08-02-2013, 04:37 AM
|
|
حكمة اليوم الحمد لله الذي شرف نوع الإنسان، بالأصغرين: القلب واللسان، وفضله على سائر الحيوان بنعمتي المنطق والبيان، وصلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه، صلاة وسلاما يبقيان في كل زمان وأوان. وبعد من حكم سيدنا علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه: قال
أعْجَبُ ما في الإنسان قَلْبُه، وله مواد من الحكمة، وأضْدَاد من خِلاَفها؛ فإنْ سَنَح له الرجاءُ أذَلَه الطمع، وإن هاجه الطمَعُ أهلكه الحِرص، وإنْ مَلَكه اليَأْسُ قتَله الأسَف، وإن عرض له الغضب اشتدَ به الغَيْظ، وإنْ أُسعد بالرضا نِسِي التحفظ، وإن أتاه الخوفُ شغلَه الحذَر، وإن اتسَع له الأمن استلبته العِزة، وإن أصابته مصيبة فَضَحه الجَزَع، وإن استفاد مالاً أطْغاه الغِنَى، وإن عضتْه فاقة بلغ به البلاء، وإن جَهد به الجوعُ قعد به الضعْف، وإن أفرط في الشبع كَظته البِطْنَة، فكل تقصيرٍ مضِرّ، وكلّ إفراطٍ له قَاتِل.
وفي ابيات للجاحظ يقول فيها
متى ما يَرَى الناس الغني وجاره ... فقيرٌ يقولوا: عاجز وجَلِيدُ
وليس الغِنَى والفَقرُ من حيلة الفتى ... ولكِن أحاظ قسمَتْ وجُدُودُ
وإن امرأ يمسي ويُصبحُ سالماً ... من الناسِ إلا ما جَنَى لَسَعيدُ |