|
حوارات و نقاشات جاده القسم يهتم بالمواضيع الحوارية والنقاشات الجادة والمتنوعة |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
التخلف الفكري.. (مشاركة بالمسابقة الرمضانية الكبرى) كان يا مكان في قديم الزمان وفي سالف العصر والأوان.. امبراطورية عظيمة.. يحكمها ملك مترف أنيق.. يهتم بلباسه وهندامه أكثر من اهتمامه بمهام مملكته!! وفي يوم من الأيام دخل عليه محتالان.. زعما أنهما خياطان محترفان.. وأنهما يستطيعان نسج ثوب خارق له.. يراه الحكيم ويعمى عن رؤيته الأحمق!! فسُرّ الملك بذلك أيّما سرور.. وأمر من فوره أن يبدأ الخياطان بعمل الثوب -المزعوم-.. وأوصى لهما بمبالغ باهظة وخيوط وأقمشة فاخرة.. وبالفعل بدأ الخياطان بعملهما الوهمي.. ونصبا نولين فارغين.. وأخذا يديران ماكينة الخياطة ولا يضعان فيها شيئاً.. ويُخزنان الأقمشة والخيوط لمصلحتهما في مكان لا يعرفه سواهما.. وطار خبر الثوب في أرجاء المملكة.. وغدا الجميع يصدح به كل صباح.. فالكل يريد أن يعرف مدى حكمة أو حماقة صاحبه.. وبعد فترة قرر الملك أن يرسل وزيره العجوز ليستطلع له أمر الثوب.. وفي ذات الوقت ليكتشف مدى حكمته.. وهل هو جدير بمنصبه؟!! وعندما دخل الوزير على الخياطين.. رأهما يعملان بهمة على نولين فارغين.. وماكينة الخياطة تدور وليس فيها خيط واحد!! فتعجب الوزير من ذلك لكنه تذكر أن الثوب لا يراه إلّا الحكيم.. وعلى الفور أخفى دهشته وأبدى اعجابه بالثوب وأشاد ببراعة الخياطين وبجهدهما المبذول.. وبالتأكيد لم ينسى الدعاء لهما بالبركة!!!!!!!! فاستغل الخياطان المحتالان الموقف وطلبا مزيداً من الأقمشة والخيوط.. فأمر لهما الوزير بما يريدان.. فوضعاه في مخبئهما واستمرا بالعمل في النول الفارغ بهمةٍ ونشاط.. وبعد أيام قرر الملك أن يرسل الرجل الثاني في الدولة بعد الوزير -رئيس الحرس- ليبديَ رأيه في الثوب.. وهناك حدث له ما حدث للوزير.. بدايةً بالتعجب وانتهاءً بالإعجاب!!! وبعدها تحاكت المدينة كلها بأمر هذا الثوب.. فالكل مشتاق لرؤيته والملك أولهم.. وحانت ساعة الصفر.. ودخل المحتالان على الملك وهما يحملان الثوب المزعوم على أكفهما.. وعندها فوجئ صاحب السعادة والفخامة أن الأيادي فارغة.. لكنه استدرك الأمر وقال في نفسه: "تالله لن أكون أنا الأحمق وكلهم حكماء.. لن أكون أضحوكة الناس!!!!!!!!!!!" فقهقه قهقهة الرضا وقال: جميل .. جميل جداً .. هيا لأرتديه وأخرج به إلى الشعب المنتظر.. وبالفعل طاف الملك بموكبه العظيم أرجاء المدينة.. والوهم والخداع يسيطران على الجميع.. والكل يهتف بإعجاب ويشهق مستحسناً الثوب!! ولم يجرُأ أحد على الاعتراف أنه لا يرى الثوب.. إلا طفل صغير صاح بين الناس: لكني أرى الملك عارياً .. أراه عارياً .. وسرعان ما أفاق الناس من غيبوبتهم.. وتناقلوا خبر الطفل.. وانكشف الأمر للجميع.. تلك القصة الرائعة كانت للكاتب "كريستيان أندرسون".. قد تبدو للوهلة الأولى بعيدة الحدوث بل مستحيلة.. لكننا لو أمعنا النظر في أحداثها لوجدناها تحاكي الواقع وإن اختلفت الملامح.. فنحن نعيش في زمن انتشر فيه الزيف والتضليل.. زمن تقتضي فيه أبجديات الحياة تزوير الحقائق والاعتداء عليها وغض الطرف عن بعضها.. بل وتهويل الصغائر حتى تبدو كالكوارث.. وذلك كله بغرض المصالح الشخصية والمكاسب المادية.. وربما كان ذلك نتيجةً لتحكيم العواطف والذهاب بها بعيداً بإتجاه الميول والرغبات إلى درجة تغييب العقل في كثير من الأحيان.. نحن نعيش في زمن تُضرب فيه الأمة في ثوابتها ومُعتقداتها من قبل أعدائها وأبنائها -مع الأسف-.. خيّم علينا الجهل وتفشت بيننا الأميّة.. وانطلى علينا الخداع والتدليس من كل محتال.. حتى أصبحنا لا نُفرِّق بين المسلّمات والظنيات.. والأدهى من ذلك أننا نتعصب للآراء ووجهات النظر وكأنها مقدسات يحرم المساس بها.. نحن نعيش في زمن يُلزِم الواحد منّا أن تكون له قيم ورؤى ومبادئ واضحة.. تقوده إلى الإستقلالية العقلية ومن ثَم الحصانة الفكرية.. في ظل تخلف الفكر والتفكير الذي تعاني منه أمتنا الإسلامية والذي باتت النجاة منه استثناءً.. وأخيراً... ما هو مفهوم التخلف الفكري؟؟ وهل هو مقتصر علينا أم أن للغرب نصيبٌ في ذلك؟؟ وهل لتآمر الأعداء والخصوم دور فيه أم أن الصدع من الداخل؟؟ هل هناك علاقة طردية بين تخلفنا العام على مختلف الأصعدة -السياسية والاجتماعية والحضارية والاقتصادية والعلمية والتقنية والصناعية- وبين تخلفنا الفكري؟؟ ماذا عن اقتراب أبناء الأمة الإسلامية من الرؤية الغربية للأمور هل يعد ذلك تخلفاً فكرياً في صورة جديدة؟؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ *- القصة من كتاب "أقكار صغيرة لحياة كبيرة" للكاتب كريم الشاذلي (بتصرف).. كتب استفدت منها: *- كتاب التأزم الفكري في واقعنا الإسلامي المعاصر لـ د\ عبد الكريم بكار.. التعديل الأخير تم بواسطة RuUuby ; 08-06-2013 الساعة 11:26 PM |
#2
| ||
| ||
اقتباس وأخيراً... ما هو مفهوم التخلف الفكري؟؟ وهل هو مقتصر علينا أم أن للغرب نصيبٌ في ذلك؟؟ وهل لتآمر الأعداء والخصوم دور فيه أم أن الصدع من الداخل؟؟ هل هناك علاقة طردية بين تخلفنا العام على مختلف الأصعدة -السياسية والاجتماعية والحضارية والاقتصادية والعلمية والتقنية والصناعية- وبين تخلفنا الفكري؟؟ ماذا عن اقتراب أبناء الأمة الإسلامية من الرؤية الغربية للأمور هل يعد ذلك تخلفاً فكرياً في صورة جديدة؟؟ بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي رسول الله الفاضلة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سلمت وبارك الله فيك علي هذا الطرح الطيب والذي ان تم مناقشته والتعامل معه بوعي وفهم لنجحنا كلنا وانتِ اولنا في فهم مايحيط بثقافة مجتمعنا ومدي العبثية التي استشرت في عقول مثقفينا وحتي العوام من ابناء جلدتنا .... فموضوع او بالاحري مصطلح التخلف الفكري ... اعتبره مصطلح عاني منه الكبير والصغير والمرأة والرجل والمثقف الحقيقي ..والمتبع لثقافات مستوردة غيرصحيحة فلننظر اختي الفاضلة في مفهوم الفِكر ولنحاول ان نقيسه بما لدينا وفهم مدي صلاحيته وسلامته او بمدي زيفه ...عندها نعرف ونستنتج ونجيب علي التساؤل الذي يقول ماذا حصل لنا ....؟ فكلمة الفِكر لغوياً هي تعني : إِعمالُ العقلِ في المعلوم للوصَول إلى معرفة مجهول . ويقال : لي في الأمر فِكْرٌ أي نَظَرٌ ورويَّةٌ . وما لي في الأمْرِ فِكرٌ أي: ما لي فيه حاجة ولا مبالاة . والجمع : أفكارٌ ومن هنا نفهم اختي الكريمة ان الفِكر هو إعمال العقل في امر معلوم لدي غيرنا للوصول لمعرفة المجهول لدينا. فأساسه هو عمل مفيد لنصل الي تحسين انماط حياتنا ومعيشتنا وتنظيمها تنظيماً يكون التطور والرُقي اساسه ... وكيف نصل الي هذا الأمر .. هو البحث عن مصدر المعلومة او العلم او المنهج المراد التفكير او التفكر فيه حتي نأخذ منه مايصلح حالنا وحال مجتمعاتنا الي الأفضل وفي وضعنا هذا وحالتنا هذه في مجتمعاتنا لانحتاج ان نتفكر في ماليس اساسي وضروري ومهم للأصلاح ذاتنا ... فالخطأ الشائع هو اننا جعلنا من التفكر وسيلة للولوج في الغث والسمين ولم نحدد اولويات متطلباتنا واحتياجاتنا لنرتفي مثل الذين سبقونا بتنفيذ اساسيات شريعتنا الأسلامية ... فنراهم فكروا وتدبروا وعلموا مايحتاجونه من امور مادية ومعنوية وسلوكية فأصبحت تعاملاتهم طبقاً لرغبتهم في العيش بكرامة وسعاده ورفضوا أي فكر ناشز او شاذ من شأنه ان يسيء لمجتمعاتهم ... هم كذلك ... فطبقوا افكارهم العملية الملموسة والتي كان اساسها هو التقدم والرقي والرفاهية وكل ذلك اتي بالعلم ... فتم دعم افكارهم بالعلم والمعرفة وفهم مجريات الامور ... ولم يتحصلوا او ينجحوا من اول وهلة ... بل ضاقوا الأمرين من سوء فهمهم للأفكار الغير مفيده واستمروا في التجارب حتي وصلوا لمرحلة ان تقدمهم ناشيء عن افكار ابتدعوها ودعموها بالعلم ومعرفة الاحتياجات الخاصة بهم ولم يكن تركهم لها من مطلق ديني او عقائدي ... لأنهم لايهتمون لأمر الدين...بل لأفكار مثقفيهم .... من هنا اتت تجاربهم واخطأؤا مراراً وتكراراً .... حتي وصلوا الي مايريدون .... وهل لتآمر الأعداء والخصوم دور فيه أم أن الصدع من الداخل؟؟ نعم اختي الفاضلة تآمر الأعداء والخصوم له دور في انحطاط فِكرنا وثقافتنا وتبعيتنا ولكن لم يكن هذا التآمر ذو جدوة او فائدة ان كُنّا محصنين من الداخل لذلك لم نكن محصنين لتفادي نزواتهم الفكرية وحتي السياسية والأجتماعية فتخبطنا وعدم فهمنا لما يجري وصراعاتنا علي توافه الأمور وتلقيدنا لمراذلهم واقتداءنا بشخوصهم وشواذهم ... كل ذلك جعل مننا ارضية خِصبة لتآمراتهم وافسادهم لثقافاتنا وبالتالي لتأخرنا عن ركب مايفترض ان نكون عليه ... أما نحن فكل السُبل مهيأ لنا لنتفكر ونتعلم ونطبق لانه لدينا شريعة تحرضنا علي العلم والمعرفة والبحث والتطور فيما يخص حياتنا ومعيشتنا ... فضربنا كل هذه الميزات ... وانطلق مفكرينا او بالاحري المدعين بالفكر والثقافة للسعي واللهث خلف فتات فشل الدول المتقدمة ... واستغلال خصائصنا وثقافتنا في تغييرها للأسواء ... وليس بدعمها وتقويتها والعمل علي تطبيقها في مجتمعاتنا من سلوكيات وتعاملات حتي نصل الي الرُقي المطلوب ... بل ارادوا لمجتمعاتنا ان تكون تحت التجربة في كل شيء والأنفتاح الغير عقلاني في كل شيء والممارات والتقليد في كل شيء فقط ليوهمونا ان هذا هو التحضر والتقدم والأيجابية ... فحصلت انتكاسة ثقافية اجتماعية تتخبط من غير هدي ... لاتعرف الصالح من الطالح والحسن من السيء فظهرت موجة انصاف مثقفين يشدون مجتمعاتهم الي الوراء من ابناء جدلتهم .. بحجة الفهم المطلق الذي لايقبل الجدل او المراجعة فأنعكس ذلك علي سلوكيات الفرد البسيط فأصبح ينظر للأخرين بمنظار القدوة في كل شيء ...فضاع الهدف المطلوب ... فنتجت عن ذلك تخلف فكري بالرغم من وجود من يمتلك طاقات اكاديمية صحيحة نقية طيبة تسعي للرفع من وتيرة الحياة العامة للمجتمع فأصبح الرجل العربي المسلم الذي يمتلك الشريعة والقانون الرباني الصحيح ... يسعي لتقليد غيره ويرفض ما شرّعه الله سبحانه وتعالي حتي وصل الأمر ان جعل من هذه الأيقونه الربانية هي تخلف وشد للوراء ومقارنتها بما عاشته اوروبا في عصور الظلام ... فتاريخنا يقول في الوقت الذي كانت اوروبا وعواصمها بشوارعها مليئة بالقاذورات والطين والبلل والفقر المدقع... وكانت ثقافتهم بالية غبية ترفض حتي التفكر والعلم ... في الوقت نفسه كانت عاصمة الخلافة الأسلامية في بغداد متقدمة وشوارع بغداد مرصوفة ونظيفة .... كان ذلك اختي الفاضلة عندما فكّرنا جيداً وجعلنا من مورثنا الثقافي الصحيح منهج ومرجع ووسيلة للرقي بمجتمعاتنا ... ووثقنا في مورثنا وثقافتنا وبالتالي في انفسنا .. فتقدمنا وتأخروا ...ونجحنا وفشلوا ... الي أن وصل بنا الأمر في هذا الزمن ان نسينا واهملنا ثقافة الفكر الصحيح الذي يعني بتقدم مجتمعاتنا والعمل علي ايصالها لمصاف الدول المتقدمة فلم نأخذ منهم مايفيدنا .... بل تسابقنا لنكون مُثار سخريتهم وضحكم علينا لأننا اردنا ذلك طواعية .... فتخلفنا واخذنا منهم فُتاب فسادهم وانحطاطهم فلم نبحث بفكرنا في وسيلة لتقدمنا ومعرفة المجهول ليكون لدينا معلوم بل اخذنا فضلات تجاربهم وعكسناها علي انفسنا ... فتقدموا هم ...وتأخرنا نحن .... ماذا عن اقتراب أبناء الأمة الإسلامية من الرؤية الغربية للأمور هل يعد ذلك تخلفاً فكرياً في صورة جديدة؟؟ نعم يعتبر تخلفاً فكرياً إن تم قياس كل شيء ... نعم كل شيء دون التثبت من رؤيتهم الصحيحة من عدمها ... فكل مجتمع له خصائصه سوي الفكرية او الأجتماعية او حتي السياسية فلا يوجد فِكر موحد يجمع الكل علي الصحيح فنحن لدينا منهج جاهز للتطبيق والعمل به بصورة صحيحة وليس بالصورة التي انبري أنصاف مثقفينا بتغييرها وجعلها اساس التخلف والرجعية ووووو مثل هذه الكلمات التي يلوكها كل من ادعي الثقافة المبنية علي اتباع الغير بدون التثبت من صحة المُتبع اختي الفاضلة وعندما اقول منهجنا اقصد به ديننا وشريعتنا ففيها كل مانريد حتي التفكر في الكيفية التي تُصلح لنا حالنا ...فيها والعمل علي تقدم مجتمعاتنا ...فيها وتنظيم امورنا وسلوكياتنا ...فيها ولايمنع اطلاقاُ من ان ننظر لتجارب الأخرين الصحيحة السليمة لنرتفع ونتقدم ونتألق مثلهم بأتخاذ الوسائل العلمية الصحيحة التي يملكون .... فديننا لايمنع من التعلم والأخذ بأسباب التقدم حتي من غيرنا فقط وجب التثبت ممن نأخذ وما ذا نأخذ ... هل هناك علاقة طردية بين تخلفنا العام على مختلف الأصعدة -السياسية والاجتماعية والحضارية والاقتصادية والعلمية والتقنية والصناعية- وبين تخلفنا الفكري؟؟ نعم اختي الفاضلة هناك علاقة وطيدة بين تخلفنا الملموس سوي سياسياً او اجتماعياً او اقتصادياً أو علمياً .... وبين تخلفنا في كيفية الفكر في مايُصلح حال مجتماتنا ... فالأمم لاترتقي الا بشحذ كل الأسلحة الضرورية واقصد بالأسلحة الثقافية الفكرية العلمية البحثية التطبيقية للرفع من وتيرة تقدم المجتمع .... والفِكر كلمة فضفاضة يجب ان نحدد اهداف احتياجاتنا لنتفكر ونفكر ونعمل عقلنا في الوصول لهذه الأهداف ... اما المفهوم الخاطيء والذي يقول حرية الفكر مطلوبة هنا في الختام اقول ... نعم مطلوبة ولكن ليس حرية مطلقة في البحث في كل شيء واقصد رمي الأخطاء والترهل والضِعف علي موروثنا الثقافي الصحيح والديني والتشريعي.... بل المطلوب هو انتقاد فِكرنا البائس التابع للأفكار الغير صحيحة.... والمستوردة السيئة سوي من الداخل او الخارج..... تحياتي لك اختي الفاضلة واعتذر عن الأطالة .... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخيك...اندبها التعديل الأخير تم بواسطة اندبها ; 08-07-2013 الساعة 01:24 AM |
#3
| ||
| ||
اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اندبها بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي رسول الله الفاضلة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته سلمت وبارك الله فيك علي هذا الطرح الطيب والذي ان تم مناقشته والتعامل معه بوعي وفهم لنجحنا كلنا وانتِ اولنا في فهم مايحيط بثقافة مجتمعنا ومدي العبثية التي استشرت في عقول مثقفينا وحتي العوام من ابناء جلدتنا .... معك كل الحق في ذلك فموضوع او بالاحري مصطلح التخلف الفكري ... اعتبره مصطلح عاني منه الكبير والصغير والمرأة والرجل والمثقف الحقيقي ..والمتبع لثقافات مستوردة غيرصحيحة فلننظر اختي الفاضلة في مفهوم الفِكر ولنحاول ان نقيسه بما لدينا وفهم مدي صلاحيته وسلامته او بمدي زيفه ...عندها نعرف ونستنتج ونجيب علي التساؤل الذي يقول ماذا حصل لنا ....؟ فكلمة الفِكر لغوياً هي تعني : إِعمالُ العقلِ في المعلوم للوصَول إلى معرفة مجهول . ويقال : لي في الأمر فِكْرٌ أي نَظَرٌ ورويَّةٌ . وما لي في الأمْرِ فِكرٌ أي: ما لي فيه حاجة ولا مبالاة . والجمع : أفكارٌ ومن هنا نفهم اختي الكريمة ان الفِكر هو إعمال العقل في امر معلوم لدي غيرنا للوصول لمعرفة المجهول لدينا. بما أنك قد ذكرت العقل هنا هل للذكاء علاقة بالتخلف الفكري الذي نعاني منه؟؟ فأساسه هو عمل مفيد لنصل الي تحسين انماط حياتنا ومعيشتنا وتنظيمها تنظيماً يكون التطور والرُقي اساسه ... وكيف نصل الي هذا الأمر .. هو البحث عن مصدر المعلومة او العلم او المنهج المراد التفكير او التفكر فيه حتي نأخذ منه مايصلح حالنا وحال مجتمعاتنا الي الأفضل وفي وضعنا هذا وحالتنا هذه في مجتمعاتنا لانحتاج ان نتفكر في ماليس اساسي وضروري ومهم للأصلاح ذاتنا ... فالخطأ الشائع هو اننا جعلنا من التفكر وسيلة للولوج في الغث والسمين ولم نحدد اولويات متطلباتنا واحتياجاتنا لنرتفي مثل الذين سبقونا بتنفيذ اساسيات شريعتنا الأسلامية ... فنراهم فكروا وتدبروا وعلموا مايحتاجونه من امور مادية ومعنوية وسلوكية فأصبحت تعاملاتهم طبقاً لرغبتهم في العيش بكرامة وسعاده ورفضوا أي فكر ناشز او شاذ من شأنه ان يسيء لمجتمعاتهم ... هم كذلك ... فطبقوا افكارهم العملية الملموسة والتي كان اساسها هو التقدم والرقي والرفاهية وكل ذلك اتي بالعلم ... فتم دعم افكارهم بالعلم والمعرفة وفهم مجريات الامور ... ولم يتحصلوا او ينجحوا من اول وهلة ... بل ضاقوا الأمرين من سوء فهمهم للأفكار الغير مفيده واستمروا في التجارب حتي وصلوا لمرحلة ان تقدمهم ناشيء عن افكار ابتدعوها ودعموها بالعلم ومعرفة الاحتياجات الخاصة بهم ولم يكن تركهم لها من مطلق ديني او عقائدي ... لأنهم لايهتمون لأمر الدين...بل لأفكار مثقفيهم .... من هنا اتت تجاربهم واخطأؤا مراراً وتكراراً .... حتي وصلوا الي مايريدون .... إذن أنت ترى أن تخلفنا الفكري ناتج عن بحثنا في كل ما هو غث وسمين وعدم اقتصارنا على الأولويات وما يهمنا في اصلاح حالنا وأحوالنا.. بالرغم من أننا نملك المبادئ والأصول والقواعد الأساسية التي تساعدنا على التفكير بطريقة صحيحة.. لكننا رفضناها وقبلنا على أنفسنا أن نكون محل لتجارب الآخرين!! وهل لتآمر الأعداء والخصوم دور فيه أم أن الصدع من الداخل؟؟ نعم اختي الفاضلة تآمر الأعداء والخصوم له دور في انحطاط فِكرنا وثقافتنا وتبعيتنا ولكن لم يكن هذا التآمر ذو جدوة او فائدة ان كُنّا محصنين من الداخل لذلك لم نكن محصنين لتفادي نزواتهم الفكرية وحتي السياسية والأجتماعية فتخبطنا وعدم فهمنا لما يجري وصراعاتنا علي توافه الأمور وتلقيدنا لمراذلهم واقتداءنا بشخوصهم وشواذهم ... كل ذلك جعل مننا ارضية خِصبة لتآمراتهم وافسادهم لثقافاتنا وبالتالي لتأخرنا عن ركب مايفترض ان نكون عليه ... أتفق معك في كل ما ذكرته هنا أخي الكريم و لعلك سمعت بفكرة "قابلية الإستعمار" التي أطلقها مالك بن نبي -رحمه الله-.. والتي ذكر فيها اننا بضعفنا وتبعيتنا واستعدادنا لقبول الآخر -أو الغرب تحديداً- من شجعهم على غزونا في كل المجالات وبجميع الاتجاهات.. فتدهور أوضاعنا يعود إلى قصور ذاتي فينا قبل كل شيء.. وإن كان هناك تآمر خارجي لكنه لم يكن ليُفلِح لو كنا محصنين داخلياً -كما ذكرت أخي الكريم-.. فالأعداء ليسوا وليدي هذا العصر.. وقانون المدافعة هو من سنن الله في هذا الكون.. لكن برأيك أخي الكريم كيف لنا أن نحصل على هذا التحصين الداخلي؟؟ أما نحن فكل السُبل مهيأ لنا لنتفكر ونتعلم ونطبق لانه لدينا شريعة تحرضنا علي العلم والمعرفة والبحث والتطور فيما يخص حياتنا ومعيشتنا ... فضربنا كل هذه الميزات ... وانطلق مفكرينا او بالاحري المدعين بالفكر والثقافة للسعي واللهث خلف فتات فشل الدول المتقدمة ... واستغلال خصائصنا وثقافتنا في تغييرها للأسواء ... وليس بدعمها وتقويتها والعمل علي تطبيقها في مجتمعاتنا من سلوكيات وتعاملات حتي نصل الي الرُقي المطلوب ... بل ارادوا لمجتمعاتنا ان تكون تحت التجربة في كل شيء والأنفتاح الغير عقلاني في كل شيء والممارات والتقليد في كل شيء فقط ليوهمونا ان هذا هو التحضر والتقدم والأيجابية ... فحصلت انتكاسة ثقافية اجتماعية تتخبط من غير هدي ... لاتعرف الصالح من الطالح والحسن من السيء فظهرت موجة انصاف مثقفين يشدون مجتمعاتهم الي الوراء من ابناء جدلتهم .. بحجة الفهم المطلق الذي لايقبل الجدل او المراجعة فأنعكس ذلك علي سلوكيات الفرد البسيط فأصبح ينظر للأخرين بمنظار القدوة في كل شيء ...فضاع الهدف المطلوب ... فنتجت عن ذلك تخلف فكري بالرغم من وجود من يمتلك طاقات اكاديمية صحيحة نقية طيبة تسعي للرفع من وتيرة الحياة العامة للمجتمع فأصبح الرجل العربي المسلم الذي يمتلك الشريعة والقانون الرباني الصحيح ... يسعي لتقليد غيره ويرفض ما شرّعه الله سبحانه وتعالي حتي وصل الأمر ان جعل من هذه الأيقونه الربانية هي تخلف وشد للوراء ومقارنتها بما عاشته اوروبا في عصور الظلام ... فتاريخنا يقول في الوقت الذي كانت اوروبا وعواصمها بشوارعها مليئة بالقاذورات والطين والبلل والفقر المدقع... وكانت ثقافتهم بالية غبية ترفض حتي التفكر والعلم ... في الوقت نفسه كانت عاصمة الخلافة الأسلامية في بغداد متقدمة وشوارع بغداد مرصوفة ونظيفة .... كان ذلك اختي الفاضلة عندما فكّرنا جيداً وجعلنا من مورثنا الثقافي الصحيح منهج ومرجع ووسيلة للرقي بمجتمعاتنا ... ووثقنا في مورثنا وثقافتنا وبالتالي في انفسنا .. فتقدمنا وتأخروا ...ونجحنا وفشلوا ... الي أن وصل بنا الأمر في هذا الزمن ان نسينا واهملنا ثقافة الفكر الصحيح الذي يعني بتقدم مجتمعاتنا والعمل علي ايصالها لمصاف الدول المتقدمة فلم نأخذ منهم مايفيدنا .... بل تسابقنا لنكون مُثار سخريتهم وضحكم علينا لأننا اردنا ذلك طواعية .... فتخلفنا واخذنا منهم فُتاب فسادهم وانحطاطهم فلم نبحث بفكرنا في وسيلة لتقدمنا ومعرفة المجهول ليكون لدينا معلوم بل اخذنا فضلات تجاربهم وعكسناها علي انفسنا ... فتقدموا هم ...وتأخرنا نحن .... كلام رااااااااااااااائع جداً نحن تخلفنا عندما انقلبنا على خصوصيتنا العقدية والثقافية.. ورأينا أنها مصدر تخلفنا.. وعجزنا عن الإستفادة من أصولنا ومبادئنا وثوابتنا الهادية في معالجة مشاكلنا السياسية والإقتصادية والأخلاقية و..... ماذا عن اقتراب أبناء الأمة الإسلامية من الرؤية الغربية للأمور هل يعد ذلك تخلفاً فكرياً في صورة جديدة؟؟ نعم يعتبر تخلفاً فكرياً إن تم قياس كل شيء ... نعم كل شيء دون التثبت من رؤيتهم الصحيحة من عدمها ... فكل مجتمع له خصائصه سوي الفكرية او الأجتماعية او حتي السياسية فلا يوجد فِكر موحد يجمع الكل علي الصحيح فنحن لدينا منهج جاهز للتطبيق والعمل به بصورة صحيحة وليس بالصورة التي انبري أنصاف مثقفينا بتغييرها وجعلها اساس التخلف والرجعية ووووو مثل هذه الكلمات التي يلوكها كل من ادعي الثقافة المبنية علي اتباع الغير بدون التثبت من صحة المُتبع اختي الفاضلة وعندما اقول منهجنا اقصد به ديننا وشريعتنا ففيها كل مانريد حتي التفكر في الكيفية التي تُصلح لنا حالنا ...فيها والعمل علي تقدم مجتمعاتنا ...فيها وتنظيم امورنا وسلوكياتنا ...فيها ولايمنع اطلاقاُ من ان ننظر لتجارب الأخرين الصحيحة السليمة لنرتفع ونتقدم ونتألق مثلهم بأتخاذ الوسائل العلمية الصحيحة التي يملكون .... فديننا لايمنع من التعلم والأخذ بأسباب التقدم حتي من غيرنا فقط وجب التثبت ممن نأخذ وما ذا نأخذ ... وأن يتماشى ذلك مع خصوصيتنا ورؤيتنا الحضارية.. هل هناك علاقة طردية بين تخلفنا العام على مختلف الأصعدة -السياسية والاجتماعية والحضارية والاقتصادية والعلمية والتقنية والصناعية- وبين تخلفنا الفكري؟؟ نعم اختي الفاضلة هناك علاقة وطيدة بين تخلفنا الملموس سوي سياسياً او اجتماعياً او اقتصادياً أو علمياً .... وبين تخلفنا في كيفية الفكر في مايُصلح حال مجتماتنا ... فالأمم لاترتقي الا بشحذ كل الأسلحة الضرورية واقصد بالأسلحة الثقافية الفكرية العلمية البحثية التطبيقية للرفع من وتيرة تقدم المجتمع .... والفِكر كلمة فضفاضة يجب ان نحدد اهداف احتياجاتنا لنتفكر ونفكر ونعمل عقلنا في الوصول لهذه الأهداف ... اما المفهوم الخاطيء والذي يقول حرية الفكر مطلوبة هنا في الختام اقول ... نعم مطلوبة ولكن ليس حرية مطلقة في البحث في كل شيء واقصد رمي الأخطاء والترهل والضِعف علي موروثنا الثقافي الصحيح والديني والتشريعي.... بل المطلوب هو انتقاد فِكرنا البائس التابع للأفكار الغير صحيحة.... والمستوردة السيئة سوي من الداخل او الخارج..... وانتقاد الأفكار القاصرة والمشوهه والتي أدت إلى الانتكاسة الفكرية التي نعاني منها الآن.. تحياتي لك اختي الفاضلة واعتذر عن الأطالة .... جزاك الله كل خير أخي الكريم على هذه المداخلة المميزة والتي تدل على وعي كاتبها وثقافته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخيك...اندبها أهلاً بك |
#4
| ||
| ||
موضوع راائع تسلم ايدك اختى بالتوفيق تحياتى |
#5
| ||
| ||
................مشكور... ......مشكور.............. .........مشكور.........مشكور..... ...............مشكور..... ..........مشكور.......... .....مشكور............... مشكور..... ...............مشكور..... ....................مشكور ......................... .....مشكور..... .................مشكور... ......................... ......................... .....مشكور....... ...................مشكور. ......................... ......................... ...مشكور..... ......................مشك ور....................... ......................... مشكور....... ......................... مشكور.................... ....................مشكور ...... ......................... ...مشكور................. ................مشكور.... .... ......................... ......مشكور.............. ............مشكور........ ......................... .........مشكور........... .......مشكور........... ......................... ............مشكور.......مشكور................ ......................... ....................مشكور ....................... ....................مشكور ......................... .....................مشكو ر............ .................مشكور... ......مشكور.............. .........مشكور.........مشكور..... ...............مشكور..... ..........مشكور.......... .....مشكور............... مشكور..... ...............مشكور..... ....................مشكور ......................... .....مشكور..... .................مشكور... ......................... ......................... .....مشكور....... ...................مشكور. ......................... ......................... ...مشكور..... ......................مشك ور....................... ......................... مشكور....... ......................... مشكور.................... ....................مشكور ...... ......................... ...مشكور................. ................مشكور.... .... ......................... ......مشكور.............. ............مشكور........ ......................... .........مشكور........... .......مشكور........... ......................... ............مشكور.......مشكور................ ......................... ....................مشكور ....................... ....................مشكور ......................... .....................مشكو ر............ مشكـــــــــــــــــــــــــــورة..
__________________ M A N A R بأيِ ذنبٍ أحرقتَ قلبي إلى هذه آلدرجه آلبشِعه ، هل لأنني أحببتك بِصدقٍ؟ قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم":- "" لعنَ الله مَن غيَّرَ منارَ الأرض"" انتمَاء للدّيجور: "منآر ♥ : »✖● هدؤؤء مآ بععد عآصِفههْ "...~ ❥ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
((مزاح ثقيل)) مشاركتى بالمسابقة الرمضانية | shufon | حوارات و نقاشات جاده | 16 | 08-16-2013 08:45 AM |
the mysterious death of charles bravo/مشاركة بالمسابقة الرمضانية الكبرى | * Hinda | حوارات و نقاشات جاده | 41 | 08-14-2013 10:14 PM |
المسابقة الرمضانية الكبرى | فارس الاحزان | حوارات و نقاشات جاده | 38 | 08-03-2013 12:19 AM |
مشاركة بالمسابقة | di kra | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 9 | 08-13-2012 06:06 PM |