"تعقيب سريع على برنامج "الاتجاه المعاكس (صوملة البلدان) - عيون العرب

أبو عبيدة أمارة · #1 08-12-2013, 11:27 PM

"تعقيب سريع على برنامج "الاتجاه المعاكس

(صوملة البلدان)

برنامج "الاتجاه المعاكس" هذه المرة وخلافا لمرات سابقة كثيرة كان له نكهة مختلفة ، والمدرك للأمور يدرك ما كنه هذه النكهة ، ومع تقديرنا واحترامنا الشديد لقناة الجزيرة ومصداقيتها وإعلاميتها المقدرة ، ومع تقديرنا واحترامنا الشديد للصحافي المتميز فيصل القاسم الذي له من المواقف الحرة والنزيهة الكثير والتي تقدر بثمن كبير ، ولكن لنا بعض المآخذ ليس على الجزيرة بشكل خاص وليس على الأستاذ فيصل القاسم بشكل خاص أيضا ، ولكن المآخذ أيضا هي للكائدين للمسلمين ولتشويه سمعتهم وتزوير صفحتهم النظيفة (والأوساخ إنما يرميها المتسخون) ، ولنا مآخذ أيضا على ضيف الحلقة الأستاذ أشرف سعد (وهو الملتحي والذي لا نعلم لمن انتماؤه -وليس معاذ الله لنا مطعن على الشكل أو الهيئة- ، وليس معاذ الله لنا مطعن على أي شخص ، ولكن المطاعن تكون على الآراء والمواقف اللا صادقة واللا مسئولة والتي وقد يتبناها الشخص ويجانب بها الصواب والحق والحقيقة).
وملحوظة أخرى ومعلومة ومدركة وجالبة للأسى حقا ، هو أن المصائب والتي تصيب المسلمين عامة والتي يكون من ورائها هم المتنفذون في القدرة المادية والسلاحية والمتجبرون وأصحاب قدرة القوة والبطش وهم أيضا أصحاب القدرة والتسلط على وسائل الإعلام ، فهم أولا يبطشون ويدمرون ويهدمون ويروعون ومن ثم يخرجون أنفسهم من المشهد كالعذراء التي لم تفعل شيئا ، فيخرجون أنفسهم بمعونة أذنابهم كالشعرة من العجين ، ومن ثم من يتلقى التهم والسب والقذف والتشهير ؟! طبعا هي الضحية والمنافح عن كرامتها والمنافحة وعن أدنى الحقوق وأعدلها .
ومثالا ولو نظرنا إلى العراق والذي مع أخطائه السابقة وكل محاولاته لتعديل الموقف وتصويب المسار، وحتى أنه قيل خضوعا لتنزلات سلبت حقوقا له أقل من المستوى المعتاد ، ولكن مع القوم الذين يحكمهم مقدار بطشهم وقوتهم فقرروا دوس قرارات الأمم المتحدة في سبيل تدمير بلد كامل ومكتسباته ، ومن ثم من كان هو المذنب ؟ فهو طبعا العراق وقادته حينها .
ولننظر إلى الشعب السوري الذي ذاق المر والعلقم من أجل نيل حقوقا بسيطة مشروعة ، وهي حقوقا من أبسط الحقوق الإنسانية ، طالبوها من سلطة تعتبر نفسها أنها "الإنسانية الفاضلة" ذاتها ، ولكن الحاصل أن تلك السلطة واجهت رغبات وأمنيات الشعب الأعزل والمغلوب والمسكين قابلتها بالتقتيل والترويع والتنكيل ، ومن ثم إذا خرجت ضحية لتدافع عن نفسها ، صار بطش وتدمير وخراب الطغاة معلقا في رقبة الضحية وكأنها هي صاحبة الذنب والتدمير وليس المستبدون المتسترون في ثياب الصالحين ، وصارت الضحية هي المجرمة لأنها أرادت أن تدافع عن نفسها وأرادت ألا تسكت على الضيم والظلم والاستبداد والاستخفاف بحيوات الناس وكراماتهم ولكن سهل على الأفاكين قلي الحقائق والتغرير بالمضللين، والشعب السوري الذي تحمل ما لم يتحمله جبل من العذاب والتنكيل لم يكن له ذنب سوى المطالبة بحقوق مشروعة ، وبمطالبته بسلطة أدنى أن تكون لهم شرعية عادلة وعدلة حقا ، وليست سلطة مجروحة العدالة ومخرومة المروءة والأخلاق ، وقد ونكلت وعذبت وأهدرت كل شيء لمن طلب العدالة والإنصاف.
ونعود للموضوع الأساسي والذي له ارتباط وثيق بالملحوظة ومآخذنا والتي هي أو وقل ملحوظتنا التي هي : 1 . فأولا لكل بلد خصوصيته وظروفه ، وليس جميلا والله تشبيه بلد مختلف الوضعية والأحوال ببلد آخر ، والقصد من ذلك هو فتح باب التنفير ، وباب تكديس التهم الباطلة ، وباب تعليق تهم الجاني على رقبة الضحية ، والضحية هي التي لم تقترف جرما أصلا .
وليس وحاشا والله لأننا لا نحب الصومال ، أو لا نألم لآلامه ، والتي ونعلن أن بلايا الصومال وبلايا كثير من بلاد أفريقيا هي من صنع أناس متجيرن متنفذين مدمرين للبلاد والعباد والبيئة ، والمهم عند المتغطرسين أن يبقوا في عروشهم العاجية ، أما إن أكل غيرهم التراب والجسرة فلا يهمهم ، ودموع التماسيح والتباكي الكاذب موجود .
2 . وعجبت لمن كان في قلبه مثقال ذرة من أيمان حقا كيف يخلع لباس "ثوب الحق الجميل" للباطل البشع وذلك تجنيا منهم وجرما ، ويريدون أيضا تجميل الغول الأخرق في زي غزال ونبيل .
وعجبت لمشايخ لا يرون ذنوب المتجني الكبيرة والعظيمة ، وإنما يرون سرابا يحسبه الظمأن ماء ، ومن ثم رأوْا صورتهم "الألقة" على صفحة السراب فصاروا دهاقنة الإفك والباطل .
3 . ثالثا المغفل فقط هو الذي يبارك للجاني جرائمه ويتعامى عن خطط الجاني واستماتته في اختلاق الأزمات وإلصاقها بالشرفاء ، ومن ثم يكون بسذاجة حربا على أهل الخير وأهل الإسلام العدالة والحق .
4 . ورابعا فالنفاق والله ، والكذب على الله ورسوله والمؤمنين من أعظم الجرائم والمخازي ، فهنيئا لمن سبّح بحَمْد المجرمين ورأى فعالهم الحق وخنع للباطل ، والأشنع هو من يلوم الذين يتفانون في فك ضوائق المعسورين ورفع الظلم وجلب السعة وبسط العدل للعالمين ويصمهم بالنقيصة والنقيصة من شيم الكاذبين وجالبي الفساد والخراب، ولكن وللأسف فإن المغفلين يريدون لصبورين السمحين كأن لا كرامة لهم !!!!!!! معاذ اله .
5 . ملحوظة للأستاذ فيصل القاسم الذي ألاحظه أحيانا دكتاتورا في برنامجه والذي أحيانا لا يريد للحوار أن يخرج عن تصوره وتسلطه ، وأحيانا عدم النزاهة الكاقية في اختيار الفرقاء .
6 . سادسا نبارك للجزيرة ولطاقمها المهني والمحترم نبارك لهم لجهدهم وتوخيهم القدر الكبير من المصداقية والنزاهة ، ونعلم أنهم يتفانون في المهنية العالية ولكن ضغوط الشر العالمي تريد أحيانا تشويه وتزييف الحق .
7 . وأخيرا ووالله نقولها وكما قالها سيناتورين أمريكيين أنك عندما ترى بطة وتسبح بالماء وتقول "واك واك" فهي بطة ، ونحن نعلم أيضا عندما نرى أفعالا أسمها "حرب على الإسلام دين الرحمة والعدل والرغد للعالمين " فمهما اختلفت المسميات ومهما اختلفت الجهات ومهما اختلف أشكال النفاق فهي حرب على الإسلام .
ومن ثم نرى متأسلمون يصفون من قدم كل شيء في حياته من أجل خدمة الإسلام يضقونه ليس كأنه ليس مسلما ، فمن المسلم إذا أهو المتآمر على البلد وحريته وكرامته واستقلاليته !! ومن ثم فهم يسمون من يحاول ذبح الإسلام بشتى السبل وبالتقنع بالأقنعة الكاذبة كأنه يخدم أي شيء فضيل ن وما جاؤوا أصلا إلا بالرديء ن وما يخدمون ألا الرديء ، ومهما حاولوا الخداع فشتان بين الثرى والثريا ، وهم كما يقول الله تعالى " وهم ينهون عنه وينئون عنه وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون" ( 27 ألأنعام) . وكما يقول الله تعالى أيضا "وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" (21 يوسف ) ، وسوف تشرق الإسلام بإذن الله تعالى خفاقة بالخير والمودة والعدل والسماحة والسعة والقسط والإنصاف والرخاء والنزاهة والتقى والرضا على العالمين ، وكل عام وأهل الخير بخير .

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
تعقيب سريع على برنامج "الاتجاه المعاكس "	أبو عبيدة أمارة	حوارات و نقاشات جاده	0	08-07-2013 11:38 PM
تعقيب على مقال "جريدة الرياض بيع الكاشيرات " حسبي الله عليكم يالعلمانية الزنادقة	صعب المزاج	مواضيع عامة	2	11-10-2010 11:21 AM
""لعشاق الساحره"""""""اروع اهداف القدم 92-2005""""""ارجوا التثبيت"""""""	mody2trade	أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه	2	05-14-2008 02:37 PM