|
أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
رسامة و لكن.......... أعزائي منذ مدة اطلعة على رواية نالت اعجابي و لم أستطع كح نفسي في أن اشارككم فيها الكاتة:أحلى وردة جورية العنوان:رسامة و لكن......... النوع :دراما,تشويق,غموض,قليل من الاكشن و الرومانسية مواعيد التنزيل :رح حاول حط كل يوم بارت البارت1: قد يرسم لنا القدر بفرشاته..رتوش غريبة..لوحات غير مفهومة.. يمزج ألوانه الداكنة ملطخا جميع لوحاته لتعكس على حياتنا..وأحيانا أخرى تجده لا يقوى على الرسم ينظر إليها بكل شرود..كأنه يتعجب من وجود قلوب بيضاء, يمزج ألوانه الداكنة ويلطخ بها اللوحات يعقد حاجبيه متعجبا من أصحاب القلوب السوداء, علامات الدهشة جلية على وجهه من غرابة الألغاز والأسرار التي تحيط بالبشر, ألقى بكل لوحاته غاضبا حطم فرشاته.. فاتح الستار أمام روايتي....... أمسكت فرشاتها, مزجت الألوان بمهارة, شيء خفي يحثها على الرسم, نظرت إلى جميع لوحاتها وجدتها كئيبة بكآبة حياتها,ترسم بسرعة جنونية, ضربات فرشاتها على اللوحة غاضبة, ربما ثائرة, تكمل الرسم بخطوط متعرجة, بألوان قاتمة, بلا هدف, ربما نوع من التفريغ النفسي لديها,وضعت الفرشاة جانبا وخرجت من غرفة الرسم,متوجهة نحو المطبخ, سكبت لنفسها كأس العصير الطازج, حتى يهدأ من ثورتها..من كآبتها..من حزنها القاتم بقتامه الألوان التي ترسم بها لوحاتها... وضعت رحيق كأسها الزجاجي ونهضت متجه نحو النافذة ربما استنشاقها للهواء النقي سيجعلها بحال أفضل... "آه كيف لقدر يجبرني على البقاء وحدي وحيدة, كيف لفتاة مثلي لا احد لديها لتسكن بهذا القصر النائي والمخيف, ظننت بأن تعديل الطابق الأول وتحويله لشقة عصرية سيغير من كآبتي التي لا تتغير من الأوهام التي تدور حولي بلا توقف,ارسم ولكن ... ابحث عن أسرار قديمة لا أجد مفتاحها, ابحث عن ألغاز لا حل لها, حتى الهواء الذي أتنفسه اعلم بأنه ملوث بدخان الماضي, تخيفني جدران هذا القصر, ترعبني ستائره المتحركة دوما, وأصوات الطبول والصرخات والموسيقى المنبعثة من لا شيء,والذي يثير تعجبي ازرع مزروعات خضراء وفي اليوم التالي لا أجدها وأجد الحديقة كما كانت كأنني لم ازرع بها شيئا, غريب كل الذي يحدث هنا ويثير تساؤلات لا أجابه لها... .................................................. .................. توجهت نحو غرفة نومها ارتدت ملابسها وحجابها, التقطت حقيبتها ومفتاح سيارتها,خرجت من القصر بعد أن تأكدت أنها أغلقت الباب خلفها بإحكام, انطلقت بسرعة مبتعدة عن تخيلاتها وأوهامها التي تكاد تثير جنونها... أوقفت سيارتها أمام شركتها المختصة بالأزياء النسائية العصرية من تصاميمها المشهورة,دخلت مكتبها وأغلقت الباب خلفها , وجدت معاملات وصفقات بحاجة لدراستها, انقضت الساعات تلو الساعات ووقفت معلنة انتهاءها, سمعت طرقات خفيفة,أذنت لها بالدخول وكانت سكرتيرتها, السكرتيرة: سيدتي وضعت لك كل المعاملات التي بحاجة لرأيك أمامك, حتى تبلغي نائبتك في الشركة بالتصرف, رحيق : حسنا درستها جميعها ورأي سأبلغه لها حتى تتصرف بالشكل الصحيح, السكرتيرة: أتريدين شيئا قبل خروجي؟, رحيق: نعم أريد رئيس امن الشركة والمصنع اطلبيه حالا, أومأت برأسها وخرجت بهدوء.. بعد دقائق, دخل إليها رئيس الأمن, ألقى التحية باحترام, أذنت له بالجلوس....... ـ : سيدتي طلبتي حضوري هل حدث خلل دون علمي؟.. ـ : لا لم يحدث لكن أريد مزيدا من الحذر , خصوصا بالمصنع.. ـ: نحن نراقب كل شيء عن طريق كاميرات المراقبة,وأيضا مكتب نائبك هناك, لا تقلقي سيدتي كل شيء تحت التصرف... ـ: أريد منك أن تضع نظام أشعة الليزر بداخل مكتبي, حتى لا يستطيع احد الدخول إليه بأي طريقة لم ننتبه لها.. ـ: لكن سيدتي مكتبك حين تخرجين منه يغلق بتقنية الأمنية الحديثة, الرقم السري اعلم به أنا وأنت فقط... ـ: أنا أريد ذلك حرصا على أمن الشركة, تذكر محاولات سرقة تصاميمي........ ـ: اذكر يا سيدتي ولن ادع أحدا يخترق امن الشركة... ـ: بعد خروجي تأكد من خلو المكاتب من الموظفات والموظفين,وخصوصا قسم المالية........ ـ: حسنا .., خرج مرافقا لها تأكد أنها صعدت سيارتها وانطلقت, كما كل يوم يشدد على الأمن دائما ويردد بين نفسه: لم أرى امرأة مثلها تجبرك على احترامها بأسلوب مميز... صفعتها نسمات الهواء المداعبة بلطف رقيق, ابتسمت ونزعت نظارتها البيضاء,قادت سيارتها متمهلة, تصاعد صوت فيروز الجبلي من الراديو الصغير, شعرت به يغزو أعماقها بقوته وقوة الهواء الذي يصفعها,قاربت أن تصل ذاك القصر المخيف المظلم, خرجت من سيارتها وأطفأت كل شيء, سارعت باستقبالها خادمتها المخلصة الوحيدة... ـ: سيدتي الحمد لله انك لم تتأخري, كدت اجن فعلا... بتساؤل ـ: ماذا ما الذي حدث؟ ـ: سمعت صوت ارتطام قوي, هبطت إلى الطابق السفلي, فقد ظننت بأنه حدث لك مكروه لكن... ـ: لكن ماذا.......؟ ـ: تفقدت المنزل جيدا ورأيت اللوحات المعلقة على الحائط تسقط الواحدة تلو الأخرى لوحدها...!, خفت كثيرا سمعت صوتا خلفي وحين التفت لم أجد احد.. ـ: هدئي من روعك سنذهب لنرى ما الخطب... دخلتا سويا إلى القاعة التي تجد اللوحات بها أكثر من الجدار الفارغ, صاحت الخادمة... ـ: أكاد اجن لا يعقل من أعادها لمكانها, سيدتي لم يكن وهما الذي رأيته,سيدتي لم اكذب عليك.. ـ: لا تبرري يا ساندي أنا أصدقك, هيا نصعد إلى الشقة, وإذا تكرر الحدث وسمعتي أي شيء لا تهبطي إلى الطابق السفلي, ابقي مكانك كأنه لم يحدث شيئا.. ـ: حسنا سيدتي سأنفذ أوامرك فحياتي أثمن من فضولي..! ضحكت رحيق على ما قالته ودخلتا وأغلق الباب خلفها وهناك عينان لم تراهما رأت وسمعت ما دار من حديث بينهما.. ..................................... أعدت ساندي القهوة لسيدتها وأحضرتها لها في غرفة الرسم , بينما كانت تمزج الألوان بمهارة, ساندي بصوت هادئ ـ: سيدتي اعذري فضولي ولكن لوحاتك بها كآبة وحزن وغموض يجعل المرء يتساءل عن سببه.. أجابتها ـ: أسباب كثيرة ربما إحداها وجودي بهذا القصر الكئيب.. ـ: إن طلبت منك أن ترسمي بألوان فاتحة مشرقة هل تعديني بتنفيذ طلبي..؟ صمتت لبرهة , ـ: همم لربما بإحدى الأيام ستجديني افعل ذلك لكن لا استطيع وعدك بذلك.. ـ: سأتفاءل بذلك, إذن سأذهب لأرى ما حدث بالكعكة المحلاة .. ابتسمت لها وخرجت وتركتها تحضر نفسها لتبدأ برسم لوحتها الجديدة لتنظم لغيرها من اللوحات المركونة التي لم يحن موعد خروجها للنور.. حين انتهت من رسم لوحتها ابتسمت برضا عن النتيجة التي ظهرت, فقد رسمت بشكل مختلف كليا عن باقي لوحاتها السابقة, تعشق اللون الوردي لكن تتردد دائما بالرسم به,أسباب خفية تمنعها من الرسم بألوان زاهية وجميلة,لكنها تحدت تلك الأسباب فلا ذنب للون بماضي حفظ طي النسيان.. خرجت من غرفة الرسم بهدوء, وجدت ساندي آتيه بالشاي وقطع الكعك,قدمت لها الشاي المحلى مع الكعك, شكرتها مبتسمة, تحدثت رحيق.. ـ: هل أخبرتك بأن تصاميم الخريف أصبحت جاهزة.. تعجبت ساندي: حقا سيدتي, انك حقا لا تذهبين وقتك هباء لكن متى ستنفذ تلك التصاميم.. ـ: قريبا , لكن ابحث عن أقمشة مناسبة حتى تجذب المشترين.. ـ: نعم نوع القماش ومتانته ونعومته هو من يغري المشترين لشرائه.. ـ: كلامك صائب, لكن هذا لا شيء بالنسبة للعمل الشاق الذي تحتاجه.. ـ: كل شيء يحتاج لجهد منا حتى يخرج بكل تناسقه وجماله أتسمحي لي بسؤال.. ـ: تفضلي.. ـ: ما هو أول تصميم صممته واحتفظت به ولم يراه احد غيرك.. تبسمت حين تذكرت تصميمها, ونهضت وطلبت من ساندي أن تتبعها... فتحت خزانتها المكتظة بالملابس,أخذت بعض الوقت وهي تبحث عن ذاك الفستان البائس, ووجدته في النهاية ما ان تمعنت به جيدا حتى أخذت تضحك ضحكات متواصلة شاركتها ساندي بالضحك..بعد مدة نطقت.. ـ: إنني أراه مضحك جدا آه يال غبائي كيف صممت يديه ووسطه والعنق شيء مضحك فعلا خالي من تناسق.. ـ: بما انه كان أول تصميم الم يكن بوابة انطلاقك في مجال تصميم الملابس.. ـ: بلى لكن لم تكن هوايتي التصميم بل بالرسم رغم ذلك أردت أن أصمم لأصنع مستقبل لي حتى لا ابقى كقطعة أثاث لا فائدة لها.. ـ: جميل أن يفكر الإنسان هكذا لكنه يحتاج إلى طموح ودافع يحثنا على تحقيق الهدف.. صمتت لبرهة: لكن ألا تشاركيني الرأي بأن الطموح لا يعيقه حاجز ولا يقف عند حد وان الدافع هو من يولد بداخلنا.. ـ: لكن أين مكان الحافز بينهما.. ـ: يوجد له مكان ضئيل يكاد لا يشعر به لأنه طاقة الدافع بداخلك أقوى من قوته الضئيلة.. تساءلت ـ: من أي كتاب تعلمي هذا يا سيدتي...؟ ـ: من كتب الحياة.. ـ: غريب لم اسمع بها يوما.. ـ: ساندي غدا في الصباح ستخرجين معي , أريد منك أن تكوني مستعدة.. ـ: حسنا سأخلد الآن للنوم, أحلام سعيدة سيدتي.. ـ: أحلام سعيدة.. جلست رحيق مع نفسها تحدق بالفراغ كل أعضائها مسترخية, تبحث بذهنها عن شيء لم تستطع يوما أن تجده, أيقظها من استرخائها صوت قادم من الطابق السفلي سمعت وقع أقدام صاعده نحو الشقة, ابتسمت لهذه المهزلة المتكررة بكل يوم.. خلدت إلى نوم وغاصت بأحلامها بينما هناك عينان تلمعان بلمعة غريبة في طابق السفلي , تخطط لمفاجآت مفجعة..!! .................................................. .................. نهضت من النوم عابسة, فحلمها كان مخيف ولا تستطيع وصفه, جلست لبعض الوقت في سريرها, نظرت الى ساعة الحائط وجدتها الساعة الثامنة والنصف, نهضت لتأخذ حمام منعش ربما يغير من مزاجها العابس, بعد انتهاءها ارتدت ملابسها بسرعة وضعت حجابها والتقطت حقيبتها ومفتاح سيارتها وهاتفها الخلوي, متجه نحو الصالة.. ـ: صباح الخير سيدتي.. ـ: صباح الخير, هل أنتي مستعدة..؟ ـ: نعم, لكن ألن تتناولي الفطور..؟ ـ: لا, مزاجي لا يسمح بشيء..هيا لنخرج.. ـ: هيا.. أوصدت باب الشقة بإحكام وهبطت إلى الطابق السفلي تتبعها ساندي, حين أغلقت باب القصر,من خلفها أطلقت ضحكة مجنونة تردد صداها داخل القصر بجنون, سمعتها رحيق ولم تبالي بما سمعته... قادت سيارتها هاربة من شيء مجهول, وحين ابتعدت مسافة لا بأس بها, تنفست بارتياح,تصاعد صوت فيروز من المذياع, تشعر حين تسمعها باستمتاع,نظرت إلى حركة الشارع الهادئة, فقد وزعت الشمس أشعتها على المدينة بفوضى, مما أعطاها رونق جميل,ولا سيما صفاء السماء بزرقتها الرائعة ونقاء السحب البيضاء... نطقت رحيق أخيرا... ـ: شارفنا على وصول المكان الذي سنذهب إليه.. ـ: هل هو جميل؟ ـ: نعم, انه رائع, ينعش القلب والروح.. وصلت المكان وتوقفت هبطتا من السيارة وساندي متعجبة من جمال المكان, فقد كان أجمل من رائع " تله العجائب" أطلق عليه... تساءلت ساندي: ـ: ما اسم هذا المكان الرائع؟ ـ: " تله العجائب" تعجبت ساندي ـ: " تله العجائب" اسمه غريب, ما سبب تسميته هكذا؟ ـ: يقال قديما بأنه حدث بهذه البقعة عجائب أدهشت البشر, مثل استكشافهم كنز وحين يريدون ان يخرجوا الكنز من الحفرة التي حفرت, يختفي الكنز وتبقى الحفر كما كانت, حدثت أشياء أخرى غريبة, لهذا أصبحت نقطة يركزون عليها العلماء لدراستها.. ـ: فهمت, لكن مادام يحدث بها غرائب كيف يسمحون للبشر ان يذهبوا اليها ويجلسوا فيها.. ـ: وجدوا بأنها لا تضر البشر لذلك سمح بتواجدهم فيها.. ـ: منطقة جميلة جدا لكن دائما الأشياء الجميلة لا تخلوا من العيوب.. ـ: محقة فعلا بقولك.. جلست ساندي على الأعشاب الخضراء, تركتها رحيق وأخذت تسير لوحدها تفكر , تستنشق الهواء, تحاول تنقية ذهنها من بقايا حلمها المزعج... "يا الهي إلى متى أرى أحلام مزعجة, تعبت, ألا يكفي كآبة القصر,ألا يكفي بأنه غير مريح,لولا وجودي فيه رغما عني لرحلت عنه بلا رجعة,كأن الماضي يختلط مع المستقبل ليطغى لونه المعتم على نور الحياة, غريبة حالتي التي أعيش بها, خوف بقناع القوة, ضعف بقناع الشجاعة, استسلام بقناع التحدي, لا ادري ما كتب لي القدر مزيدا ربما راحة أبدية او شقاء وعناء مع ذاك القصر الملعون...!!! .......................................... عم أستنى أرائكم لا تبخلو الردود..................... |
#2
| ||
| ||
حجز..
__________________ لآ إله إلآً الله .. ولآحول ولآا قوة الآ بالله .. والله آكبر |
#3
| ||
| ||
أعزائي البارت وصل البارت2: حلقت أسراب العصافير من فوقها, ابتسمت لجمالها الرائع, توجهت نحو ساندي وجلست بجانبها, تحدثت ساندي,ـ: المكان فعلا رائع.. ـ: نعم هو كذلك, الآن سنذهب إلى المصنع, أريد أن افعل جولة استكشافية مفاجئة.. نهضن متجهات نحو السيارة, قادت السيارة بهدوء متجه نحو الشارع العام.. اتجهت نحو اتجاه المصنع وقاربت أن تصل إليه ,توقفت أمام مبنى المصنع الضخم,خرجت وتبعتها ساندي مغلقة الأبواب,حين دخلت فاجأت الجميع, أطبق الصمت عليهم لم يخترقه سوى الآلات التي تعمل, أربكت جميعهم بحضورها, تدخل لينقذ الموقف نائبها هناك, وتحدث.. ـ: أهلا بك سيدتي إنها زيارة مفاجئة فاجأتنا بجمالها.. لم تنطق وأخذت تسير بين الآلات تراقب عملها ونوع الخيوط الذي تصنع به,لكن الذي جعلها تصرخ بإيقاف الآلات هو عدم التقيد بأوامرها, فأوقفت الآلات حالا وأصبح المكان هادئ.. بلهجة سخريةـ: ألم أنبهك يا نائبي المخلص, بأن هذه الخيوط الذي تصنع بها الآن ليست جيدة وهي رخيصة جدا,منذ متى صنعت بها؟!!,ألم احدد كل شيء, كان لدي حدس بأنه يوجد شيء خاطئ في الحسابات فسعر الخيوط قليل جدا بينما نوع الذي استعمله غالي الثمن.. ـ: لكن سيدتي أردت أن اخفف عنك ثمن الخيوط.. ـ: لا أريد منك شيئا, لم اطلب من احد ان لا يتقيد بالتعليمات, لم اطلب منك ان تساعدني في جني المال الكثير بينما نوع القماش رديء.. ـ: سيدتي إنها غلطة لن تتكرر,اطلب منك العفو.. ـ: العفو على ماذا على الغش الذي قمت به أو عن عدم تقيدك بالأوامر, لا تنتظر مني شيئا, ولا تتذمر على أي شيء سأفعله بك,فليعود الجميع للعمل وقبل ذلك استبدلوا الخيوط جميعها بالخيوط الذي أحضرت للصنع الأقمشة.. توجهت نحو مكتبها تبعها نائبها, مرتبك من نفسه ومن وقوعه بهذا المأزق.. جلست تنظر إليه.. ـ: أنت أجبرتني على فعل ما سأفعله ألان, هو عقاب لك, لن أطردك من العمل بسبب تهاونك بالعمل, لانني اعلم بأن لديك عائلة وأطفال يحتاجون للقمة العيش, لا تتذمر منه, سأحولك الى عامل هنا تعمل كما يعمل الباقون, انا لا اقلل من نفسك لا لكن العقاب هو عقاب, يمكنك أخذ أغراضك من مكتبك, وان تباشر العمل غدا... ـ: حسنا يا سيدتي, كرمك يا سيدتي بعدم طردي لن أنساه, فقد ظننت إنني سأعود للبحث عن عمل واترك اطفالي جياع ـ: لا تقلق بهذا الشأن,ستأخذ زيادة على مرتبك لأنك متزوج ولديك أطفال قوانين العمل عادلة.. استأذن منها وخرج بهدوء... جلست بصمت, تتذكر قول العجوز الذي اعتنى بها,تتذكر كيف كان يغيب مع ذاكرته ويقول, ارفقى بالبشر حتى يرفقوا بك ويرحمك الخالق القهار, لا تكوني ظالمة يكرهك البشر ولا تكوني رحيمة يستغلك البشر,كوني كما انتي حتى يحترموك ويطيعوك لا جبرا بل من تلقاء أنفسهم,لا تكوني مثلي ومثل هذا القصر الملعون منبوذ من كل شيء, اجعلي كل من حولك يحبوك لا يكرهوك, لا تجعلي العداوة والبغضاء تكن بقلب احدهم تجاهك, لا تؤذي نملة لكن لا تقفِ أمام من يؤذيك دافعي عن نفسك وعن حقك, لا تصمتِ ,كوني حذرة بالتعامل مع الرجال, لا تدعي قلبك يسيطر على قرارك, لأنهم إذا عفوتِ عن احدهم هذا سيجعلك تعفِ عن كل الرجال, وهذا لا يجوز, أريدك ان تثبتِ بأنه ليست كل أنثى تهرع وراء قلبها وليست كل أنثى تحكم عقلها,كوني حكيمة باتخاذ قراراتك حتى تصعدي سلم النجاح بافتخار.. قطع عليها تأملها دخول إحدى الموظفات .. ـ: سيدتي ترددت في المجيء إلى هنا لكن.... ـ: لكن ماذا......؟ .................................................. قطع عليها تأملها دخول إحدى الموظفات .. ـ: سيدتي ترددت في المجيء إلى هنا لكن.... ـ: لكن ماذا......؟ ـ:أريد أن أخبرك شيئا ,لكن أخشى منهم أن يفعلوا بي شيئا.. باهتمام,ـ: من هم..؟ ـ: إنهم يسعون لتحطيمك من خلال المصنع؟ ـ: ماذا؟, أتعلمين ما الذي تتفوهينه وما يحويه من خطورة؟ ـ: اعلم وترددت,ويجب إعلامك, أخشى بأن يقتلوني يا سيدتي, فقد أرادوا أن اشترك معهم بفعلتهم القذرة, وهددوني بقتلي, وقتل طفلتي الصغيرة الذي لا احد لها سواي.. طلبت منها الجلوس, وأكملت: على ماذا اتفقوا..؟ ـ: اتفقوا على سرق جميع الآلات المصنع والقيام ببيعها,ومن ثم حرق المصنع, وبذلك لا تعلمي ما حدث.. ـ: ماذا انه شيء فظيع..؟ ببكاء : سيدتي مادمت أخبرتك بما اعرف تيقني بأن احدهم كان هنا وراء الباب يسترق السمع وان حياتي بخطر.. ـ: سأحميك وستكونين بحمايتي, لكن هل أنتِ متأكدة من هذه المعلومات؟ ـ: نعم وكل تأكد,وستقام بعد أسبوع من الآن في اليوم...والساعة.... ـ: حسنا, سأخبرك بما عليك فعله حتى لا يتعجب احد من غيابك لمدة طويلة... خرجت منال بعد مدة لتفعل ما طلب منها... ذهبت منال لتعمل كما يعملن صديقاتها, بعد مدة من العمل فجأة تعبت وفقدت توازنها, لولا امسكتها صديقتها, وأجلستها لسقطت على الأرض, ـ: ما بك..؟ ـ: لا اعلم إنني متعبه,وقلقة أيضا على طفلتي.. ـ: استأذني من العمل للخروج,لأنك لن تستطيعي إكمال عملك.. ـ: لكن لا أريد ان يخصم من راتبي فانا لم أداوم إلا ساعات معدودة, لا لن اذهب.. ـ: ستتعبين أكثر لأنك تفكرين بطفلتك, أنصحك بالذهاب.. ـ: سأفعل بنصيحتك, لكن لا ادري إن وافقت المديرة على خرجي.. ـ: هي ليست قاسية حين تراك هكذا,اذهبي الآن.. ذهبت متعبه,أثار التعب عليها جلية, وصلت المكتب, وطرقت الباب ودخلت... ـ:فعلت كل ما طلبته أتسمحين لي بالخروج؟ ـ: نعم, لكن ليس إلى منزلك, انتظريني بسيارتي ستجدين ساندي هناك تنتظرك.. ـ: حسنا سيدتي.. جلست رحيق مدة لا بأس بها حتى لا يشك احدهم بأمرهما, تريد كل شيء أن يسير كما خطط له.. خرجت من المصنع بعد أن أوصت رئيسة العاملات والأمن بأن ينتبهوا للمصنع.. قادت سيارتها صامته, وبجانبها منال وخلفهم ساندي... قطع الصمت..سؤال رحيق ـ: أين مكان سكنك يا منال؟ وصفت لها المكان,أوقفت السيارة وخرجن جميعا, دخلن العمارة القديمة, القابلة للسقوط بأي وقت, وقفت منال أمام شقة جارتها العجوز, وأخذت منها الطفلة وشكرتها,دخلت الى شقتها, وبدأت بجمع أغراضها وأغراض طفلتها بسرعة كما أمرتها رحيق, وحين انتهت, خرجن جميعا,صعدن السيارة وانطلقت بهم تلتهم الشوارع لتصل الى ذاك القصر الملعون ................................ توقفت السيارة أمام القصر الكئيب,دهشت منال من غرابته,وكيف لامرأة مثلها تسكن به ولا تخاف,فقد ظنت أنها تسكن بمكان فاخر يليق بكل ثراءها وغناها,قطع عليها دهشتها,حين طلبت رحيق منهن الخروج.. أخذت منال تنظر الى القاعة الفسيحة, التي تملؤها الغبرة وخيوط العنكبوت,شد انتباهها اللوحات المخيفة كلها تحوي على لمحة حزن خفيه, سمعن صوت مخيف بعض الشيء,خافت منال واحتضنت طفلتها بشدة,انتبهت رحيق وأمسكت بمنال بلطف لتخفف عنها... ـ: لا تخافي اعلم انه مكان مخيف, أنا لا اسكن بالطابق السفلي بل بالعلوي هيا نصعد.. بتساؤل: هل هو نفس هذا المكان المخيف.. ـ: لا لكن ان سمعت شيئا بالطابق السفلي لا تقلقي به , سيكون خطر على حياتك.. خافت منال: لكن سيدتي كيف تسكنين هنا؟ ـ: لم يحدث شيء حتى أخاف من وجودي هنا,سوى الأصوات التي تصدر وهذا شيء طبيعي بمكان خالي..!!!!!! حين وصلن إلى الشقة بالطابق العلوي وأغلق الباب من خلفهن تنفسن بارتياح جميعا,أعجبت منال بجمال الأثاث والديكورات المكلفة, والألوان الهادئة... ـ: إن هنا مختلف تماما على ما رأيته.. ـ: نعم فلا يعقل أن اسكن بمكان غير مريح ويسبب لي القلق.. ـ: اشعر بهذا القصر, كفلم قمت بمشاهدته والآن أنا بداخله.. ـ: أتقصدين ذاك القصر الكبير الذي عرف أخيرا أن الأرواح هي من كانت تسبب كل ما يحدث به..؟؟ ـ: نعم, لكن اشعر بشيء مختلف هنا, فلا يوجد سوى أنت وساندي وهذه الشقة العصرية.. ـ: حتما يوجد اختلاف لسنا بفلم سينمائي بل واقعي وكل ما يحدث ليس بسبب الأرواح..!!!؟؟؟!!!!!!! بفضول, ـ: من ماذا...؟ ـ: لا استطيع الإجابة على سؤالك.. بأسف,ـ: اعذري فضولي الأحمق سيدتي.. ـ: لا داعي للاعتذار,وأفضل بأن تناديني باسمي رحيق ستسكنين هنا,والأفضل أن لا يوجد نوع من تعامل الرسمي, تصرفي على طبيعتك, وإذا احتاجت طفلتك أي شيء لا تترددي.. بتأثرـ: حسنا,أمام كرمك ألا محدود لا استطيع أن اصف شعوري.. ابتسمت لها,ـ: ألن تشاهدي الغرفة التي أعددتها ساندي؟ ـ: بلى أين هي؟ رافقتها وفتحت الباب لتجد غرفه أشبه بغرفة ملكيه,كأنها أعددت لملك لا لآي زائر غير متوقع. ـ: لا سيدتي لا استطيع قبولها.. ـ: بلى ستقبلينها, إنها لا تساوي شيئا أمام غرفة نومي,استريحي الآن ولا تفكري بشيء.. خرجت وتركتها متفاجئة من كل ما يحدث لها وكيف تغيرت حياتها بلمح البصر.. توجهت إلى مكتبها الذي يقع بابه بغرفة نومها, دخلته, وأغلقت الباب بعد ان أوصت ساندي على منال وطفلتها, رفعت سماعة الهاتف وجدته مقطوع كما كل مرة, ضحكت وأخرجت هاتفها الخلوي.. ـ: مرحبا, هل أعددتم كل شيء كما اتفقنا عليه.. ـ: نعم سيدتي, كل شيء يسير تحت التصرف, فقد حصل كما توقعتِ, اقتحموا شقتها وبعثروا كل شيء بها, وسألوا عنها جميع جيرانها,ولم يحصلوا على معلومة واحدة,سألوا عنها بجميع المطارات,والمستشفيات, ولم يجدوها.. ـ: هل رأيتهم عن قرب..؟ ـ: نعم, لكن سيدتي هم مختلفون تماما, إن احتمال أن الفاعلين من المصنع مستبعد كل البعد.. ـ: لن يكونوا من المصنع بل هم أعدائي المتخفين وراء ابتساماتهم ومجاملاتهم الكاذبة لي.. ـ: الآن يوجد مجموعة تراقب المصنع خوفا من حدوث أي طارئ.. ـ: جيد جدا, وماذا فعلت مع الشرطة..؟ ـ: بما إنني رئيس الأمن المسؤول عن امن ممتلكاتك اتفقنا على كل شيء وننتظر اليوم الموعود.. ـ: جيد ...كن متيقظا وأطلعني على أخر المستجدات..إلى اللقاء ـ: حسنا..إلى اللقاء.. أغلقت هاتفها وجلست تفكر بمن يحاولون تدميرها.................... ................................................. على بعد أمتار من هنا, تجلس منال على سرير محتضنة طفلتها النائمة بأحضانها بكل سلام.. غريب كل الذي يجري لي, هروبي من مسكني محاولة إنقاذ طفلتي التي لا احد لها سواي,ودخولي هنا بقصر الألغاز إذا لم يكن به أشباح ما سبب كل الذي يحدث؟, ظننت للحظة بأنني سأذوق طعم الراحة,لكن تفكيري باحتمال خروجي من هنا ومن ثم محاولة قتلي للانتقام مني, لا يكاد يفارقني,لست خائفة على نفسي بل على طفلتي من غدر الزمن, نحن نجهل دوامة الزمن ماذا تفعل بالبشر,نجهل ماذا كتب لنا القدر, نخاف من مستقبل قريب ومن غد قد يكون نهايتنا الأبدية, نطمئن للحظة ونخاف للحظات, نبتسم لثانية ونبكي لساعات,الذي يهدأ من روعي بأن هذا المكان لا يفتكره احد,كنا في المصنع نتساءل عن المصممة المشهورة وصاحبة الشركة والمصنع المشهورين,بأي حي من الأحياء الراقية تسكن,كيف شكل قصرها,ما عدد غرفه, وكثير من الأسئلة تفاجئت بأن الذي رأيته يتنافى عن الذي تخيلته, أظن أن هناك سببا قويا يدفعها للبقاء هنا,بلا احتكاك بالبشر,بقوقعتها بعالم غريب الأطوار,بأي لحظة تتفاجىء بمن حولك, بصوت غريب , بشيء يتحرك خلفك ,وبقراره نفسك تعلم السر ولا تأبه بأنك ستؤذى حتما شيء عجيب.....!.... خرجت رحيق من الشقة أغلقت الباب خلفها,هابطة السلالم بهدوء نحو الطابق السفلي,تشجعت واقتربت من الغرفة التي تريد أن تدخلها بعد كل السنين التي مضت, مسكت مقبض الباب, ولكن لم يفتح الباب, وصرخ صوت أنثوي من الداخل......... ـ: ابتعدي يا رحيق.............ابتعدي عن هنا حالا...........لا تصري على الدخول....أريد حمايتك..!..لا تدخلي.. ابتعدي...لا أريد إيذائك... ـ: لكن لماذا في كل مرة تحذرين هذه تحذيرات المتواصلة.......؟ ـ: لا استطيع الإجابة, اصعدي للطابق العلوي, دعي جورجيت ترقد بسلام..........أرجوك يا رحيق دعيها لا تنبشي جثة الماضي من قبره........ ـ: لكن........ ـ: هيا اذهبي...حالا......انسي هذه الغرفة لا تتذكريها,لأنها محظورة عليك وعلى ضيوفك,لك حق التصرف بباقي الغرف لكن هذه لا.....وألف ..لا انتبهي لكل من يحقد عليك محاولا تدميرك... ـ: أتعرفين من هم...؟ ـ: نعم لكن لا استطيع ذكر أسمائهم...هيا اصعدي تحدثتِ معي أكثر من أي وقت....استمتعي بتصاميمك ولوحاتك ودعي جورجيت ترقد بسلام................... ابتعدت خائبة الأمل متمنية أن تعلم السر يوما, تعلم بعض الخيوط الشبه مقطوعة, لكن الباقي لا., صعدت إلى الطابق العلوي,دخلت غرفة الرسم وأغلقت الباب خلفها استندت إلى الباب وجلست على الأرض تبكي ربما تغسل الدموع بعض أحزانها والالامها.............. يا الهي, ما هذه الحياة التي أحيا بها, حريتي من الكآبة مرهونة بفك رموز الماضي,ما ذنبي أنا؟, سئمت هذا القصر, أريد الابتعاد لكن لا أقوى, كيف يريدونني أن أبقى هنا ولا شيء يربطني به!,وفي النهاية دائما اسمع تحذيرات متواصلة,لا نهاية لها, ما ذنبي يا ترى؟,حتى في أحلامي أرى كوابيس مزعجة, لم ينتهي الأمر وهؤلاء يحاولون تدميري, ظننت أن حياتي الهادئة ستبقى لكن الإعصار على وشك الوصول ليعم الفوضى بكل ركن وزاوية بداخلي, آه واه على ماضي مضى حمل بطياته لحظات سعيدة, لم أكن اعلم بحينها سيصيبني هكذا, جورجيت والعجوز الذي رباني, ما سر, أريد أن اعلم ما سبب لعنتها على هذا القصر,صرخ صوت من أعماق الأرض دعي جورجيت ترقد في قبرها بسلام... نهضت واقفة تريد إبعاد نفسها عن هول المفاجئة التي فاجأتها وهذا الصوت الذي خرج من حيث لا أدري... فتحت الباب بهدوء..وخرجت.. وجدت ساندي تحتسي الشاي مع منال ويتحدثن بمواضيع شتى, انضمت إليهن بهدوء ربما تنسى أفكارها قليلا... ................... قدمت ساندي لها كوب الشاي, اخذته رحيق شاردة الذهن, انتبهت على سؤال منال.. ـ: رحيق هل كل شيء على ما يرام..؟ ـ: نعم لا تقلقي كل شيء خطط له.. ـ: الحمدلله انني هنا , حتما قلبوا شقتي رأسا على عقب بحثا عني.. ـ: نعم ومعرفتك بأنهم يسترقون السمع خلف المكتب كان صحيح.. ـ: لاني كنت معارضة على فعل فعلتهم الفظيعة لم يتركوني بشأني.. ـ: لهذا اردت ان تكوني معي للمحافظة على حياتك من اجل طفلتك.. ـ: لا اعلم كيف اشكرك لكن لدي احساس عميق بداخلي بأنني سأقتل حين اخرج من هنا.. ـ: لا داعي للتفوه بهذه الاشياء الوهمية ستكونين بحمايتي.. ـ: لا نعلم متى ينتهي قدرنا عند نقطة الموت لذلك أريد طلب منك اتمنى تلبيته لي.. ـ: ماهو..؟ ـ:انه...اذا قتلت اوصيك بأبنتي اتمنى ان ترعيها وتقومي بتربيتها لا اريد لها ان تحيى حياة تعيسة مثلي.. صمتت تفكر لبرهة اشبه بدهر كامل ,قبل ان تجيب, ـ: حسنا لك ما طلبتي لكن نحن نعلم بأن كل ما تفكري به وهم وستعيشين لتربية ابنتك لكن لما وصفت حياتك بالتعيسة..؟ ـ: كيف لا اصفها بالتعيسة وانا ترعرت فقيرة, احلم باليوم التالي بلقمة عيش تصمت جوعي وحين كبرت واصبحت اعمل احببت شخصا وهبته نفسي وحياتي تزوجنا بالسر وحين علموا والديه بزواجنا ضغطوا عليه بتطليقي ورفض ووقف بوجههم وشاء القدر بأن تنتهي حياته بحادث مؤلم وبعدها حاولوا نزع طفلتي من احضاني بقسوة, هربت من مسكن الى اخر حتى اثبت بأن لا احد يستطيع نزع طفلتي لانني والدتها والاحق بتربيتها, انا هنا مطمئنة بوجودي لانني طوال الليالي كنت خائفه من عمها القاسي الذي لا يرحم... ـ: كم هي حياتك مؤلمة على الرغم من ذلك صمدتِ وقاومتِ من اجل هدف وحيد هو طفلتك فعلا انك امرأة رائعة.. ابتسمت لها ابتسامة هادئة وصمتت.. في الطابق السفلي وبالتحديد بالمطبخ القديم,شب حريق فجأة وهناك عينان تراقبانه وتضحك بجنون,أطفأته وخرجت من حيث دخلت وصدى ضحكاتها يتردد بلا توقف.. صرخت ساندي لان النار هاجت وإبريق القهوة موضوع على الغاز,اتت رحيق حالا,أطفئت النار بسرعة,ووضعت ابريق القهوة بعيدا وسألتها... ـ: هل حدث لك شيء ..؟ ـ:لا سيدتي الحمدلله جئت بالوقت المناسب, لا اعلم كيف هاجت النار هكذا,لم يحدث معي مسبقا.. ـ: اجلسي الان فقد صدمت حتما من هول ما رأيتي.. ـ: نعم فقدماي ترتجفان ولا استطيع الوقوف.. جاءت منال مسرعة وسألت,ـ: ما الذي حدث..؟ ـ: انه حادث مطبخي يحدث كثيرا, لا تقلقي انه بسيط لكن ساندي صدمت .. ـ: الحمدلله بأنه لم يحدث مكروه... جلسن جميعا يتحدثن بمواضيع مختلفه ربما تنسى ساندي تلك النار الغريبة الهائجة.. .................................................. أنتضر أرائكم |
#4
| ||
| ||
البارت 3: نهضت واقفة وتذكرت الدعوة التي أحضرت لها لتحضر معرض لفنان مشهور بكل ما يرسمه, توجهت نحو غرفتها أخرجت من خزانتها ملابس متناسقة وشبه رسمية,انتهت من إعداد نفسها ولم تنسى نظارتها تلك التي تحاول بها أن تخفي بعض من كآبتها اللامعة بعينيها... ودعتهن خارجة ,انطلقت بسيارتها مبتعدة عن كل شيء,فتحت المذياع وانطلقت الموسيقى الكلاسيكية التي خففت من رتابة الصمت المطبق داخل السيارة, حاولت ان تسترخي حتى تستطيع أن تشاهد اللوحات باسترخاء وتمعن.. وقفت أمام المعرض وجدت السيارات مكتظة والناس يدخلون إلى داخل بمجموعات كبيرة, دخلت بخطوات واثقة بهدوء, لم تتعرف على احد لأنها لا تختلط بأحد,أخذت تتمعن باللوحات بالدقة وأعجبها كثيرا طريقة رسمه وضربات فرشاته العشوائية على اللوحات,لكن الغموض يدور حول كل لوحة,الفنان نفسه من يعرف قصة كل لوحة من لوحاته ونحن جميعا نخمن ما هي القصص أو ما الذي فهمناه منها... توقفت أمام لوحة جعلتها تصدم ,تدهش,حدقت بها ووجدت الزمن من قد حولتها توقف.. "لا ..لا يعقل, كيف رسم القصر الذي اسكن به, هل ذهب إليه مسبقا, لكن إنها منطقة بعيدة لا يصلها إلا القليلون, حتما من يراها سيسأله عنها, أريد شراءها بأسرع وقت ممكن, لا أريد أن ينكشف السر, أو ان يؤذى احد, يا الهي أتمنى أن يبيعوها لي, وإلا لا اعلم ماذا سيحدث, والذي أدهشني انه رسمها بكل دقة, حتى بكل كآبتها..!! طلبت من المشرفين على المعرض شراء اللوحة, لكن الذي صدمها, انه لا يمكن بيعها لان الفنان الذي رسمها لا يريد بيعها,ثار غضبها أرادت شراءها بأي ثمن لكن هكذا يرفض بيعها, لم ترد أن تكمل مشاهدة باقي اللوحات وقعت اسمها على السجل وكتبت بعض الملاحظات وخرجت... قادت سيارتها بسرعة جنونية,ربما تخفف من حدة غضبها الهائج.. "سيبقى ذاك القصر يلاحقني حتى بحين ابتعادي عنه,لا أدري لماذا اشعر بأن مصيري معلق به..!,يا الهي ستحل اللعنة عليه لأنه رسمه فقد منعت عن رسمه واللوحة التي حاولت رسمه بها أحرقت وهاجت النار بها,انه غبي لأنه يريد الاحتفاظ بها,لا شيء مميز بها, سأحاول مرارا حتى احصل عليها لن يوقفني عن شراءها أي شيء مهما كلف الثمن,قد يظن بأنه سيحتفظ بها للذكرى لا إنها ستحول حياته جحيما لا يطاق,عناده بعدم بيعها سيدمره, نعم سيصل به إلى الهاوية.....؟! ............................................ قطع عليها غضبها الصامت..رنين هاتفها الخلوي.. ـ: هل حدث شيء جديد..؟ : نعم سيدتي..إنهم جعلوا الموعد غدا والمدة البعيدة أصبحت قريبة.. ـ: ماذا لا يعقل, إنهم يريدون إرباك مخططاتنا,بتقديم الموعد.. ـ: من الآن بدأنا الاستعداد.. ـ: جيد وكونوا حذرين..؟ ـ: لا تقلقي سيدتي نحن متيقظون لكل شيء الى اللقاء.. ـ: إلى اللقاء.. وصلت القصر بسرعة قياسية, لم يخفها الظلام الذي يدور حولها, دخلت صاعدة إلى الطابق الأعلى وجدت منال جالسه وبحضنها طفلتها الصغيرة.. ـ: مرحبا.. ـ: مرحبا لم تتأخري.. ـ: نعم لأنني علمت أنهم قدموا الموعد إلى الغد.. بدهشة,ـ: ماذا.......؟ ـ: دهشت حين اخبروني بذلك..وسيسير كل شيء كما خطط له لا تقلقي اخلدي إلى نوم مطمئنه.. ذهبت لتخلد إلى نوم ناظرة إلى طفلتها نظرة وداع وخوف عليها من مستقبل مجهول... استيقظت وبأحضانها طفلتها قبلتها قبلة حنونة,نهضت واغتسلت واستبدلت ملابسها,خرجت مبتسمة وجدت رحيق جالسه لم تذهب بعد إلى شركتها.. ـ: صباح الخير..ظننتك قد ذهبت إلى شركتك...... ـ: لا لم اذهب كل شيء يسير على ما يرام ,ولم يتبقى على الحدث الكبير سوى ساعات معدودة ـ: دعيني اذهب معك إلى هناك.. ـ: وطفلتك؟ ـ: ستبقى مع ساندي.. ـ: حسنا ستأتين معي... أطبق الصمت على أجواء المكان وأخذت كل واحدة تفكر بما سيحدث بعد ساعات معدودة.. .................................................. ... جاء موعد سريعا وهرولت الساعات بخفة, كانت الشرطة موزعة حول المصنع كما خطط له, ورحيق ومنال ينظرن من داخل السيارة بتوتر,ينتظرن قدوم الأشخاص الذين خططوا لتدمير رحيق.. ببطء وحذر قدمت شاحنة وراء أخرى وتوقفت أمام المصنع,نزل منها أشخاص بحدود العشرة فتحوا المصنع بحذر ودخلوا بعد أن أشعلوا الأضواء,فصلوا الكهرباء عن الماكنات, واخذوا بوضع الماكنات ماكنة وراء أخرى بالشاحنتين الكبيرتين.. ,وبدأ احدهم يسكب مادة المشتعلة حول المصنع وحين انتهى, اخرج علبة الكبريت وقبل أن يشعل عوده الحاقد المنتقم... شعر بفوج غفير حوله, امسكوا به بعد فوات الأوان بعد أن رمى بعوده الحاقد وتفاعل مع المادة المشتعلة.. ركضت رحيق إلى داخل المصنع متحدية كل الأوامر ,أسرعت باحثة عن منال التي كانت تقف بجانبها وهي تراقب من بعيد... وجدتها تصرخ وممسك بها شخص بشدة من عنقها وقتلها وهو يصرخ................ "خائنة...تستحقين الموت, الموت هو الحل الوحيد لتبتعدي عن طريقنا ولا يكشف أمرنا...,غلطتي أنني أحببتك بجنون وشاركت بكل هذا لأحصل على المال ونتزوج ونحيا حياة سعيدة, لكنك خائنة خنتِ الوعد الذي قطعتيه معنا, قتلك ارحم من ان يعذب قلبي بهواك...!! أسرعت رحيق إليها بعد أن ابتعد وأغلق باب المصنع خلفه, وتركها ونيران تشتعل من حولهما ودخان يتصاعد, ورحيق تصرخ باسم منال ولم تستيقظ, فقدت الوعي من كثرة الدخان المتصاعد ودخلت بغيبوبة ألا وعي.. بوسط غيبوبتها وصية منال تتردد بعقلها الباطن ,وهناك صوت يصرخ لا تموتي يا رحيق, لا..استيقظي, لم تنتهي الحكاية هنا, السر لم يكتشف بعد, الطفلة تحتاجك, جورجيت تتعذب, فرشاتك بحاجة إليك لوحاتك تحتاجك, كل من يعمل لديك بحاجتك,استيقظي يا رحيق, هناك أشخاص يعيشون بعذاب وهم بحاجتك, رحيق حياتك غالية الثمن, أغلى من كل كنوز الأرض, لا تدعيهم يستمتعون بانتقامهم, لا....... يا رحيق, انهضي إن جورجيت تحترق لأجلك أرجوك ...أرجوك....أرجوك... .................................................. ..... فتحت عيناها ببط, وجدت نفسها بمكان غريب , رائحة المعقم يفوح بأرجاء الغرفة,ومن حولها لا احد, ترددت على مسامعها تلك الكلمات التي كانت تسمعها بصوتها العجيب,تذكرت ما حدث بالأمس, نهضت بسرعة من سريرها باحثة عن منال, جاءت الممرضة لها حالا... ـ: سيدتي عودي إلى فراشك أنتِ بحاجة للراحة... ـ: لا لن أعود دعيني اذهب إلى منال.. ـ: لا يمكنك.. صرخت ـ: لماذا...؟, وأكملت بإلحاح.. أريد رؤيتها...؟ ـ: لأنها انتقلت إلى رحمة الله... ـ: ماذا ...وصرخت بـــ لا وغابت عن الوعي مجددا... تجمهر من حولها الأطباء والممرضات لمعالجتها, دخلت الإبرة بخفة بمعصمها ونامت بهدوء لا يقطعه شيء... يجلس على الأريكة مغلقا عينيه يفكر, بهذه الحياة التي يعيشها, حياة خطر وهروب وابتعاد, محاولات قتله عديدة, ماضي يطغى على حاضره, يؤرقه كثيرا, يخنقه بشدة, يطعنه طعنات متتالية بلا رحمة, يسخر منه ومن عدم تناسيه كل شيء,صعب جدا أن تحيى بحاضر ملطخ بدماء الماضي, صعب جدا ان تكون وحيدا بحياة موحشة, صعب جدا أن تثبت للجميع قوتك وهناك ماضي يضعفك.... همس أخيرا.... تبا لهذا الماضي الذي لا يكاد يفارقني, ألا يكفي جميع من يحاولون قتلي, ألا يكفي أنهم يحاولون تحطيمي بأي طريقة وذاك الموعد اللعين الذي سأقابلهم فيه بعيدا عن أعين الناس حتى نتوصل لحل, ولا يريدون مني إحضار أي حراسه وإلا قتلت,صعب جدا أن تذهب إلى موعد موتك بنفسك, لم احصل على ثروتي وأملاكي الكثيرة إلا بجهدي وتعبي, والآن لأني أقف عقبة بطريقهم يريدون إبعادي إنهم حتما يحلمون حلما مستحيلا... نهض متجها نحو الخارج بخطوات متناسقة وواثقة,رافعا رأسه بنظرة ثاقبة, أغلق الباب خلفه بهدوء, انطلق بسيارته قاطعا الشوارع بكل خفة وسرعة,يديه على المقود متمكنة , ينظر إلى هنا وهناك بلا اكتراث,يبتسم بسخرية على عجلة الحياة المسرعة دائما, تذكر بأنه لم يقرأ اليوم الصحف وأخبار المدينة, توقف بمكان قريب, وعاد بعد دقائق ممسكا بجريدته, أراد تقليب صفحات لكن استوقفه خبر...بعنوان " حادثة مفجعة" حدث حريق مفجع في مصنع رحيق للمرأة العصرية في يوم أمس..وأدى إلى إصابة السيدة رحيق... وفقدانها الوعي جراء استنشاقها كميات كبيرة من الدخان..نتمنى لها الشفاء العاجل....توقيع الجريدة.. طوى الجريدة ووضعها جانبا,أخذ يفكر بهذا الحريق الغريب, حتما بأنه مقصود لتدميرها, إنهم بشر حاقدون, أمثال أولئك الذين يلاحقونه دائما لتخلص منه بأي طريقة كانت................ أكمل سيره بغموضه العجيب يحاول إيجاد خيوط الحياة ربما يجمعها يوما ويستطيع فهم ألغازها وأسرارها المعقدة... نهضت رحيق مجددا, فتحت عيناها ببطء تذكرت كل الذي حدث انهمرت دموعها البلورية, مسحتها برقه بكفيها الناعم, نهضت من سريرها, واتجهت إلى الحمام, اغتسلت وجهها ونظرت الى نفسها بالمرآة وجدت وجهها شاحب, ابتعدت خارجة وجدت الممرضة تنتظرها.. نظرت إليها من ثم تفوهت..ـ: أريد رؤية الطبيب لأنني سأخرج الآن.. ـ: لا لن تخرجي الآن... لأنك لم تتعافي بعد ستبقين لأيام معدودة هنا.. ـ: لا..لن أبقى..ابلغي الطبيب بأنني أريد رؤيته... ذهبت الممرضة لتستدعي الطبيب وجلست رحيق تنتظر الطبيب..حضر الطبيب بابتسامة بشوشة .. ـ: كيف حال مريضتنا اليوم..؟ ـ: بخير..أريد الخروج من هنا.. ـ: أنت بحاجة للراحة والعناية وخروجك سيضعفك أكثر الأفضل أن تبقي هنا.. ـ: لا استطيع سأخرج على مسؤوليتي .. ـ: إذن سنقوم بفحص نهائي حتى نطمئن عليك وبعدها ستخرجين.. ـ: حسنا أنا موافقة.. خرجت من المشفى وجدت أن سيارتها مركونة بالخارج كما طلبت, صعدتها مبتعدة عن كل شيء, وبذهنها هدف واحد هو احتواء الطفلة وتربيتها وتعويضها عن والدتها التي تركتها لهذه الحياة الموحشة لوحدها.. .............................................
__________________ |
#5
| ||
| ||
بجد حلوة اووووي ممكن تعتبريني من المتابعين ليكي و ياريت تنزلي البارت الجديد بسرعة
__________________ ... الوحده ... هو ان تعيش مع من ينتسبون اليك ولكنك تشعر بأنك غريب بينهم هو ان تعيش معهم كأنك في كهف مظلم هو ان تسمعهم وتفهمهم ولا تجد من يسمعك ويفهمك هو ان تحاول ان تفهم الاخرين وتتجاهل شعورك لاجلهم روايتي الجديدة (اقتحم حياتي) http://vb.arabseyes.com/t418359-p2.html |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
رنة رسالة جميلة جدا تستحق مليون رسالة | كاسيولينا | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 1 | 07-27-2012 01:42 AM |
رسالة حب | محمد عبد الحليم ناجي | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 3 | 05-20-2011 12:47 AM |
رسالة إلى .... | بسمة حزينة | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 5 | 10-13-2010 12:02 AM |