|
أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#6
| ||
| ||
يتحدث عن الغضب : الغضب , وما أدراك ما الغضب , تلك الحالة التي تصيب الأنسان وتظهر قبيح سريرته , تعمي بصيرته قبل بصره لاينظر شيئا حينها عدى غيمة سوداء أمتزجت في البياض خبث , موهمتا صاحبها بأن الحق يرى ولايرى سواه , تجره إلى نارا شاسعة تفوق البحر عمق وعرض , تسيره فوق أشواك حادة ظنها ورودا ناعمة , كل ذلك في لحظة قصيرة قد لاتتعدى ثوان , يندم حسرة بعدها لما قال وفعل . صفة ذميمة لم يمتدحها أحدا قط , من يلومهم على ذلك , فمن تلبسته تلك الآفة أنتهى به الحال أم قاتل أو ظالم أو حاقد أو نادم , أو أشياء كثيرة تسلك طريق حالك الظلمة ينقطع جحيم آخره , تعدد الغضب وتعددت أنواعه وأسبابه . هناك وجهة نظرا نادرة , أعجبها ذاك الغضب ومايخلفه , ربما لسوء خلق عايشه , أو ظلم تعرض له , أو حق سلب منه , أو شيئا داخله لايعرفه غيره , فكل قاعدة ولها مايشوبها كما نعرف , قد يغضب البعض لأشياء لاتمت للواقع بصلة , هم كثيرون , كمن تجمد دمه بعروقه لضياع هجمة فريق يشجعه منذ الطفولة ويعشقه , تجده مستفز غاضب تكاد قرون تخرم رأسه كي تخرج , لشيء لن يغنيه أو يسمن جوعه , وآخر تصيبه حالة جنون تخيف من سكن الأرض وتحتها حين سمع بشخص يكرهه ترقى في وظيفته . غضب من نوع آخر لا أعرف أين تلبد بداخلي , حسبته جميل وأظنه كذلك , قد يبرر لصاحبه بل تجبره أن يستشيط غيضا , فكل فعلا وله رد فعل , كمن يغضب على شاب يتراقص بين الناس في الشارع أو السوق أو مكان غيره بلا حياء أو خجل , أو رجلا أستولى على أموال أيتام صغار يقربونه لحما ودما متناسي (أما اليتيم فلا تقهر), هنا تكون مرغما على الغضب حتى لو كرهته وذممته , وإذ لم تفعل تكون كمن قست قلوبهم حتى أنتزع منهم أيمان ورحمة . دعوني أذكر لكم نماذج وأحداث وأفعال وصفات ترآءت لي بأنها تستحق كل ذلك , بعضها أختبىء في عالمنا , والبعض الآخر ليس كذلك , قد توافقوني وربما لا , على أية حال , كلها ووجهات نظر وما أكثرها بيننا . ذاك الغضب من عالمنا أسمعوه بضمائركم : - أغضب على من يتبجح في شاشة التلفزيون متباهي بشياطينه اللعينة قائلا بأنه يعالج المرضى بالسحر ويشفي الناس والميئوس منهم بالشعوذة . - أغضب على من يمتلك مطاعم كثيرة وفنادق ضخمة وأطفالا صغار بلا رغيف خبز يعيشون ولا مأوى . - أغضب على رجلا قتل الناس ونكل بهم رافع راية الدين لترفرف فوق ضحية لاتدري (بأي ذنب قتلت) . - أغضب على فتاة لاتستحي تذهب بلدا آخر تعرض نفسها للجميع بأبتسامة وقحة بلا حياء أو خجل من دينها الذي نجسته ومجتمعها الذي باعته ولباسها الذي بدلته . - أغضب على قوم أغتصبوا أرض وشعب قتلوا أطفالهم ونساءهم وشيوخهم ومثلوا بجثثهم وجرجروها , ليته ذاك فحسب بل حرقوا الحرث والنسل والحجر والمجر . - أغضب على طبيب أو شبه طبيب يحمل شهادة كبيرة أنقذ بها أرواح وأزهق أخرى من أرقى الجامعات ختمها مايعيبها فقط أنها شهادة مزورة . - أغضب على ممثلا أو مسرحي يناقش قضايا الناس والمجتمع , يحل مشاكلهم , يبرأ بوالديه , يساعد الفقراء والمظلومين , بينما واقعه الذي يعيشه وحقيقته , عكس ذلك تمام , بل هو أسوء الناس خلقا وطباعا . - أغضب على أب قاس أو مسخ قبيح يضرب أبنه الصغير بلا سبب يصفعه ويركله . - أغضب على مجتمع ملئه الحقد والكراهية والحسد , عداوة بين الناس وتعصب تعدى خطوطه الحمراء , عقيدة فرقتهم مذاهب وجهل سبب حرب قذرة . أنتظروا لحظة كي تعرفوا غضبي ذاك وماقلت عنه من عالم آخر : - أغضب على رواية قرأتها وعايشتها , غصت في أعماقها وأحداثها تعاطفت مع شخصياتها أحببتهم ببساطتهم ونيتهم , ضحكة وأبتسامات مافارقتهم حتى النهاية السعيدة التي توقعتها بلا صدفة أو دمعة أو حتى كلمة آه بقسوة . - أغضب على فيلم أختطف صغيره عذب وأغتصب أحتجز أعوام في مكان ما بلا نورا أو شيئا يؤنس , هرب كبيرا ينتقم , قتله المخرج الأحمق بالصدفة , حيث أصابته طلقة رصاص طائشة . - أغضب على بيت من الشعر سمعته مرة لاوزن فيه ولا أدب أمتدح الرجال وبطولاتهم , أختزل الحياة خلف ظهورهم , يذم ويستهزء بنصف مجتمعه الآخر ناسي من حملته وأرضعته ووضعت قدمها فوق جنته وناره . - أغضب على كتاب كرهته ورميته لم أعرف ما بداخله فلسفة كالفيزياء لايفهمها أحد أو هكذا ظنها المؤلف على الأقل , كتب في آخره : أنظروا إلى فلسفتي وشدة تعقيدها . - أغضب على رياضي لاعب كرة ضيع ركلة جزاء في دقائق أخيرة بخر حلم ملايين يشاهدونه , يدعون لأجله ويصلون , أرتسمت على محياه أبتسامة ما أظنها ألا خبيثة . فرغت غضبي الآن وألجمته , قولوا لي ماذا أستفدت , لاأعلم , عدى صوت بداخلي صم آذاني وأزعجني يصرخ فيا ويصرخ لايريد أن يسكت , أستمعت بصمت لما يقول , تفاجأت إذ به يسألني : حسنا تكلمت عن الغضب , بما أحسست , أسعيد الآن , هل شعر بك أحد , لقد دققت مسامير بقسوة داخلي , سوف أنزعها لكن تذكر , بأنها ستترك أثرا لن ينمحي , قلت لها : أعذريني يانفس , قد أخطأت ولن أكررها , فلن أغضب بعد اليوم من أحد , ألا ذاك اللعين الذي يتكلم عن الغضب . |
#7
| ||
| ||
خطابه في الشهرة : ماذا تريد من ذلك , أتصنع أسما لنفسك , أو مكانة في المجتمع , أم مال وفير في حسابك , أخبرني , لأنني لم أفهم حتى الآن , أتحب السير في الشوارع والجميع يلتفون حولك ويلتقطون صورك , أنه الغرور الزائف يارجل , تتخلى عن مبادءك وقيمك التي تربيت عليها وعشتها مذ كنت صغيرا تحكمك قناعاتك , لاتهان أو تصفع , تحط من قدرك وكرامتك من أجل ماذا , كي تطل على الشاشة بكل زيفك وتخبر الناس أكاذيب يعرفونها لكنهم يجاملونك , مجرد التفكير في ذلك يجعلني أضحك ساخرا , فالجميع يعاملك بعقليتك الصغيرة , يصفقون لك زورا وبهتانا , وكأن البهرجة جمعتكم والخداع تغلغل وسطكم والسطحية أصبحت موضوعكم الرئيس . أتظن نفسك مثلا يحتذى به , حقيقة الأمر بأن الأهل في بيوتهم يخبرون أولادهم ألا يكونوا مثلك قدوة , فأنت بالنسبة لهم مجرد مرفه قذر , يعيش عالة على نفسه وأدبه وأخلاقه إن كنت تملكها , تقول أشياء وأكاذيب كتبها أناس غيرك , خجلوا من عارهم فباعوه لكم وأحتفظوا بكرامتهم في منازلهم , المجتمع تدمر بسببكم ليس لشيء , فقط لأنكم تريدون أن تجمعون مالا لاتشبعون منه ولاتملون , فالمال فوق الجميع وتحته وداخل جيوبه , لو أضطركم ذلك أن تضحوا بأغلى مالديكم أبنا أو فتاة أو حتى زوجة . أخترعتم بدعا وأنتجتم خرافات حجتكم الأنفتاح والتطور , أفلام في أحلام , موضة في فوضة , مسلسل في تململ , طرب في كرب , أهذا مابشرتمونا به , أم حفنة حمقى يجلسون خلف طاولة يقيمون صوت ذاك وذاك , جمهورا غبي صدقكم , أحدهم ينبح وآخر يعوي وثالثهم بأنكر الأصوات ينهق , الجميع يطارد أحلاما تشبه سراب ماء وسط صحراء , يخطط حين يصل ماذا سيفعل , كيف سيغط رأسه , وكم سيروي عطشه , يصدم بعدها ليصحى في عالما غير حلمه , كذاك السراب , إذ لا شهرة دخلها ولا حظ تبسم , يلعن حظه ويسب الآخرين , يلقي اللوم على حقدهم وحسدهم , يظن الكذب والضحك على الذقون لعبة سهلة , لم يدري هذا المسكين ماستكلفه , تحتاج شخصا لايستحي يفعل مايشاء ويشتهي . حتى الأطفال والعواجيز أبتلوا بذلك , الجميع يريد العبور من تلك البوابة , الجميع يبحث عن الخلود المزيف , الجميع يبحث عن المجد الضائع , الجميع يخبرنا بأن لديه شيئا مميز ليقدمه للعالم , أنها اللعنة التي أصابت الجميع , أنها الشهرة يارجل . |
#8
| ||
| ||
خطابه في النقاش والصراخ : مابك تصرخ ياهذا , أتظن بصراخك تخيف , جاهلا لن تقنعه , ثق بي , فكل صراخك لايفيد , أما تناقش بأدب أو دعك من قلة الأدب , حوار تصرخ , نقاش تصرخ , ويحك , حتى سؤالا تصرخ , ألا تتعب أو تزهق , يكفيك تزعق . دمرت كل جميل وكل أدب , حتى أحترام معك لاينفع , أخرس يارجل أخرس , صراخك يذكرني بسخافة الكلاب صدقني , ينبح ينبح حتى يفيخ , يعلم نباحه لايفيد , أما معك أكون أو تصرخ , قانونا غبي تطبقه , ليته ينفع أو يقنع أو يرفع , يسقطك ويذمك , ألا تعرف كيف تحدث وتكلم , وجهة نظرا لديك , قلها حللها أثبتها , لكن لاتصرخ . تجلس على طاولة تصرخ , من خلف الباب تصرخ , حتى مع الأطفال تصرخ , خلق وأخلاق ألم تتعلمها , أما درست كيف تحاور , لسانك لايتعب , قلبك لايضعف , أوتظن صراخك بطولة , ويحك , ملئت قلبي قيحا , أي قيح , أنت أسوء يارجل , قولهم الذي قالوه , اللبيب بالأشارة يفهم , والحر يفهم والعبد غير ذلك . ثرثرة لاتنفع , أنت أنت أنت , ثم ماذا , أخبرني , أتريدنا نصدق , لن نصدق , لو فعلت مافعلت , أحترم تحترم , تأدب مع من يجلس أمامك أو من يشاهدك , دعك من هذا , فلتستحي ممن يسمعك , لكن لاذنب لك , مجرد سفيه أحمق , من يكلمك ويناقشك يلام , فلا تستحق , وضيعا غبي من ظنك أهلا لذلك , لم يستمع بضميرا أو يتعمق حين قرأ , خاطبت عالما فغلبته , وخاطبت جاهلا فغلبني . |
#9
| ||
| ||
يحكي قصة (فتاة مجنونة) : دعوني أخبركم هذه القصة التي عايشتها حين كنت في ال 16 من العمر , في عصر يوما ما بينما كنت أنتقل من مكانا إلى آخر دخلت بلدة صغيرة منعزلة رحت أتجول فيها أنظر هنا وهناك حينها لفت نظري فتاة مراهقة بدى عليها الجنون ظاهرا , كان الجميع يضحكون منها ويرمونها بما في أيديهم ويضربونها , في الحقيقة لم يهمني ذلك كثيرا فلقد رأيت من هم أسوء حالا منها . في ذات الليله كنت نائما على أحد الأرصفة في تلك البلدة أستيقظت من نومي في منتصف الليل أخذت أنظر في المكان حولي ما أثار غرابتي كأنني رأيت شخصا من بعيد متوقف وينظر إلى الأعلى , ذهبت إليه لأعرف مالخبر ؟ حينما أقتربت منه تبين لي أنها الفتاة المجنونة كانت في حالة غريبة تنظر إلى السماء أو القمر أو النجوم لا أعرف وتتمتم بكلمات غريبة غير مفهومة , أنتابتني قشعريرة من الموقف , سألتها : مابك ؟ لكنها لم تقل شيئا وكأنني لست متوقفا بجانبها فلم تنظر إلي , لحظات تركتها والحيرة غلبتي من كل ماحدث أنتظرت الصبح القريب أن يأتي كي أعرف حكايتها . بزغ صبح اليوم التالي ضجت المدينة بأهلها , سألتهم : ماقصة هذه الفتاة ؟ قالوا لي : بأنها عندما كانت في التاسعة من عمرها ذهبت عائلتها لزيارة أحد أصدقائهم ماكان يفترض أن تذهب معهم هذه الفتاة لكنها كانت نائمة فتركوها لوحدها في المنزل لأنهم سيعودون سريعا , بالصدفة والحظ العاثر تلك الليلة دخل لصا ليسرق منزلهم فوجد هذه الفتاة نائمة لوحدها فقام بأغتصابها , شيئا فشيئا تدهورت حالتها النفسية بشدة حتى فقدت عقلها وخرجت من منزلهم وأصبحت كما ترى الآن , مما حذى بأسرتها أن تتركها وتنتقل إلى مكانا بعيد . رغم قصة الفتاة المؤلمة لكن شغلني شيئا آخر عما كانت تفعله في الليل , أنتظرت حتى منتصف الليل أن يأتي وبالفعل حضرت الفتاة وتوقفت في ذات المكان ظلت على حالتها كما الأمس تنظر إلى الأعلى , أقتربت منها سألتها مرة أخرى : مابك ؟ أيضا لم تجبني كأنها لم تسمعني , سألتها مرتين أو ثلاث ولكنها لم تتكلم , ذهبت عنها مبتعدا خطوات قليلة وإذ بي أسمع صوت بكاءها توقفت ونظرت إليها , مافاجأني بأنها كانت تنظر إلي أيضا شعرت ببرائتها تلك اللحظة فقالت لي بصوت هادئ : ليتني لم أنم ذاك الليل , ليتني مت قبل هذا . تركتها وجلست وحيدا بعيدا أفكر فيما حدث عرفت بأنها تنظر إلى السماء والنجوم والقمر وتجدها تشبه الليلة التي أغتصبت فيها كأنها تقول ماأشبه اليوم بالبارحة , وبرغم أنها فقدت عقلها وكل شيئا في حياتها لكنها ظلت تتذكر ماحدث لها تلك الليلة ولم ينمحي من ذاكرتها . غططت في سباتي على لحن صوت الفتاة الحزين , أستيقظت من نومي صباح اليوم التالي وكأن شيئا أفزعني , رحت أنظر إلى البلدة شعرت بأن هناك شيئا ما يحدث , سألت : مالخبر ؟ قالوا لي : بأن الفتاة المجنونة أنتحرت قبل قليل (حيث رمت نفسها من على جرف مرتفع). لم أنطق بكلمة حينها لم أعرف ماذا أقول , خرجت من البلدة متأثرا رحت أسير وأسير ولم ألتفت ورائي أو أتوقف , لم تكن لدي الشجاعة لأرى الخزي والعار الذي حصل خلفي في تلك البلدة , لكن في الحقيقة لم أكن متأثرا لأنها أنتحرت أو أغتصبت بل لأن الجميع كان يضربها ويصفعها ويستهزئون بها , فلم يرحمها أحد كلهم تكالبوا عليها حتى أقرب المقربين منها . هناك أشياء تحدث في هذه الحياة تقف أمامها متحيرا , لاتعرف ماذا تفعل أو كيف تتصرف , كأنها حدثت بالصدفة أو هي مجرد فوضى أو طيف مر أمامك أو ربما خيالا لم تره جيدا , أنت هنا ليس أمامك عدى أن تتجاهلها وتجعلها تمر هكذا لأنك لاتستطيع أن تفعل شيء أو ستظل تعيشها إلى الأبد , كقصة هذه الفتاة التي ربما كانت تعيش طفولتها كالأميرة السعيدة في بيتها , لكن فجأة حدث لها كل ذلك وتدمرت حياتها , فأنت لاتعرف من تعاقب ومن الذي تسبب في ذلك , هل المغتصب ؟ أم عائلتها التي تركتها ؟ أم المجتمع الذي حطمها ؟ فالجميع أخطأ في حقها والجميع تسبب في موتها . (يتبع لاحقا) ... |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |