على أي حال..أولجت يدي بجيب حقيبتي الخارجي باحثة عن المفتاح..إلا أني تفاجئت بأن الباب فتح من تلقاء نفسه!تراجعت إلى الخلف و أخذت أحدق بمن فتحه بحيرة..متعجبة من هذا الإسقبال..
-يورا يورا يورا يورا يو..
-توقف بحق السماء ياماتو!
صرخت في وجه ذلك الثرثار الذي استقبلني بصوته المزعج..لقد بدؤوا بإثارة أعصابي قبل أن أدلف البيت!زفرت بحنق و قلت:
-أتركني أدخل ثم تكلم
-حسنا أدخلي..لكن صدقيني الأمر طارئ..أحتاجك!
-اذهب الآن..سأغير ملابسي و آكل شيئًا ثم آتي إليك!
-لا يمكنني تأجيل الأمر..لدي خبرين..الأول يخصك و الثاني يخصني!
خبر يخصني؟و ما هذا؟يا إلهي..أغيب يومًا فأجد الأمور انقلبت رأسًا على عقب!تنهدت محاولة ترتيب الأمور بخلدي و الاستعداد لأي كارثة حدثت أو على وشك الحدوث..أمسكت ياماتو من يده و جررته خلفي إلى الداخل..صعدت الدرج إلى غرفته..دخلت و أغلقت الباب قائلة:
-هيا الآن..تكلم..ما الخطب؟
-حسنًا يورا..أأبتدئ بالخبر الذي يخصكِ أم الذي يخصني؟
-تكلم فقط و خلصني!
-حسنا اجلسي..
جلست على سريره المقزز..يا إلهي..غرفته تثير الاشمئزاز في النفس حقًا..كائنات حية مقتولة و مشرحة في الأرجاء!و كذلك..فضلات جولييت-عنزته-تملأ المكان!جلس قبالتي و استطرد قائلا:
-يورا..أنت أكثر شخص أثق به..و تعلمين جيدًا مشاعري اتجاه هيكاري..
-أجل أعلم..
- يورا..أنا أريد أن أهديها شيئًا ما..و أخبرها بأني أحبها!
-رائع..و ماذا ستهديها؟
طأطئ رأسه للأسفل و لم يعقب على كلامي..إنه لا يملك المال الكافي لشراء هدية لمن يحب..آه..تبا لهذا المال!يريد أن يشتري لها هدية بحجم حبه الكبير لها..لكن هيهات!إنه لا يزال قاصرا و لا يُقبل في أي عمل..فيقوم بتوزيع الجرائد على دراجته..ليجمع بعض المال و يعطيه للعمة هارو كإيجار رمزي للغرفة التي يقطن بها..لديه أحلام عريضة في أن يصبح عالما..لكن لا أمل لمتشرد مثله في هذا المجتمع..مسكين ياماتو..أتفهم حقًا ما يجري معه..و أشعر به..أريد مساعدته ولكن لا أملك الكثير من المال!قفزت من مكاني و أسرعت نحو غرفتي..فتحت خزانتي على مصراعيها و أخذت حصالتي الجميلة..لا املك سوى 35 ين!
أحتاج 20 ين للحافلة ذهابا و إيابا..و 15 لشراء الحلوى المفضلة لي..إذا أعطيته إياها..فلن أشتري الحلوى!
آه..ماذا أفعل..لقد أشفقت على ياماتو حقًا..ما باليد حيلة..وداعا أيتها النقود الجميلة!أخذتها و مضيت نحو غرفته..وضعتها على الطاولة و قلت بمرح:
-هكذا يمكنك شراء شيء للحمقاء هيكاري!
-أنت تمزحين..يورا!
-لست أمزح..خذها..هذا ما استطعت مساعدتك به..فأنا أمر بأزمة كما تعلم!
-شكرا لك..أشكرك من أعماق أعماق قلبي أختي!
قال بسعادة غامرة و هو ينظر إلى القطع النقدية التي أعطيته إياها..كم أحب إسعاد الآخرين!لقد نسيت كل شيء بمجرد أني رأيت ابتسامته و سعادته الكبيرة..هذا رائع حقًا!
ما أجمل أن تحب شخصًا..و ترغب بأن تعطيه كل شيء..حتى حياتك..أشعر أن هيكاري تحب ياماتو..لكن كبريائها لا يسمح لها بالبوح له..لكنه حقًا يحبها..و يتمنى لها كل السعادة و الخير..