عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-24-2013, 04:50 PM
 
القواعد الأربع الدرس الثالث : الشيخ زيد البحري

شرح القواعد الاربع
لفضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
الدرس الثالث

لو سأل سائل : فقال لماذا الصبر على طاعة الله أفضل؟ ويليه الصبر على أقدار الله المؤلمة لماذا جعلنا هذا الترتيب الذي فضل بعضه على بعض ؟
الجواب / لأن الصبر على طاعة الله فيه أمران 1- فعل ، 2- ترك ،
مثال : حينما تأتي إلى الصلاة يتطلب منك فعلا وتركا ، ما هو هذا الفعل ؟ الركوع ، السجود ، التسبيح وغير ذلك من الأفعال التي تكون في الصلاة أيضا هو صابر على ترك أشياء حينما دخل في هذه العبادة الأكل ، الشرب ، الكلام
فلهذين الأمرين أصبح نوع الصبر على طاعة الله أفضل أنواع الصبر ، قلنا يليه الصبر عن معصية الله عز وجل وإنما قل عن الصبر عن طاعة الله عز وجل لأنه يتضمن تركا فقط يتضمن تركا هذا الذنب وهذه المعصية
وأتى الصبر على أقدار الله المؤلمة في المرتبة الثالثة لأنه لا فعل ولا ترك للعبد في هذا الأمر فليس باختياره إذا هذه أنواع الصبر أفضلها كما سبق ولكن قد تكون بعض الأقسام أفضل في حق البعض باعتبار آخر كما لو قلنا ان انسان قال :
أستطيع أن أصبر على صيام شهور ولا أستطيع أن أصبر على معصية هنا في حق هذا الرجل الصبر عن معصية الله عز وجل يكون أفضل في حقه
فقوله رحمه الله : وأن يجعلك ممن إذا أعطي شكر
وأن يجعلك ابتلي صبر
وأن يجعلك اذنب استغفر .
هذه هي الدعوة الثالثة قلنا : إن العبد بين حالتين
حالة يسر ، سعة ، هنا ما الواجب عليك ؟
الشكر ،
2- الحالة الثانية التي تعتري العبد حالة العسر ، المشقة ، الضيق ، فهنا ما الواجب عليك ؟
الصبر ،

هو بين هاتين الحالتين إما رخاء وإما ضيق فإن كان في سعة فيجب الشكر وإن كان في ضيق فيجب الصبر ، ولكن قد تضعف نفس المؤمن فلا يشكر عند الرخاء ولا يصبر عن الابتلاء ومن ثم وقع في ماذا ؟ وقع في الذنب
إذاً هو في حاجة إلى الاستغفار ، فإذا لم يشكر في حالة الرخاء أو لم يصبر في حالة الضراء وقع في الذنب فإذا وقع في ذنب حتى يظل في عداد المتقين المحسنين عليه أن يبادر بالاستغفار والتوبة ، وهي من نعم الله عز وجل علينا لأن توبة العبد من هذه الأمة يصل إليها بسهولة لأن في الأمم السابقة كما ذكر الله عز وجل عن بني إسرائيل أن توبتهم أن يقتل بعضهم بعضا كما ذكر الله عز وجل في سورة البقرة { وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم } ما هي التوبة { فاقتلوا أنفسكم } بينما ولله الحمد أن التوبة في هذه الأمة مفتوح بابها ومن أسهل الطرق التي تمر علينا ولكن ليس المقصود من كلام الشيخ
( وأن يجعلك ممن إذا أذنب استغفر )
ليس المراد بالاستغفار أن تستغفر باللسان لا ، قد يستغفر بلسانه وهو مصر على الذنب ، يقول استغفر الله وهو مصر على الذنب وفي صميم قلبه أن يعود إليه مرة أخرى فيقول استغفر الله ، يقول القرطبي رحمه الله ( هذا استغفاره يحتاج إلى استغفار ) استغفار فيه خلل .
والتوبة لها شروط
أولا :
الاخلاص لله عز وجل ، لا تكون من أجل فلان ، أو من أجل حاجة ، أو من أجل غرض تريد الحصول عليه ، وإنما تكون توبتك خالصة لله عز وجل
ثانيا :
من شروط التوبة الصحيحة النصوح أن تكون قبل ذهاب وقتها .
ولها وقتان : عام ، وخاص ، الخاص : كل شخص بحسبه كما قال عليه الصلاة والسلام ( إن الله يقبل توبة ما لم يغرغر ) ما لم تصل هذه الروح إلى الحلقوم فإن وصلت فلا تنفع التوبة لم ؟ لأنه عاين الموت ولذا فرعون لما أغرقه الله عز وجل وصار في وقت وفي حالة لا تقبل فيها التوبة لم يقبل الله عز وجل منه توبته حين قال : { آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين } فرد عليه الآن تتوب { ءآلئان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين } فإذاً لابد أن تكون التوبة في وقتها فإذا مضى وقتها فلا تصح .
العام :
أما بالنسبة للوقت العام الذي يعم الخلق ممن بقي منهم طلوع الشمس من مغربها فإذا طلعت الشمس من مغربها فلا تقبل التوبة كما قال عز وجل { هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك } { بعض آيات ربك} كما جاء في الأحاديث الصحيحة أنه طلوع الشمس من مغربها ثم قال عز وجل { يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا }
ثالثا :
الشرط الثالث الاستغفار : قال تعالى { فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا } { استغفروا ربكم ثم توبوا إليه }
رابعا :
أن يعزم على ألا يعود انظر لم نقل ألا يعود لأن الإنسان قد يضعف ثم يعود لكن يعزم من قلبه أنه لن يعود إلى هذا الذنب فإن قال استغفر الله وهو عازم على أن يعود هذا يصدق عليه قول من ؟ قول القرطبي .
لو قال قائل :
جاءت أحاديث تدل على هذا فكيف الجواب ؟
مثل حديث النبي صلى الله عليه وسلم كما يخبر عن ربه عز وجل
( يقول الله عز وجل إذا أذنب العبد وتاب قال أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي فإذا عاد قال جل وعلا أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي ، فيذنب فيقول الله عز وجل : أذنب عبدي ذنبا فعلم ان له ربا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي فليفعل عبدي ما شاء )
العبارة الأخيرة قد يفهم منها فهما فاسد فينطلق العبد في مستنقعات وبراثن المعاصي ويقول : افعل الذنب ثم استغفر الله ثم أعود وهلم جرا لم ؟ قال لأن الله جل وعلا يقول : ( قد غفرت لعبدي فليفعل عبدي ما شاء ) والجواب عن هذه الجملة أن معناها ان عبدي ما دام على هذه الحالة يتوب توبة نصوحا ثم يضعف ثم يتوب فإني أقبل توبته ومعلوم أن التوبة المقبولة لابد أن تتحقق فيها الشروط السابقة ففي هذا لطف الله عز وجل وتيسير منه عز وجل لأن العبد قد يذنب ذنبا فيقنط من رحمه الله فكان هذا الحديث بمثابة البلسم والشفاء لمن زل عن الطريق أو جاء عن الطريق فإن له ربا غفورا رحيما توابا ، نظيره قوله عليه الصلاة والسلام ( لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم) انظروا هذا يدل على ماذا ؟
يدل على طبيعة الإنسان الضعف لكن مع ذلك إذا تاب وأناب إلى الله جل وعلا قبل منه وهذه راحة للمسلم وطمأنينة وقد امتدح الله الذي لم يصر على الذنب قد يكون الإنسان متقيا محسنا برا ومع ذلك لو أذنب ثم تاب ولم يصر على الذنب لم يخرج من وصف المتقين ما الدليل ؟ الدليل قوله عز وجل { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض } أعدت لمن ؟ { للمتقين } ما صفات هؤلاء المتقين ؟
{ الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله } أي ذكروا وعيد الله عز وجل وعقابه ، { ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون } هنا موضع الشاهد { أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين } فهذا لا يخرج التقي من وصف التقى ولا يخرج المحسن من وصف الإحسان لكن متى اذا لم يصر ، الله وصف المؤمنين في سورة النجم وأخبر أن لهم الحسنى ذكر من صفاتهم { الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم } هم مؤمنون وذكر من صفاتهم أنهم يجتنبون كبائر الإثم والفواحش لكن اللمم يقعون فيه
ما هو اللمم ؟
قيل هي الصغائر ، وقيل : هي الكبيرة التي تلم بالعبد ولكن سرعان ما يتخلص منها ، يقع فيها ولكنه يهرع إلى التوبة ثم انظر إلى رحمة الله وإلى لطفه قال { إن ربك واسع المغفرة } نحن ضعفاء ولا قوة لنا إلا بالله عز وجل قال عز وجل { إن ربك واسع المغفرة هو أعلم بكم } يعلم جل وعلا أننا ضعفاء أننا قد نميل بطبيعتنا إلى الشهوة فنقع هو اعطانا قدرة وقوة على فعل الطاعة وعلى ترك الذنب لكن قد يقع المسلم في هذا الذنب فإن بادره بالتوبة فلا يخرج من دائرة الاحسان قال تعالى { هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض } أي وقت انشائكم من الأرض هو يعلم بضعفكم قال{ إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم } أيضا يعلم ضعفنا ولذا قال في ختام الآية { فلا تزكوا أنفسكم} لا أحد يزكي نفسه لأن الإنسان في أصله ضعيف قال { هو أعلم بمن اتقى }
الذنوب نوعان :
هذا من حيث الإجمال
1- كبائر ، 2- صغائر ،
وهذه الكبائر موصوفة بوصف إذا أردت أن تعرف أن هذا الذنب كبيرة وصغيرة ، فاحفظ هذا الضابط الذي ذكره شيخ الإسلام رحمه الله وهو كل ذنب رتب الله عليه وعيدا في الآخرة أو حدا في الدنيا الوعيد : إما لعن إما غضب إما توعد بالنار ، فإذاً ما رتب الله عليه وعيدا في الدنيا والآخرة او رتب عليه حدا في الدنيا فهو من الكبائر ما عدا ذلك هو من الصغائر
لعن المؤمن :
صغيرة أم كبيرة ؟ كبيرة لماذا ؟ لأنه أتى وعيد عليه ما هو ؟
قوله عليه الصلاة والسلام ( لعن المؤمن كقتله ) وما حكم القتل ؟ قال عز وجل { ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما }
الغيبة :
كبيرة أم صغيرة ؟ كبيرة ،
النبي صلى الله عليه وسلم ليلة ما عرج به مر على أقوام لهم أظافير من نحاس يخمشون بها وجوههم فسأل عنهم فقيل له هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس وكلما عظم الوعيد ازداد الكبر أي ليست الكبائر في درجة واحدة بعضها أكبر من بعض ما الدليل ؟
قوله عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قالوا : وما هي يا رسول الله الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقول الزور ) هذا يفيدك أن هذه الكبائر ليست على درجة واحدة وإنما تتفاوت بتفاوت الوعيد لو قال قائل
بعض الآيات يجمع فيها ذنبان مثل الآية السابقة { والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش }
سؤال :
ما تفسير الكبائر في هذه الآية ؟ وما تفسير الفواحش ؟
أي إذا اطلقت الفاحشة تكون كبيرة ، فيقول السعدي رحمه الله :
يقول : إنها إذا انفردت دخل بعضها في بعض الكبيرة هي الفاحشة والفاحشة هي الكبيرة لكن إذا اجتمعت مثل ما في هذه الآية فيقول رحمه الله :
تكون الفواحش هنا هي الذنوب التي تدعو إليها الشهوة ، ( كالزنا ، واللواط ) وأما ما عدا الذنوب التي إليها الشهوة ، تكون كبائر قال تعالى { والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش } قوله جل وعلا { إنما يأمركم بالسوء والفحشاء }
فالسوء هنا : كل ذنب صغر أو كبر ،
الفحشاء في هذه الآية هي : الكبائر ، فيكون في عطف الخاص على العام
السوء : عام للذنب الصغير والكبير ، الفحشاء : للذنب الكبير ،
قوله عز وجل ( من يعمل سوءا أو يظلم نفسه )
السوء هنا هو الذنب الذي يتعدى به الإنسان على الخلق الذنب الذي يظلم فيه الإنسان الخلق في دمائهم ، اموالهم ، أعراضهم
{ أو يظلم نفسه }هو الذنب الذي يختص بالإنسان قوله جل وعلا { ومن يكسب خطيئة أو إثما }
تعريف الخطيئة هنا : ما دون ذلك ، قوله تعالى ، { ولا تعاونوا على الإثم والعدوان }
الإثم هنا : هو ما يخص الإنسان يذنب ذنبا هذا الذنب الذي يلحق الآخرين ضرره في دمائهم ، أموالهم ، أعراضهم فإذاً إذا اجتمعت افترقت وإذا افترقت اجتمعت
الآية التي سيقت سابقا في صفات المتيقن { والذين إذا فعلوا فاحشة او ظلموا أنفسهم ذكروا الله }
الفاحشة هنا :
هي الكبيرة ، { او ظلموا أنفسهم } ما دون ذلك ، لم يقل الشيخ وممن إذا أذنب تاب ،
ماذا قال : استغفر ، لو قال تاب أو استغفر المعنيان كلاهما صحيحان لكن قوله عز وجل عن هود لما خاطب قومه ،
{ ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه }
فإذا اجتمعنا في مثل هذه الآية فيكون الإستغفار طلب الوقاية من شر ما معنى من الذنوب والتوبة طلب وقاية شر ما سيأتي
خامسا :
الشرط الخامس من شروط التوبة هو الندم ، الندم على ما فعله من هذا الذنب فهو يتمنى ان هذا الذنب لم يقع ويدل لهذا قوله عليه الصلاة والسلام ( الندم توبة )
فهذا هو الشرط الخامس من شروط التوبة فلا تكون التوبة توبة نصوحا إلا بهذه الشروط الخمسة ، يشترط فيما إذا كان الذنب متعلقا بحق آدمي يشترط سواء كان هذا الحلق في مال أو في عرض يشترط في ذلك إن كان مالا أن يرده إلى صاحبه
او يتحلل منه ، واما إن كان غيبة فهنا إن كان من تحدث فيه لم يصله خبر من اغتابه بكفي هذا المغتاب أن يستغفر له وأن يثني عليه في المجلس الذي ذمه فيه واما إن بلغه الخبر فهنا يشترط أن يتحلل منه لأن حقوق الآدميين مبني على المشاحة أي أصلها مبني على الشح بينما حقوق الله عز وجل مبنية على المسامحة ويدل لهذا قوله عليه الصلاة والسلام كما عند مسلم ( أتدرون من المفلس ؟ قالوا يا رسول الله المفلس من لا درهم عنده ولا متاع هذا هو المفلس في نظر الآدميين ولا يعني أن من انعدم عنده المادة لا يسمى مفلسا لا ، هو مفلس لكن الفلس الحقيقي هو الفلس في الآخرة فقال عليه الصلاة والسلام : ( إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بحسنات كالجبال ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وسفك دم هذا وأكل مال هذا فيؤخذ من حسناته فإن فنيت أخذ من سيئاتهم ثم طرحت عليه ثم طرح في النار ) فلابد أن يتخلص العبد من حقوق الآدميين ومما يدل على التحلل قوله عليه الصلاة والسلام كما في صحيح البخاري ( من كانت عنده لأخيه مظلمة فليتحلل منه قبل لا أن يكون دينارا ولا درها ) الحديث
فإذا عنوان السعادة كما ذكر الشيخ رحمه الله عنوان السعادة ومفتاح السعادة وأمارة السعادة أن يكون العبد حال الرخاء شكر ، وحال الضراء : صابرا ، فإذا زلت به خطاه فلم يشكر في بعض الأحيان او لم يصبر عند نزول البلاء فهنا عليه أن يستغفر الله عز وجل
ثم قال رحمه الله : ( فإن هذه الثلاث عنوان السعادة )
من إذا أعطي شكر .
ومن إذا ابتلي صبر .
ومن إذا أذنب استغفر .
من لازم هذه الأشياء الثلاثة فهي دلائل وبراهين وعلامات وعنوان على سعادته السعادة كلمة عندما تسمعها الآذان ينبسط لها القلب ، أليس كذلك ؟ بلا .
كل يحب أن يكون سعيدا ، ما ترون من التكالب على هذه الدنيا من جمع الأحوال من السعي للوصول للمناصب من اعطاء النفس ملذاتها وشهواتها
كل ذلك بحثا عن السعادة ، يريدون السعادة في جمع المال يريدون السعادة في المناصب ، يريدون السعادة في اعطاء النفس ما تشتهيه .
ولكن الشيخ رحمة الله عليه له نظر آخر لم يعرج هنا على ذكر شيء من حطام الدنيا إذا أردت السعادة التي هي مطلب الجميع هي مبتغى الناس كلهم فعليك بهذه الخصال الثلاثة هذه هي عنوان السعادة ليست السعادة فقط في الآخرة كما يظن البعض ، سعادة والله في الدارين في الدنيا وفي الآخرة ولا أدل من الآثار التي ذكرت عن إبراهيم بن أدهم قال : لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم لجادلونا عليها بالسيوف .
مساكين أهل الغفلة خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها قيل ما أطيب فيها قال : ذكر الله والأنس به .
إنه ليمر بالقلب ساعات يطير فيها فرحا أقول إن كان أهل الجنة في مثل ما أنا فيه إنهم لفي نعيم .
شيخ الإسلام رحمه الله يسجن .
وماذا كان يقول ؟ يقول : أنا جنتي في صدري وسعادتي في صدري أينما رحلت فهي معي لا تفارقني إن حبسوني فخلوه وإن قتلوني فشهادة وإن أخرجوني من بلادي فسياحة وكان يحلف بالله ويقول :
لو نفوني إلى قبرص وكان فيها ما فيها من الكفار لدعوت هؤلاء فاستجابوا لي .
انظروا إلى الثقة بالله عز وجل وهذا يعيدنا إلى قضية أن يكون الإنسان مباركا أينما كان ، يقول تلميذه ابن القيم رحمه الله وهذا من العجب شخص مثل هذا معروف في العلم معروف في التحقيق لكن تعالى لهذا الرجل في الإيمانيات تجد العجب
يقول تلميذه ابن القيم رحمه الله كنا إذا اشتدت بنا المخاوف وساءت بنا الظنون أتيناه في السجن يفترض ان يكون العكس أن يكون الزائر مخففا عن السجين همومه وأحزانه إما أن يكون العكس فهذا ماذا ؟ قمة السعادة يأتون إليه ويفرجوا وينفسوا بكلامه عنهم فيقول : فما هو إلا أن نجلس معه ويحدثنا فيزول ذلك عنا كله بعدها يقول : ابن القيم رحمه الله وعلم الله ما رأيت أطيب عيشا منه ولا أسر منه ولا أسعد منه ،
مع ما كان فيه من الحبس والتضييق وكيف لا يكون وهو القائل لما ذكر له سجنه وأسره قال المأسور من أسره هواه والمحبوس من حبس قلبه عن طاعة ربه وهذه نعمة أن يوفق الإنسان إلى مثل هذه المقامات العليا نسأل الله الكريم من فضله نسأله ألا يحرمنا مقامات عظيمة أبتلي فصبر ، أعطي هذا الرجل ونحسبه والله حسيبه فشكر ويكفي أن أقواله لا تزال قوية ومقبولة عند الصغير والكبير فهذا هو عنوان السعادة وكان ختام حياته منعت منه الكتب انظروا إلى هذا التضييق تضييق ما بعده تضييق منعت منه الكتب والدفاتر والأقلام ومنع منه طلابه حتى طلابه لا يدخلون عليه وحبس معه أخوه كان أخوه يقول : إني لأعلم منه أشياء لولا أني أعلم أنه لا يرغب في ذكرها لذكرتها يقول : أرى منه أشياء في خلواتي معه تدل على عظم هذا الرجل لما منع منه كل شيء ظل يقرأ كتاب الله عز وجل وكان يقول انظروا وهو مسجون وحبيس ومضيق عليه إلا الطعام والشراب ومع ذلك يقول : والله لو أعطيتهم ملئ هذه القلعة ذهبا على أن اوفي حقهم مما حظيت به من هذه النعمة ما كافأتهم هم أدخلوني يظنون أن هذه نقمة فإذا هي نعمة ولذلك لما أغلق عليه الباب قال :
{ فضرب بينهم بسور له باب باطنه في الرحمة وظاهره من قبله العذاب } فجعل كل وقته في كتاب الله عز وجل
حتى انتهت أنفاسه الأخيرة عند قوله تعالى { إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر }
دلائل على حسن الخاتمة نحسبه والله حسيبه فانظروا إلى هذه السعادة ،هذه السعادة متى يصل إليها الإنسان متى يصل إلى مثل ما وصل إليه هذا الرجل وامثاله وأشباهه .
لا يمكن أن تصل إلى بمحنة لابد من منحة ، المحنة تعقبها منحة لابد من المصابرة والصبر على طاعة الله عز وجل حتى نصل إلى مثل ما وصل إليه هؤلاء لكننا نحن في ضعف لكننا في ضعف واضح وبين ، لكن نسأل الله أن يلطف بنا أن يعيننا وأن يوفقنا وأن يجعلنا مباركين أينما كنا وأن يجعلنا من السعداء في الدنيا وفي الآخرة لأن الإنسان إذا ابتلي بأقل البلايا نسأل الله العافية يمكن أن ينقص إيمانه ويمكن أن يخرج من إيمانه فليتعاهد كل منا إيمانه نفسه وهواه ، هل حركاته لله عز وجل ؟ هل أقواله لله عز وجل ؟ هل تفكره لله عز وجل ؟ هل جلوسه مع زوجته مع أهله يريد بذلك وجه الله ؟ هل إذا خرج من منزله إلى عمله يبتغي بذلك وجه الله عز وجل ؟ هل إذا وقف مع شخص ليحادثه هل هذا لله عز وجل؟ هل إذا دخل الخلاء وهو حبيس الأذى يتذكر نعمة الله عز وجل عليه وأشياء غير ذلك كثيرة فواجب على كل منا الحرص على ذلك حتى يكون من السعداء واعلم بأن الله عز وجل لا يضيع أجر من أحسن عملا الرب شكور عمل قليل تثاب عليه شيء عظيم .

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-26-2013, 07:41 PM
 
جزااك الله كل خير

وجعله الباري في موازين حسناتك
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
القواعد الأربع الدرس الثاني : الشيخ زيد البحري آدم مجدي نور الإسلام - 0 11-24-2013 04:50 PM
القواعد الأربع الدرس الأول : الشيخ زيد البحري آدم مجدي نور الإسلام - 0 11-24-2013 04:49 PM
الدرس الثالث ♥Ǹzǔ ŠϢeẻț♥ دروس الفوتوشوب - Adobe Photoshop 16 08-24-2013 11:49 PM
الدرس الثالث للغه العبريه εïз][šнєяy معهد تعلم لغات العالم 7 07-06-2011 01:06 PM
القواعد الأربع التي تفرق بين دين المسلمين ودين العلمانيين fares alsunna نور الإسلام - 14 02-04-2008 10:25 PM


الساعة الآن 04:21 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011