هذا هو عدونا اللدود ....فلننتصر عليه ... الذي علمنا وبين لنا كل المخاطر التي قد تكون السبب والذي اوضح من هم اعداء النفس البشرية ، وكيفية مجابهتها ومحاربتها ووضع سد منيع لعدم تسللها لأنفسنا وتأثيرها علينا ..... والذي وضع وصفة في نوع الامراض التي من الممكن ودعمها بالعلاج الشافي .... فقط لو اتبعناه وكُنا علي قدر من المسؤلية في تقوتنا وقربنا من الله ومن هدي رسوله .... بين طيات ارشيفي الخاص وجدت موضوع دسم ومتشعب ...وقد سبق وان نشرته والاكثر من ذلك انه حقيقي واعني بكلمة حقيقي ... وسلوك وأخطاء استشرت في
مجتمعاتنا العربية بصفة عامة .... فكان لها من الاخطاء وكان لها ايضاً من الحسنات.... فقد سبق التحدث عن موضوع الممارسات
السيئة الخاطئة لبني البشر ...سوي سلوكه الشخصي او سلوكه بين افراد مجتمعه .. .او حتي تعامله مع من يلوذ بهم ... فتم انتقاد سلوكياتهم وتصرفاتهم وممارساتهم ... التي لاتمت للدين ولا السلوك الديني باي صلة .... فمنهم من استجاب واتعض ورجع ومنهم من لا يزال مطية للشيطان يفعل بها مايريد .... فأردت في هذا الموضوع ان نغير الهجوم قليلاً محاولاً تبيان من هو العدوا اللدود الاصلي والحقيقي ... لبني البشر وللمؤمن والمؤمنه ... ونحاول تعريفهم بشخصه وبسلوكه وبتصرفاته وايضاً بمريديده ...وايضاً بالاستشفاء منه ومحاربته ... وهو ....العدو الاول لبني الانسان وهو الشيطان الرجيم . .بمختلف تسمياته وانواعه .... والذي وجب ان نفهم سياسته واسلوبه في محاربتنا ... حتي يتسني لنا مجابهته والتفوق عليه وهزمه ... يعتبر من مخلوقات الله مثلنا تماماً .... ولكن الاختلاف بيننا اننا أطعنا الله ....وهو عصي الله ورفض السجود ( الطاعة ) ففي هذا الحوار الرباني الذي اخبرنا به الله تعالي ... والذي دار بينه سبحانه وتعالي وبين ابليس .... فظهر لنا اسلوب الشيطان اللعين في التحدي والتكبر والحقد علي بني آدم ..... ( وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا للملائكة اسْجُدُوا لآدم فَسَجَدُوا إلاّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (11) الاعراف 11 ( وَإِذْ قُلْنَا للملائكة اسْجُدُوا لآدم فَسَجَدُوا إلاّ إِبْلِيسَ أَبَى (116)طه 116 القرب .....فانتهي به الامر الي البُعد ..... وهو يسعي لأفساد القلوب حتي يكونوا مثله مدحورين مطرودين من رحمة الله ..... ( قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) الاعراف 13 ولم يتركنا الله سبحانه وتعالي نكتشف سلوكه بأنفسنا ... .بل اوضحه لنا في القرآن الكريم بالتفصيل .... فكان التنبيه الاول لنا لمعرفة انه عدو لنا ...... ( فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) طه 117 من سلوك واساليب ...ونتائج تتبعنا له ... .ونتائج رفضنا لمغرياته ....فاعطي لنا المناعة والسلاح الفتاك لمحاربته ..... حتي ان الله سبحانه وتعالي بين لنا
سبله وطرقه وتهديده لنا .... كل هذا لنعرف مع من نتعامل .. وان الله سبحانه وتعالي لم يتركنا
لقمة سائغة للشيطان اللعين .... فحكي لنا كيف رفض السجود ... وتكبر عليه حتي في مادة الخِلقة .... حتي طلبه تاجيل عذابه الي يوم القيامة وتهديده لبني آدم بأغوائه وابعاده علي الصراط المستقيم .... كل هذا لنعرف من عدونا بالتفصيل ... ونفهم اننا في معية الله سبحانه وتعالي ان احسنا التقوي والانقياد لاوامر الله ورسوله ... ( قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (15) قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلأ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ( 17 ) الاعراف 13 وهنا في هذه الاية القوية التي طرد فيها الله سبحانه وتعالي ابليس مذموماً مدحوراً ... توعده بألقائه في جهنم .....ولكن ليس هو فقط .... بل من اتبعه من الغاوين من بني آدم .... وهنا ....الله سبحانه وتعالي ....اراد بحكمته ان يفتن بني آدم بوجود ابليس واعطائه فرصة في ان يقرر أي الطريقين وجب ان يتخذ وليمحص قلوب المؤمنين الصادقين .... كل هذا في وجود قوي شيطانية تقعد لهم بالمرصاد ويأتي تعهد الله لعبادة المخلصين
بعدم خوفهم من الاعيب ابليس ... ( قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأمْلأنّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (18) الاعراف وهنا في هذه الآية الكريمة وجه الله فيها اللوم والتهديد لكل من يتخذ ابليس فوصفه بالظالم لنفسه ..فقال تعالي: ( أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بدلا (50) الكهف 50 بعد هذه المقدمة ادخل لأعماله
واعمال تابعيه من بين البشر ... فوجب اولا ان نعرف من هو الشيطان او ابليس او الجن ... فأبليس او الشيطان في اصله كان من الجن ... كما جاء في سورة الكهف والجن منعالم الغيب الذي لا نراه, وهم قد عمروا الأرض قبل الإنس, وأساءواوأفسدوا فيها وسفكوا الدماء قبل أن يسفكها بنو آدم.... . وقد سمي الجن جنالاستتارهم عن أبصار الإنس...... والجن خلق عاقل مكلف كالإنس، ومنهم المؤمنوالكافر، وهم يأكلون ويتناسلون ويموتون،
وقد عرفهم الإنس من كتاب الله سبحانه وتعالي .... ومن سنة رسوله صلي الله عليه وسلم .... فقد جاء ذكر الجانفي مواضع عديدة من القرآن الكريم, وفي العديد من أحاديث سيد المرسلين, ومن هنا وجب الإيمان بوجودهم وإن لم نستطع رؤيتهم ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأنس إلاّ لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) الذاريات 56 - 58 وفي الحديث الذي روته السيدة عائشة ( رضي الله عنها ) أن النبي ـ صليالله عليه وسلم ـ قال: خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم... ( صحيح مسلم ) وهوجان كان من الجن العابدين لله في الأرض، ومن عبادته لله كرمه بأن رفعه الله في الملأ الأعلى، ورد فيالقرآن ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنْ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) الكهف 49..... ففسق يعني انسلخ من طور العبادة
والانقياد لله الي طور الرفض والعناد والتكبر فعصى الله بامتناعه عن السجود لادم ... كما يطلق اسم ....شياطين.... على الذين يسلكون سلوك الشيطان من البشر، والشيطان هو عدو الإنسان الدائم إلى يوم القيامة …… ( ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير (فاطر6 وهو من الجن حيث يستطيعون ان يرونا نحن البشر في حين اننا لا نستطيع اننراهم .... ( يابني ادم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج أبويكم من الجنه ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم انا جعلنا الشياطين اولياء للذين لا يؤمنون (الاعراف:27....... فمن هنا اخوتنا الكرام ... وماهي اعماله ...
ومن هم قبيله وعشيرته التي تأتمر بأمره ... فتوضح لنا ان الاحتكاك المباشر بين الشيطان والانسان .... موجود منذ بدء الخليقة ....
الي يوم القيامة .... ومن اعمال الشيطان هي الفتنه والسحر والتفريق بين المرء واهله وافساد الحياة بين الناس ... ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يقولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إلاّ بِإِذْنِ الله وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ ولا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخرة مِنْ خلاق وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102) البقرة 102 فهذه اعماله وسياسته ورسالته هي افساد ما يمكن افساده في نفوس بين البشر وبالتحديد في نفوس المؤمنين بالله
والمصدقين برسوله الكريم ... فبالفعل وجد ضالته في ضعاف الايمان والنفس فأصبحوا بدورهم يدعون الشيطان المريد ويحتكمون اليه في سلوكياتهم وتصرفاتهم ...فأصبحوا تابعين لهم ...... ينفذون اوامره وايحاءته لهم ... فهذا امر مثبت سوي بالقرآن او السنة النبوية الشريفة .... ( إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إلاّ إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إلاّ شَيْطَانًا مَرِيدًا (117) لَعَنَهُ الله وَقَالَ لأتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118) ولأ ضِلَّنَّهُمْ وَلأمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الأنْعَامِ ولآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ الله وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ الله فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119)... وهذا اخوتي الكرام تهديد مباشر في اضلالهم وإلقاء الاماني والكذب عليهم وتمنيتهم وفي اتباع مايغضب الله ورسوله ...... فيقع ضعاف النفوس من الانس في هذا الفخ..... وبالرغم من ايضاح هذا الامر للناس بأن الشيطان يعد بالكفر والضلال والفساد والافساد والخروج من الملة .... الا انه هناك من لازال يستمع ويصغي لأقواله .. .فتم الاحتكاك المباشر بينهم والتعامل فيما بينهم من اصدار اوامر ...وتنفيذها .... وهنا يقرر الله سبحانه وتعالي انهم يستمعون لبعض من زخرف القول وانهم يوحون لبعضهم في افساد الانفس بالسحر والكذب علي الله سبحانه وتعالي .... ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الأنس وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لايُؤْمِنُونَ بالأخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113)الانعام 112 ... 113 وعلي اعتبار ان الاحتكاك المباشر بين عنصرين مخلوقين من مادتين مختلفتين .... احداها من طين والاخري من نار ينتج عنه بعض العلل والامراض والسقم ..... وهذا الاحتكاك او التعامل المباشر مع الجنسين
المخلوقين من الطين والنار له تبعاته ومضاره ونتائجة التي تعود بالسوء لبني البشر ... وقد اوضح الله سبحانه وتعالي ذلك في القرآن الكريم بأن لايحتك المخلوقين ببعض ولا يتم التعامل فيما بينهم .... ففي قول للجن الذي اسلم علي دعوة الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم فقد اوضح القرآن القصة كاملة لبيان انهم هم ايضاً مخلوقات فيها المسلم وانهم قبائل مختلفة تماماً مثلنا نحن بين البشر ... وفي سورة الجن تمت معرفة حتي امكانياتهم واتهامهم بأنهم يعرفون الغيب ودحض فكرة انهم يعلمون كل شيء ... من الانس للجوء اليهم ومعرفة الاقدار وخباياها .... فكانت نتيجتها انهم أي بين البشر ... لقوا من ذلك نصب وتعب شديد جراء احتكاكهم وتعاملهم مع مردة الشياطين من الجن ... (5) وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الأنس يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6)الجن ويكون هذا الاحتكاك بأستغلال بعض الانس لبعض المردة من شياطين الجن لمعرفة خبايا القدر والغيب .... وبالتالي ايصاله للنفوس الضعيفة ... والتكسب من خلاله ...وبث الفتن .... ومن هنا اخوتي الكرام كثُر السحر وتلبيس ابليس علي الناس واحداث الفتن بين العائلات ... من خلال ايحاءات الشيطان ومردته واعوانه من بين البشر الذين لايخافون الله .... ولكن الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم اوضح وبين كيفية التعامل والعلاج والاستشفاء من هذه العلل ... وايضاً المحافظة علي البيوت من عدم دخولها الشيطان واعوانه والعبث بالانفس .... فقد اوضح ان الشفاء بيد الله وعن طريق كتاب الله وسنته .... والدليل ان الله سبحانه وتعالي قال في كتابه العزيز وهو يتحدث عن القرآن ...
ووصفه بأنه شفاء لكل داء .... {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء} فصلت 44..... {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} الإسراء 82..... {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} يونس 57…… فالقرآنهو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية، وكيف تقاوم الأدواءكلام رب الأرض والسماء
الذي لو نزل على الجبال لصدعها، أو على الأرض لقطعها...... ، قال العلامة ابن القيم رحمه الله : فمن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله ومن لم يكفه فلا كفاه الله ولو أحسن العبد التداوي بالقرآن لرأى لذلك تأثيراً عجيباً في الشفاء العاجل. نأتي اخوتي الكرام لنقطة وهي.... من هو المؤهل للقيام بالمداواة من هذه العلل والامراض والسقم سوي من سحر او مس او حتي امراض اخري ....؟ هنا حدد الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم الطريق والوسيلة للعلاج وهي الرقية الشرعية الصحيحة ..... والتي مصدرها القرآن فقط ..... وتم تحديدها بآيات قرآنية وسور كان قد اعتمدها النبي الكريم في العلاج من
اسقام التي يتعرض لها المسلم وهي المعوذتين وسورة البقرة ..... فقد قال المصطفي صلي الله عليه وسلم فعن عثمان بن ابي العاص الثقفي
انه شكا للرسول الكريم ...من وجعاً يجده في جسده منذ أسلم ..... فقال له الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم : ضع يدك علي الذي تالم جسدك وقُل : وسبع مرات اعوذ بالله وقدرته من شر ما اجد واحاذر ... وكان صلي الله عليه وسلم يرقي بالماء ... اي يقرأ المعوذتين علي الماء ويعالج بها الاوجاع والاسقام وقد وصفها
لأصحابه ممن اشتكوا ... الحمى من فيح جهنم فأطفئوها بالماء ..... صحيح البخاري . وأمر العائن بالإغتسال للمعين . وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه نفث على التراب . وقال صلى الله عليه وسلم:
من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل... وقال: لابأس بالرقى مالم يكن فيه شرك….. نعم ...مالم يكن فيه شرك او المساس في اماكن لايجوز له القرب منها او لمسها ... وهنا تحديدا قال العلماء واشترطوا شرطاً للمعالج.... ففي قول لشيخ الاسلام ابن تيمية ( رحمه الله ) ان معالجة الاسقام ومعالجة المصروع بالرقي والتعويذات فان كانت الرقي والتعاويذ مما يُعرف معناها .. .ومما يجوز في دين الاسلام ان يتكلم بها الرجل ..داعياً الله ذاكراً له مخاطباً لخلقه .... فأنه يجوز ان يرقي بها المصروع ..... وان كان في ذلك كلمات محرمة او تمتمات مبهمة مجهولة ليس لها معني معروف ....
لايجوز التداوي بها او السماح للعالج ان يقوم بها .... اما الاشخاص المؤهلين للرقي ومعالجة المرضي ... فهي ليست مقتصرة علي احد بعينه .... فالعلماء قالوا ان الرقية ليست مقصورة
علي انسان دون انسان بعينه بالزوج يستطيع ان يرقي زوجته ... وكذلك الزوجة ان ترقي زوجها فقط يشترط التقوي والالتزام الديني والخُلقي.... ( انما يتقبل الله من المتقين ) المائدة 27 لذلك لايجب السماح لأرتكاب الشبهات
كالتي تحصل في هذا الزمن من المعالجين الذين لايفقهون شيء سوي خداع الناس البسطاء واحاطتهم بهالة من الرهبة والخوف ... احيانا غير اخلاقي كما يُشاع بين
الفئات البسيطة الغير متعلمة .... وهذا للاسف الشديد حصل وبكثرة من ارتكاب الفواحش مع المريضات اما موضوع في هل الشيطان او الجن يعلم الغيب ....؟ فهذا موضوع شائك يطول شرحه .... ولكن باختصار اقول ان الغيب نوعان .... فالغيب المطلق لايعلمه الا الله وهو الموت والحياة والرزق وكل الامور التي تختص بمستقبل الانسان والذي لانعرفه وقد حدده الله سبحانه وتعالي في قوله ( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا
وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ الله عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)لقمان 34 وهذه كله لايعلمه خلقه ...
فمختص به هو سبحانه .... اما الغيب النسبي فهو امر قد يغيب علي انسان من معلومة معينة لايعرفها وبعد سنوات يعرفها اويقرأها ... هنا الغيب يعتبر نسبي بالنسبة له أي مؤقت الي حين يتم اكتشافها ومعرفتها .... والانسان يعرف ماضية بالتفصيل وحاضره الا مستقبله لايعرفه فهو يخطط ويرسم ماذا سيفعل
بعد شهر او سنة او حتي سنوات .... وهذا يسمي استشراف المستقبل ... وعلي اعتبار ان الشيطان او الجن من ضمن مخلوقات الله .. .فهو كذلك لايعلم الغيب اطلاقاً ...
والدليل في سورة الجن .. ( وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (10)الجن 10 فطالما ان شياطين الجن لايعلم الغيب ... فلماذا يتم الاستماع ..لأيحاءاتهم.. لأعوانه والتصديق بانهم يعلمون الغيب .....؟ وهناك حوادث تقول ذلك .... من الناس العامين البسطاء ..... ومن هنا تم استغلالهم استغلال بشع اما مايخبرونه ..
لمريديهم من اخبار غيبية لمريديهم .. والايحاء لتابعيه من الانس باخبار ماسيكون غداٌ .... هنا اقول ان الشيطان الرجيم يعلم تمام العلم
ماتوسوس به الانفس وما تحدث به نفسها ...فمثلا عندما اقول في نفسي واحدثها بأني ساكتب موضوع معين غدا .... ياتي القرين الخاص بي ويخبر من يسئله من المردة عن مشاريعي ليوم الغد ... فيقول له انه سيكتب غدا موضوع معين .... هنا اخوتي الكرام سينبهر الكل بان هذا الامر
غيبي ولايعرفه احد ... ومن هنا تري ضِعاف النفوس يصدقون فيتبعونه ويستمعون لما يقوله ..... فالذي قاله الشيطان الرجيم ليس غيباً لانه استقاه من قريني وربما لن افعلها واكتب الموضوع .... فالعملية كلها كذب وتلفيق واظهار لعامة الناس والبسطاء ان شياطين الجن يعلمون الغيب ويكفي الاية الكريمة التي تتحدث باسمهم حين قالوا فيها ( وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الارْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (10) الجن 10 بعد ان عرفنا من هو عدونا واسلوبه وطرقه نتبعه مرة اخري ونتخذه قائد ومرشد لسلوكنا.....؟ والحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ومرشدنا وقدوتنا وصالح المؤميني......؟ ام نفضل اعوان الشيطان من غواني وفُساد وشواذ اوروبا وهوليوووود ...ليصبحوا هم قدوتنا ...؟ حفظكم الله من شروره واعماله ... ويكفي اخوتي الكرام اننا من بني البشر
ومسلمين نخطيء ونتعثر .. .وبالتذكير نرجع....
فاللهم ارجعنا لجادة الصواب ... واكتفي هنا بما قلت فأن اصبت فمن الله وان اخطأت فمن نفسي والشيطان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |