يومك سعيد عزيزتي wings of light ...

بحسب قوانين المسابقة ... هذا تقييم أولي عن روايتك ، و أنوه إلى كلمة ... "أولي" !
إذ لن يكون الحكم على الرواية إلا بعد إنتهاء جميع المشاركات الأخرى ...
بالأحرى سيكون هذا التعليق بمثابة نقد أيضا !
أحببت أن أشرح ذلك لأن روايتك ستكون محطتي الأولى بإذن الله ^^


/



*الفكرة*
‏
وهي الجزء الذي أوليه إهتماما كبيرا خلال الحكم على الرواية كما سبق و قلت ...


بدأت الحكاية بحياة عائلة سعيدة حلت عليها مأساة غامضة ،
و كانت الأحداث التي أدت إلى مصرعهم مجهولة تقريبا ... و مع ذلك أثرت في لحظة شك الوالدين في أن الطفل الصغير هو من أقدم على القتل !
فهل فقدوا القدرة على التفكير العقلاني بسبب الذعر و الصدمة ؟!
إذ يستحيل على طفل في الرابعة أن يقتل راشدا ....
و مع ذلك ... و عند التفكير في الأمر ... ربما كان فيما قالوا شيئا من الصحة .. من يدري !

علمنا أن الجميع قد مات باستثناء واحد فقط و أن ذلك الشخص ليس "الطفل جاكسون" رغم أني تمنيت لو أنه نجا ،
لم يتم الكشف عن هوية الناجي ما يزيد الأمور غرابة و غموضا !

و من ثم انتقلت إلى أبطال آخرين .. عرفنا لاحقا علاقتهم بالجريمة و القصة الأساسية !

أحببت أن أشيد على جمال هذا التسلسل ،
فقد كان ذكاء منك القفز في الزمن سنوات ...
لقد اختصر ذلك الأحداث الغير مهمة ،
و خدم عنصر التشويق و الغموض أكثر ..

و قد أحببت ذلك .. و إن كنت أرى بأنك قد استعجلت قليلا في الأحداث ...
‏ليس الاستعجال بالمعنى الحرفي ... لكن تركيزك قد انصب على أمور جانبية أكثر من الرئيسية !


لو أنك اجتهدت قليلا في منحنا مشاهد و أدلة على الوفيات المذكورة و جرائم القتل ..
لأصبح لدى القارئ انطباع اقوى عن فظاعة هذا المنزل العجيب ،
بدلا من الإنقياد خلف كلامك دون شعور حقيقي بالخطر ..

و الخلاصة هي أن فكرة روايتك مميزة .. لكن معالجة الفكرة تحتاج مزيدا من التخطيط و الانتباه لتصبح أقوى !



/



*الأسلوب و التعبير*


لم يكن لديك أي مشكلة مع اللغة العربية و مفرداتها ،
و لهذا أعتب على كونك قد قلصت حجم الوصف إلى أقل تقدير ...
فالرواية ترتكز على الوصف بشكل أساسي ، الوصف يرافق المشاهد طيلة الرواية في الأحداث و الزمان و المكان و الحركات و الأصوات .. كل شيء ..
‏
و ليس ضروريا وصف كل شعرة أو دبة نملة ،
لكن الوصف يكون فيما يحتاجه المشهد ليكتمل ..
كما كنت أتمنى لو أنك وصفت مظهر الشخصية الخارجي داخل الرواية ،
فهذا شيء لا يمكن الاستغناء عنه حتى مع استعمال الصور لتعريف الشخصيات !



هنا اقتبس مقطعا كان بوسعك أن تجعليه اقوى تأثيرا على القارئ و تجتذبي به كامل عواطفه !
و أشير إلى طريقة التي قصدتها في الوصف ..


رفع ماركوس يديه و أمسك رأسه بقوة ليطلق العنان لصوته فيصرخ

-

ارتفعت يدا ماركوس لرأسه تضغطان عليه في محاولة عبثية منه لردع تلك الذكريات الحية ،
و الألم الذي رافقها متفتقا من كل صورة راحت تكبر و تتلوى في ذهنه حتى أصبحت تحجبه عن أي شيء آخر ..
العذاب ذاته ... لقد كان يعيش العذاب ذاته منذ سنوات !!
شحب وجهه و استحال ببياض الأوراق ، و توسعت عيناه عن آخرهما بتعبير من يرى أهوالا ... فخيل لكاي أن صديقه كان يصاب بجلطة من نوع ما !
تصاعد ذعر ماركوس الذي كان يعيش ماضيه حاضرا ، حتى احتشد في حلقه و انفجر كصرخة مدوية .. لم يدرك صاحبها أي رعب أحدثته في قلب من سمعها

-‏

كاي : ياالهي ماركوس اانت بخير ؟!وماقصده ذلك الفتى؟!
كان كاي يهز ماركوس عله يهدأ من صراخه او يتوقف ليعود إلى عالمهم ...ولكن ...لا حياة لمن تنادي

-

هتف كاي الذي انتابه الخوف من الحال المرعبة التي انقلب إليها صديقه فجأة : يا الهي ماركوس ... أنت بخير ؟! ماذا أصابك ؟! ماذا عنى ذلك الفتى بكلامه ؟!
تناسى كاي أي سؤال حينما لم يجبه ماركوس ،
و راح يهزه مناديا و خوفه يتضاعف من عدم استجابة رفيقه ، فقد بدا مغيبا عما حوله .. متسع العيون يحدق إلى الأرض و شحوبه يزداد بقدر صيحات فزعه ...

-

في ذلك الوقت كان هناك شخصان متجهان إلى المنزل و لكنهما ماأن رأيا ذلك المنظر حتى هما بالإسراع لهما
جاك (بقلق):مابه؟!

-

انعدمت الحركة في ذلك الحي الهادئ نسبيا فقد كان وقت الظهيرة ،
و تلفت كاي حوله بحثا عن أحد يمكنه تقديم المساعدة .. دون أن يعرف ماهية المساعدة التي يحتاجها ...
و غمره ارتياح مفاجئ غير معقول حال أن لمح جاك و ماثيو قادمين من آخر الشارع ..
و حتى من تلك المسافة استطاع كاي أن يرى كيف توقف جاك مصدوما من المشهد ،‏
قبل أن يندفع سريعا نحو أخيه المنكمش على نفسه أرضا و مازال يغطي رأسه بيديه و يصيح مذعورا بهسيتريا بين لحظة و أخرى ..
انحنى جاك على الفور يتفحص شقيقه و حاول أن يستفهم منه ما حدث من دون جدوى ..
أمسك بكتفيه بقوة و راح يقول محاولا اختراق حالته المخيفة هذه : ماركوس .. ماركوس .. ما الأمر ؟ أجبني ماذا حدث ؟!



هذا توضيح بسيط عن كيف يجب أن يرافق الوصف حتى الحوارات في الرواية ،
و كيف يجب أن تراعى واقعية المشاعر و حدتها في كل موقف ..

أدرك أن بمقدورك الوصف تماما .. و ظننت أنك لا تحتاجين سوى لإدراك أهمية الأمر ، من خلال مقارنة المقطعين ببعضهما !



/


*الشخصيات*

لا اختلاف في أنك استطعت إيصال الشخصية كما يجب من خلال الحوارات ،
لكنك أهملت مع ذلك وصف مظهرها !
كما أن نقطة كون جاك في 22 فقط و مع ذلك شرطي قد عمل على عدة قضايا .. مثيرة للاستغراب !
فالمتدرب في أكاديمية الشرطة يتخرج في هذا العمر !!
‏ثم يصبح مستجدا في المهنة ، و المستجد في قسم الشرطة لا يكلف بأي قضايا خطيرة أو مهمة ليتولاها وحده .. ليس حتى يمتلك خبرة و يثبت جدارته على الأقل ..

و الواقع أن الشخصية "جاك" كانت ستبدو أفضل برأيي و أكثر واقعية لو جعلتها أكبر عمرا ،
فبذلك يكون جاك الأخ الأكبر الذي اعتنى و مازال يعتني بأخيه الصغير ..

عدا ذلك ... بقية الشخصيات كانت مميزة ، و خاصة رين !


/


*الاملاء و النحو و علامات الترقيم*

ليس لدي أي ملاحظات بشأن هذا الخصوص ،
لقد قمت بهذا كما يجب ...
فعدا عن بعض الأخطاء الإملائية في الفصل الأول ... كان كل شيء مثاليا

/



ختاما ~
لقد استمتعت بما قرأت عزيزتي ،
و لمست التشويق في طياته ...
بالتوفيق لك ...

و كوني بخير