12-24-2013, 11:15 PM
|
|
البارت الثـامن [ ذئــب وحيــد ! ] اسرعت ريمي نحو غرفتها و أمضت بها بقية اليوم و قد غفت نائمة عن موعد الغداء ... و كأنها سمعت صوت إليسيا الحنون قريب منها تحاول إيقاضها لكنها لم تفق ... كانت عيونها مرهقة جدا من شدة البكاء لقد صدمت من عمها و من الحقيقة كما قال اريك..... هل عليها أن تتأقلم بسرعة و بدون أي اعتراض على هذا الوضع...؟! لقد حلمت عن ريديك .. رأته كثيراً , و كان عابساً غير سعيد... بكت وهي تناديه بألم... لكنه لم يسمعها . كان هناك حاجز من ضباب أسود بينهما ... تكثف الضباب بشدة وهي تحاول الصراخ من غير جدوى ..!! شعرت بنفسها تهوي في ظلام ... ثم عيون حمراء مخيفة كثيرة تتكون من حولها... شهقت بقوة .. _ ريمي عزيزتي...! كان صوت إليسيا القلق قرب أذنها , ففتحت عينيها و رأت الأم جالسة قربها... مسحت على شعرها و قالت بقلق _ آوه عزيزتي هل أنت بخير ؟! , لا شك بأنه كابوس ! خذي بعض الماء يا ابنتي . تناولت ريمي الكأس بيد مرتجفة... كانت تتصبب عرقاً و صورة الضباب الأسود و العيون الحمراء تهتز بعقلها.. _ هل تحسنت الآن ؟! , أتريدين العودة للنوم ؟!. هزت ريمي رأسها وهي تغمض عينيها و تجلس ببطء : لا أنا سأنهض .. _ لا بأس عزيزتي... سأرسل لوسيا لتساعدك .. لكن لوسيا لم تأتي بل دخلت سامنتا مندفعة وهي تحتضن ريمي بقوة : آووه ريمي هل أنت بخير ؟! _ قالت ريمي مختنقة : بخير . _ هيا سأساعدك على تبديل ثيابك أتعلمين أن هناك ضيوف يودون رؤيتك , ربما أمي لم تخبرك خوفا من أن تنزعجي.. لكن لا تقلقي أنهم ليسوا غرباء.. لبست ريمي ثوبا جميلا هادئا بلون البحر و نزلت مع سامنتا إلى غرفة الضيافة.. كان هناك صوت رجلين يتكلمان بهدوء... طرقت سامنتا الباب بتهذيب ثم دلفت و من خلفها ريمي... نهض عم ريمي "كريست" و رجل آخر و كذلك إليسيا و امرأة أخرى جميلة وكان هناك بلاك يجلس بجانب امرأة تبدو في منتصف العمر تشع بالحنان. شعرت ريمي بالاحراج ليس من الضيوف بل من عمها , تقدم منها و أمسك بكتفها وهو يقدمها إلى الزوجين _ هاهي ابنة أخي ريمي , أليست جميلة ؟!. – ثم وجه حديثه اللطيف إليها – عزيزتي هؤلاء هم عائلة لوكاس , و هذه السيدة هي "رولين رايندر" أم بلاك . قالت ريمي بخجل : مرحبا... حيوها بلطف شديد و أجلسها عمها على أريكة طويلة بجانب أريكته هو و جلست سامنتا بجانبها مما جعل ريمي تشعر بالارتياح.. أخذ الجميع يتحدثون عدة دقائق عن حياتهم لـ ريمي و فجأة تحدثت السيدة مارجريت بصوت رقيق وهي تنظر نحو ريمي بحنان : تبدين رائعة جداً عزيزتي أنتِ خليط من رجل عظيم و امرأة عظيمة . سوف تكونين فتاة عظيمة أيضا. كان الجميع قد صمتوا يحدقون بها , و قد احمرت وجنتا ريمي بشدة بسبب اطراء أم بلاك.. كان لطف شديد منها لكن هل حقا سوف تكون عظيمةً , أنها تكاد لا تقوى على الوقوف على قدميها من هول ما عرفت من حقائق ! قالت بعد أن جمعت أشتاتها : شكرا سيدة رايندر , لكني لست أسطورة . لا أريد تخييب آمالكم , أني أشعر بالقوة فقط بينكم... أنا ... في الحقيقة ضعيفة . أنكست رأسها وهي تقول جملتها الآخيرة بصوت خفيض للغاية , لكن الأكيد بأن الكل سمعها.. _ أنت لست كذلك , لقد أخبرني أحدهم بهذا وهو محق !. صدمت وهي تنظر نحو بلآك بعدما تحدث بصوت هادئ واثق.. عيناه الغريبتان تخفيان أسرار آخرى.. ودت ريمي بشدة أن تتحدث إليه و تستفسر أمور كثيرة يكره عمها الخوض فيها.. لكن لا تقدر الآن..! ............... افاقت في وقت ماقبل الفجر .. و كان الجو مظلماً.. و الهدوء يعم الأرجاء... ليس هناك أي صوت.. أو حتى حفيف الأشجار في الخارج !. رأت أن ثيابها قد بدلت بثوب نوم وردي فاتح واسع وقصير قليلا إلى منتصف ساقيها.. دخلت إلى الحمام لتغسل وجهها.. ثم خرجت إلى الممر... حدقت بباب غرفة ســامنتا ... لا يوجد ضوء في الأسفل.. نائمة مؤكد... و للتو تنتبه إلى الساعة الجدارية في الرواق الصغير هذا... كانت تشير إلى الثالثة... يا ألهي هل نمت كل هذا الوقت ؟؟!!... و الآن ماذا أفعـل ؟!. نزلت إلى الردهة الفاخرة , و كان كل شيء يغرق بالسكون و الظلام , ضوء القمر الفضي ينساب من النوافذ الكبيرة المسدولة عنها الستائر , كان ظلها خفيفا و هي ترى جيداً ... توقفت مندهشة قليلا وهي ترى ضوءا من باب غرفة المكتبة..!! تعجبت جداً.. هل عمها مستيقظ..؟! اقتربت قليلا من الباب لكنها لم تسمع شيئا... ثم ابتعدت بهدوء خطوتين حتى سمعت صوت الباب يفتح من خلفها.... التفتت بسرعة و صدمت وهي ترى ... بلاك هو من خرج من الغرفة ؟!. هل يبيت هنا الليلة ؟! لديه عمل كما بدا من مظهره....!! رفع حاجبيه تعجباً , و بهدوء شديد نطق: صباح الخير ..!! ردت ريمي بعد ثانية الصدمة : أ..أهلا..!! _ لم أنتِ مستيقظة في هذا الوقت المتأخر ؟!. قالت بحذر وهي تراقب بدق ردات فعله : لقد اكتفيت من النوم... فجأة ابتسم لها بشكل خفيف لطيف , فقال : أنني ذاهب لصنع فنجان من الشاي , أترغبين بالمشاركة ؟! فكرت ريمي أن هذه فرصتها في الحديث , فقالت بمرح خفيف : أجـل.. جلسا في غرفة المكتب و بلاك يحمل صينيه الشاي عليها فنجانين من الخزف .. وضع أمامها الفنجان وهو يسأل : سـكر ؟!. _ آوه.. سأضع أنا , شكرا سيد بلاك.. وضعت بعض السكر ثم تذوقت الشاي الدافئ اللذيذ , آنه يجيد الصنع !. رفعت بصرها إلا به يراقبها بأدب ... فكرت بقلق , هل لديه قدره على قراءة الأفكار مثلا...؟!! قال بابتسامه خفية : هل أعجبك ؟! _ أجل.. شكرا لك.. رشف قليلا من فنجانه و قال وهو ينظر إلى المكتبة بعيداً : لو كان هناك بعض البسكويت , لكن لا يهم..!! قالت ريمي بتردد خفيف : آ... سيد بلاك , بما أننا هنا أود أن .. أتحدث !. عاد ينظر نحوها و قد ابتسم بشكل واضح أخيراً قال : _علمت بأنك تودين الحديث , بكل سرور أطلب منك أن تسألي ما تشائين آنسة كراوس.. طرفت ريمي بعينيها ثانية , ثم هزت رأسها ... أنه ذكيّ.. و هادئ الطباع... يشبه ريديك في الصفات , لكنه أصغر سنا بالطبع و بارد التعامل بالرغم من تهذيبه.. ريديك يملك عينان فضيتان ساحرتين كالقمر بينما هو يملك عينين ذهبيتين حادتين..! قالت بعد أن تنفست بعمق : أريد أن أعرف كامل القصة ,و عن عائلتكم أن لم تمانع..! رشف من فنجانه قليلا ثم قال وهو يسند ظهره إلى كرسيه : بالطبع لا أمانع .. همم حسنا , كيف لي أن أبدأ... علاقاتنا ممتازة جداً , فنحن اجتماعيون للغاية .. لا تتصوري بأن السيد كريست عمك يكره عائلتنا بشدة.. لا هو متحفظ قليلا و قلق عليك فقط... كم مرة شاهدته يتحدث إلى أمي يدعوها... تذكرت السيدة الرائعة الحنونة , فقالت وقد لمع في ذهنها شيء غريب : مهلا.. أمك تدعى السيدة رولينا صحيح ؟!. ضيق جبينه ثانية وهو يجيب : حسـنا.... ؟! اعتدلت في جلستها و قالت غير مصدقة : لكن ريديك عندما تحدث إلى السيد براون قال بأن أمه تسلم عليه و قد ذكر السيد براون اسمها آنذاك وهو السيدة رولينا.. كيف يمكن أن تكون أم ريديك أيضا...؟!. في البداية بقي جامداً لثوان... ثم ظهرت أسنانه بابتسامه ضاحكة وهو يقول : لا أصدق !. هل قابلت عمي بــراون ...سأخبرك يا صغيرة ...! ظلت مصدومة منه , فقال بهدوء و رزانه : عمنا أنا و ريديك براون هو الأخ الأوسط و والد ريديك "ليكسس" هو عمي الأكبر ... أم ريديك توفيت بمرض سيء فتولت أمي "رولينا" تربيته معي وهو يناديها بـ أمي لا بأس بهذا لكنه لا ينادي والدي بـ أبي ...! سألت ريمي مبهورة : هل والدك على قيد الحياة سيد بلاك..؟؟ طرف بعينيه و قال بعذوبة : أنا المحظوظ هنا , نعم كلا والداي على قيد الحياة و بأفضل حال.. والدي "رايندر" و ريديك يعملان في الفندقة .. و أنا لا أراهما كثيراً .. فكرت ريمي بنفسها "كيف يبدو والد بلاك "عم ريديك" الأصغر... الوضع يبدو طبيعيا للغاية... و لكنه يستخدم اسم أبوه و ليس اسم عائلته "آيدنـس" ؟! , هل يحاول التخفي مثلا... يبدو محققا أكثر من أن يكون محامياً... يالا الغرابة , و لا تزال عيناه تخفيان الأسرار مثل عينا ريديك..! وهم من يظنونها لا تزال طفلة ..! بالرغم من أنها في الرابعة عشرة لكنها شديدة الملاحظة.. سألت بهدوء : هل يأتي السيد رايندر هنا؟!. _ مرتين أو ثلاث خلال السنة.. أن والداي يسكنان في قصرنا في الريف بمنطقة بعيدة قليلا.. ريديك يسكن و يعمل لوحده و أنا كذلك.. لكننا متواصلون دوماً.. فهمت ريمي الأمر... و فكرت في الماضي.. هل كان ريديك مريضا حقا أم.... سألته بصوت يشوبه قلق : ما أمر ريديك... هل كان مريضا جدا..؟!. عبس بلاك قليلا ثم قال بهدوء : في الحقيقة ... لا .. لكنه كان يائسا وليس مريضا بالمعنى الحرفي... كان مراهقا و أنا كنت لا أزال في التاسعة لكني أذكره تماماً ... صمت ثوان ثم أكمل : كان منعزلاً و لم يحب أمي في البداية ولا أنا... ثم قدرت أمي لاحقا على معالجه حزنه , لكن بعدها بفترة بسيطة ... حدث هجوم سيء .. قُتل فيها والده "عمي ليكسس" و كذلك والداك .... فأصيب ريديك بصدمة عنيفة مكنته من التحول و السعي للأنتقام.. ! أردف سريعا : كم أنا آسـف لكل هذا... أدريك ريمي أن ريديك عانى طفولة صعبة و مراهقة مؤلمة .. قالت بهدوء حزين : لقد ذكر لي أنه قتل من قبل بعضهم , و أظنه لهذا مصاب في قدمه... رفع بلاك عينيه العسلية نحوها وهو يقول مستغربا : حقا ؟! , قال لك هذا , أنه لا يتحدث بالموضوع قط ..!! متى أخبرك ؟!. حدقت به ريمي بقلق و قالت بتوتر : منذ زمن طويل... آ... أول لقاء لنا...! ظل بلاك يحدق بها مفكا بعمق.. فشعرت ريمي بالتوتر أكثر... قال بلاك بنبره هادئة غريبة : آنسة كراوس هو لم يعرف هويتك تماما إلا عندما أرسلت له الرسالة كما أظن و قابلنا في الفندق.. هنا كان يعلم من أنتِ .. لقد قابلته بالأمس و تحدثنا... آ..!! صمت فجأة عندما جاء بذكره ... أتى دور ريمي لتحدق به بريبة... _ قابلته بالأمس...؟! – كانت مصدومة , ثم بنبرة عاديه سألت – كيف حاله ؟!. أشعرت نبرتها بلاك بأنه مذنب... فقال باقتضاب : أنه يسأل عنك .. شعرت ريمي بالسعادة فقالت و عيناها التركوازيتان تلمعان : حقا ..^^ أكمل بلاك و قد عاد إلى بروده القديم : نعم وهو يريد أن يبعث برسالة إليك عن طريقي... فقلت له أن يوصلها لك بنفسه لأنني لست ساعي بريد !!. لأول مرة شعرت ريمي بأن بلاك شخص راائع... ثم شعرت بالخجل بشدة.. ما قصده من هذا الكلام ؟!. فسألت بتردد : و حتى بعدما... انتقم ريديك من اؤلائك.. لا يزال عمي غاضباً منه فقط ..؟!. نظر نحوها و هنا بدت عيناه متعبتان قال بصوت هادئ : حتى بعدما انتقم و عضه أحد الملعونين أولائك و أصيب بشكل دائم , فالسيد كريست لا يحب رؤيته !. أنه لا يكره عائلتنا أبداً بل هو غاضب فقط من ريديك.. و قد تشاجر مع عمي براون منذ سنوات لأنه حاول أن يصلح بينهما.. قالت ريمي بحزن : غضبه بلا مبرر ليتني أقدر على التحدث إليه هذه الفترة... _ لا تفعلي.. أنت لا تزالين صغيرة و قد لا تفهمين دوافع الكبار.. دعي الأمر كما هو وإلا سيسوء.. شعرت ريمي بالغضب من عمها .. لقد عانى ريديك بما يكفي... متى يمكنها أن تتدخل.. فجأة سألته بضيق : كيف يمكنني أن أتحدث إلى ريديك..؟! نظر نحوها بلاك بغموض.. ثم استرخى وهو يرد : آممم.. اعتقد بأنه سيأتي لرؤيتك.. لكن لست واثقاً من سهولة الأمر.. و أظن بأنه يجب على ريديك أن يدعك و شأنك..! طرفت ريمي بعينيها و قالت بضيق شديد : ماذا ؟! , لا.. لا أفهم ماهو شأنكما أنت و عمي بنا..! لا أظن بأن ريديك سيقتلني حتى بعد أن علم بأنني من عائلة كراوس.. قال بلاك سريعا : اوه كيف فهمت الأمر هكذا .. , كلا عزيزتي.. كل مافي الأمر هو يجب الصبر على الوضع و انتظار بعض الوقت.. _ سنوات مثلا...؟؟؟ قالت ريمي بغيض.. أكملت : يريد أن يتحدث معي و أنا لا أرفض أن نكون أصدقاء مهما كان.. ظننت أن القصة مريعة لكن سبب كل هذا الغضب سخيف مع احترامي لك سيد بلاك.. حدق بها بلاك مصدوما قليلا.. قال بهدوء مجدداً : أرجو أن تكوني عاقلة قليلا آنستي , احترمي رغبة عمك لبعض الوقت.. رفعت ريمي حاجبيها الدقيقين و قالت ببرود اكتسبتها منه : _ حقا لبعض الوقت ؟! , أنا سأحترمها دوماً , لكنه تمادى في كرهه لـ ريديك الذي لا ذنب له.. ضيق بلاك جبينه و قال ممتعضا بضيق : أهذه رؤيتك للأمر , حسنا بعدما تتحدثين إلى ريديك سترين الحقيقة من الجهة الأخرى.. سيتبين الوضع قريبا لذا أنا أطالبك بالصبر..! شعرت ريمي بالقلق... فقالت بهدوء أكثر : طيب , شكرا لنصيحتك سيد بلاك.. ابتسم لها ابتسامه سرعان مااختفت ثم نهض وهو يقول : لقد طلع الفجـر...! كان ينظر خلفها .. إلى النافذة ... فنظرت هي أيضا و تبسمت.. الفجر الجميـل.. لقد مر الوقت بسرعة معه... بلاك شخص يستحق التقدير و أهلا جدا للثقة.. لكن بالنسبة لـ ريديك... فهو شخص قوي مخلص جداً... و حساس... و يصعب عليه الوثوق بالآخرين و قد كره في البداية وضعه الحقيقي.. لكن هل لا يزال يكره ما هو عليه..؟! مع كل هذا... عرفت ريمي كيف تصفه.. هي لم تره على تلك الهيئة... لكن تخيلته... ذئبــاً.. ذئــب يقف وحيداً و شامخاً أمام القمـر الفضيّ..~ مر أسبوعان و لم تتلقى أي نوع من الرسائل أو التلميحات من بلاك عندما يأتي لتناول العشاء في بعض الأيام... و لم ينطق اسم ريديك أبداً ... لكنها هي أرسلت مرتين للميتم مع هدايا بسيطة للجيمع ... تسأل عن صديقاتها و السيدة ماري .. و قد ردوا لها الرسالة مع الكثير من الهدايا المشغولة يدويا خصيصا لها... بدأت السيدة إليسيا بالتحضرات للسنة الجديدة حتى تدرس ريمي مع اريك في المنزل لحين بلوغها الخامسة عشرة حتى تدخل بنفس مدرسة سامنتا ... كان اريك لطيفا جدا معها و يعاملها بطريقة لطيفة أكثر بما أنه الأقرب لها سنا فهو متفهم كثيراً و قد أيقض فيها روح الفضول و المغامرة مجدداً عندما اصطحبها مع سامنتا ذات يوم للغابة كي يتمشون و يمرحون... في صباح اليوم التالي... / نزلت ريمي الدرج بمرح , كانت تلبس تنورة داكنة إلى أسفل ركبيتيها كنزة من الصوف الخفيف بلا أكمام نقشت عليها حرف اسمها الأول و حرف اسم تارا الأول كانت هذه هدية من تارا لبست من تحتها قميض خفيف ..وقد تركت شعرها متطاير ... كادت تسقط لكن لحسن حظها كان عمها واقف يتحدث مع زوجته عندما تعثرت قريبا منه... فأمسك بها بسرعة و ثبات.. قال معاتبا : آوه لا.. عزيزتي هل أنت بخير , كدت تتأذين..!! قالت ريمي ضاحكة : آسفـة عميّ.. قالت السيدة إليسيا و يدها على قلبها : انتبهي جيداً لخطواتك صغيرتي , ثم لا أريد منك أن تكوني نسخة آخرى من سام... كانت سامنتا لا تعرف شيئا يدعى المشي ... فهي دوما تركض... صحيح أن اريك مغامر لكنه متعقل أكثر من أخته الأكبر سناً.. ضحكت ريمي و سألت : كنت أريد أن أسأل عنها فهي ليست بغرفتها.. قالت السيدة إليسيا : آوه عزيزتي.. سامنتا قد بدأت الدراسة اليوم في المدرسة... لأنهم يبدؤون باكرا قليلا , لكنهم ينتهون قبل الجميع... تأوهت ريمي وقد شعرت بالضجر.. فهي لن تبدأ الدراسة إلا قبل أيام.. _ يمكنك أن تذهبي لـ اريك فقد انتهى تدريبه.. سألت ريمي : ألا يغفو في هذا الوقت...؟؟ كان اريك ينام ساعة واحدة بمنتصف الظهيرية كي يرتاح بعد تدريبه الصباحي المبكر.. أجابها هذه المرة عمها بهدوء وهو ينظر من النافذة الكبيرة : لقد رأيته خارجاً في الحديقة.. قالت ريمي بمرح : حسنا.. سأذهب إليه.. ودعتهما وهي تهرع نحو الباب... خرجت تتمشى في الحديقة الرائعة حتى وصلت إلى النافورة .. ولم ترى أثراً لـ اريك... فكرت بضيق , أين هو ؟!. _ مرحبـا ريمــي...! التفتت فوجدته , قالت بمرح وهي تراه يقبل نحوها و بيده سيف حقيقي : _ لا تقل لي أنك كنت تتدرب.. أجابها معترفا : حسنا... كان تدريبا خفيفاً.. ألتمعت عينا ريمي وهي تقول : ليتني أراك أثناء التدريب.. ضحك و قال : آوه أفضل ألا تفعلي...و لا تسأليني لماذا ؟ , بالمناسبة معلمنا سيأتي اليوم على العشاء .. والدي داعاه و هو متشوق للتعرف إليك.. قالت ريمي بدهشة : حقا ؟! , رائع... صفه لي..!! توقف قربها وهو يقول : همم .. يدعى "ماركوس ديلان" وهو من أهل الشمال البعيد.. لكن لديه بيت و عائلة هنا.. معلم قدير لكنه صلب جداً يجيد تعليم كل شيء. و بصراحه والدي قلق عليك يفكر في البحث عن معلمة خاصة لك.. لكني أقترحت دعوته للعشاء اليوم حتى تتعرفي إليه أن كنت مرتاحه معه قلا بأس.. على العموم نحن سنكون معا ندرس ولن يكون مضطراً لتعلم كلا منا على حده.. قالت ريمي بارتياح : معك حق.. لا أظن بأن هناك أي داع للقلق.. آ.. بالطبع هو....أ.. أكمل اريك جملتها بابتسامه : منا... بالطبع هو منا و هو مدربي أيضا بالمناسبة. قالت ريمي بإعجاب : راااائع , يبدو بأنه يعرف الكثير بالفعل... تحدثا كثيرا عن الدروس و التدريبات و المعلم الجاد القاسي.. لكنه سيظطر لتتغيير أسلوبه قليلا لأجل ريمي... قالت فجأة وهي تنظر إلى السماء : أحـب أن أتمشى بالغابة.. الجو جميل جداً.. نظر اريك للبعيد.. ثم تنهد و قال : للأسف لدي تدريب كثير.. و سامنتا ليست هنـا لـ.... قاطعته ريمي بتفهم : لا بأس ... سأكون وحدي بخير ثم أنني لن ابتعد.. ويمكنك الوثوق بي.. قال مندهشا : بالطبع ريمي , لكني كأخاك الأكبر أنا سأقلق عليك و سأنتهي تدريبي بسرعة ثم ألحق بك... قالت ريمي وهي تمشي إلى البوابة : سأخبر السيد "فلاد"بأنني سأتمشى هنا لا تقلق.. سيعلم الجميع أين أنا.. الحارس "فلاد" رجل بالاربعين قوي و شديد الملاحظة وهو زوج السيدة لويسا و حارس المنزل مع بعض مساعدينه الذي لم تره ريمي كثيراً سوى عندما تستيقظ منتصف الليل و تنظر من النافذة لتجد حارس أو اثنين يمشون و على ظهورهم بنادق أو سيوف بأحزمتهم.. ... لوح لها اريك مودعا فبادلته التلويح... تمشت كثيرا بالغابة وهي تغني مع نفسها و للعصافير على الأشجار.. و تجمع بين يديها أزهارا صغيرة ... جلست تحت ظل شجرة قرب الجدول الجميل... وهي تسمع تدفقه استرخت كثيراً فالوقت لا يزال في الظهيرة ... ثم دون أن تشعر... غرقت بالنوم... حلمت بالظلام الشديد... البارد... ثم تضايقت بشدة و لم تقدر على التنفس... شهقت وهي تفتح عينيها... فصدمت رعبا مما رأت... لن يكون هناك اسئلة بسسب تأخرى
وارجو ان تسامحونى |
__________________
لا أقبل صداقة الذكــــــــــــــــــــــــــــــــور
أبى ♡
الغائب الذي لن يعود
وأنا المشتاق
الذى لم يجف عينه
التعديل الأخير تم بواسطة ام بطن ; 02-16-2014 الساعة 01:53 PM |