بدون تفكير ..
مي : كم انت بلهاء ..
هارومي ولأول مرة ارى ضحكتها .. كانت تضحك بخفة ورقة ..
هانا ضربت كتفها : لقد افتقدت هذه الضحكة كثيرا ..
مي : نعم ابعدي حزنك .. انت اجمل هكذا ..
التفت لي هارومي وقالت : اذن كيومي .. ماذا تقررين ؟
اجبتها بخوف : لللللكن .. ماذا لو كشفونا ؟؟
هارومي اتكأت على الجدار : لن يكشفونا .. سنذهب لطوكيو ..
شهقت مرة اخرى بخوف : ماذااا !
مي : كفي عن الشهيق بقوة كيومي .. اذا كنت خائفة لهذه الدرجة لا تأتي معنا !
اجبتهم بخوف : وتتركوني لوحدي هنا !
وبعد تنهد اجبت : سآتي معكن !
هارومي : هانا اذهبي واحجزي لنا تذكرة في القطار لطوكيو .. ابحثي عن توقيت يكون بين الواحدة الى الثالثة ليلا ..
هانا نهضت : حسنا .. ثم جلست مرة اخرى وقالت بنبرة غبية : ولكن لا املك نقود !
ضحكنا جميعا على تصرفها ..
ثم قالت هارومي انتظرن ..
اخرجت صندوق مخفي تحت السرير ..
واخرجت منه اموال كثيرة جدا ..
مي : من اين لكِ هذا المال ..
هارومي : المصروف الذي تعطينا اياه المديرة لا اصرفه اخبأه لوقت الحاجة .. كما اطلب من سو ان تعد لي طعامي .. فلهذا لا اشتري من مطعم المدرسة .. بحجة انه يجلب لي وجع بطن ..
هانا : كم انت رهيبة ..
هارومي : امسكي هذا المال .. هذا ما ستحتاجين له لتذاكر القطار .. وخذي هذا لجلب حقائب جديدة لنا ولتكن صغيرة ليست كبيرو وخفيفة ليسهل حملها ..
هانا بحماس شديد : يا الهي .. انا متشوقة لهذه الجريمة ..
ضحكنا قليلا ..
اخذت هانا المال ..
ثم ذهبت لحجز التذاكر ..
اما عنا ..
فهارومي كانت تملي علينا نصائح ..
عادت هانا بعد ساعة .. ولكنها تساءلت كيف تدخل والأكياس في يدها هكذا !
خبأتهم وراء الشجيرات بحيث لا يجدهم احد ..
ثم ذهبت للفتيات ..
نظرنا اليها باستغراب : اين الحقائب ..
هانا : لقد خبأتهم خلف الشجيرات لأني لم اعلم كيف ادخل بهم !
هارومي نهضت : انتظري سوف اجلب حبل .. اعقدي الاكياس فيه وسنسحبهم !
هانا نهضت : حسنا ..
ونقلوا الاكياس بهذه الطريقة ..
هارومي : هكذا سننزل للأسفل ..
الفتيات : حسنا ..
هارومي : اذن هانا الساعة كم سينطلق القطار ؟
هانا : الساعة 2 و النصف مساءا ..
هارومي : جيد .. سنخلد للفراش الساعة الثامنة .. تظاهروا بالنوم او نمن .. ليظنوا بأنا نائمين .. ولكن سأوقظكن في الساعة الواحدة ..
هانا : كيف يأتيني النوم اصلا ! سوف اتظاهر بالنوم وانتهى ..
انا ومي : نعم ..
هارومي : لكن هناك شيء يقلقني ..
هانا : ما هو ؟
هارومي : في اين سنربط الحبل لنزول .. اعني ليس هناك شيء قوي ..
هانا : الخزانة انها كبيرة وقوية !
هارومي : صحيح .. لنأمل ان لا يحدث مكروه ..
قلت بخوف : مكروه مثل ماذا !
هارومي : نسيت انكِ تخافين جدا .. لا تخافي لن يحدث شيء .. اممم من ستنزل اولا ؟
هانا : أنا ..
مي : انا بعدك ..
هارومي : وكيومي بعد مي .. وأنا الاخيرة لأتأكد من اغلاق النافذة وإرجاع كل شيء مكانه ..
قلت : حسنا ..
مي تذكرت شيئا : ولكن ! دراستنا !
هارومي : اتنمى ان يكفي هذا المال لرسوم التسجيل !
مي : لن يكفي !
هارومي : اذن علينا العمل !
هانا بحماس : كل دقيقة تمر احب فيها هذه الجريمة اكثر ! كفوا عن فعل هذا ههههههه ..
هارومي : ههههه .. اممم ربما نعمل نادلات مثلا !
مي : اووه لطالما تمنيت هذا فهن لطيفات جدا !
هارومي : نعم ..
قلت بخوف : لكن بطاقات هوياتنا ! كيف سنعيش بلاهن ! أعني كل شيء يجري عليهن ..
هارومي نهضت : شكرا لتذكيري نسيت هذا الأمر ..
هانا نهضت : ماذا ستفعلين ؟
هارومي : سأحصل لنا على هويات مزورة !
هانا بقلق : لكن كيف .. و اذا كشفونا !
هارومي : لا تخافِ ! اعرف افضل شخص لتزوير ..
مي نهضت : منذ متى وتعرفين اشخاص كهذا !
هارومي : لا تفهمي الموضوع بشكل خاطئ .. لقد سمعت عنه من قبل ..
نهضت معهن : ولكن ماذا ستفعل المديرة ؟ و لماذا نحن نهرب ؟
لمحت الحزن في عينيها .. ثم قالت : حين نصل لطوكيو سأخبركن ..
في حين كن الفتيات يتكلمن ..
كان هنالك شخص في الاسفل يستمع لهن .. وابتسامة ماكرة على وجهه ..
اخرج هاتفه واتصل لشخص ما .. ثم قال : هاجمي احجز لي على القطار المتجه لطوكيو الساعة الثانية ونصف ..
واغلق هاتفه ..
...
• ...
_ ماذا سيحدث على خطة هروب الفتيات ؟
_ هل ستنجح خطتهن ؟ واذا نجحت كيف سيتكيفن مع الحياة الجديدة ؟
_ من ذلك الشخص الذي كان يننصت لحديثهن ؟
آآريقآآتو مينآآ :wardah: