عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-24-2013, 04:50 PM
 
القواعد الأربع الدرس الثاني : الشيخ زيد البحري

شرح القواعد الاربع
لفضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
الدرس الثاني

قال المؤلف رحمه الله
وأن يجعلك مباركا أينما كنت
دعوة مباركة فمن نعم الله عز وجل على العبد ان يكون مباركا اينما كان بمثابة المطر أينما وقع نفع وهذا البركة لا يحظى بها الإنسان إلا إذا كان في محيط التقوى فكلما ازداد العبد لله تقى وكلما ازداد العبد من الله قربى كلما كان مباركا
إن سكت فسكوته سكوت نظر وتفكر وتأمل
وإن نطق نطق بالخير أي بالدعوة إلى الله جل وعلا ، ولذا قال أسيد بن حضير كما جاء عند البخاري في شأن أسرة أبي بكر لما ضاع عقد عائشة والتمسه الصحابة فلم يجدوه وشرع بسبب هذا العقد شرع التيمم فقال مقولته الشهيرة : ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر ، وأبو بكر من مزاياه ومن مناقبه التي يذكرها العلماء أن أولاده كلهم أسلموا وكذلك أبواه قالوا ولم يحصل هذا الأمر لأحد من الصحابة ، فعد من مناقبه وفضائله رضي الله عنه وقيل إن هذه الآية نزلت فيه قال تعالى { حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي } فيقول اوسيد ابن حضير لما ضاع عقد عائشة رضي الله عنها ولتمسه الصحابة فلم يجدوه وشرع بسبب ضياع هذا العقد التيمم فقال مقولة الشهيرة ماهي بأول بركتكم يا آل أبى بكر ، فهذه العائلة وهذه الأسرة مباركة وإنما كانت مباركة لأنها من أحرص الناس على الخير ولذا قال عز وجل لما بشرت امرأة إبراهيم عليه الصلاة والسلام { قالت ءألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب } فماذا قالت لها الملائكة ؟
{ أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت } الله عز وجل ماذا قال عن إبراهيم وعن ابنه إسحاق ؟ قال تعالى { وباركنا عليه وعلى إسحاق } ماذا قال عيسى شاكرا لله عز وجل على هذه النعمة التي أسداها الله إليه ؟ قال { وجعلني مباركا أينما كنت } فإذا أردت أن تكون مباركا نافعا في أي مكان تكون فيه فعليك أن تتقرب لله جل وعلا وما أسعد الإنسان في تلك اللحظات حينما تمضي منه الأنفاس وحينما تمر عليه الساعات والدقائق وكلها تنصب في حسناته لأنه إن صمت ،صمت لله وإن تكلم ، تكلم لله ، وإن أعطى ، أعطى لله وإن منع ، منع من أجل الله ، ولا يقل أحد إن الأمر عسير لا تقرب إلى الله جل وعلا تجد الخير قال عز وجل من الرجل الذي كان من أهل العلم ولكن نسأل الله العافية قد أزيغ قلبه بهوى وفتنة ماذا قال جل وعلا عنه ؟ لما ليؤكد على أن ان القرب من الله عز وجل يجعل الإنسان نافعا ، ووالله لو لم يكن في أهل الخير إلا أنهم قدوة في أفعالهم وفي تصرفاتهم ولو لم يتكلموا ، بعض الناس له ظاهر أي من حين ما يرى ينتفع به ولذا قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الحسن ( أولياء الله الذين إذا رؤوا ذكر الله ) هذه هي البركة بسمته ، بحسن أخلاقه يذكر الله به فقال الله عز وجل عن ذلك الرجل العالم { واتل عليهم نبأ الذي آتيناه فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين } سبحان الله انظروا إلى هذا التعبير من حين ما يبتعد العبد عن الله إذا بالشيطان له بالمرصاد حينما يفتر ولو فتورا يسيرا عن عبادة الله عز وجل فإذا بالشيطان ،
قال { فانسلخ منها } قال { فاتبعه الشيطان } الفاء المسماة عند أهل اللغة فاء الترتيب والتعقيب ، أي مباشرة من حين ما انسلخ إذا بالشيطان دون أن يكون هناك وقت للشيطان للتمهل قال { فأتبعه الشيطان } ما النتيجة ؟ { فكان من الغاووين } ثم قال وهذا هو الشاهد { ولو شئنا لرفعناه بها } ولكن ما الذي جرى قال : { ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه } فوصف بهذا الوصف الدنيء { فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث } سواء دعوته أو لم تدعوه وهكذا الإنسان إذا لم يتعاهد نفسه ولم يحاسبها قد يزيغ من حيث لا يشعر وأمر المحاسبة موجود أصل أصيل في كتاب الله عز وجل قال تعالى { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد } لابد أن تراجع حساباتك بين الفينة والأخرى إيمانك يزيد أم ينقص هل أنت في علو أم في سفل في ازدياد أم في نقصان لإن الإنسان إذا لم يتعاهد نفسه إذا به يخرج من هذا الدين من حيث لا يشعر نرى كثيرا ممن هداهم الله واستقاموا وإذا بهم من أحسن الناس عبادة لله عز وجل لكن سرعان ما يزيغ ويضل لما ؟ لأسباب شتى لكن من بينها ليست هناك معاهدة يظن الإنسان انه على سبيل الخير يظن الإنسان انه على طريق حسن وإذا به يتعثر الخطأ من حيث لا يشعر لذا قال جل وعلا { فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث } هذا الكلب لو وضعه في فيء في ظل ظليل إذا به يلهث وإن طردته إذا به يلهث ، فكذلك هذا الرجل الذي أضله الله نسأل الله العافية دعوته او لم تدعوه طمس الله على بصره وقلبه فالخير كل الخير ان يكون الإنسان متقربا إلى الله جل وعلا متى يكون مباركا ينفع نفسه وينفع غيره ولذا قال الإمام أحمد رحمه الله لما سأل عن أفضل الأعمال والعبادات قال العلم إذا صحت النية قالوا يا إمام من أين تصح النية ولاسيما في العلم فقال هذه العبارة الموجزة قال يتعلم ليرفع الجهل عن نفسه إذاً بدأ بمن ؟ بنفسه ،أي يرفع الجهل عن نفسه ثم عن غيره وذكر الشيخ رحمه الله في الأصول الثلاثة أربع مسائل لابد منها
العلم تتعلم ، بعد هذا العلم
العمل ، تبدأ بنفسك بعد ذلك ،
الدعوة إلى هذا الخير إلى هذه اللذة إلى هذه السعادة التي منحتها من الله جل وعلا لا تستأثر بها لنفسك قدم هذا الخير لغيرك
الصبر على الدعوة لله جل وعلا وتحمل الأذى وهذا مجموع في سورة العصر ومن ثم أتت تلك العبارة من الإمام الشافعي رحمه الله قائلا لو لم تنزل على العباد إلا هذه السورة لكفتهم فنسأل الله أن يجعلنا وإياكم مباركين .
قال الشيخ رحمه الله ( وأن يجعلك ممن إذا أعطي شكر وإذا ابتلي صبر وإذا أذنب استغفر فإن هؤلاء الثلاث عنون السعادة )
انظروا إلى اختيار هذه الدعوات ، أن يجعلك
ممن إذا اعطي شكر
وممن إذا ابتلي صبر
وممن إذا أذنب استغفر
فهذه عنوان السعادة الإنسان بين حالتين إما أن يكون في حالة رخاء أو في حالة ضيق ،حالة يسر أو في حالة عسر ، منحة أو محنة عطية أو بلية ولذا قال عليه الصلاة والسلام كما عند مسلم
(عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له
وإن أصابته ضراء صبر فكان خير له ) انظر إلى الإنسان لا يخرج من هاتين الحالتين إما سراء وإما ضراء إما شيء يلائمه وهذا هو الخير والنعمة والسرور وإما شيء لا يلائمه وهذه هي المصيبة والمحنة والبلية
الجملة الأولى :
قال ( أن يجعلك ممن إذا أعطي شكر )
هذه حاله ماذا ؟ حالة الرخاء السعة اليسر ، ويا ترى ما هي هذه العطية ؟ نوعان
أما عطية في الدين ، وهي أجل النعم
وأما عطية في الدنيا إذا أنعم على الإنسان بالشق الأول وهي العطية الكبرى والإنسان ليعلم الكل أنه يتقلب في نعم الله جل وعلا قال عز وجل { وما بكم من نعمة فمن الله } حتى لو أعطاك أحد شيء اعلم انه من الله لأن الله جل وعلا جعل هذا الشخص سببا قال تعالى { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } انظر إلى هذا التعبير { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها }
يعني لو ظللت تعد نعم الله جل وعلا ما أحصيتها ما حصرتها فكيف بشكرها إذا كنت لا تستطيع أن تحصي نعم الله جل وعلا فما ظنك بشركها فاعظم العطايا عطية الدين .
ولذا قال عليه الصلاة والسلام ( ما أعطي أحد بعد اليقين خيرا من العافية ) اليقين هو الدين ، ومرتبة اليقين مرتبة عليا بل لا تنال الإمامة في الدين أي لا يمكن للإنسان أن يكون اماما في الدين إلا بهذه الخصلة اليقين والصبر ، باليقين والصبر تنال الإمامة فاليقين الذي هو الدين أعظم عطية ولذا عليك أن تشكر الله على هذه النعمة لأنها أجل النعم قد حرم منها أناس كثيرون ولذا يقول شيخ الإسلام رحمه الله مما يدل على أنها نعمة وأنها سعادة ( إذا عملت العمل الصالح ولم تجد له لذة فاتهمه ) فاتهم هذا العمل لأن فيه خلل لم ؟ قال رحمه الله لأن الرب شكور ولا يضيع أجر من أحسن عملا يعطيه خيرا في الدنيا قبل الآخرة نعم ما الذي دعا شيخ الإسلام أن يقول تلك المقولة رحمه الله ( إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة ) جنة ماذا ؟ جنة الإيمان . إذاً هي من أعظم النعم
يقول بعض السلف ( إنه ليمر بالقلب ساعات يطير القلب منها فرحا وتمر ساعات أطرب فيها فرحا أقول : إن كان أهل الجنة في مثل ما أنا فيه من النعيم الآن إنهم لفي نعيم )
سبحان الله لذة بعض السلف يقول : مساكين أهل الغفلة لم ؟
قال : خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها ، قالوا وما أطيب ما فيها ؟ قال ذكر الله والأنس به ، إبراهيم بن أدهم هو إمام في الزهد يقول : لو يعلم الملوك ، ماذا عند الملوك من متع الدنيا مما قد تشرئب النفوس وتتطلع الأبصار إلى ما في أيديهم بل قد يقال ما أسعد هؤلاء كل شيء لديهم كل مايريدون متحقق هذا من ينظر نظرا قاصرا لكن إبراهيم بن أدهم رحمه الله قال : لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم لجالدونا عليها بالسيوف .
ما هي حالة إبراهيم بن أدهم ؟
ثياب رثة ، صيام بالنهار ، طعام قليل ، قيام بالليل ،ذكر لله عز وجل ، هذه حياته صلاة ، عبادة ، ذكر مع ذلك هو نعمة وأنت في نعمة ويجب أن تشكر الله عز وجل على هذه النعمة نعمة الاستقامة وإذا كانت نعمة جلية كبرى فيجب ان تحافظ عليها

الشق الثاني من العطايا
العطايا في الدنيا مال - منصب – جاه – أولاد
فهذه محط اختبار ان شكرت أفلحت
وإن بطرت أفلست ،وهذه النعم يجب أن يشكر الله عز وجل عليها التي هي النعم المنفصلة عنك المال ، الجاه ، الأولاد يجب ولا يتم للعبد شكر أبداً إلا بثلاثة أشياء
أولا :
ان يعتقد في قلبه أن هذه النعمة من الله عز وجل سواء كانت هي مالا ، جاها ، اولاداً يعتقد بأن الله جل وعلا هو المنعم المتفضل لا يقل أنني حصلت على هذا المال بقوتي أو بذكائي أو بفطنتي كما قال قارون لما أمر بالشكر قال { إنما أوتيته على علم عندي } يقول أنا أهل أستحق ذاتي وجوهري وحقيقتي وطبيعتي هي التي أهلتني إلى أن أخص بهذه النعمة ثم أيضا بفطنتي وذكائي أعرف من أين تكتسب الأرباح أعرف من أين تتوقى الخسائر
ما النتيجة ، ما النهاية { فخسفنا به وبداره الأرض }

الركن الثاني من أركان الشكر : أن يستعين بهذه النعمة على طاعة الله جل وعلا
أعطي مالا هذا المال فيما أنفقته ؟
هل أنفقته على نفسك وعلى ذويك ، أو أنفقته في شراء المحرمات ولذا قال عز وجل { اعملوا آل داود شكرا } ليس الشكر أن تقول الحمد والشكر لله لفظا هذا مطلوب لكن أين العمل

الركن الثالث من أركان الشكر : أن تتحدث بهذه النعمة
أن تتحدث بهذه النعمة بلسان حالك ولسان مقالك ثناء على الله لا تكبرا ولا افتخارا ولا بطرا لا من باب إظهار هذه النعمة كيف تتحدث بهذه النعمة بلسان المقال ؟
أن تذيع في المجالس والأماكن من باب الثناء على الله عز وجل لا الكبر لا البطر لأنها من عند الله عز وجل
{ وأما بنعمة ربك فحدث }
إلا إذا خشي من الحساد وقد جاء الحديث الذي صححه الألباني رحمة الله عليه قال عليه الصلاة والسلام ( استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان ) لما ؟ لأن كل ذي نعمة محسود
وأما التحدث بهذه النعمة بلسان الحال أن تظهر هذه النعمة عليك لا فخرا ولا تكبرا وإنما ثناء على الله عز وجل أن تظهر ذلك على هيئتك ، لباسك ، مظهرك ، ولذا قال عليه الصلاة والسلام ( إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده ) لما ؟
لأن هذا من باب التحدث بهذه النعمة ليس باللسان وإنما بلسان الحال إلا إذا كانت هناك مصلحة كأن يمر بمجمع من الفقراء فيخشى أن يكسر قلوبهم أو ما شابه ذلك من المصالح
هذا مسنون ويحمل عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( من ترك رفيع اللباس تواضعا كساه الله من حلل الإيمان يوم القيامة ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام إذاً هذه حالتك
الحالة الأولى : الرخاء السعة ، ما الذي يلزمك فيها ؟
أن تشكر الله جل وعلا ، ما أعظم هذه النعم ؟ نعمة الدين وهذه النعمة يجب أن يحافظ عليها المسلم وأيضا لا يكتفي بذلك بل يدعو الناس إليها ويصبر على ذلك ويتحمل الأذى نعمة الدنيا يجب أن يشكر الله عز وجل عليها ولا يتحقق الشكر إلا بالثلاثة أشياء السابقة بعض الناس يقول أنا لم أذهب ولم أمنح مالا ، منصبا ، أولادا وأنا من أقل الناس ليس بصحيح ليست النعم كما قال ابن القيم رحمه الله محصورة في مال أو منصب أو جاه لا ، عندك نعم كثيرة عينك نعمة يقول بعض السلف إذا أردت أن تعرف قدر نعمة الله عليك فأغمض عينيك اغمض عينيك دقيقة واحدة ستشعر بنعمة الله عليك اليد نعمة تصور لو أنك أشل الرجل نعمة تصور لو انك قعيد أحد السلف دخل على بعض الفقراء وهو يشكوا الفقر ويئن منه فماذا قال له وهو فقير مضجع ليس عنده شيء يشكو الفقر فأراد أن يربيه وأن يرده إلى صوابه وأن يوقفه على ان لديه نعما مفقودة عند الأغنياء
قال له : أيسرك بعينك مائة ألف ؟ قال لا ، قال له : أيسرك بيدك مائة ألف ؟ قال لا ، وجعل يعدد عليه هذه الأعضاء فقال سبحان الله أرى عندك مئين من الآلاف وأنت تشكو الفقر بعض الأغنياء يتمنى أن تعود إليه صحته ومن أثرى الناس وتذهب هذه الأموال فبين يديك نعم إذاً من ينظر بهذه العين إلى الكتب النافعة يطلع بهذه العين للمصحف يتأمل بهذا العين في ملكوت السماوات والأرض هذا شكرها شكر هذه النعمة الذي ينظر إلى الفاجرات عبر الشاشات أو من ينظر إلى نساء المسلمين في الأسواق هذا شكر هذه النعمة أم كفر ؟ كفر بهذه النعمة ، اليد تسجد بها لله عز وجل تفتح بها المصحف تسبح بها ، شكرا لهذه النعمة
بينما لو ضربت بها أحدا استعملتها في محرم تكون بذلك كافرا بهذه النعمة وعلى هذا فقس فإذاً إذا أعطي شكر ،
قال : ( وأن يجعلك ممن إذا أبتلي صبر )
وأعظم البلايا نسأل الله العافية أعظم البلايا والمحن ان يبتلى في دينه ولذا من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا ) وهذه الدعوة تنقلنا إلى الشق الأول ، وأن أجل النعم نعمة الدين وهذه هي حاله الشدة والضيق والعسر

( أن يجعلك ممن إذا ابتلي صبر )

لأن البعض من الناس نسأل الله العافية يبتلى ولا يصبر ، والبلية قد تكون في بعض الأحكام الشرعية هي خير في ذاتها قال عز وجل { كتب عليكم القتال وهو كره لكم } لا يلائم النفس ولكن أين الصبر ؟
فدعوة الشيخ رحمه الله ( وأن يجعلك ممن إذا ابتلي صبر ) ما هو الصبر ؟
الصبر هو
1- حبس النفس عن الجزع والتسخط
2- اللسان عن القول المحرم
كأن يقول المبتلى وا ويلاه وا ثبوراه وا هلاكاه وما شابهها من هذه الألفاظ .
وحبس الجوارح عن الأعمال المحرمة . كلطم الخد , وشق الجيب , وضرب الرأس في الحائط ، نتف الشعر ، فإن هذا هو الصبر
1- حبس النفس عن الجزع والتسخط
2- حبس اللسان عن القول المحرم .
3- حبس الجوارح عن الأعمال المحرمة .
الصبر ثلاثة أنواع .
أفضلها الصبر على طاعة الله عز وجل ، الصلاة تحتاج إلى صبر ، قيام الليل يحتاج إلى صبر ، الصيام يحتاج إلى صبر ، ولذا ذكر الله جل وعلا أن أكبر معين للإنسان على قضاء حوائجه الصبر ، قال عز وجل
{ يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة } وانظر إلى ختام الآية
{ إن الله مع الصابرين } لا تظن أنك لوحدك ، لا معك المسدد جل وعلا ، معك الموفق معك المعين لكن اصبرأري الله جل وعلا من نفسك خيرا المجيء للمسجد لحضر درس محتاج إلى صبر لكن من يتصبر يصبره الله جل وعلا فأفضل الصبر : الصبر على طاعة الله ، يليه الصبر على معصية الله عز وجل ، نرى هذا الزمن الملهيات والشهوات وهي بين يديك إذا صبرت ابتغاء وجه الله عز وجل أجرت لأنه لابد في الصبر من النية ووصف الله عز وجل المتقين قال { والذين صبروا ابتغاء وجه الله } قد تنزل بالإنسان بلية ويصبر ، مثال : قطاع الطرق يمكن من أعظم الناس صبرا على الأذية يتحملون عندهم تحمل لكن لابد من ماذا ؟ لابد من النية لهذا الصبر ولذا قال عز وجل { إنه من يتق ويصبر } الناس في مقام البلايا ونسأل الله أن يعافينا وإياكم من البلاء والإنسان لا يتمنى البلاء يسأل الله العافية الناس في البلايا أربعة أنواع :
النوع الأول : أن يكون تقيا صابرا ، بعض الناس مؤمن وتقي ويصبر ،
النوع الثاني : أن يكون تقيا ولا يصبر ، هو مؤمن فيه الصبر فيه خير لكن إذا نزلت به مصيبة ليس عنده ذلك الصبر ضعيف في تحمل هذه المحنة
الثالث : أن يكون عنده صبر وليس بتقي ، بعض الناس قادر على الصبر والتحمل مثل قطاع الطرق لكنهم معد ومون من التقوى
الرابع : وبعض الناس نسأل الله العافية لا تقوى ولا صبر ، ولذا ذكره الله في أعلى المقامات قال تعالى { إنه من يتق ويصبر } وهذا الأصل لو تؤمل في كتاب الله عز وجل لوجد كثيرا قال تعالى { فاعبده واصطبر لعبادته } { فاعبده وتوكل عليه } { عليه توكلت وإليه أنيب } هذه هو أصل الدين فعندنا النوع الثاني ، الصبر على معصية الله عز وجل
النوع الثالث من أنواع الصبر : الصبر على أقدار الله المؤلمة . لشيخ الإسلام رحمه الله كلام جميل في التدمرية ، يقول : إن المسلم عليه واجبان في جانب القدر ، الأول : قبل وقوع المقدور عليه مما لا يلائمه فقبل ذلك يكون المسلم متوكلا على الله جل وعلا لا ينظر إلى المستقبل ولا يلتفت إلى ماذا سيجري عليه لا عليه أن يفوض الأمر إلى الله عز وجل وأن يتوكل عليه هذا أمر واجب قبل نزول المصيبة
ثانيا : الواجب الذي يكون بعد المصيبة ماذا ؟ الصبر والاحتساب ،قد يقول قائل : إن هذا التقسيم تقسيما على حسب الأفضلية قلنا الأفضل :
1- الصبر على طاعة الله .
2- الصبر عن معصية الله .
3- الصبر على أقدار الله
بعض الناس يقول أتمنى أن أصلي ألف ركعة أو مائة ألف ركعة ولا أبتلى بمال أو بولد ألا يكن هذا ؟ يمكن أي صبره على هذه الطاعة أهون عنده من فقد مالا أو ولدا .
يقول : أصبر على مئات الآلاف من الركعات وهذا يسير بالنسبة إلي مما لو تمثلت أمامي امرأة جميلة وقالت لي هيت لك ألا يكون هذا ؟ بلا
هذا الترتيب قد يقول قائل : ليس مناسبا ألا يمكن ان يقال هذا ، لأن هذا الترتيب اختل بذكر هذه الأمثلة
الجواب / أن هذا التقسيم أي تقسيم أنواع الصبر من حيث ذات الصبر بقطع النظر عن المتعلقات نحن الآن بصدد ماذا ؟ توضيح ان أنواع الصبر ثلاثة وأن بعضها أفضل من بعض لكن يأتي شخص ويقول أصلي مئات الآلاف من الركعات وهذا يسير علي مما لو تمثلت امرأة حسناء أمامي ، نقول الآن بالنسبة إليك أنت ، الصبر عن معصية الله أفضل في حقك من الصبر على طاعة الله
يقول الآخر : أصلي مئات الآلاف من الركعات ولا افقد حبيبا ولا مالا نقول الصبر على أقدار الله المؤلمة في حقك انت افضل من الصبر على طاعة الله .لكن تقسيمنا هنا من حيث الأصل لو سأل سائل : فقال لماذا الصبر على طاعة الله أفضل؟ ويليه الصبر على أقدار الله المؤلمة لماذا جعلنا هذا الترتيب الذي فضل بعضه على بعض ؟
الجواب / لأن الصبر على طاعة الله فيه أمران 1- فعل ، 2- ترك ،
مثال : حينما تأتي إلى الصلاة
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
القواعد الأربع الدرس الأول : الشيخ زيد البحري آدم مجدي نور الإسلام - 0 11-24-2013 04:49 PM
الدرس الثاني ♥Ǹzǔ ŠϢeẻț♥ دروس الفوتوشوب - Adobe Photoshop 6 03-01-2012 12:24 PM
القواعد الأربع التي تفرق بين دين المسلمين ودين العلمانيين fares alsunna نور الإسلام - 14 02-04-2008 10:25 PM


الساعة الآن 12:22 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011