عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

Like Tree95Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 09-02-2013, 04:03 PM
 

ولا تقتلوا وليدا



مثلت الحرب في السيرة النبوية جزءا هاما منها، وشارك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بعضها وقادها بنفسه وهي ما يسمى بالغزوات، وقد تعرض الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى حملات تشويه من أعداء الإسلام ـ قديما وحديثا ـ، واشتد هذا العداء والتشويه في العصور الأخيرة من خلال حملات إعلامية مضللة، ركزت بعضها على حروب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وغزواته، فزعمت ـ زورا وبهتانا ـ أن الإسلام دين عنف وإرهاب, وأن رسول الإسلام ـ صلى الله عليه وسلم ـ رجل يحب الحرب وإراقة الدماء ..

وقد أهملت تلك الدراسات عن عمد جوانب العظمة والكمال والرحمة في شخصية وحياة وسيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وتجاهلت منهج وأخلاقيات الحرب عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فلم تتحدث عن جوانب الرحمة والإنسانية في حروبه مع أعدائه، ولم تذكر رغبته وميله إلى المصالحة والموادعة قبل الحرب، وتناست حسن معاملته للأسرى ..

والسيرة النبوية والتاريخ يشهدان أنه لم تعرف البشرية محاربا أرحم بأعدائه أثناء الحرب وقبلها وبعدها من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وباستقراء سيرته وهديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المعارك الحربيّة المختلفة، سواء المعارك التي قادها بنفسه (الغزوات)، أو ما كان يُوصِي به صحابته وقادته في عمليّاتهم ومعاركهم الحربيّة (السرايا) يتضِحُ لنا المنهج الأخلاقيّ الذي وضعه وطبقه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حياته، والذي يؤكد سمو منهجه وهديه في الحياة كلها بما فيها الحروب والقتال، ويدحض افتراء المفترين وشبهات المبطلين .

وصايا عامة في الحرب :

عن بريدة ـ رضي الله عنه ـ قال: كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا أمَّر أميرا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله، ومن معه من المسلمين خيرا، ثم قال: ( اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا فلا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا ) رواه البخاري .
قال الإمام النووي: " قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (ولا تغدروا) بكسر الدال، والوليد: الصبي، وفي هذه الكلمات من الحديث فوائد مجمع عليها وهي تحريم الغدر، وتحريم الغلول، وتحريم قتل الصبيان إذا لم يقاتلوا، وكراهة المثلة، واستحباب وصية الإمام أمراءه وجيوشه بتقوى الله تعالى، والرفق بأتباعهم، وتعريفهم ما يحتاجون في غزوهم وما يجب عليهم، وما يحل لهم وما يحرم عليهم، وما يكره وما يستحب " .
وعن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا بعث جيوشه قال: ( اخرجوا بسم الله، تقاتلون في سبيل الله من كفر بالله، لا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا الولدان، ولا أصحاب الصوامع ) رواه أحمد .
وعن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( لكل غادرٍ لواء يوم القيامة يُعرف به ) رواه البخاري .
وذكر ابن هشام في السيرة النبوية أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أوصى عبد الرحمن بن عوف ـ رضي الله عنه ـ عندما أرسله إلى قبيلة كلب النصرانية الواقعة بدومة الجندل، فقال له: ( اغزوا جميعًا في سبيل الله، فقاتلوا من كفر بالله، لا تَغُلُّوا، ولا تَغْدِرُوا، ولا تُمَثِّلُوا، ولا تَقْتُلُوا وَلِيدًا، فهذا عَهْدُ اللهِ وسيرة نبيّه فيكم ) رواه الحاكم .

قبل القتال :

لم يكن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ينظر إلى أعدائه نظرة لا تفرق بين معاهد ومحارب، ولم يكن ينقض العهود أو يغدر بأعدائه، بل كان يعامل كل فريق بمقتضى ما يربط بينهما من علاقات السلم والحرب، وقد لخص ابن القيم مُجْمل هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في ذلك في كتابه زاد المعاد فقال : " .. ثم كان الكفار معه بعد الأمر بالجهاد ثلاثة أقسام : أهل صلح وهدنة، وأهل حرب، وأهل ذِّمة، فأمر أن يتم لأهل العهد والصلح عهدهم، وأن يوَّفَّي لهم به ما استقاموا على العهد، فإن خاف منهم خيانة نبذ إلى عهدهم، ولم يقاتلهم حتى يعلمهم بنقض العهد ، وأُمَرَ أن يقاتل من نقض عهده ، ولما نزلت سورة " براءة " نزلت ببيان حكم هذه الأقسام كلها، فأمره فيها أن يقاتل عدوه من أهل الكتاب حتى يعطوا الجزية أو يدخلوا في الإسلام، وأمره بجهاد الكفار والمنافقين والغلظة عليهم، فجاهد الكفار بالسيف والسنان، والمنافقين بالحجة واللسان " .

أثناء القتال :

رغم كون القتال عملية تزهق فيها الأرواح وتجرح الأبدان، ويقصد فيها إلحاق أنواع الأذى بالأعداء، فإن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ شرع لأمته آدابا يتحلون بها قبل الحرب وأثناءها وبعدها .. فعن سليمان بن بريدة عن أبيه قال : ( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أمَّر أميرا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا، ثم قال: اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا و لا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا ) رواه مسلم .

بعد القتال :

إذا وضعت الحرب أوزارها، ووقع قتلى وأسرى من الكفار، راعى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ معاني الرحمة والكرامة الإنسانية مع أعدائه، فأوصى بالأسرى خيرا، ونهى عن التمثيل أو تشويه جثث القتلى، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( استوصوا بالأُسَارَى خيرا ) رواه الطبراني .
وعن عبد الله بن زيد ـ رضي الله عنه ـ قال: ( نهى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن النُّهْبَى، والمُثْلَة ) رواه البخاري . وعن سمرة بن جندب ـ رضي الله عنه ـ قال: ( كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحثنا على الصدقة وينهانا عن المثلة ) رواه أبو داود .

الوصية بالنساء والصبيان :

كما كان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوصي بالنساء عامة، فقد كان وينهى عن قتلهن في الحروب، فعن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما: (أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رأى في بعض مغازيه امرأة مقتولة فأنكر ذلك، ونهى عن قتل النساء والصبيان) رواه أحمد .
وعن رباح بن الربيع بن صيفي قال: ( كنا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غزوة، فرأى الناس مجتمعين على شيء، فبعث رجلا، فقال: انظر على ما اجتمع هؤلاء؟، فجاء، فقال: امرأة قتيل، فقال: ما كانت هذه لتقاتل، وعلى المقدمة خالد بن الوليد، فبعث رجلا، فقال: قل لخالد: لا يقتلن امرأة، ولا عسيفا "أجيرا" ) رواه أبو داود .

لا شك في أن نهي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن قتل الضعفاء أو الذين لم يشاركوا في القتال كالرهبان والنساء والشيوخ والأطفال، أو الذين أجبروا على القتال، كالفلاحين والأجراء (العمال)، شيء تفرد به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في تاريخ الحروب في العالم، فما عُرِف قبل الإسلام ولا بعده حتى اليوم مثل هذا التشريع والهدي الفريد المليء بالرحمة والإنسانية قي الحروب مع الأعداء .

فائدة:

بلغ عدد شهداء المسلمين في جميع معاركهم أيام رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم - (262) شهيدًا، وبلغ عدد قتلى أعدائه (1022) قتيلاً، وبذلك بلغ العدد الإجمالي لقتلى الفريقين (1284) قتيلاً فقط !! وهذا العدد يشمل المعارك التي قادها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بنفسه (الغزوات)، أو التي قادها أحد من أصحابه (السرايا)، وفي ذلك دلالة واضحة على رحمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى في القتال والمعارك، وعدم دموية الحروب في عهده وسيرته .
ثم إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يتجنب القتال ما وجد إلى ذلك سبيلاً، وهذه حقيقة أكدتها خمس عشرة سنة مضت دون قتال، وظهرت في أول معركة (بدر) خاضها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع أعدائه، وهي حقيقة سجلها القرآن الكريم ، حين قال في ذلك: {وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ} (الأنفال : 7) .

يقول المستشرق الاسباني جان ليك: " لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} (الأنبياء : 107 )، كان محمد رحمة حقيقية " .
ويقول الفيلسوف الإنجليزي توماس كارليل: " لدى محمد ذلك الرجل الكبير العظيم النفس المملوءة رحمة وخيراً وحناناً أفكـار غـير الطـمع الدنيـوي ونوايا خـلاف طلـب السلطة والجاه ".
ويقول المفكر اللورد هدلي وهو يعلق على معاملة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأسرى معركة بدر: " أفلا يدل هذا على أن محمداً لم يكن متصفاً بالقسوة، ولا متعطشاً للدماء، كما يقول خصومه، بل كان دائماً يعمل على حقن الدماء قدر المستطاع " .
ويقول الألماني برتلي سانت هيلر: " كان النبي داعياً إلى ديانة الإله الواحد، وكان في دعوته هذه لطيفاً ورحيماً حتى مع أعدائه، وإن في شخصيته صفتين هما من أجَّل الصفات، التي تحملها النفس البشرية، وهما العدالة والرحمة " .

إن مظاهر رحمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في سلمه وحربه قد حفلت بها سيرته وحياته، فرحم الصغير والكبير، والمرأة والضعيف، واليتيم والفقير، والعبيد والخدم، والحيوان والجماد، بل ومن عاداه وآذاه وقاتله، قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}
(الأنبياء:107).
__________________
ليلى
رد مع اقتباس
  #22  
قديم 09-19-2013, 10:38 PM
 





ما لي ولِلدّنيا


من دلائل نبوته ـ صل الله عليه وسلم ـ زهده في الدنيا وإعراضه عنها، وإيثار الآخرة عليها، مع أن الدنيا كانت بين يديه، ومع أنه أكرم الخلق على الله، ولو شاء لأجرى الله له الجبال ذهباً وفضة، وقد خُيِّر ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين أن يكون ملِكاً نبياً أو عبداً رسولاً، فاختار أن يكون عبداً رسولاً، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: ( جلس جبريل إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فنظر إلى السماء فإذا ملَك ينزل، فقال جبريل: إن هذا الملك ما نزل منذ يوم خلق قبل الساعة، فلما نزل قال: يا محمد أرسلني إليك ربك، قال: أفملكا نبيا يجعلك أو عبدا رسولا؟، قال جبريل: تواضع لربك يا محمد: قال: بل عبدا رسولا ) رواه أحمد .

ذكر ابن كثير في تفسيره عن خيثمة أنه قيل للنبي ـ صلى الله عليه وسلم : إن شئت أن نعطيك خزائن الأرض ومفاتيحها ما لم نعطه نبياً قبلك، ولا نعطي أحداً من بعدك، ولا ينقص ذلك مما لك عند الله، فقال: اجمعوها لي في الآخرة، فأنزل الله ـ عز وجل ـ في ذلك : { تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً }(الفرقان:10) .
وعن أبي ذر الغفاري ـ رضي الله عنه ـ قال: كنت مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلما أبصر جبل أُحدٍ فقال لأصحابه: ( ما أحب أنه تَحوَّل لي ذهباً، يمكث عندي منه دينارٌ فوق ثلاث، إلا ديناراً أرصدُه لدَين، ثم قال: إن الأكثرين هم الأقلون إلا من قال بالمال هكذا وهكذا ، وقليل ما هم ) رواه البخاري .

طعام وشراب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :

كان غالب طعامه وشرابه ـ صلى الله عليه وسلم ـ التمر والماء، فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: ( ما شبع آل محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ من خُبز البُرِّ ثلاثًا حتى مضى لسبيله ) رواه مسلم . وقالت: ( إن كنا آل محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لنمكث شهرًا ما نستوقد بنار، إنْ هو إلا التمر والماء ) رواه مسلم .
وعن عروة ـ رضي الله عنه ـ عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها كانت تقول: ( والله يا ابن أختي، إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال - ثلاثة أهِلَّة في شهريْن - وما أُوقِد في أبيات رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم نار، قال: قلت: يا خالة، فما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء، إلا أنه قد كان لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ جيران من الأنصار وكانت لهم منائح، فكانوا يرسلون إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم من ألبانها فيسقيناه ) رواه البخاري .

بل ما شبع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من خبز الحنطة حتى فارق الدنيا، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنه كان يشير بإصبعه مرارًا يقول: ( والذي نفس أبي هريرة بيده، ما شبع نبي الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأهله ثلاثة أيام تباعًا من خبز حنطة حتى فارق الدنيا ) رواه مسلم .
وعنه أيضا ـ رضي الله عنه ـ أنه مرَّ بقومٍ بين أيديهم شاةٌ مَصْلِيَّة فدعوه، فأبَىَ أن يأكل وقال: ( خرج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير ) رواه البخاري .
وقد أدركت فاطمة ـ رضي الله عنها ـ حال أبيها ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعرفت زهده في الدنيا، فأتته ذات يوم بكِسْرةِ خبزِ شعير، فأكلها ـ النبي صلى الله عليه وسلم ـ وقال: ( هذا أول طعام أكله أبوكِ منذ ثلاث ) رواه أحمد .

فراشه وثيابه ـ صلى الله عليه وسلم ـ :

أما فراشه ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ فكان الحصير الذي يؤثر في جنبه، ويصف هذا الفراش عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ فيقول: (إنه لعلى حصير ما بينه وبينه شيء، وتحت رأسه وسادة من أدمٍ حشوها ليفٌ، وإن عند رجليه قَرَظًا مصبوبًا، وعند رأسه أَهَبٌ معلَّقة، فرأيت أثرَ الحصير في جنبه فبكيت، فقال ـ صلى الله عليه وسلم: مَا يُبْكِيكَ ؟، فقلت: يا رسول الله، إن كسرى وقيصر فيما هما فيه وأنت رسول الله، فقال: أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة ) رواه البخاري .

وأما وسادته التي يتكئ وينام عليها ـ صلى الله عليه وسلم ـ فتصفها عائشة ـ رضي الله عنها ـ فتقول: ( كان وسادة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي يتكئ عليها من أدَم (جلد)، حشوها ليف ) رواه البخاري .
ودخلت امرأة أنصارية بيته ـ صلى الله عليه وسلم ـ فرأت فراشه مثنية، فانطلقت، فبعثت بفراش فيه صوف إلى بيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلما رآه قال: ( رُدِّيه يا عائشة، فوالله لو شئتُ لأجرى الله عليَّ جبال الذهب والفضة، قالت عائشة: فرددته ) رواه أحمد .
وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه ـ قال: ( اضطجع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على حصير فأثر في جنبه، فلما استيقظ جعلت أمسح عنه، فقلت: يا رسول الله ألا آذنتنا فبسطت شيئا يقيك منه، تنام عليه، فقال: ما لي وللدنيا، ما أنا والدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف، فقال (نام) تحت شجرة ثم راح وتركها ) رواه أحمد .

ولم يكن حاله في ثيابه ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ بأحسن مما سبق، فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : ( كنت أمشي مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعليه رداء نجراني غليظ الحاشية ) رواه مسلم .
وعن أبي بردة ـ رضي الله عنه ـ قال: ( دخلت على عائشة ـ رضي الله عنها ـ فأخرجت إلينا إزارا غليظا، مما يصنع باليمن، وكساء من تلك التي تدعى الملبدة، فأقسمت بالله لقد قُبِضَ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في هذين الثوبين ) رواه البيهقي .

ميراثه ـ صلى الله عليه وسلم ـ :

حين غادر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الدنيا لم يترك عند موته درهما ولا دينارا، فعن أمِ المؤمنين جويرية ـ رضي الله عنها ـ قالت: (ما ترك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عند موته درهماً ولا ديناراً ولا عبداً ولا أمَة ولا شيئاً، إلا بغلتَه البيضاء وسلاحَه، وأرضاً جعلها صدقة ) رواه البخاري .
وقالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ : ( تُوفي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وما في رفِّي من شيء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رفٍّ لي، فأكلتُ منه حتى طال عليَّ ) رواه البخاري .
ومات ـ صلى الله عليه وسلم ـ ودرعه مرهونة عند يهوديّ مقابل شيءٍ من الشعير، فعن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال : ( قُبِضَ النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ودرعه مرهونة عند رجل من يهود على ثلاثين صاعا من شعير، أخذها رزقا لعياله ) رواه أحمد .

ستظل هذه الأخبار الدالة على زهده ـ صلى الله عليه وسلم ـ شاهد صدق على نبوته وإيثاره الآخرة وما عند الله ـ عز وجل ـ

وَرَاوَدَتْهُ الجِالُ الشُّمُّ مِنْ ذَهبٍ عَنْ نَفْسِهِ فأراها أيُّما شَمَمِ

وفي زهده ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونظرته للدنيا دعوة للأمة للحذر منها وفتنتها، ومعرفة قيمتها وقدرها، فلو كانت الدنيا دليل محبة الله لصاحبها، لفاز بها خير الخلق وأكرمهم على الله، ويكفي في وصف حقيقتها وقيمتها تشبيهه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لها بالجَدْي الميت، فعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - : ( أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مرَّ بالسوق، داخلاً من بعض العالية، والناس كنفتيه (عن جانبيه) فمر بجدي أسك (مقطوع الأذنين) ميت، فتناوله، فأخذ بأذنه، ثم قال: أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟، فقالوا: ما نحب أنه لنا بشيء وما نصنع به؟!، قال: أتحبون أنه لكم؟، قالوا: والله لو كان حيا كان عيبا فيه، لأنه أسك، فكيف وهو ميت؟، فقال: فوالله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم ) رواه مسلم .

توازن مطلوب:

الزهد في حقيقته متعلق بالقلب وليس بما في اليد فقد يكون الإنسان ممن وسع الله عليه في الرزق وهو مع ذلك زاهد لعدم تعلق قلبه بما في يده ، وقد يكون فقيرا ليس عنده شيء وقلبه معلق بما في أيدي الناس ، والمال لا يُمْدح أو يُذم لذاته، وإنما لاعتبارات خارجة عنه، فقد يكون المال نعمة، وهذا في حق من كسبه من الحلال وأنفقه في الحلال، وعرف حق الله تعالى فيه، وقد كان أبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب، وعبد الرحمن بن عوف، والزبير، وعثمان، وغيرهم ـ رضي الله عنهم ـ من الزهاد مع ما كان لهم من الأموال والغِنى، لكنهم أنفقوا هذا المال في نصرة الإسلام، وتجهيز المجاهدين في سبيل الله .

ورغم زهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلاَّ أن نظرته للدنيا كانت نظرة متوازنة، توجه الأُمَّة أن تَزْهَدَ في الدنيا دون أن تترك إعمارها، فليس الزهد وعدم التعلُّق بالدنيا داعيًا إلى خرابها، بل يعمرها المسلم دون أن يُفْتَنَ بها، لذلك يقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليفعل ) رواه أحمد .
فهذه النظرة النبوية للدنيا نظرة توازن، وهذه من عظمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي تدلل على صدق نبوَّته، وربانية دينه ودعوته ..

__________________
ليلى
رد مع اقتباس
  #23  
قديم 10-10-2013, 11:00 PM
 



حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ



وصف الله تبارك وتعالى رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأعظم الأوصاف التي تدل على رحمته بأمته وحرصه عليها، فقال سبحانه: { لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }(التوبة: 28 ). وكان هذا الحرص النبوي ـ للناس عامة ولأمته خاصة ـ نابعًا من شفقته ورحمته، فمن نعم الله علينا وعلى البشرية جميعا بعثة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي قال الله تعالى عنه : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }( الأنبياء:107) .
قال ابن كثير في تفسيره: " وقوله: { عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ } أي: يعز عليه الشيء الذي يعنت أمته ويشق عليها، { حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ } أي: على هدايتكم ووصول النفع الدنيوي والأخروي إليكم " .

وإن المتأمل في سيرته ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجد صورا كثيرة لحرصه الشديد على أمّته, والشفقة بها، والتيسير عليها، ورجاء أن تكونَ في ظل الرحمن وجنّته يوم القيامة ..
وقد ظهر حرص رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أُمَّته منذ اللحظات الأُولى لبعثته ودعوته حين أمر أصحابه بالهجرة فرارا بدينهم، لمَّا رأى ما يصيبهم من البلاء، وأنه لا يقدر على أن يمنعهم، فقال لهم: ( لو خرجتم إلى أرض الحبشة، فإن بها ملكا لا يظلم عنده أحد، وهي أرض صدق، حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه ) رواه البيهقي .

ومن صور حرصه ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أمته خوفه عليهم من النار، ورغبته أن تكون أكثر أهل الجنة، فعن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( ألا وإني آخذ بحجزكم أن تهافتوا في النار كتهافت الفراش أو الذباب ) رواهأحمد، وعن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: قال لنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( أما ترضون أَن تَكونوا ربع أهلِ الْجنة؟، قَال : فَكَبَّرْنَا، ثم قَال: أَما تَرضون أَن تَكونوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجنة، قَالَ: فَكَبَّرْنَا ، ثم قَال : إني لأرجو أن تَكونوا شَطْرَ أَهْلِ الْجنة، وسأخبِركم عن ذلك، ما المسلمون في الكفار إِلا كشعرةٍ بَيْضَاءَ في ثَوْرٍ أَسود أَوْ كَشَعْرَةٍ سَوْدَاءَ فِي ثَوْرٍ أَبْيَض ) رواه مسلم .

وكذلك من مظاهر حرصه بأمته ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه ضحّى يوم عيد الأضحى عن نفسه وعن من لم يُضَحِّ من أمته، رحمة منه بالفقير الذي لا يستطيع أن يضحي، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: ( ضحى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بكبشين أقرنين أملحين، أحدهما عنه وعن أهل بيته، والآخر عنه وعن من لم يضح من أمته ) رواه ابن ماجه .

وامتدَّ حرص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ورحمته بأمته حتى شمل جانب العبادات، ومن ذلك ما رواه مالك بن صعصعة - رضي الله عنه - من تردده - صلى الله عليه وسلم - ليلة المعراج - بين ربه ـ عز وجل ـ وبين موسى ـ عليه السلام ـ، وسؤاله لربه التخفيف في الصلاة حتى جعلها الله خمس صلوات في اليوم والليلة بعد أن كانت خمسين شفقة على أمته .

وعن ابن أبي ليلى عن أبيه قال: ( إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان عند أضاة (غدير)بني غفار، قال: فأتاه جبريل فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف، فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم أتاه الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين، فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم جاءه الثالثة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم جاءه الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا ) رواه البخاري .

ومن ثم فكثيرا ما رأينا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يُعرِض عن بعض الأعمال والعبادات - رغم حبه لها - لا لشيء إلاَّ لخوفه أن تُفْرَض على أُمَّته، فيشقّ عليهم، فعنعائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: ( إن كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليدع (يترك)العمل وهو يحب أن يعمل به خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم ) رواه البخاري . وكان يقول: ( لولا أن أشق على أمتي لأخرت صلاة العشاء إلى ثلث الليل أو نصف الليل ) رواه ابن ماجه .

ومن مظاهر حرصه ورحمته بأمته ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ أنه دعا بالرفق لمن ولِيَ أمرهم فرفق بهم، ودعا على من شقّ عليهم، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فشَقَّ عليهم فشُقَّ عليه) رواه مسلم .

ومن صور حرصه كذلك أن دعوته لها بعدم الهلاك، فعن سعد بن أبي وقاص ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ( سأَلتُ ربِى ثَلاَثًا فَأَعطاني ثِنْتَيْنِ ومنعني واحدة، سأَلْتُ ربِى أَنْ لا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالسَّنَةِ (القحط) فَأَعطانِيها، وسألتُه أَن لاَ يهلك أُمتي بِالْغرقِ فَأَعطانِيها، وسألْته أَن لا يجعل بَأْسَهُمْ بينهم فَمَنَعَنِيهَا ) رواه مسلم .

ومن المواقف والكلمات العظيمة التي تبين مدى حرصه ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أمَّته ورحمته وشفقته بهم، ما رواه عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما ـ : ( أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تلا قول الله تعالى في إبراهيم: { رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }(إبراهيم: 36)، وقال عيسى ـ عليه السلام ـ: { إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }(المائدة: 118)، فرفع يديه وقال: اللهم أمتي أمتي، وبكى، فقال الله عز وجل: يا جبريل اذهب إلى محمد - وربك أعلم - فَسَلْه ما يبكيك؟، فأتاه جبريل فسأله فأخبره ـ صلى الله عليه وسلم ـ بما قال وهو أعلم، فقال الله: يا جبريل اذهب إلى محمد فقل إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك ) رواه مسلم .

الشفاعة العظمى يوم القيامة :

في يوم القيامة يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد، وتدنو منهم الشمس، حتى يبلغ عرقهم آذانهم، فإذا بلغ الغم والكرب منهم ما لا طاقة لهم به، كلم بعضهم بعضا في طلب من يشفع لهم عند ربهم، فلم يتعلقوا بنبي إلا قال: نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، حتى ينتهوا إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فينطلق، فيشفع حتى يقضي الله تبارك وتعالى بين الخلق ..

عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها، وأريد أن أختبئ دعوتي شفاعةً لأمتي في الآخرة ) رواه البخاري .

وفي حديث أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال - صلى الله عليه وسلم ـ : ( إذا كان يوم القيامة ماج (اضطرب) الناس بعضهم في بعض، فيأتون آدم فيقولون: اشفع لنا إلى ربك فيقول: لست لها ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن، فيأتون إبراهيم، فيقول: لست لها ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله، فيأتون موسى فيقول: لست لها ولكن عليكم بعيسى فإنه روح الله وكلمته، فيأتون عيسى فيقول: لست لها ولكن عليكم بمحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فيأتوني فأقول: أنا لها، فأستأذن على ربي فيؤذن لي، ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن، فأحمده بتلك المحامد وأخر له ساجدا، فيقال: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع، فأقول: يا رب أمتي، أمتي، فيقال: انطلق فأخرج من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان، فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامد، ثم أخر له ساجدا؛ فيقال: يا محمد ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع، فأقول: يا رب أمتي، أمتي فيقال انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان، فأنطلق فأفعل، ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا، فيقال يا محمد ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع، فأقول يا رب أمتي، أمتي فيقال انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان فأخرجه من النار، فأنطلق فأفعل ثم أعود الرابعة فأحمده بتلك المحامد، ثم أخر له ساجدا، فيقال يا محمد ارفع رأسك، وقل يسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع، فأقول يا رب ائذن لي فيمن قال لا إله إلا الله، فيقول وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله ) رواه البخاري .

وهكذا تتعد صور ومظاهر حرص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أمته ورحمته بها في السيرة النبوية ، ولم يؤثر عن نبي من الأنبياء ـ عليهم السلام ـ ذلك الحرص والحب الشديد لأمته كما أُثِر عنه ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ، فكم بين قول الرسل ـ عليهم السلام ـ: (نفسي، نفسي )، وبين قول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( أمتي، أمتي ) من معانٍ عظيمة، وصدق الله تعالى: { لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}(التوبة: 28 ) .
__________________
ليلى
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 10-16-2013, 09:54 PM
 
يا من لهُ الأخلاقُ ما تهوى العُلا
منها وما يتعشقُ الكُبراءُ
زانتكَ في الخُلقِِ العظيمِ شمائلٌ
يُغرى بهن ويولعٌ الكرماءُ
بسوى الأمانةِ في الصبا و الصدق لم
يعرفهُ أهل الصدقِ والأمناءُ
فإذاعفوتَ فقادرٌ و مقدرٌ
لا يستهين بعفوكَ الجهلاءُ
و إذا رحمت فأنت أمٌ أو أبٌ
هذان في الدنيا هما الرحماءُ
و إذا غضبت فإنما هي غضبةٌ
في الحقِ لا ضغنٌ و لا بغضاءُ
و إذا رضيتَ فذاك في مرضاتهِ
و رضاء الكشير تحلمٌ ورياءُ
إن الشجاعةَ في الرجالِ غلاظةٌ
مالم تزنها رأفةٌ و سخاءُ
و إذا أخذت العهد أو أعطيتهٌ
فجميع عهدكَ ذمةٌ و وفاءُ
صلى عليك اللهُ ما صحب الدجى
حادً ، و حنت بالفلا وجناءُ
لأمير الشعراء: أحمد شوقي .

<<<<<<

اقول لمن كتب هذه السطور
بعطر والورد والبخور
وعطرة في أرجائه يجول
كتبتي موضوع في قمة الروعـــــــة
جزيت خيرا إن شــــــــاء الله

__________________





رد مع اقتباس
  #25  
قديم 10-19-2013, 09:04 PM
 
[size="7"] مبرووووووك من الاعماق والى الامام وبالتوفيق يارب [/size]
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
روائــع الــبــحــار !! نسمة قلب علوم و طبيعة 106 06-08-2014 04:11 PM
هــــل تعشق الـرســول مــحمــد .. انزل تحت بســرعــه Wu Yi Fan أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 4 01-12-2012 07:20 PM
صور عدة صوت - متجدد МŘ. ali afandi قسم السيارات 7 09-02-2009 01:49 AM
أتحدى البعض..لا..لا بل أتحدى الكل... زهرة الرمال أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 29 05-15-2007 01:28 PM


الساعة الآن 12:30 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011