|
نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
واجعلنا للمتقين إماماً يروي الإمام مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس، وكان أجود الناس، وكان أشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة فانطلق ناس قبل الصوت، فتلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعاً وقد سبقهم إلى الصوت وهو على فرس لأبي طلحة عرى في عنقه السيف وهو يقول: " أ لم تراعوا..لم تراعوا". لقد سبق رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه إلى مكان الصوت ثم عاد ليطمئنهم ويهدىء من روعهم ويقول لهم: " لم ترعوا ..لم تراعوا". وهكذا يكون القدوات. إن أزمة الأمة في هذه الأيام هي أزمة قدوات.. لقد ابتليت أمة الإسلام بأسماء لا مسميات لها، وبألقاب تفتقر إلى مضمون. لذا كثر المتكلمون وقل المؤثرون، ونُمقت العبارات وشُوهت الحقائق. وما أجمل ما نقله الماوردي عن علي بن أبي طالب حيث قال: " إنما زهد الناس في طلب العلم لما يرون من قلة انتفاع من علم بما علم، وكان يقال: خير من القول فاعله، وخير من الصواب قائله، وخير من العلم حامله ". ثم تبعه مالك بن دينار فأطلق صيحته المدوية قائلاً: " إن العالم إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن القلوب كما تزل القطرة عن الصفا ". إن الحقيقة التي ينبغي أن يدركها الدعاة وأفراد الدعوة الإسلامية هي أنهم بمجرد التزامهم بالإسلام ومطالبتهم بتحكيمه واعتباره منهج حياة، أقول: بمجرد هذا الالتزام فإن الناس ينظرون إليهم نظرة دقيقة ويضعونهم تحت رقابة مجهرية. فرب عمل يقوم به المسلم الملتزم لا يلقي له بالاً هو في حساب عامة الناس من الكبائر لأنهم يعدونه قدوة لهم. ومن ثم فإن حياة الداعية وسلوكه وطبيعة تصرفاته واهتماماته ليست مالكاً له وحده، فهو ليس حراً يفعل ما يشاء، ويدع ما يشاء، بل ينبغي أن يزن كل حركة وكل سكنة وأن يدرك تأثيرها على الناس. لذا قال أحد السلف: " كنا نخوض ونلعب فلما وجدنا أنه يُقتدى بنا أمسكنا ". ودخل المروزي على الإمام أحمد بن حنبل فقال له: " يا أستاذ، قال الله تعالى: " ولا تقتلوا أنفسكم " فقال الإمام أحمد: يا مروزي أخرج، انظر أي شيء ترى، قال المروزي: فخرجت إلى رحبة دار الخليفة فرأيت خلقاً من الناس لا يحصي عددهم إلا الله، والصحف في أيديهم والأقلام والمحابر في أذرعتهم. فقال لهم المروزي: أي شيء تعملون؟ قالوا: ننظر ما يقول أحمد فنكتبه، قال المروزي: مكانكم، فدخل إلى أحمد بن حنبل فقال له: رأيت قوماً بأيديهم الصحف والأقلام ينتظرن ما تقول فيكتبونه.. فقال أحمد: يا مروزي أضل هؤلاء كلهم؟ أقتل نفسي ولا أضل هؤلاء". إننا بحاحة أن ننتبه إلى القدوات، وأن نعتني بهم عناية خاصة، بل أن يكون من بين كل مجموعة من الدعاة فئة أو ثلة من القدوات كي يقوموا بدور المرشد والموجه والمشجع لإخوانهم الدعاة، فتكون للدعوة الإسلامية قدوات تربوية، وأخرى دعوية، وثالثة إيمانية، ورابعة اجتماعية..الخ. بقي أن نقول: إن مسئولية إيجاد هؤلاء القدوات هي مسئولية مشتركة بين الدعوة والفرد.. فالدعوة الإسلامية ينبغي أن تقوم بانتقاء القدوات وتطويرهم وتوجيههم وتحفيزهم والاهتمام بهم وتوفير ما يحتاجه القدوة من علم ومعرفة، هذا بالإضافة إلى توفير الأدوات والوسائل التي تعين القدوة كي يحافظ على ورعه وتقواه واتصاله بالله تعالى. وفي الجانب الآخر فإن الفرد يتحمل جزءً كبيراً من المسئولية، فمن غير المقبول للقدوة أن يبقى عاجزاً لا هم له إلا فتح فمه ليُلقَّمْ مستلزمات القدوة تلقيماً، فإن ذلك من الصعوبة بمكان على الدعوة الإسلامية. ومن هنا لا بد للقدوة ( أو من يراد له أن يكون قدوة ) أن يبادر بنفسه فيطور قدراته وينمي معارفه ويعتني بإيمانه وقلبه. إن أصحاب الهمم العالية تأبى نفوسهم أن يكونوا هملاً لا تأثير لهم، ولذا كان من دعاء المؤمنين: " واجعلنا للمتقين إماماً " (الفرقان: الآية 74). يقول قتادة معلقاً على هذه الآية: " أي قادة في الخير ودعاة هدى يؤتم بنا في الخير ". إنه مضمار سباق فرحم الله عبداً شمر فسابق فسبق، وجزى الله خيراً من قاد نفسه فألزمها سبيل الجد والاجتهاد، إذ لا مكان اليوم للضعفاء. وتذكر قول الشاعر إذ يقول: فالسابقون مضوا وما خدعوا الوَرَى *** بالتُّرَّهاتِ لأنهم أمناءُ واللاحقون مضوا على أهوائهم *** أرأيتَ ما فعلتْ بنا الأهواء بدع بها جمعوا من الأموال ما *** جمعوا ومجموعُ الهباءِ هباءُ في ذمة العُلماءِ هذا كله *** إن كان فيما بيننا علماءُ للفائدة منقول هذا والله أعلم
__________________ قول الشيخ أنباني فلان*****وكان من الأيمة عن فلان إلى أن ينتهي الإسناد أحلى***لقلبي من محادثة الحسان فإن كتابة الأخبار ترقى***بصاحبها إلى غرف الجنان |
#2
| ||
| ||
رد: واجعلنا للمتقين إماماً وبارك الله فيكم على الموضوع القيّم أخوكم في الله فارس السنّة
__________________ يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله) في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض (( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ )) الزمر : 36 ألا أن سلعة الله غالية .. ألا ان سلعة الله الجنة !! |
#3
| ||
| ||
رد: واجعلنا للمتقين إماماً جزاك الله خيراً أخي في الله فارس السنة على هذا المرور وهذا الحضور ولك كل الشكر والتقدير
__________________ قول الشيخ أنباني فلان*****وكان من الأيمة عن فلان إلى أن ينتهي الإسناد أحلى***لقلبي من محادثة الحسان فإن كتابة الأخبار ترقى***بصاحبها إلى غرف الجنان |
#4
| ||
| ||
رد: واجعلنا للمتقين إماماً بارك الله فيك أخى الفاضل سيف السنة ( أبولينا) وجزاك الله خيرا ً على هذا الموضوع القيم جعله الله فى ميزان حسناتك دمت فى حفظ الرحمن
__________________ قال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى : عليك بطريق الحق و لا تستوحش لقلة السالكين و إياك و طريق الباطل و لا تغتر بكثرة الهالكين .... |
#5
| ||
| ||
رد: واجعلنا للمتقين إماماً
__________________ رحلة الألف ميل تبدأبخطوة متى وجدت الإرادة والصبر زالت الصعاب احسن وسيلة للتغلب على الصعاب اختراقها لانعرف قيمة مالدنيا حتى نخسرة ليس الفخر أن لانسقط بل أن ننهض كلما سقطنا |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |