01-04-2014, 10:30 PM
|
|
أَأَشْرَقَت الشَمْس بِهَذِهِ السُرْعَة؟لَا أَزَال أَشْعُرُ بِنُعَاسٍ شَدِيدٍ،
كُلُ جَسَدِي يُؤْلِمُنِي وَ كَأَنَنِي تسلقت إلى أعلى قمة إفرست!،
غَطَيْت رَأْسِي بالكَامِل حَتى لَا تَتَسَللَ أَشِعة الشَمسِ إِلَيَّ
لَكِنَهَا مَا بَرِحَت تُلِّحُ عَلَى إِيقَاظِي،فَتَحْتُ عَيْنَاي ببطء شَدِيدٍ،
لأَتَفَاجَئ بِمَا رَأَيْت،لَقَدْ وَجَدْت نَفْسِي فِي مَكَانٍ غَرِيبٍ
لَمْ تَطَأْه قَدَمِيَّ قَط،بَدَا كَغُرْفَة مَلِكٍ أَوْ أَمِيرٍ،
كَانَت غُرْفَةً شَاسِعَةً مَفْرُوشَةٌ بِأَرْوَعِ أَنْوَاعِ الأَثَاثِ الفَاخِر، بهَا شُرْفَةٌ وَاسِعَة مُطِلَةٌ عَلَى حَدِيقَة غَنَّاء،
الجُدْرَانُ مَطْلِيَةٌ بِلَوْنٍ أَبْيَضَ ،بَيْنَمَا كَان
الأثاث مِنْ خَشَبٍ أَسْوَد رَائِع،وَ لَكِن أَكْثرُ مَا لَفَت انتباهي
هُوَ تِلْكَ المِدْفَأة الجَمِيلَة التِي كَانَتْ نِيرَانُهَا الحَمْرَاء
النَهِمَةُ تَلْتَهِمُ الخَشَبَ بِشَرَاهَةٍ،
جَعَلَنِي ذَلِكَ المكان أَشْعُرُ بِرَاحَةٍ لَمْ أَشْعُرْ بِهَا مِنْ قَبْل،
نَظَرْت إِلَى نَفْسِي فَوَجَدْت أَنِي أَرْتَدِي
مَلَابِس غَيْرَ ثَوْبِي المُمَزَق،أَيْنَ مَلَابِسِي؟ومَاذَا أَفْعَلُ هُنَا؟
مَا الذِي حَدَث بِالأَمْسٍ بَعْد أَنْ أُغْمِيَّ عَلَيَّ؟
تَحَوَلَ شُعُورِي الجَمِيلُ إِلَى خَوْفِ شَدِيدٍ،قَفَزْتُ
مِنْ عَلَى السَرِير وَ نظَرْتُ فِي المِرْآَة، هُنَالكِ
مَنْ صَفَفَ شَعْرِي الأَشْعَث كَذَلِكَ!أَرَدْت حَقًا التَعَرُفَ
عَلَى مَنْ َساعَدَنِي، لَكِنَنِي شَعَرْتُ بالخَوْفِ
بِمُجَرَدٍ التَفْكِيرِ بالمَوْضُوع، عَلَيَّ إِيجَادُ حَلٍ الآنَ،
وَبَيْنَمَا أَنَا غَارٍقَةٌ بالتَفْكِير، إِذَا بالبَابِ يَنْفَتِح لِيَدْخُل شَخْص
لَمْ يَكُنْ وَارِدًا فِي حِسَابَاتِي،إِنَه كـــــــــــــــــــــين مَرَةً أُخْرَى،
أَصَابَتْنِي صَدْمَةً
لَمْ أُصَبْ بِمِثْلِهَا فِي حَيَاتِي،لِمَاذَا عَلَيَّ أَنْ أَجِدَه أَيْنَمَا ذَهَبْت؟ -صَبَاحُك سَعِيدٌ أَيَتُهَا الأَمِيرَة يُورَا،أَرْجُو أنَكِ نِمْتِ جَيِدًا لَيْلَةَ أَمْس. قَالَ وَ هُوَ يَنْحَني لِي سَاخِرًا مِنِي كَعَادَتِه،فأَجَبْتُهُ بِغَضَبٍ : -أَهَذَا أَنْت أَيُهَا الـــ.... -عَلَيْكِ أَنْ تَكُونِي أَكْثَرَ لَبَاقَةً فِي حَدِيثِكِ مَعَ مَنْ أَنْقَذَك،
و قَدْ نِمْت بِسَبك فِي غُرْفَة غير غُّرْفتي،و لَا تَعْمَلُ بِهَا المِدْفَأَة،
أَلَيْسَ كَذَلِك؟ أَيَقُولُ إنه أَنقَذَنِي؟لَا أُصَدِق هَذَا، انَهُ يَكْذِبُ قَطْعًا، يَا إِلَهِي
سَأُصَابُ بِسَكْتَةٍ قَلْبِيَة، مَا الذِي يَحْدُثُ مَعِي! -مَا الذِي تَفْعَلُه هُنَا؟ -مَا الذِي أَفْعَلُه؟!آنِسَتِي، هَذِه غُرْفَتِي،
وَ هَذَا الذِي كُنْتِ نَائِمَةً علَيْه سَرِيرِي،لَقد إستغنيت عنه
وَ نِمْت بغرْفَة أخرَى لأَجلك. رَدَّ عَلَيَّ بِهُدُوئه واِبْتِسَامَتِه الجَذَابَة، أَحْسدُه عَلى وَسَامَتِه
التِي لَا يُمْكِنُنِي إِنْكَارُهًا!!لَا يُمْكِنُنِي حَتَى أنْ أقُولَ أَنَه بَشِع!
لَكِنْ،مَاذَا قَالَ للتَوْ؟!أَنَا..نَائِمَة فِي غُرْفَةِ كِين؟لَا يُمْكِنُنِي
اِسْتِيعَاب الأمْر،أَنَا فِي مَنْزِلِ كـــين!نَظَرْت إِلَيْه نَظْرَة غَرِيبَةً
بِقَدْرِ مَا كَانَتْ مَلِيئَة بالدَهْشَة،لِأَقُول: -كَفَاكَ مُزَاحًا، لَا يُمْكِن أَنْ أَنَام فِي غُرْفَتِك -وَلِمَ لَا؟ لَمْ أَحْتَمِل كَلِمَاتِه أَكْثَر،وَ مِنْ دُون رَغْبَةٍ مِنِي صَرَخْت
بِكُل مَا أُوتِيت مِنْ قُوَة،لَكِنْ لَمْ تُتَح لِي الفُرْصَة بإكمال صَرْخَتِي
مَرَةً أُخْرَىَ،لِماذَا أَنَا فَاشِلَة حَتَى بالصُرَاخ!؟
لَقَدْ أَمْسَكَنِي وَ أَغْلَقَ فَمِي مُرْدِفًا: -أُصْمُتِي أَيَتُهَا الغَبِيَة،سَيَسْمَعُونَك!
-أُتْــــــرُكْـــــــنِي! قُلْت ذَلِكَ وَ دَفَعْتُه بَعِيدًا عَنِي، يَبْدُو أَنَه لَا أَحَدَ يَعْلَمُ بِوُجُودِي هُنَا،
أَثَارَ هَذَا الأَمْرُ ِاسْتِغْرَابِي، إِنْ كَان وُجُودي يُسَبِبُ لَهُ المَشَاكِل،
فَلِمَاذَا أَحْضَرَنِي وَهُوَ الذِي لَا يُطِيقُنِي؟فَضَلْتُ أَنْ أَصْمُت
و َ اَنْتَظِرَ مَا سَيَقُولُه، مَرَت بُرْهَة لَمْ يَتكَلَمْ فِيهَا أَحَدُنَا،
إِلَى أَنْ سَمِعْنَا صَوْتَ أَحَدٍ قَادِم،فَقَالَ لِي كِين بِصَوْتِ مُنْخَفِض: -أَسْرِعي وَ اِخْتَبِئِي فِي الشُرْفَة،وَ إِيَاكِ أَنْ تُصْدِرِي صَوْتًا! لَمْ أَنْطَق بِكَلٍمَةٍ وَاحِدَة،كُلُ مَا فَعَلْتُه هُوَ أَنِي اختبأت
كَمَا أَخْبَرَنِي،لَمْ أَفْهَم لِمَاذَا أَفْعَلُ أَحْيانًا أَشْيَاء يَؤْمُرُنِي
بِهَا أَيُ شَخْصٍ مَهْمَا كَان،وَ كَأَنِي أَمْلِكُ حَاسَةً سَادِسَةً
لِتَمْيِيز الصَوَابِ مِنَ الخَطَأ ،رُبَمَا حَيَاتِي القَاسِيَة أَكْسَبَتْنِي إِيَّاهَا،
جَعَلَتْنِي لَا أَثِقُ بالآَخَرِينَ بِسُهُولَة،
لَكِن هُنَاك أَشْخَاصٌ يُرْغِمُوننِي عَلَى الثِقَةِ بِهِم
لأَنَهُم يَمْلِكُونَ شَيْئًا مَا لَا أَعْلَمُ مَا هُوَ،
قَدْ يَكُون كِين وَاحِدًا مِنْهُم،أَشْعُرُ أَنَهُ
لَيْسَ كَمَا يُرِيدُ أَنْ يَظْهَر،صَحِيحٌ أَنَهُ يُزْعِجُنِي كَثِيرًا لَكِنِي
وَاثِقَة أَنَه يَمْلِكُ قَلْبًا طَيّبا،أَنَا لَا أَكْرَهُه كَما أَدَعِي حَتْمًا،
وَ لَا هُوَ يَكْرَهنِي،لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَما أَنقَذَنِي مِن المَوْت،
اِخْتَبَأْتُ فِي الشُرْفَةِ وَ قَطَعْت أَنْفَاسِي،
وَ أَخَذْت أَتَرَقَبُ بِهُدُوء شَدِيد،فُتِح البَاب وَ... إينُوشي-سَان!!
مَا عَلَاقَة كين بإينُوشي-سَان؟لِمَاذَا يَعِيشان مَعًا؟
وَضَعْت يَدَيَّ عَلَى فَمِي حَتَى لَا أُصْدِرَ صَوْتًا،
وَتَابَعْت الإِنْصَات إِلَيْهِمَا بِصَمْت: -سَمِعْت صَوْتَ صُرَاخ اِمْرَأَةٍ قَادِمٍ مِنْ هُنَا، أَتَعْرِفُ مِنْ أَيْن؟ -لَا..إِطْلَاقًا..لَمْ أَسْمَع شَيْئًا عَمِي،رُبَمَا كَانَت إِحْدَى الخَادِمَات. عَمُه؟مَا هَذِه الوَرْطَة يَا إِلَهِي!لَو عَلِمَ إينُوشِي –سَان
أَنِي نِمْتُ فِي مَنْزِلُه سَوْفَ يَطْرُدُنِي مِنَ العَمَلِ حَتْمًا!
هَذَا كُلُه بِسَبَبِ كِين الأحْمَق!وَلَكِني وَ مِن فَرْطِ حَمَاقَتِي
أَوْقَعْتُ مِزْهَرِيَةً كَانَتْ عَلَى الشُرْفَة! -مَا هَذَا ،كِين؟ -لَا عَمِي،أَقْصِد ..الرٍيح قَوِيَةٌ اليَوْم فَقَط!أَجَل الرِيح
أَسْقَطَت المِزْهَرِيَة،لَيْسَ هُنَالِك أَحَد. قَالَ مُتَعَلْثِمًا وَ هُوَ يُغْلِق أَبْوَاب الشُرْفَة بِتَوَتر،أُف!
نَجَوْتُ بِأُعجُوبَة!لَقَد غَادَرَ إينوشي-سان رَغْمَ أَنَه لَم يَقْتَنِع،
وَظَلَّ يُحَدِق بالشُرْفَةِ مُطَوَلًا،تَنَهَدْتُ تَنْهِيدَةً عَمِيقَةً وَ خَرَجْت مُرْدِفَة: -كَادَ يَكْتَشِف الأمْرَ، ذَاك العَجُوز المُزْعِج. أَنْتِ، ،لَا تَنْسَيْ أَنَكَ تَتَكَلَمِين عَلَى عَمِي! -هَل حَقًا إينُوشي –سان عَمُك؟ -أَجَل،إِنَه كَذَلِك،العَجُوز إينوشي المُزعِج شَقِيق وَالِدِي. -أتمنعني مِن مُنَادَاتِه بالمُزْعِج وَ تَفْعَلُ أَنْت ذَلِك!
دَعْنِي عَلَى الأَقَل أَقُولُهَا خَلْفَ ظَهرِه!! ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ... أَحْضَرَ لِي كِين ثوبًا لارتديه،كَانَ جَمِيلَا حَقًا وَ بَدَا غَاِلِيَ الثَمَن،
كَمَا أَنَه نَاسَبَنِي وَ أَظْهَرَنِي رَائٍعَةً جِدًا!!لَمْ أَر نَفْسِي جَمِيلَة
بِهَذَا القَدْرِ مِن قَبْل!!رُبَمَا لِأَنِي لَا أَمْلِكُ المَال الذِي يَجْعَلُنِي حَسْنَاء،
لَكِن هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ المَال يَشْتَرِي كُلَّ شَيْء؟
لَا يُمْكِنُنِي العُثُورُ عَلَى إٍجَابَةٍ لٍأَنٍي لَا أَمْلِكه حَالِيًا، لَكِنِي
مُتَأَكِدَةٌ مِنْ أَنّه لَا يَشْتَرِي السَعَادَة و لَا الحُب،
لِأَنَ الحُبَّ شُعُورٌ تَكْسِبُه مِنَ الآَخَرِين بِإِخْلَاصِكَ وَوَفَاءِك لَهُم،
وَ بِطِيبَةِ قَلْبِكَ وَصَفَاءِك وَصِدْقِ مَشَاعِرِكَ اِتِجَاهَهُم،
كُنْتُ جَالِسَةً فِي الشُرْفَةِ أَتَأَمَلُ الحَدِيقَة وَ أُفَكِرُ بِشُرُود،
فَلَم أُحِس حَتَى بِدُخُولٍ كِين الذِي تَسَلَل
كَلِصٍ مُحْتَرِفٍ إٍلَى الغُرفَةِ وَ بِمَكْرِه المُعْتَاد،إقْتَرَبَ مِني
مُبْتَسِمًآ إبتِسآمته الجَذآبة التِي أحسُده عَلَيْهآ، وَأَرْدَفْ: -تَبْدِين مُذهِلَة،يُورا،أَيْنَ كُنْتِ تُخْفِين كُلَ هَذَا الجَمَال صَغِيرَتِي؟ أدَرْت رَأسِي للجِهَة الأُخْرَى وأنا أحاول إخفاء الخجل الشديد
الذي غَزا قسمات وجهي،وقلت بغضب: -ألزم حدودك أيها الأحمق!و إلا.. -وإلا ماذا؟كل ما في الأمر أنك جد جَمِيلَة
بهذه الثياب،ثم ،ماذا ستفعلين إن لم "ألزم حدودي"؟! قال و هو يَلْعَب بِخصلآت شَعْرِي البُنِيَة،
ما الذي يريده مني هذا المغفل الآن؟
أَبْعَدْت يَدَه عَنِي وَ تَرَآجَعْت غَآضِبَة،لِاُرْدِف: -إِخْجَل مِنْ نَفْسك يآ أحْمَق،وَ إلآ سَأجْعَلُك تَنْدَم. -هه..وَ مَآذَآ سَتَفْعَل الأمِيرَة الخَرْقآء الشَريرَة
بالأمير الوَسِيم الطَيِب الذَكِي الرآآآئع! لَقَد أَغْضَبَنٍي هَذَآ الأَخْرَقُ حَقًآ الآن..
وَ ببساطة اتجهت نحوه و دست على قدمه
بكل ما أوتيت من قوة! -آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآي!!أيتها المتوحشة البدائية!!
لقد كدت تكسرين قدمي! -إن أزعجتني مرة أخرى..سأكسره!! -من تظنين نفسك؟الفتاة الخارقة؟
أنت مجرد بدائية من العصر الحجري المتحجر!! -ماذا تقول؟
أما أنت فمجرد طفل كبير مدلل،
لا تجيد سوى الكلام و الكلام و الكلام! -ألزمي حدودك أيتها المجنونة! -سأريك من المجنون منا أيها الأبله! أمسكت إحدى الوسائد التي كانت بجانبي
و ألقيتها بكل قوتي عليه،لا بد أني آلمته!
حمل الوسادة و نظر إلي نظرة مخيفة
مليئة بالتوعد بالانتقام و أردف: -ستندمين لإعلانك الحرب ضدي! ليلقي الوسادة علي،و يا ليتها وسادة واحدة!
لقد هاجمني بكل الوسائد التي كانت على السرير،
و لم يترك لي الفرصة للدفاع عن نفسي البتة!
فقمت بحمل أكبر عدد ممكن و رددت الهجوم،
مضى وقت طويل و نحن نتشاجر بالوسائد،
لقد أحسست أني طفلة في الرابعة من العمر،
كنت حقا بحاجة مع كل هذا الضغط الذي أتعرض إليه
هذه الأيام إلى اللهو قليلا،
و من كان يظن أني سألعب مع كين! حسنا،سأعترف،
لقد جعلني كين أضحك كما لم أضحك منذ زمن،
إنه ليس شريرا لتلك الدرجة على أي حال! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ خرجت أنا و كين من المنزل بعد خروج إينوشي سان،
و قد تفا جئت من كونه قد حرص على تحذير
الخادمات من البوح بشيء لعمه،
فقد كانت هناك العديد من الخادمات الجميلات
في ذلك القصر الضخم،هن من تولين الاعتناء بي الليلة الماضية. اصطحبني كين معه إلى مكان جد جميل يقع
أعلى ناطحة سحاب،لقد كان مطعما
من المطاعم الغريبة باليابان،فبإمكانك
رؤية المدينة بأكملها من أعلاه،و ما زاد المنظر جمالا ،
هو أشعة الشمس التي كانت قريبة منك لحد
أنه يخيل لك أنك ستلمسها،
خاصة وأننا في فصل الشتاء حيث أنه من النادر
رؤية الشمس بهذا الوضوح،جلست في طاولة قريبة من الحافة
و أخذت أتأمل المدينة المكتظة،الناس كثيرون
في هذه الشوارع التي ضاقت ذرعا بهذا الروتين الممل،
كل يوم نفس الأشخاص بنفس الهيئة و نفس
الوجوه الغاضبة الجامدة يتجهون لنفس الأماكن
في نفس الأوقات و يتكلمون نفس الكلام!!
لا بد أن هذه الطرقات قد ضجرت من هذه العملية المتكررة يوميا،
و لكن،و من جهة أخرى،فإن هذه الشوارع و الطرقات
قد حفظت نفسيات البشر و تفكيرهم المختلف،
و لاشك أنه من وقت لآخر يمر أحد الأشخاص
و يكون شاذا عن القاعدة المعتادة،
فيقطع هذا الروتين بفعل شيء ما،
فيصير أسطورة و يتحدث الجميع عنه ،
بينما لم يكن إنجازه سوى أنه حطم قيود
القواعد و جاء بفكرة جديدة أو قام بعمل مختلف
خرج به عن المألوف،حقا ،
إن الاختلاف شيء جميل،يجعلك تتعلم الكثير،
و يضفي على الحياة لونا جميلا
يقطع صمت الأبيض و الأسود،بدأت أفكر الآن
في أن أخرج أنا كذلك عن العادة،
و أجرب أن أكون مختلفة،
لعل هذا سيخرجني من دوامة الفشل ا
لتي ابتلعتني مؤخرا! -يا أنت..ألن تتناولي فطورك؟ أجل، كدت أنسى أني هنا من أجل هدف نبيل !
أنا جائعة و هدفي هو الأكل الآن!نظرت إلى الطاولة الجميلة
المملوءة بكل أنواع الطعام التي أعرفها و التي لا أعرفها!
زاد هذا من حدة جوعي، ورغبت بأن ألتهمها كلها دفعة واحدة!
و لكن هذا لا يليق،علي أن أظهر لكين
أنني لست شرهة أو نهمة!
حملت عصي الطعام و أخذت آكل بوقار شديد،
آه،هذا لن يسكت عصافير بطني!علي التخلص
من كين حتى أبقى على إنفراد مع الطعام! -آه ..أَشْعُر بَأَنَنِي لَسْت بِخَيْر!َ قُلْت مُتَظَآهِرَة باأنِي مُصَآبَة بالدُوَآر،قَفَز كِين من مَكَآنِه
و قَآلَ بِخَوْف: -مآ بِك،أنَآ بَرِيء لَم أَفْعل لَكِ شَيْئًآ! صَرَخ وَ هُو يَنْفُض يَدَيْه كَأَن بِهِمَآ شَيْئًآ مَآ بِطَرِيقَة مُضْحِكَة،
أَمَّآ أَنَآ فَتَآبَعْتُ المَشْهَد الدرَآمِي بإحْتِرَآف: -آآه،وَدَآعًآ أَيُهَآ العَآلَم المٌظْلِم،الظَلَآآآآم،الظَلـــــآم يَبْتَلِعُنِي!! -لآ تَمُوتِي الآن يُورآ،تَمَآسَكِي حَتَى آخُذَك لِمنْزِلِك
ثم مُوتِي بسَلآم،لآ أُرِيد أن أتَوَرَط مَعَك! قَآل بِخَوْف ممسِكًآ يَدِي،نَظَرت إِليه مدعيَّة
المَرض قآئٍلَة بِصَوت خافت: -كِين..أرجُوك..أحضر لي دَوآئي ..إنَّه بحقيبتي في السيآرَة! -حسنا،سأحضره لك،تَماسَكِي يورا،سأعود! قال بفزع لينزل مسرعًا ،لقد نجحت بإبعاده!
يا لي من ذكية!ها قد نزل لإحضار الدواء المزعوم لي
و ترك لي المجال لأتناول فطوري بكل راحة،
و الآن حان وقت الأكل!!!! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لقد تأخر كين كثيرا،النزول لا يستغرق إلا بضع ثوان خاصة
إن استخدمت المصعد الكهربائي،شعرت
و كأنه تعمد التأخر لتركي أتناول الطعام براحة أكثر،
أخذت أنظر من الأعلى إلى السيارة التي كانت مركونة بالأسفل
وااااااااو!المكان جد مرتفع!أشعر بالدوار بمجرد النظر،
كان يجب أن أجلس على الكرسي على ركبتي
لأستطيع الوصول،فأنا قصيرة نوعًا مَا!
تبا،إن أكثر سكان البلد قصار القامة،و لكن لا أحد يبالي
بما نعانيه و يصنعون كل شيء عاليا!أ
ليس لقصار القامة الحق بالعيش حتى؟!
لكن،لا أثر لكين لحد الآن،و الساعة تشير إلى
التاسعة و النصف،علي الذهاب إلى العمل،
و كذلك علي أن أتصل بالعمة هارو لأخبرها أني بخير،
أين أنت،كين ،دوما ما تعترض طريقي و لكن عندما أحتاجك
لا أجدك!حسنا ،حملت نفسي و خرجت من هناك،
سأذهب بمفردي،نزلت في المصعد الكهربائي،
و ما إن توقف و فتح الباب حتى صادفت شخصا ما،
شاب وسيم طويل القامة بشوش الوجه،
بملامح بريئة طفولية،وَجْهه اللطيف لا يوحي بأنه ياباني،
فشعره الأشْقر يجعله أشبه بشاب أوروبي ،إنه "تسوباكي"،
شاب تعرفته منذ سنة ،حيث أنه استأجر غرفة في البيت
الذي أقطنه،إنه مثقف و ذكي،كما أنه مرح و لطيف جدا،
كنا نتناقش كثيرا في مواضيع شتى،
و لا طالما أفادني بمعلوماته الكثيرة،
ما إن رآني حتى ابتسم لي كعادته برحابة،و أردف بسعادة: -يورا؟ -تسوباكي..كيف حالك؟ -بخير لرؤيتك،اشتقت إليك يا أختي الصغيرة! -و أنا اشتقت إليك أكثر،مرت سنة منذ لقائنا الأخير -أجل ..الوقت يمر بسرعة،أنت لم تتغيري بتاتا -و لا أنت..ما الذي تفعله هذه الأيام؟ - أنا الآن مشغول جدا،فأنا أَدْرُس الطب و أقوم بتدريس
الموسيقى في مدرسة للمواهب،ماذا عنك؟ -أنا..لا أزال غارقة في الفشل،أنا أعمل سكرتيرة
لرئيس مجلة شِرير،وأمامي الكثير من الديون
و الأشياء التي يجب إرجاعها لأهلها،
لكن لا بأس،أشعر أني سأوفيها بعد 100سنة! -100 سنة!رائع،ذكريني أن لا أقرضك شيئا في حياتي! كنت مستمتعة بالحديث مع تسوباكي كثيرا،
فهو إنسان طيب خفيف الظل،أرتاح كثيرًا معه
و أشعر بالسعادة الغامرة لسماع أحَاديثه المشوّقة،،
لكن و كالعادة،أتى كين الطفيلي ليفسد سعادتي مرة أخرى،
وقف بجانبي واضعا يديه بجيوبه و اخذ ينظر لتسوباكي
نظرة متعالية غير مرحبة،لكن تسوباكي قابله بابتسامة
جميلة و مد يده لمصافحته بعفوية مردفا: -صباح الخير،كيف حالك؟ -مَن أنْت؟ قآل كِين دُون أنْ يُخْرِج يَدَيه مِن جُيُوبِه،
لِيَرَدَّ تسوباكي بِإبتِسآمَتِه اللَطِيفَة: -أَوَلَيْسَ مِن غَيْرِ اللآئِقِ أَن تَتْرُك يَدِي ممْدُودَة لمُصآفَحَتِك؟ -وَمَن تَكُون أنت لِتُعْطِيَنِي دَرْسًآ فِي الأخْلآق؟ -آسِف..لَسْت سِوَى إنْسآن عَآدِي،
أُدْعَى تسوباكي وَ أَنآ صَدٍيقُ يُورآ. رَمَقَه كِين بِنَظْرَة تكَبُرٍ وَ غُرُور،لِيَقُول : -جَيد أَيُّهآ"الإنْسآن العآدِي"،،وَ أنت!
ألم تكوني مريضة قبل دقائق؟ -أنا.. -أأنت مريضة يورا؟؟ قال تسوباكي و قد بدا قلقه علي،على عكس ذلك المغرور
الذي لا يفكر إلا في نفسه،،إبتسمت له و قلت بمرح: -أنا بخير!قليل من الدوار فقط و أنا الآن نشيطة كالحصآن! -حصآن؟؟فهمت أيتها الشريرة،أنت محتالَة! قال كين بغضب و هو يؤشر بإصبعه علي بطريقة مضحكة،
ابتسمت و قلت بإرتباك مهدئة إيَّاه حتى لا يفضحني أمام تسوباكي: -اهدئ كين،أنت تعلم أنني كنت مريضة
و قد أوشكت أن أموت،صحيح؟ -أنت لست مريضة أيَّتها الكاذبة،لقد أديت تلك المسرحية
حتى أشفق عليك و أترك لك حصتي من الطعام!! قال كين بغضب مشيحا وجهه للجهة الأخرى،
أمّا أنا فقد احمَّر وجهي خجلا و تمنيت أن تبتلعَني الأرض
في تلك اللحظة،نظرت إلى تسوباكي فوجدته يضحك بخفة
و هو ينظر إلينا،لم أجد ما أفعله من خجلي،
و بغضب إقتربت من كين و أمسكت من أذنه و قلت : -أيُّها الأحمق الأبله الغبي المتخلف الأخرق المغرور،،
طفل كبير غبي!! -أتركيني ايتها المجنونة الحمقاء البدائية! -من المجنون أيها الديك الرومي!؟ -وَ من غيرك يا بطة! -سّأريك أيها الديك! -امسكي بي يا بطتي العجوز!واك واك واك! قال ذلك بسخرية مقلدا البطة،ليهرب مني ضاحكا،
لقد إشتعلت نار الغضب بداخلي،نزعت حذائي
و بكل ما أوتيت من قوة رميته عليه، -لم تصيبيني أيتها البطة! قال بسخرية،لأردف بغضب شديد: -سأمسكك كين! و انطلقت راكضة بلا حذاء،
لقد كان الديك الرومي سريعا جدا،لم استطع إمساكه،
كنا نركض و نتبادل الشتائم أمام الملأ،
و الجميع ينظرون لنا و أعينهم تدمع من شدة الضحك،
أما تسوباكي فقد كان يتفرج علينا مبتسما،
لم ينتبه أي منا إلى الآخرين، بل كان كل همنا
الإنتقام من بعضنا البعض، -جدتي أسرع منك أيتها البطة!إن امسكتني
فسوف أعطيك ما تريدين! -أأنت متأكد؟سترى أيها الديك الرومي! استجمعت قوتي و ركضت بسرعة شديدة،
إلى ان خلفت ورائي سحابة من الغبار من فرط سرعتي،
و أخيرا..انتهت تلك المطاردة و امسكت كين،
وحسمت بذلك المعركة لصالحي،جررته من أذنه
قائلة بابتسامة انتصار تحت تصفيق حار
من الجموع التي كانت تشاهدنا: -أنا بطلة،،انتصرت!! -اتركيني أيتها البطة العجوز! قال كين بطفولية محاولا جعلي اتركه،
لكنني قلت بابتسامة شريرة: -حان وقت الإنتقام أيها الديك الرومي!
ستنفذ طلبي الآن! -لآ ..لا تفعلي! -سوف...تحملني على ظهرك حتى المكتب عزيزي الديك الوسيم! قلت ذلك لأنفجر ضاحكة بهستيرية،
كانت حالتي مزرية بمعنى الكلمة:شعري البني متناثر
هنا و هناك،معطفي صار في خبر كان فقد رميته
أثناء ركضي و أنا أرتدي ثوبا بلا أكمام،
حذائي لا أدري أهو بالصين او في كوريا الآن!!
أما كين فلم يكن أقل ضررا مني،فقد كان بوضع
مضحك هو الآخر،وقف و قال باستسلام : -ما باليد حيلة،اصعدي ! -لا..ليس هكذا،كرر ورائي"تفضلي بالصعود أيتها الآنسة يورا" -لن أقولها.. -قلها الآن! -آه..تفضلي بالصعود أيتها الآنسة يورا! -فتى مطيع! قلت ذلك بسخرية لأصعد على ظهره،
حملني و مشى بصعوبة قائلآ: -أنت ثقيلة جدا! -ماذا قلت الآن؟ قلت بنبرة مرعبة،ليجيب بخوف: -لاشيء..لا شيء. -أنتما ثنائي رائع،يورا! تفاجئت بتسوباكي الذي قال ذلك مصفقا بابتسامة جميلة،
احمرت وجنتاي و قلت أنا وكين بصوت واحد: -الأمر ليس كذلك!! نظر كين إلي باستغراب ليجدني أبادله
نفس النظرة بخجل شديد،أدار وجهه بسرعة متفاديا
النظر إلي ليقول مغيرا الموضوع: -هيا هيا..أنت متأخرة عن عملك
لا وقت للثرثرة مع أصدقائك الآن!! ليسير بسرعة مبتعدا عن تسوباكي،
استدرت صرخت بمرح ملوحة لتسوباكي
بكلتا يدي حتى كدت أسقط : -إلى اللقاء تسوباكي..سنلتقي قريبا! لوّح هو الآخر لي بسعادة و مردفا: -إلى اللقاء! ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تَرَك كين سَيَارَتَه فِي َموْقِف السيَارات،وسار
حاملا إيَّاي وَسَط الشَوارؤع المزدَحٍمَة،
لَقَد كان الجَمِيع يَنْظُرُ إلَيْنَا بتعجب شديد،
وَ هُناك من كانوا يَتَحَدَثُون بينَهم قائِلين: -لا بد أَنَّهُما يحبان بَعْضَهُما،إِنَّهُمَا رائِعَيْن! آه،أكره سماع هذْه الكَلِمَات،وَ ُمُتَأَكٍدَة مِن أن كين مِثْلِي،
مَشَيْنَا مُدَة طَوِيلَة،الساعَة تُشِير للحادية عَشرة صبَاحا،
أنا متأخرة عن العمَل لكِن كين سيبرر تأخري لعمه،
تَذَكَرْت لَيْلَة أمس،فَسَألت كين قائلة: -كِين؟ -مآذآ هُنآك؟ -لَيْلَة أمْس..كَيْفَ وَجَدْتَنِي؟ -طَلَبْت مِن السآحِرة أن تُرِشِدَنِي لِمَكآنِك ببلورَتِهآ العَجِيبة! قَآلَ بِتَهَكُم،لأُرَّد بِغَضَب: -بٍلآ مُزآح. -حَسَنًآ،بَعْدَمَآ خَرَجْت مِن المكتَبِ بَآكِيَة،تَبِعْتِك لَكِننِي
لَم أجِدْك،وَ لِحُسن حَظِك إِلْتَقَيْت بامرَأة غَرِيبة ّأَخْبَرَتْنِي
بِأَنَّ هُنَآلِك فَتَآةً خَرْقَآء تَحْتآج للمُسَآعَدة ،فَعَلِمت أنّهَأ أنت! -كَيْفَ كَآن شَكْل المَرْأة؟ سَأَلْتُه بِشَوْق،فَأَجَآبَنِي بملل: -كآنت إمْرَأة شَقْرَآء تَرْتَدِي مَلآبِس صَيْفْيَة
خَفِيفَة فِي ذلك البَرْد الشَدِيد،لِمَ تَسأَلِين؟ -مآذَآ؟أهِيَ... وَقْت مآ بَعد الدرْس،،! مَرْحَبآ َجمِيعًا..أنا يورا مجددا...اليوْمَ سنتكَلَم عَن كين المزعج،،
كين تاكيغامي شاب في الثانية و العشرين من عمره،
ياباني مولود بأميريكا،،لآ أعرف الكثير عن حيآته،،
لكنه شاب ثري ناجح ،،كين معروف بشخصيته القوية
و عناده ومكره،،و كذلك وسامته الشديدة التي أحسده عليها،،
يملك شعرآ أسود جميل و عينان فضيتان حادتان،، 98بالمئة من الفتيات واقعات بحبه،،و لديه تقنية عجيبة
لجذب الفتاة إليه و إيقاعها في حبه،،
بعدها يتركها تتعذب و يستمتع بذلك!!
إنّه يبدي للجميع أنّه شرير جدا،،ولكنني أظن انه ليس كذلك،،
ففي الأخير هو من أنقذني من الموت على يد عصابة قطاع الطرق. ^*^ مَرْحَبَآ،، كيفكم،، إن شآء الله أعجبكم الفصل،، الآن نأتي للأسئلَة،، *هل أعجبكم الفصل؟؟ *التقييم من عشرة؟؟ *مآ رأيكم بطريقة السَرْد؟؟ *هل الفصل طويل جدا-أقصد هل هو ممل-؟؟ هَذآ كل شيء،،بإنتظار ردودكن الرآئعة،، |
التعديل الأخير تم بواسطة ام بطن ; 02-10-2014 الساعة 07:41 PM |