تَآرِيخ البِدآيَة:01 :/01/2014
نَبْدَأ عَلَى بَرَكَة الله
الفصل الاول
آه..تَباً لِهَذِه الوِحدَة القَاتِلَة!! إنهَا تُشْعِرُنِي أَنِي أَرْكُضُ
فِي نَفَقٍ لا مُتَنَاهٍ مِنَ الظَلاَم، كَمْ هُوَ قَاسٍ أَنْ تُحِسَ هَكَذَا!!
عَلَيَ العُثُور عَلى أَيٍ شَيءٍ يَنْتَشِلُنِي
مِنْ هَذَا القَبْرِ مُحْكَمِ الإِغْلاَقِ!!
فَتَشْت فِي الدُرْجِ عَلنِي أَجِدُ قَلَمًا أَخُطُ بِهِ كَلِمَاتٍ
تَبُثُ الرُوحَ فِي هَذِهِ الوَرَقَةِ المُصْفَرَةِ التَعِيسَة
!ربَمَا ينْزِلُ عَلِيَ نَوْعٌ من الإِلْهَامِ لأَبْتَدئَ كِتَابَةَ
الجزْء الجَدِيد مِنْ تِلْكَ المقالة التِي وَرَطْتُ نَفْسي
بِكِتَابَتِهَا،تَكَادُ المُدَةُ التِي حدَدَهَا
مُدِيرُ المَجَلَةِ تَنْقَضِي وَأَنَا لَمْ أَكْتُبْ حرفًا وَاحِدًا!!
يَبْدُو أَنَ كين كان علَى حَقٍ فِي قَوْلِهِ أَنِي فَاشِلَة..
آه..حين أَتَذَكَرُسُخْرِيَتَهُ مِنِي أَشعُرُ بالغيظ!
إِنَهُ ناجح في كُلِ شيءٍ يَفْعَلُه!!
كَمَا أَنَهُ يَسْتَهزئ بِي و يَسْتَمْتِعُ بإِزعَاجي!!
-يورا..مُكالمة لكِ
-أخبِرِيهُم أَنِي لَسْتُ هُنَا.
-قُلْتُ لَكِ انزلي..مُدِيرً المَجًلًة التًي تَعْمَلِينَ بِهَا يُريدُكِ.
-إينـــــــــــــــوشي-ســــــــــــــــــــــان؟؟!
لَنْ أَكْذِب،لَقَدْ شَعَرْتُ بالخَوْفِ مِنْ هَذِهِ المُكَالَمَةِ
المُفَاجِئَة مِنْ إِينوشي-سان،خَشَيْتُ أَنْ أَفْقِدَ المَنْصِبُ
العَاشر عَلَى التَوالِي فَي سَنَةٍ وَاحِدَة!
!نَزَلْتُ مُسْرِعَةً وَكأَنَنِي مَجنُونَةٌ فَرَتْ من
مُسْتَشْفَى للأَمْرَاضِ العَقْلِيَة!حتى أَننِي مِنْ فَرْطِ سُرْعَتِي
هَوَيْتُ مِنْ أَعْلَى الدَرَجِ ،حَمْداً لله أَنِي لَمْ أَرتطِمْ بِشَيءٍ
أَثْنَاءَ سُقُوطِي،وَقفْتُ مُسْرِعَةً
غَيْرَ آبِهَةٍ بالعَمَة هَآرو التِي مَا فَتِئَتْ تَسْأَلُنِي
عَمَا إِذَا كُنْتُ بِخَيْرٍ ولاَ سُخرِيَةِ
ابنتها الصَغِيرَةِ هيكاري
الغَبِيَة،و حَمَلْتُ سَماعَة الهاتف،
-مسَاءُ الخَيْر آنسة يورا.
-مَسَاء الخَيْر إينوشي-سان ،كَيْفَ حَالُكَ؟وأَوْلاَدُك؟
وَزَوجَتُك؟وَوَالِدَتُكَ؟و..
-أَخْبَرْتُكِ مِنْ قَبْل أَنِي لَسْتُ مُتَزَوِجًا وأُمِي مُتَوَفِيَةٌ،
لَا يُهِم،أريدُك بِسرعَة،تَعَاليْ حَالاً إِلَى مَكْتَبِي.
-لَكِن أَلَسْت فِي عُطْلَة؟
-قُلْت لك تعآلِي دون نِقآش!
-حَاضِرَةٌ إينوشي –سان!!
إينوشي-سان،يُريدُني بسُرْعَة!رَكَضْتُ نَحْوَ غُرفتِي ،
ارتديت شَيْئًا كَانَ مُلْقًا عَلَى سَرِيري،لَمْ أَتَأَكَدْ مِنْ كَوْنِه
سِرْوَالا أَمْ ثَوْبًا،إرْتَدَيْتُه فَحَسْب.
إينوشي-سان هو الرجل الأَكْثَرُ صَرامَةً فِي اليابان،إِنْ
لَمْ يَكُن الأكْثَر فِي العالَمِ بِأَسْرِه!أَنَا أَعْمَلُ كَسِكْرِتِيرَة لَه
مُنْذُ حَوَالِي الخمسَة أشهر،إِنَه رَجل سَمين مُدَوَّرٌ
طَويل اللسان كثير التذَمر،لا تغيب عن نظره
صغيرة و لا كبيرة،و ما ينفك يهددني بالطرد يوميا!
حسناً،قَد أكون كسولة بعض الشيء
في أداء وظائفي،لكنني لا أستحق منه كل تلك القسوة!
تَبًا لِي،يا لي من حمقاء!نسيت أن أعرفكم عن نفسي،
أدعى يورا ناكامورا،فتاة يابانية كما تعلمون!
أبلغ من العمر 21 سنة،أعيش في العاصمة طوكيو ،
إنها مكان صآخِبٌ جدا
خاصة بالنسبة لفتاة ترعرعت في قرية صغيرة،انتقلت
إلى هنا منذ 4سنوات،أي منذ تخلي الميتم عن الاعتناء بي
و كذلك دخولي الجامعة،أعيش عند العمة هارو،إنها امرأة
لطيفة تِؤجر شقتها الكبيرة لعدد من الناس من بينهم أنا،
نحن نعيش في منزل واحد مثل العائلة،بالنسبة لعلاقاتي
فليس لي الكثير من الأصدقاء،رغم أنني أحب التعرف
إلى الآخرين و مخالطتهم،لدي صديقة تدعى تاكي،
إنها فتاة رائعة جدا،كما أنها تعاملني بلطف و كأنها
تشفق علي ،و كذلك هناك كين،إنه ليس صديقي
و لا أدري لما ذكرته وسط كلامي،
إنه شاب يكبرني بسنة واحدة،
تعرفت إليه عندما كنت في السادسة
من عمري حيث التقيت به حينما زار هو و عائلته قريتنا،
و شاءت الصدفة أن ألتقي به ثانية بعد مضي 15 سنة!
إنه متعجرف و مغرور،يحب نفسه كثيرا و يستمتع
بإيذاء مشاعر الآخرين،إنه بلا إحساس،
لا طالما أحرجني أمام الآخرين و جرح مشاعري!لا
و بل هو يستمتع بإزعاجي أنا على وجه الخصوص!
دعونا من هذا الآن، لَمْ أَفْهَم لِمَاذَا كَانَ الجَميع يُحَدِقُونَ
فِيَ ضَاحِكين هَكَذَا، لَمْ أَهتَم بِهِم كثِيرًا،كَان كُلُ هَمِي
أَن أصِلَ إِلَى مَكْتَبِ إينوشي-سان،
الطَرِق مَمْلُوءَة بالمَارَة،أَغْلَبُهُم عَائِدونَ مِن العَمَل
بعْد يَوْم شَاقٍ وَحافِلٍ،يَا إِلَهِي!لِمَاذَا أَنَا الوَحِيدَة التِي
أُعَانِي للْحُصُولِ عَلَى عَمَل!الجَمِيع فِي اليَابَان يَمْلِكُون مَنَاصِب
شُغْلٍ وَ بُيُوتاً سِوَاي!مَلِلْت مِنْ حَيَاتِي الفَاشِلَة،
لَا أَمْلِك حَتَى كُوخًا أَعِيشُ فيه سَعِيدَة،مَرَتْ سَنَتَيْن
مُنْذُ إِنْهَائِي دِرَاسَتي،لَا يُمْكِننِي أَنْ أَنْجَحَ فِي أَيِ شَيْء،
عِنْدَمَا أَتَيْت إِلَى هُنَا،كُنْتُ أَظُنٌ أَنَ الأُمُورَ كُلَهَا سَتَسِيرُ
كَمَا كُنْتُ أُرِيدُها،لَكِنَ كُلَ مَجْهُودَاتِي كُلِلَتْ بالفَشَلِ ،
عِشْتُ حَيَاتِي فِي مَيْتَمٍ وَحِيدَةً مَنْبُوذَةً مِنَ الجَمِيع،كَبرْتُ
هَكَذَا وَعِشْتُ دُونَ أَنْ تُشْرِقَ الشَمْسَ فِي حَيَاتِي بَتَاتًا،
مَا أَصْعَبَ هَذَا الشُعُور،أَنْ تُوقِنَ أَنَه لَا وُجُودَ لِشَخْصِ يُحِبُكَ،
يَقْلَقُ عَلَيْكَ إِنْ تَأَخَرْت ،يسأَلُ عَنْك إن غِبْت،يُرَحِبُ بك
عِنْدَ عَوْدَتِكَ،شَخْصٌ يُسْعِدُك بِبَسَاطَة،يُعْطِيكَ الحَنَان
الذِي تَحْتَاجه،يُشَجِعُك وَ يَقَفُ بِجَانِبِك،لَقْدْ كُنْت أَعِدُ نَفْسِي
بِأَنَنِي سَأَنْجَحُ فِي المُسْتَقْبَل وَ أُعَوِضُ كُلَ الأَيَامِ
التِي فَاتَتْنِي،لَكِنَ هَذَا لَمْ يَحْدُث،وَلَا أَظُنُ أَنَهُ سَيَحْدُث،
هَا قَد غَرَبَتْ الشَمسُ قَبْل سَاعةٍ ولَا أَزَال أسْرع نَحْو المَكْتَب،
خَطَرَت ببَالِي العَديدُ مِنَ الفَرَضِيَات حَوْلَ هَذَا الاِسْتِدْعَاء الغَريب،
إِلَى أَنْ أَيْقَظَنِي صَوْتُ ضَحِك أَطْفَالٍ:
-آآآي،أَيُهَا الحَمقَى لِمَاذَا تَرْشِقُونَنِي بِالحِجَارَة؟
-لأَنك مَجْنُـــــــــــــــونَـــــــــــة!!
أولَئِكَ المُشَاغِبُون، قَالُوا ذَلِكَ وَ لَاذُوا بالفِرَار سَاخِرِين مِنِي،
هَلْ أَنَا مُهَرِجٌ أَمْ مَاذَا؟لَا بَدَّ أَنَّهُم مُصَابُون
بِنَوْعٍ مِنْ أَنْوَاعِ الهِسْتِيريآ، تَابَعْت طَرِيقِي
مَعَ شَوْقِي الشَدِيد لِمَعْرِفَةَ ماِ كانَ يُريدُه مِني المُديرِ
،سَلَكْتُ طَرِيقًا مُخْتَصَرًا لَم أَمُر به مِنْ قَبْلُ،
كَانَتْ قَد أَخْبَرَتْنِي عَنْه صَديقَتِي تاكي،كَان طَرِيقًا مُوحشًا
وخَالِيًا مِن النَاس،انتابني شُعُورٌ بالخَوْفِ الشَدِيد خَاصَة
وأنها أَظْلَمَت،مَشَيْت بِخُطى مُتَسَارِعة مُرْتَعِشة من الرُعْبِ،
إِلَى أَن سَمِعْت صَوْتًا مُرِيبًا وسَط الأَعشَاب الطَويلَة التِي
حَفَت بجَانِبَي الطَريق،جَعَلَنِي ذَلِكَ أَتجَمَد فِي مَكَانِي وَجِلَةً،
و مَا هِيَ إِلَا لَحَظَات حتَى وَجَدْت نَفْسِي مُحَاصَرَةً منْ قِبَل
مَجموعَة مِنْ قُطَاع الطُرُق ،لَمْ يَكن عَددُهم كَبِيرًا ،
كَانوا ثَلاَثَة فَحَسْب،رَجُلَيْن و امْرَأة،كَانَتْ هَذِهِ الأَخِيرَة
غَرِيبَةً جِدًا،فَقَدْ كَانَت تَرْتَدِي ملَابس َجِدَ خَفِيفَة مَعَ أَنَنَا
فِي عِزِّ الشِتَاء،قَمِيصًا بِلَا أَكْمَامٍ لاَ يَكَادُ يُغَطِي سُرَتَهَا
وَ سِرْوَال قَصِيرٌ يَصِلُ لِمُنْتَصَفِ فَخِذِهَا!! ما إِن رأَيْتهُم ،
حَتَى صَرَخْتُ صَرْخَة مُدَوِيَةً،لَكِنِي لَم أُكْمل صُرَاخِي حَتَى !!
بَل أمسَكتني المَرْأَة مِن الخَلْف
وَوَضَعَت يدَهَا عَلى فمِي لأَسْكُت.
-أُصمُتِي يَا مَجنُونَة،سَتَفْضَحينَنَا!
قَالَت تلْك المَرأة القَاسِيَة، ليُضِيفَ أَحَدُ الرَجُلَيْن، وَقَدْ بَدَت عَلَيه
الحَمَاقَة من عينيه الجَاحِظَتين النَاعِسَتَيْن وأَسنَانُه الشَبِيهَة
بِأَسْنَانِ فِئرَان المَجَارِي:
-أَيَتُها الزَعيمَة،يَبْدُو أَننَا أَخطَئنَا الاخْتِيَار،لَا أظُن أَن هذِه المَجْنُونَة
تَملِك شَيئًا لنَسْرِقَه!!
-مَعَكَ حَقٌ لِأوَلِ مَرَة فِي حَياتِك،إنَهَا مُجَرَد مَجْنُونَة!!
طفَحَ الكَيلُ، لَم أَعُد أتَحَمَل سُخْرية’ هَؤُلَاء مِنِي،
كُلُ مَا فَعَلْته هُوَ أَنِي قُمْت بعَض تِلْك المَرأَة التِي
تَظنُ نَفْسَهَا رَجلاً و هَرَبْت!
-لَنْ تُمْسِكوا بِي أَيُهَا الحَمْقى!!
قُلْت ذَلِك و أَناَ أَرْكُضُ هَارِبَةً،أَثَارَ هَذَا غَضَبَ الزَعيمة ،
فأَمَرَتهم قائِلَة:
-أَمسِكاهَا أَيُها الغَبِيَان،أَحْضِرَاهَا لِي عَلَى الفَوْر!!
وَ هَكَذَا بَدَأَت المُطَارَدَة، كَان أَحدُ اللُصُوص سَمِينًا جِدًا،
لِهَذَا لَم يكُنْ مِن الصَعْبِ الهُرُوبُ مِنْه، لَكِن جَاحِظَ العَيْنَيْنِ
كَانَ سَرِيعًا وَ كَادَ يُمْسِكُ بِي، نَظَرْتُ إِلَى نَفْسِي فَوَجَدْتُ
أَنَنِي أَرْتَدِي ثَوْبًا طَوِيلاً عَرْقَلَ حَرَكَتِي، لَمْ يَكُنْ أَمَامِي خِيَارٌ آخَر،
لَقَد مَزَقْتُ ذَلِكَ الثَوْبَ الطَوِيلَ اللَعِين وَ اِسْتَمْررْتُ بالرَّكْض!
كَانَت الطَرِيقُ طَوِيلَةً بَعْضَ الشَيْء، لَكِنَنِي اِسْتَجْمَعْتُ قِوَاي
وَ رَكَضْتُ بأَقْصَى سُرْعَةٍ مُمْكِنَة، وَ مَا زَادَ مِنْ قُوَتِي
هُوَ الغَضَبُ الذِي تَأَجَجَ بِدَاخِلِي جَرَاءَ سُخْرِيَةِ
هَؤُلَاءِ الحَمْقَى مِنِي،
و أَخِيرًا، اِنْتَهَىْ ذلْكَ الطَرِيقُ المختصر اللعين،ْخرجتُ
مِنْ فَتْحَةٍ ضَيِقَةٍ وَسَطِ تِلْكَ الأَعْشَاب ،لأَجِدَ نَفْسِي
وَسَط السَاحَةِ الكَبِيرَة التِي ضَجَت بالنَاس،اِسْتَطَعْتُ
لِحُسْنِ الحَظِ أَنْ أُضَيِعَ اللُصُوص وَسَط المَارَة.
أُفٍ،وَصَلْت و بَعْدَ عَنَاءٍ إِلَى المَبْنى الذِي يُوجَدُ فِيه
مَكْتَب إينوشي-سان،صَعَدْتُ الدَرَج الطَويل لاَوَاعية ،
فَتَحْتُ بَابَ المَكْتَبِ دُون حَتى طَلِب الإِذْن،مَا إِنْ فَتَحْتُ
ذَلِكَ البَاب،دُهِشْتُ وَصُدِمْتُ وصُعِقْت!!لَقَد وَجَدتُه هُوَ،أَجلْ هُو،كـــــــــــــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــن!!!
كَانَ يَجْلِسُ هنَاك،فِي كُرْسِي إينوشي-سان،
رَفع عَيْنَيْه السَودَاوَتَان لِيَرْمُقَنِي بِنَظْرَتِهِ السَاخِرة تلك!اِ
بْتَسَمَ ابْتِسَامَة مَلِيئَةً بالاستهزاء، ليَبْدأَ بالضَحِك الهِسْتيرِيٍ
الذِي يُثِيرُ جُنُوني بِه،
- مَاذَا تَفْعَلُ هُنَا بِحَقِ السَمَاء؟أَيْنَ إينوشي-سان؟
- منْذُ مَتَى لَمْ تُسَرحي شعرَكِ؟
-مــــــــــاذَا؟
أَجَبْتُه بِغَبَاء.وَضَعْتُ يَدِي عَلَى شَعْرِي،يَا إِلَهِي!!
لَمْ اُسَرِح شَعْرِي مُنْذُ خَمْسَةِ أَيَام!
-يَا لَكَ مِنَ بَلْهَاء، أُنْظُرِي إِلَى نفْسِك، تَبْدِينَ مَجْنُونَة!
اِخْتَلَطَت في دَاخِلِي مَشَاعِر الغَضَبُ والخَجَل، يَا لِي مِنْ غَبِيَة،
هَا أَنَا أَضَعُ نَفسِي مَرَةً أُخْرَى فِي مَوْقِفٍ مُحْرِج أَمَامَهُ
وأَدَعُه يَسْخَرُ مِنِي، لَمْ أَتَمَالَك نَفْسِي عِندَمَا تَذَكَرْت
كُلَ أولَئكَ الذِينَ سَخِرُوا مِنِي فِي الطَرِيق، كَيْف
وَضَعت نَفْسِي فِي مَوقفٍ كَهَذَا؟أَنَا حَمْقَاءٌ بِحَقٍ! ودُونَ
رَغْبَةٍ مِني،
بَدَأَت دُمُوعِي تَنْهَمِرُ مِنْ عَيْنَي بِحُرْقَة، لَكِنَ المُفَاجَأت
توَقَفَ كين عَن الضَحك وَ أخَذَ يَنْظُرُ إِلَيَ مُنْدَهِشاً.
-يورا؟
لَمْ أَرُدَ عَلَيه، أنَا أَكْرَهه، أَكْرَهُ عيْنَاه الجَمِيلَتَان وَ شَعْرُهُ المٌذْهِل،
لَوْ كُنْتُ أَمْلِكُهُمَا لأَصْبَحْتُ عَارِضَةَ أزْيَاء مَشْهُورَةً
وَ ارْتَحْتُ مِنَ البَحْثِ عَنْ عَمَل!مُنْذُ تعرفت بِه،
كَانَ يَسْتَهْزئ بِي وَيَسْخَرُ مِنِي،بَلْ
و كَانَ يَقُول للجَمِيع أَنِي معْجَبَة بِه!
-يورا..هل..هَلْ أَنْتِ تبْكِين؟
قَالَ مُتَعَلْثِمًا و قد اقترب مني،لَكِن هَذه المَرةَ،لَمْ أَصْمُت
كَبَاقي المَرَات،كُل وِعَاء يَفيضُ بِمَا فِيه،وَأنَا ضِقت ذَرْعاً
بِمُعَامَلَتِه لِي،استجمعت قِوَاي ،وَرَفَعتُ يَدِي لأصفَعَه صَفْعةً
حَمَلَت كُل غَضبِي وحَرَجي وَمَلَلي وفَشَلي،وحَتى..غَيْرَتي!!
-أنَا أَكْرَهُك كين،أَكرَهُكَ أَيهَا المُتَعَجرِف!
زادت حدة بُكَائي حَتَى أَننِي بَكَيْت بِصَوْت مُرتفع،
لَقَد أخرجْت كُل تٍلكَ المَشَاعر الُمزْعِجَة التي كانَتْ بِدَاخِلِي،
أَما هُوَ، فَلَمْ يُحَرِك سَاكِنًا، اِكْتَفَى بِالنَظَر إِلَيَّ
وَاضِعًا يَده عَلَى وَجهه ، مَرَت بُرْهَةٌ مِنَ الزَمَنِ
وَ أَنَا عَلَى تِلْكَ الحَالَة،لَقَد جَرَحَ مَشَاعِرِي
وَ آذَانِي كَثِيرًا،أَشْعُرُ وَ كَأَنَنِي أُرِيدُ أَنْ تُفْتَحَ الَأرْضُ و تَبْتَلِعنُي،
لَمْ أَسْتَطِع البَقَاء أَكْثَرَ هنَاك،كَانَ كُلُ مَا فَعَلْتُه أَنِي خَرَجْتُ
وَ صَفَعْت البَاب بِكُلِّ مَا أُوتِيت مِنْ قُوَة،
غَادَرْتُ المَكَان رَاكِضَة مُحَاوِلَةً كَبْحَ دُمُوعِي ،
كَانَت الشَوَارِع قَدْ أَصْبَحَتْ شِبْهَ خَاوِيَة،
الجَمِيع الآنَ فِي مَنَازِلِهِم يَنْعَمُونَ بالدِفْء،شَعَرْتُ أَنَنِي
رَكَضْت كَثِيرًا فَتَوَقَفْتُ وَسَطَ السَاحَةِ المَرْكَزِيَة الفَارِغَة،
رَفَعْتُ عَيْنَاي الْمُحْمَرَتَان لأَنظُرَ إِلَى السَاعَةِ الكَبِيرَةِ التِي
تَوَسَطَت السَاحَة،كَانَت تُشِيرُ إِلَى العَاشِرَةِ لَيْلًا،
لَقَد تَأَخَرَ الوَقْتُ كَثِيرًا خَاصَةً وأَنَنَا فِي فَصْلِ الشِتَاء،
وَكَانَت السَمَاء عَلَى وَشَك أَن تَصُبَ نِبَالَهَا عَلَى الأَرْض،
أَحْسَسْتُ بالبَرْد ففَضَلْت الرَكْض للوُصُولِ للمَنْزِلِ
قَبْل هُطُولِ المَطَر،لَكِنَ صَوْتًا مَأْلُوفًا نَوْعًا مَا اسْتَوْقَفَنِي قَائِلاً:
-هَا قَدْ وَقَعْت فِي يَدِي أَيَتُهَا المَجْنُونَة!
اِسْتَدَرْتُ بِخَوْفٍ شَدِيدٍ، لأَجِد المَرْأَة غَرِيبَة الأَطْوَار
مِنْ عِصَابَةِ قُطَاعِ الطُرُق، لَكِن هَذِه المَرَة كَانت بِرُفْقَة
سَبْعَةِ رِجالٍ أَشِدَاء! تَسَارَعَتْ دَقَات قَلْبِي وَ تَجَمَدَّ الدَمُ فِي عُرُوقِي،
وَ لَمْ أَقْوَى عَلَى الحَرَكَةِ حَتَى.
-أَمْسِكُوهَا!
أَمَرَتْهُم الزَعِيمَة القَاسِيَة،لِيَنْقَضُوا عَلَيَ وَ يُمْسِكُونِي بِقُوَة،
حَاوَلْتُ الهَرَبَ لَكِن لَا جَدْوى،اِقْتَرَبَت الزَعِيمَة مِنِي و أَمْسَكَتْنِي
مِنْ شَعْرِي وَ قَالَت مُحَاوِلَةً اِبْتِزَازِي:
-كَمْ سَيَدْفَع أَهْلُكِ مُقَابِلَ سَلَامَتِك؟لَوْ كُنْتُ مَكَانَهُم
لأَقَمْت حَفْلًا بِمُنَاسَبَةِ التَخَلُصِ مِنْك!
إِلَا إِذَا كَانَ وَالِدَاك غَبِيَان مِثْلَك!
أَثَارَت هَذِه المَرَة جُنُونِي عِنْدَمَا تَكَلَمَت عَلَى وَالِدَاي بِسُوء،
فَقُمْتُ بِرَكْلِهَا بِقَدَمِي وَقُلْتُ بِغَضَبٍ:
-إِيَّاك و التَحَدُث عَنْ وَالِدَاي أَيَتُهَا الحَقِيرَة!
حَسَنًا،لَقَد أَغْضَبْتُهَا هَذِه المَرَةً حَقًا،أَمْسَكَتْنِي مِنْ
يَاقَة ثَوْبِي وَ جَذَبَتْنِي إِلَيْهَا لِتُرْدِفَ بِغَضَبٍ:
-كَيْف تَجَرَأْت عَلَى لَمْسِي؟سَوْفَ أَجْعَلُكِ تَنْدَمِينَ
عَلَى اليَوْمِ الذِي وُلِدْتِ فِيه!
وَ رَفَعَت يَدَهَا لِتَصْفَعَنِي صَفْعَةً قَوِيَةً، دَفَعَتْنِي بَعْدَهَا
لَأَسْقُطَ عَلَى الأَرضِ،وَ صَرَخَت لِكِلَابِهَا أُولَئك:
-لَا أُرِيدُ رُؤْيَتَهَا مُجَدَدًا ، تَخَلَصُوا مِنْهَا فَحَسْب،مَفْهُوم!
وَ تَرَكَتْنِي مَعَهُم لِتَرْكَبَ سَيَارَتَهَا وَ تُغَادِر،
حَاوَلْت الجُلُوس بِخَوْفٍ َشدِيد،تَكَوَرْت عَلَى نَفْسٍي
وأَخَذْتُ أُحَدِق بِوُجُوهِهِم المُخِيفَة وَ هُم يَنْظُرُون إِلَيَّ
بِتِلْكَ الطَرِيقَة،كُنْتُ أَبْكِي بِشِدَة و أَقُول:
-أَتَوَسُل إِلَيْكُم أُتْرُكِونِي أَذْهَبُ وَ سَأُعْطِيكُم مَا تُرِيدُون.
-نَحن لَا نُرِيد المَال،لَقَد سَمِعْت الزَعِيمَة بِنَفسِك.
قَالَ أَحَدُهُم وَ قَدْ أَمْسَكَنِي مِنْ يَدِي وَ جَذَبَنِي إِلَيْه، لِيُرْدِف:
-فِي النهَايَة ..يجب تنفيذ أوامر الزعيمة،صغيرتي..
-أُتْرُكْنِي،لَا أُرِيد الذَهَابَ مَعَك،أُتْرُكْنِي.
صَرَخْتُ بَاكِية بِكُل قُوَتِي،شَعَرْتُ باليَأْس،بالحُزْن الشَدِيد،
لَوْ كُنْتُ أَمْلِك شَخْصًا مَا أَثِقُ بِأَنَه سَيُنْقِذُنِي،
سَيَحْمِينِي الآنَ قَبْلَ أنْ أَخْسَرَ حَيَاتِي،أَهَذِه هِيَ نِهَايَتِي؟
هَلْ سَأَمُوتُ وَحيدَة كَمَا عِشْتُ طَوَالَ حَيَاتِي؟
لَا أُرِيدُ أَن أَذهَبَ مَعَ هَؤُلَاء،لَا أُرِيد...
-أُترُكوها..هَذِه الفتآة مِن مُمْتَلَكآتِي الخَآصَة مِنَ الآن فَصَآعِدآ..
صَوْت بآرِدٌ هآدِئ أَنْقَذَنِي فِي آخِر لَحْظَةٍ،بَعْدَ أَنْ شَعَرْتُ
بأَنَّنِي اِنْتَهيْت تَمَامًا،لَمْ أَسْتَطِعْ أَن أَنْظُرَ لِأَرَى مَن كَان،
كُلُ مَا أَعْلَمَه هُوَ أَنّهَ قَضَى عَلَيْهِمْ جَمِيعًا،
لَمْ أَسْتطِع الثَبَات أَكْثَر،فَسَقَطْت عَلَى الأَرْض
مُغْمًا عَلَيَّ،أَحْسَسْت بِيَدَيْن دَافِئَتَيْن حَمَلَتَانِي ،
لَكِنِي شَعَرْت بِاطْمِئْنَان شَدِيد وَ سُرْعَان مَا
دَخَلْت فِي سُبَات عَمِيق..
^*^
مَرْحَبًآ مُجَدَدًآ..إِشْتَقْت إِلَيْكُم هههههه.
ثَرْثَآرَة هيَ يُورآ!لَمْ تُتِح لِي الفُرْصَة لِأَتَكَلَم!
المُهٍم،،
أَتَمَنَى أَنْ يَكُون الفَصْلُ الأَوَّل قَد حَآز إعْجَآبَكُم،،
-كَيْفَ كآن الفَصْل؟؟
-هَلْ الطُول مُنآسِب؟
-مآذآ عَنْ الشَخْصِيَآت؟؟
- التَقْييم من عَشَرَة؟؟
أرْجُوا إنْتِقَآدِي و الإشآرَة إِلَى النَقآئِص مِن فَضْلِكُم
+
أَرْجُوا تَفَآدِي الرُدُود السَطْحِيَة>>مُهِم جِدًآ
+
لآ تَنْسوُا اللآيك+التَقْييم+المُتآبَعَة