القرار إتُخذ “ضربُ سوريا” ولكن!!!
قد يشعرُ الرئيس الأمريكي بالفشل الذريع بعد فترةٍ لانه أنجزَ نصراً في إقناع الكونغرس على الموافقة في حال تمت، لتوجيه ضربةٍ عسكريةٍ إلى سوريا.. يظن البعض أن الرئيس سيشربُ نخب التفويض كونه إنتصاراً داخلياً لسياسيٍ ظن نفسه مُنقذَ أحصنة “الكاوبوي” من مستنقعات الدم الذي سال نتيجة الإحتلالات الامريكية، أو الإستقواء على دولٍ لا تستطيعُ العيش دون الرضا الامريكي.

لقد تعودت الولايات المتحدة أن تأمر وتتآمر على كل الأنظمة حتى حليفها الأوروبي كانت تتجسس عليه، وهذا الأمر ترك أثراً سيئاً لدى المواطن والسياسي في أوروبا.
إن أيَّ شخصٍ في دولٍ تحترمُ نفسها سيفكر آلاف المرات قبل السير في الفلك الامريكي بإستثناء الرئيس الفرنسي ووزير خارجيتة “المفقوع”!!!
قد يسأل البعض لماذا حملت فرنسا لواء الحرب على سوريا بهذه الشراسة؟ وأنا أشَّبه هولاند “بالكلب الأعمى” الذي يُحدِثُ ضوضاء مزعجة ليُخيف الفئران.
الجوابُ بسيطٌ جداً، هولاند يُعاني أزمةَ حضور فلا أحد يتقبله كرئيسٍ، وقد شعر الفرنسيون بالمرارة من ضعف شخصية رئيسهم، فهو عاش على أمجاد الغير من شارل ديغول، وفرنسوا ميتران وصولاً إلى جاك شيراك وكل زعماء الحزب الاشتراكي الفرنسي هم (عتاعيت) السياسة الداخلية والخارجية ولم ينجرف أحدٌ منهم خلف الولايات المتحدة كما يفعل هو، لذا فإنه يُحاول أن يزرع في نفوس مواطنيه أن مصداقية الولايات المتحدة هي الأساس على المسرح الدولي وهذا خطأه القاتل، ويحاول أيضاً أن يتلافى ما سميَّ خطأ جاك شيراك في رفضه المشاركة في إحتلال العراق عام 2003 يومها أنزلت أمريكا غضبها عليه، ووصل الأمر حد منع أي منتجٍ فرنسيٍ من دخول الولايات المتحدة وبهذه العملية سيعرف هولاند أن الكبير يُحلق حتى بعد مماته لكن هو لن يكسوا جناحيه الريش، واكثر ما يمكن فعله هو تحليقٌ تحت برج إيڤل بمساعدة وزير خارجيته “لوران فابيوس”.
وعلى ذكر الأخير إنها المرةُ الأولى التي أرى فيها وزير خارجية بلدٍ يُعتبر دولةً عظمى يتحدث في مؤتمرٍ صحافي مع وزير خارجية بلدٍ آخر أمام الصحافة ورأسه في الأرض حالُ مؤتمره الصحافي الأخير مع جون كيري.
لذا فإن الوثوق بالولايات المتحدة يلزمهُ فانوساً سحرياً أو فتح مغارة علي بابا لتبيان ماذا فعلت مع الأوروبيين وأقرب حلفائها في الخفاء.
مشكلةُ الساسة الأمريكيين هي العيش على الأمجاد الهوليودية حيثُ يدفع البنتاغون مليارات الدولارات لإنتاج فيلمٍ يشرحُ بطولات المارينز في لبنان او فيتنام، ومناقبية البطل الذي يتحدى الصعاب ويُعَّرضُ نفسهُ للموت من أجل طفلٍ صغير لكنه لا يتحدث عن سجن أبو غريب او غوانتنامو او السجون السرية تحت مياه المُحيطات ناهيك عن المبالغة في البطولات الوهمية.
إن العقلية الأمريكية مبنية على الإجرام، لذا لا يستطيع أوباما إقناعنا (كرأي عام) أنه ملاك الرحمة للشعوب المضطهدة. ولكن إذا أراد أن يكون ملاكاً، فهو قد خسر الحرب من قبل أن تبدأ.. لذا عليه أن يستقيل..!!
*مادة خاصة بموقع الخبر برس

__________________