من الأحداث الجارية سوف تجرون جرًا لحمل السلاح و ليس هذا المهم بل هو امر مسلم به مهما حدث فإن الإسلاميين
لن يستطيعوا ضبط جميع الناس و الإستهزاء بالدماء و استحقار الناس يجعل الأغلبية
ترى ان رفع السلاح هو الحل و لكن متى ؟!

قبل ان اخوض بمتى هناك نقطة او تصور خاطئ موجود في الأذهان ، ان رفع السلاح سوف يكون دمار على مصر
و سوف تصبح سوريا ثانية !

اذًا لماذا خرجتم بشكل سليم ؟! لكي تستباح الدماء ؟! فإن استباحة الدماء اعظم عند الله من زوال الدنيا بحجرها
و شجرها اي ان حرمة الدماء اعظم من المباني و البنية التحتية و غيرها !

فنحن نرى ان هذا الدمار الذي قد يحدث في البنية التحتية و في املاك الناس هو الهلاك و هذا خطأ عظيم و تصور
خاطئ للأمور بل ان الحياة هي حياة القلوب و صلاح الأحوال قبل ان نفكر بالمسكن و المشرب و المطعم !

فالحياة في الجهاد و لو ان الإسلاميين يملكون السلاح في مصر لما تجرأ الوغد الحقير السيسي وكلابه على الإستهزاء
بالمسلمين و استباحة دمائهم بكل استخفاف و استحقار و لم يكن ليتجرأ ديناصورات الخليج
على دعم السيسي جهارًا نهارًا بكل وقاحة .

لكن متى نحمل السلاح ؟!
في سوريا خرج المتظاهرون بشكل سليم و كانت ردة فعل النظام قاسية جدًا لمدة اشهر يستبيح فيها الدماء و الأعرض
و اصر السوريون على السلمية و اقسموا على ذلك في كل موطن و كل مكان
إلا ان قسوة الأحداث اجبرتهم على حمل السلاح و البحث عن مصادره إلا ان هناك نقطة تحول مهمة ان استمرارهم
بشكل سلمي جعل الجيش السوري ينشق عن النظام مما كون قوة مضادة لنظام
و ان كانت بشكل يسير و بدائي

إلا ان هذا التحول العفوي لثورة جعل الثوار اليوم يسيطرون على اكثر من 60% من سوريا بقوة السلاح و جاءت
الثورة السورية بما لم تأتي به اي ثورة من كشف الأقنعة و سقوط المنافقين
و بينت الشكل الحقيقي للعالم و مدعي الديمقراطية و حقوق الإنسان و هذا فضل عظيم لا يعلمه إلا متتبع للأحداث
مستبصرًا لما قد يحدث بسبب كشف هذه الخفايا التي ضلت في دهاليز الحكومات العربية و الغربية .

لهذا اجبار الناس في مصر على حمل السلاح مجرد وقت فقط فهم من يدفعون الناس لذلك و يعتقدون انهم سوف يصنعون
مبرر لأنفسهم لإستباحة الدماء و سفكها دون ان يجدوا ادنى مقاومة في ذلك
و الحقيقة تقول انه لو حدث ذلك فهو المسمار الذي دقه الطغاة لسقوط عروشهم .

فإستمرار السلمية في مصر حتى الأن و لوقت قادم ضرورة و في نفس الوقت يجب العمل في جوانب اخرى
فاستمرار المظاهرات اي نزول الجيش للمدن و هذا هو الهدف نزول الجيش ولا شك ان الجيش فيه بعض الرجال
الذين لا يرضون بما يحدث اي بوادر انشقاقات في الجيش المصري
و هذا يعني نفس ما حدث في سوريا و تشكيل قوة مضادة لنظام المصري الحاكم .

و يجب على الثوار العمل في نفس الوقت على صنع خلايا في المناطق الحدودية لصنع قنوات اتصال مع مهربي الأسلحة
و المتعاطفين مع الثورة لتوفير السلاح و لو لم يستخدم بشكل فوري و لكن بمجرد صناعة
و خلق قنوات اتصال مع الجهات القادرة على توفير السلاح يعتبر فارق كبير عند بدأ المعركة الحقيقية فسوف يكون
من السهل توفير السلاح و بسرعة اكبر .

كما انه يجب على الثوار في مصر توقع جميع الإحتمالات و وضع الإستراتيجيات وان لا يتوكلوا على السلمية و ان
لا يتعلقوا بطرف ما بل يعتمدون بذلك على الله ثم على انفسهم و كل هذا لم نجده في الثورة
السورية لأنها الثورة الأولى التي تصبح مسلحة دون دعم خارجي لثوار .

و يجب على الثوار ايضًا ان يتحركوا بحنكة و فطنة للإستفادة من لأطراف المستعدة لدعم الثوار بالسلاح و ان
لا يبين الثوار ميولهم بشكل سريع بل يحتفظون بذلك حتى يحين الوقت المناسب لإعلان
ميولهم العقائدي و اخص بذلك الإسلامين و المتحمسين منهم خصوصًا .

بوادر حمل السلاح سوف تكون في الأيام القادمة في حال صمدة مدينة ما في وجه السيسي و اعلنت عصيانها
مما يجعل السيسي يتبع خطوات من قبله من الطغاة و دك هذه المدينة بشكل قاسي
فنحن شاهدنا ذلك في ليبيا في بنغازي و في سوريا في حمص و في اليمن في تعز و في تونس لا اتذكر المنطقة
فذا حدث ما قلت و ظهرت المدينة الصامدة و غالبًا سوف تكون سيناء او منطقة من مناطق التي
يتكاثر فيها الصعايدة فاعلموا ان حمل السلاح سوف يكون مجرد وقت لا اكثر .

و الله اعلم .