من عظمة هذا الدين العظيم الذي ندين به أنه يجعل أتباعه مميزين في شخصياتهم
،لأنهم يتميزون بأن معهم ميزان الحق والعدل الذي لا يخطئ
؛ فيزنون الأمور بالكتاب والسنة ،
وليس بعقلية الغربِ وغير المسلمين
لكن الأمور في هذا الزمن قُلبَت رأسًا على عقب
حتَى أصبح الملتزم "متَخلِفًا"
والمقَلِد للأجانِب "مميزًا"
اليوم سنسلط الضوء على هَذه الظاهرة الغريبة
وسنسعى لِنجد الحل السليم لها
فركزوا معنا جيدًا
1- الموضُوع
2-الفَتاوى
3-طرقُ العِلاجِ
4-الفيديوهات والمسموعات
5-التصاميم
6-الخاتِمة
الحمد لله الذي اكمل لنا الدين ، وأتم علينا النعمة ، ورضي الاسلام دينا ،
وحدرنا من تقليد الكفار والركون الى الأشرار ،
لنكون أمة واحدة متماسكة ، لها مكانتها وعزتها ، وأشهد أن لا الاه الا الله لا رب لنا سواه ،
ولا نعبد الا اياه ، و أشهد أن محمد عبده ورسوله أرسله رحمة للعالمين ،
فأغنى به بعد عيله ، وكثر به بعد قلة ، و أعز به بعد ذلة ،
واستقانة ببعثته الملة نبي شرح الله صدره ، ورفع له ذكره ،
وجعل الذله والصغار على من خالف أمره -صلى الله عليه وسلم -
وعلى آله وصحبه ومن تمسك بسنته وسار على نهجه الى يوم الدين ،
وسلم تسليما كثيرا ، قم اما بعد :
فأما مما يندى له الجبين و يحزن له القلب ما تفشى في مجتمعنا
من تشبه النساء بالكافرات ، فان التشبه بالكفار في الظاهر يدل على مودتهم في القلب
وذلك ينافي الايمان ،
قال الله تعالى :- لما تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانو أباءهم او أبناءهم أو اخوانهم أو عشيرتهم )
(المجادلة : 22) ،
ان التشبه بالكفار تنكر للاسلام واستبدال لتعاليمه بغيرها وكفى بذلك دما واثما .
ان دين الاسلام مبني على الابتعاد عن مشابهة الكفار ،
و من أعظم ما قاصد الدين و أصوله تميز الحق و أهله عن الباطل و أهله ،
وبيان سبيل الهدى والسنة و الدعوة اليه ، وكشف سبيل الضلالة والتحذير منه ،
وقد أوضح ذلك نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم - وفصله ،
وأمر أمته بمخالفة الكفار في جميع أحوالهم في العقائد والعادات ،
والعبادات والمعاملات ، والاداب والسلوك .
فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: << بعدث بين يدي الساعة بالسيف ،
حتى يعبد الله وحدة لا شريك له ، وجعل رزقي تحت ظل رمحي ،
وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ،
ومن تشبه بقوم فهو منهم >>
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله :
"هذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم ، وان كان ظاهرة يقتضي كفر التشبه بهم ..."
وقد تكاثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم :
<<خالفوا المشركين>>، <<خلفوا المجوس >> ،
<<خالفوا اليهود>> ، <<خالفوا أهل الكتاب>> ،
<<ومن تشبه بقوم حشر معهم >>.
و أورد أهل العلم على هذا أكثر من مائة دليل ، قالوا
:" حتى في الصلاة التي يحبها الله ورسوله شرع لنا تجنب في مشابهتهم
حتى في مجرد الصورة ،
كالصلاة عند طلوع الشمس وغروبها ، فريضة كان ذلك او تطوعا "
ويقرر جمه أهل العلم ، : " ان التشبه وجه من وجوه المودة والموالاة "
مما يدخل في قوله سبحانه وتعالى : (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر
يوادون من حاد الله ورسوله)
أختاه : ان التشبه بالكفار في عقائدهم وعبادتهم اظهار لأديانهم الباطلة ،
وعباداتهم الفاسدة ونشر لها ، والتشبه بالعادات والصفات اهانة للامة ،
وشعور بالضعف والذلة ، والتبعية والدونية .
وان المخالفة فيها أمر المسلمون فيه بمخالفة مصلحة في الدين ،
وابقاء عليه ، وحفظ له من أسباب الانحلال ،
كما أن الموافقة عليه نهي عن الموافقة فيه
مضرة بالدين و موقعه في أسباب الانحلال .
ومع الاسف ، نبتت نابة في العصور المتاخرة ،
و في أعقاب الزمن ذليلة مستعبدة ، ديدنها التشبه والاقتداء ،
ووجد في بعض أهل الرأي وبعض ضعاف المنتسبين الى العلم
من يهون أمر التشبه الكفار في اللباس والهيئات والمظهر والخلق ،
حتى صاروا مسخا في الامة ، فترى الاستئناس بأحوال الاعداء ،
والرضا عن مسالكهم ، وازدراء المسلمين وتناقصهم ،
والتنكر للجميل من عوائدهم و محافظهم و احتشامهم في سلوكهم ولباسهم
فأين الغِيرَةُ على الدِين؟؟
ان التحذير من التشبه هو دعوة من المصلحين الخلص من حراس الملة ،
انهم مصلحون أبصروا بالعلل واسباب الهزائم ،
وفقهوا طرق العزة و أسباب طمس
الهوية ومسالك التبعية من المظاهر الشخصية ،
والحياة والتفكير مصلحون يدركون
إن صحة الطريق بالصفاء التميز وتأكيد الخصوصية .
فمن كان شحيحا بدينه ، راغبا في خلاص مهجته
من عذاب الله فليتق الله وليلزم هدي الاسلام ،
ويتبع سبيل المؤمنين ، وليحذر طريق المشركين ،
والمغضوب عليهم وللضالين.
قال الله تعالى :
(فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر التي فطر الناس عليها
لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ،
منيبين اليه واتقوه و أقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين
من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون ) (الروم :30_32)
الرَجاءُ عَدمُ الرَدِ