|
أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#6
| ||
| ||
-- إذن التوقيت كان مجرد صدفه؟ قال بلاي. -- ليس بصورة كلية. لقد كنت حزينة وأردت أن أترك المكان الذي أعمل فيه, وكنت منذ طفولتي أحلم بعمل كهذا. -- لقد فهمت. -- حقا؟ لقد جاء دوري الآن لاستجوابك ياسيد بيترسون. فقالت له: -- لماذا سألتني كل هذه الأسئله؟ هل أنت نادم على إعطائي الوظيفه؟ -- لا. -- هل تشعر بالندم لأنك لم تستجوبني بصورة جيده؟ هل تشعر سفريات ديلاني بحاجة ماسة لتعلم كل صغيرة وكبيرة عن موظفيها؟ أتريد أن تعلم كم مره أمشط شعري في الليل؟ هل أخبرك عن أي فردة حذاء أرتديه أولا؟ هل تريد أن تعلم..... -- كفى! قال بلاي بحده: إن هذا التصرف لايليق بك. كانت يده لازالت موضوعة على يدها. حاولت أن تبتعد عنه ولكن قبضته كانت قويه. -- ماذا تريد إذن؟ -- أريد أشياء كثيره, هل بإمكانك أن تحزريها؟ كان صوته ناعما رقيقا. -- لقد حان الوقت لذهابنا. قالت نيكولا بحده. -- إنك مرشدة سياحية ياعزيزتي, ماأريد أن أعرفه هل أنت إمرأة كذلك؟ -- بالطبع أنا إمرأه. -- إني سعيد لسماع ذلك. قالها بلاي وفي عينيه بريق غريب. إستدار بلاي ليواجهها, وأخذ قدح القهوة من يدها ليضعه على الأرض. وأمسك وجهها بين يديه ونظر إليها.. فقالت نيكولا بسرعه: -- بلاي إن الوقت يسرقنا.! -- لا زال لدينا متسع من الوقت, هل تخافين مني يانيكولا؟ -- لا إني لا أخافك. -- أعتقد إنك تكذبين مرة أخرى. وتحرك إبهامه على خدها. حاولت نيكولا أن تخفي عواطفها وقالت: -- إني لا أخافك. ياإلهي ولماذا أخافك؟ لقد بلغت سن الواحد والعشرين! بلاي إن الناس قادمون أتركني.. -- إنك تتكلمين كثيرا. أريدك أن تحذري ديريك. -- ديريك؟! تساءلت نيكولا بتعجب! -- إنه معجب بك. هناك أشخاص مثل ديريك في كل رحله. إنهم يتصورون أن المرشدة السياحية إحدى الوسائل الترفيهية المهيأة لهم من قبل الشركه. -- كيف تجرؤ أن تتكلم هكذا! أكمل بلاي غير مباليا بكلامها: -- وعندما تنتهي الرحله يختفي عن الأنظار تاركا الفتاة بقلب محطم. -- إذن أنت تحذرني. قالتها بشيئ من العصبية. كان بلاي لايزال يمسك بوجهها بين يديه وأخد يحرك أصابعه على وجهها وعلى شفتيها, شعرت نيكولا بالدفء يسري في جسدها, ياإلهي لماذا لايتوقف؟ ولكنها لاتريده أن يتوقف!! -- إني أحذرك, لأنك قد تعرضت لتجربه محزنه وسيكون ديريك خطرا بالنسبه لك.<< كثر منها بس ليش متقول أغار وتفضها!! قالت في نفسها: إن ديريك شاب لطيف وقد ساعدني في بعض اللحظات الحرجه, إذا كان هناك شخص خطر فهو أنت يابلاي. نظرت نيكولا إلى وجه بلاي. لقد كان بإمكانه قراءة أفكارها بسهوله. لايجب ان يعلم تأثيره عليها. كان شعورها هذا هو الذي دفعها لأن تقول : -- ديريك خطر؟ هذا مستحيل إن حياتي مليئة برجال من أمثال ديريك. من الأوجب أن ديريك يخافني! -- لا أصدقك أنت تكذبين. كان صوته حادا. -- إن ما أقوله هو صحيح لقد كان جوناثان أحد الرجال الذين صادفتهم في حياتي. -- كفى! -- لم أنه كلامي. لقد سألتني إذا كنت إمرأه وسأجيبك, إني إمرأه ومنذ مدة طويله. أجابها بلاي بسرعه: -- أثبتي ذلك! -- ماذا؟ -- أثبتي ذلك! إقض هذه الليلة معي. |
#7
| ||
| ||
التكملة أجابها بلاي بسرعه: - أثبتي ذلك! - ماذا؟ - أثبتي ذلك! إقض هذه الليلة معي. نظرت نيكولا حولها بخوف، لقد كان الكلام سهلا. وهاهي قد تكلمت ولكن ماذا ستفعل الآن. وقالت بسرعه: - ليس لدينا وقت. - لقد قلت هذه الليله وليس الآن ياعزيزتي. أجابت نيكولا بتردد وخوف: - غرفتك أم غرفتي؟ - سآتي إلى غرفتك. وأبعد يديه عن وجهها. - حسنا ليكن كذلك. أخرجت نيكولا الكلام من بين شفتيها بصعوبه لم تعد تعرف كيف تتصرف. ماذا ستفعل هذه الليله؟ كيف ستتخلص من هذا المأزق الذي كان من صنعها. لم يسبق لها أن قضت ليله مع رجل ولن تبدأ بذلك الآن. - إذن إتفقنا، والآن لأعطيك نموذجا لما سأوفره الليله لك. لم تدرك نيكولا مغزى كلماته إلا بعد فوات الأوان. وضع بلاي ذراعيه حولها وضمها إليه، لم يعد هناك مجال للهرب وشعرت بشفتيه فوق شفتيها، ولم تعد نيكولا تقوى على الحركه. كيف يجرؤ على تقبيلي ومن سمح له بذلك، حاولت نيكولا أن تتخلص منه ولكنه كان يمسكها بقوة وزادت قبلته قوة. إنهارت مقاومة نيكولا كليا وأخذت تبادله القبلات. أبعد بلاي شفتيه فجأة وأبعدها عنه بيديه وقال: - لابأس! - ماذا تعني؟ هل تريد الكمال. - ولم لا؟ ولكن لاتيأسي سأعطيك فرصة أخرى هذه الليله. - إنك وغد. كانت نيكولا تصرخ في وجهه. - ولكني عشيق جيد ياعزيزتي ، لقد توقفت عن تقبيلك لأني سمعت أحدهم يفتح الباب. لقد أنقذت إذن. وهل كانت ترغب في أن ينقذها أحد؟ كانت تشعر بدوار في رأسها وكان جسدها يرتعش. - كنا سنتوقف على كل حال، لقد إكتفيت من قبلاتك. لم يجبها بلاي بل إكتفى بضحكة تدل على أنه لم يصدق كلامها. وضعت نيكولا يدها على خدها الذي تحول إلى قطعة حجر، إستدارت نيكولا مبتعده عن بلاي الذي وضع يده على ذراعها فجأة وقال: - بالنسبه لديريك تذكري ماقلته.... لم يكمل بلاي كلامه لقد كان شخص ما ينادي: - بلاي؟ بلاي، أين أنت؟ وبعد ثوان ظهرت جلوريا. وتوقفت عندما رأت نيكولا تقف قريبا من بلاي، وتغيرت قسمات وجهها فجأة، ولكنها قالت بنبرة لطيفه: - ياله من صباح جميل، لابد أنكما قد إستيقظتما مبكرين. - لقد إستيقظت باكرا أنت كذلك. قال بلاي وهو ينظر إليها مبتسما. كان يكلمها بطريقة لطيفه وليس بسخرية كما كان يخاطب نيكولا. إستدارت نيكولا وتركتهما دون أن تتكلم ولم يلحظ أحدهما ذهابها. لم تذهب نيكولا إلى الباص مباشرة بل إتجهت إلى غرفتها ونظرت إلى مرآتها ورأت شعرها قد تناثر على كتفيها بشكل غير مرتب وكان وجهها أحمر وعيناها شاردتين. ياإلهي كيف تسمح لبلاي وجلوريا أن يروها بهذا الشكل. غسلت نيكولا وجهها بماء بارد.أعادت تمشيط شعرها. لم ترغب في رؤية بلاي وجلوريا ولكن ليس بيدها حيله. كان الركاب بانتظارها ولا يجب أن تتأخر. نظرت إلى ساعتها، لديها دقيقة واحده فاسرعت إلى الباص وعندما وصلت كانت الأخيره إذ أن الجميع كان في إنتظارها. أحست نيكولا أن مشكلة ما قد وقعت. كان الركاب كلهم صامتين والجو مشحونا بالغضب وعندما إنتبهت إلى السبب كانت جلوريا تجلس في المقعد الأمامي بدلا من السيده بارنز التي كانت تجلس في المقعد الخلفي والضيق واضح على وجهها. نظرت جلوريا إلى نيكولا وإبتسمت بتحد! إلتفتت نيكولا إلى بلاي. كان صامتا ومن الواضح أنه قد ترك الأمر لنيكولا باعتبارها المسؤولة عن الركاب. - بما أن مرشدتنا السياحية وصلت لتبدأ رحلتنا! قالت جلوريا بصوت رقيق مغر. سيطرت نيكولا على غضبها وقالت بلطافه: - ستبدأ رحلتنا بعد أن تعودي إلى مقعدك وتعود السيده بارنز إلى مكانها. - ليس في نيتي أن أعود إلى مقعدي السابق. - إذن سننتظر حتى تغيري رأيك. أجابتها نيكولا بأدب. شعرت نيكولا أن الركاب يقفون إلى جانبها فقررت أن تصر على موقفها. - لقد وصلت أولا. قالت جلوريا - إن هذا ليس سببا. لقد قلت أمس ان على الراكب أن يحتفظ بمقعده طيلة الرحله. - هيا تحركي. قال ديريك وأجابته جلوريا بنظرة بارده وتمنت نيكولا لو أنه لم يتكلم. - بلاي! قالت جلوريا: لماذا لاتقول شيئا؟ - أرجو أن لاتدخلي السائق في هذه المشكله. قالت نيكولا بلهجة آمره لتمنع بلاي من التحدث، أنا المسؤولة هنا. - أنت تعلمين كما أعلم أنا أن بلاي ليس سائقا فقط. أجابتها جلوريا. اللعنة على هذه المرأة، وأجابتها نيكولا بإصرار: - في هذه الرحله بالذات هو سائق فقط، وأنا أطلب منك وللمره الأخيره أن تعودي إلى مقعدك. - وإذا رفضت؟ - سنقضي النهار في المخيم. لم تجبها جلوريا على الفور. كان وجهها شاحبا. أما بلاي فكان واقفا وراء نيكولا. ساد الصمت الباص ولم تستطع نيكولا رؤية وجه بلاي ولكنها كانت تشعر بقربه. - ياإلهي ماهذا؟ قال ديريك. - هيا ياسيدة باين لاتفسدي النهار علينا. قال السيد سلايد. ببطء تركت جلوريا المقعد ورمقت نيكولا بنظرة تشبه نظرة الأفعى إلى فريستها، وركلت نيكولا في رجلها. حاولت نيكولا أن تخفي حرقة الألم وأخفضت عينيها إلى الأرض حتى لايروا دموعها، وهكذا عادت جلوريا إلى مقعدها الخلفي والسيده بارنز لتجلس في المقعد الأمامي. إستدارت نيكولا لتواجه بلاي وقالت: - بإمكاننا أن نرحل الآن. ألن يقول شيئا؟ تساءلت نيكولا مع نفسها هل رأى كيف ركلتها جلوريا؟ لابد أنه لم يرها، لم ينتبه أحد. إن جلوريا ذكية. لم يتكلم بلاي ولكن عينيه كانتا تنظران نيكولا بنظرة غريبة، أكان يهنئها على تصرفها؟ بعد أن شغل بلاي محرك السياره توجه إلى الأحراش. وإلتفت الجميع للنظر من النوافذ. لقد إنتهت المشكله على خير، لكن جلوريا لن تنسى ما فعلته نيكولا. أما بلاي فهو من النوع الذي لاينسى إلا قليلا. أخذت نيكولا تنظر إلى الأحراش بحثا على الحيوانات وهي تفكر بالمشاكل التي تنتظرها. إنتبهت نيكولا إلى حركة بين الأشجار وفجأة خرج خنزير بري ضخم, كانت السماء لازالت مظلمه نوعا ما ولذلك لم يتمكن الركاب من إلتقاط الصور ولكنهم سعدوا لرؤية هذا الحيوان, وبعد قليل إنتبهوا إلى القرده فوق الأشجار بحركاتها المضحكه. - إني لا أمل مراقبة القردة, إنها حيوانات جميله ومسلية. أتمنى لو أني أستطيع أخذ واحد منهم إلى منزلي. قالت السيده بارنز وهي تخاطب نيكولا. - لو فعلت ذلك فسيتعبك. قالت نيكولا وهي تبتسم. كانت القردة في كل مكان وأخذو يتسلقون الباص لينظروا من النوافذ إلى الركاب. وتمنت نيكولا لو كان بإمكانهم البقاء لمراقبتهم ولكن الوقت قد تأخر وطلبت من بلاي أن يستمر في سيره. كان التوتر قد زال عن الركاب وقررت نيكولا أن تتناسى مشكلتها مع جلوريا, فأمسكت الميكروفون بيدها وقالت: - سنتجه إلى النهر. - هل حان وقت الشرب؟ قال السيد سلايد. - نعم. إن أكثر الحيوانات تتجه إلى الشرب في الظلام, لذلك طلبت منكم الإستيقاظ مبكرا لعلنا نرى بعضها. تعالت أصوات الركاب عندما وصلو إلى ضفة النهر, ورأو مجاميع الحيوانات. إستدارت نيكولا لتنظر إلى بلاي: - إن هذا المنظر أشبه بالصورة. - نعم إنه شيئ جميل. لقد كان حبه للحيوانات واضحا من نبرة صوته لابد أن حبه هذا هو الذي جعله يأتي كسائق مكان جون بايلي. كان هناك قطيعان من حمير الوحش على ضفاف النهر بالإضافة إلى بعض الغزلان وثلاث زرافات يشربون من ماء النهر. إنتبه بلاي ونيكولا إلى الفيل الكبير الذي أخذ يتحرك ببطء وجذبت إنتباه الركاب إليه. إتجه الفيل إلى أحد الأشجار ولف خرطومه حول الشجره وكسرها. - إنه يكسر الشجره كما أكسر أنا عود الكبريت. قال السيد سلايد. إتجه الفيل بعد ذلك إلى النهر وأدخل خرطومه في الماء وقال بلاي مخاطبا نيكولا: - هل تعرفت عليه؟ - أهو نفس الفيل الذي رأيناه تلك الليله؟ - نعم إني متأكد من ذلك, إنه صاحبنا. لعله ذلك بالفعل أو قد يكون فيلا آخر, لم تهتم نيكولا لذلك ماكان يهمها هو كلمة <صاحبنا> نظرت نيكولا إلى بلاي الذي كان يبتسم من دون تلك النظرة الساخره. أخذت نيكولا خطوة باتجاه بلاي ثم توقفت, أرادت أن تلمس وجهه وشفتيه! ولكن هذا مستحيل حتى بغياب هؤلاء الركاب. - لقد أحسنت فعلا. قال بلاي بصوت منخفض. - أتعني رؤيتي للفيل؟ , لقد رأيته أنت أيضا في نفس اللحظه. - أعني تصرفك مع جلوريا. - نعم, لقد كنت مضطره لذلك. - نعم, لكن كوني حذرة يانيكولا. - ماذا تعني؟ - إنك لاتحبينها. - هل قلت ذلك؟ - لا. لكنه واضح. صمتت نيكولا قليلا وقالت: - إنه ليس وصفا سهلا. - إنها زبونة يانيكولا. إنها إمرأة كذلك! إمرأة جذابه بالنسبه لك, وهي كذلك معجبة بك. عندما لاحظ سرحانها ناداها بلاي: - نيكولا؟ - نعم سأكون حذره! قالت نيكولا بصوت خافت. عادوا إلى المخيم و إستمتع الجميع بطعام الإفطار. كانت الشمس مشرقة وقد إرتفعت حرارة الجو قليلا. بعد أن إنتهوا من تناول الإفطار، إتجه الجميع إلى غرفهم لتبديل ملابسهم. نظرت نيكولا إلى السيده بارنز التي كانت شاحبة اللون وسألتها إذا كانت تود البقاء في المخيم لترتاح ولكن السيده بارنز أصرت على رؤية الحيوانات. وكان لها ما أرادت. ذهبو إلى الأحراش مرة أخرى و رأوا المزيد من الفيله والجاموس والقردة بالإضافة إلى نمر وقط، كانت نيكولا أول من رأى النمر. عند عودتهم إلى المخيم وبعد أن تناولو طعام الغداء في المخيم كان ديريك يبدو مسرورا وقال: - لقد سعدنا جدا لرؤية النمر يانيكولا. - إنك تتحدث وكأني المسؤوله عن وجوده. - إنك أنت التي إنتبهت إليه. أخذت نيكولا تضحك وقالت: - إنك مضحك ياديريك وهذا ما يعجبني. - وأنا كذلك معجب بك! كانا يقفان سوية بالقرب من حاجز المخيم ينظران إلى النهر. وضع ديريك ذراعه حول كتفها وقال: - أنت مرشد سياحي ممتاز يانيكولا. - شكرا ياسيدي. - وفتاة رائعة كذلك. - وأنت لاتحتمل. قالت نيكولا وهي تبتسم، إنها تشعر بالراحه مع ديريك أما بلاي فهي دائما متوتره بقربه. - لماذا لاتقولين إني جذاب؟ إن النساء دائما يتهافتن علي ألا تعلمين ذلك؟ إن بلاي هو الرجل الذي تتهافت عليه النساء. لا، لايجب أن تفكر ببلاي. وقالت لديريك: - هناك إمرأه واحدة لاتلاحقك، إنها جلوريا! - إنها مشغولة بالسائق. سكتت نيكولا لحظه وقالت: - نعم إنها كذلك. - إنها شمطاء كان علينا أن نرميها طعما للنمر! لماذا لم نفعل ذلك؟ - نعم لماذا لم أفكر أنا بذلك؟ قالت نيكولا والدموع تسيل من عينيها. - آنسه سلون. كان أحد يناديها إلتفتت نيكولا: - بلاي! - أود التحدث معك. قال بلاي. - ليس الآن، قال ديريك، إني أتحدث معها. - إنكما تتحدثان عن أحد الزبائن. - إنه يستحق كلامنا. قال ديريك. - أرجوك أن تأتي معي. قال بلاي لنيكولا متجاهلا ديريك. - لا تخاطبها وكأنك مسؤول عنها. قال ديريك و قد علا الإحمرار وجهه. شعرت نيكولا بتوتر أعصابها. كان ديريك يبدو صغيرا بجانب بلاي، ولكن لم هذه المقارنة؟ - نيكولا! قال بلاي بلهجة آمره. - إنك السائق لا غير أتركها وشأنها. قال ديريك. - ديريك أرجوك! قالت نيكولا ووضعت يدها على يده: - إن بلاي مسؤول فعلا. - ولكن...!! - سأراك فيما بعد. بعد أن إبتعدت قليلا مع بلاي، قالت بغضب:: - كيف تجرؤ على مخاطبتي بهذه اللهجه! - لقد طلبت منك مصاحبتي فقط! - بطريقة غير مؤدبه. - لقد تصورت بأني كنت مؤدبا للغاية تحت هذه الظروف. - إن نبرة صوتك غير لائقه، وماذا تقصد بالظروف؟ لم أفعل شيئا خاطئا، باستثناء جلوريا. - لقد تحدثت بصورة غير لبقه. - لقد كان مزاحا فقط. - أكان كذلك حقا؟ - حسنا إذن، أجابته نيكولا بحدة، كنت أتمنى أرميها للنمر وأعلم أن مزاحنا كان ثقيلا ولكني لم أقصد أن أؤذي أحدا، لم تسمعنا جلوريا. - إسمحي لي أن أذكرك مرة ثانيه أن جلوريا زبونة في هذه الرحله وإذا كانت لديك شكوى فأرجو أن توجهيها لي، ليس لديك الحق في أن تشكيها لزبون آخر. - إنك حقا تتصرف كمسؤول، قالت نيكولا بسخرية. رأت نيكولا بريقا في عيني بلاي الذي إستمر قائلا: - أود أن أخبرك ملاحظة أخرى، إن سفريات ديلاني لا تسمح لموظفيها بمصاحبة الزبائن. - إنك لم تعر إهتماما عندما جلست مع السيده بارنز قبل الغداء، لقد كنت أتصور إن اللطافة مطلوبة مني. -اللطافة شيئ والمصاحبه شيئ آخر. نظرت نيكولا إلى بلاي وأجابت: - إني لم أصاحب ديريك. - ولكنه وضع ذراعه حول كتفيك. - ولكنه لم يكن يقصد شيئا بذلك، لا أصدق أنك ظننت شيئا آخر! كانت تعابير وجهه صارمه، لا عجب من أن ديريك بدا صغيرا جدا إلى جانب بلاي. - أرجو أن لاتعيدي هذه التصرفات مرة أخرى. إنه فعلا يتصرف كمسؤول. هذه رحلة نيكولا الأولى وبلاي هو الذي منحها المنصب، هذا صحيح ولكن هذا يدعوه لأن يتصرف هكذا. كان بلاي على وشك أن يتركها عندما قالت نيكولا: - هل من المعقول أنك تشعر بالغيره؟ - الغيره؟ كان بلاي يبتسم. شعرت نيكولا بسرعة دقات قلبها، يجب أن تسيطر على عواطفها، يجب أن لا تدعه يرى تأثيره عليها، وأجابته قائله: - ولم لا؟ وضع بلاي يديه على كتفيها. شعرت نيكولا وكأن ساقيها قد تحولتا إلى ماء لم تعد تقوى على الوقوف. - إن ديريك طفل وأنا لا أضيع وقتي وطاقتي بالغيرة من الأطفال. كان بلاي قريبا جدا. وشعرت نيكولا بدوار في رأسها وعادت لتتذكر قبلاته وحاولت أن تمنع نفسها من الإقتراب منه، إذا علم بمدى إنجذابها إليه فإن تصرفاته تجاهها ستزداد سوءا. ركزت نيكولا أفكارها على حديثهما وأجابته بإصرار: - إن ديريك ليس طفلا. - بالنسبة لي هو طفل، ولكن هذا ليس مهما. كانت نظرته رقيقة ناعمه مما زاد توتر أعصابها. - لم لا؟ سألته بهمس. وأجابها ضاحكا: - هل نسيت إتفاقنا يانيكولا؟ لم تستطع الكلام، وضحك مرة ثانية ووضع يده على ذقنها ورفع رأسها لتنظر إليه، وقال: - غرفتك هذه الليله....لا يمكن أن تكوني قد نسيت؟؟ هل يمكن لأي إمرأة أن تنسى؟ لقد وجدت التنفس صعبا. تمكنت نيكولا أن تبتسم وقالت: - هناك أشياء لا أنساها! - آه.. كان ينظر إليها نظرة فاحصة بعينيه الزرقاوين، إلى وجهها الصغير الذي علاه الشحوب فجأة، وإلى شفتيها المرتعشتين. كانت تبدو ضعيفه جدا، وقال: - ألم تغيري رأيك؟ بعد أن مضت فتره من الزمن تساءلت نيكولا لماذا لم تقل نعم لقد غيرت رأيي بسبب تصرفاتك السيئه التي لايمكن نسيانها، ولكنها لم تقل ذلك. لم تود أن يظنها طفله، أرادت أن تكون مثل جلوريا. ولذلك قالت: - بالطبع لم أنس إتفاقنا ومازلت على رأيي. - إذن قد إتفقنا ولهذا ليس هناك سبب للغيرة من ديريك. كانت رحلة العصر ممتعه للغاية رأى الجميع مزيدا من الحيوانات البرية ولكن نيكولا لم تستمتع بوقتها وكانت تؤدي عملها بطريقة أوتوماتيكية ودون أن يلحظ أحد ذلك ولكن عيني بلاي كانتا تراقبانها دائما وعندها كانت تحاول أن تكون طبيعية حتى بلاي لم يحزر مايجول في خاطرها. لعله كان يظنها بالليله القادمه. لكنه لم يكن يعلم مدى خوفها. لقد جعلته يظن بأنها إمرأة لها خبرة واسعة بالرجال بينما هي فتاة عذراء ليس لها خبرة بالرجال. نعم إنها خائفه، خائفه بطريقة غريبه. فهي تريده كذلك إنه شعور غريب عليها لم تشعر هكذا تجاه جوناثان أو أي رجل قابلته من قبل. كان من السهل أن تخبر بلاي أنها قد غيرت رأيها ولكنها خافت أن يظنها جبانه. ماذا ستفعل الآن؟ لابد وأن كثيرا من النساء يتمنين أن يكن مكانها، ومع أنها تحبه وترغب في أن تكون معه إلا أن هناك مبادئ كانت تؤمن بها ولن تتخلى عنها مهما حدث. متى سيأتي بلاي؟ عندما تنتهي حفلة الشواء وتطفأ النيران ستفتح الباب وتخبره بأن صحتها متوعكه وتطلب منه مغادرة غرفتها، لابد أنه سيجيبها بنبرة ساخرة ولن يصدقها ولكنها ستصر على موقفها وليظن مايشاء وستقفل الباب وراءه. بعد أن تتخلص منه كيف ستواجهه في اليوم التالي؟! تحول العصر إلى مساء وأوقدت النيران وانتشرت رائحة شواء اللحم من أنحاء المخيم. إنتقلت نيكولا بين المجموعه تكلم هذا وتمازح ذاك ولكن بلاي لم يفارق مخيلتها وكأنها قد جذبت إليه بقوة مغناطيسية غريبه وحاولت أن تمنع نفسها من النظر باتجاهه، لم تستطع أن تتفاداه. لكنها كانت تشعر بأنها مراقبه ورفعت نظرها لترى من يراقبها فالتقت عيناها بعيني بلاي، وبالرغم من الظلام كانت تستطيع أن تتبين نظرته الصارمه. كان يبعد عنها مسافة قليله ولكنها كانت تشعر به وكأنه واقف إلى جانبها ولم تستطع أن تبعد عينيها عن عينيه وفجأة غمز لها وصدت نيكولا عينيها عنه بسرعه. كانت حفلة الشواء ناجحه كالمعتاد وكان الجو يسوده البهجه والسرور، ولكن نيكولا كانت تفكر بشخص واحد فقط كان يشغل عقلها وكيانها وشعرت بجفاف في حلقها. لم تكن جلوريا تبتعد عن بلاي ثانية واحدة كانت دائما إلى جانبه وكأنها قد لصقت إليه. ماذا ستقول جلوريا لو علمت بالموعد المتفق عليه بين نيكولا وبلاي؟ لعل بلاي قد عدل عن فكرته، فجلوريا إمرأة جميله و لها خبرة بالرجال وجاذبيتها تفوق جاذبية نيكولا. إنتهت حفلة الشواء وأطفئت النيران واتجه الجميع إلى غرفهم. كانت نيكولا آخر من يغادر. سيتولى عمال المخيم تنظيف المكان ولكنها كانت تبحث عن ما قد يشغلها لفترة من الزمن. لم تود العوده إلى غرفتها، ولكن بعد أن مضت مده من التفكير، إتجهت أخيرا إلى غرفتها. فتحت نيكولا الباب وأشعلت النور وشهقت! لقد رأت رجلا نائما في سريرها!، أنه بلاي. - بلاي! كان سؤالها أشبه بالصدمه! فتح بلاي عينه ونظر إليها. - ماذا تفعل هنا؟ بكسل شديد ترك بلاي السرير وقال ببطء! - ظننتك تعرفين الجواب لسؤالك! كان يبدو أكثر طولا وجاذبية، بلت نيكولا شفتيها قبل أن تجيبه قائله: - لم أتصور أنك ستأتي. - لا؟ قال بنبرة ساخره، ولكن لدينا إتفاقا سابقا. - صحيح، صحيح لقد إتفقنا. فكري، فكري بسرعه كيف ستتخلصين من هذا المأزق؟! أما بلاي فقال بدقه: - الآن ماذا؟ هزت نيكولا رأسها وقالت: - لقد تشاجرنا هذا الصباح، لقد كنت أظن أن شجارنا سيغير كل شيئ. - ما أظن أنا، أجاب بلاي بنبرة بارده، هو أنك خائفه! - خائفه! ولماذا أكون خائفه، قالت نيكولا بسرعه. - هذا ماأريد أن أعرفه منك! قال بلاي وهو ينظر إلى عينيها، قد قلت إنك إمرأة ذات خبرة، وإذا كنت كذلك فلن تخافي من قليل من المتعه.. متعة؟! لقد كان هذا بالنسبة له مجرد متعه؟ ومن أين له أن يعلم مدى تخوفها! وأجابته قائله: - إني خبيرة بالرجال كما أخبرتك، ولست أخافك يابلاي! - حسنا إذن تعالي إليه يانيكولا.. هكذا بكل سهولة كان يقولها، وما أزعجها أكثر هو رغبتها أن تذهب إليه. إنها تريده بجانبها ولكنها هزت رأسها وقالت: - لا، ليس الليله. إتجه بلاي إليها. وزادت أعصاب نيكولا توترا فأخذت خطوة أخرى إلى الوراء في محاولة للتخلص من بلاي ولكنه مد يده ووضعها على رقبتها ثم على شعرها وأخذ ينقلها ببطء إلى وجهها وشفتيها وقال: - ولم ليس هذه الليله؟ وجدت نيكولا صعوبه في الكلام، أما التنفس فقد أصبح شبه مستحيل. وقالت: - لقد كنت غير مؤدب صباح اليوم. ضحك بلاي براحه قائلا: - سأجعلك تنسين تصرفي غير المؤدب. لقد إقترب منها الآن. - بلاي.. كانت نيكولا تحاول أن تتكلم ولكن بلاي أسكتها قائلا: - بإمكاننا أن نتحدث فيما بعد. وضمها إلى صدره بقوة ولم يعر إهتماما لمقاومتها، وضع يده خلف رأسها ورفع وجهها إلى وجهه وأخذ يقبلها. أخذت نيكولا تقاوم بشتى الطرق ولكنه قد أمسكها بقوة واستمر بتقبيل وجهها وعينها ورقبتها، شعرت نيكولا أنها تغرق في بحر عميق، كان لقبلاته تأثير المخدر عليها، وبعد فترة قصيره أخذت تتجاوب لقبلاته وتوقفت عن مقاومتها، قال بلاي بين قبلاته: - ياإلهي يانيكولا، أنت جميله جدا وأنا أحبك. حب! نظرت نيكولا إليه متعجبه. من المستحيل أن تحب لقد سبق وأن قررت أن لاتحبه، ولكنها تحبه!! لم يلاحظ بلاي تعجبها واستمر بتقبيلها، ثم حملها بين ذراعيه ووضعها على سريرها ونظرت إليه نظرة كلها إستسلام وقالت: - بلاي... ثم رفعت ذراعيها إليه. - أنت جميله.. قال بلاي وهو ينظر إليها. شعرت نيكولا بسعادة في داخلها ونظرت إليه، واستمر يقول: - أريدك يانيكولا. - ها أنت قد حصلت علي، أجابته نيكولا بسذاجة. تغيرت مسحات وجهه وقال: - ليس هكذا. - بلاي..؟ - نيكولا إننا شخصان بالغان وأنا أريدك. هل فهمتني؟. هاهي لحظة الصدق قد جاءت ولم تعد تعرف كيف تتصرف! - أنت تريديني كذلك يانيكولا. نعم نعم أريدك بشده لأني أحبك لكنك لاتحبني وأنا في حيرة من أمري. - هل تريديني أم لا؟ كان جسدها يقول نعم بينما كان عقلها يصر على قول لا. وكانت تعلم لو أنها طلبت من بلاي أن يتوقف الآن فستبدو ساذجة. نظرت إليه محتارة. فجأة سمعت نيكولا أحد وهو يطرق الباب وقالت: - هناك أحد يطرق الباب. - لاتردي عليه. قال بلاي وهو يهمس في أذنها. - لا أستطيع ذلك يجب أن أرد. رفعت نيكولا نفسها قليلا ونادت: - من الطارق؟ - السيده بارنز.. كان صوتها يبدو مكتئبا. إتجهت نيكولا إلى الباب وفتحته قليلا حتى لاتتمكن السيدة بارنز من النظر داخل الغرفه، وقالت: - ماذا هناك ياسيده بارنز؟ - إني أشعر بتوعك. أنا آسفه لإيقاظك. لكني لست بصحة جيدة. - عودي إلى غرفتك وسألحق بك. أقفلت نيكولا الباب واستدارت لتواجه بلاي. وسمعت صوت زئير أسد قادم من الأحراش. لقد كان بلاي يشبه الأسد قويا ذكيا وحشيا في بعض الأحيان. - إن السيده بارنز مريضه. - لقد سمعت حديثكما. - أنا آسفه. - إذهبي إليها يانيكولا. نظرت نيكولا إليه لقد تغيرت مسحات وجهه ونبرة صوته ولم تفهم السبب: - لم أتوقع قدوم السيده بارنز. - بالطبع لا. - ولماذا إذن تنظر إلي هكذا؟ وكأني طلبت منها أن تأتي! - لأن من الممكن أن تكوني قد طلبت منها ذلك. - لا أفهم ماذا تعني! - إن السيده بارنز عذر جيد. - عذر جيد؟ - أنت بحاجة إلى عذر أليس كذلك؟ لو لم تأت السيده بارنز هذه اللحظه لكنت وجدت عذر آخر. هل من الممكن أن تحب الامرأة رجلا وأن تكرهه في نفس الوقت؟ حتى الآن كانت نيكولا تعتقد أن هذا مستحيل. أما الآن مع بلاي فلم تعد متأكده من شيئ. - إنك مغرور. قالت بصوت منخفض. - وأنت يانيكولا الصغيره ماتزالين فتاة عذراء. نظرت نيكولا إليه وقالت: - كيف عرفت ذلك؟ - إني أعلم. بشجاعة نظرت إليه بتحد قائله: - لقد قلت لك إني خبيرة بالرجال. - هناك أشياء بإمكان الرجل أن يتحسسها. كيف إستطاع أن يكتشف ذلك لقد تجاوبت مع قبلاته مع إنها كانت قد قررت أن تطرده من غرفتها. أحست بوجنتيها تحترقان. - هل ستكون هنا عندما أعود؟ - لا. - آها. - لقد نجوت مني. لم يبد بلاي منزعجا لذهابها، فقالت: - بالطبع ستذهب الآن إلى جلوريا؟ ضحك بلاي بسخرية وقال: - هناك أسئلة من الأفضل أن لاتسأليها! - هل ستذهب يابلاي؟ - هل تصورت أن إهتمامي خاص بك فقط؟ إذن سيذهب إلى جلوريا. حاولت نيكولا أن تتخلص من شعورها بالغيره، يجب أن لايلاحظ بلاي غيرتها، فهزت كتفيها وأجابته: - إن إهتماماتك لاتهمني ولن أبالي إذا ذهبت أو لم تذهب! وضع بلاي يده على خدها وأبعد خصلة شعر عنه.، وقال: - أحقا لاتبالين؟ - بالطبع لا ماذا كنت تتصور؟ يجب أن أتركك الآن لأن السيده بارنز بانتظاري، أرجو أن تغلق الباب وراءك. - نعم، أنا متأكد أنها بانتظارك، أجاب بلاي بأدب.، أرجو لك ليلة هانئه يانيكولا...وأكمل مع نفسه: " أنت غبية يانيكولا العزيزه، لا جلوريا ولا غيرها يحل محلك.. لكن لم يحن الوقت." لم تجبه نيكولا وخرجت وأغلقت الباب بقوة، إتجهت إلى غرفة السيدة بارنز وهي تعلم أن ماحدث الليله قد يقلق نومها ولكن بلاي سينام نوما عميقا. سمعت زئير الأسد للمرة الثانية، كان صوتا مخيفا ولكنها لم تشعر بالخوف، كان الأسد بعيدا لعله يبحث عن فريسة يصطادها. إنه لايشكل أي خطر عليها إن الخطر الذي تخاف مصدره يختلف، إنه من رجل وسيم طويل القامه، رجل قد أصبح يملأ عقلها. صباح هذا اليوم كانت تعتقد أن سبب تعلقها ببلاي هو إعجاب فقط وإنه سيزول بمرور الوقت، أما الآن فقد أدركت أنها تحب بلاي. أنه سيكون من الصعب أن تنساه... صعب؟ بل سيكون ذلك مستحيلا.. نامت نيكولا تلك الليله، ولكن نومها كان قلقا. وعندما إستيقظت في الصباح التالي تذكرت أحلامها، وقالت تخاطب نفسها وهي تنظر إلى وجهها في المرآة: " أيتها الغبية،كيف تصرفت بهذا الغباء.!" عندما قابلت بلاي عند باب الباص كان واضحا على وجهه أنه قد نام نوما هادئا. كان يبدو وسيما كالعادة، عندما نظر إليها كانت عيناه متألقتين. تساءلت نيكولا مع نفسها إذا كان قد قضى ليلة سعيدة مع جلوريا.! وبعد دقائق إنزعجت من أفكارها هذه، وأخذت تتحدث إلى السيد والسيده سلايد بعد أن قرروا قضاء الوقت في أرجاء حديقة المخيم.. بعد عدة دقائق حضرت السيدة بارنز، كانت نيكولا قلقه على صحة هذه السيده، وشعرت بسعادة عندما ذهبت لمساعدتها في الليلة السابقة.. أخذت نيكولا تتنقل بين مجموعتها وفجأة أمسك ديريك يدها: - إن السيد والسيده سلايد وبعض الركاب سيحضرون إلى غرفتي هذه الليلة لقضاء بعض الوقت، هل تنضمين إلينا؟ هزت نيكولا رأسها قائلة: - لا أستطيع. - بعد حفل الشواء، أرجوك أن تأتي يانيكولا. - أنا آسفه ياديريك ليس بإمكاني الحضور. - إن هذا المغرور يلاحقك مرة ثانية أليس كذلك؟ نظرت نيكولا باتجاه بلاي الذي كان يراقبها. لايمكن أن يكون قد سمع حديثهما ولكن نظرة الغضب من عينه كانت تدل على إنزعاجه. نظرت نيكولا إلى ديريك وابتسمت قائله: - لا إنه رأيي الشخصي، آسفه لايمكنني الحضور. كان السيد ماثروني يلتقط صوره لزوجته وهي تقف بالقرب من أحد الحيوانات إلى جانب الحاجز السلكي للمخيم، ثم إلتقطت هي بدورها صورة له. إتجهت نيكولا إليهما وسألتهما فيما إذا كانا يودان أن تلتقط لهما صوره وهما يقفان جنبا لجنب، ففرحا لذلك، فالتقطت نيكولا ثلاث صور لهما. - نيكولا. كان جيم سلايد يناديها: أنت مصوره رائعه هل تلتقطين صورة لي ولماي؟ - نعم بكل سرور قالت نيكولا. وبعد أن إلتقطت لهما عدة صور، قالت للسيده بارنز: - هل ألتقط صورة لك؟ ستبدين جميله تحت تلك الشجره. بعد أن إنتهت نيكولا من إلتقاط صور للسيده بارنز، سمعت أحدهم يقول: - ياإلهي! إن مواهبك عديده لاتنتهي! كانت نبره ساخره بدون شك. ببطء شديد أعادت نيكولا الكاميرا إلى حافظتها، وتأكدت من سيطرتها على أعصابها، قبل أن تستدير وتواجه جلوريا: - إن إلتقاط عدة صور لاتحتاج إلى موهبة! - نعم، لكن كل هذه اللطافه والخدمه!؟ إنك ثمينة جدا لشركة ديلاني. - شكرا، لعلك ترغبين بصوره. - لا شكرا، إن بلاي سيقوم بذلك، إنه يلبي جميع إحتياجاتي. يالها من كلبه! كانت نيكولا تفكر مع نفسها، ولو إنها إلتقت جلوريا في ظروف مختلفه لكان لها كلام آخر معها، أما في هذه الظروف فليس لها الشأن إلا أن تسكت وتتحمل إلى أن تنتهي هذه الرحله. - لاتدعيها تؤثر على سعادتك. قالت السيدة بارنز بعد أن إبتعدت جلوريا قليلا. هزت نيكولا كتفها وقالت: - إن عدة أشخاص قد قالوا هذا لي عن جلوريا. - إنها إمرأة بشعه وليست بجمال صورها. نظرت نيكولا إلى السيدة بارنز وقالت: - إني لا أفهم عن ماذا تتكلمين! - ألا تعلمين من هي جلوريا؟ - وهل يجب أن أعلم؟ إبتسمت السيده بارنز وقالت: - من الواضح أنك لاتقرئين صفحة المجتمع في الجرائد. لقد تم طلاقها منذ مدة قصيره. لقد كانت فضيحه. - لم أكن أعلم. إني حقا مندهشه! كيف تعرفت عليها بهذه السهوله؟ - لم أكن سأتعرف عليها، ولكن جلوريا لها علاقه بالسيد بيلدون ديلاني. - أتعنين بيلدون ديلاني مدير شركة سفريات ديلاني؟ - أعتقد هو نفس الشخص! إنه إسم الشركه الذي نبهني إلى هذه القضية، لأني كنت عندها قد حجزت تذكرة هذه الرحلة. أي نوع من الرجال هو يانيكولا؟ - لا أعلم لم يسبق لي أن قابلته. ولكن نيكولا كانت قد دخلت إلى مكتبه يوم أعطاها بلاي الصك وتذكرت أنها تعجبت وقتها لشجاعة بلاي، لعله كان يعلم أن السيد ديلاني غائب في عمل ما. تركت نيكولا السيده بارنز وقررت أن تذهب لتتمشى. لقد أصبحت نيكولا تحب المخيم فأرضه وحدائقه زاهية الألوان ومليئه بالطيور والعصافير. أخذت نيكولا تسير وهي تفكر بما قالته السيده بارنز. إن جلوريا إحدى جميلات المجتمع الراقي والتي تم طلاقها منذ فتره قريبه مما سبب ضجة في الجرائد والوسط الإعلامي. إن جمال جلوريا جعلها هدفا للصحافه، ولكن ماهي علاقة جلوريا وبلاي وما سر إهتمامها به؟ هل هو حلقة وصل بينها وبين السيد ديلاني؟ أم أن إهتمامها بالسيد ديلاني قل نوعا ما بعد أن قابلت بلاي؟ إن ثروة ديلاني تكون مغرية جدا بالنسبه لامرأة مثل جلوريا، لعلها وجدت وسامة بلاي أهم من الثروة. في نهاية الفسحه التي كانت تسير فيها نيكولا كانت هناك بعض الأشجار الكثيفه، وذهبت نيكولا لتقف تحتها هربا من أشعة الشمس القوية، بعد أن وصلت إلى الأشجار إكتشفت أنها ليست بمفردها فقد رأت بلاي خلف إحدى الأشجار، فاتجهت إليه نيكولا وهي تشعر بسعادة غريبه. من الغباء أن لاتتحدث مع بلاي، يجب أن تضع حدا لهذا التوتر الذي ساد بينهما.. كان واقفا وظهره متكئ على الشجرة فلم ير نيكولا ولم يسمع وقع أقدامها. إبتسمت نيكولا ولكنها توقفت فجأة لقد رأت جلوريا تحيط رقبته بذراعيها وذراعه على يدها و كان شعرها الأشقر قد إنسكب على كتفه! شعرت نيكولا باضطراب شديد وكأن الدم قد هرب من جسدها وحاولت أن تسيطر على أعصابها. يجب أن أغادر هذا المكان قبل أن يشعر بها هذان العاشقان. إستدارت نيكولا بسرعه لتبتعد عنهما ولكنها في سرعتها إرتطمت رجلها بصخرة وأحدثت صوتا مما جذب إنتباه بلاي وجلوريا. إلتفت بلاي بسرعه وجلوريا إلى جانبه بينما وقفت نيكولا صامته، والتقت عيناها بعيني بلاي. ثم قالت جلوريا: - هاهي مرشدتنا السياحية جاءت تتجسس. - لم أكن أتجسس. قالت نيكولا. - ولكنه يبدو كذلك. - لقد كنت أتمشى ولم أكن أعلم.. لم تكمل نيكولا كلامها. كان بلاي يراقبها بنظراته أما جلوريا فكانت تبدو غاضبه للغاية. فجأة ثار غضب نيكولا، ها هما بلاي وجلوريا واقفان وينظران إليها نظرات إتهام بينما لم تقترف هي أي ذنب. أعطاها غضبها هذا قوة وشعرت بالدماء تعود إلى وجهها وسائر أعضاء جسدها، أخذت خطوة إلى الأمام وقالت بصوت معتدل: - لم أكن أعلم أني سأجدكما هنا، وسأترككما لمتعتكما، ولكن ليس قبل أن أعبر عن إشمئزازي لكما ولتصرفكما! بالأمس كنت تعظني وتحاول إرشادي من تصرفاتي، ألم تقل أن الإختلاط ومصاحبة الزبائن ممنوع؟ أجده مضحكا جدا إنك تعظ فقط ولكنك لا تعمل بما تعظ به الآخرين يابلاي بيترسون. كان بلاي على وشك أن يجيبها، ولكن جلوريا قاطعته قبل أن يبدأ الكلام: - لا بد وأنك تعلمين أيتها الشابه المؤدبه أن ما ينطبق على الموظفين لاينطبق على المدير. - المدير؟! نظرت نيكولا إلى بلاي الذي وضع يده على ذراع صاحبته وقال: - أرجوك ياجلوريا! ولكنها تجاهلته وكررت كلامها: - نعم المدير، ثم صمتت لثانيه وقالت: مديرك يانيكولا بيلدون ديلاني! قالت نيكولا بدهشه: - هذا مستحيل، إنك لاتقولين الحقيقه! ولكن من الجائز أن تكون هذه الحقيقه، أنظري إلى وجه بلاي غاضبا شاحبا لم يود أن أعلم أنه المدير. لماذا ياإلهي؟ لقد كان يكذب طوال هذه الفتره وهاهي جلوريا قد كشفت الحقيقه. إنها تشعر بألم يفوق ألم خيانة جوناثان. قال بلاي بصوت معتدل: - إنها الحقيقه، أنا آسف يانيكولا! - ولماذا تتأسف ياعزيزي؟ قالت جلوريا، لديك أسبابك، أما بالنسبه لك يانيكولا أعتقد أن ما قد اكتشفته الآن سيغير من تصرفاتك. - نعم بالطبع، أجابت نيكولا. - لقد كنت متأكده من ذلك، قالت جلوريا بصوتها المعتدل: إن كثيرا من النساء يسعون وراء بلاي وثروته ومركزه أليس كذلك ياعزيزي؟ وعليك أن تحذر نيكولا الصغيره قد تراك الآن في ضوء جديد. - كوني متأكده من ذلك، قالت نيكولا والصدمة واليأس اللذين صادفاها غير محتملين، وشعرت برغبه في البكاء، ولكنها إستمرت في كلامها: لقد تغير تصرفي من الآن، لقد زاد إشمئزازي عن ما كان عليه قبل دقائق. ماذا سيقولان؟ جلوريا ونظرة الإنتصار في عينيها. بلاي بيترسون! أعني بيلدون ديلاني بنظرته البائسه.؟! هل سيعاتبان هذه الموظفه التي تجرأت وتكلمت مع مديرها بهذه اللهجه غير المؤدبه؟! لم تعد نيكولا تبالي لكلامهما وأفكارهما، فاستدارت لتغادر المكان اللعين. - نيكولا! قال بلاي وهو يلحق بها بينما كانت تجري باتجاه غرفتها. - إتركني وشأني! - لقد صدمتك! أنا آسف. نظرت إليه والشر في عينيها: - لا بد أنك تمزح! إني متأكده بأنك لم تأسف لشيئ فعلته أوذنب إقترفته قط! حاول بلاي أن يسيطر على غضبها وقال: - يجب أن نتحدث. - ليس هناك ماتتحدث عنه. إقترب بلاي منها وأمسكها من رسغها بقوة مما زاد غضبها: - لقد تركت جلوريا في مكانها! - مسكينه جلوريا! قالت نيكولا بسخرية. - يجب أن نتحدث يانيكولا. - أبعد يدك عني. كادت تقذف الكلمات في وجهه: لم أعد أتحمل لمسة يديك! صمت بلاي قليلا ونظر في عينيها وقال: - لم تكوني كذلك الليلة الماضية! لم يترك بلاي رسغها بل أخذ يحرك إبهامه ببطء بطريقه مثيره وزادت نبضات نيكولا سرعة وقالت: - الليله الماضية كانت شيئا مختلفا! - ولماذا؟ لأن إسمي كان يختلف؟ ألا تعلم إني لا أبالي بإسمك؟ بلاي بيترسون، بيلدون ديلاني، توم سميث! إني أحبك بغض النظر عن إسمك!<< إستحقت الطق من جد!! مايهمني هو أنك غني ذو نفوذ ولا تنظر إلي إلا كمتعه! من الجنون أن أظن حتى للحظه أنك قد تحبني! وهناك جلوريا إنها تلاحقك لم أكن أعلم أنها عشيقتك وأن لك يدا في طلاقها. - لم تجيبي يانيكولا!! كان بلاي يحدثها وهو يفكر.. - ليس إسمك فقط! كانت حركة إبهامه مثيره وبدأ جسدها يرتعش. - إذن لمساتي مازالت تثيرك! - كان هذا سابقا! - إنك تكذبين! لم جسدك يرتعش إذن مع لمستي لك؟ - إني أرتعش إشمئزازا، قالت وهي تريد أن تجرحه: أبعد يديك عني يابيلدون ديلاني. - إسمي بلاي. أرجوك يجب أن نتحدث... ثم نظر باتجاه الأشجار حيث ترك جلوريا وقال: إن جلوريا تنتظرني...سأراك فيما بعد. - أرجو أن تنسى ذلك، وسحبت رسغها من قبضته بقوة: عد إلى صديقتك لم يعد هناك مانتحدث عنه. تركها بلاي عائدا إلى جلوريا، أما هي فقد غيرت رأيها وقررت أن لاتذهب إلى غرفتها، إذا ذهبت إلى غرفتها فسيظن أنها تختبئ وهي لن تختبئ من أحد. كان ديريك يقف في الجهة الأخرى من الحاجز وقد وضع المنظار إلى عينه يبحث عن الحيوانات بين الأحراش. - نيكولا. قال بسعاده عندما رآها تسير باتجاهه. - هل وجدت شيئا؟ - نعم لقد رأيت دزينة أسود. - عظيم. وضحكت لمزاحه، أما زالت دعوتك قائمه؟ - تعنين الحفله هذه الليله؟ نعم. - أشكرك، لقد غيرت رأيي، أود الحضور. - إني سعيد للذلك وضمها إليه بسعاده.، إن لمساته لا تؤثر بها، إن الرجل الوحيد الذي يثيرها هو بلاي. في الحفله، في غرفة ديريك::: - هذه خمره لذيذه، قالت نيكولا وهي تضحك، أريد المزيد ياديريك. - نعم ياعزيزتي. ضحكت مرة ثانية وديريك يعيد ملء كأسها بالنبيذ، هل هذا هو الشراب الذي تتناوله الآلهه؟! نظرت إلى السائل الأحمر، قليلا ثم أفرغت محتويات الكأس مره واحده. - أريد المزيد ياديريك. - بالطبع ياعزيزتي، لكن السيده ماي سلايد وضعت يدها على ذراعه وقالت: - لايا ديريك لقد أثر الشراب عليها، لاتعطها المزيد. ولكن ديريك لم يعر إهتماما للسيدة سلايد، وأعاد ملء كأس نيكولا وقال: - إستمتعتي بوقتك؟ لن أستمع بوقتي بعد الآن، لكن لا أحد يعلم، ولن يعلم أحد. ولديريك قالت: - نعم ياديريك إني أستمتع بوقتي، ومالت برأسها على كتفه، ووضع هو ذراعه على كتفها وضمها إليه. إنه معجب بها ولايتصرف مثل بلاي. - ماذا سيقول بلاي بيترسون؟ قالت ماي بقلق. - الوحش؟ قال ديريك، لماذا تهتمين به؟ - من هو بلاي بيترسون؟ قالت نيكولا وكانت كلماتها بطيئه وثقيله. - أعني سائقنا. قالت ماي وهي تنظر إلى وجه نيكولا، بلاي بيترسون يانيكولا هل أثر عليك النبيذ إلى هذه الدرجة؟ - ليس هناك شخص باسم بلاي بيترسون، قالت نيكولا، إنه شخص خيالي. صرخ ديريك ضاحكا: - إنك فتاة رائعه وممتعه.، أعني لو كنت دائما هكذا. أمسكت نيكولا ديريك من أذنه وهي تمازحه: - سأكون هكذا من الآن فصاعدا. - هذا وجه جديد لنيكولا. قال جيم سلايد. - إن الوضع لايعجبني. قالت ماي بقلق. - لاأبالي إذا كان بلاي خياليا أم لا! أود لو أنه يستطيع رؤيتك الآن. أخذت نيكولا تفكر. لو أن بلاي رآها فسيغضب. إني سكرانة ولا زلت أذكر بلاي. وأكمل ديريك: - إنه رجل مغرور، لو سمعتم كلامه عن قوانين الشركه!! - أية قوانين؟ قالت نيكولا: لم تعد هناك قوانين بعد الآن. وأخذت تضحك. - هذه هي فتاتي، قال ديريك. - كلها خيالية مثل بلاي. قالت نيكولا. بدأ جيم بغناء أغنية قديمه، واشترك الجميع معه في الغناء. شعرت نيكولا بألم في رأسها، وتوعك، ولكنها استمرت بالغناء ورأسها على كتف ديريك. لم يكادوا ينتهون من الغناء، وإذا الباب يفتح وتوقفت الأغنية فجأة.... لم يكادو ينتهون من الغناء، وإذا الباب يفتح وتوقفت الأغنية فجأة! - ماذا يجري هنا؟ قال بلاي. - حفله! أجاب ديريك. - ولم يدعك أحد. قالت نيكولا وهي تضحك بصوره غريبه. - تعالي معي. قال بلاي وهو يوجه كلامه لنيكولا التي كانت تجلس بجانب ديريك. - ياإلهي لقد كنت أعلم أن مشكلة ستقع، قالت ماي، بلاي أرجوك كن هادئا. - هذا ليس بلاي! قالت نيكولا، أنه شبح! بإمكاني أن أرى من خلاله، إذهب إذهب أيها الشبح! نظر بلاي إلى ديريك وقال ببرود شديد: - لقد شجعتها على السكر. - أخرج من هنا يا بيترسون.، قال ديريك. - أبعد يديك عنها الآن! أجاب بلاي. - أريد مزيدا من النبيذ ياديريك، قالت نيكولا<<< شوفو هاي وين دتحكي حتنبسط!! - حسنا ياعزيزتي.! وملأ ديريك كأسها مرة أخرى وكان على وشك أن يعيد الكأس إلى يدها، ولكن بلاي أخذه بقوة ووضعه على الطاوله. لقد كان بلاي يبذل جهدا كبيرا للسيطره على عواطفه وغضبه ولو لم يفعل ذلك لضرب أحدهم، هذا ماشعرت به نيكولا. - أنت! إستمع إلي، قال ديريك باستنكار: لا تنس مركزك حقا! إنك السائق لا أكثر. - لم أنس شيئا، قال بلاي، ولو لم تكن زبونا، لرميت كأس النبيذ من النافذه ورميتك وراءه.! هيا يانيكولا تعالي معي. - إنها تستمتع بوقتها، قال ديريك واضعا يده على كتفها بقوه، هيا أخرج بحق الشيطان يا بيترسون. - سأخرج، لكن بصحبة نيكولا. وبدون أي سابق إنذار مد بلاي يده وأمسك بيد نيكولا وسحبها بكل سهوله. ولم يحاول ديريك منعه، لعله أدرك مدى قوة هذا الرجل. وبعد لحظات كان بلاي قد أغلق الباب وراءه ووراء نيكولا. - كنت أعلم أن مشكلة ستقع. قالت ماي. كانت غرفة ديريك دافئه ولكن الهواء في الخارج كان باردا مما أنعش نيكولا وأعاد شيئا من وعيها. كانت تشعر بضعف شديد في ساقيها ولم تعد تقوى على السير. - هيا تحركي، قال بلاي. - لا أستطيع. - بل تستطيعين. - لا تكن هكذا يابلاي... أعني بيلدون. - نادني بلاي وسأفعل ما أشاء يانيكولا. هيا تحركي. - لا أستطيع، قالت نيكولا وهي تهمس، صحتي ليست على مايرام. وبدون إنذار سقطت إلى الأرض. نظر إليها بلاي ثم مال وحملها بين ذراعيه وكأنها دمية. - أنزلني، قالت نيكولا. - في غرفتك. - هنا. لا أريد أن أبقى بين ذراعيك. ها أنا أكذب، أريد أن أبقى بين ذراعيه، حتى بعد أن عرفت من هو! هل أنا مجنونة؟؟! أهذا مايفعله الحب؟ إذا كان هذا هو الحب فإني آسفه لمقابلتك. - لا أريد أن يراك ضيوفنا ساقطه على الأرض. كان يتكلم بقساوة ولم يبال بحالتها المزريه، كان يفكر بسمعة الشركه فقط. ولهذا كان يساعدها، ومع ذلك كانت سعيده بين ذراعيه. كانت حائره وغاضبه. لقد شربت الكثير من النبيذ مما أسكرها. كيف أصبحت الأمور هكذا بينهما . إنها تريده كثيرا وتمنت لو أن المسافه بينهما وبين غرفتها تطول أكثر حتى تبقى هكذا بين ذراعيه. لو تصرف جوناثان معي هكذا لما سمحت له بذلك. إذن لماذا أتحمل هذا كله من بلاي؟ هل هبط مستواي إلى هذه الدرجه؟ - صحتى ليست على مايرام، قالت نيكولا وكانا قد وصلا إلى غرفتها. - هذا جزاؤك، قال وهو يفتح الباب. إنه يحملها إلى داخل الغرفه وكأنها عروس سعيده بزوجها. دخلا إلى غرفتها ووضعها على سريرها بشيئ من القوه. - تقولين إن صحتك ليست على مايرام؟ - نعم. - أود لو بإمكاني أن أضرب ديريك، ليس له أي عذر فيما فعله بك. - لا تلم ديريك. إحتجت نيكولا ورفعت نظرها إلى بلاي. - هل يؤلمك الضوء؟ - نعم.. لا تلم ديريك لقد دعوت نفسي للحفله، أردت النبيذ. - لقد كان يعلم أثره عليك. كما يعلم أنه يسكرك. - إني أشعر بدوار فقط ولست سكرانة.. - أنت سكرانه. قال بلاي.... نبيذ!، أهذا كل ماشربت؟ - نعم أن الناس لايسكرون من شرب النبيذ. - إذا لم يسبق لهم شرب النبيذ فإنه يؤذيهم. وفجأة أخذ يضحك بصوت عال. - مالذي يضحكك؟ سألته نيكولا بغضب. - أنت ياحبيبتي طفلة أليس كذلك؟ ولكنك تحاولين جهدك أن تبدي كبيره. - لا أعلم عما تتحدث! قالت نيكولا. - إنك فتاة عذراء ومع ذلك تحاولين إقناعي بأنك إمرأة خبيرة بالرجال. ثم تذهبين لحفلة وتبدئين بشرب النبيذ بخلاف عادتك. لماذا فعلت ذلك يانيكولا؟ - أردت أن أفعل ذلك.، لا تقف هكذا أشعر بدوار عندما أنظر إليك يابلاي... أووه لكنك لست بلاي يجب أن أتذكر أن إسمك هو بيلدون. - بلاي، قال بلاي وقد نفد صبره، لقد سبق وأن قلت لك أن الجميع يناديني بلاي. - والآن ستقول لي إن إسمك الثاني هو بيترسون؟ - لا، إن إسمي الحقيقي هو بيلدون. - غريب إنك تقول هذا بدون أن تشعر بأي خجل. - إني آسف، ولكني لا أشعر بالخجل. - لا أصدقك.، قالت وهي تجلس على سريرها بتحد! ولكنها لم تخلص من الدوار، فقالت: - آآه إني مريضه. - بالطبع، قال برقه، سنتحدث عن إسمي والأشياء الأخرى غدا. - لايهمني. - سأخبرك سواء يهمك ذلك أم لا. والآن إستعدي للنوم. نظرت إليه بخوف: - بإمكاني أن أتدبر أمري بنفسي، أشكرك يابلاي وتصبح على خير. - سأذهب عندما أتأكد أنك قد أويت إلى سريرك. - بإمكانك أن تذهب الآن، لا تكن عنيدا. - لقد قلت إني سأذهب بعد أن تأوي إلى فراشك. إنك مريضه الآن وليس بإمكانك تدبير شيئ. كان صادقا فيما يقوله. كانت تشعر بدوار شديد حتى أنها لم تستطع تبديل ملابسها بمفردها أو الذهاب إلى الحمام لغسل أسنانها، ولكنها فكرت أن تنام بملابسها. - يا إلهي.. قالت نيكولا وهي منزعجة لحالها هذا. - أتنوين النوم بملابس العمل؟ سألها بلاي وكأنه قد قرأ أفكارها. كيف تمكن هذا الرجل من التعرف على أفكارها، أنها لاتستطيع أن تخفي عنه شيئا. - تعني زي شركة ديلاني العزيزه؟ لاتخف لن يصيبه أي أذى. - لايمكنك أن تنامي هكذا دون غطاء. ستأخذين بردا، إن الحراره تنخفض ليلا. - وماذا يهمك إذا أخذت بردا؟! نظر إليها وقال مازحا: - إن الرحله بحاجه إلى مرشد سياحي. إن هذا الرجل مزعج، ورفعت نيكولا نفسها قليلا، تريد أن تزجره على كلامه ولكنها لم تستطع إسناد نفسها فسقطت على وسادتها مرة ثانية.. ضحك بلاي برقه وقال: - بإمكانك أن تقولي مافي قلبك غدا، بالإضافة إلى أنك مهمة بالنسبة لي ألا تعلمين ذلك يانيكولا؟ هاهي دقات قلبها تزداد سرعة مرة ثانية، إذا هي مهمة بالنسبة له.. وماذا في ذلك أن خاف على صحتها وأي إنسان في مكانه كان سيسدي نفس الإهتمام.، وماذا عن جلوريا... - لا أعلم... دمدمت نيكولا. - هذا سبب آخر يجعلني أنتظر حتى تأوي إلى سريرك. - لماذا كذبت يابلاي؟ تغيرت نبرة صوته وقال: - سنتحدث عن كل ذلك غدا. هيا غيري ملابسك يانيكولا. - سأغيرها بعد أن تذهب. - الآن. قالها بلهجة آمره. - أدر ظهرك إذن.، طلبت منه بصوت خافت. - ها أنت تتصرفين كطفلة بريئة مرة أخرى، هيا إذن إنهضي من سريرك وأحضري رداء النوم، وبعد ذلك سأدير ظهري لك. أخذت نيكولا نفسا طويلا ثم تلته بآخر وحاولت أن تنهض ولكن الدوار منعها من الحركة ولم تعد تشعر بيديها أو ساقيها. عادت نيكولا إلى وضعها ونظرت إلى بلاي الذي كان يقف مستندا إلى الحائط. لقد كان يعني مايقوله، إنه يريد أن يتأكد من قدرتها على النهوض. حاولت نيكولا أن تفتح أزرار قميصها ولكن أصابعها كانت ثقيله غير قادره على الحركه. باستسلام، نظرت إلى بلاي الذي إتجه إليها وأسند ظهرها بيده. كم كأسا من النبيذ تناولت؟ - ثلاثه، ربما أربعه. - يا فتاتي الساذجة، وأخذ يضحك.، ماذا سأفعل بك يانيكولا؟ - لماذا لاتدعني أموت؟ إزداد ضحكه بشده: - من الأسهل أن تأوي إلى سريرك. مالذي يضحكه؟! لعلها ستفهم النكته في الصباح عندما تتحسن حالتها! أما الآن فما يشغلها هو أن بلاي سيساعدها في تغيير ملابسها وليس بإستطاعتها أن تمنعه من ذلك. رقدت نيكولا بلا حراك بينما أخذ بلاي يساعدها في تبديل ملابسها. وأخذت تفكر أنها تحب بلاي ولكنه لايحبها وبعدما حدث هذه الليله لن يحترمها وسيتركها ليذهب إلى جلوريا وسيقضي الليلة معها. هذه الإمرأة الشقراء الشرسه وسيخبرها عن ما قد فعلته نيكولا وسيضحكان على سذاجتها. كيف ستتحمل سخريتهما؟! وهاهي الآن راقدة في سريرها عاجزة عن القيام بأي شيئ. لو أنها لم تتصرف بغباء. لو أنها لم تشرب هذا النبيذ اللعين. لقد كانت ماي سلايد على حق إنه شراب النبيذ قد أدى إلى مشاكل. ولكنها لاتستطيع أن تلوم ديريك. لقد أرادت نيكولا أن تحضر الحفله وهي التي طلبت النبيذ. إنها فتاة بالغه وتعمل في شركه سياحية كمرشدة فلماذا لاتشرب النبيذ. كان من الخطأ أن تدع الغضب يسيطر عليها. توقف بلاي قليلا ونظر إليها قائلا: - ياإلهي إنك جميلة يانيكولا. - بلاي، قالت نيكولا بهمس. مد بلاي يده ليضعها على رقبتها ونظر إلى عيني نيكولا: - أيجب أن تكوني بهذا الجمال؟ إنحنى بلاي وقبل شفتاها. - هل تريدني يابلاي؟ - إن أي رجل له دم أحمر يجري في عروقه، سيجدك جذابه. لكنني لا أريد رجلا آخر، إني أريدك أنت، أحبك أنت، ألا تعلم ذلك؟ ولبلاي قالت: - هل تجدني جذابة إلى هذه الدرجة؟ - ها أنت تحاولين إثارتي مرة ثانية.، دعي هذه التصرفات للنساء الخبيرات. جلوريا إن جلوريا خبيرة بالرجال. ماذا سيفعل بنيكولا؟! لديه جلوريا. - لقد كان مجرد سؤال لاأكثر، قالت نيكولا بانكسار. - حسنا، سأعطيك الجواب. أنا حقا أريدك وأحبك، جميلة ومثيره، لكني لم يسبق لي أن أوقعت فتاة عذراء في شباكي خاصة وأنت الآن ثملة ولا تعلمين ما تقومين به. - لكن جلوريا تعلم ماذا تفعل. لماذا تستمر في تعذيب نفسها هكذا؟ إن مجرد التفكير بجلوريا يسبب لها الألم، ولكنها أرادت أن تتحداه. - بالضبط إن ما تقولينه صحيح، أجابها بلاي بغضب، الآن أين رداء النوم؟ أخذ بلاي رداء النوم من حيث أشارت نيكولا وساعدها في إرتدائه لكن حركاته كانت خشنه ولم تعد رقيقه، كان غاضبا من كلامها. بعد أن إنتهى بلاي من مساعدتها وتأكد من أن الغطاء موضوع بصورة جيدة نظر إليها وقال بخشونه: - نامي الآن، وسأراك في الصباح. إنه لم يقل (تصبحين على خير) حتى. وبقلب مثقل بالحزن راقبته نيكولا وهو يتجه إلى الباب. إلى أين سيذهب؟ إلى جلوريا؟ ولماذا هذه الأسئله، إن الجواب واضح. أخذت نيكولا تتقلب في سريرها بحثا عن الوضع المريح. إنها لن تنام هذه الليله، وغدا ستكون حالتها أسوأ. ولكن تأثير النبيذ كان قويا، عندما فتح بلاي باب غرفتها بعد عشرين دقيقه، كانت نائمه. جاء بلاي ليقف قرب سريرها وأخذ ينظر إليها كانت نظرته قلقه ومليئه بالحب ولو أن نيكولا رأت وجهه في تلك الدقيقه، لدهشت!. مد بلاي يده وأعاد خصلة من شعرها خلف أذنها ثم مال باتجاهها،! لعله أراد أن يقبلها؟ ولكنه عدل عن ذلك واستدار ليخرج من الباب وهو يتحدث إلى نفسه. إستيقظت نيكولا في اليوم التالي على رائحة القهوة. كانت تظن أنها تحلم ولكنها فتحت عينيها لتجد بلاي إلى جانبها، فاحمرت وجنتاها وقالت: - ماذا تفعل هنا؟ - صباح الخير يابلاي، قال بلاي وهو يمزح، إني سعيدة لرؤيتك، وأشكرك على القهوة... - ماذا تفعل هنا يابلاي؟ - ألا ترين! لقد جلبت لك القهوه. - لم يسبق لك أن فعلت هذا! قالت نيكولا بتساؤل. - لم يسبق لي أن وقعت في مأزق كهذا، المرشده السياحية المسؤوله عن الرحله تعاني من آثار الشرب. قالت نيكولا بشيئ من القلق: - أما زلت مرشدا سياحيا؟ - ولماذا تسألين؟ - لقد كنت أعتقد بعدما فعلته الليله السابقة... - إنك فعلا تستحقين ضربا مبرحا، وإذا رفضت شرب القهوة هذه، سأفعله فعلا. - لن تجرؤ على ذلك.، قالت نيكولا. - أتراهنين على ذلك؟ قال بتحد. فأخذت نيكولا القدح منه بسرعه وأخذت تشرب. كانت القهوة لذيذه، أخذ بلاي يراقبها في صمت ولم يجبها على سؤالها إلى أن رفعت عينيها لتنظر إليه: - سأجيب على سؤالك، أنت لاتزالين تحتفظين بوظيفتك. - شكرا، قالت بارتياح. - لا أريد أن أفقدك. لم تفقدني؟! حتى إذا أردت ذلك، فلقد أسرت قلبي وعقلي وسيبقيان في أسرك حتى بعد إنتهاء هذه الرحله، لاتمر علي دقيقة دون التفكير بك. - إنك تؤدين عملك بصورة جيدة، قال بلاي. إنه لاينظر إلي إلا كموظفه في شركته، وأخذت يدها ترتعش. - ستسكبين القهوة وتحرقين نفسك، قال بلاي وهو يراقب يدها، إعتدلي في جلستك ثم أشربي القهوة. أدركت نيكولا أنه يجب عليها أن تجلس فمن المستحيل أن تشرب القهوة وهي راقده على ظهرها، ولكنها وجدت النهوض صعبا، فهي تمسك الفنجان بيد واحدة وبالأخرى تمسك الغطاء حول عنقها. أخذ بلاي يضحك، وقال: - إنك عجيبه يانيكولا. - مالذي يضحكك الآن؟ قالت ببرود وقد أدركت سبب ضحكته. - إنك تتصرفين كأي إمرأة في القرون الوسطى، هل تعتقدين إني إذا رأيت رقبتك أو كتفيك سأهجم عليك كوحش كاسر؟! عزيزتي نيكولا رأيتك وأنت ترتدين أقل من هذا! أخذت دقات قلبها تسرع عندما لفظ كلمة عزيزتي فنظرت إلى وجهه ولم تجد أي تعبير فيه يدل على الحب. إنه يستعمل هذه الكلمه في لحظات المزاح، أما جلوريا ففي لحظات غضبها كانت تنادي نيكولا بعزيزتي. - لابد أنك رأيت نساء غيري كذلك. - هل تشعرين بالغيره؟ قالها بلاي بطريقة مثيرة. - أنا؟ بالطبع لا أنك كثير الثقة بنفسك يابلاي، أعني بيلدون ديلاني. - بلاي، قال مصححا. - بلاي إذن،! لايهمني كم إمرأة ضاجعت، ما يهمني هو تصرفاتك. - آها... - لقد كذبت. - لقد أخبرتك إنا سنتحدث في الصباح. - لقد كان لديك متسع من الوقت لاختلاق عذر جيد. شعرت نيكولا برغبة شديدة للإرتماء بين ذراعيه. من الصعب أن تغضب منه. ياترى ماذا سيكون عذره؟ من الصعب أن تحادثه بهذا الوضع وهي في سريرها، لماذا لايتحدثان خارج غرفتها أو في أي مكان آخر!! هاهي راقدة في سريرها وبرداء نومها تتحدث إلى الرجل الذي تحبه. - لم أختلق أي عذر، سأقول الحقيقة لا أكثر، قال بلاي. جاء دورها لتقول: - آها... - نيكولا، قال بلاي وأخذ يدها بين يديه. سحبت نيكولا يدها وقالت: - لن يفيدك هذا يابلاي، قالتها بشيئ من البرود، لقد كذبت بعد أن قلت إنه لن يكون أي كذب بيننا. - هذا صحيح.... قاطعته نيكولا: - إذا كنت قد كذبت عليك، فكلها أكاذيب بيضاء لاتؤذي ولايمكن مقارنتها بأكاذيبك. - هل ستسمحين لي بالكلام؟ قال بلاي. - نعم هيا ولاتنس أي شيئ. قالتها بنفس البرود. - أنت تعلمين معظم الأشياء. إسمي. كما وقد إكتشفت من هو بيلدون ديلاني وأنا أملك شركة ديلاني للسياحه. - بالإضافة إلى أشياء أخرى. - نعم بالإضافة إلى أشياء أخرى، قال بلاي بلطافه: - أود أن أعلم لماذا يزعجك هذا؟ والآن لماذا أعطيت نفسي إسم بيترسون؟ إن هذا واضح جدا. لقد إستعملت إسما مختلفا لتبقى هويتي مجهوله. - هل هذا ضروري؟ - أحيانا. أحب أن أتنقل من أنحاء الشركه لأرى العمل من وجهة نظر الموظفين. وإذا علم كل الموظفين هويتي فسيكون ذلك مستحيلا. - تعني أنك تحب التجسس على العاملين!<< ههه حتنبسط! - إني لاأتجسس، قال بلاي وقد بدأ صبره ينفد، إني أريد أن أرى مشاكل العاملين من وجهة نظرهم، ليس من موقعي كرئيس الشركه فقط. - تعني من موقع الموظف. - نعم. - ها، الملك يتنقل في أنحاء مملكته بين العامه ثم يعود إلى عرشه بعد أن يتعب. - حاولي أن تفهمي وجهة نظري، قال بلاي، كان والدي يصر أن أبدأ حياتي العملية من بداية السلم وأعتقد أن رأيه صحيح. - لقد إنتهيت من إرتقاء السلم ووصلت إلى القمة يابلاي، قالت نيكولا. - لكن فكرته لازالت صحيحه، إن المدير الناجح يتعرف على مشاكل موظفيه حتى يعلم تأثير أوامره عليهم والطريقه الوحيده لذلك هو الإختلاط بهم، إن هذا خطاب طويل يانيكولا. - لقد سمعت كل كلمه، قالتها بقليل من السخرية. ولكنها كانت صادقة كانت تحب الإستماع إلى حديثه، إن حبه لعمله قد أعجبها. - يوم أتيت للمقابله كنت تعمل يومها كمدير الأفراد؟ - نعم. أجاب بلاي. وعندما أصيب جون بايلي بمرض، كنت تنتظر الفرصه لتعمل كسائق باص؟ تردد بلاي بالإجابه قليلا ثم قال: - هذا صحيح. - ماذا عن الإسم بيترسون؟ هل إقترن بصورة عشوائية؟ - لقد كنت دائما أدعى بلاي، أما بيترسون فهو إسم عائلة والدتي. والآن هل أدركت إني لم أقصد أن أكذب. - أعتقد ذلك. - إذن لماذا هذا الإنزعاج؟ لم تكن نيكولا وقتها منزعجه، بل كانت تفكر ببلاي، لقد شغل هذا العمل كيانها وأحاسيسها. لقد إنتهت من شرب القهوة وكانت لاتزال راقدة في سريرها ولو أنها عادت تختبئ تحت الغطاء لأثارت ضحك بلاي. كانت تشعر أنها صغير إلى جانبه. ولكن يجب أن تفكر بوضوح لتعطيه إجابه مقنعة. - لقد قلت البارحه إن إسمي ليس هو الذي أزعجك فقط. - أموالك. - أموالي! قال بلاي باندهاش. - إنك غني جدا. - وهذا يزعجك؟ قال بلاي وهو ينظر إليها بتعجب، إن معظم النساء يطيرون فرحا. لابد أن جلوريا من هذا الصنف، ولابد أن بلاي يعلم مدى إعجاب النساء به. - ليس الجميع من صنف واحد، كما وأعتقد أن الأموال لها أثر سيئ على العلاقات بين الأفراد. عضت نيكولا شفتيها وأبعدت عينيها عن وجهه. لقد بدأ قربه منها يؤثر عليها. كانت تتكلم بدون تفكير، ليست من علاقه بينها وبين بلاي. - إستمري، قال بلاي. كان ينتظر منها أن تكمل حديثها، ولذلك إستمرت نيكولا قائله: - إن خطوبتي قد فشلت بسبب المال، كنت أنا فقيره أما آنثيا فتمتلك الكثير، رأى جوناثان أن من الأسهل أن يقع في شباك إمرأة ثرية من أن يقع في شباك إمرأة فقيره. - لكننا لسنا خطيبين يانيكولا، والإمرأة الثرية لاتجذبني، ولماذا تقارنيني بجوناثان؟ إحمرت وجنتا نيكولا وأجابته: - لقد كنت أشرح لك سبب كرهي للأموال.. صمت بلاي ونظر إليها. كان الضوء خافتا ولم تتمكن نيكولا من الرؤية بوضوح فجأة شعرت بأن بلاي قد وضع يده على خدها وقال: - إن مقارنتك غير عادله. - لم أكن أقارنك بأحد، قالت نيكولا وقد أخذت دقات قلبها تسرع. قال بلاي متجاهلا كلامها: - كان جوناثان يبحث عن الثراء، أما أنا فلدي المال ولا أحتاج لامرأة تعطيني المزيد. - أعلم ذلك لقد كنت... - وماذا يزعجك بالإضافة إلى الأموال؟ كان مصمما على معرفة كل أفكارها. إنه خصم قوي وكان الأجدر بها أن تعلم ذلك قبل أن تتحداه. - مركزك. قالت نيكولا. - أشكرك لهذا الإطراء. إنه يحاول إغضابها، اللعنة عليه. - لديك مركز كبير كرجل أعمال. - وماذا في ذلك؟ - وأنا لست سوى موظفة عادية أعمل كمرشد سياحي. - لا أصدق هذا، إنك تتكلمين عن الطبقات الإجتماعية. ياعزيزتي لقد زالت الفوارق الطبقية منذ سنين. - لا أصدق هذا. إنك تتكلمين عن الطبقات الإجتماعية، ياعزيزتي لقد زالت الفوارق الطبقية منذ سنين. - هل زالت فعلا؟ قالت نيكولا وهي تنظر إليه، أنت تنتمي إلى عالم مختلف أنت وجلوريا، عالم يشرب الشمبانيا عند الإفطار ويتناولون الكافيار عند الغداء. ماذا تعلم عن الناس العاديين الذين يتناولون الساندويشات البسيطه؟ الذين يعتمدون على معاشاتهم فقط والتي بالكاد تكفيهم؟ هل شعرت بالسعادة عندما أعطيتني الصك؟ لقد أعطيتني المنحه من حسابك الخاص، أليس كذلك؟ ولكنك تظاهرت أن المال يأتي من حساب الشركه.! - نعم لقد أعطيتك المساعده من حسابي الخاص، و نعم لدي المعلومات عن الذين يأكلون الساندويشات. مالذي تحاولين قوله يانيكولا؟ - إنك تلمسني، وتقبلني وتتظاهر بأنك معجب بي.... - لكني فعلا معجب بك. قالها وهو يميل باتجاهها. - لا تغير الموضوع. - لماذا؟ إنه موضوع شيق.! ياإلهي يجب أن أسيطر على عواطفي. بإمكاني أن أفكر بكلماته الرقيقه فيما بعد. - إن هذا ليس موضوع النقاش! قالت بصوت يرتعش. - لا! قال بلاي، ولكنك معجبة بي كذلك وتجديني جذابا. - إنك مغرور للغاية، قالت نيكولا ضاحكة. - نعم، قال بلاي متفقا معها. ولكنك تجدينني جذابا أليس كذلك؟ - نعم، قليلا، لم تتمكن من الإجابه بعد ذلك، واستمرت قائله: لكن قلت لك إن هذا ليس موضوع النقاش. -ماهو موضوع النقاش إذن؟ لو أنه يبتعد قليلا. كان قريبا جدا ولم تعد تستطيع السيطره على عواطفها بصورة كامله. - إنك تحتقرني. قالت نيكولا بصوت خافت. - أحتقرك؟ قال بلاي بصوت كاد يشق سقف الغرفه، يالك من فتاة. أحقا تصدقين كلامك هذا! قالها بنبرة ساخرة. -نعم إني أؤمن بكلامي هذا. قالت نيكولا وصوتها يرتعش. -إذن يجب أن أريك مدى إحتقاري لك. هذه المره عندما أحاطها بذراعيه لم تستطع التخلص ضمها إلى صدره بقوة وقبلها برقة ثم رفع نظره إلى عينيها، لم تستطع نيكولا أن تتنفس وهي تنظر إليه. مد أصابع يده ووضعها على خدها، كانت لمسته رقيقه ومثيره للغاية. - لم أقصد أن أفعل هذا عندما أتيت هذا الصباح، قال بلاي برقة. - حقا؟ قالت بصوت خافت. -نعم، جئت لإيقاظك فقط، همس بلاي في أذنها. لقد أيقظتني يابلاي وأيقظت عواطفي وأحاسيسي وأنا أحبك ولكني خائفه لأني أعلم أن حبك لي لن يدوم، ولن أحب أحدا يوما كما أحبك. - إنك كاذب! قالت بصوت خافت. - مالذي يجعلك تتصورين إني أحتقرك؟ أنت جميلة جدا يانيكولا ومن المستحيل أن يحتقرك أي رجل. لم تجبه نيكولا بل إكتفت بلمس شعره بحنان. - أتعلمين مالذي تفعلينه بي؟ قال بلاي بصوت أجش. - ماذا؟ -إنك ساحرة، ساحرة جميله مثيره، سأريك مالذي تفعلين بي. ضمها إلى صدره مرة ثانيه حتى إنها كانت تسمع ضربات قلبه، لا. لعلها ضربات قلبها هي. أخذ يقبلها مرة أخرى واستسلمت لقبلاته كانت تجيبه قبلة بقبله. لم يعد أي شيئ يشغل فكرها ولم تعد تقاومه. ولم تعد نتائج تصرفاتها تهمها بشيئ. أبعد بلاي شفتيه عن شفتيها وأخذ يقبل وجهها وعينيها ثم نزل إلى رقبتها وأخذ يقبلها بحنان. كانت كل قطعة من جسدها تصرخ أحبك. فجأة كان أحد ما يطرق الباب. -لا أصدق، السيدة بارنز مرة أخرى؟! قال بلاي بهمس. دقة أخرى وحمدت نيكولا ربها إن الباب مغلق. ثم نادى صوت عليها: - نيكولا! كان صوت جلوريا. صمتت نيكولا قليلا ونظرت إلى بلاي فهز رأسه عن عدم علمه بماذا تريده. فنادت إلى جلوريا قائله: - نعم؟ -إفتحي هذا الباب اللعين. - ليس الآن. -هل تعلمين أين ذهب بلاي؟ قالت جلوريا. نظر بلاي إلى نيكولا وغمز بعينه، فضحكت ثم نادت مجيبه. - ولماذا أعلم عنه؟ ليست لدي أدنى فكره عن مكان بلاي. - لقد بحثت في كل مكان ألم يأت إلى هنا؟ - لا، لم يأت، لعله قد ذهب إلى غرفتك. وضعت نيكولا يدها على فمها لتخفي ضحكتها: - لماذا لاتذهبين للبحث عنه؟ سادت لحظة صمت، ثم قالت جلوريا بانزعاج: -لاب أنه سيأتي إلى الباص سأراه هناك. بعد أن تأكدا من إبتعاد جلوريا أخذا يتحدثان: - لقد أحسنت التصرف. قال بلاي وقد أنهكه الضحك، لست ساذجة كما كنت أعتقد، أنت تعلمين أكثر مما كنت أتصور. - يجب أن تكتشف ذلك بنفسك، قالت نيكولا وهي تبتسم. - بالتأكيد وسأستمتع بهذه الإكتشافات جدا، ولكن هذه المتعه يجب أن تؤجل الآن. -صحيح؟ -صحيح إن واجباتنا تنتظرنا. هيا إرتد ملابس العمل! أم ترغبين بأن أساعدك في إرتدائها! قالها مازحا.. إحمرت وجنتا نيكولا وقالت -هيا إذهب يابلاي. - حسنا ياجميلتي، سأحاول أن أخرج من هنا دون أن يراني أحد، سأراك في الباص. نظرت نيكولا إلى المرآة قبل أن تخرج. لقد قال بلاي أنها فتاة جميلة ومثيرة. كان هناك بريق جديد في عينيها وقد علا الإحمرار وجهها، كانت سعيدة. -" المتعه يجب أن تؤجل" هذا ما قاله بلاي قبل أن يخرج. هذا يعني أنه سيعود إليها مرة ثانية. تنهدت نيكولا بسعاده وأغلقت باب غرفتها. كان بلاي قد وصل إلى الباص قبلها. ولم يقل شيئا عندما صعدت إلى الباص ولكن عينيهما إلتقت بطريقة تغني عن أي حديث. لم تعد جلوريا تزعجها، لم تعد تبالي بشيئ، لقد كانت سعيده ببلاي. كانت تصرفات جلوريا هذا اليوم مزعجه للغاية، ولم تتوقف تعليقاتها الساخرة لنيكولا، ولكن نيكولا تجاهلتها تماما. - لقد أحسنت صنعا. هذا ما همسه بلاي في أذن نيكولا. بعد أن إنتهت الجوله الصباحية عادوا إلى المخيم لتناول طعام الإفطار. كانت الطيور منتشرة فوق الأشجار وكانوا يهبطون تارة وأخرى إلى الطاولات يأكلون فتات الخبز. هبط أحد الطيور إلى صحن جلوريا التي قالت: - بلاي، أنظر! نيكولا أرجو أن تلتقطي صورة لي مع هذا الطائر الجميل. فالتقطت لهما نيكولا الصورة بكل سرور حتى إنها لم تبال عندما وضعت جلوريا ذراعها حول خصر بلاي وإبتسمت له بحياء. لو أن جلوريا قامت بذلك في اليوم السابق لسبب هذا إنزعاج نيكولا، أما اليوم فلن يزعجها أو يحزنها شيئ. |
#8
| ||
| ||
التكملة بعد أن إنتهوا من تناول طعام الإفطار، إنطلق الباص مرة ثانية. كانت الحيوانات منتشرة في كل مكان وكأنها قد أحست بسعادة نيكولا. أوقف بلاي الباص على بعد من المخيم ليتيح للركاب فرصة رؤية الحيوانات بصورة جيدة. كانت القردة تتأرجح من غصن إلى غصن آخر. أما الزرافات ذات الأعناق الطويله فكانت واقفه تأكل بهدوء. أخذ الجميع يلتقط الصور بسعادة. كانت بعض الرحلات تنتهي دون رؤية الحيوانات لأن معظمها يكون مختبئا بعيدا عن الشارع بين الأحراش ولا يمكن أن يراها إلا من له خبرة. أما اليوم فكانت حالة خاصة. كان يظهر حيوان مختلف كل خمس دقائق. كانت قد مضت ساعة على بدء رحلتهم عندما إلتفت بلاي إلى نيكولا وأخذ يؤشر، لعدة ثوان لم تر نيكولا شيئا ولكن بعدها ظهر الحيوان فإذا به أسد. - أسد، قالت نيكولا تنبه الركاب. لم يسبق لها وأن رأت أسدا حرا. أخذت تنظر إلى ملك الغابه باعجاب. إتجهت أنظار الركاب جميعا إلى الأسد. نظرت نيكولا إلى بلاي قائلة: - شكرا ! إبتسم بلاي وقال: - لست مسؤولا عن ظهوره. - أعلم ذلك ولكنك تركت لي مهمة تنبيه الركاب. - كنت سترينه سواء أخبرتك أم لا. إستمتعي بالنظر إلى الملك. كانت لعينيه نظرة دافئة وكانت لإبتسامته فعل السهم في قلبها، لم تعد نظرته ساخرة وشعرت نيكولا بسعادة تملأ كيانها. أخذ الأسد يتحرك باتجاه الباص تاركا الأحراش وراءه. كان يمشي بغرور، إنه حقا ملك الغابه لايضاهيه أي حيوان آخر بوقاره وعظمته. نظرت نيكولا إلى بلاي..، إنه يشبه الأسد، مغرور وقوي. كان الأسد قد أقترب الآن يتبعه جمع آخر من الأسود الصغيره. أخذ الجميع يلتقطون الصور بتشوق وقال السيد سلايد: - سأعود إلى الولايات المتحدة رجلا سعيدا. ضحك الجميع من كلام السيد سلايد، أما السيده بارنز فقالت: - أشكرك ياعزيزتي لن أنسى هذه الرحله أبدا. نظرت نيكولا إلى بلاي الذي كان يراقبها وابتسمت. بعد أن إبتعدت الأسود تحرك الباص مرة أخرى، وقالت نيكولا وهي تحدث الركاب: - الآن عرفتم ضرورة عدم ترككم الباص أثناء الرحله لأن الحيوانات مختفية في الأحراش بصوره جيده ولا يمكن رؤيتها. صمت الركاب وهم يستمعون إلى حديث نيكولا... وفجأة سمع صوت جلوريا وهي تقول: - إن مرشدتنا الصغيرة تبدو كالمدرسه! ألا تعلم بأننا أشخاص بالغون ولسنا بمجموعة أطفال؟! إحمرت وجنتا نيكولا وإلتفتت إلى بلاي، وسمعت ديريك يقول: ياإلهي لماذا لاتعطين نيكولا فرصة ياجلوريا! لم يقل بلاي شيئا ومكث في مكانه صامتا ولكن عينيه قالتا الكفاية، لعل من الأفضل إنه لم يقل شيئا ولكنها تمنت لو أن بلاي وليس ديريك هو الذي هب للدفاع عنها. لن تدع جلوريا تفسد يومها وسعادتها ستركز أفكارها على عملها فقط. سيصلون قريبا إلى مشرب فرس النهر. وهذا ما ستفكر به. هبط الركاب على بعد خمسين يارده من حوض فرس النهر، كانت اللنطقه غير معزوله بحاجز ولذا وقف حارس يمسك بندقية فريده. إن هذه المنطقه هي إحدى المناطق القليله التي يسمح للركاب بالهبوط فيها من مركبتهم. كان الجميع متجهين إلى النهر عندما قالت السيده بارنز: - هل المنطقه أمينه؟ - نعم، قالت نيكولا. - كنت أفكر بالأسود! كانت نيكولا تفكر بهم أيضا. لم تمض أكثر من نصف ساعه على رؤيتهم. من الجائز أنهم إتجهوا إلى هنا كذلك. - إن المنطقة أمينة. قال بلاي قبل أن تتكلم نيكولا وبعث صوته الطمأنينة في نفسها، لسبب ما إن الأسود والحيوانات المفترسه الأخرى لاتأتي إلى هنا ولهذا يسمح لنا بالنزول. - حسنا إذا كنت متأكد، قالت السيده بارنز. - نعم أنا متأكد. تساءلت نيكولا فيما إذا كانت السيده بارنز قد إطمئنت لكلام بلاي مثلها. - إن الحارس سمح بمسك بندقيته، قالت السيده بارنز بقلق. - إن ذلك لايعني شيئا، قال بلاي. لكن نيكولا أدركت أن الحارس كان يحمل بندقيته ليكون مستعدا في حالة قدوم الحيوانات المفترسة. ولكن هذا لن يحدث. لقد سئل نفس السؤال أثناء الدورة التدريبية وقد جاوب المدرب قائلا: " هناك أشخاص عاشوا في هذه المناطق ولديهم خبرة، وبإمكانهم معرفة المناطق الخطرة والأمينه بالفطرة، وأن شركة ديلاني لايمكن أن تخاطر بحياة زبائنها بأي شكل من الأشكال " كانوا قد وصلو إلى قمة مرتفع وكانت نيكولا تساعد السيدة بارنز في الصعود بينما تبعهم الآخرون. نظر الجميع إلى الأسفل باتجاه النهر كانت الشمس مشرقة والمنظر جميلا وكانت قطرات الماء قد تحولت إلى قطع من الماس. تحت الصخور حيث يتسع النهر ليكون نهرا كبيرا كانت مجموعه من فرس النهر هناك، وبدأت الكاميرات بالعمل. لم تبال نيكولا بفرس النهر كثيرا. كانت أشياء أخرى تشغل بالها مثل تصرفات جلوريا، ولحظاتها مع بلاي.،ولكن لن يكون لها مستقبلا مع بلاي. ولكنها تحبه مع انهما سيفترقان بعد إنتهاء الرحله، فكل منهما له عالمه الخاص وحياته الخاصة. لو جلوريا لم تأتي صباح اليوم لاستسلمت كليا لبلاي. وهل كانت ستندم على ذلك؟! ربما، ولكن ذكرى الوقت الذي قضته مع بلاي سيكون كافيا ليسلي وحدتها في الأيام القادمه. كان الجميع مشغولا بالتقاط الصور، ولكن نيكولا غارقة بأفكارها.، فجأة سمعت صرخة، إلتفتت لدى مصدر الصرخة، كانت ماريا مافروني تصرخ، كان زوجها قد سقط من أعلى المنحدر وكان الآن مرميا في أسفل المنحدر. - ماذا حدث؟ سأل بلاي. - لقد كان أنتون يلتقط صورة ورجع إلى الوراء قليلا فسقط. قال بلاي لنيكولا: - حاولي أن تهدئي زوجته، لقد أصيبت بالهستيريا.، سأنزل أنا إليه. - بلاي... قالت نيكولا ثم صمتت. أرادت أن تمنعه من الذهاب، لم تود أن يخاطر بنفسه، ولكنها غيرت رأيها وقالت: - كن حذرا. ولمست ذراعه بحنان. |
#9
| ||
| ||
التكملة إتجهت نيكولا إلى السيده مافروني لتهدئتها، وإنتبهت إلى جلوريا التي كانت تراقبها بنظرات غاضبه، يجب أن تنسى جلوريا الآن، إن واجبها هو تهدئة السيده مافروني. وضعت نيكولا ذراعها برقة حول كتفي ماريا التي كانت تبكي زوجها هدئت ماريا قليلا وتوقفت عن الصراخ ولكن بكاءها كان مستمرا - سأتولى تهدئة ماريا ياعزيزتي. إذهبي أنت لمساعدة بلاي، قالت السيده بارنز. إتجهت نيكولا إلى حافة المنحدر الصخريه بينما وقف البقية يراقبها. كان بلاي قد وصل إلى أسفل المنحدر وكان يقوم بفحص أنتون ثم نادى إليهم: - سأحتاج إلى مساعده. - سوف آتي إليك. قالت نيكولا. - سأذهب أنا. قال ديريك. - لا، لقد تعلمت بعض الإسعافات الأولية، لذا سأذهب أنا. - لكن نيكولا... - إنه واجبي ياديريك... من حسن الحظ أنها قد جلبت عدة الإسعافات الأولية معها. كان مدرب الدوره قد أصر على إستصحاب حقيبة الإسعافات الأولية دائما. - نيكولا.. قال ديريك محاولا إقناعها، هذا عمل رجل. - إني أريد الذهاب ياديريك وسأكون بخير، قالت مبتسمه. - إنها تعمل أي شيئ لتكون مع بلاي، قالت جلوريا، ولكن نيكولا لم تعر لها أي إهتمام. هبطت نيكولا بخطوات حذره وهي تفكر. لماذا لم تمنع ماريا زوجها من هذه المخاطره؟ ألم تر أنه يخاطر بنفسه؟ هل سيكون بإمكانها منع بلاي من عمل ما؟ هل تجرؤ أن تحاول؟، إن تساؤلاتها في غير مكانها... |
#10
| ||
| ||
التكملة إتجهت نيكولا إلى السيده مافروني لتهدئتها، وإنتبهت إلى جلوريا التي كانت تراقبها بنظرات غاضبه، يجب أن تنسى جلوريا الآن، إن واجبها هو تهدئة السيده مافروني. وضعت نيكولا ذراعها برقة حول كتفي ماريا التي كانت تبكي زوجها هدئت ماريا قليلا وتوقفت عن الصراخ ولكن بكاءها كان مستمرا - سأتولى تهدئة ماريا ياعزيزتي. إذهبي أنت لمساعدة بلاي، قالت السيده بارنز. إتجهت نيكولا إلى حافة المنحدر الصخريه بينما وقف البقية يراقبها. كان بلاي قد وصل إلى أسفل المنحدر وكان يقوم بفحص أنتون ثم نادى إليهم: - سأحتاج إلى مساعده. - سوف آتي إليك. قالت نيكولا. - سأذهب أنا. قال ديريك. - لا، لقد تعلمت بعض الإسعافات الأولية، لذا سأذهب أنا. - لكن نيكولا... - إنه واجبي ياديريك... من حسن الحظ أنها قد جلبت عدة الإسعافات الأولية معها. كان مدرب الدوره قد أصر على إستصحاب حقيبة الإسعافات الأولية دائما. - نيكولا.. قال ديريك محاولا إقناعها، هذا عمل رجل. - إني أريد الذهاب ياديريك وسأكون بخير، قالت مبتسمه. - إنها تعمل أي شيئ لتكون مع بلاي، قالت جلوريا، ولكن نيكولا لم تعر لها أي إهتمام. هبطت نيكولا بخطوات حذره وهي تفكر. لماذا لم تمنع ماريا زوجها من هذه المخاطره؟ ألم تر أنه يخاطر بنفسه؟ هل سيكون بإمكانها منع بلاي من عمل ما؟ هل تجرؤ أن تحاول؟، إن تساؤلاتها في غير مكانها... هل سيكون بإمكانها منع بلاي من عمل ما؟ هل تجرؤ أن تحاول؟ إن تساؤلاتها في غير مكانها. إن ماريا زوجة أنتون أما هي وبلاي فليست هناك علاقة تربطهما. هل يمكن أن تشارك بلاي حياته؟ كزوجة مثلا!، ياإلهي أنها غبية حقا. كان بلاي يراقب نزولها، وعندما إقتربت منه، مد لها يد المساعده. أرادت أن تبقى يدها في يده ولكنها تذكرت واجبها واتجه إهمامها إلى أنتون الذي كان يرقد بلا حراك والشحوب واضح على وجهه. - هل مات؟ قالت بقلق. - إنه مازال يتنفس ونبضاته جيده. - الحمد لله. - لقد غاب عن وعيه إثر السقوط ولكنه على وشك أن يعود إلى وعيه. - هل إصابته بليغه؟ - لقد جرح من مكانين، ويجب أن يضمد قبل أن نتمكن من نقله. من حسن الحظ أنك قد جلبت حقيبة الإسعافات الأولية. لا بد وأن بلاي يعلم قليلا عن الإسعافات الأولية. كان منظر الدم قد أخافها ولكنها سيطرت على شعورها. وأخذ بلاي يرشدها، وعندما رفعت نظرها إليه أثناء عملها، قال لها بلاي: - إنك فتاة ممتازة، قالها بصوت خافت. تحرك أنتون فجأة وفتح عينيه ونظر إلى نيكولا: - ماريا؟ قال متسائلا، ثم صرخ من الألم. - ستكون بخير، قالت نيكولا بحنان. - ماريا، قال مرة أخرى. - إنها بخير وتنتظرك، قالت نيكولا. - إنه لايفهم كلامك، قال بلاي. - أظن قد فهم. وضع بلاي يده على ذراعها قائلا: - لعله قد فهم، إنك فتاة رائعه يانيكولا.، سأنادي ديريك ليساعدنا في حمله، أظن صاحبك مستعدا لذلك، لقد أراد أن يحل محلك. - هل أنت متأكد أن أنتون بخير؟ سألت نيكولا بينما كان ديريك في طريقه إليهم. - نعم. حاولت نيكولا أن تتصور حالها لو أنها كانت في موقف ماريا تنظر إلى زوجها الجريح. - ستسعد ماريا برؤيته، قالت نيكولا ثم أضافت: بلاي..، إن ديريك ليس صاحبي. - أنا سعيد لسماع ذلك. - حقا؟ - لو أنه كان صاحبك لما إستطاع السيطره عليك. كان ديريك يهبط ببطء وتحركت صخرة من تحت قدمه، فجأة فقد توازنه وسقط.، ولكنه عاد فرفع نفسه وأكمل سيره. - لا تقلل من شأنه يابلاي، قالت نيكولا. - إني لا أقلل من شأنه، ولكنه فعلا لا يستطيع السيطره عليك، فتحت هذا الوجه الجميل الرقيق، لديك روح قوية وعنيده، إنك في حاجة إلى رجل قوي. إنها فعلا بحاجة لرجل قوي، رجل من نوع خاص، رجل كالأسد،. أنت يابلاي.، إني أعلم ذلك، ولكنك لاتعلم. - من حسن الحظ أني لم أرتبط بأحد، أنظر يابلاي لقد وصل ديريك. كانت مهمة حمل أنتون إلى أعلى المنحدر مهمة شاقة مرة أخرى. كان بلاي يعطي الإشارات والتوجيهات أثناء حمل أنتون، وكان كل من نيكولا وديريك يتبعان إرشاداته حتى وصلا إلى أعلى المنحدر بسلام.، حيث كان أنتون إسترد وعيه كاملا. كانت ماريا بانتظاره ومدت ذراعيها إليه، كان وجهها شاحبا من فرط البكاء والقلق. وأخذ أنتون يطمئنها. إبتعد الجميع قليلا وتركوا العروسين لمواساة بعضهما البعض. - لقد أحسنت العمل يابلاي.، قالت جلوريا وهي تضع يدها على ذراعه، لقد خاطرت بحياتك لإنقاذ ذلك الغبي إنه لايستحق هذا الجهد. - أشكرك ياجلوريا، ولكن ديريك ونيكولا يستحقان ثناءك كذلك. - أن من واجب نيكولا أن تقوم بالإسعافات الأولية.، قالت جلوريا ولم تخف غضبها. إبتسم بلاي لنيكولا: - إنها تستحق الثناء بقدر ما أستحقه أنا، إذا لم يكن أكثر. ترددت جلوريا قليلا، ثم إبتسمت لبلاي وقالت: - بالطبع ياعزيزي، لدى نيكولا الصغيرة مواهب عديده. - نعم إني أكتشفها شيئا فشيئا.، قال بلاي وهو ينظر إلى عينيها وشفتيها ورقبتها وجسدها الرشيق، ولم يبال بجلوريا التي لاحظت نظراته. - ولكنها عديمة الخبرة في بعض الأمور.، قالت جلوريا بإلحاح. - اه.، قال بلاي. تساءلت نيكولا مع نفسها إذا ماكانت جلوريا قد أدركت أن بلاي لم يكن يعني قدراتها ومواهبها كمرشد سياحي، لقد كان يعني أمورا أخرى. - من الذي أعطاها هذه الوظيفة؟ قالت جلوريا. هز بلاي كتفيه وغمز باتجاه نيكولا وقال: - عزيزتي إن هذه ليست رحلتي الأولى وقد سبق وأن شاهدت مرشدين سياحيين، ونيكولا تختلف عنهم. - لم أفهم قصدك.. قالت جلوريا، لكن قاطعها بلاي قائلا: - ليس بوسعي أن أشرح لك وجهة نظري.، أعذريني ياجلوريا، أريد أن ألقي نظرة على أنتون.. نيكولا، فلنتوجه إلى الباص. راقبته نيكولا وهو يتجه إلى الباص وقد شعرت بسعاده.، لقد كان حديثه مع جلوريا حديثا ذا معان عديده، أغلبها غير ظاهر أو واضح، ولكنها قد أدركت مغزى حديثه. لم يسبق لبلاي أن حدث جلوريا عن نيكولا. وقد علمت من حديثها مع السيدة بارنز أن علاقة بلاي بجلوريا قوية جدا. لقد كانت تبين أن بلاي قد حدث جلوريا عنها وعن سبب وكيفية إختيارها للوظيفه.، ولكنه واضح في حديثهما أن جلوريا لم يسبق لها وأن سألت بلاي عنها.، لقد أخفى بلاي كل أسرارها. كان أحد ما قد وضع يده على ذراعها، نظرت نيكولا إلى اليد الموضوعه على ذراعها لترى أصابع طويله ذات أظافر جميله.، أرادت نيكولا أن تسحب ذراعها بقوة ولكنها لم تفعل ذلك، وسيطرت على أعصابها ورفعت عينها إلى جلوريا. - نعم؟ قالت نيكولا بأدب. - كفاك تمثيلا.، قالت جلوريا بغضب، لقد ذهب بلاي. - لا أفهم.. - إنك دائما تتظاهرين بالبراءة والسذاجه أمامه. - أرجو أن تبدئي من رأس الموضوع ياسيده باين. عندما تتحدث نيكولا بصوت لطيف مؤدب هكذا، كان يعني أنها غاضبه للغاية، ولكن جلوريا كانت تجهل ذلك. - الموضوع هو أن حركاتك واضحه للغاية، إنك ستلتهمين بلاي بنظراتك. هل كانت عواطفها شفافه لهذه الدرجه؟ شعرت نيكولا بألم يحز في قلبها، لن تدع جلوريا تؤثر عليها. - أنت مخطئة، قالت بأدب. - كفى يانيكولا، إنك تسعين وراء بلاي منذ اللحظة الأولى التي رأيته فيها. ياإلهي، يجب أن أتذكر أني المرشد السياحي لهذه الرحله ومن واجبي أن أتصرف بكل أدب مع الزبائن.، ولن أدع هذه الإمرأة الفظيعه أن تغير من تصرفاتي. |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
حبيبتي أكتشفها بنفسي | asmaa sinpay | روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة | 6 | 05-21-2014 09:24 AM |
حبيبتي اكتشفها بنفسي//كامله بس تابعوني | اصاله الحربي _النهاية | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 68 | 04-16-2013 09:30 PM |
المصرية العالمية للطيران القصيم ، طيران المصرية العالمية ينبع ، خطوط المصرية العالمية جدة | egyptianstartours | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 2 | 05-28-2011 01:36 AM |