عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree96Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 3 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-02-2013, 08:48 PM
 
زهرة الاوهام قد ارستني على حبال ؛ المشنقة ؛




















السلام عليكم
!
اخباركم احبتي ؟
اتمنى بخير

وها انا اليوم آتي اليكم بمشاركتي في مسابقة
!I will stay with you always
بعد ما تسودنت اني اكتبها كالعادة ، الا اني قدرت اني اتممها على خير
والحمدلله الذي اعانني على هذا
القصة رآح تكون حزينة لاني ما حبيت اكتب عن الفامبيرز الان
اتمنى انها راح تعجبكم احبتي

برب لي عودة مع القصة


IZANA, Baka-, ЧμŝєЯ and 12 others like this.
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة Mѕ. TєMαЯi ; 02-07-2014 الساعة 02:53 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-02-2013, 08:54 PM
 




















الاسم بالعربي : زهرة الاوهام قد ارستني على حبل المشنقة
الاسم بالانجليزي : The Flower Of Illusion Hanged me on the Gallows
النوع : مأساة ، حزين ، انساني ، شريحة من الحياة
عدد الفصول : 1
النوع : قصة قصيرة
الكاتبة : Ayame Scarlet
المنتدى : عيون العرب
تاريخ الكتابة : 26 / 12 / 1434
تاريخ النشر : 28 / 12 / 1434
فكرة وتصميم واعداد : Ayame Scarlet
القصة : قد ينتشل البشر من قلوبهم عاطفة الشفقة ويبعثون الرعب في قلب من لا حيلة له غير الانصياع ! ريكا فتاة في الـ 16 من عمرها نبذت من الجميع للون عينيها الغريب ! تصادفها يوماً ما حادثة ستقرر اذا ما كانت حياتها ستتغير الى الافضل او تصبح جحيماً اكثر !








الاسم : كاتسوراجي ريكا
الاسم بالانجليزي : Katsuragi Reka
العمر : 16
الطول : 166 سم
الوزن : 52 كلغ
الصف : اول ثانوي – الشعبة A
لون الشعر : اسود
لون العين : احمر لامع
نبذة : فتاة لطيفة جداً ولا تؤذي احداً ، ذكية ومتوفقة جداً في دراستها لذا وضعت في الشعبة A التي تعتبر شعبة الاذكياء في المدرسة ، منبوذة من قبل الجميع للون عينيها الغريب ، عادة ما نراها مبتسمة على عكس دوامة الالم داخلها ، من عائلة عريقة وغنية كذلك





الاسم : كوتشكي رين
الاسم بالانجليزي : Kuchiki Ren
العمر : 16
الطول : 172 سم
الوزن : 63 كلغ
الصف : اول ثانوي – الشعبة A
لون الشعر : اسود (( الاصلي )) الابيض (( صبغة ))
لون العين : ازرق
نبذة : فتى بارد المشاعر وهادئ معظم الوقت ، يكره الازعاج ولا يعطي احداً أي انتباه ، معشوق فتيات المدرسة ، ذكي جداً ونادراً ما يتحدث مع احد غير اصدقائه المقربين ، يخفي سراً عن الجميع ، من عائلة نبيلة وغنية جداً

برب لاحد يرد







__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-02-2013, 09:01 PM
 






















قد امتحش سواد الالم مع حمرة الدماء القرمزية

وانبلجت كل الامور على مصراعيها الواسعين

لتقف الالام منتصبة على الواقع المرير

الذي يحمل بين طياته مأساة لم تعرفها البشرية من قبل

حيث امتدت تلك الايدي البيضاء لتصنع من دماء ضحاياها لوحة بشعة ذات رعب مطمور

قد جعل بين ثناياها نسيج من حكاية قديمة

انتشلت من بين صفحات التاريخ المغبرة

وبدون سابق انذار رنت الصافرة ! وبدأ مسلسل الرعب من جديد

عندما تنبذ ... تستضعف ... تُكره ... تنسى

وترمى بين خيوط العنكبوت الهشة ! وتترائى لك آلام الماضي في غمضة عين

هل سيكون لك ضوء في نهاية النفق ؟! ام انك ستلقى بين عذاب البئر المغمور بالموت ؟

كلا ! انت لا مكان لك بين الاحياء ! انت ميت في جسد حي !

انت روح تائهة تبحث عن ملاذها الاخير ! انت كره قد ظهر في صورة انسان

الا ان بني البشر خادعون ... منتهبون ... طماعون وقتلة !

لن يرحموا ضعيفاً مثلك ابداً , فأنت في دائرة الاموات تعيش

بين ثنايا الازقة المهترئة تكون

البشر قد امتحشوا سكارى في غفلتهم الذائبة

فياله من نظام قد وضع لكي يستحقر الضعفاء

نظامكم ما اقبحه ! حتى النعوش لم تعد في ارضها مصرحة !

تباً لكم ...

فكلكم موتى وان الحي ذلك النائم الممدود

فوق المشرحة !





عين قد بكت بدل الدموع دماء , قلب قد خفت نبضه و منه شعلة الحياة , جسد قد ارهقه ظلم البشر

تلبدت السماء بالغيوم الممطرة لتتصادم الرعود مع بعضها معلنة بداية حرب طاحنة جديدة ستخلف خلفها الكثير من الضحايا والجرحى

امتحشت جلود البشر عن اجسادهم وتصادمت دقات قلبهم بالدماء المتدفقة من صوت زمجرة ذلك الرعد بقوة قد حطمت زجاج بعض النوافذ , شعر كل واعِ انصبت موسيقى الموت في اذنيه بالروح تنتزع من جسده المرهق المثقل بالهموم

التجئ الجميع الى سقوف منازلهم وهرع الطلاب الى فصولهم كي يحتموا من تلك الرياح الهوجاء التي تسلخ الجلد عن الجسد بسهولة ، لتهطل دموع السماء بغزارة اعتادتها ارض اليابان العريقة

الا تلك الفتاة ذات الشعر الفحمي الذي تفصّل بفعل تبلله بمطر السماء

كانت واقفة في وسط تلك الساحة الكبيرة التي غطاها ظل الغيوم الاسود ، عليها تسقط الامطار بلا رحمة و قد جمدت تلك الرياح الباردة جسدها المبلل حتى شعرت بعظامها تتفتت الى ذرات

كانت ترتجف بقوة كبيرة حيث لم يدفئها الا حرارة دموعها الحارقة و المتألمة و المتحسرة والمخنوقة

بانت على يديها ووجها كدمات زرقاء مائلة الى البنفسجي الداكن ، كان سببها ضرب الطلاب المبرح لها , في الواقع هي قد اعتادت على هذا منذ كانت طفلة صغيرة فالجميع نبذها لان عينيها " حمراوتان " وبالنسبة لليابان فهذه علامة على ان هذا الطفل " طفل نحس "

فتحت نافذة احد الفصول بخشونة مرهبة ليصدع صوت صدى احد الطلاب الذي ابتسم بسخرية واحتقار وهو يقول موجهاً حديثه لها :

" اختفي ! فلستِ الا وحشاً قد رسم من ضعف خرافاتنا ! "






لم اعر ذلك الصوت أي اهتمام , تجاهلت كلماته الجارحة كالسيف المسلول بسمه القاتل , اكملت بكائي وانا اتمنى حضن ابي الغائب في هذا الوقت

الوحدة تقتلني بشدة ، اشعر بالذعر والرهبة لم اعد احتمل هذا اكثر ، فما ذنبي ؟ ما ذنبي ان كان هذا لون عيني ؟ هل اقتلع مقلتي عيني كي اري الناس بأني لستُ طفل نحس ؟

البرد قارس ! انه يحطم عظامي ببطئ شديد ودموعي تأبى ان تتوقف عن السيلان كالشلال , غصت كل عباراتي التي اريد ان اقولها في وسط حلقي , انا احتضر هنا ! الا يوجد من في قلبه ذرة رحمة ؟ الا يوجد شخص هنا لم ينتزع جلد البشرية عنه ؟

قدمأي لم تعودا تحملانني وركبتاي ترتجفان بشدة وقد تبللت ملابسي بالكامل ! اكاد اجزم بأن هناك ملك موت خلفي ينتظر اللحظة الملائمة كي يقبض روحي فيها

انفاسي اخذت تتسارع بحدة وبدأ البرد يسري في عروقي كذلك حتى بت اشعر ان الدماء قد تحولت الى جليد , ازرق وجهي بل كل جسدي واصبح لونه شاحباً جداً , تشوشت الرؤية من حولي !

اكاد اسقط هنا ولا احد حتى يحاول ان يساعدني ، الجميع ينظرون من نوافذ المدرسة الي وهم يلتقطون الصور كي يتبادلوها لاحقاً وهم يحملون على وجهوهم ابتسامات سخرية واحتقار

اجزم بأن هناك اصوات ضحك هستيري على حالتي هذه الان ! فالجميع يعتبرني مصدر تسليتهم الخاصة حالياً

هبت موجة رياح قاتلة اسقطتني على ركبتي وانا احاول ان احتمي بنفسي من هذا البرد القارس حتى سمعت احدهم يصرخ بسخرية

" فالترقصي لنا على انغام هذه الموسيقى العذبة ! "

موسيقى ؟ مالذي يتحدث عنه هذا المجنون ؟! هل يعتبر الرياح القارسة موسيقى قد فاح شذاها في اذني الحي ؟!

وقف بارتجاف وانا غير قادرة على التحمل اكثر , اريد ان اصرخ , اريد ان العن كل من اعتدى علي يوماً بالضرب او بالشتم ! , الا ان لساني قد انشل من شدة انخفاض درجة حرارة جسدي الغير طبيعية

سمعت صوت باب المدخل وهو يفتح , لم اعره أي اهتمام فأهتمامي كان منصباً على المأساة الحاصلة لي هنا

بدأت اشعر بالدوار الشديد حتى انعدمت رؤيتي تماماً واخذ جسدي يتهاوى في الهواء كريشة قد سقطت من جناح طائر , الا اني شعرت بيدين امسكتا بي و انقذتني من الوقوع في بركة الماء تلك

فتحت عيني بتعب وإرهاق لا مثيل له وانا انظر الى منقذي , شعر ابيض وعيون زرقاء وملامح باردة

اردت ان تظهر صدمتي على وجهي الا ان عضلاتي المتشنجة قد منعتني لأغمض عيني بهدوء وأغيب عن الوعي





كنت جالساً وحيداً كعادتي وانا انظر من النافذة الى تلك العاصفة الهوجاء ، بملل اخذت اقلب بصري على انحاء الساحة حتى توقفت عيناي بصدمة على تلك الفتاة الواقفة في وسطها

كان منظرها مؤلماً لدرجة لا يمكن وصفها ! كانت ترتجف كالطائر الصغير وقد تبللت بالماء تماماً واخذت الرياح القارسة تضرب جسدها النحيل بقسوة بالغة حتى سقطت على ركبتيها من الالم الذي هي فيه

حتى بالنسبة لشخص خافت المشاعر مثلي فقد كان هذا الامر مثيراً للأعصاب بشدة ، تذكرت بأنها الفتاة التي اعتاد الجميع على ضربها وإزعاجها دائماً , رغم انها لم تؤذي احداً الا اني لم اهتم لها من قبل !

فقد تمادى الجميع هذه المرة بشدة ومبالغة ، كم اريد ضرب كل واحد فيهم ، الا يمتلكون ذرة من الانسانية ؟

التفت الى صديقي العزيز اكيهكو وانا انظر الى ضحكته الساخرة منها , زممتّ على شفتي بقوة وانا ادفع الكرسي ووقفت وانا اسير باتجاه الدرج مما سبب تعجب باقي طلاب الفصل

سرت بخطوات سريعة وانا انزل من الدرجات العديدة , اردت فقط ان اصل اليها قبل فوات الاوان

لا اعلم لما تحركت مشاعري تجاهها وشعرت بالاسى عليها ! ربما لاني اخي الاكبر مات مدفوناً تحت الثلوج الباردة ! مثلما ستموت هذه الفتاة تحت الامطار الغزيرة والرياح القارسة كذلك ان لم اسرع لنجدتها

وصلت الى عند الباب وفتحته بسرعة لاجد جسدها يتهاوى بحدة في الجو ، اسرعت بالركض وسط شهقات الجميع من الصدمة حتى امسكت بها بين يدي الاثنتين لتفتح عينيها بهدوء وهي تنظر الي بنظرات لم افهما لتعود وتغلقهما مجدداً بتعب

امسكت بها بيد واحدة لاخلع قميصي بالاخرى وانا اغطيها به , اسرعت بالدخول الى داخل المدرسة وانا اركض ناحية غرفة الصحة ، فتحت الباب بسرعة لاجد الممرضة تشرب القهوة بارتياح والسماعات موضوعة في اذنها

التفتت الي ليسقط كوب قوتها من الصدمة لتقول لي بتوتر

" فلتضعها على السرير في الحال "

قمت بفعل ما امرتني به لتأتي وتقوم بفحصها ، ظهر الخوف على وجهها فعلى ما يبدو حالتها سيئة جداً

الممرضة كانت ذات شعر ارجواني وعينين بنيتين وترتدي نظارة طبية ، تجمعت الدموع في عينيها على ما يبدو لتقول

" يالها من مسكينة ! دائماً ما يحدث لها هذا ! "

اتجهت ناحية احدى الخزانات لتقوم بفتحها وتخرج ابرة ما وتقوم بوضع محلول فيها ، اقتربت من تلك الفتاة لتقوم بابعاد كمها وتحقن السائل في يدها

قالت لي بعد ان انتهت

" حرارتها مرتفعة جداً وبشكل سيء وانا لا استطيع فعل شيء غير اعطاها مضاداً حيوياً لتستعيد بعضاً من عافيتها المفقودة "

وضعت يدي في جيبي ولم اعلق بل وقفت ببرود وانا انظر الى الفتاة المستلقية على السرير والتي تبدو كشبح من شدة شحوب وجهها اثر ما تعرضت له

ضاقت حدقتا عيني وانا افكر بأمر ما , ابتسمت على اثره وانا استدير خارجاً من الغرفة التي تفوح منها رائحة الادوية من كل مكان

رأيت صديقي اكيهكو بانتظاري وعلى وجهه ارتسمت علامات التعجب ليتقدم نحوي ويقول مستفهماً

" لما ساعدتها ؟ انت تعلم بأنها نكرة "

قطبت حاجبي بشدة وزفرت بحدة كردة فعل على كلامه لاقول له ببرود كاد يقتله

" ان كان هناك نكرة في هذا العالم فهو من يتجرأ ويستضعف امثاله من البشر "

اتسعت حدقتا عينيه بشدة وهو يسمع كلماتي شعرت بأنه قد انفعل غضباً ليقول

" انها طفل نحس ! سوف تلعننا جميعاً ان بقينا بالقرب منها دون ايذائها ! "

زمجرت بحدة وكانت هذه اول مرة افعل فيها امراً كهذا لذا وقف مرعوباً مني لاقول بانفعال

" اصمت اكيهكو ! هذه مجرد خرافات سخيفة , وهل لعنتكم لاني صبغت شعري بالابيض مثلاً ؟ قل لي ! "
بدا وكأنه قد ادرك شيئاً ما ، لذا توقف وهو يفكر بما قلته للتو فظهر نوع من الفزع على وجهه ثم اعطاني ظهره وسار في طريقه الخاص بهدوء ودون أي تعليق




فتحت عيني بعد برهة على صوت خروج الممرضة من الغرفة ، لم افطن الى سبب وجودي هنا الا بعد دقيقتين تقريباً من التفكير العميق

اعتدلت في جلوسي حتى شعرت بدوار رأسي مجدداً وقد آلمني هذا كثيراً فقد شعرت بتشنج في عروق رأسي من شدة البرد الذي تعرضت له منذ برهة

جاب بصري انحاء الغرفة بتعب وانأ ابحث عن شيء لم افقه اليه بعد ، لكني استسلمت بعدها لاترجل من السرير وأسير بضع خطوات لأفقد توازني واستند على الجدار حتى لا اقع ارضاً

لاتزال ركبتي ترتجفان الى الان ، اخذت نفساً عميقاً وانأ اخرجه بهدوء حتى شعرت بذهاب الارتجاف ، ابتسمت براحة وعدت للسير مجدداً نحو الباب لأقوم بفتحه وأسير بين ارجاء تلك الممرات لهذه المدرسة اليابانية العريقة

لازالوا ينظرون لي بتلك النظرات المستحقرة للقذارة التي يداس عليها ، لا يزالوا لم يرتدوا لباس البشرية مجدداً

المشكلة انهم ليسوا وحوشاً حتى اصرخ " سوف ابيدكم جميعاً " فهم بشر تخلوا عن انسانيتهم من اجل الاستمتاع بتعذيب انسان آخر ظنوا بأنه الشيطان المنشود

قد تقتضي بعض الامور ان انظر اليها من منظور مختلف الا اني لم اعد اريد ان اشعر بهذه الوحدة مجدداً ، لا اريد ان ينظر الي بنظرة الوحش من بين ظلال الظلمة

اريد ان اكون " بشراً " مثلهم ... ولكن ... هل سيفهمون هذا ان نطقت به ؟ لا اعتقد بل سيسخرون من وحش يطلب العفو والسماح من ضحاياه الممزقين الى اوصال !

توقفت عندما تذكرت امراً ، وهو انقاذ كوتشكي – سان لي ! اريد ان ابحث عنه واشكره رغم اني اخشى ان ينهرني مثلهم بخشونة

لا لن يفعل ، لا اعلم لما فكرت في هذه الجملة ! ربما لاني في اعماق نفسي كنت اعرف بأنه شخص طيب القلب و رءوف جداً رغم ما يظهره من برود

عزمت امري فقررت ان ابحث عنه لذا بدأت بالسير بخطوات سريعة وانا انظر الى انحاء المكان بتمعن ، لم اجده رغم بحثي عنه في ارجاء المدرسة كافة لذا قررت ان اخرج الى خارج المدرسة بل بالاصح في ساحتها كي ابحث عنه هناك لانه يحب ان يبقى وحيداً معظم الوقت

خرجت الى الساحة وسط سخرية الجميع مني كالعادة ، انقشع ذلك الضباب الخفيف وانجلت الغيوم كذلك من السماء واصبح الجو صحواً رطباً بقطرات الندى التي تجمعت على اشجار الكرز الزهرية التي تحيط بالمدرسة من جميع الجهات

اتجهت ناحية قاعة الانشطة لأنها المكان الانسب كي يبقى فيها من يريد الاختلاء بنفسه ، توقفت عند الباب وهنا بدأت نفسي تتوتر وبدأت اشعر بالخوف مما انا مقدمة عليه فلا احد في هذه المدرسة غير الاستاذة يتحدث الي على الاطلاق وانا الان مقدمة على التحدث على الشاب رقم واحد في هذه المدرسة وربما في مدارس هذه المدينة الصغيرة

امسكت بمقبض الباب وفتحته بهدوء ودخلت الى القاعة بخطوتين ثقيلتين لاغلق الباب خلفي بعدها ، توقفت منبهرة عندما سمعت ذلك الصوت البديع الذي اطرب اذني وجعل كل ما في من مخاوف تتبدد ادراج الرياح

شعرت بأني طير حر يحلق في السماء متباهياً بعظمة المسافات التي يقطعها ، شعرت بأني حرة غير مقيدة بأي سلاسل من الخوف او الرهبة ، من يسمعني يعتقد بأني ابالغ رغم اني لم اوفي حق هذا الصوت على الاطلاق

ابتسمت لا ارادياً لتسقط دمعة من عيني اشعرتني بجمال لم اشعر به من قبل على الاطلاق لأكمل استماعي لهذه الاغنية

●●●

" لا اعرف الطريق الصحيح "

" الا اني حر طليق "

" سوف اكسر الاوهام واحلق مع الذكريات "

" يا من وقف ظالماً على الطريق "

" فلتتذكر يا رفيق "

" كل ما عانيته من الحريق "

" غرقت جوراً في الظلام "

" ولم تترك لروحك العنان "

" اردت صرخة تعيد ... الى كيانك السقيم "

" روح الحياة التي تفيق "

" لا اعرف السلام "

" ولا اريد السلام "

" حرباً طاحنة اريد "

" حتى اشاهد المغيب "

" مزهواً بلون الدماء "

" فهل تعرف الشقاء ؟ "

" هل تريد ان ترى الاشقياء ؟ "

" حائمين في الطرقات ؟ "

" ياله من مرض مريض "

" يستقي الالم من بعيد "

" يريد ان يكسر البهاء "

" ويحل مكانه الظلام "

" ياله من رأس مشيب "

" بأغلال من سعير "

" فلتقف شامخاً وحيد "

" لكن لا تسقط على الحديد "

" واعلم بأني دوماً ........ صديق "

●●●

توقف عن الغناء فتعجبت اكثر عندما سمعت صوت سعال قوي ، فكرت بأنه شعر بالارهاق من الغناء وسعل بسبب ذلك ، استرقت نظرة خاطفة على من اذهلني صوته لتتسع حدقتا عيني دهشة برؤية كوتشكي – سان جالساً هناك ، من كان يتوقع امتلاكه لهذا الصوت الملائكي الجميل ؟

شعرت بالرعب منه رغم كل شيء ، فهو قد اتى الى هنا من اجل الاختلاء بنفسه وان عرف اني هنا سوف يقتلني لا محال !

تراجعت خطوتين الى الخلف لتصدم قدمي بعصا كانت موضوعة هناك وتسقط ارضاً محدثة صوتاً قوياً جداً !

سمعت كوتشكي – سان يصرخ بحدة " من هناك ؟ "

لتتجمد مفاصلي عن العمل و يتوقف قلبي عن النبض على اثر هذا ، لم تقوى سيقاني على ان تحركني على الاطلاق الا اني اجبرتها على التحرك بثقل غير معهود حتى شعرت بأن هناك صخرة تزن طناً موضوعة على ظهري وتمنعني من الحركة

شعرت بتلك اليد التي وضعت على رأسه واداراتني ناحيتها ، فأذا بعيني تتلاقيان مع عيني كوتشكي – سان الزرقاء البلورية ! ظهر التوتر الشديد على ملامحي لينظر الي ببرود

ابعد يده على رأسي ليقول بجمود كالثليج

" مالذي تفعلينه هنا ؟ "

تراجفت شفتاي فأنا غير متعودة على التحدث مع الناس في العادة وبالاخص الطلاب ! ارتجفت يداي وقد انتبه هو على هذا ليقول بهدوء

" لا تقلقي لن اؤذيك "

شعرت بنوع من الراحة فضممت يدي مع بعضهما وانحنيت وانا اقول بحماس

" شكراً لك على مساعدتي منذ قليل ، انا ممتنة لك "

رفعت رأسي قليلاً عندما طال صمته لأفاجئ بنظراته المدهوشة بشدة ، تعجبت من هذا ليقول هو بطريقة متفاجئة

" لم اعتقد بأن صوتك بهذا الجمال ! ظننت بأنه مرعب كما يقال ! "

احمر وجهي بشدة من الخجل وانا ابتعد عدة خطوات الى الوراء ، شعرت بقلبي يتراقص ويتراجف في نفس الوقت من الصدمة التي انزلها علي بكلامه !

اقترب مني ليقول بهدوء

" لا عليكِ فعلت ما املاه علي قلبي ، وثانياً لا تخبري احداً عن الذي سمعتيه هنا ، هل هذا مفهوم ؟ "

هززت رأسي بالايجاب فسار عني متجاهلاً وجودي ، سقطت على ركبتي من الحرارة التي اكتسحت جسدي بسبب ما قاله ، لاجلس وانا افكر بأقواله لي





خرجت مسرعاً من قاعة الانشطة وحرارة جسدي قد تتعدى المئة الان ! فهذه اول مرة يسمعني فيها احد اغني ، هذا امر مزعج حقاً رغم اني لم اغضب من تلك الفتاة الا اني غاضب من نفسي لاختيار مثل هذا المكان من اجل التدرب على حلمي في ان اصبح مغنياً مشهوراً رغم علمي التام بأن هذا لن يتحقق ابداً

اتجهت مسرعاً الى الصف و جلست في مكاني بلا حراك وانا انظر من النافذة الى برك المياه التي تجمعت في الساحة وجعلتها غير صالحة للاستخدام اليوم ، شعرت بالملل التام مما يحدث في الفصل فكلهم يتحدثون عن تلك الفتاة ذات العيون الحمراء !

مالغريب في العيون الحمراء بالضبط ؟ لست اعلم لما يخشون منها لهذه الدرجة ، آه اجل بسبب تلك الخرافة الغبية التي تناقلتها الاجيال السحيقة

دخل المعلم وقطع علي حبل الافكار لتدخل بعده تلك الفتاة وهي تسير مخفضة رأسها الى الاسفل لسبب ما ، تلاحقت اعين الجميع عليها وهي تجلس في الخلف في الواقع خلفي بجانب النافذة فهي لطالما جلست هنا وهذا افضل لانها هادئة ولا تصدر أي نوع من الازعاج

بدأت حصة الرياضيات بشكل عادي وكان الاستاذ مركزاً اليوم بشكل خاص علي وعليها في حل المعادلات الخطية وما الى ذلك ! حسناً اعترف بأنها سهلة ولا تحتاج الى الكثير من الجهد لحلها لذا لم يزعجني الامر على الاطلاق

انتهت الحصة وأعلنت انتهاء الدوام المزعج معها ، حملت حقيبتي وانا انظر الى اكيهكو الذي كان ينظر الى تلك الفتاة بنظرات غامضة ، اتجهت اليه وقلت

" هي اكيهكو هل ستأتي ؟ "

نظر الي بقليل من الدهشة ليقول لي بسرعة

" لا لدي امر لافعله "

تجاهلت ذلك و مضيت في طريقي دون اهتمام لما يريد ان يفعله ، في الواقع لما علي ان ازعج رأسي العبقري بمشاكل الغير ؟

كنت اسير متجهاً الى منزلي ليبدأ الدوار المعتاد باحتلال رأسي ، بدأت تلك الغشاوة البيضاء تعمي ناظري وشعرت بقدمي غير قادرتين على حملي

استندت على اقرب شجرة كانت موجودة وانا اشعر بالاختناق الشديد ابعدت ربطة العنق وفتحت القميص كي استطيع التنفس بشكل افضل

كنت اشعر بانقباضات قلبي ، سبب لي هذا الماً عظيماً ومرعباً ، اردت ان اصرخ الا اني لم اتمكن من فعل هذا لاني في وسط الشارع

تهاوى جسدي في الهواء وانا غير قادر على ايقاف هذا ، شعرت بتلك اليدين الناعمتين اللتان امسكتا بي وصوت ما يصرخ قائلاً

" كوتشكي – سان هل انت بخير ؟ كوتشكي – سان !! "

فتحت عيني بعد فترة على صوت حديث اشخاص ما فجال بصري في الغرفة حتى ادركت بأني في المشفى وقد كانت اختي الكبرى " سايا " بالقرب مني وعلى ما يبدو فهي تشعر بالقلق الشديد

نظرت الي بسعادة عندما انتبهت على استيقاظي لتدنو بالقرب مني وتقبلني على جبهتي وهي تكاد تبكي من الخوف علي !

ابتسمت لها بكذب وانا اقول لها

" لا تقلقي علي ، انا بخير الان "

نظرت الي بغضب وهي تزجرني بعنف

" انت احمق ! الم نطلب منك ان تعتني بصحتك جيداً ؟ "

اشحت بناظري عنها لعلها تتركني في حالي لبعض الوقت فكلما تقدمت الايام ازداد قرباً من النهاية ولست اريد من يبكي علي بعدها ابداً

تذكرت امراً ما فعدت ببصري لاختي الغاضبة وانا احدثها ببرود

" من جلبني الى هنا ؟ "

تبخر غضبها فجأة لتبتسم بحماس وفرح شديدين وهي تقول بانشراح

" فتاة كالملائكة تماماً ، انها جميلة ذات شعر اسود وعيون حمراء كالدماء ، انها لطيفة جداً و يبدو وكأنها كانت قلقة عليك "

تعجبت قليلاً من هذا الا اني ادرت رأسي مجدداً لاغمض عيني بغير اهتمام لما حصل فهي قد ردت الدين فقط على ما يبدو وهذا امر جيد بالنسبة لشخص وحيد لا يعرف طرق التصرف

لمعت عينا اختي بخبث ، بالطبع لم ارها بل شعرت بخبثها وانا مغمض العينين لتبدأ وساوسي بالظهور لانها ستبدأ مسلسلها المكسيكي الان وبلا توقف

" انها بديعة الجمال ، اليفة كالقطط و لكن تبدو قوية كالنمور ، ولا ننسى بأنها تبدو من النوع الهادئ كالاحصنة ، يا الهي هل يمكن ان تكون عشيقتك يا فتى ؟ هيا هيا اخبرني ! يجب ان تتزوجا ان كانت عشقيتك ! "

شعرت بالاسى على تلك الفتاة فمهما نظرت الى الامر اجد بأنها حيوان في النهاية ، وهذا كله بسبب وصف اختي الفاشل ، اعتقد بأن هذا هو سبب فشلها في اختبارات اللغة اليابانية ايام الدراسة

نظرت اليها بغضب و اصدرت صوت زمجرة لاقول بحدة

" وهل ترينني زير نساء ؟ كلا ليست عشيقتي ولا انوي ان احصل على واحدة فلستُ في مزاج للفتيات على الاطلاق "

نفخت اختي خدها بطفولية لتقول بصوت ناعم بل كانت تنعمه بقوة

" لن تضرك فتاة او اثنتين فأنت فتى في النهاية "

وها هي الان تجرني الى مطلع طريق الخيانة المظلم ، تظن بأنني احب ان العب بمشاعر الفتيات كما تلعب هي بمشاعر الفتيان ، ارغب بضربها في هذا الوقت بشدة

اغمضت عيني وتجاهلتها وانا اتظاهر بالنوم حتى صدقتني وحملت حقيبتها الضخمة التي لا ازال اسك باحتمال وجود اسواق داخلها وخرجت من الغرفة لتغلق الباب واتنهد انا تنهيدة الحرية المطلقة

دخل الطبيب بعد برهة وعلى وجهه علامات الوعيد ، الطبيب " ادوارد " امريكي الاصل الا انه يتكلم اليابانية بطلاقة مذهلة وهو طبيبي منذ الطفولة وصديق حميم لوالدي

جلس على كرسي بالقرب من سريري وبدأ بألقاء محاضرة طويلة على رأسي لكيفية اهمية حفاظي على صحتي وعدم تعريض نفسي للاجهاد

قبل ان يخرج استدار لي وهو ينظر بحزن ويتحدث بغصة

" رين ... لم يبقى لك الكثير لذا ارجوك اهتم بصحتك لعلك تشفى بفعل معجزة الهية "

ثم خرج من الغرفة كذلك وانا اتمتم بعبارات لن يفهمها حتى قوم الجن
اجل وقد اخبرني كذلك بأني سأخرج يوم الغد لذا سأبقى في سجن الادوية هذا لبعض الوقت كالقرد المحجوز في قفص قذر




لا ازال اشعر بالقلق لما حدث بالامس فهو قد كان يتألم بشكل يجعل القلب ينزف دماً من الحزن عليه ، احاول ان اطرد خوفي الغير مبرر هذا الا ان كل ما في يجرني الى ان اذهب واراه بعد المدرسة مهما كلفني الامر

ها انا الان اسير في طريقي الى المدرسة وسط سخرية طلابها مني وانا احاول تجاهل كل ما يقولونه لي

- كم هي مرعبة حقا

- ماذا لو لعنتنا ؟

- اشعر بالقلق على نفسي منها

- انها حقيرة ولا داعي لوجودها في هذا العالم

- يا الهي كم هي مرعبة كالوحوش

تنهدت بعمق شديد وانا اطرد الحزن الذي اعتصر قلبي كما يعتصر العنب تماماً ، لم ارد لاحد ان يرى تلك الدموع التي تجمعت في عيني وانا احاول ان اكتم شهقات القهر التي غصت في داخل صدري المثقل بالأوجاع

كل ما رغبت فيه هي يد تنتشلني من بين ثنايا الازقة المظلمة التي رميت فيها وانا وسط النور !

دخلت الى الفصل لافاجئ بل اصدم بـ كوتشكي – سان جالساً على كرسيه و يبدو متململاُ جداً من وضعه هذا ، جميع الفتيات كن حوله يحاولن ان يتحدثن اليه الا انه تجاهلهن تماماً

انتبه على وجودي لينظر الي وانا اجلس على كرسيي وسط دهشة الفتيات الاخريات

التفت الي وهو يعدل جلسته على كرسيه ليتحدث الي بهدوء

" شكراً على ما فعلتيه بالامس ، لقد انقذتني "

نظرت اليه بتعجب في البداية لابتسم قليلاً وانا احاول ان لا ارتكب في حديثي

" لا عليك ، فقد فعلت هذا لاني اردت ان اساعد "

يبدو وكأنه تفاجئ بما قلته ليظهر شبح ابتسامة على وجهه جعلت قلبي يقفز من مكانه ، لتتعالى شهقات الفتيات في ارجاء الفصل كاملاً وينظرن الي بحقد دفين ومرعب كذلك

اعاد ناظريه الى حيث السبورة واخذت انظر الى ظهره العريض وانا تائهة في خيال شبح تلك الابتسامة الجميلة ، خشيت ان يسرق قلبي ويجعلني اقع في حبه كما فعل مع الاخريات تماماً

الا اني سأكون اسوأهن حظاً اذا حدث هذا فأنا منبوذة الان بشكل جحيمي وسوف يكون ما فوق جحيمي ان احببته مثلهن

تنهدت تنهيدة اخرجت بها ما في من افكار غبية ، دخل اكيهكو صديق كوتشكي – سان الى الفصل ليحيي الجميع برحابة صدر حتى اتجه الى طاولتي ووضع وجهه امام وجهي وهو يحدثني بمرح

" وكيف حالك اليوم يا ريكا ؟ اتمنى ان تكوني بخير "

هناك من اخرج الماء من فمه من الصدمة وهناك من صرخ بقوة كبيرة ، اما انا فتصمنت مكاني وانا اسمع ترحيبه الغريب هذا

ابتسمت بصعوبة وانا اقول

" بخير ، شكراً لك تاريكاوا – سان "

ابتسم ومن ثم ذهب الى طاولة كوتشكي – سان التي تتقدمني وسط دهشته كذلك

مرت الحصص بشكل عادي جداً حتى وصلنا الى الحصة الخامسة ولكن ما اثار انتباهي هو عدم وجود كوتشكي – سان الى هنا ، قلقت عليه فربما حدث له ما حدث بالامس ، شعرت برغبة عارمة في ان اتنفس بعض الهواء النقي لذا استأذنت من الاستاذ في الذهاب الى دورة المياه

اخذت اسير بين الاروقة بخطوات سريعة ، كانت خاوية تماماً وهادئة كقصور افلام الرعب تماماً ، الا اني لم اهتم الى ما حولي فكل ما شغلني هو كوتشكي – سان وحالته الغريبة تلك

حتى اني لم انتبه على دخولي لحمام الفتيان بالخطأ

توقفت عندما سمعت صوت سعال حاد آت من ناحية صنبور المياه ، فرفعت ناظري واشهق بقوة على ما رأيت

فقد كان كوتشكي سان يسعل بشكل غير طبيعي كميات كبيرة من الدم القرمزي الذي صبغ المغسلة وما حولها بالاحمر

اتجهت اليه مرعوبة حتى اني لم انتبه على خطأ دخولي الى هنا

وضعت يدي على ظهره وانا اربت عليه واتحدث بخوف

" كوتشكي – سان مالامر ؟ لماذا انت تسعل دماً ؟ "

نظر الي نظرة المنقذ المنتظر فتحرك بسرعة و القى بنفسه في حضني وهو يردد

" ارجوك دعيني هكذا لبعض الوقت "

كان يعانقني بقوة كبيرة جعلت حرارة جسدي تتعدي المئة في هذه اللحظة

الا اني شعرت بجسده الذي يرتجف بحدة وكأنه كان تحت انياب الذئاب مؤخراً

كانت حرارته مرتفعة جداً ونبض قلبه وكأنه في سباق للسيارات !

قلت له بخوف شديد

" كوتشكي – سان فالنذهب للممرضة في الحال "

رفع بصره لينظر الي بتعب وارهاق ويهز رأسه بالايجاب

امسكت به جيداً واخذت اساعده على ان يسير حتى وصلنا الى مكتب الممرضة الذي فتح بابه لوحده وسمعنا صوت شهقة قوية صادرة من خلفه

كانت هي تلك الممرضة التي امسكت بـ كوتشكي – سان بسرعة وساعدتني على وضعه على احد الاسرة الموزعة في المكان

اخذ يسعل بقوة مجدداً هذه الدماء التي شابه لونها لون عيني اللامع

نظرت الى الممرضة وانا اقول بخوف وقلق

" مابه ؟ "

نظرت الي الممرضة بقلق لتقول بنبرة شخص على وشك ان يرتكب جرماً

" لا تخبري احداً بهذا ، ولكنه مريض بمرض غير معروف يجعله يسعل دماً بهذا الشكل بالاضافة الى ارتفاع حاد في درجة الحرارة وتشوش الرؤية "

وضعت يدي على فمي من الصدمة البالغة التي ارتابتني في هذه اللحظة فهذا آخر ما توقعته على الاطلاق ! لتردف هي بعدها

" اياكِ واخبار أي احد بهذا فهذا سر لا يجب ان ينتشر في هذه المدرسة "

هززت رأسي بالايجاب وانا انظر اليه كيف يتنفس بسرعة كبيرة وسط سعاله الحاد ، اعطته الممرضة حقنة خاصة وبدأ يهدأ تدريجياً حتى انتظم تنفسه وكذلك حرارته
نظرت الي الممرضة وابتسمت وطلبت مني العودة الى الصف ففعلت حتى انتهى اليوم الدراسي وذهبت مسرعة الى غرفة الصحة مجدداً لاجده غير موجود هناك للاسف !






تباً لقد عرف احد ما بشأن مرضي ! والمشكلة بأنه ليس أي شخص بل تلك الفتاة التي بدأت اميل اليها بسبب ما لا اعرفه

شعرت بغبن في قلبي وانا في سيارة والدي الفارهة ، كان السائق يقود بشكل سريع نوعاً ما ونحن نتجه الى منزل الاشباح ذاك الذي اقطن فيه كوحش اسطوري وحيد عزل عن العالم بسبب قبحه وخطره

نزلت من السيارة بسرعة ودخلت الى المنزل حتى اتجهت الى غرفتي في الطابق الثاني والتي كانت معزولة عن باقي الغرف حتى لا ازعج احداً بصوت سعالي في الليل !

دخلت الى غرفتي المطلية باللونين الفضي والذهبي ذات الزخارف الحمراء القانية

القيت بجسدي المرهق على السرير ليعاود الالم ممازحتي مرة اخرى بطريقة مؤلمة جداً

تكورت على نفسي وانا اتأوه من الالم الشديد ، اشعر وكأن عظامي تتكسر بفعل ضرب مطرقة ثقيلة عليها واشعر ان رأسي يغلي في قدر موضوع على بركان ثائر

لم اعد احتمل لذا بدأت بالصراخ بطريقة هستيرية وانا اضغط على يدي بحدة

كالعادة لا احد في المنزل غير الخدم الذين لم يعودوا يهتمون بصراخي لانهم تعودوا عليه تماماً ، فأبي مسافر الى امريكا من اجل بعض الاعمال وامي ممثلة قديرة لا تعود الى المنزل الا مرة كل شهر او شهرين

واختي الخرقاء تضيع وقتها باللهو مع الرجال رغم اني اعاني هنا

اريد ان اكسر جدران الصمت المهولة التي تطغى هذا البيت ، هذا البيت الملعون ، بل العائلة الملعونة ، ارغب بتحطيمها وتمزيقها ارباً ارباً

لماذا ؟ لماذا يتركونني وحيداً في اللحظات التي احتاج فيها الى يد تنقذني من عذابي ؟ لماذا لا يسمعون ندائي المحتضر ؟ لماذا لا يفقهون الى ما انا فيه من جحيم اسود ؟ لما ؟ لما انا فقط من يجب عليه ان يوضع في هذا الحال التعيس ؟ لماذا ؟

فاليخبرني احدكم ! لمــــــــــــــــــــــــــــــــآذا ؟

احس بالبرد الذي يقتلني ببطئ كسفاح من عصور الوسطى ، اشعر بجسدي الذي تسحب الحياة منه ببطئ كما تسحب الابرة المحلول من الزجاجة ، قلبي يكاد يتدفق عن ضخ الدم في عروقي

اكاد اجزم بأن لوني قد شحب تماماً واصبحت ازرقاً كوحش اسطوري

هه ضحكت على نفسي فيالي من شخص يحاول ان يضحك نفسه في اللحظات التي هو يتألم فيها من داخل وخارج جسده

ان كان علي ان اكتب وصيتي فستكون

" امي الغائبة وابي المهمل واختي الساقطة ... اولا وقبل كل شيء لطالما كرهتكم وتمنيت مفارقتكم منذ الازل ... لقد حظيتم بكل ما ارتموه في حياتكم .. احببتم ولعبتكم وحظيتم بكل شيء ... مهمشين اياي في ركن اسود حالك لا يدخل اليه نور من أي ثقب صغير ... حرمتموني الحنان وادعيتم حبكم لي ... تركتموني اموت ببطئ وسط عذاب لا نهاية له على الاطلاق ... انا اتألم ... اتأوه .. اصرخ ... انزف دماً اسود ! ما هذا ايها القوم ... الم تشعروا ابداً بي ؟ الم تهتموا ابداً ؟.. هه لا اعتقد هذا بل انتم ذئاب قد انقضت علي ونهشت عظامي حتى اختفت من الوجود ... فشكرا لعدم محبتكم ... شكرا لعدم اهتمامكم ... شكراً على كل مالم تقدموه لي ... شكراً فاليوم لا مجال لكم للاعتذار ... اليوم انا مدفون تحت التراب ... انا ميت لا روح ولا قرار ... انا سهل الاحتقار والاذلال ... لذا فلا تحزنوا علي ... اياكم ان تبكوا ... اياكم ان تذرفوا دمعة علي ... اياكم ان تلبسوا السواد في مأتمي ... والاهم اياكم ان تحضروا جنازتي ... فلا حاجة لي بمن تركني اموت وحيداً بلا معين يساعدني "

لم اعد اشعر بما حولي فقد غاب عقلي تماماً الان عن كل الوعي ، استطيع ان ارى كل شيء واسمع كل شيء ، لكن لا استطيع ان افكر بأي شيء على الاطلاق

اشعر وكأني قد علقت في الوقت ، حرمت من الهواء النقي ، كل ما اشعر به هو الدم الذي يسيل من فمي وبرودة العرق الذي يتصبب بغزارة حتى شعرت بأن هناك غيمة فوق رأسي تمطر علي

لا تزال درجة الحرارة تنخفض تدريجياُ حتى شعرت بالثلج قد بدأ يتشكل على جسدي ، او هل هذا مجرد وهم يا ترى ؟

تذكرت تلك الفتاة ، اعتقد ان اسمها ريكا ! لقد كان حضنها دافئاً جداً ! لم اشعر بمثل هذا الدفئ من قبل على الاطلاق ...

كم اريد ان القي بنفسي في حضنها لعلي اشعر ببعض الراحة من هذا الهم الذي يقضي علي بهدوء

هذه اول مرة افكر بفتاة ، هل لهذا علاقة بشبهها الكبير بي ؟ ، من يعلم ؟!





مرت عدة ايام على آخر مرة حدث فيها امر لـ كوتشكي – سان ، شعرت بالراحة فهو يبدو بخير حقاً

وعلى الدفة الاخرى فالجميع بدؤوا يحتقروني بشكل اقل ربما لانه تحدث الي ! الا الفتيات اللاتي يعتمدن ضربي طوال الوقت ويطلقن علي اسماء قذرة ! لا داعي لذكرها في الواقع

خرجنا جميعاً من الصف فهذا هو وقت حصة الرياضة واليوم رياضتنا هي كرة السلة وانا ممتازة في معظم الرياضات لذا لن اواجه مشكلة رغم ان لا احد يدعني اشارك معهم في هذا !

ارتديت ملابس الرياضة التي غطت الكدمات الزرقاء التي تغطي كافة انحاء جسدي العلوي ، كانت عبارة عن قميص ابيض وشورت احمر اللون قصير الى ما فوق الركبة

خرجنا جميعاً ووقفنا حتى توزعنا في فرق وبدأنا باللعب ، على الرغم من كل شيء شاركت معهم بل بالاحرى جعلوني اشارك بطيب نفس منهم ، حسناً اشعر بنوع الغرابة لهذا لكن لا بأس هذا يسعدني حقاً !

انتهينا من اللعب لذا توزعنا في قاعة الانشطة كل في مكان ما ، وقفت بعيداً عن التجمعات الطلابية تلك وانا اشرب بعض المياة الباردة التي اعادت لي ما فقدته من مياه جسدي

تقدمت مني مجموعة من الفتيات اللاتي يكرهنني بقوة وامسكن بعلبة الماء وسكبنها علي ، لم ادرك ما حدث حتى شعرت بتلك الركلة التي اتتني في معدتي واسقطتني ارضاً ، جلست اسعل بقوة جراء ما فعلوه بي وشعرت بمعدتي تتمزق من الداخل بقوة

رفعت بصري كي احصل على تلك الصفعة القوية التي ورمت خدي المسكين ، تعالت ضحكاتهن في الارجاء ، كانوا يسخرون مني بشدة ، حتى اقتربت احداهن وهي تجر شعري بقوة وتقول

" هي ايتها الحقيرة ! من تظنين نفسك حتى تتحدثين مع رين – ساما ها ؟ "

زادت من قوة شدها لشعري حتى شعرت بأنها على وشك انتزاعه هو و الجلد من على جمجمتي !

اظهرت مشرطاً من جيبها وفتحته على آخره وهي تتحدث بسخرية

" شعرك الاسود هذا قبيح جداً يجب ان نخفيه "

بدأت بتقريب المشرط من شعري حتى استسلمت للامر الواقع وهو ان شعري سوف يختفي الان لا محال لذا اغمضت عيني وانتظرت

الا ان امراً لم يحدث لافتحهما واجد كوتشكي – سان يمسك بيد الفتاة بقوة وقد اخذ المشرط ، اقترب منها وصفعها بقوة حتى سقطت على الارض وهو ينظر اليها باحتقار شديد

انحنى الى مستواها وامسك بقليل من شعرها وقطعه بالمشرط وسط بكائها الحاد وصراخها

" لماذا ؟ لماذا تساعدها ؟ "

لم يهتم لما قالته بل اقترب مني وساعدني على النهوض وتمسك بيدي بقوة وجرني معه الى خارج القاعة وسط صدمة الجميع من فعله الغريب

دفعني على الجدار بقوة ووضع يديه كحاجز حتى لا اهرب وقال ببرود

" هل انتي بخير ؟ "

اجبته بهدوء وتوتر

" اجل ، شكراً لك "

اغمض عينيه بتفهم ليعيد فتحهما بشكل اكثر غموضاً من السابق ليردد بنوع من البرود

" هناك شيء اردت ان اجربه منذ زمن "

لم اسأله عن هذا !

تم التعديل بواسطة الإدارة

ابتعد عني بخطوات بطيئة وانا اسقط على ركبتي من الصدمة العارمة التي اكتسحت جسدي ونفسي وروحي وعقلي كذلك !

بعدها ببضعة ايام اصبح كوتشكي – سان يأتي الي ويتحدث معي بكثرة هو واكيهكو الذي اعتذر الي من قلبه و افصح عن رغبته كي اصبح صديقته

سعدت بهذا فهذه اول مرة اكتسب صديقين دفعة واحدة فشعرت بأن مصائبي على وشك ان تتبخر نهائياً

رغم اني بدأت احب كوتشكي – سان حقاً الا اني اخفيت هذا في قلبي حتى لا تأتيني المصائب مرة اخرى




كنا جالسين في الفصل كالعادة حتى اقتحم المدير فصلنا بشكل مرعب وهو يلهث بقوة كبيرة

دخل الفصل واتجه الي وامسك بيدي حتى خرجنا انا وهو من الفصل ووقف يتحدث معي بأمر ما

توقف قلبي ... واهتز كياني ثم توالت الاحداث على مسامعي ، حاولت ان انكرها ، حاولت ان لا اصدق ما يقوله هذا الرجل !

بل في الواقع مالذي يقوله هذا الرجل ؟ مالذي يتفوه به ؟ مالذي يحاول ان يفعله بي ؟

هل يريد ان يقتلي كما اراد الكثيرون قبله ؟ لما يخبرني بهذه الامور التي ترعب اقوى القلوب ؟

اخذت اسير كجثة خاوية لا روح فيها حتى خرجت الى خارج المدرسة ووقفت وسط ساحتها

تراكمت الغيوم السوداء في الافق معلنة على حزنها علي بشدة ، تساقطت دموعي بغزارة وانا اصرخ بحدة كادت تحطم جدران السماوات من قوتها

فما قاله لي قد كان

" لقد حصل حادث لطائرة والدك القادمة من امريكا وكانت والدتك معه ، للاسف فقد ماتا كلاهما وتفحمت اجسادهما ، ومن جهة اخرى اختك قد انتحرت عندما سمعت بالخبر ، آنا اسف جداً كوتشكي – كون "

تحول بكائي الحاد الى ضحكات هستيرية ساخرة ، فلطالما كانوا يقولون بأني سأموت صغيراً ولن اعيش مثلهم الا انهم الان من ماتوا

اجل لقد ماتوا وتركوني حياً هنا مع مرضي القاتل

في الواقع لم يعلم احد ان كنت اضحك او ابكي لانهما اختلطلا في هذا الصوت المتألم بشدة

نظر الجميع الي من نافذة الفصل لتهرع تلك الفتاة ريكا الي وتراني واقفاً اصرخ بقوة ودموعي تنهال من عيوني الزرقاء التي كانت كالماس من لمعانها

اقتربت مني وهي تحاول ان تهدأني بدون فائدة حتى عانقتني بقوة فشعرت بنوع من الهدوء في نفسي حتى دفعتها بعيداً واخذت اصرخ بحدة عليها

" لا تحاولي ! انا وحيد من البداية ، لا املك شيئاً ، لطالما اردت ان اكون مغنياً مشهوراً الا اني لم اتمكن بسبب مرضي ولطالما احتقروني لهذا وتمنوا ان اموت بسرعة حتى لا اثقل عليهم حياتهم ، والان انظري الى ما حدث فقد ماتوا جميعاً في وقت واحد ! لقد تخلوا عني للمرة الثانية على التوالي ، انا لا شيء ، انا نكرة ! "

كانت مصدومة من كلامي العجيب هذا فصرخت هي الاخرى وهي تبكي بقوة كبيرة

" وانا كذلك لطالما تمنى الناس موتي ، لطالما لعنت وضربت واحتقرت ، لطالما تمنيت لو اني لم اولد ، طوال سنوات حتى والدي لم ارهما منذ قرابة التسع سنوات لانهما لم يعودا الي ابداً ! الا ان من اعطاني الامل هو انت كوتشكي – سان ، انت من اعطاني املاً في الحياة بحديثك معي وانقاذي ، لذا انت لست نكرة انت اكثر شخص مهم لي ، انا آحبــــــك رين ! احبك لانك انت "

مالذي تقوله هذه الفتاة ؟ مالذي تتفوه به ؟ هي تحبني ؟ تحبني لاني انا ؟

هل تمزح معي في هذا الوقت ؟ لما اشعر بأنها صادقة ؟ لما اشعر بأني اريدها الان وللابد ؟

توقفت دموعي على غرار المطر الذي اخذ يهطل بقوة كبيرة مبللاً اياي انا وهي ، اسود العالم بفعل غيوم المطر حالكة السواد !

اخذت انظر الى عينيها الحمراوتين اللامعتين اللتان سرقتا قلبي الان وسط الظلام ، شعرت بأنهما منقذتاي في هذا الوقت العصيب

لكن ... ليس كل ما يتمناه المرء يدركه

توقفت للحظة والدم يسيل بغزارة من رأسي وفمي ! قلبي قد خفت تماماُ عن النبض

والدماء لا تكاد تكف عن النزيف من كافة انحاء جسدي ! مالذي يحدث لي ؟

تهاوى جسدي في الفراغ حتى سقط على الارض وصدى صوت ارتطامه في اذني تلك الفتاة المصدومة بقوة لتتعالى صراختها قائلة : ريـــــــــــــــــــــــــــن !

هذه اول مرة تناديني بأسمي الاول ، ابتسمت لهذا وغبت عن الوعي





هرعت اليه بسرعة ، من احببته من اعماقي ، من قررت ان لا اتخلى عنه ابداً

سقط مضرجاً بدمائه على الارض المبتلة بالمطر المنهمر بغزارة

امسكت بجسده البارد الخالي من الحياة لاصرخ بقوة كبيرة : رين استيقظ ! استيقظ ارجوك ! لا لا تمت ارجوك !

اسرع الجميع بالنزول و التجمع حولي واتصلوا بسيارة الاسعاف التي جاءت بسرعة كبيرة وتم نقله الى المستشفى الخاص بعائلته

ادخلوه الى غرفة العمليات بعد فترة فقد تم تشخيصه بنوبة قلبية قوية بسبب الصدمة التي تلقاها على اثر موت عائلته كاملة !

اخرجوه بعد عدة ساعات ونقل الى العناية المركزة ، لم يرضوا الا بأدخالي انا وحدي اليه وبقيت معه طوال ايام طوال

لم تجف دموعي على الاطلاق وانا ارى من احببت بهذه الحال التعيسة فقد قال الاطباء بأنه قد لا يستيقظ على الاطلاق !

مر يوم .. يومان ... ثلاثة ... شهر ... شهران ... والان سنة

اجل مرت سنة كاملة منذ ان سقط في تلك الغيبوبة اللعينة وانا لم اتغيب يوماً واحداً عن زيارته ، فقد الاطباء املهم في ان يفتح عينيه مجدداً اما انا فلا ، فلم اقبل بأن يتم ايقاف العلاج عنه

حتى صديقه اكيهكو ساندني في هذا وبقي معي في محنتي هذه ، في احد الايام كنت متجهة اليه وهواجسي السوداء كالعادة لا تزال موجودة

بقيت احدثه كالعادة وانا اخبره بكل ما يحدث معي وكالعادة كان عن احتقار الناس لي وتحسن بعضهم معي ، حتى ان اكيهكو قد عرفني على بعض الاشخاص اللطفاء الذين لم يحتقروا عيني الحمراء

ولكن هذه المرة قبل ان اغاد اردت بشدة ان اقبله مرة اخرى مثل ذلك اليوم الذي قبلني فيه من قبل

امسكت بيده وشبكتها بيدي وانا اطبق شفاهي على شفاهه الباردة حتى نزلت دمعة حسرة والم من عيني المغلقة

ابتعدت عنه وانا انظر الى ملامح وجهه الجميلة والهادئة لاترك يده واتجه نحو الباب

لكن ...

استوقفي ذلك الصوت ..

صوت توقف قلبه عن النبض ...

صوت تخلي الحياة عنه ...

الصوت الذي لم اسمعه الا في كوابيسي ...

التفت اليه بصدمة وانا اشهق واصرخ بقوة حتى اتى الاطباء بسرعة واخذوا يعطونه من تلك الصدمات الكهربائية حتى لا يخسروه الان

حاولوا ثلاث مرات الا انه هذا لم ينفع على الاطلاق

قال احد الاطباء بعد ان استسلم

" سنعلن وقت الوفاة ، الساعة 4 و 30 دقيقة مساء "

تخدر جسدي بالكامل وانا اراهم يبتعدون عنه تاركينه جثة هامدة لا حياة فيها

شل لساني بقوة ولم اتمكن من ان امنعهم من الذهاب وتركه وحيداً

اتجهت اليه بسرعة والقيت بجسدي عليه وانا ابكي بحرقة ستحرق جسد من يحتويها الى رماد

شهقت بقوة كطفل قد فقد امه ، بكيت كما لم ابكي منذ سنوات ، حبي الان يرقد في قبرين ، قبر في قلبي وقبر في المقبرة

سوف يأخذونه مني بعيداً ويتركونني وحيدة مع ذكراه ، لما علي ان اتحمل كل هذا الالم ؟ لما على رين ان يتألم كذلك هكذا ؟

تشبثت بملابسه بقوة وانا ابكي على صدره الساكن دون اثر على نبض قلبه على الاطلاق

" رين ، ارجوك لا تتركني ، رين ، انا احبك جداً ، لا اريد ان افقدك ، افتح عينيك سوف تصبح مغنياً مشهوراً وسوف تشفى من مرضك ، سوف تكون لك عائلة تحبك ، انا اعدك بهذا ، حتى ان لم تحبني فسوف ادعمك في كل شيء ولن اتخلى عنك ، حتى ان اردت غيري فأنا هنا لاجلك رين ، لا تذهب ارجوك ، لا تجلعني افقد ما احببته يوماً ، اياك ان تتخلى عن الحياة وهناك من يحبك فيها ، ارجوك لا تذهب ! "

شعرت بيد هادئة تربت على رأسي فرفعت ناظري واذا به قد فتح عينيه وهو ينظر الي بابتسامة مليئة بالحب والحنان وهو يقول

" لن اذهب الى أي مكان يا غبية ، انتِ مزعجة "

اكملت بكائي بحدة على صدره ، فقد حصلت معجزة الهية هنا ! معجزة سوف تخلد في صفحات التاريخ الى الابد ، لم اصدق بأنه بخير اخذت اعانقه بشدة وقوة حتى لم ارد ان اتركه ابداً

ابعدني عنه ليقول

" انا احبك كذلك "



والان وقد مرت تسع سنوات على تلك الحادثة انا وهو قد تزوجنا وحضينا بتوأم بنت وولد اسميناهما بـ اليس و جاك تيمناً بأسماء اشخاص يحبهم رين كثيراً

ونحن الان نعيش في جنة قد خلقت على الارض







قد لا يصدق بعضنا بالحب وقد لا يريده احدنا

وقد لا يؤمن البعض بالمعجزات وقد لا يتمناها البعض الاخر

ولكن علينا دائماً ان نتذكر بأن هناك اله في السماء يسمع دعائنا وتضرعنا

ويحب ان يرانا محتاجين اليه ، فلا تتركوا دعائكم اليه فهو لن يردكم ابداً ولو بعد قرون

تمت




برب لاحد يرد


__________________

التعديل الأخير تم بواسطة darҚ MooЙ ; 12-22-2014 الساعة 05:26 PM
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11-02-2013, 09:05 PM
 





















وهكذا وصلت الى نهاية موضوعي لهذا اليوم
لا علم هل وفقت في هذه القصة ام لا ولكن اعتبرها تجربة رآئعة جداً
اتمنى بأنها قد اعجبتكم واثرت بكم كذلك
سعيدة بتقبل الاراء والانتقادات منكم
الى اللقاء احبتي في موضوع جديد
جـآ



__________________
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11-02-2013, 09:51 PM
 
جميل رائع و مدهش
ابدعتي كثيرا حياتي
بس القصه طويله ذبلت عيوني و انا اقراها
المهم بارك الله فيك
اتمنى لك التوفيق
تحياتيتحياتي حب3
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
Đεvil Тʀαρ │ فخ الشيطان { ؛ مشاركهه ؛ } آرْلِيتْ : ظَلَامْ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 38 11-03-2013 04:19 AM
مجهود أسطوري:: I'll Show You a Beautiful Dream │ آرْلِيتْ : ظَلَامْ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 41 09-23-2013 12:17 PM
يستحق المشاهدة:: ││ و أتخذتهُ الوحدةُ رفيقاً لها ││ زهرة الوآدي! صور أنمي 25 06-18-2013 07:15 PM
L Ӻɑɲʈʂɒʎ │⌡Ϝϊηα│⌠ @ مَـنـتـوهيْ مَنفىّ ❝ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 40 09-25-2010 05:05 PM
小游戏│17173小游戏频道│flash.17173.com│全国最 ghdcheap8 أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 08-09-2010 08:55 PM


الساعة الآن 02:37 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011