11-14-2013, 08:09 PM
|
|
البارت السادس
{ كريست كرآوس }
شعرت ريمي بسعادة غير كاملة على العشاء الفاخر الذي أقيم على شرفها و شرف "تارا" التي لن يسمحوا بخروجها قبل أيام حتى يتأكدوا من صحتها تماماً...!
و كذلك ريديك يقول بأنه سيغادر فترة ثلاث سنوات فكيف ستصبر لثلاث سنوات لشخص أنقذ حياتها و حياة صديقتها.....؟!
فكرت بأن تزور العجوز متسللة قبل أن يعلم أحد ... بعد المساء فجأة.. أتت السيدة ماري و قالت بابتسامه ذات معنى لـ ريمي : ريمي عزيزتي تعالي لمكتبي ما أن تنهي طعامك...!
كانت هي الوحيدة الجالسة على الطاولة بعد أن أنفضن الفتيات وهي تمسك بقطعة خبز كبيرة .. كانت تنفذ ما قاله ريديك لها حرفيا عن تناول الطعام جيداً... فألقت بالقطعة و هبت واقفة
وهي تقول بحماس : أنا انتهيت...!!
رفعت السيدة ماري أحد حاجبيها و قالت : لكن أغسلي وجهك جيداً و رتبي ثوبك حتى تقابلي المحامي أنه ينتظرك..!
بعد دقائق قليلة وقفت ريمي أمام مكتب السيدة ماري وهي تحدق بنفسها , أخذت نفسا عميقا ثم طرق الباب ثلاث مرات بطيئة.. بعدها سمعت صوت السيدة ماري تقول : تفضـ....
لكن الباب فتح بسرعة و ظهر رجل طويل بسترة سوداء كالليل يقف أمامها بطول فارع , كان شابا صغيراً في السن ربما بمنتصف العشرين.. لكنه رجولي جداً.. في البداية حدق بالأعلى باحثا..!
ثم تكرّم و نظر إلى الأسفل حيث ريمي تقف فظهرت ملامح وجهه الحادة التقاسيم بوسامة غريبة و عيناه بلون عسلي محروق أما شعره فهو أسود كالليل وهو أسمر البشرة قليلا... اتسعت نظرته و ابتعد مفسحا لها وهو يفتح الباب بشدة...
قال بصوت مندهش : الآنسة ريمي كراوس..!! تفضلي أرجوك...
تعجبت ريمي بشدة وهي تمر و رقبتها مرفوعة تحدق بطوله الفارع.. منذ متى و الناس ينادونها بالسيدة و الآنسة..؟!!.
أغلق الباب بالوجوه المتطفلة خارجاً و سار بخطى واسعة تجاوز بها ريمي ثم سحب الكرسي الوثير لها وهو يقول باحترام :
_ أجلسي من فضلك هنا..!
كانت ريمي تحدق به كالبهاء , ثم آلمتها رقبتها بسبب رفعها و تشنجها.. تنحنحت السيدة ماري كي تنبهها... فانتبهت فعلا جلست بسرعة و بأدب..!!
جلس على الكرسي أمامها و قال بابتسامه خفيفة : أنا المحامي "بلاك ريندر" آنسة كراوس..!
نهضت السيدة ماري فجأة و قالت بمرح : سأذهب الآن و أترككما تتحدثان بحرية.. سيد ريندر أرجو أن تقدر سن ريمي أثناء الحديث..
قال بدون أن يبعد عينيه عن ريمي : أجل سيدتي..!
ثم بعد أن أغلقت السيدة ماري الباب خلفها شعرت ريمي بالقلق و بدأ قلبها يضرب بقوة... ثم نظرت نحو الرجل الذي كان يحدق بها...
قال بهدوء : أنني لست محام فقط بل رسول من عمك السيد "كريست" , حمداً لله تبدين بخير..!
ثم تنتح وقال باختصار : السيد كراوس سوف يأتي ليأخذك من هذا المكان للعيش معه طبعاً ..
حتى تكبرين إلى سن قانونية وتستملي أموالك والدك , لم نكن نعرف أنك تعيشي في ميتم بقرية نائية.. هل كل شيء بخير ؟!.
طرفت ريمي بعينيها قليلا لتستوعب ما يقول فهو يتحدث بسرعة و يبدو بأنه تجاهل ملاحظة السيدة ماري..!!!
قالت ريمي بهدوء : هل سيأتي عمي الآن ؟!
_ كلا , ربما غداً ..
_ أريد معرفته , هل لديك صور ؟!.
حدق بها المحامي لثوان و اعتدل و قال : آسف لا أملك صورة للسيد كريست..!
سألت ريمي بسرعة و بلهفة : هل عمي متزوج ..؟ هل له ابنة بمثل عمري...؟!
قال مجيباً بصبر و هدوء : أنه متزوج منذ زمن بعيد و لديه "سامنتا" أكبر منك بسنتين و "اريك" بمثل عمرك آنستي , زوجته هي السيدة "إليسيا"..
قالت ريمي بمرح : أريد رؤية صور لهم...!!
فكر بضيق ماقصتها مع الصور , قال بصبر : قلت لك يا آنسة لم أجلب أي صور معي..!! لأن السيد كريست قادم بالفعل إليك و سترينه وجها لوجه..!!
شعرت ريمي بالأحباط , ثم قالت : ماذا عن أبي و أمي...؟!
تغير وجهه و ظل ينظر نحوها بنوع من الشفقة , قال : لم يتسنى لي مقابلة والديك قبلاً.. آسف..
نظرت نحوه بيأس و سألت: ألا تعرف مالذي حدث ؟!.
نظر نحوها بغموض و قال : سوف يخبرك عمك بكل شيء من هذه الناحية .. أنا أتيت فقط لمقابلتك و لأخبارك بصورة عامة عما سيأتي.. أنتِ لن تعودي للسكن هنا مجدداً سوف تأتين طبعا للسكن لدى عمك !
صمتت ريمي تحدق نحوه , فقال متعجباً : أهناك أمر ما تريدين السؤال عنه..؟
هزت رأسها نفيا ببطء قليلا و عيناها تحدقان بعينيه , قالت بهدوء : تذكرني بشخص ما.. لكن هل علي ترك كل هذا خلفي إن رحلت !.
زم المحامي شفتيه و عيناه تبرقان بوميض غريب... هز كتفيه ببرود و قال : أنه تغيير إلى الأفضل.!
في صباح اليوم التالي /
أفاقت ريمي على لا صوت ..!!
لأن الجو هادئ جداً... و يبدو الأمر مريباً.. نظرت إلى الأسرة الفارغة !..
أين الفتيات في هذا الوقت الباكر.. قررت الاغتسال و تبديل ثيابها .. ثم رفعت شعرها بشريط وردي يليق بلونه الأشقر...
و هبطت السلم... ثم لا أحد حتى بالردهة... أين الجميع...؟!
نادت بخفوت : سيدة ماري ......؟!
ثم راحت تسير بسرعة و فتحت باب المخرج الذي يطل على المرج.. و الطريق البريّ..
و صدمت لرؤية سيارة سوداء طويلة واقفة عند بداية الطريق و هناك رجلان واقفان... أحدهم التفت بسرعة و حدق بـ ريمي الواقفة على عتبة الباب..
كان الرجل كبيراً في السن لكنه يبدو قوي الجسد واقفا باستقامة وبلباسه أسود .. عيناه زرقاوان باهتة و شعره أسود يتخلله البياض..!
ظلت عيناها معلقه بعينيه الضيقة و يبدو تعبيره غريبا... التفت بكامل جسده ببطء و تقدم خطوتين..
فزعت ريمي فلتفتت بسرعة و أرادت الدخول و أقفال الباب...
لكن الرجل ناداها بسرعة : ريــمي ..!!
نظرت ريمي بقلق نحو الرجل الذي أخذ يتقدم بسرعة بسيطة كي لا تفزع منه...كانت تحتمي بالباب
قال لها بعطف : ريمي .. أنا عمّك كريست.. هل تريدين أقفال الباب بوجهي يا ريمي ؟!
ارتبكت ريمي بسرعة و قالت بتردد : اوه ؟! آسفة لكني لا أعرف...
قاطعها صوت المحامي القادم من خلف عمها : آنسة كراوس.. هذا السيد هو عمك..!
اطمئنت ريمي و حدقت بالرجل... كانا كلاهما ينظران نحوها وكأنه صاحبة القرار..
قالت بتلعثم : هل يمكنك القدوم بوقت لاحق !!.
نظر السيد كريست نحو المحامي ببرود و قال : لقد قلت لي بأنها فتاة ذكية , هذه تبدو حمقاء..!!
قال المحامي : يبدو بأنها واجهت صباحا غريباً.. فلا أحد هنا لقد ذهبوا جميعا للمشفى حتى يجلبوا زميلة لهم.. كما أخبرتني السيدة ماري !!
حدقت ريمي بصدمة و قالت : ماذا ؟؟؟ ذهبوا لجلب تارا و لم يوقظوني ؟!.
قال كريست ببرود : لا يهم أريد التحدث مع ابنه أخي..عزيزتي..-وهو ينظر إلى ريمي- أين تريديننا أن نتحدث في الداخل أم نجلس هنا... لقد جلبت صوراً لوالديكِ..!
قال جملته الأخيرة ليغريها حتى تنتبه له..و فعلاً..
فغرت ريمي فاهها و فتحت الباب بكبره وهي تقول : آسفة جداً... تفضلوا...!
فجلس الرجلان بالردهة , قال المحامي بمرح لا يليق به : لقد أتينا باكراً جداً أليس كذلك , نأسف لأزعاجك..!
كانت ريمي تحدق بعمها بتعجب وهو كذلك ينظر نحوها بهدوء.. فابتسم بحنان و قال وهو يشير إلى جانبه : تعالي عزيزتي أجلسي بجانبي.. آه لم تبدين نحيلة جداً.. هل تناولت إفطارك..؟!
هزت ريمي رأسها نفياً... فلتفت السيد كريست على المحامي و قال : ريندر اتصل بـ"جو" ليجلب بعض الطعام إلى هنا.. الكثير منه...
نهض المحامي و قال : سوف أفعل هذا بنفسي سيدي عن أذنكم..
و خرج "بلاك" بسرعة و خفة كأنه ذئب ... ظلت ريمي واقفة بهدوء.. قال كريست : أجلسي على أي كرسي يناسبك عزيزتي.. لقد تأخرت كثيراً أليس كذلك لكني سأعوضك عن كل شيء..
جلست ريمي على كرسي قريب منه , فأخذ ينظر إلى ملابسها و شعرها.. همهم بحزن و قال : تشبهين أمك أكثر... لكنك ضعيفة يجب أن تكوني قوية مثلها.. و مثل والدك "دانيل".. أنظري لهذه الصورة..
وهو يفتح الحقيبة السوداء التي كان المحامي يحملها و أخرج ملفا قديما..
قربت ريمي نفسها وهي تحدق بلهفة.. لاحظ حركتها فتبسم و أزاح لها مكانا واسعا... فنهضت بسرعة و جلست بجانبه.. أخرج الصور و أخذ يقلبها واحدة واحدة وهو يشرح ..
_ هذه صورة أمك "ماريان" و والدك"دانيل" معا خلف حديقة الأزهار.. أنظري كم تشبهين أمك.. لكن تصرفاتك المشاكسة كتصرفات أبيك..
حدقت ريمي بالمرأة الشابة الجميلة و بالرجل الوسيم بجانبها كانا جالسين على كرسي طويل ويحدقان ببعضهما و ليس على المصور ..!! . كم كانا رائعين مع بعضهما..
ثم أراها صورة أخرى لهما معاً متشابكين اليدين ويبدوان في داخل منزل ما من اللوحة الرائعة خلفهما
ثم أرها صورة أخرى لأباها فقط : هذا دانيل وهو شاب في بداية العشرين ربما آه.. في الثالثة و العشرون من عمره... يبدو جديا أليس كذلك ؟!.
ضيقت ريمي عينيها و سألت بخفوت : لم يلبس أبي هذا اللباس الغريب ؟! ماهذه خلف ظهره ؟!.
كان "دانيل" يلبس ملابس سوداء من عنقه حتى قدميه و كأنه محارب..!
توتر فك كريست قليلا و كأنه ارتكب غلطة لكنه أجابها بهدوء : أنه لباس عمله.. هو حارس في قصر كبير.. آ.. وخلف ظهره هذه بندقية.. أنها سلاحه..!
صمتت ريمي مفكرة و قالت : والدي كان يعمل حارساً...؟!
ثم حدقت بعمها و بلباسه الأسود الفاخر و قالت مستنكرة : و ماذا كنت تعمل عميّ ؟!.
أخذ ينظر نحوها بعمق.. ثم قال ببطء : في ذلك الوقت أنا أكبر والدك بخمس سنوات , كنت أعمل صياداً في منطقة بعيدة.. بينما أخي حارساً في قصر أسرة ثرية و أمك كانت تعمل كخادمة بنفس القصر...!
شيء غريب شعرت به ريمي ... قلق قادم ...فقالت بخفوت : و ماذا حصل ؟!.
صر "كريست" على أسنانه الحادة حتى ظهر صوتها و بدأت عيناه تلمعان حزنا أم غضباً لا تدري...
قال بهدوء : سأخبرك بالقصة كاملة لاحقاً...سأخذك لمنزلي الليلة و ستعيشين معنا ريمي , أنتِ ابنة أخي العزيز و لن أتركت هكذا في ملجأ مثير للشفقة.. ربما لم يعيش والداك حياة مريحة ولم أقدر على فعل شيء لأجعل أخي يسعد و يرتاح لكنني سأعتني بابنته وهذا أقل شيء أقدر على فعله.. يا ريمي أجيبيني , هل أنا مخطئ ؟!
صدمت ريمي وهي ترى الدموع تلمع في عيني عمها الداكنتين.. فأغمض عينيه متألماً وهو يزفر الهواء بشدة... أمسكت بيديه و قالت : لا .. لكن سآتي معك عمي.. لا تحزن...
ففتح عينيه وهو يتنفس ببطء ابتسم بصعوبة ثم قلب الصورة بسرعة و أظهر لها صورة أخرى..
لفتاة جميلة ذات شعر بني داكن و عينان عسليتان و صبي أصغر من عمر ريمي , نفس لون الشعر لكن العينين داكنتين.. كان عابسا بينما أخته مبتسمة للكاميرا..
قالت ريمي بمرح : أهذه سامنتا و اريك ؟؟... يبدوان لطيفين.. أنهما يشبهانك عميّ..!!
ضحك كريست بمرارة و قال : من أخبرك باسميهما ؟!
قالت بمرح : السيد بلاك..!
ضيق جبينه و قال : هذا الشاب الذي لا يسمع الكلام...
فجأة صدرت أصوات عديدة مزعجة و فتح باب الملجأ .... ليدخل الفتيات وهن يصرخ بأصوات مرحة
فنهضت ريمي و عمها وهما يحدقان... أتت السيدة ماري و المعلمة جودي ...
قالت السيدة ماري متفاجئة : لا شك بأنك السيد كراوس .. آوه يا ألهي لو نعلم أنك قادم الآن لاستقبلناك , أنني آسفـة للغاية...
قال كريست بوقار : لا بأس , لقد تلقيت استقبالا ممتازا من ابنة أخي العزيزة..
وهو يضع يده على كتف ريمي التي كادت تغلق الباب بوجهه و بوجه المحامي..!!
قالت السيدة ماري بمرح لـ ريمي : استعدي لرؤية أعز الأصدقاء...
فابتعدن الفتيات بشكل مسرحي من عند الباب لتدخل فتاة شقراء جميلة تبدو بكامل الصحة و الحيوية
صرخت ريمي : تــارااااا...
و صرخت تارا : ريميييي..
فركضت إلى بعضهما وهما تتعانقا بسعادة و تدوران...حدقت ريمي بوجهها الناعم وهي تقول بسعادة لا توصف : لقد خفت عليك...
ضمتها تارا وهي تقول : أنا كنت أحلم بك دائما و أسمع صوتك... ثم...
تركتها وهي تمسك وجه ريمي بين يديها : لقد كنت تبكين.. وشعرت بأنك خائفة... هل أنت بخير..
قالت ريمي و دموعها تسيل على وجهها : أنا الآن بخير جداً...
فجأة فتح الباب وظهر رجل بمنتصف العمر و معه امرأة جميلة.. قدمتهما السيدة ماري بمرح : هذان السيد و السيدة لوغان هما من تكفلا بمصاريف المستشفى و قد اعتنيا بـ تارا..
ثم بابتسامه ذات معنى قالت : و سوف يتكفلان بها و يتبنيانها لديهم.. لأن تارا فقدت سنوات من عمرها و تحتاج لعناية خاصة..لقد كبرت لكن فاتتها بعض الدراسة و الأمور الحياتية لذا يجب أن نتقبل أنها سوف تذهب الآن...
تأوهن الفتيات بحزن وهن يتلفت حولهن ما يعني هذا... الميتم شبة خالي لم يتبقى فيه الكثير من البنات.. قالت ريمي بصدمة : اوه ماذا ؟!.
قال فجأة السيد لوغان بتفهم و عطف : سوف تبقى تارا هنا بعض الوقت لأجل صديقاتها , ثم على الجميع أن يكمل حياته و ليست هي فقط..
حدقت ريمي بعمها لثانية و وجدت ينظر نحوها فرأى الدموع في عينيها , فقال برزانة : أنا أوافقك سيد لوغان , كنت أريد أن آخذ ابنة أخي الليلة لكني سأترك لها بعض الوقت حتى تتهيأ للوضع...
نظر نحوه الرجل فقال متفاجئا : السيد كراوس...؟! الرئيس الأول لشركات كراوس الصناعية !.
فحدق الكل بـ عم ريمي... الذي أجاب بهدوء : أنا الآن ولي أمر صغيرتي ريمي..
كانت ريمي لا تهتم إذا كان عمها ملكاً.. المهم هو ما منحه لها من وقت كي تقضيه مع صديقاتها..
أتى المحامي بوقته و من خلفه سيارة ضخمة لمطعم فاخر... دخلوا الخدم و رتبوا سفر طويلة
و كبيرة مليئة بأصناف الطعام الفاخر .. فجلس الجميع يشربون احتفالاً بـ ريمي و تـارا...
بعد وجبة الطعام الشهية أدخلوا أصناف الحلويات ففرحن الفتيات أيما فرحة... و ضحك "كريست" وهو يقول : لو كنت أعلم لاستأجرت أيضا فرقة غنائية لأجل الفتيات...
أتى المساء سريعا... و ودع كريست ريمي وهو يحتضنها بخفه : سوف أتى بعد أسبوع لأخذك..
قالت ريمي بتوتر : أسبوع.. آوه ..حسنا...
قال متعجبا : ماذا ؟! أهو قليل ؟! لأننا يجب أن نسافر إلى بلدنا الأساسي...
فجأة تذكرت ريمي "ريـديك" عندما قال (...سأعود بعد ثلاث سنوات و سنتقابل هنا في نفس هذه البقعة , أليس كذلك..؟! ) وهي أجابته بـ نعم !! لم تكن تدري أن لديها أقرباء.. و ظنت بأنها ستبقى هنا...!!
قالت بتلعثم : ح..حسنا...
قضين الفتيات أسبوعاً رائعا مليئا بالمرح... و أتى المحامي بعد يوم ومعه أربعة من الخدم يحملون أكياساً من الهدايا من عم ريمي ..لكل الفتيات و كذلك السيدة ماري و بعض الأجهزة للملجأ أيضا...
أخذن الفتيات يتوددن و يحببن ريمي أكثر بكثير... و ريمي عندما تفيق من النوم أول النهار وهي تسمع الجميع يناديها... ريمي تعالي معي... ريمي لنتناول الحلوى... ريمي لنلعب خارجا....
بالرغم من سعادتها لكنها ملتصقة بـ تارا و كذلك تارا لم تتركها..
و مر الأسبوع سريعا... فكرت ريمي بقلق كيف يمكنها ترك صديقاتها و أخذت تبكي مساء يوم السبت..
عندما استيقظت صباحاً... و جلست على الإفطار.. كان الجو متكوما و الفتيات حزينات..
حتى السيدة ماري لم تقدر على التحدث جيداً... الجميع سيفقدون ريمي..!
حدقت ريمي حولها ثم سألت : أين تـارا ؟!.
قالت السيدة ماري وهي تضع أمامها طبقا من الفطائر : لقد خرجت لتتمشى قليلا.. آوه عزيزتي تناولي إفطارك أولا.... ريمي !!
لأنها نهضت بسرعة و خرجت... و هي تركض في الغابة...
مشت قليلا... حتى وصلت إلى الجدول الصغير .. و وجدتها... تارا كانت تجلس على الجسر الخشبي
و قداماها يغطان في الماء ... لأنها كبرت بالفعل..
مشت ريمي نحوها و جلست بجانبها ثم خلعت حذائها و حاولت غطس قدميها في المياه الباردة لكن أصابعها فقط لمست الماء..
_ آوووه أنه بارد...
فتنهدت تارا و لم تنظر نحوها... قالت ريمي بيأس : تحدثي إلي...!
تارا تكون في السادسة عشرة , لكنها تبدو هزيلة قليلا... و شاحبة بعض الشيء بعد أن اكتسبت خديها حمرة في بداية الأسبوع عاد شحوبها مجدداً قبل رحيل ريمي..
قالت تارا بصوت مخنوق : أنني لا أقدر على الكلام جيداً.. لكني لا أريد أن نفترق هذا كل شيء..
احتضنتها ريمي بعفوية وهي تقول : سوف نتقابل كثيراً بالمستقبل بعد أن تتزوجي و يصبح لديك منزل جميل...
لا تدري تارا هل تضحك أم لا... فابتسمت وهي تعانق ريمي وكلاهما تنظران إلى صورتهما المنعكسة على الجدول الصغير , قالت : نعم يا أختي الصغيرة .. بالطبع سنرى بعضنا..
ثم سكتت قليلا.. و أكملت : لقد.. رأيتك ذات مرة في حلم غريب...
ثم تركت ريمي التي حدقت نحوها.. قالت تارا بنبره هادئة : لقد رأيتك تمشين في شارع مجهول وكأنك تائهه و قلقه لست خائفة لكنك تنادين باسمي... ثم توقفت عند مفترق طرق فظهر رجل ما و هو...
قالت ريمي مصدومة : حقا...؟! – كانت تفكر بذلك اليوم الذي هربت به من الميتم.. - !
أكملت تارا بخفوت : ظهر شخص ما و أمسك بيدك ليقودك إلى طريق مضيء و به أزهار جميلة..
قالت ريمي متعجبة : أزهار , ماذا عن الفراشات ؟!
ضحكت تارا بمرارة ... لكنها رفعت أحد حاجبيها و أكملت بقلق : أنتِ تخفين أمراً فضيعاً..!! أخبريني ماذا حدث ؟!.
قالت ريمي بقلق : لا شيء مهم .. كنت حزينة فقط.. و مرت أيام صعبة هذا كل شي..!!
اقتنعت تارا قليلا ثم أخذت تلعب بالمياه بقدميها...و فجأة بدأت بالغناء فأخذت ريمي تغني معها بمرح..
و مساءا قبل العشاء.. ورد اتصال من المحامي أنه قادم لاصطحابها , و تذكرت ريمي أنها لم تحزم امتعتها ولم تستعد أبداً ... لقد كانت تلعب مع الفتيات غير آبهة لرحيلها اليوم !!!
فصعدت ركضا إلى المهجع... و عندما دخلت الغرفة الخالية ... و توجهت نحو خزنتها..
نعبت بومة بيضاء فجأة قرب النافذة المفتوحة..
ففزعت ريمي و حدقت بها... آوووه أنها بومة السيد "براون" !! و مهلا... كان هناك لفافة ورق مطوية بقدمها.. اقتربت من البومة و أخذت الورقة المطوية و فتحتها.. أنها رسالة !!
( إلى العزيزة السيدة الصغيرة / ريمي .
كيف هي أحوالك في الميتم ؟! , اتمنى أن تكوني بصحة جيدة و تتناولين طعامك بانتظام .
أنني مشتاق لسيدتي الصغيرة المرهفة الأحاسيس , أخبريني عن نفسك ..
هل تذكرتني أم آتي لأذكرك ؟!
المخلص / ريديكـ.. )
هتفت ريمي بمرح وهي تقفز حول نفسها... أنه لم ينسني..!!
ثم أخرجت ورقة آخرى و كتبت بسرعة ..
(كلا أنا لم أنسك سيد... أقصد ريديـك...! أنني آكل جيداً ... و أنا بخير لقد خرجت صديقتي تارا من المستشفى و سوف تتبناها عائلة رائعة اهتموا بها ... و أنا يجب أن أغادر الميتم اليوم مع عمي كريست... ليتني أراك قبل أن أغادر... آسفة سيد ريديك ربما لن نتقابل لاحقا هنا...! )..
وشعرت بالحزن لأنها لن تراه قريباً... ربما أبداً.. فكتبت و الدموع في عينيها
( أشكرك جداً لقد ساعدتني و أنقذت حياة تارا.. )
ولم تجد ما تكتبه فتوقفت و ربطت الرسالة بقدم البومة البيضاء الجميلة و تركتها تطير عاليا في الليل
وهي احتفظت برسالته في حقيبتها... و استعدت ثم نزلت .. إلا بالسيدة ماري تنادي عليها...
بكت الفتيات جميعا و ودعنها و كذلك السيدة ماري لم تستطيع أن تتمالك نفسها و تارا أيضا لكنها حاولت أن تكون شجاعة ... و بأمل أن يلتقيا في المستقبل..!
فأمسك الخادم بحقيبة ريمي الصغيرة ,و مشى إلى السيارة السوداء و كان "بلاك ريندر" واقفا بجانب ريمي بعد أن احتضنت تارا.. لم يقدر عمها على المجئ لأنه مرهق قليلا فتطوع بلاك للقدوم..
و كان صامتا بلا مشاعر متأثرة أمام الفتيات اللاتي يبكين.. و ريمي تجاهد كي تتماسك..
_ هيا آنسة كراوس ... علينا الذهاب لقد تأخرنا بما فيه الكفاية..
1* رأيكم بالباارت طبعا بشكل عاام ^^ ...
2* توقعات للبارت القادم ؟
3* هل ستقابل ريمي ريديك في المستقبل ؟!
4* برأيكم ماهى قصة والد ريمي.... و هل له علاقة بمصاصي الدماء ؟!
|
__________________
لا أقبل صداقة الذكــــــــــــــــــــــــــــــــور
أبى ♡
الغائب الذي لن يعود
وأنا المشتاق
الذى لم يجف عينه
التعديل الأخير تم بواسطة ام بطن ; 02-16-2014 الساعة 01:15 PM |