~.. البارت الرابع عشر [ ..........! ] في صباح اليوم التالي , تناولت الإفطار مع والدي كالعادة و خرج هو للعمل..
كنت أخطط ببالي شيء ما , لذا عندما اتصلت بي "آشلي"
للخروج معاً اعتذرت منها..
لكنها ذكرتني فقط بأنني يجب أن أزور المعهد و أقدم اختبارا ما لتحديد المستوى..!
انزعجت كثيراً بسبب كلمة اختبار..! لكنني في نهاية اليوم
خرجت مع آشلي و قدم لنا اختبارا بسيطا
في اللغة الفرنسية و الإنجليزية لأن لديهم بعض دروس بالفرنسية..
و أنا كنت واثقة جداً بها..
بالتأكيد لأن أمي فرنسية و أنا ترعرعت هنا , أجيدها بشكل ممتاز ^^..
تناولنا العشاء معا.. عدت للمنزل سريعا , و كان والدي في مكتبته..
اتصلت هاتفيا بأمي .. و لكن لم ترد عليّ , اشتعلت غيضا.. قلت بنفسي ~
هكذا إذن..! سأذهب إليها..~
التفت و قلت لـ آرثــر بصوت خفيض : هل تأخذني إلى أمي..؟!
ضيق آرثـر جبينه و قال ببرود : وجدتني وسيلة تنقل جيدة أليس كذلك ؟!.
شعرت بالإحراج منه , فتبسمت ببلاهة و مددت لساني قليلا لأقول : هه ,
حسنا.. ليست جيدة بل ممتازة ^^"..
في عينيه يبدو أن يفكر بهدوء.. وهو يحدق بي.. قلت بنفسي
( ييّ يبدو وسيما وهو صامت هكذا ينظر نحوي , كأنه يفكر بي فقط ~~, ! )
_ سوف أفعل هذا بمقابل هذه المرة ! .
قاطع تفكيري بصوته الباردة كالصقيع اخترق أذني..~~"..
قلت بهدوء و قلق طفيف : آ.. و ما هو المقابل ؟!.
فتح فمه ليقول , لكنني قاطعته و أنا أمد يدي بوجهه : انتظر..!
يجب أن يكون شيئا يساوي قدراتي..لا تطلب المستحيل..!!
رفع أحد حاجبيه و قال ببرود : يه ! إذن لا يمكن طلب شيء منك ,
إذ أنك لا تمتلكين قدرات حتى.. أراك بالكاد تقفين على قدميك..!!!
كدت أصرخ بوجهه , لكنني فتاة عاقلة و راشدة أذكر نفسي بهذا..
لذا أخذت نفسا عميقا و قلت بهدوء :
_ سأحاول.. إذن ما هو المقابل ؟!
همس ببرود : لا أدري , اقترحي أنتِ شيئا..!!!
صعقت منه , آآه آرثر هذا سيفقع لي زائدتي الدودية !! ×× ,,
كنت قد جهزت نفسي نفسياً لطلبه و قد ظهر هو لا يعرف ما يريد..!!
قلت بتوتر : آمم.. لا يمكنني إعطاءك شيئا..!! أنك تقدر على فعل ما تريد..!!
أجابني و كأنه يقرأ أفكاري : حسنا إذن عدينيّ بشيء .
أرخيت كتفي و قلت بحذر : أخشى أنني سأنسى وعودي..!
ضيق آرثـر ما بين عينيه و أجابني بحدة : بلهااء ! , لن تذهبي لتري أمك أبداً..!
اتسعت عيناي و قلت : آه نسيت أمرها ××"..
_ بالطبع , لا يمكن الوثوق بك بشكل تام.. لأن عقلك كعقل النملة..!
حدقت به و وجهي يشتعل احمرارا غاضبا , كيف يقول هذا عني..!!!
قلت بعصبية بدون صراخ : توقف عن نعتي بهذا الشكل !! , ثم .. أنت...!
شيئا ما ألتمع بعقلي , مؤكد بأن آرثـر يريد مني شيء ما..
قلت له و أنا أضيق ما بين عيني تركيزا عليه : قلي فقط مالذي تريد مني فعله..
صمت آرثـر قليلا , ثم قال : حالياً لا يوجد شيء.. لكني سأطلب منك لاحقا هذه الخدمة..!قلت له بنفاذ صبر: حسنا.. حسنا , أيا كان..!
_ إذن هيـا... حدقت به : هه ..هيا إلى أين ؟!!
وضع آرثـر يده على وجهه بيأس و قال وهو يمسك بذراعي بقوة : إلى أمك ,
أيتها الطفلة !! ثم سحبني الى الظلام..!
رأيت نفسي في نفس ذلك الفندق.. كنا بممر خالي , مضيء..!
قلت له : هه ! أنه نفس المكان..
قاطعني آرثر قائلا : تذكرين أن الشق الذي تسربت منه ثلاث ظلال يسعون خلفك قريب من هنا , لكن نايت يهتم بأمان هذا المكان..! يجب أن تكوني أكثر حذراً..
قلت له بخفوت : أنا لم آتي لأري وجهي لأمي.. بل لأرى ذلك المعتوه زوجها و مالذي يخطط له..!
لم يعلق آرثـر بأي شيء , و هذا ما أراحني..
سرت كثيرا بهدوء كي لا تراني أمي بالمصادفة..
قال آرثر من خلفي و أنا مختبئة خلف زهرية كبير في الاستقبال وأراقب :
والدتك خرجت قبل دقائق.. أم ذلك المدعو مايكل" فهو مع مجموعة من الأشخاص..ظللت أنظر بتركيز شديد و قد وجدته ,
ذلك السمين البغيض , تباً كيف تزوجته أمي ؟!!!
قال آرثـر من خلفي بخبث : يبدو أنك تنوين قتله , دعيني أساعدك ..
سأسهل عليك المهمة..!
التفت بهدوء و حدقت به.. قلت بهمس : أنا أريد الحديث معه فقط..!
عبس آرثـر و قال ببرود : هه ! الحديث معه..! لا تضيعي وقتك..اقتليه وحسب..!
ضيق حاجبي و قلت بهمس و أنا أحدق به : كيف استدرجه ؟!.
_ أنظري ما سأفعل..
فرقع آرثـر بإصبعه و فجأة أنطفأت الأنوار..!!! صرخ الجميع ذعراً..!!!
قلت بسعادة : هذا مثير..! ناأنا
همس آرثـر من خلفي بشكل لطيف : يبدو أنك تميلين الى الشـر..!
اتسعت عيناي و قلت له و أنا التفت : لا.. أنا أكره الشر ><..
ولا أميل إليه قط..
عدت للمراقبة و رأيت مايكل يريد المغادرة نهضت سريعا وقلت : لنلحق به....!
ركضت خلفه و لا أدري أن كان آرثـر يلحق بي بالطريقة العادية...!
لكنني اتخذت طريقا آخر كي لا اصطدم بالناس و أقتلهم ××"..
رأيته وحيدا يشعل سيجارة و قد عادت الأضواء..
كان يتحدث بالهاتف قائلا ببرود : نعم أيا كان.. صمميهم جيداً..
أنا لم أجد لكِ هذه الوظيفة كي تزعجينني هالي.. علي الأغلاق الآن..
و أقفل الهاتف بقوة.. كنت مصعوقة جداً , هذا الوضيع الوقح يتحدث
مع أمي بكل وضاعة !! حتى لو كان هو من وظفها ... اللعنة عليه..!!
تقدمت نحوه ببرود و قلت : أنتْ... استمع لما أقول..!
التفت نحوي هذا البدين الحقير بدا مصدوما قليلا لكنه نفث الدخان و قال ببرود :
هه هذه الطفلة الحمقاء مجددا.. كيف عدتِ إلى هنا هربت من والدك المعتوة..!!
اثـار أعصابي بشدة .. فقلت بغضب : ألم أقل لك لا تنطق اسم والدي على لسانك , أريدك أن تدع أمي و شأنها.. طلقها ><..!!!
حدق بي للحظة , ثم أطلق ضحكة عالية خبيثة و قال : لا شك بأنك مجنونة أيضا.. هيا أذهبي من هنا , لا تحشري نفسك بكلام الكبار..
قلت بعصبية و يداي ترتجفان غضبا : أطلب منك أن تدع أمي.. لم تفعل هذا ؟!.
رد بنبرة بغيضة : ألم أقل لك سابقا , أريد الانتقام من والدك..! كان يكشف أوراقي وخططي للشركة.. هو ذكي.. لكنه لا يعرف استخدام عقله جيداً , عرضت عليه شراكتي.. والدتك وافقت و اختلفا ثم انفصلا.. نسبيا أنا السبب في هذا ,
أليست قصة مثيرة..؟!
حدقت به و أنا لا أكاد أفهم , لكن جملته الأخيرة ! سبب انفصال والدي ..
تبا له..!!><
صرخت بوجهه : أنــــــتْ...>()<..
فزع قليلا بسبب صرختي , لكن قال ببرود وهو يشرب سجارته : المهم أن والدك بالطريق إلى الأنهيار و أنت ستتبعينه بعدها سأقتل أمك الغبية و النهاية..!
قلت و أنا أضع يدي على رأسي : لالالا .. هذا مستحيل , سأخبر أبي..
سأعلم أمي عن خططك..
التفت راكضة بعيدا.. لكنه لحق بي و أمسكني من كتفي بيده الكبيرة..
صرخت : لالا.. دعني .. دعني...
ألقى بي على الأرض و قال و هو يتنفس بصعوبة : أتضنينني أتركك
تذهبين بعد كل هذا, أنتِ آ..آآ....!!
ارتجفت خوفا و أنا أراه.. لقد أزرق لونه و تغير وجهه , لقد تشنج
و عيناه زاغتا..!!
ترنح وهو يمسك برقبته .. ثم سقط بلا حراك...!
ارتجفت رعبا... لقد... مات.... لقد قتلته...!! أنا... آآه عندما أمسكني...
لقد قتلته...!!!
سمعت أصوات أناس قادمون إلى هذا الممر .. حاولت النهوض لكنني لم أقدر..
لقد كانت ساقي ترتجفان بشدة.. و عقلي يتخبط.. فزحفت بصعوبة أريد الجدار
كي أنهض عليه و أركض..
لكنني شعرت بالغثيان و كأنه سيغشى علي , لأن الألوان بهتت و الأضواء..
رأيت يدان تمتدان بسرعة وتسحبانني.. حملني آرثـر
و بسرعة اختفى من مكان لآخر..
أجلسني على سرير و قال مبتسما : أليس هذا رائعا..؟!
أخيراً مات شخصا من تعويذتي الشريرة..!
حدقت به و عيناي تدمعان.. قلت بصوت مبحوح : لم أكن أريد قتله..
لكن... لكن...
قال آرثر مهدأ : لا بأس.. كان يستحق الموت على أيه حال..
هو من أفسد حياتك و فرق بين والديك ..
قلت و أنا أغطي نفسي بالفراش حتى رأسي : لا أريد الكلام ..
لن أقدر على النوم.. تنهد آرثـر و جلس على طرف الشرير قائلا بملل
: ها قد عدنا الى سيرتنا الأولى..!
قلت له بنبرة بكاء : أنت السبب.. و تعويذتك هذه..!!!
قال ببرود وهو يمسح على ظهري : أنسي الأمر فقط.. لا تفكري حتى ,
من كان يعلم مالذي كان سيفعله بك لو لم تكوني مسمومة..
كنت لأتدخل صحيح.. لكن.. لا أريد أن يلمسك أحد.. حتى ذلك الحين كوني قوية..
تنهدت قليلا و أخذت نفسا عميقا و أنا أخرج وجهي من الغطاء.. مسحت دموعي
و قلت : حسنا , سأنام..
فجأة أمال آرثـر نفسه من فوقي حتى يكون وجهه أمام وجهي و قال بهمس : لا أريد حديثا أثناء نومك.. لقد مللت من تكرارك أسمي..!
اتسعت عيناي و أحمر وجهي.. قلت له : حـ..حسنا..
فاعتدل وقال بهمس : جيد أننا خرجنا من ذلك المكان قبل أن تكتشف الظلال وجودك.. أغمضت عيناي و نمت بهدوء..
---------
استيقظت متأخرة قليلا , فأخذت حماما سريعا و نزلت السلم.. لقد غادر والدي للعمل.. لمَ لم يوقظني ~~"..
جلست أتناول شطيرة أمام التلفاز.. فجأة رنّ هاتفي الخاص , فردد :
مرحبا... _ أهلا فلـور , أنا آشلي , كيف حالك ؟!.
قلت لها : أنني بخير ,شكرا لك..
_ غداً موعد الاختبار , أحببت تذكيرك..
ثرثرنا قليلاً عن أشياء عادية , ثم جلستُ بملل أمام التلفاز..
لا أدري لمَ , لكن .. تذكرت "كريس" فجأة ...؟!!
نهضت و أمسكت هاتفي الخاص و اتصلت به , لأنني أحفظ رقمه دائماً..
لم يرد علي أحد.. التفت و أنا أنهض بنفس الوقت , لكن بسبب رؤيتي لـ "آرثــر"..
خلف الأريكة تماماً فزعت و سقطت جالسه..!!! ××،
قال آرثر ببرود : هل رأيت شبحاً ما ؟!.
صررت على أسناني و قلت بنفسي ( أنت أسوأ من الأشباح...! )
قال آرثر بهدوء : لا صدقاً , أشعر بوجود أوراح الظلال الشريرة.. لكن نايت سيعلمني أن اقتربت من هنا..
اتسعت عيناي و أنا أقف ,قلت بقلق : أن عرفوا بمكاني , يأتون بسرعة ؟!.
ضيق آرثــر جبينه و قال : همم... نعم..
شعرت بالغثيان فجأة , قلت بهمس و أنا أسير نحو الدرج : ستأخذ قلادتك
قريبا جداً, و تلك الأشياء لن تحصل عليها أبداً..
بدلت ثيابي لأرتدي بنطال جينز أسود و تي شيرت قصير الأكمام رمادي..
ما أن دخلت غرفتي و أنا أصطدم لرؤيتي , صناديق كرتونية كبيرة مكومة خلف سريري..
و عليها علامة تجارية .. ثم ذلك الكلام الكبير ( بلسم الشعر بالفراولة هو الأفضل !! )
صعقت و فغرت فاهي .. تقريبا سبعة أو ثمان صناديق..!!!
من الذي ...؟؟!! آآخ آرثــــر ><"...
قال آرثـر من خلفي و نبره صوته سعيدة : أنظري ما أحضرت لـ...
قاطعته و أنا التفت بعصبية : لم كل هذاا ؟!!... أن كان هذا الشيء يعجبك جداً.. فخذه لنفسك .. ثم.. ثم أي يمكنني أخفاء كل هذه الأشياء دون أن يراها أحد ؟!!
رد آرثـر ببرود كالعادة : لا يهم... المهم رائحة شعرك..!!
تنهدت عميقا , آه منه , آرثـر لا يفهم .. و لن يفهم قط ~~".. اهتمامه
مفرط على أمور تافة..!
حككت رأسي مفكرة , ثم قلت مغيرة للموضوع : آرثر ,
أريد الذهاب لرؤية كريس .. أشعر بأن...
قاطعني بهدوء : و هل أنا أمنعك مثلا..؟!
قلت بارتباك : هه !! لا لا.. فقط.. أريدك أن تزيل التعويذة عني..
لقد مللت منها...!
رفع آرثـر أحد حاجبيه و رد : تعرفين أنني لن أفعل ,
لا تتعبي نفسك بالسؤال مجدداً..
شعرت بالغضب , لكنني تماسك و قلت و أنا التفت و أخرج من الغرفة :
لا تلحق بي..أخذت حقيبتي الصغيرة و خرجت ..
تمشيت كثيرا حتى وصلت الى حديقة صغيرة للأطفال..
جلست بهدوء و أنا أراقبهم.. فجأة رن هاتفي.. و ظهر بأنه والدي يطمئن علي فقط.. نهضت و سرت حتى آخر الحديقة وجدت أرجوحتين ,
واحدة محطمة.. لكن الأخرى جيدة..!
كنت و منذ صغري أهاب و أرتعب من الألعاب , أكره مدينة الألعاب و المهرجين
و تلك الأشياء التي تجلب الدوار!! لأنني سقطت ذات مرة و كسرت ذراعي.. ~~" آآخ .. ذكريات سيئة.. !
لكنني في هذه الثانية اتجهت نحو الأرجوحة و جلست ببطء عليها..
حدقت حولي متأكدة بأن لا أحد يراني..
و تفحصت سلاسلها.. جيدة.. هززت نفسي شيئا طفيفا للغاية..
تبسمت كالأطفال.. لا أحب أن أتأرجح بشدة , سوف أسقط و أموت ,
أعنى أتألم !! ×ב
لطالما كنت فتاة جبانة.. لكن هذا لا يهم..
فجأة .. و بدون سابق إنذار...
دفعتُ بقوة , لأطير عالياا... و أنا أصرخ بجزع و أحتضن السلاسل..!!
_ آآآآآه ×()×... أميييي !!!! ~~".
ثم , طااخ , على وجهي.. بالتراب القذر.. و الأعشاب..
رفعت رأسي و الدموع على وشك الهطول..
سمعت صوته المزعج وهو يقول بسعادة من خلفي : واو ,
هذا الشيء يصلح أن يكون منجنيقا..!!
دون أن أنظر , كان هو ذاك المعتوه آرثر.. ألا يراني
أحاول التغلب على مخاوفي العويصة..!!
و كلما أكون وحدي بسلام يأتي و يفسد كل شيء..!!!
نهضت و طبطبت عن نفسي التراب , التفت نحوه بعصبية ,
لكنني مجددا تمالك أعصابي و قلت
_ أنت أيها المتحجر ! مالذي تريده ؟!... لا لحظة لا تجيب ! أغرب من هنا...!!
<<< هذا و أنا متمالكةٌ لنفسي !
رد آرثر بكل برود : هيه أنت , ماذا تفعلين ؟ , لا لحظة لا تجيبي..
لأنني غير مهتم أصلاً..!
اشتعلت غيضا , يالا هذا المغتر الساخر..! لكنني أتفهم شعوره نوعا ما..
أعني أنا أقدر على فهم لم هو ضجر و غير مرتاح , لأنه عالق بهذا العالم..!
قلت بهمس و أنا أحدق بالأرجوحة : أنت تشعر بالملل هنا.. سأسمح لك بإفراغ ضيقك بداخلي..
يبدو أنه لم يفهم جملتي تماماً , لذا حلت لحظة صمته الغريبة..!
قال فجأة : هل تخافين من هذه الأشياء الجامدة و التي من المفترض أن
تكون شيئا للتسلية ّ! بربك..!
قلت بحزن ناظرة له : هذه الأشياء الجامدة خطرة حد الموت..!
رد بهدوء وهو يمسك بالسلسلة : تعالي جربيها..
عقدت ذراعي و قلت : مستحييل..!
_ لن أرجحك .. لن تسقطي.. أيتها الطفلة..!
قلت ببرد : ابتعد.. و قف هناك عند الشجرة..!
تنهد و قال وهو يمشي قليلا : ها أنا ابتعد.. , وقف قريبا أمامي..
فمشيت خطوتين و صعدت عليها..
أخذت أهزها بشكل طفيف للغاية لا يكاد يرى ! و أنا أدندن بداخلي..
همم ..هممم.. !
مرت دقائق... قال آرثـر بملل : يا لك من..!! هيه أنتِ ! ألا يمكنك فعل شيء
أكثر أثارة..؟!
حدقت به و أنا لا أزال أدندن بعشوائية في داخلي و فمي مغلق..
تجاهلته و عدت لوضعي الغريب..سمعته يقول مقترحاً : لنذهب
و نصطاد الظلال الفارة.. لن تكوني الطعم هذه المرة..!
قلت ببرود : ياله من عرض مغري..!
ثم سألته بخفوت شديد : آرثـر..أطلب منك مساعدتي و أن تمسكني قبل أن أسقط..
وضع آرثر يديه بجيبه و أومأ برأسه ببرود.. كأنه يقول , نعم أيا كان..!!
وضعت قدمي على الأرض ثم تراجعت للخلف خطوات , بعدها تركت نفسي..
و ... وااو أنا أتأرجح , شعرت بالسعادة.. و كأنني أطير..
و شعري يتطاير أيضا في الهواء..
ثم عدت.. وأنا أضحك.. قلت بنفسي , هاا هذا ليس مخيفا البتة , أنه ممتع..!
ربما لأنني لا أرى الأرض بعيدة كما لو أنني طفلة..!!
كان آرثــر يحدق بي و قد بدت تلك النظر بعينيه , تأمل فضوليٌ لطيف ,
أو ربما حيرة..!أو ربما .. آآخ سحره منظر شعري.. ~~"..
لم اعتقد بأن الشعر قد يسبب الشعور بالإحباط..!!
توقفت و أنا أقفز على الأرض , مشيت ببطء و قلت : سأعود للبيت..
بمنتصف الطريق , شعرت بأن هناك شخصين يلاحقانني.. ألتفت الى الخلف..
فرأيت رجلين يسيران مع بعضهما و يتحدثان.. لكنهما بعيدان عني..
و مع أحدهم كيس من المحل..
قلت بنفسي , أنني أتوهم... و ظللت أسير متوترة قليلاً ..
وصلت المنزل و عندما دخلت غرفتي كانت مظلمة قليلا..
_ هل هناك خطب ما..؟!
آآآه فزعت منه... , تلفت حولي هه , أين هو ؟! لكنني رأيت عيناه..
الرماديتان الوامضتان !!حدقت به قليلا ثم قلت : لم لا تخرج..؟!.
_ غريب أن ترينني , المفترض لا ؟! .
خرج من ركنه المظلم و أنا أقول ببرود : لا يهم.. آه تذكرت شيئا هناك أوراق مهمة يجب أن أحضرها من شقتي في امريكا.. لأجل الامتحان غدا في المعهد ~~".. آوه ماذا أفعل..
قال آرثر بهدوء : حسنا , تعالي لأخذك..
تبسمت لأنني أعلم أنها ليست بتلك المشكلة الكبيرة ,
فتقدمت نحوه و أمسكت بيده الباردة.. و .. لندخل بسرعة في عالم مظلم ,
كان الوقت ليلا هناك..
لذا أخذت أفتش بشقتي و حشرت الأوراق في حقيبتي الصغيرة .
قلت بنفسي بما أنني هنا , هل أزور "كريس" ؟!.
التفت لأنظر إليه و أنا أفكر , قاطع حبل تفكيري قائلا : أتودين زيارة صديقك ذاك..؟!.
اتسعت عيناي تعجبا منه و قلت بخفوت : أجل..
----- .
كان وقت الزيارة قد انتهى , لكننا تسللنا طبعا في الظلام..
رأيت كريس مضطجعا على سريره و عيناه نصف مفتوحتين ,
ينظر الى السقف بيأس..
كان بحال يرثى لها فالأجهزة و الأنابيب تحيط بجسده من كل مكان و كأنة سجين !
وجهه شاحب مصفر و قد بان عليه الضعف , دموعي بدأت تترقرق ,
هو دائم الخلاف مع الناس من حوله
يكره والديه , الذان تركاه بين أذرع الحاضنات منذ أن كان رضيعا..!
لكن جميع أصدقاءه
في الجامعة هم أصدقاء مصلحة , و سوء كبير..!
فتحت الباب ببطء و هدوء ثم أنسليت داخله.. اقتربت منه و ركعت عند سريره..
لم ينظر نحوي..
لم يتحرك حتى ! , لا اعتقد بأنه أنتبه لوجود شخص ما , ربما لشدة تعبه.. l
مددت يدي المرتجفتين و أمسك بيده النحيلة ,
حتى أنني أقسم بأنها أشد ضعفا من يدي , و كانت باردة..
و كأن لا وجود للدماء بها..! قلت بحزن : كريس... أنها أنا , فلور..
أخيرا حرك رأسه و نظر نحوي مصدوماً , و متعجبا , ردد بتعب : فلور..
ابتسمت و الدموع بعيني , ثم ضممت يده بين يدي , قلت هامسة بأذنه :
أنني هنا لأجلك..
تبسم كريس بصعوبة , و قد التمعت عيناه بالدموع أيضا , قال بألم :
_ فلور.. أتيت في الوقت المناسب.. كي أطلب منك.. أن تسامحينني..
سالت دموعي و أنا أقول : لقد سامحتك منذ أمد بعيد , لكن..
أكملت بقلق : تبدو .. متعبا للغاية.. هل أنت تتحسن ؟!.
رد كريس بابتسامه حزينة : سأموت يا فلور , أنني مصاب بسرطان الدم ..
لولا حملكم لي للمشفى لكان مت منذ زمن.. لكن ما فائدة هذا.. أنني أتعذب.. السموم ملئية بجسدي و عقلي..
صدمت مما ينطق , مالذي يقوله..؟؟!!! لا .. هذا مستحيل..!!
قلت و قد جف حلقي بشدة : كريس.. ممـ.. عماذا تتـ.حدث .. أأنت..بخير..؟!!
قال كريس وهو يغمض عينيه بتعب : كنت أدعو أن تأتي.. بقلبي.. و قد شعرت بي.. أليس كذلك؟! , فلور لا يزال قلبك صافيا.. أريدك.. أن.. تـ..تسامحيني فقط..
بكيت و أخذت أشهق , قلت : لا .. لن تموت.. ستتحسن.. تماسك ..فقط... كن قويا.. كـ..كريس..!
لكنه لم يستجب , نظرت إلى آرثـر من خلفي و الدموع ملئت وجهي ,
قلت : آرثر.. سيموت.. بين يدي , هو الآخر..!! هل تصدق ما يحدث لي..؟! أصدقائي يموتون دائما.. أمامي.. آه..آآه
و أخذت أنتحب و أنا أضع رأسي على سرير كريس..
كنت أسمع صوت صفير جهاز القلب الموصول ,يتصاعد الصوت..
و تتقارب نغمته . ثم.. لكني آرثـر أتى بجانبي واقفا ,
مد يديه فوق جسد كريس الممد ,و أطلق من يديه هالة غريبة
أحاطت السرير , ابتعدت أنا واقفة , كان كريس محاطا بالضباب الأسود الذي يدور حوله...!!فتحت فمي منبهرة , حدقت بـ آرثـر و كدت أقول شيئا لكنه
قاطعني بهمس : سأساعد صديقك.. هذا الضباب
سيمتص السموم كلها , و يمده بقوة مناسبة..!
شعرت بالأمل , مسحت دموعي و أنا أتبسم بسعادة , شكرا لك آرثـر ’
نطقتها بقلبي..سمعت صوت جهاز القلب يعود منتظما..! ,
ثم أعاد آرثر يديه إلى وضعهما و أختفى الضباب..
اقتربت من السرير و حدقت بـ كريس , ياه يبدو مختلفا ,
لقد عاد وجهي طبيعيا .. أمسكت بيده..عادت دافئة , همست بخفوت : كريس..
فتح عينيه ببطء و حدق بي.. لثوان ثم تبسم و قال : هل أنا بالجنة !
وأنت زوجتي ؟!!.تفاجئت منه ,
قال آرثـر ببرود من خلفي : ما رأيك لو أعيدك لحالتك الأولى..؟!
مددت يدي أمامه و أنا أقول بحدة : آرثــر..!
ضحكت بسعادة و قلت كريس : حمداً لله..
قال كريس : شكرا لك.. فلور..
ابتعدت و قلت و أنا أشير الى آرثـر : أنت تعرف آرثر , صحيح ؟!.
_ نعم صديقك الحميم !.
أحمر وجهي و قلت : لا.. ليس تماما..!! لكن.. قل لي أ..
قاطعني كريس وهو يجلس معتدلا : شعور غريب , و أنا أنظر إلى صديقك هذا , يبدو أكبر سنا لكنه غير ظاهر عليه , و هو.. هل هو ..آ لا أعرف ما أقول لكن..
قاطعته بقلق : لا عليك.. هو من مكان بعيد.. ثم أنه ليس صديقا تماما ,
لدينا بعض العمل معا ..فقط.. حدق كريس بـ آرثر الذي ابتسم ببرود نحوه ,
ضحك كريس و قال له : اعتذر لوقاحتي..
رد عليه آرثـر ببرود : عش حياتك فقط..!
ضحك كريس بينما أنا نظرت نحو آرثر بحدة و أنا أعض شفتيّ ,
تحذيراً له..!قال كريس هامسا لي : يبدو خطيراً.. أتعلمين , لقد شعرت بشيء غريب يحيطني.. و كأنه ظلام يلفني و يدور بي.. ثم يدخل بداخلي و يخرج و معه كل علتيّ.. حلم عجيب.. لكنني تمنيت معجزة كهذه.. أظنها بسبب رؤيتك..
قلت له بحنان : كم أنا سعيدة لرؤيتك تضحك.. أتمنى أن تدوم السعادة بحياتك..
حدق بي كريس و قد عبس وجهه فجأة , قال وهو ينكس رأسه حزينا :
_ فلـور أنني آسف على ما فعلته لك و تجريح مشاعرك دوماً ,
لا شك بأنني أستحق الموت معذبا هكذا...
قاطعته قائلة بسرعة : لا تقل هذا..
ظللنا نتحدث حتى ظهرت الشمس.. فنبهني آرثـر قائلا : قد يأتي طبيبك الآن..
نهضت و قلت : سأعود الآن.. أنني أعيش عند والدي..
قال كريس : حسنا , دعيني آراك مجددا , أنا سأعمل مع عميّ الأصغر ,
أنه الوحيد الذي يقوم بزيارتي ,لاشك بأنه سيفاجئ الآن..
تبسمت بمرح له , ثم عانقته و خرجت بسرعة مع آرثــر الذي بقدرته
أوصلني لغرفتي في ثوان..! |
التعديل الأخير تم بواسطة ام بطن ; 01-31-2014 الساعة 04:54 AM |