كان الازدحام خانقاً لدرجة أن النزول من المركبات و السير على الأقدام سيكون أسرع للراكبين لكنهم غير مستعدين للسير تحت حرارة شمس أيلول في بلد مداري المناخ كالمكسيك ، كلهم ما عدا .... طبعاً ليس أحداً غير ( فاليريا ) .... الإشارة حمراء و ستتحول لخضراء بعد 15 ثانية و سيدوم ذلك لعشر ثوان فقط ، ثم ستغلق مجدداً خلال 10 ثوان ، 15 سيارة تستطيع المرور إذا انطلقت بسرعة متكافئة ، و بما أن الشارع مقسم إلى ثلاث مسارب ، كل مسرب يحوي سيارة و سيارتي في الصف 19 إذا ساضطر إلى الانتظار 100 ثانية أي دقيقة و 40 ثانية و يستغرق الطريق إلى الشركة 12 دقيقة و نصف و أمامي عشر دقائق للوصول إلى الاجتماع .... كل هذاّ يؤدي إلى نتيجة واحدة .... سأتأخر . طلبت من سائقها الخاص أن يقود السيارة إلى الشركة و يوقفها في الموقف الخاص ، و ستستعيد أغراضها لاحقا ، نزلت ( فاليريا ) من السيارة و قررت استخدام قدميها فتدريبات الماراثون ستساعدها في شيء بعد كل شيء . لم تخط خطوتين حتى وقع شيء لم يكن بالحسبان ، عدة فتيان يتشاجرون و الناس يسدون الطريق و يبدو أن سبب الشجار إحدى الفتيات ، هذا ما استنتجته ( فاليريا ) من منظر فتاة ممنهارة في حضن صديقتها .... الشباب ... هذا ما فكرت به . رفعت عينيها إلى السماء و عقلها يعمل بسرعة أكبر من العادة ، و بسبب ازدحام الطريق لم يعد لديها إلا حل واحد .... السطوح ... ستنتقل من سطح إلى آخر حتى تصل إلى المكان النشود . دخلت إلى زقاق مجاور و تسلقت سلم إحدى البنايات ، ببعض المثابرة و الإصرار و هذا ما ذكرها بسخرية الجيش و تدريباته ، إلى أن وصلت إلى نهاية أحد السطوح و بداية آخر ، المشكلة الوحيدة هي المسافة الكبيرة و لكن العلة التي تعانيها ( فاليريا ) ليس جسدها ، فجسدها لطالما استطاع التحمل و قفزة كهذه ليست بالشيء الكثير و لكن التنورة الخاصة بسيدات الأعمال هي بالتأكيد المشكلة .