(( البـارت الثالث عشر ))
" عودتـي للحاضـر تُجبـرنـي على الغوص في أحضان معانقـي ,
ألمـي , هـو من سيعاقني إلى حياة السرمديـة "
رمـى بحقيبة سفره على الكُرسي بإهمال إنهُ يتذكر كل جزء من هذا المنزل , بالرغم من أنهُ ليس منزله إلا أنههُ حقـاً كشيءٍ أكبر من منزله
إنه ممتلئ بالحنان و الدفء وكـأنهُ يعكس روح ألبيرت الطاهرة و الجميلة
بعكس المنزل الضخم الذي أعد لهُ , إن منزل ألبيرت هُو شيء أجمل بكثيــر حتى من قصره الفخم ذاك !!
رمـى بنفسه على السريـر وصورة أرثر ما تزال عالقة في ذهنه إلى الآن , الألم الذي يعتصر كيـانه غريب للغاية !!
لكـن !! عليه ان يرمي مشاعره جانباً ويهتم بشأن خططه الذي بقيت تشغل تفكيره
صحيح بمـا أن الوقت غير مناسب للراحـه لكنـهُ مُرهق جِـدا
‘ اجفل عينيه بهدوء , بهدوء أكثر إلى أن أُغلقت اللاإرادي و غـط في نومٍ عميق ‘
××
فُتح الباب بقوة كبيـره لدرجة أن أليس النائم قد استيقظ بعد ان شعر بأن روحهُ صعدت للسماء السابعه
- سيــدي ؟؟ لقد عُدت حقـاً , يا إلهي كم أنا سعيد لأنك بخير , لما لم تخبرني , لكيَّ أستقبلك ؟ لقد اشتقت لكَ جِداً
أغمض عينيه ببلاهه " أهذه حقا طريقة للترحيب ألبيــــــــــــــــــــــرت ؟؟؟ "
هالة مخيفة أحاطت جسد أليس , وكأنه شبح خرج من الأرض العميقة , شبحٌ يحمل في داخله الحقـد والرغبة في الدمار
تراجع ألبيرت إلى الوراء
- أأنت ؟ سـ سـ سـيدي ؟؟!
- بل عفريتٌ مُرسل من أعماق الجحيم
ازدرء الأخر لعابهُ بخوف , ليعود الأخر لملامحه الطبيعية , بنظرات ملؤهـا النعاس قال بابتسامة
- مساء الخيـر , ألبيرت .. اشتقت لكَ جداً
أجفل الأخر بعيناه يتأكد من حقيقة أن القابع أمامه هو أليس ,, تداركـ الأمر ليجيبه بابتسامه هادئة
- مساء الخير لكَ أيضاً سيدي ,, أنـاَ أيضـاً كنت قلق بشده
ضحك بخفه ليزيد تعجب الآخر الذي ما تخيل سيده يومـا , أن يتصرف هكذا !!
إبتسم وهو يراقبه يعود للنوم , يبدوا أنهُ وجد أكثر من مجرد أصدقاء فـي اليابان ! سيدي الصغير أليس أشعر أنك كبرت فعلا
××
نظر بتمعن لتلك الصورة بيده , تنهد وهو يمسح على صاحب الوجه المتجهم ... إنه آرثر .. يشعر بالحنين لهُ لقد إعتاد أن لا ينام حتى يقوم بسماع كلمة أو رؤية عيني آرثر
هذا بشكلٍ من الأشكـال يُمثل نوعـاً من الألم المر وغير المر , غريب مشاعرهُ متناقضة بدرجة كبيره جِـدا ...!
إستقام بمشيته ليرتدي الملابس الثقيلة ويضع المسدس الأول في حِزامه الثانـي تحت ردائه مربوطا في قدمه " في مكان فوق ركبته قليلا " و خنجراً في حزامه ..
كان محملا بالأسلحه سيعتقل إن رأى ’ لِذا لبس معطفا ثقيلا ليستر جسده النحيل المحمل بالأسلحــة !؟
خرج من الباب مُستقلا عدم تنبه ألبيرت لهُ , بنظره حـاده كان من الطبيعي أن يُظهرها سـار حيثُ ’ مكان تواعد المتظاهرين السـري !
××
وصل لحيث الكثيرُ من الشابان , التفتوا لهُ جميعاً ليبادر ذا الشعر الأسود بالتوجه ناحيته بسرعة البرق
- مرحبـاً أليس , و أخيراً عُدتْ
- أهلا ويليام , قُلت لك بإنني لن أتأخر .. فقط استمريت بالمكوث هناك كي لا يشعر الأفعى اللعينة بشيء
- نعم بالطبع , أعرف ذلك , هو لا يعرف أنك عُدت صحيح ؟!
{ ملاحظة :: المقصُود نيرو }
- نعـم , لان موعد عودتي بالنسبة لهُ بعـد ... أسبـوع !؟
- أنت ..! شيء شبه مخيف
- لا تستفزني ويليام و أخبرني ماهي أخر الأحداث ..
- حــاضــر ........
إبتسم وهو يكمل بجديه , لطـالمـا تغير تعامل ويليام فتارة يكون جديـا و تارةً أُخرى مازحا
××
- حسنا إذا , عليكم بتوزيـع الأسلحـة .. إذا وفقط كل شخصٍ عليه ألا يتصرف بريبه إن المرشح نيرو ذكيّ جِداً ويتابع كُل التفاصيل لديه جواسيس كالعفاريت , إياكم أن أسمع أي ضجيج حول هذا الأمر إن أظهرنـا غباءً قليلاً هذا فقط سيكون ,,! أول خيطٍ لهم للقبض علينـاَ .. فهمتم ؟!
- نعـــــم سيدي ..
خاطبهم بلهجة قوية جِدا وصارمة ليقوموا الكل بالرد عليه , انحنوا له وعادو لمباشرة ما كلفوا به ..!!
تنهد وهو يخرج خارج المقر ليقوم بإستنشاق الهواء بقوة { عليه أن يكون قويا دائمـاً }
شعر بكفٍ على جنبه الأيسر ..
- أليـــــــــس !! يـاا فتـى ؟ ماذا تفعل , كم كنت قويـا عندما القيت الخطاب ..
- - هـــــآ
- مالذي تعنيه بـهاه ؟
- هِي , هلْ أنت سكيـر الآن لتخاطبي هكـذا؟ ويليام -.-"
- مـ-مـاذا لِمَ تقول هذا , حطمت قلبي
- نعم ,, نعم رأيته قد تحطم بالفعل !
- هـي , صحيح أنت , أتلاحظ ! لقد تغيرت بالفعل
- كيف ؟ ( وهو ينظر للسماء بشرود كان يتكلم معهُ تارةً بسخرية والأخرى بـ هدوء )
- أصبحت تسايرني قليلاً فـي الكلام هـه
- بلْ أنت من تغيرت , أصبحت مستهتر الصفات حقـا ؟!
- مـاذا تقول هذا وأنت الذي طلبت مني أن أعاملك كفتـى عادي ؟!
- هـه ! ومتـى قُلت ذلك ؟
نظر له ببلاهة بينما ضحكَ الأخر ,
- أنت حقاً مُتناقض المشاعر !
لـم يبتسم أليس ولم يتكلم , إنهُ محق .. إن أليس شخصٌ , مُتناقض المشاعر فِعلاً ..!
{ إنـهُ يتألم لكل تلك الدماء التي أُريقت في دولته , وأيضـاً هُو لا يريد المزيد من إراقة ., لكـن لا سبيل لإنتشال هذا الألم إلا بالحرب وإن لم يحارب ويحارب معهُ شعبه .. ستكـون هذهِ النهاية !! }
-ويليام ؟
أجابه الأخر الواقف بقربه
- نعم
نظر إليهِ مُردفـاً
- ألديكَ شخصٌ قريب إليكَ جِداً ؟
- ها ؟؟ .. اممم بالتأكيد ,أختي وزوجتـي . هما فقط , لمـا ؟
أغمض عيناه بأسف
- ويليام ؟ أنا أعتذر لأن , لأن .. لأنني سوف أجعلك تفارقهم , و ................
- ما الذي أصابك ؟ أحقـاً تفكر هكذا, عفوا لكنك لم تجرني من شعري كالكلاب وقلت لي " سوف تحارب رُغمـا عنك " أنا الذي تطوعت بكامل إرادتي لمساعدتك , ولأخذ مكان زعيم المتظاهرين المزيف , ثُم انني أُريد أن أكون مُساعد كبير لمستقبل بلادي وشعبي الغالي
إبتسم بلطافة كبيره
- شُكـرا لك ويليام
- ان إبتسمت هكذا ستكون مشكلة , قد أقع في غرامك
تفاجأ الأخر ليضحك ضحكة خفيفه إردف بعدها مغطيـاً على ملامحه !
××
( في مساء الغد )
كان مغطى بالدم تماماً , حمله أشخاصاً بدو مهروعين صِدقـاً , ظهر أليس و ويليام بسرعة بين حشدٍ من المتظاهرين
صرخ أليس
- يا إلهي ! نيك ؟ ما الذي حصل له ؟؟ نيك .. نيك !!
- ألِيسْ , لـ-لقد وجدناهُ ملطخاً بالدم ؟
انبلجت عيناهُ كانبلاج الأبواب , إزدرء لعابه ليتحدث , حاول أن يقوي رباطة جأشه
- حسناً سنعالج هذا الأمر لاحقـاً , إحملوهُ للداخل , لا تتوانوا في إنقاذه ..
- حسنـاً
××
ضم كفيه لوجهه بهـم ,, الحال يزداد سوءاً , بعض مُدن المدينه . والأحياء الفقيرة خاصةً قد تعرضت للإعتداء كثيرا
" شد يده بغصب , لتنغرس أظافره في باطن كفه ... همس بنبرة مُرعبه
- الحال لم يعد يسكت عليه , هذه المره , ستندلع الحرب أقوى مـن سـابقـتهـا , أعدك نيرو سأقودك أنت وأعوانك إلى النهاية يـامن , تحلون فساداً بـفرنسـا ..!
××
- حسنـاً إذاً , سنحاول بقدر إستطاعتنا الصمود , هنالك جنودٌ منتشرين بكثرة في الشمال حيث أن هنالك الحرب أقوى وأكبر , حتى دعم اليابان و من دولٍ أُخـرى , علينا الإنتشار بكثافة في الأماكن المهمه لنسيطر عليها ..نحنُ سننتصر بالـتأكيد
كان يشرح بعزمٍ ’ للآن هم فقط أسسوا جيش , لكن وبسرعة البرق تعرض واحد منهم للإصابة بجروح خطيرة ورسالة تهديد كذلك , وضع لن يتحمله ,, هو سَيقتُل قبل أن يُقتل ’
لقد قرر , هو لن يعود لنيرو , وإن قتل .. أما إذا عاد إليه فهو سيعود جثة هامده بلا أدنى شـك ..
××
( قبل الغروب )
طلقات نارية بازدياد و هجوم وجرحى في الأنحـاء , منذ مرور " 3أعـوام "
كانوا يقاتلون بضراوة .. مرت ثلاث سنوات و القتلى بإزدياد.. ليت كُل شيءٍ ينتهي بنصرهم
لكن ,, هـم لن يستسلموا .. سيقودون الأجيال إلى بر الأمـان ..
الشر القابع تحت الظلال سيزال بكُل تأكيد
هذا ما يفكر به أليس وهو يوجه فوهة بُندقيتـه للجيش المعادي .. كان يتحرك بسرعة بنظرة واثقه حاده
ليس هـو فقط , بل كل رفاقه إنهم يحملون نفس العزيمة الأمل والحلم و النظرة و الشجاعة
كـأنهم قد تشاركوا كل المشاعر ,, أيديهم فوق أيدي بعضهم
بغض النظر عن الألم الذي غزاهم , حين قتلوا عددا كبيراً منهــم , إلا أنهم عاودوا النهوض بقلوبٍ لن تخضع مُجددا إلا تحت مسمى الحرية والعدل
ليست فقط مُسدسات , بل أضطروا الجيش " جنود الدولة " إلى توجيه كُل شيء لهم
الحال لم يعد يطاق ,, يجب إنهاء الحرب .. يجب هذا لكـن , كيف !!
××
- ماذا سنفعل لقد تمكنا من تجاوز القطاع الخامس والعشرين , بعد عناء
- صحيح , في النهاية لقد استسلم الجيش !
- نعـم , هذا رائع , لقد حققنا انتصارات ساحقه ..
- بالتأكيد فزعيمنا مُدهش بالفعل مع أنهُ أصغرنا سِنـاً
- هذا واضح , لكن كم عمرهُ بالتحديد ؟
- لا أعلم , لكني أظن أن جسدهُ هو الصغير فقط
- هه لمَ تهتم لهذا فعلا أنت شخص متفرغ كثيرا ..
- صحيح أظن فقط أنهُ رائع بما فيه الكفاية لقد شد عزمنا جميعاً
( كانت هذه محادثة شخصين أمام باب المقر , كانا واقفين للحراسة , قُبيل الفجر! )
خرج أليس مبتسماً لم يسمع حديثهما قـط لكنهُ لا يريد العبوس أمام راحة أصدقائـه
بالرغم من أنهُ في الحقيقة غير مؤيد لارتياحهم , فهم لم يحققوا الفوز بعد
لكن ,, هذا أفضل لنفسياتهم حاليـاً ,, هو واثق انهم سيتمكنون من صُنع هذا ..
أقبل عليهم , ليقول لهم بنبره هادئة
- جيسي , مارك .. إذهبا لتتناولا شيئـاً .!
وقفا بإحراجٍ ممن أن يكون سمع حديثهما ,
- آه آه أليس ! لا لا .. لا داعي , نحنُ بخير . سنقوم بالحراسة
( ملاحظة : الجميع ينادي أليس بـ أليس فقط < بدون ألقاب ومثل كذا)
ضحكَ لكونهما تمكنا من قول ذلك معــاً , ربت على كتفيهما
- لا بـأس شباب , أنا سأحرس عنكما إنكما منهكين بالفعل
شقت وجهيهما ابتسامة عريضة
- شـكـراً لكَ كثيراً
- لا بأس حقـاً , خُذا راحتكما ..
دخلا تاركين أليس وحده , كالعادة بقي يراقب السماء , لكـن .. يظن أنهُ للحظة لمحَ شيئـاً مـا .. شيءٌ يتحرك صوبه .. بقي يراقب بهدوء متخذا وضعية الإستعداد ..
( مقر الحكم الفرنسي )
- أوهـ , أيها الوزير نيرو هل لكـ , أن تخبرني ماذا افعل
إبتسم بخبثٍ وهو يتكلم
- لا أعلم , أظن أن الشعب غاضبا جداً لحكمك , سيدي جوليان , و من الأفضل أن تتنازل عن الحكم
- هـآ , ولمن ؟
- لا أعرف بالتحديد , لكـن .. أليس لـي الحق أن أتولى هذا المنصب
- هــآ . مـ-مـ-ماذا
- نعم فأنا أدرى بمصلحة الشعب سيدي .. وألا تعلم ان الشعب قد إنتخبني
كان يوسوس في نفس جوليان بهمسٍ متقن وحافظ للحروف .. نيرو , كان شبه مسيطر على عقل جوليان ..
خرج من عند حاكمه وهو يمشي بغضب سار لحيث مكتبه الضخم إستقبله وجه الجوكر الباسم
- يـوه , تبدو غاضبـاً
صرخ بقوة ضاغطـا علـى يده
- لم أعد احتمل هذا , أليس انه يتقدم , لا أصدق أنه نظم جيش خاصـاً , بل إستطاع تدمير القطاعات و السيطره على الكثير, لقد عصى أوامري من قبل وتمرد علي و الآن هُـو يحطم مبتغاي
- هو قد وعدك بهذا بعد كُل شيء , لستُ أقـل منك غضبـاً
- إن كنت تريدهُ زوجـاً لك , عليك أن تصده
- آسف أريد حياتي ..
- تبـا , لا فائدة منك إطلاقـاً
( مقر المتظاهرين )
نظر بحده لجسم قد أقتـرب من المقر كثيرا , أخذ أهبة الاستعداد , واضعا يده على مسدسه لأي طارئ
وقفـ منتصبا على قدميه , ليقوم بالتحديق بحـده , سمع صوتا مُشابهـاً ظن للحظة أنهُ قد توهم !!
- صبرك يـا فتى ستظهر لك تجاعيد عـلى وجهك إن ظللت متهجم الوجه هكذا
كان متصلب الملامح غير مدركٍ من القابع أمامه , هو ظن أنهُ يحلم فقط بالتأكيد , سيكون مجنونا إن فكر بالأمر بأنهُ حقيقة
هذا الشخص من غير المعقول أنه , هـنا ’ والآن ’ هذا لا يعقل
نسمات الصباح الدافئة هبت , لترسل لحنـا نديا , عبير الحياة الإحساس بالراحة ونور الصباح يلوح بالأفق . هذا هو الشعور الآن
عندما أطلت الشمس بذهبية طاردةً الظلام , أنـا أليس , أشعر بإني في مرحلة فيضـان ؟!
_ لا فائدة من الحنين , تعال لي , وإن كنت تقاتل .. ستتشبث فيَّ كثيراً
_ لا تقل حينما يحين الآوان , إن تاخرت ثانيةً سأحلق لك غاضبـاً
_ لا تفعل ما تكرهه فقط , إفعل ما تحبه و معي بالطبع
_ لا عليكـ حينما يحين الوقت , سأكون سيفكـ و غمدهُ !!أنا سأكون لكَ يـا رفيق
|
__________________ أستغفر الله وأتوب اليه عدد ما ذكرهُ الذاكرون
و غفلَّ عن ذكرهُ الغافلون !
-
ضبابَ حياتيّ لن ينقشع ، وأتسائلّ متى سيصحوا ضميرّ أنوثتيّ
و أشعرُ بغصةٍ تُرغمنيّ على البُكاء
- إِيـرين جِيرارد
انتحلت شخصية الذكُور وعشتُ بينهم مدى الدهر
لن أعُود لأنوثتيّ مُطلقاً ، سأحكم بلاديّ وسأعيدها
بِـ كبرياء أباطره
- ألـيس هِنريّ |