06-23-2015, 01:49 AM
|
|
وقفَ يومهَا مُتكئًا على جذعٍ ميتٍ لشجرةٍ قديمَة
إستنشقَ عبيرَ خشبِهَا الميِّت .. زفرهُ بعنفٍ مغمضًا عينيهِ الذهبيتين
جُلُ الصخبِ في المكانِ صوتُ النهرِ الجاريَّ وحسب .. لا شيء ليؤرِقَ وجدانَه
شعورٌ فاتِر وخمولٌ سائِد ألمَّا بهِ بعدمَا خرجَ من السجنِ أخيرًا .. لتهمةٍ بالفعلِ حقَّت على أمثالِه
جسدهُ يأبى أن يطيعه وإكراهًا يدهُ اليمنى لا تتوقفُ عن الإرتجافْ ..
ألا يزالُ يحصدُ نتائجَ خيارهِ في ذاكَ الوقت ؟! أم لا يزالُ يأكُل الذنبَ ترابًا مسمومًا ؟!
تزحلقَ بظهرهِ على الجذعِ حتى خرَّ جالسًا وظهرهُ إستندَ مستقيمًا على ما تزحلقَ عليه
ترك جسدهُ لوحدهِ بدون أوامرٍ له .. وما فتأ ينظرُ لسرابِ تكرارِ الأحداثِ أمامه
هو الذي أكلَ الأرواحَ فـ عُوقب .. هو الذي خانَ فنالَ غيرهُ العذابَ عنه !
وقضى عشرةَ أعوامٍ .. حبيسَ غرفةِ التطهير تُسمعُ أصواتُ صرخاتهِ كُلَ يوم ..
تحركاتٌ ما أنتبهَ لهَا .. وصوتُ وطأ قدمٍ على العشبِ اليابسِ البني ،
وقفَ كيانٌ أمامه ، عقد حاجبيهِ ينظرُ للأحمقِ النادمِ المتمرقِ بترابه
إحتدتْ ملامحهُ مع تعقيدةِ الحاجبين ، أمسكَ بياقةِ ملابسِ [ آيريس ] ساحبًا إياهُ
ليقفَ منتصبًا أمامه ، أشاحَ الأخيرُ بوجههِ عن صاحبه دون أن ينبس بكلمة !
بان الغضبُ على [ كازو ] الذي تماسكَ كي لا يضرب صديقهُ الأحمق !!
خلخل اصابعهُ خلف شعرِ رأسهِ ودفعهُ مُرخيًا إياهُ على كتفهِ متحدثًا بجدية : - آيريس ، مهمَا حملتَ اليوم ومهمَا تحملُ غدًا ، أنا لن اتخلى عنك
سواءً كُنتَ أنت المذنب ام كان غيرك ، سأنجدك دومًا ، يدي بيدكَ ما دمتُ حيًا
وروحي هذهِ لتكونَ ثمنًا بخسًا إزاء إنقاذك ، إنَّك لتحتل في قلبي مكانةً لا يعلمها إلا الله
وتعني لي ما في هذهِ الدنيا ما لا تسعهُ السماوات ، إنيَّ لكَ بحامٍ ما دمتُ اتنفسُ هذا الهواء
وإني لكَ بصديقٍ و أخٍ سواءً في هذهِ الدنيا ام في الممات ، وإني لأحبنَّك حبًا لا يعلمهُ حتى أنا
جزءٌ من روحي أنت .. وأقربُ صديق ! ولا ريبَ إنني .. لستُ بتارِككَ أبدًا ! |
|