عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

Like Tree30Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-29-2013, 02:43 PM
 
شبهات الرافضه حول " ابي بكر الصديق " والرد عليها

السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يقول الرافضي :


يقول تعالى{إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (40) سورة التوبة


الأسئلة

1/ الآية تقول ألا تنصروه ، تنفي الآية إن يكون هناك أحد نصر رسول الله ، مع أن أبو بكر خرج معه إلى الغار ولكن القرآن لا يسمي ذلك نصراً أبدا بل ويؤكد أن ذلك لم يكن نصرا بقوله إلا تنصروه .

2/ الآية تقول إذ أخرجه الذين كفروا ، القرآن يصرح أن الذين كفروا لم يخرجوا أبو بكر ولكن أخرجوا الرسول فقط والقرآن لم يقل أخرجهما بل قال أخرجه ، وهذا يعني إن أبو بكر لم يكن مطاردا من قبل كفار مكة ولا يمثل على كفار مكة خطراً أبدا وأمره لا يهم لذلك لم يخرجوه ، وأن أبو بكر هو الذي تبع النبي ولم يتلقى من النبي دعوه بذلك .

3/ الآية تقول إذ يقول لصاحبه ، وهذا لفظ صاحبه ، يشبه تماما ذلك الفظ الذي آتي على لسان النبي يوسف وهو يقول يا صاحبي السجن ، يطلق على اثنين من الموجودين معه في السجن ب يا صاحبي مع إنهما كافرين ، وهذا يعني أن لفظ لصاحبه في الآية يخص وجود أبو بكر مع الرسول في الغار فقط وذلك لوجوده في الغار . ولا تعني تمجيده وتقديسه .

4/ تقول الآية لا تحزن ، هل إن حزن أبو بكر فيه لله رضى أم لا ، إن قلت فيه لله رضى قلت لك كيف ينهي الله عن شيء فيه لله رضا .

5/ الآية تقول إن الله معنا ، أراد الرسول أن يهدي من فزع وخوف أبو بكر وذكره إن الله موجود ومعنى معنا أن الله يرى وينظر لما يحدث ، ولا تعني الآية إن الله مع أبو بكر إذا شمل قول الرسول نفسه وأبو بكر لا بعد قول الرسول يجيب الله سبحانه عن هذا التساؤل ويقول فأنزل الله سكينته عليه ، انظر إلى الآية وهي تقول عليه أي على الرسول فقط وأخرجت أبو بكر ولم تشمله ولم تنزل عليه السكينة ، وإياك أن تقولي إن السكينة نزلت على أبو بكر كما في بعض تفاسير السنة بل نزلت على الرسول والدليل على ان السكينة في هذه الآية نزلت على الرسول هو سياق الآية في قوله وأيده بجنود لم تروها وهذا التأيد أشارة الى بداية الآية وهي تقول ألا تنصروه فهنا تكون السكينة نازله على الرسول بالدليل الذي ذكرناه .

6/ تقول الآية وأيده ، الآية مرة أخرى تخرج أبو بكر من الخير من التأييد ولم تشمله بذلك بل نزل التأييد على الرسول فقط مع إن أبو بكر كان معه ولكن لم يؤيده القرآن .

ويتضح لك إن القران لم يهتم في أبو بكر إذ كان مع النبي ولم يناله أي خير وهذا يؤكد انه ليس هو الخليفة المطلوب للأمة بعد الرسول ولو كان كذلك لشمله الخير الذي نزل على الرسول وكان أبو بكر معه وبجنبه ولكن لم يحصل على شيء من الخير .

فما هو الرد ؟



الجواب لفضيلة الشيخ حامد العلي حفظه الله :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :

معنى ( إلاّ تَنْصُرُوُه ) .أيْ: إن تركتم نصره ، فالله تعالى ينصره ، كما نصره في موطن القلّة ، عندما كان في في الغار ومعه الصدّيق ، رضي الله عنه وأرضاه ، فكانوا اثنين فقط ، ومع ذلك نصره الله تعالى ، هذا هو المعنى ، وليس فيـه نفي النصرة ، فقد قال تعالى ( هُوَ الّذٍي أيّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالمُؤْمِنينْ ) ، فقد أثبت أن الله تعالى أيّـده بالمؤمنين أنصارا .

ثم يقال أيضا : أيُّ نُصرةٍ أعظم من أنْ يصاحبه الصديق في وقت المحنة ، والغربة ، والطلب من أعداءه لقتله، وفي زمن الخوف والشدة ؟!

ومعلوم عند العقلاء جميعا ، أنّ الإنسان لو كان مطلوبا ليُقتل فأراد أن يتخفّى ، فمن يقارنه في ذلك الوقت هو أعظم الناس نصرةً له وأشدّهم محبة له ، وهذا ظاهر لايخفى على عاقــل.

وقوله : ( إذْ أَخْرَجَه الّذِينَ كَفَرُوا ) .وقـد ذكر الضمير عائداً إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقـط ، لأنّ قصد الكفار بالأصل إخراج النبي صلى الله عليه وسلم ،لأنـّه قائد الدعوة ،

وأما أصحابُه ، فقد فكان الكـفّار يعذّبون الضعيف منهم ، ويكفّون عـن القوي الذي له منعه في قومه ، ولأنّ إخراج الصديق لايُوقف الدعوة ، بخلاف إخراج النبيّ صلى الله عليه وسلم فإنّهم ظنّوا إنّ بإخراجه تتوقف دعوته ، لهذا قال ( إِذْ أَخْرَجَه).

فذكر الله تعالى إخراج النبي صلى الله عليه وسلم فقـط ، وفي ذلك أيضا منقبة للصديق ، فإنّه ـ رضي الله عنه ـ لم يُخرج ، ولم يُطرد ، ولكنه مع ذلك أخرج نفسه وآثر الهجرة وتعريض النفس للخطر نصرةً للنبي صلى الله عليه وسلم .

أمّا زعمه أن الصديق تبعه من غير رغبة من النبي صلى الله عليه وسلم ، فهذا ـ مع أنه خلاف الصواب بل النبي صلى الله عليه وسلم اختاره استجابةً لرغبة الصديق كما ثبت في الصحيح ـ لكنْ مع ذلك ، ما زعمه هذا الرافضي حجة عليه ، فهـو دليلٌ على فضل الصديق رضي الله عنه ، فإنـّه تبع النبي صلى الله عليه وسلم في حال الخوف والغربة ، وآثر أن يكون معه ،فيعرض نفسه للخطر ،وهـو يعلم أن النبيّ صلى الله عليه وسلم هو هـدف الكفار ،وأنه غاية مقصدهـم بالشر والسوء .

أما الفرق بين قوله تعالى ( ياصاحبي السجن ) وقوله ( صاحبه ) فواضح جدا ، فإن يوسف عليه السلام أضافهما إلى السجن، ولم يضفهما إلى نفسه ، قال : يا من هما في السجن حتى صار السجن كأنه صاحبهما .

أما الصديق فقد أضافه الله تعالى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقـال ( لصاحبه ) ولم يقل ( لصاحب الغار ).

وشتان بين الأمرين .

أما ما ذكره الرافضي من الحزن ،فهـو دليل على فضل الصديق ،فإنه حزن خوفا على النبي صلى الله عليه وسلم ،

وأما نهي النبي صلى الله عليه وسلم له عن الحزن ، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم ينهه عن الحزن الذي كان دافعه الخوف على صاحب الدعوة ، ولكنّه أخبره بالبشارة التي تذهب الحزن فقال ( إنّ الله معنا ) .

أيْ : إن العاقبة ستكون لنا فسيزول حزنـك فلا تحزن.

وذلك مثل قوله تعالى (وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) ، ومعلومٌ أن حزن المؤمن بأقوال الكفار الكفريّة ، وإشراكهم ، وصدّهم عن الدين ، أنّه مشروع ، لكنّ الله تعالى يطمئن نبيه صلى الله عليه وسلم أنّ الله تعالى الذي له العزّة جميعــا ، سينصرك ، ويجعل العاقبة لك. وذلك كما يقول القائد لجنده الخائفين عليه ، لاتحزنوا سيأتينا المدد ، ونحو ذلك .

وقول الرافضي ( أراد أن يهدّئ من خوف وفزع أبا بكر ) فيه حجّة عليه ، فيقال : فلماذا هو ـ أي الصديق ـ خائف على النبي صلى الله عليه وسلم ، إلاّ لأنه مؤمن برسالته ، ثم لماذا عرض نفسه للخوف أصلا باتباع النبي صلى الله عليه وسلم في موطن الخوف والطلب من أعدائه ، إذا لم يكن يؤمن برسالته ؟!

ففي هذا دليل واضح على إتباعه للنبي صلى الله عليه وسلم ، وحبّـه له ، وتضحيته من أجله ، خلافا لم تزعمه الرافضة .

وأيضا فظاهـر الآية أن قوله تعالى ( معنا ) أي معية النصرة ، لأن المقام مقام يستدعي النصرة ، وليس مجرد العلم والإحاطة والسمع والبصر .

وانظر إلى تناقض الرافضي في قوله إن النبي صلى الله عليه سلم أراد أن يهدّىء من خوف الصديق ، فقال له إنّ الله معنا ، ثم زعمـه أنها ليست معيّة النصرة ،وإنما السمع والبصر فحسب ، فلماذا إذن يقول له ( إنّ الله معنا ) وما فائدتها سوى أنها تدل على أن الله تعالى ناصرنــا ؟!!

والآية واضحة على أن المعيّة الإلهية شملت النبي صلى الله عليه وسلم والصديــق ،وصرفها عن هذا الظاهر تحكّم ومغالطة !


أمّا قوله ( فأنزل الله سكينته عليه ) فقد ذكر بعض المفسّرين ، أنّه الصديق ، قالوا : لأنّه هو الذي احتاجها ، أمّا النبي صلى الله عليه وسلم فلم تزل عليه السكينة ، ثم إنّه لم يكن خائفا فلم يحتج السكينة أصلا.

والأشهر أن الضمير عائد على النبي صلى الله عليه وسلم ، والسبب في قصر عود الضميـر عليه ، لأنّه القائد ،فإذا نزلت عليه السكينة في أوقات الشدّة ،انعكست على أتباعه ، ومعلومٌ أن الأتباع يثبتون بثبات قائدهم.

وتأمّل أن النبي صلى الله عليه وسلم طمأن أعظم أتباعه ـ وهو الصديق ـ أن الله معنا فهدأ من روعه ، ثم أنزل الله السكينة على النبي صلى الله عليه وسلم فظهر من حاله السكون التام ، فألقى ذلك على أعظم أتباعه مثل سكونه ، وفي هذا فائدة وهي التنويه بخطورة أثر القيادة على الأتباع .

أما ذكر التأييد بالجنود لقائد الدعوة ، فلأنـّه هو كان هـدف الكفار ، وهـو مقصدهم بالقتل في الدرجة الأولى ، ولانّ تأييده بالجنود ، ينتفع بـه الأتباع تبعا .وذلك مثل قوله تعالى عن نوح ( وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ) فقد نصره ونصره أتباعه ، ولكنْ ذكر نصره فقط ، لأنّه يشمل أتباعــه تبعا لـه .

ولأنّ سياق هذه الآيات من سورة التوبة ، من أوّلهـا ، في بيان أنّ محمدا صلى الله عليه وسلم منصورٌ لامحالة ، فحتّى لو ترك الناس كلّهم نصره ، فإنّ الله تعالى ينصر رسوله ويؤيده بالجنود ، فلهذا اقتصر الضميـر عليه .

أما آخر ما قاله الرافضي وزعمه ، أنّ القرآن لم ينوّه بالصديق في هذه القصة ، فكذبٌ واضح وظاهر ، فالآيات ذكرت الصديق في عدة مواضع : ـ


ثاني اثنين

إذ هما في الغار

يقول لصاحبه

لا تحزن

إن الله معنا

وقد ذكره الله تعالى خمس مرات في سياق قصيـر ، وهذا من أعظم التنويه بفضله .

فذكره مرة في بيان أنّه كان رضي الله عنه ، مع النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكــن سواه معه في قوله ( ثاني اثنين ) ، أي كانا اثنين لم يكن معهما ثالث ، وهذا أقل ما يكون من العدد بعد الواحد ، ومع ذلك نصره الله تعالى، وفي ذلك بيان واضح على أنّه لو لم يكـن معه سوى واحد من الناس ينصره ، فسيكون الصديق وحده ، ولهذا أقامه الله تعالى بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ، في أعظم مقام فوقف وحده ناصراً للرسالة حتى جمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على حرب المرتدين ، ثم أطفأ أعظم فتنة حدثت في الإسلام بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .

والثانية : في بيان أنّه كان معه في الغـار حيث الشدّة ، والخوف ، والموقف العصيـب ، لبيان منزلة الصديق ، وأنّ الله اختاره دون سواه لذلك المكان في ذلك الحدث التاريخي دون غيره .

والثالثة : أنه سماه : صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ، فقــال ( لصاحبه ) ولم يقال صاحب الغار كما بيّنـا .

والرابعـة : أن الله تعالى جعل الذي يطمئن الصديق هو النبي صلى الله عليه وسلم نفسه في قوله ( لاتحزن ) .

الخامسة: ذكره أن الله تعالى معهما أي مع النبي صلى الله عليه وسلم والصديـق بالنصرة والتأييد.

وبهذا يتبيّن أنّ المغالطات التي أرادها الرافضي في غاية السخف والضعف ، وأنها انقلبت عليه ، وقد فهم الصحابة حكمة اختيار الله تعالى الصديق لصحبة النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الموقف ، وأنّ ذلك أوضح دليـل على أن الصـدّيق رضي الله عنه ، أعظم أتباعه صلى الله عليه وسلم ، وأنه الذي سيحفظ الدين من بعده ، وهذا ما وقع حقا وصدقا ، وقد أجمعت الصحابة على فضل الصدّيق على من سواه ، وأحقيّته بالخلافــة واختاره الله تعالى لخلافة نبيه صلى الله عليه وسلم ، كما أختاره لصحبته في الغار ،ونوّه بذكره مع خيرته من خلقه صلى الله عليه وسلم ، نوّه بذكره في القرآن دون بقية الخلـق أجمعــين ، ورفع شأنه بوحي يتلى إلى يوم القيامة ، ورفع الله قدره ومقامه ،إلى أسنى مقام بعد النبيين في العالمين .

فقد أعلى الله منزلته وإن كرهت الرافضة الحاقدة على ديـن المسلمين ، وحقدههم سيرتد عليهم وسيبوؤون بالخسران المبين ، كعادتهم في كل زمان وحين ، جعل الله عاقبة أمرهم الخزي والهوان ، وجعل العز والنصر والتمكين ، لأهل السنة أنصار الدين والله أعلى وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتاب الفوائد : ( فلما وقف القوم على رؤوسهم ، وصار كلامهم بسمع الرسول ، والصديق ، قال الصديق وقد اشتد به القلق : يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلي ما تحت قدميه لأبصرنا تحت قدميه ،

فقال رسول الله : يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ، لما رأى الرسول حزنه قد اشتد ، قوّي قلبه ببشارة (لا تحزن ان الله معنا ) . فظهر سر هذا الاقتران في المعية لفظا كما ظهر حكما ومعنى ، اذْ يقال رسول الله وصاحب رسول الله .

فلما مات ، قيل : خليفة رسول الله ، ثم انقطعت إضافة الخلافة بموته فقيل أمير المؤمنين فأقاما في الغار ثلاثا ، ثم خرجا منه ، ولسان القدر يقول لتدخلنّها دخولا لم يدخله أحد قبلك ،ولا ينبغي لأحد من بعدك .

فلما استقلا علي البيداء ، لحقهما سراقة بن مالك ، فلما شارف الظفر أرسل عليه الرسول سهما من سهام الدعاء ، فساخت قوائم فرسه في الأرض إلى بطنها ، فلما علم انه لا سبيل له عليهما ، أخذ يعرض المال علي من قد رد مفاتيح الكنوز ، ويقدم الزاد الي شبعان ( أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني ) .

كان تحفة (ثاني اثنين) مدخرة للصديق ، دون الجميع فهو الثاني في الإسلام ، وفي بذل النفس ،وفي الزهد ، وفي الصحبة ، وفي الخلافة ، وفي العمر ، وفي سبب الموت ، لأن الرسول مات عن أثر السم ، وأبو بكر سم فمات .

أسلم على يديه من العشرة : عثمان ، وطلحة ، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص .

وكان عنده يوم أسلم أربعون ألف درهم ، فأنفقها أحوج ما كان الإسلام إليها .

فلهذا أجلبت نفقته عليه : ( ما نفعنى مال ما نفعنى مال أبي بكر )

فهو خير من مؤمن آل فرعون ، لأن ذلك كان يكتم إيمانه ، والصديق أعلن به ، وخير من مؤمن آل ياسين ، لأن ذلك جاهد ساعة ، والصديق جاهد سنين .

عاين طائر الفاقة يحوم حول حب الإيثار ويصيح من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا ، فألقى له حب المال علي روض الرضا ، واستلقى على فراش الفقر ، فنقل الطائر الحب إلى حوصلة المضاعفة ، ثم علا على أفنان شجرة الصدق يغرد.

مبغضيه في قلوبكم من ذكره نار ، كلما تليت فضائله علا عليهم الصغار ، أتري لم يسمع الروافض الكفار ( ثانى اثنين اذ هما فى الغار) .

دُعي إلي الإسلام فما تلعثم ، ولا أبى وسار علي المحجة ، فما زلّ ، ولا كبا ، وصبر فى مدته من مدى العدى ، علي وقع الشبا ، وأكثر فى الإنفاق فما قلل حتى تخلل بالعبا

تالله لقد زاد علي السبك فى كل دينار دينار (ثاني اثنين إذ هما فى الغار) ، من كان قرين النبي في شبابه ،من ذا الذي سبق إلي الإيمان من أصحابه ، من الذى أفتى بحضرته سريعا في جوابه ، من أول من صلي معه ، من آخر من صلى به ، من الذي ضاجعه بعد الموت فى ترابه ، فاعرفوا حق الجار ، نهض يوم الردة بفهم ، واستيقاظ ، وأبان من نص الكتاب معنى دق عن حديد الالحاظ .

فالمحب يفرح بفضائله ، والمبغض يغتاظ حسرة ، الرافضي أن يفر من مجلس ذكره ، ولكن أين الفرار ، كم وقى الرسول بالمال ، والنفس ، وكان أخص به فى حياته ،وهو ضجيعه فى الرمس ، فضائله جليلة وهى خلية عن اللبس .

ياعجبا !!من يغطى عين ضوء الشمس في نصف النهار ، لقد دخلا غارا لا يسكنه لابث ، فاستوحش الصديق من خوف الحوادث ، فقال الرسول ما ظنك باثنين والله الثالث ، فنزلت السكينة فارتفع خوف الحادث ، فزال القلق وطاب عيش الماكث فقام مؤذن النصر ينادى على رؤوس منائر الامصار ( ثاني اثنين اذ هما فى الغار ).

حبه والله رأس الحنيفة ، وبغضه يدل على خبث الطوية ، فهو خير الصحابة ، والقرابة والحجة على ذلك قوية )
انتهى
arvedlar and coolant like this.
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
  #2  
قديم 11-30-2013, 01:56 AM
 
الصاحب في الغار
خير البشر بعد الأنبياء
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد:

يعتبر أبو بكر الصديق رضي الله عنه من خيرة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقد اختار الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم خير من وطأت قدمه بعد الأنبياء الأرض صاحبا ومعينا ونصيرا فكان رضي الله عنه ملازما له في حياته وحتى بعد مماته وقبره خير شاهدا بذلك. وهو الذي سماه الله من فوق سبع سماوات فعن حكيم بن سعد قال‏:‏ سمعت علياً يحلف‏:‏ لله أنزل اسم أبي بكر من السماء الصديق‏.‏ رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

وفي هذا البحث سنذكر فضائل أبو بكر الصديق رضي الله عنه من خلال جزء من آية فقط وهي قوله تعالى "ثاني اثنين" وهذه كانت بالأصل محاضرة لشيخنا أبي محمد عثمان الخميس حفظه الله قمت بتفريغها واعادة صياغتها مع بعض الترتيبات والتعديلات والاضافات.
سنذكر في بحثنا هذا المعنى الذي قد خفي عن كثير من الناس عواما كانوا أم علماء فالآية "ثاني اثنين" شملت معاني جليلة بينها شيخنا في محاضرته القيمة وأهمها ملازمة المعنى للموصوف .


قال الله تعالى : إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ. التوبة 40

قال المفسرون: المنزل عليه السكينة: أبو بكر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ما زالت عليه السكينة.

لقد عاتب الله صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يستثني منهم أحدا إلا أبا بكر الصديق رضي الله عنه وهو ظاهر قوله تعالى في الآية السابقة فهذا الرجل وصفه الله بصفات الأنبياء كما سنبين لاحقا.


1-ثاني اثنين في الإسلام:

ذكر عمار ابن ياسر رضي الله عنه أن أبابكر الصديق رضي الله عنه أول من أسلم من الرجال وذلك عنما قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان ، وأبو بكر . رواه البخاري 3660

فهو ثاني اثنين في اسلامه ومتابعته للنبي صلى الله عليه وسلم


2-ثاني اثنين في الصفات:

صفات النبي صلى الله عليه وسلم:
كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة يتصف بصفات حميدة كثيرة ثبت ذلك من حديث عائشة رضي الله عنها عندما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم خديجة رضي الله عنها وقال : ( قد خشيت على نفسي ) . فقالت له : كلا ، أبشر ، فوالله لا يخزيك الله أبدا ، إنك لتصل الرحم ، وتصدق الحديث ، وتحمل الكل ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق . رواه البخاري بدء الوحي رقم 3 وأخرجه مسلم في الإيمان رقم 160

صفات أبو بكر:
فقد ثبت في صحيح البخاري الحديث رقم 3905 من رواية أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أيضا الطويلة أنها قالت: لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين ، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار ، بكرة وعشية ، فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجرا نحو أرض الحبشة ، حتى إذا برك الغماد لقيه ابن الدغنة ، وهو سيد القارة ، فقال : أين تريد يا أبا بكر ؟ فقال أبو بكر : أخرجني قومي ، فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي . قال ابن الدغنة : فإن مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يخرج ، إنك تكسب المعدوم ، وتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق ، فأنا لك جار ، ارجع واعبد ربك ببلدك... الحديث.


3-ثاني اثنين في الدعوة إلى الله والدفاع عنها:

عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بفناء الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فأخذ بمنكب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولوى ثوبه في عنقه فخنقه خنقا شديدا ، فأقبل أبو بكر فأخذ بمنكبه ودفع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : {أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم }. البخاري 4815

كنا قد ذكرنا في الحديث الذي قال ابن الدغنة لأبي بكر: فإن مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يخرج ، إنك تكسب المعدوم ، وتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق ، فأنا لك جار ، ارجع واعبد ربك ببلدك . فرجع وارتحل معه ابن الدغنة ، فطاف ابن الدغنة عشية في أشراف قريش ، فقال لهم : إن أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج ، أتخرجون رجلا يكسب المعدوم ، ويصل الرحم ، ويحمل الكل ، ويقري الضيف ، ويعين على نوائب الحق . فلم تكذب قريش بجوار ابن الدغنة ، وقالوا لابن الدغنة : مر أبا بكر فليعبد ربه في داره ، فليصل فيها وليقرأ ما شاء ، ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلن به ، فإنا نخشى أن يفتن نساءنا وأبناءنا . فقال ذلك ابن الدغنة لأبي بكر ، فلبث بذلك يعبد ربه في داره ، ولا يستعلن بصلاته ولا يقرأ في غير داره ، ثم بدا لأبي بكر ، فابتنى مسجدا بفناء داره ، وكان يصلي فيه ، ويقرأ القرآن ، فينقذف عليه نساء المشركين وأبناؤهم ، وهم يعجبون منه وينظرون إليه ، وكان أبو بكر رجلا بكاء ، لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن ، وأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين ، فأرسلوا إلى ابن الدغنة فقدم عليهم ، فقالوا : إنا كنا أجرنا أبا بكر بجوارك ، على أن يعبد ربه في داره ، فقد جاوز ذلك ، فابتنى مسجدا بفناء داره ، فأعلن بالصلاة والقراءة فيه ، وإنا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا ، فانهه ، فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل ، وإن أبى إلا أن يعلن بذلك ، فسله أن يرد إليك ذمتك ، فإنا قد كرهنا أن نخفرك ، ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان . قالت عائشة : فأتى ابن الدغنة إلى أبي بكر فقال : قد علمت الذي عاقدت لك عليه ، فإما أن تقتصر على ذلك ، وإما أن ترجع إلي ذمتي ، فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في رجل عقدت له . فقال أبو بكر : فإني أرد إليك جوارك ، وأرضى بجوار الله عز وجل.

الله أكبر....نعم لقد كان أبوبكر رضي الله عنه صادحا بالدعوة للإسلام ولا يخشى في الله لومة لائم وقوله وأرضى بجوار الله عز وجل أي يكفيني جوار الله ولا حاجة لي بغيره.



4-ثاني اثنين في الهجرة إلى المدينة:

لما أمر رسول الله المسلمون بالهجرة إلى المدينة استبطأ أبابكر رضي الله عنه لرغبته في مرافقته بطريق الهجرة إلى المدينة فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: هاجر ناس إلى الحبشة من المسلمين ، وتجهز أبو بكر مهاجرا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( على رسلك ، فإني أرجو أن يؤذن لي ) . فقال أبو بكر : أوترجوه بأبي أنت ؟ قال : ( نعم ) . فحبس أبو بكر نفسه على النبي صلى الله عليه وسلم لصحبته ، وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السمر أربعة أشهر . قال عروة : قالت عائشة : فبينا نحن يوما جلوس في بيتنا في نحر الظهيرة ، فقال قائل لأبي بكر : هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا متقنعا ، في ساعة لم يكن يأتينا فيها ، قال أبو بكر : فدى له بأبي وأمي ، والله إن جاء به في هذه الساعة لأمر ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذن فأذن له فدخل ، فقال حين دخل لأبي بكر : ( أخرج من عندك ) . قال : إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله . قال : ( فإني قد أذن لي في الخروج ) . قال : فالصحبة بأبي أنت وأمي يا رسول الله ؟ قال : ( نعم ) . قال : فخذ بأبي أنت يا رسول الله إحدى راحلتي هاتين ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( بالثمن ) . رواه البخاري 5807

ففيهما نزل قوله تعالى:
إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ. التوبة 40

ثاني اثنين نعم هو ثاني الاثنين فقط محمد صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق رضي الله عنه والله معهما ((إن الله معنا)) أنا وأنت الله معنا خاصة في حفظه ونصرته وتأييده

فائدة جليلة:
((إن الله معنا)) قالها الله سبحانه لأنبيائه عليهم الصلاة والسلام ولم يقلها لغيرهم إلا لأبي بكر الصديق لفضله ومكانته وجلال قدره عند الله سبحانه وتعالى.

5-ثاني اثنين في الخاطرة والفكرة مع النبي صلى الله عليه وسلم:

لا نقوله ذلك غلوا بل حقيقة.
لما أراد المسلمون العمرة زمن الحديبية جاء سهيل بن عمرو لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : هات اكتب بيننا وبينكم كتابا ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الكاتب ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) . قال سهيل : أما الرحمن فوالله ما أدري ما هو ، ولكن اكتب باسمك اللهم كما كنت تكتب ، فقال المسلمون : والله لا نكتبها إلا بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اكتب باسمك اللهم ) . ثم قال : ( هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله ) . فقال سهيل : والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ، ولكن اكتب : محمد بن عبد الله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( والله إني لرسول الله وإن كذبتموني ، اكتب : محمد بن عبد الله ) . قال الزهري : وذلك لقوله : ( لا يسألونني خطة يعظمون بها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها ) . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( على أن تخلوا بيننا وبين البيت فنطوف به ) . فقال سهيل : والله لا تتحدث العرب أنا أخذنا ضغطة ، ولكن ذلك من العام المقبل ، فكتب ، فقال سهيل : وعلى أنه لا يأتيك منا رجل ، وإن كان على دينك إلا رددته إلينا . قال المسلمون : سبحان الله ، كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما ، فبينما هم كذلك إذ دخل أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده ، وقد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين ، فقال سهيل : هذا يا محمد أول ما أقاضيك عليه أن ترده إلي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنا لم نقض الكتاب بعد ) . قال فوالله إذا لم أصالحك على شيء أبدا ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فأجزه لي ) . قال : ما أنا بمجيزه لك ، قال : ( بلى فافعل ) . قال : ما أنا بفاعل ، قال مكرز : بل قد أجزناه لك ، قال أبو جندل : أي معشر المسلمين ، أرد إلى المشركين وقد جئت مسلما ، ألا ترون ما قد لقيت ؟ وكان قد عذب عذابا شديدا في الله . قال : فقال عمر بن الخطاب : فأتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم فقلت : ألست نبي الله حقا ؟ قال : ( بلى ) . قلت : ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال : ( بلى ) . قلت : فلم نعطي الدنية في ديننا إذا ؟ قال : ( إني رسول الله ، ولست أعصيه ، وهو ناصري ) . قلت : أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به ؟ قال : ( بلى ، فأخبرتك أنا نأتيه العام ) . قال : قلت : لا ، قال : ( فإنك آتيه ومطوف به ) . قال : فأتيت أبا بكر فقلت : يا أبا بكر ، أليس هذا نبي الله حقا ، قال بلى ، قلت : ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال : بلى ، قلت : فلم نعطي الدنية في ديننا إذا ؟ قال : أيها الرجل ، إنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليس يعصي ربه ، وهو ناصره ، فاستمسك بغرزه ، فوالله إنه على الحق ؟ قلت : أليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ، قال : بلى ، أفأخبرك أنك تأتيه العام ؟ قلت : لا ، قال : فإنك آتيه ومطوف به . رواه البخاري 2731

لا حظ رحمني الله وإياك كلام أبي بكر رضي الله عنه لعمر رضي الله عنه بأنه كان موافق ومطابق لكلام الرسول صلى الله عليه وسلم غير أنه زاد فاستمسك به أي بطريقه وهديه مع أن أبا بكر رضي الله عنه لم يكن حاضرا الحوار الذي دار بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين عمر رضي الله عنه فهذا من توفيق الله جل وعلا لهذا الرجل.

coolant and arvedlar like this.
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
  #3  
قديم 11-30-2013, 01:57 AM
 
6-ثاني اثنين في متابعتة النبي صلى الله عليه وسلم:

حيث كان أبو بكر رضي الله عنه ملازما للنبي صلى الله عليه وسلم ملازمة تامة لا يفارقه إلا نادرا فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: وضع عمر بن الخطاب على سريره [ لما طعن ] . فتكنفه الناس يدعون ويثنون ويصلون عليه . قبل أن يرفع . وأنا فيهم . قال فلم يرعني إلا برجل قد أخذ بمنكبي من ورائي . فالتفت إليه فإذا هو علي . فترحم على عمر وقال : ما خلفت أحدا أحب إلي ، أن ألقى الله بمثل عمله ، منك . وايم الله ! إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك . وذاك أني كنت أكثر أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " جئت أنا وأبو بكر وعمر . ودخلت أنا وأبو بكر وعمر . وخرجت أنا وأبو بكر وعمر " . فإن كنت لأرجو ، أو لأظن ، أن يجعلك الله معهما . رواه مسلم 2389

وكذلك ما روي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه قال: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل حائطا وأمرني بحفظ باب الحائط ، فجاء رجل يستأذن ، فقال : ( ائذن له وبشره بالجنة فإذا أبو بكر ، ثم جاء آخر يستأذن ، فقال : ائذن له وبشره بالجنة فإذا عمر ، ثم جاء آخر يستأذن ، فسكت هنيهة ثم قال ائذن له وبشره بالجنة ، على بلوى ستصيبه فإذا عثمان بن عفان . رواه البخاري 3695


7-ثاني اثنين في المشورة:

كان النبي صلى الله عليه وسلم يقدم أبا بكر رضي الله عنه في المشورة على باقي أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين وكان صلى الله عليه وسلم ينزل على رأيه رضي الله عنه ومنها عندما استشاره في أسرى بدر فقال أبو بكر : أرى أن تمن عليهم أبناء العمومة. فأخذ صلى الله عليه وسلم بمشورته ونزل على رأيه.


8-ثاني اثنين في الكلام مع النبي صلى الله عليه وسلم:

لا يجرأ أحد من الصحابة في الكلام بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم عدا أبو بكر رضي الله عنه.
لما كان صلح الحديبية كان عروة بن مسعود يهيب النبي صلى الله عليه وسلم بقريش وهو يصف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما أرى هؤلاء الأوشاب وقد جاءت قريش بعدها وعديدها (يريد تخويفهم) إلا فروا وتركوك.
فغضب أبو بكر الصديق رضي الله عنه غضبا شديدا وقال: أنحن نفر عنه، أمصص بظر اللات ( يعني فرج إلهك الصنم الذي تعبده) ، فغضب عروة وقال للنبي صلى الله عليه وسلم : من هذا الذي يقول عني ذلك؟؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا أبو بكر... فسكت عروة، ثم قال مستغربا أبوبكر، فقال نعم. فقال عروة: والله لولا أن يد لك علي أربها لك لرددت وعليك ولكن هذه بتلك.
لأن كان لأبي بكر رضي الله عنه فضلا على عروة.


9-ثاني اثنين مع النبي صلى الله عليه وسلم في نظر الكفار:

في غزوة أحد أشيع أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قتل وبمجرد سماع الخبر توقف القتال والذي أشاع ذلك رجلا يقال له ابن قميئة افترق الجيشان وأقفل جيش مشركي قريش راجعا أراد أبو سفيان قائدهم أن يتأكد بنفسه فأشرف على الجبل ، ونادى : أفيكم محمد ؟ فلم يجيبوه ، فقال : أفيكم ابن أبي قحافة ؟ فلم يجيبوه . فقال : أفيكم ابن الخطاب ؟ فلم يجيبوه ، فقال : أما هؤلاء فقد كفيتموهم ، فلم يملك عمر نفسه أن قال : يا عدو الله ! إن الذين ذكرتهم أحياء ، وقد أبقى الله لك منهم ما يسوءك ، فقال أبوسفيان آالله يا عمر فقال عمر: آالله فقال أبو سفيان: والله لأنك ياعمر أصدق عندي من ابن قميئة.

الشاهد من هذه الرواية بأن أول من سئل عنه أبو سفيان أبوبكر الصديق رضي الله عنه. فقد كانت مكانة هذا الرجل عظيمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم حتى عند أعدائه.



10-ثاني اثنين في العلم:

يعتبر أبو بكر الصديق رضي الله عنه من أعلم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على الاطلاق وبلا استثناء وهذا بإجماع أهل العلم.
يقول شيخ الاسلام : لا تعرف لأبي بكر فتوى واحدة أخطأ فيها.

فهو رجل موفق فلا يعرف له خطأ في مسألة من مسائل من الشريعة، فكان لا يظهر خلافا إلا حسمه كما كان النبي صلى الله عليه وسلم خلاف غيره من الصحابة فقد ظهر الخلاف زمن عمر رضي الله عنه وزاد زمن عثمان رضي الله عنه وزاد أكثر زمن علي رضي الله عنه وهكذا إلى يومنا هذا بينما لم يختلف على الناس بين زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وبين زمن خلافة أبو بكر رضي الله عنه وكان الناس يعلمون مكانة هذا الرجل علما ومكانة وفضلا ولذلك كانوا ينزلون على قوله ويقبلونه ولا يردون عليه بشيء.
اختلف الناس عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم اختلاف شديدا وذهلوا من شدة الصدمة وهول الخبر ووقعه في قلوبهم، فهناك من يقول ما مات النبي صلى الله عليه وسلم كعمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال: إنما غاب كما غاب موسى عليه السلام وسيرجع حتى يقطع أيدي وألسنة رجال من المنافقين، وأما علي ابن أبي طالب فقد لزم بيته وكذا عثمان رضي الله عنهما ولا يدرون ماذا يقولون، أمات النبي حقا أم لم يمت من شدة الوجوم وعظم المصيبة. فقد ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا أصاب أحدكم مصيبة ، فليذكر مصيبته بي ، فإنها من أعظم المصائب. صححه الألباني - صحيح الجامع 347.
فقد أظلمت المدينة بهذه المصيبة العظيمة لا يدرون ماذا يفعلون وإلى من يلتجئون، وإنما يظهر الرجال وتظهر معادنهم ويظهر الثبات وتظهر القوة ويظهر الإيمان عند حدوث مثل هذه المصائب، عندما بلغ الخبر أبو بكر رضي الله عنه جاء من السنح فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مسجى فكشف عن وجهه وقال: طبت حيا وميتا، ثم خرج إلى الناس وإذا عمر رضي الله عنه يمنع الناس من الحديث عن هذا الأمر ويقول: ما مات رسول الله ومن قال أنه مات ضربته بهذا السيف، فقد كان كل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بلا استثناء يتمنون أن يموتوا ويبقى هو ويخلفهم ولا يخلفوه لشدة حبهم للنبي صلى الله عليه وسلم، فجاء أبو بكر رضي الله عنه وقال اهدأ يا عمر ولكن عمر لا يلتفت إليه فتركه الصديق رضي الله عنه فصعد المنبر فاشرأبت أعناق الناس إلى هذا الرجل فهم لا يعرفون غيره بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم مثل هذا المقام فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه صلى الله عليه وسلم: وقال : ألا من كان يعبد محمدا ، فإن محمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله ، فإن الله حي لا يموت ثم تلا قوله تعالى: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ. آل عمران 144 فجثا عمر رضي الله عنه على ركبتيه وصفن الصحابة كلهم أجمعون ينظرون إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه حيث حسم الأمر واللغط الذي ساد بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم يقول ابن عباس رضي الله عنهما : فوالله لكأن الناس ما سمعوا بهذه اللآية ولا أنزلت إلا الآن فصار الناس يرددونها في سكك المدينة.

لذلك كان أبو بكر أعلم الصحابة على الإطلاق فقد روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر فقال : ( إن عبدا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء ، وبين ما عنده ، فاختار ما عنده ) . فبكى أبو بكر وقال : فديناك بآبائنا وأمهاتنا . فعجبنا له ، وقال الناس : انظروا إلى هذا الشيخ ، يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا وبين ما عنده ، وهو يقول : فديناك بآبائنا وأمهاتنا ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير ، وكان أبو بكر هو أعلمنا به ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبا بكر ، ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر ، إلا خلة الإسلام ، لا يبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر ). رواه البخاري 3904

نعم فكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه أعلم الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم بإجماع الأمة.

وما اختلف الناس في شيء إلا وحسمه رضي الله عنه وأرضاه

اختلفوا في مكان دفن النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر رضي الله عنه : الأنبياء يدفنون حيث يموتون، فأزاحوا سرير النبي صلى الله عليه وسلم فحفروا ودفنوه صلى الله عليه وسلم.
واختلفوا في قتال المرتدين وأصر على قتالهم.
واختلفوا في قتال مانعي الزكاة فأصر أبو بكر على قتالهم، روى ابن أبي شيبة في مصنفه قال: حدثنا شريك عن إبراهيم بن مهاجر عن إبراهيم قال قال أبو بكر لو منعوني عقالا مما أعطوا رسول الله صلى الله عليه وسلم لجاهدتهم . 1/111
وإلى اليوم يحمد الناس كلهم فعل أبي بكر الصديق رضي الله عنه فصار ذلك إجماعا من الصحابة وتابعيهم

جهز النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته جيش أسامة لينتقم من قتلة أبيه زيد بن حارثة رضي الله عنه في مؤته فلما آلت الخلافة لأبي بكر رضي الله عنه أراد الناس ثني أبي بكر عن رأيه في إنفاذ جيش أسامة فأبى وأصر على رأيه وقال: والله لو عبثت الكلاب في خلاخيل أمهات المؤمنين والله لا أنزل راية رفعها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلى اليوم يحمد الناس رأي وصنيع أبي بكر رضي الله عنه


11-ثاني اثنين في محبة النبي صلى الله عليه وسلم له

كان أبو بكر الصديق رضي الله أحب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم له روى الترمذي في سننه من حديث أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: يا رسول الله من أحب الناس إليك قال عائشة قيل من الرجال قال أبوها.

ومن المواقف التي أثبتت مكانة الصديق رضي الله عنه عند النبي صلى الله عليه وسلم في الخلاف الذي وقع بين أبي بكر رضي الله عنه وبين عمر رضي الله عنه ، ففي الصحيح عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه ، حتى أبدى عن ركبته ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أما صاحبكم فقد غامر ) . فسلم وقال : إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء ، فأسرعت إليه ثم ندمت ، فسألته أن يغفر لي فأبى علي ، فأقبلت إليك ، فقال : يغفر الله لك يا أبا بكر ثلاثا ، ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر ، فسأل : أثم أبو بكر ، فقالوا : لا ، فأتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم ، فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعر ، حت أشفق أبو بكر ، فجثا على ركبتيه فقال : يا رسول الله ، والله أنا كنت أظلم ، مرتين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت ، وقال أبو بكر صدق . وواساني بنفسه وماله ، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي مرتين ، فما أوذي بعدها. رواه البخاري 3661

فيتبين مما سبق بأن لصحبة أبي بكر مزية منفردة خاصة تختلف عن صحبة باقي الصحابة رضي الله عن الجميع فعثمان صاحبه وعلي صاحبه و خالد صاحبه وأنس ومعاذ وسلمان وعمار وأبو موسى وغيرهم من الصحابة، غير أن أبا بكر له صحبة خاصة بل هو من خاصة الخاصة.
ولعل هذا الموقف هو الذي جعل عمر يقول في سقيفة بني ساعدة يوم مبايعة أبا بكر "لأن تضرب عنقي أحب إلي أن أتقدم على قوم فيهم أبو بكر".رضي الله عن الصحابة أجمعين


12-ثاني اثنين في الإمامة بالصلاة:

إن استخلاف النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه في الصلاة كان من أكبر الدلائل وأبين البراهين في النص على أن أبا بكر رضي الله عنه هو الخليفة من بعد النبي صلى الله عليه وسلم،
لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفي فيه كان الناس ينتظرون خروج النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي بهم فقال لمن كان معه في البيت قربوا لي الماء فتوضأ متهيئا للخروج للصلاة فسقط مغشيا عليه فلما أفاق قال أصلى الناس قالوا هم ينتظرونك فقال قربوا لي الماء فتوضأ في الثانية فسقط مغشيا عليه فلما أفاق قال أصلى الناس قالوا هو ينتظرونك فقال قربوا لي الماء فتوضأ في الثالثة فسقط مغشيا عليه فلما أفاق قال أصلى الناس قالوا هم ينتظرونك فقال : مروا أبو بكر فليصلي بالناس.
وعن عبدالله بن زمعة رضي الله عنه قال‏:‏ ‏‏لما استعز بالنبي صلى الله عليه وسلم وأنا عنده في نفر من الناس دعاه بلال إلى الصلاة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏مروا أبا بكر يصلي بالناس‏‏، قال فخرجنا، فإذا عمر في الناس، وكان أبو بكر غائباً، فقلت‏:‏ يا عمر، قم فصل للناس، فتقدم فكبر، فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم صوته وكان عمر رجلاً مجهراً قال‏:‏ ‏فأين أبو بكر‏؟‏ يأبى الله ذلك والمسلمون، يأبى الله ذلك والمسلمون، يأبى الله ذلك والمسلمون‏، فبعث إلى أبي بكر، فجاء بعد أن صلى عمر تلك الصلاة، فصلى بالناس‏‏‏.‏ زاد في رواية قال‏:‏ ‏‏لما أن سمع النبي صلى الله عليه وسلم صوت عمر.قال ابن زمعة‏‏، خرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى أطلع رأسه من حجرته، ثم قال‏:‏ ‏‏لا، لا، لا، ليصل بالناس ابن أبي قحافة‏.‏‏.‏ يقول ذلك مغضباً.
‏ أخرجه أبو داود وهو حديث حسن‏.‏


12-ثاني اثنين في الخلافة:

مر بنا استخلاف النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه في الصلاة وهي اشارة وتلميحا لأن يكون خليفة من بعده. وحادثة أخرى تثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نص على أبي بكر في الخلافة وذلك من حديث جبير بن مطعم قال: أن امرأة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا . فأمرها أن ترجع إليه . فقالت : يا رسول الله ! أرأيت إن جئت فلم أجدك ؟ - قال أبي : كأنها تعني الموت - " فإن لم تجديني فأتي أبا بكر ". رواه مسلم

وهذا دليل صريح واضح ونص قاطع بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد نص على استخلاف أبي بكر رضي الله عنه من بعده.


13-ثاني اثنين في معية الله:

وهذه الأخيرة هي من أعظم ما ذكرنا حيث خص الله سبحانه وتعالى أبا بكر الصديق رضي الله عنه بمعيته من دون سائر الخلق غير الأنبياء ، فلم يخص الله بمعيته إلا أنبياءه عليهم الصلاة والسلام وأبو بكر الصديق ، بقوله "إن الله معنا" أنا وأنت فقط وتعني أن الله مع النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر الصديق رضي الله عنه بتأييده ونصرته وحفظه لهما، ما قالها الله لأحد سوى الأنبياء إلا لأبي بكر الصديق رضي الله عنه .
معية الله ثلاثة أنواع:

1- معية عامة:
أي أن الله مع مخلوقاته بعلمه سبحانه وتعالى قال جل وعلا: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ. المجادلة 8

2- معية خاصة بوصف :
أي أن الله مع بشر خصهم بوصف معين كالتقوى والإحسان والإيمان والصبر :
قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ. النحل 128
وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصابرين. البقرة 153

3- معية خاصة بشخص:
وهي أن يخص الله شخصا بعينه دون سواه وذلك في قوله جل وعلا لموسى وهارون عليهما السلام لما أمرهما بالذهاب لدعوة فرعون : اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ** فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ** قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى ** قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى.طه 43-46
فهنا خص الله المعية في موسى وهارون مع أنه جل وعلا مع فرعون بعلمه ولكنه تخصيص موسى وهارون عليهما السلام بالنصرة والتأييد.


نعم فهو ثاني اثنين مع النبي صلى الله عليه وسلم كما بينا، فالحديث عن هذا الرجل يثير الشجون التواقة لسماع فضائل هذا الرجل الموفق والمتصف بصفات الأنبياء غير أنه ليس منهم ولكن الله أكرمه بمنزلة عظيمة فجعله أعلى مراتب الفضل بعين البشر بعد الأنبياء عليهم السلام .
فقد ذكرنا أفضال هذا الرجل فقط من خلال آية واحدة فقط، فلم نذكر جهاده ودعوته وفضله حيث أكرمه الله في أن أسلم على يديه خمسة من المبشرين بالجنة فكل دعوة ونفقة وجهاد لعثمان وطلحة والزبير وسعد وسعيد رضي الله عنهم تصب في ميزان حسنات أبو بكر الصديق رضي الله عنه لأنه هو صاحب الفضل في اسلامهم.

وفي الختام أرجو من الله أن يتقبل عملي هذا وإني والله لأحقر أن أتكلم وأذكر فضائل هذا الجبل الشامخ الذي قال فيه ربه جل وعلا: وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى. الليل 17 ولم يقل التقي بل هو أتقى البشر بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، أسأل الله العلي أن يحشرنا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

coolant and arvedlar like this.
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
  #4  
قديم 11-30-2013, 02:00 AM
 
هل ندم ابو بكر الصديق على الهجوم على بيت فاطمة الزهراء ؟

يستدل الرافضة بحديث منسوب للصحابي الجليل ابو بكر الصديق وهو :

(( قال أبوبكر في مرض موته : أما أني لا آسي على شيء في الدنيا إلا على ثلاث فعلتهن وددت اني لم أفعلهن ـ إلى قوله ـ فأما الثلاثة التي فعلتها : فوددت (أني لم أكشف عن بيت فاطمة وتركته) ولو اغلق على حرب ... ))


ذكر الطبري هذا الخبر في تاريخه ( 2/ 353) بهذا السند :

حدثنا يونس بن عبدالأعلى قال حدثنا يحيى بن عبدالله بن بكير قال حدثنا الليث بن سعد قال حدثنا علوان عن صالح بن كيسان عن عمر بن عبدالرحمن بن عوف عن أبيه أنه دخل على أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه ...
ثم ذكر الخبر ..


ولكن قبل ان أتكلم عن صحة هذا الخبر انقل لكم منهج مؤلف الكتاب الإمام الطبري - رحمه الله-

قال الطبري في مقدمة التاريخ (1/13) :

(( وليعلم الناظر في كتابنا هذا أن اعتمادي في كل ما أحضرت ذكره فيه مما شرطت أني راسمه فيه إنما هو على ما رويت من الأخبار التي أنا ذاكرها فيه والآثار التي أنا مسندها إلى رواتها فيه دون ما أدرك بحجج العقول واستنبط بفكر النفوس إلا اليسير القليل منه .

إذ كان العلم بما كان من أخبار الماضين وما هو كائن من أنباء الحادثين غير واصل إلى من لم يشاهدهم ولم يدرك زمانهم إلا بإخبار المخبرين ونقل الناقلين دون الاستخراج بالعقول والاستنباط بفكر النفوس.

فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين ممايستنكره قارئه أو يستشنعه سامعه من أجل أنه لم يعرف له وجها في الصحة ولا معنى في الحقيقة فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا وإنما أتي من قبل بعض ناقليه إلينا وأنا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدي إلينا ))

اذن نجد ان الطبري –رحمه الله – لم يزعم في المقدمة انه ذكر في كتابة الصحيح بل نص على انه لم يلتزم بالصحة بقوله ((فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا وإنما أتي من قبل بعض ناقليه إلينا وأنا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدي إلينا )) .

فإذن ليس كل ما ذكره الطبري صحيح ولا بد من التمحيص والتدقيق في كتابه وهذا لايطعن في علم الطبري رحمه الله .

ولنرجع لسند الحديث ...

وبعد دراسة الحديث وجدت ما يلي :

في ترجمة يحيى بن عبدالله بن بكير :

قال المزى فى "تهذيب الكمال" :

(( قال أبو حاتم : يكتب حديثه و لا يحتج به ، و كان يفهم هذا الشأن .
و قال النسائى : ضعيف .
و قال فى موضع آخر : ليس بثقة ))

قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 11/237 :

(( و قال البخارى فى " تاريخه الصغير " : ما روى ابن بكير عن أهل الحجاز فى " التاريخ " فإنى أنفيه ))

ثم بحثت بعد ذلك فلم اجد لعلوان ترجمه فاصبح في حكم المجهول لانثبت صحة هذا الخبر حتى يتبين لنا حاله ...

فمختصر الكلام على هذا الخبر يتركز على :

1-ان ليس كل ما ذكره الطبري في تاريخه صحيح .
2-ان السند فيه يحي بن عبد الله بن بكير ونقلت لكم حاله .
3-وجود مجهول لا يعرف وهو علوان ....!!

فالخبر لا يصح ولا يثبت وهو الظن بصديق هذه الأمة – رضي الله عنه –.

والله تعالى أعلم

coolant likes this.
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
  #5  
قديم 11-30-2013, 02:10 AM
 
الرد على شبهة قول أبوبكر " فوددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته

الرد على شبهة قول أبوبكر " فوددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته ".
الطبراني - المعجم الكبير - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 62 )
41 - "حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج المصري ، ثنا سعيد بن عفير ، حدثني


علوان بن داود البجلي
،
عن حميد بن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، عن صالح بن كيسان ، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبيه ، قال : دخلت على أبي بكر ( ر ) ،

أعوده في مرضه الذي توفي فيه ، فسلمت عليه وسألته كيف أصبحت ، فاستوى جالسا ، فقلت : أصبحت بحمد الله بارئا ،
فقال :
أما إني على ما ترى وجع ، وجعلتم لي شغلا مع وجعي ، جعلت لكم عهدا من بعدي ، واخترت لكم خيركم في نفسي فكلكم ورم لذلك أنفه رجاء أن يكون الأمر له ، ورأيت الدنيا قد أقبلت ولما تقبل وهي جائية ، وستنجدون بيوتكم بسور الحرير ، ونضائد الديباج ، وتألمون ضجائع الصوف الأذري ، كأن أحدكم على حسك السعدان ، ووالله لأن يقدم أحدكم فيضرب عنقه ، في غير حد خير له من أن يسيح في غمرة الدنيا ثم قال : أما إني لا آسى على شيء ، إلا على ثلاث فعلتهن ، وددت أني لم أفعلهن ، وثلاث لم أفعلهن وددت أني فعلتهن ، وثلاث وددت أني سألت رسول الله (ص) عنهن ،

فأما الثلاث اللاتي وددت أني لم أفعلهن :


فوددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته
، وأن أغلق علي الحرب ، ووددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين : أبي عبيدة أو عمر ، فكان أمير المؤمنين ، وكنت وزيرا ، ووددت أني حيث كنت وجهت خالد بن الوليد إلى أهل الردة ، أقمت بذي القصة فإن ظفر المسلمون ظفروا ، وإلا كنت ردءا أو مددا ، وأما اللاتي وددت أني فعلتها : فوددت أني يوم أتيت بالأشعث أسيرا ضربت عنقه ، فإنه يخيل إلي أنه يكون شر الإطار إليه ، ووددت أني يوم أتيت بالفجاة السلمي لم أكن أحرقه ، وقتلته سريحا ، أو أطلقته نجيحا ، ووددت أني حيث وجهت خالد بن الوليد إلى الشام وجهت عمر إلى العراق فأكون قد بسطت يدي يميني وشمالي في سبيل الله عز وجل ، وأما الثلاث اللاتي وددت أني سألت رسول الله (ص) : عنهن ، فوددت أني كنت سألته فيمن هذا الأمر فلا ينازعه أهله ، ووددت أني كنت سألته هل للأنصار في هذا الأمر سبب ، ووددت أني سألته عن العمة وبنت الأخ ، فإن في نفسي منهما حاجة . "

======


هذا الأثر الضعيف أخرجه الطبراني في معجمه الكبير ومن طريقه الضياء في المختارة وابن زنجويه في كتاب الأموال والعقيلي في الضعفاء وابن عساكر في تاريخ دمشق والطبري في تاريخه.

قلت وهو أثر ضعيف فيه عدة علل :

الأولى :- مداره من جميع طرقه على علوان بن داود البجلي وهو راو ضعيف أطبق الأئمة على تضعيفه.

قال البخاري عنه منكر الحديث وهكذا قال ابن يونس وقد ذكره غير واحد بهذا الأثر وأنه من منكراته منهم الحافظ الذهبي في ميزانه والحافظ ابن حجر في اللسان والعقيلي في الضعفاء.

قال العقيلي في الضعفاء لا يتابع على حديثه ولا يعرف إلا به ، وقال الهيثمي في المجمع رواه الطبراني وفيه علوان بن داود وهو ضعيف وهذا الأثر مما أنكر عليه.

فإن قيل قد روي من وجه آخر ليس فيه علوان بن داود كما في رواية ابن عساكر في تاريخه بإسناده عن أبي الهيثم خالد بن القاسم قال حدثنا الليث بن سعد عن صالح بن كيسان عن حميد بن عبدالرحمن بن عوف أنه دخل على أبي بكر الصديق يعوده في مرضه الذي مات فيه .... الحديث .

قلنا هذا الطريق غير محفوظ وذلك لأن أبا الهيثم خالد بن القاسم هذا متروك تركه الناس أي أئمة الحديث ونقاله , تركوه وذلك لأنه كان كذاباً يزيد في الأسانيد وينقص لا سيما عن الليث وقد خالفه تلاميذ الليث ممن في طبقته وهم الثقات فرووه عن الليث بن سعد عن علوان بن داود عن صالح بن كيسان به منهم يحيي بن عبدالله بن بكير وهو ثقة في الليث ومنهم عثمان بن صالح المصري صدوق ومنهم كاتبه أي كاتب الليث أبوصالح ولا شك أن الجماعة مقدمة في الليث على ذلك الفرد المتروك .

ويؤكد ذلك أن الليث بن سعد قد تابعه سعيد بن عفير عند الطبراني فرواه عن علوان بن داود البجلي عن حميد به وسعيد بن عفير ثقة.

وعليه فالصحيح أن هذا الأثر كما سبق عن الأئمة من مفردات علوان بن داود ومن منكراته ولا يعرف إلا من طريقه.

ولذا قال ابن عساكر في تاريخه وهو الذي أخرج تلك الرواية قال: رواه خالد بن القاسم المدائني وأسقط منه علوان بن داود وقد وقع لي عالياً من حديث الليث وفيه ذكر علوان ثم أكد ذلك بإسناده العالي عن محمد بن رمح عن الليث عن علوان .

قلت: ومحمد بن رمح هذا ثقة ثبت.

فهؤلاء أربعة من الثقات قد خالفوا ذلك المدائني الكذاب وعليه فالحديث حديث علوان بن داود لا ريب وهو ضعيف منكر الحديث.

العلة الثانية: اضطراب علوان بن داود هذا في إسناد حديثه فمرة يرويه كما سبق عن حميد بن عبدالرحمن بن حميد عن صالح بن كيسان عن حميد بن عبدالرحمن بن عوف عن ابيه.

ومرة يرويه بإسقاط الرجلين أي مباشرة عن صالح بن كيسان عن حميد بن عبدالرحمن عن أبيه.

ومرة يرويه مرسلا أي عن صالح بن كيسان عن حميد بن عبدالرحمن عن أبي بكر أي دون أن يرويه عن أبيه.

ولا غرابة في اضطرابه فهو كما ذكرنا ضعيف منكر الحديث لا يحتمل منه إلا ذلك.

ولأجل ما سبق أطبق جماعة من أئمة الحديث على تضعيف هذا الأثر منهم الحافظ العقيلي في الضعفاء والإمام الذهبي في الميزان والحافظ ابن حجر في اللسان على ماتقدم والله ولي التوفيق ..


arvedlar and coolant like this.
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شبهات والرد عليها :هل أسقط الرسول شيئًا من القرآن؟ G L O R Y نور الإسلام - 0 06-26-2013 08:18 AM
""لعشاق الساحره"""""""اروع اهداف القدم 92-2005""""""ارجوا التثبيت""""""" mody2trade أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 05-14-2008 02:37 PM


الساعة الآن 08:38 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011