الفصل السادس :

تذكير :

مرت العديد من الشهور وقد بدء كلاهما بتنفيذ الإتفاق .. العلاقة بينهما أصبحت سطحية للغاية .. لم يعد جين يبقى برفقة يوجين دائماً بل إنه بدأ بالخروج مع رفاقه في المدرسة .. ويقضي القليل من وقته برفقة ديريك وأليكسس أو برفقة آنجلي في قصر الحاكم .. وقد قرر إعطاء يوجين عطلة أسبوعية بعد مرور شهر واحد على إتفاقيتهما حتى يعتاد على عدم وجوده الدائم وبالرغم من ذلك فإن الوحدة تقتله في كل يوم لا يكون يوجين موجوداً به .. ويشعر بالراحة والسعادة عندما يعلم أنه في المنزل كالعادة .. بالطبع إينوري كانت سعيدة بذلك بأن يوجين يقضي نهاية الأسبوع معها ومع طفلهما .. وبالرغم من هذا الأمر فقد كان جين قلق بسبب كلام يوجين عن أنه لن يكون دائماً هنا !

بداية الفصل الجديد :

قطبت حاجبيها بإنزعاج شديد .. هذا القرار لم يعجبها البتة .. دفعها صوت طرق على باب غرفتها إلى إغلاق ذلك الدفتر المميز حيث كان باللون الأزرق وقد رُسم بمنتصفه شعار أسرة روبنز باللون الذهبي وتخبئه في دُرج مكتبها لتغلقها بالمُفتاح وتنهض أخيراً للإجابة على من يطرق الباب .. فتحت الباب لتجد ذلك الشاب الطويل ذو البشرة البيضاء و الشعر الأسود الفاحم وعينان واسعتان باللون الرمادي المميز و إبتسامة تعلو وجهه ليتحدث برقة :" عزيزتي جوليا .. لقد حان موعد العشاء"

بادلته الإبتسامة لتتحدث بقليل من الهدوء :" لا بأس أنا قادمة يا أخي "

وقفت أمام المرآة لتصفف شعرها الذي كان باللون البُندقي الفاتح وعينان أرجوانيتان تحملان في طياتهما الكثير من الحدة و الجرأة .. وما إن قبلت عن منظرها بعد أن رفعت جزءاً منه لتنزل إلى أسفل المنزل أو بالأدق إلى أسفل ذلك القصر الخاص بأسرة جيفرسون حيث تلك الغرفة المطلية باللون البُني الغامق وفي منتصفها طاولة الطعام الفخمة والتي إلتف حولها أربعة أشخاص لتنضم صديقتنا الجديدة لهم وهي تلقي التحية بإحترام ليردها الجميع لها بإبتسامة جميلة .. ساد الهدوء أثناء تناولهم لطعام العشاء قبل ان تبدأ هي بالحديث بتوتر :" أبي .. أيمكنني أن أطرح سؤالاً ما عليك ؟ "

نظر لها ذلك الرجل الذي يبدوا أنه في عقد الأربعينات بحنان إنعكس على صوته الرزين :" بالطبع يا صغيرتي تحدثي "

بالرغم من صوته الهادئ إلا أنها شعرت بالكثير من الخوف .. ماذا لو علم بوجود ذلك الدفتر معها ؟ بعد فترة طويلة نسبياً علم من خلالها كل الحاضرين أنها تنوي التحدث بأمر خطير لتتحدث بقليل من الجرأة :" أبي .. من هو الحاكم لدولتنا الآن ؟"

رفع الشاب ذو الشعر الأسود أحد حاجبيه في إستنكار تام لينعكس ذلك على صوته :" كريستيان إبنُ زوجة الحاكم السابق وابن شقيق الحاكم الأصغر "

أومأت برأسها إيجاباً لتتحدث بقليل من الحيرة و الحذر :" ولكن أخي ألم ندرس في المدرسة عن وجود إبنتان للحاكم الاميرة إينوري والاميرة آنجلي فماذا حدث لهما ؟ وماذا حدث ل.."

قاطع سؤالها ذاك صوت المرأة التي بدى على وجهها التوتر و القلق لتتحدث :" وما شأننا نحن بما يحدث في القصر ؟ إياكِ والتحدث بمثل هذا الموضوع جوليا "

نظرت لوالدتها ذات الشعر الأسود الفاحم والعينان الزرقاوتين بقليل من الإنزعاج لتتحدث بعدها :" ولكن أُمي ألسنا من نبلاء هذه البلاد ؟ علينا أن نعلم كل شيء يحدث في القصر .. ومن ثم لماذا تحتل أسرة روبنز الصُحف دائماً إنها مجموعة من المزعجين .. أقسم بأنني لو تمكنت من قتل ذلك المزعج ريكس روبنز أو إيمليا روبنز لن أتردد في ذلك لحظة واحدة .. أشعر بالكره إتجاههم "

نهض ذلك الشاب الآخر ذو الشعر الأسود المجعد ليتحدث بغضب شديد :" جوليا ! أتريدين رؤية أسرتك تموت أمام عينيكي ؟ أغلقي فمك فقط "

نظرت له بحدة شديدة لتغادر المنزل وهي تشعر بالغضب الشديد بينما تحدث الشاب الآخر بهدوء :" أتظنون أنها وجدت ذلك الدفتر ؟ "

تحدثت المرأة بثقة :" هذا مستحيل , لقد قُمت بتخبأته جيداً "

أشاح ذلك الشاب ذو الشعر الأسود رأسه ليتحدث بغضب :" ولماذ حدث ذلك ؟ لماذا نحن مسؤولون عن أمر خطير كهذا ؟ أمي أبي .. إنها غلطتكما إن حدث مكروه لهذه الأسرة "

ليغادر بعدها المكان وهو يتمتم بأشد العِبارات الساخطة ... أما في خارج المنزل سارت هي وكل تلك المواقف التي قرأتها تدور في ذهنها ومخيلتها .. شعرت بأنها ترغب بالبكاء وبشدة .. لقد حزنت على ما حدث ليوجين وكيف تمت معاملته من قِبل عمه وابنائه .. كما شعرت بالإختناق لما حدث مع جين وكيف أنه عاش حياته غريباً بالرغم من وجوده مع أسرته .. قاطع ذلك ظهور ذلك الشاب الذي يبدوا انه في مثل عمرها بشعر أسود اللون وعينان زرقاوتين بإبتسامة جميلة على محياه ليتحدث بإبتسامة وصوت متحمس :" من يجرأ على إغضاب فتاة بمثل جمالكِ جوليا ؟ "

نظرت له بحدة شديدة وكأنها على وشك الإنقضاض عليه وقتله لتشيح بوجهها عنه وتكمل سيرها وهي تتحدث بحِدة :" لا شأن لك ماكس الأبله "

سار خلفها غير مهتم بعباراتها الحادة و مزاجها السيء الذي إعتاد عليها منذ طفولتهما وهو يتحدث بمرح :" ولكن حقاً مالذي يجعل أميرتنا غاضبة ؟"

تحدثت بغضب :" لماذا يغضبون عند تحدثي عن ماضي اسرة روبنز أو عن الأسرة الحاكمة ؟"

نظر لها بفزع ليقترب منها ويضع يده على فمها بحركة مفاجئة وهو يتحدث بتحذير قلق :" الا تعلمين أنهم يقضون على كل من يحاول معرفة السر جوليا .. أرجوكِ لا تقحمي نفسك بما لا يعنيكي .. على الأقل حتى تكملي سن الثامنة عشر و تتمكنين من تحمل المسؤولية لوحدك دون أن تدخلي أسرتك بمشاكلك الخاصة "

شعرت بالغضب من كلماته ولكنه محق .. فأسرتها وهي سيدفعون الثمن غالياً .. ليس الحاكم كريستيان هو الشخص المُخيف .. بل إنه لطيف للغاية ويعمل جاهداً لمعرفة ما يحدث حوله و من السبب في جرائم القتل الذي صدرت ولكن بالرغم من ذلك .. هذا مزعج .

عادت الإبتسامة لوجهه الجميل ليتحدث :" ولكن أنا سأقف إلى جانبك في ذلك الوقت جوليا .. كما سافعل ذلك دائماً "

نظرت له بقليل من السخرية و الإستهزاء لتتحدث :" أجل أثق بأنك ستفعل ذلك من اجل اي فتاة جميلة "

ظهرت نظرة غريبة على عينيه وإبتسامة رقيقة للغاية ليتحدث بصوت خافت وهادئ :" ولكنكِ لستِ كأي فتاة أخرى قابلتها .. جوليا "

خفق قلبها بقوة لتبدأ بالسير عائدة إلى منزلها وقد صعدت إلى غرفتها مُباشرة أغلقت الباب بالقفل .. رمت نفسها على فراشها الوثير وهي تفكر بنظراته الأخيرة وإبتسامته .. أخرجته من افكارها وهي تفتح ذلك الدرج الخاص بها لتخرج الدفتر وقد قررت تكملة ما حدث معهم :

بعد مرور خمسة أشهر على الإتفاقية وفي أحد الأيام التي يقضيها يوجين بمنزله .. كان جين يسير بهدوء في الشوارع على الأقدام وهو شارد الفكر .. تذكر شجاره مع بعض الحمقى من المدرسة ولو ان يوجين لم يكن هناك حتى يقله للمنزل بعد نهاية الدوام لكانوا قضوا عليه بالمعنى الحرفي فهم كانوا أكثر من خمسة فتية .. تجهم وجهه وهو يشعر بمدى ضعفه بالرغم من صحته الكاملة مقارنة بيوجين ! لفت إنتباهه صوت مألوف بالنسبة له ليقف وينظر حوله حيث وجد نفسه في سوق شعبي في أحد الأحياء الفقيرة .. إلا أنه سرعان ما أعاد نظره لتلك المشاجرة أمامه والإبتسامة لم تفارق وجهه .

تحدث البائع بقليل من الإضطراب :" ولكن ماذا يعني كلامك ؟"

نظرت له بشراسة لتتحدث بقليل من السخرية :" ولماذا هل تستطيع بضاعتك الطيران حتى تبيعها بهذا السعر ؟"

سمعت صوت ضحكات الناس من حول البائع الذي تحول لون وجهه للأحمر وقد نهض وهو يشعر بغضب شديد ليتحدث :" لم يطلب أحد منكِ الشراء من هذا المتجر "

رفعت رأسها بشموخ لتتحدث بسخرية واضحة :" ثق بي حتى لو توسلت لي بأن أشتري مثل هذه البضاعة المقززة ولو بالمجان فلن افعل .. ولكن لم يعجبني تصرفك مع ذلك السيد العجوز .. وأسعارك تقول بأنك تبيع في المدينة وليس في أحد الأحياء الفقيرة يا هذا "

إحتدت نظراته ولكنه سرعان ما تبدلت ملامح وجهه ليبتسم وهو يتحدث :" أتعلمين يا آنسة لم أقابل في حياتي شخصاً مثلك "

إبتسمت هي الأخرى برقة لتتحدث :" أولاً أنا سيدة ولستُ آنسة .. وثانياً ثق بي لن تقابل شخصاً مثلي أبداً "

تدخل أخيراً ليتحدث بصوت متقطع من الضحك :" وأنا سأشهد على ذلك "

نظرت له بقليل من الحِدة وهي تراه يضحك على شجارها ولكنها سرعان ما إبتسمت بقليل من الرقة لتمسك به من اذنه وهي تتحدث بتأنيب :" كيف تجرأ على الضحك علي يا جين ؟ "

إبتسم بقليل من الألم وهو يعتذر لها بينما عادت به ذاكرته إلى الماضي البعيد الذي جمعه مع إينوري بطفولتهم .. ليس أنها إكتسبت طبعها الحاد والشرس بسبب هذه الحياة القاسية التي تعيشها مع يوجين .. بل شخصيتها هكذا منذ الطفولة .. كم مرة قامت بتوبيخه أو بضربه بسبب الكثير من الاخطاء التي كان يقترفها .. لا يعلم حقاً كيف تكون أخت آنجلي الرقيقة .. ضربة من يدها على راسه أجبرته للعودة إلى عالمه وهو ينظر لها كالطفل الصغير بعتاب ليتحدث وهو يفرك بيده على رأسه :" لماذا فعلتي ذلك ؟ هذه قسوة إينوري "

أشاحت بوجهها عنه لتتحدث بقليل من العِتاب :" هذا لإنك شخص مزعج بالنسبة لزوجي "

أخفض رأسه بألم وهو يتذكر يوجين ليتحدث بشيء من الحيرة :" هل هو بخير ؟"

نظرت له بقليل من الدهشة لتتحدث بحيرة :" ولكن لقد كان يوجين في قصرك حتى الأمس فلماذا هذا السؤال الغريب ؟ ليس وكأنه سيصبح بحالة سيئة وهو في منزله .. من ثم ( حولت لهجتها للمرح وهي تردف ) : لقد قابلتك بإبتسامة لإنك سمحت له بالقدوم لمنزلي بكل نهاية أسبوع .. أنت بدأت تعجبني وبدأت أشعر بالراحة لوجودك بجانب أختي الصغرى "

إبتسم بقليل من العذوبة وهو يتحدث بهدوء :" شكراً لكِ إينوري .. ولكن متى تنوين مسامحة كريستيان ؟ "

أشاحت بوجهها وهي تستأذن لتغادر إلا أنه أمسك الاكياس التي تحملها ليتحدث بمرح :" إنتظري قليلاً .. ألا يجب عليكِ أن تشكريني على مساعدتك بحمل هذه الأكياس بكوب من القهوة ؟ "

تنهدت بقليل من السخرية لتتحدث :" وكأنني طلبت منك المساعدة "

ظهر التجهم على وجهه ليتحدث بقليل من الإنزعاج :" ولكن لا يمكنني رؤية فتاة تحمل الأكياس لوحدها دون المساعدة .. لاسيما إن كانت الأخت الكُبرى لآنجلي "

إبتسمت بقليل من المكر وقد بدى ذلك واضحاً من صوتها :" حقاً ؟ عليك أن تقول جملتك الأخيرة أولاً .. لأجل آنجلي فقط "

علت حمرة طفيفة على وجنتيه بسبب نظراتها القاتلة ليشيح بوجهه للجهة

والأخرى وهو يتحدث مغيراً لدفة الحديث :" ولماذا لا يقوم يوجين بالتسوق بدلاً منكِ ؟"

ظهرت إبتسامة جميلة على وجهها وهي تتحدث :" لإنني وببساطة لن أسمح له بذلك .. أعني اليوم هو إجازته لن أسمح له بفعل أي شيء "

أخفض رأسه وقد توقف عن السير ليتحدث بصوت يحمل في طياته الألم و القلق من المجهول :" ولكن إينوري لماذا قاتلتي من أجل يوجين ؟ أعني هو سيتم إعدامه في النهاية .. كيف ستكملين حياتك حينها ؟"

توقفت هي الأخرى عن السير وقد أشعل تساؤل جين ألم شديد بداخلها .. موضوع لطالما تجاهلت مناقشته مع نفسها حتى ! ماذا سيكون عليها أن تفعل بعد رحيله ؟ .. نظرت له بعينان دامعتان لتتحدث بصوت مخنوق :" يمكنني الإستمرار لتربية رولند .. وأيضاً أنا على الأقل شاركته حياته .. سعادته وربما القليل من ألامه ولكنه يعلم دائماً أنني هنا في إنتظاره .. هو أخبرني أنه يشعر بالسعادة عندما أتحدث معه أو أنه ينسى كل ألمه فقط عندما يعلم أنه سيعود للمنزل .. جين أنا سأكتفي بهذا .. بأنني معه حتى النهاية "

نظر لها بقليل من الحيرة ليتحدث بشيء من التردد :" ولكن إينوري .. أتعلمين أن والدك يخطط لإجبارك على الزواج من ديريك ما إن يتم إعدام يوجين و أيضاً سيقوم بإبعاد رولند عنكِ .. هو لن يسمح له بالعيش بسلام لإنه إبن يوجين حتى لو قال في إحدى المناسبات أنه سيكون الحاكم في حال حدث أي مكروه لآنجلي .. فقد قرر أنه إن لم يكن لآنجلي أبناء سيكون الحاكم ولهذا سيجعله يعيش بالقصر وسيقوم بتحويله لدمية بين يديه .. وإن كان لها أبناء سيجعله مستشاراً للحاكم أو لنقل خادماً له "

نظرت له بدهشة وقد سيطر الغضب و الحقد على عيناها لتتحدث بوعيد :" أُقسم لك جين إن حاول فعل ذلك فإنني سأقضي على رولند أولاً ومن ثم سأقضي على نفسي .. لن يجرأ أحد على معاملة طفلي بسوء .. كما لن أسمح لنفسي بأن أصبح مُلك لأي إنسان سوى يوجين ! "

بدى على نظراته القلق الواضح فهو يعلم أن إينوري لن تكذب .. بل إنها على أتم الإستعداد لقتل نفسها وطفلها .. حسناً هي من إختارت هذه الحياة .. ويوجين شخص راشد ويعلم ماذا عليه أن يفعل ولكن ماذا عن ذلك الصغير ؟ ماهو ذنبه أن يفقد والداه ؟ أن يبعدوه عنهما بالقوة .. أن يتم إزهاق روحه من قِبل والدته وحتى لو كان سببها مقنعاً .. لن يسمح بذلك أبداً سيوقف هذا الأمر لو مهما حدث .. على الأقل سيحمي الطفل إن حدث أي أمر سيء في المستقبل .. توقف عن السير و التفكير وقد علت إبتسامة عذبة محياه ليتحدث :" حسناً هل إقتربنا من المنزل أم لا ؟"

نظرت له لتبتسم هي أيضاً بوجهه وتتحدث :" أتعلم جين .. أنت شخص رائع حقاً لا أصدق أن ذلك البغيض ديريك أو الأحمق أليكسس هما شقيقاك .. وربما لا أصدق أن ماكس هو والدك فهو بغيظ للغاية "

إبتسم بخفوت ليتحدث بعد برهة :" ربما .. أتسائل في بعض الأحيان لماذا أنا الوحيد الذي يفكر بطريقة مختلفة "

إتسعت إبتسامتها لتتحدث :" ولكن جين إختلافك بطريقة إيجابية للغاية .. لذلك عليك أن تكون فخوراً بهذا .. والآن لقد وصلنا .. أظن أنني حقا سأكافئك بفنجان من القهوة "

توقف عن السير وقد بدى التوتر يسري بجسده .. هو لم يتحدث إلى يوجين منذ فترة طويلة من الزمن بطريقة غير رسمية فكيف يذهب لمنزله الآن .. ربما يظن أن هنالك امر سيء قد حصل .. أو ربما لن يرحب بفكرة وجوده حقاً .. نظر لإينوري وقد إبتسم بتوتر ليتحدث :" أوه , حسناً ربما مرة أخرى "

عبست بوجهه لتتحدث بحنق :" ولكن جين .. لقد طلبت أنا منك ذلك "

أخفض رأسه ليتحدث بصوت خافت :" ولكن إينوري .. أنا ويوجين لا نتحدث إلى بعضنا البعض بطريقة غير رسمية مُنذ خمسة شهور تقريباً فكيف لي أن أدخل إلى منزله الآن "

نظرت له بقليل من القلق لتتحدث :" ولماذا ؟ هل قُمت بإيذائه ؟ "

أومأ برأسه سلباً لتزفر هي الهواء براحة .. فآخر ما رغبت بسماعه هو أن يوجين قد تعرض لسوء ما ولم يخبرها بالأمر .. إلا أنها بقيت تحدق بجين وهي تتذكر كلامه السابق لتتحدث بهدوء :" أتخشى أن تفقده جين ؟ "

أومأ برأسه إيجاباً هذه المرة لتبتسم هي بسرور وتتحدث :" عليك أن لا تضيع اي فرصة لتحدث معه يا أبله .. إن كنت ترى أن يوجين صديق لك عليك أن تستغل كل الوقت الذي تستطيع أن تراه به .. حتى لا تندم عند رحيله على الأوقات التي تخليت بها عنه أو لم تقضها برفقته .. أنت ستندم عندما يحين موعد رحيله .. بكل حال أنا سأدخل الآن لداخل وسأترك الباب مفتوحاً يمكنك حل هذه المشكلة الآن .. أو إفعل ما يحلو لك "

وفي داخل المنزل كان يوجين يجلس على الأريكة وهو يقرأ إحدى الصُحف ظاهرياً بينما في الحقيقة كان شارد الذهن لولا صوت الإرتطام ومن ثم بكاء صغيره بقوة وألم جعله يفيق من شروده بسرعة ويلقي بتلك الصحيفة أرضاً ليرى أن صغيره قد حاول النهوض والسير ولكنه سقط أرضاً ليبدأ بالبكاء .. توجه يوجين له وحمله برفق شديد ثم عاد للجلوس على الأريكة وهو يدلك له رأسه بينما تشبثت يدي الصغير بقميص والده .. إبتسم يوجين له بحنان ليقبله على جبينه وهو يتحدث :" هل أنت بخير يا صغيري ؟ لماذا تحاول السير منذ الآن رولند ؟ كان عليك أن تصدر أي إشارة على أنك تحاول السير كنت سأقف معك على الأقل "

نظر الصغير إلى والده وقد ظهرت إبتسامة على وجهه بالرغم من الدموع التي كانت تسير على وجنتيه ليدفن وجهه بعدها في صدر والده .. صحيح أن رولند لم يكمل الستة أشهر من عمره بعد إلا أنه بدأ بالسير بالرغم من أنه لم يتمكن من التحدث للآن .. ما إن يأتي يوجين إلى المنزل حتى يقضي كل وقته برفقته في ذات الغرفة أو يجلس على قدميه ... ويبدأ بالبكاء ما إن يحين موعد مغادرته المنزل وفي أحيان قليلة يلوح له بيده الصغيرة وإبتسامة بريئة تعلو وجهه .. في تلك الأثناء دخلت إينوري للمنزل وهي ترى يوجين يمسح دموع رولند لتعقد يديها أسفل صدرها وهي تتحدث :" يوجين ! مالذي فعلته بصغيري ؟"

نظر لها بقليل من التردد ليتحدث :" لا شيء , لقد سقط أرضاً عندما حاول السير فقط "

إحتدت نظراتها لتتحدث بعتاب :" فقط يوجين ! أأنت جاد ماذا لو حدث له مكروه ؟"

إبتسم يوجين برقة ليجيب :" لن يحدث ذلك إينوري , إنه بخير لا داعي للقلق "

تنفست بعمق لتبتعد بعدها عن المكان بينما عاد يوجين لقراءة تلك الصحيفة ورولند لازال يجلس في صدره وهو يشير له بين الحين والآخر على بعض الصور التي تلفت إنتباهه ويبدأ بالضحك ليجبر يوجين على رسم إبتسامة جميلة على وجهه نابعة من القلب جعلت مراقبهما يشعر بالكثير من الذنب ويخفض رأسه أرضاً ولكنه شعر بيد تربت على كتفه ليرى إينوري تبتسم له بسعادة ومن ثم وجهت نظرها ليوجين لتتحدث بقليل من الهدوء :" الواقع يوجين لقد ساعدني أحدهم على حمل الأكياس إلى هنا ولذلك دعوته لشرب كوب من القهوة "

لم يرفع يوجين عينيه عن تلك الصحيفة ليتحدث :" بالطبع لن أمانع .. إفعلي ما يحلو لكِ "

قطبت حاجبيها بإنزعاج بينما كاد جين أن يفلت ضحكة فهو كان يتوقع أن يوجين لن يهتم حتى بما تقوله فالمهم الآن هو قراءة المقال الذي بين يديه فتقاسيم وجهه أكدت لجين أن مُهتم بقرائته وبشدة إلا أنه وقف مدهوشاً وهو يرى إينوري تسحب منه الصحيفة بكثير من الإنزعاج والغضب مما أجبر يوجين على النظر لها بإستنكار شديد وأثار ذلك خوف الصغير .. تحدثت هي بحدة :" أعد الآن ما قُلته أنا لك يوجين "

قطب حاجبيه بإنزعاج ليتحدث :" وما أدراني ؟ ألا ترين أنني كُنت مستمتعاً بقراءة هذا المقال ؟"

شعرت بالغيظ من إجابته لتتحدث من بين أسنانها :" يوجين روبنز ! سأقضي عليك في أحد الأيام أعدك .. أهذا المقال أكثر متعة من رفقتي و التحدث إلي ؟"

تنهد بملل وهو يقف :" لا , ليس كذلك .. ولا أفهم لماذا تقارنين نفسك بمجرد صحيفة "

شدت على قبضة يدها بغضب لتتحدث بصوت مرتفع نسبياً :" هذا لإنك مجرد أحمق .. أُقسم أنك لو تزوجت من إمرأة أخرى لما جلست معها وتحدثت إليها بإهتمام كما تفعل بهذه الصحيفة .. أشعر ببعض الأحيان أن الصحيفة هي زوجتك "

بدء الصغير هنا بالبكاء بخوف بينما تعالى صوت ضحكة يوجين العذبة لتجعل إينوري تهدأ تماماً ليتوقف هو عن الضحك ويتحدث :" هل تغارين من الصحيفة إينوري ؟ لا تقلقي فأنا أحبك أنتي فقط .. وأيضاً لقد تركتني لوحدي في المنزل وذهبتي لتسوق " قام بعدها بضم صغيره إليه وهو يتمتم له بأن يهدأ لتتقدم إينوري وتمسح على شعره الناعم الذي كان باللون البُندقي الجميل ليتوقف عن البكاء آخيراً .. بقي جين يحدق بهم بقليل من الدهشة وقد رسم إبتسامة لا إرادية على وجهه الجميل وهو يراقبهم .. إينوري بنشاطها المعتاد ويوجين الذي لم يعتد على رؤيته أبداً بهذا المرح أو حتى بهذه الثياب فقد كان يرتدي بنطال من الجينز الأزرق الغامق مع قميص باللون الأبيض مخطط ببعض الخطوط الأرجوانية لتعكس بريق عيناه .. وأجمل شيء هو ذلك الصغير الذي كان يبتسم بسعادة وهو يرى كلا والداه يتحدثان معاً بسرور مما يدفع الطمأنينة إلى قلبه .. شعر بغصة في حلقه وألم شديد وهو يفكر ماذا ستكون نهاية هذه الأسرة الصغيرة والجميلة .. إنه يتمنى أن يستمروا بالعيش إلى الأبد بسعادة .. ولكن .. أخفض رأسه وعلى ما يبدوا فهو قد هم للخروج لولا تلك اليد التي أمسكت به .. إلتفت إلى الخلف وبدأ بالإعتذار ظناً منه أنها إينوري ولكنه تفاجأ برؤية يوجين يقف أمامه بهدوء مما دفعه لأن يخفض رأسه مجدداً .. تهادى إلى مسامعه صوته الهادئ :" لقد أخبرتني إينوري أنها دعتك لشرب كوب من القهوة .. ولا أظن أنه سيكون من الجيد لي أو لك الرفض "

تحدثت بصوت منزعج :" ماذا تعني ؟ ليس وكأنني وحش هنا !"

نظر لها والإبتسامة لا تفارق وجهه ليتقدم مجدداً ويجلس على الأريكة بجانب رولند الذي كان يلهو بدمية ما .. بينما تقدم جين وجلس مقابل له .. إستأذنت إينوري للذهاب وإعداد القهوة لتترك الشابين وحدهما

الصمت كان سيد المكان إلا أن ذلك الصغير قاطعه بقوله بصعوبة :" با .. با "

نظر يوجين له بإبتسامة حنونة ووضعه على قدميه وهو يلاعبه بينما إبتسم جين وهو يراقبهما ليتحدث :" أتعلم إنه جميل للغاية .. أظن أنه عندما يكبر سيصبح وسيماً "

أومأ يوجين برأسه إيجاباً وقد عاد لنظر إلى رولند الذي نظر إلى جين بعدائية طفولية .. بينما تحدث جين بخفوت :" أنا .. لن أكمل "

رفع يوجين رأسه لينظر إلى جين بإستغراب ليردف الأخير :" يوجين .. لا أريد أن نستمر على تلك الإتفاقية أرجوك .. أنا أريد إنهائها لن أقوم بإلغاء عطلتك في نهاية كل أسبوع ولكن أنا ... فقط لا يمكنني الإستمرار "

أغمض يوجين عينيه بقليل من الإنزعاج ولكنه سرعان ما ابتسم بقليل من السرور ليتحدث :" أأنت واثق جين ؟ أتريد أن تعود علاقتنا لما كانت عليه حتى لو سببت لك الألم ؟ بعد أن بدأت تقضي الوقت مع شقيقاك ولم تتشاجر مع والدك مُنذ أن عقدنا هذه الإتفاقية "

أخفض جين رأسه ليتحدث بصوت مليء بالقلق :" ولكن ماذا إستفدت أنت من هذه الإتفاقية ؟ لا شيء صحيح .. كالعادة أنت تضع الكثير من الأمور أمام عينيك لحماية الآخرين وتنسى نفسك تماماً "

إبتسم يوجين بسخرية ليتحدث :" ولماذا أهتم لنفسي إن كُنت أعرف مُسبقاً أنه سيتم إعدامي وإن حدث ونجوت من ذلك المصير فأنا سأكون قد فقدت حُب و إحترام كل الموجودين حولي "

القليل من الحيرة و الدهشة بدت على ملامح وجهه ليتحدث بقلق :" ماذا تعني يوجين ؟ أنت يستحيل أن تفعل شيئاً سيئاً لأحد .. لا يُهمني أبداً ماذا حدث بالماضي .. ولن يهمني أي شيء .. ولكنني لا أريد أن أفقدك يوجين .. على الأقل ليس بما أنك لاتزال على قيد الحياة "

تنهد بقليل من التعب ليتحدث :" بشرط أنك لن تقول أمور مثل لن أتزوج من الأميرة أو لن أحبها "

ظهرت إبتسامة على وجه جين ليتقدم ويضم يوجين إليه بينما بدى الإنزعاج واضحاً على رولند الذي ألقى بلعبته على جين بغضب .

نظر يوجين لرولند بقليل من العِتاب :" لماذا فعلت ذلك رولند ؟ عليك أن تعتذر منه "

إمتلئت عينا الصغير بالدموع وهو يدفن رأسه بصدر والده .. بينما إبتسم جين بقليل من المكر ليضع رأسه في صدر يوجين أيضاً وهو يتحدث بقليل من الإستفزاز لذلك الصغير الذي ثبت عيناه الحاقدتين عليه :" يوجين لي أنا , وليس لك أنت "

مسح يوجين على شعر جين وهو يبتسم قبل أن يتحدث :" حقاً ؟ هل تتشاجر مع طفل لم يكمل العام الأول حتى ! "

أبعد جين رأسه ليبتسم بمرح شديد وهو يبتعد بعد ظهور إينوري في الغرفة أما رولند فقد نهض وتوجه لوالدته وهو يشعر بالغضب وقد كانت دموعه تملئ عيناه الخضراوان .

حملت صغيرها لتنظر لهما بإنزعاج :" لماذا أغضبتما صغيري ؟"

تحدث جين بإبتسامة جميلة :" إنه يشعر بالغيرة إن إقترب أحدهم من يوجين .. وأنا فقط أردت ملاعبته قليلاً "

نظرت لجين بحدة ومن ثم إلى يوجين المُبتسم لتتحدث مع صغيرها :" ما رأيك لو قمنا بطردهما إلى خارج المنزل يا صغيري ؟"

أشار الصغير بيده على جين وهو يخرج لسانه .. بينما ضحك يوجين .. نهض جين من مكانه وأخذ الطفل من والدته وقد بدء بالبكاء بخوف لا تعلم لماذا ولكنها في تلك اللحظة شعرت بالرعب حقاً .. هل سيأخذون إبنها منها في المستقبل بعد رحيل يوجين ؟ هل ستراه يؤذى دون أن تمتلك القدرة على مساعدته ! أبعدت تلك الأفكار وهي ترى جين يهدئه ويداعبه مما أجبره على الإبتسام واللعب معه بسعادة .

بعد مرور القليل من الوقت :

نهض جين ليتحدث :" شكراً جزيلاً على الدعوة اللطيفة إينوري .. أنا حقاً أشعر بالسعادة لإنني قابلتك وإصطحبتني إلى هنا "

نهض يوجين أيضاً ليتحدث بهدوء لم يخلو من القلق :" هل أنت بخير حقاً سيدي ؟ "

تنهد جين وقد رسم على وجهه إبتسامة جميلة :" بما ان الأمور عادت لمجاريها بيننا فأجل انا بخير لا تقلق "

أومأ برأسه إيجاباً وقد رسم على وجهه إبتسامة لطيفة وهو يتحدث :" إذن أراك غداً سيدي "

بادله جين الإبتسامة وهو يلوح للصغير الذي كان مُبتسماً أيضاً ويغادر المكان بعدها .

تنهدت بغضب واضح وهي تغلق الدفتر وتقوم بتخبأته وهي تتحدث بقليل من الحِدة :" من الآن ؟ لا ارغب برؤية أحد ما "

فُتح الباب ليطل ذلك الفتى ذو العشرين من العمر على ما يبدوا بشعره الأسود الناعم وإبتسامته الهادئة وهو يتحدث :" جوليا عزيزتي .. لا داعي للغضب من آلبرت .. تعلمين أنه سريع الغضب وبالرغم من ذلك فهو قلق عليكِ من أن تورطي نفسك بأمور خطرة "

أشاحت بوجهها عنه لتتحدث بكثير من النقم على آلبرت :" ولكنه هكذا دائماَ إنه ليس قلقاً علي بل على نفسه فقط .. لا أشعر بخوفه علي كما تفعل أنت ألفريد"

إبتسم برقة وهو يمسح على شعرها ليتحدث بلطف :" إذن أتثقين بي يا جوليا ؟ "

أومأت برأسها إيجاباً دون تردد ليردف هو بإبتسامة :" إذن أخبريني الحقيقة هل وجدتي دفتر يخص أسرة روبنز ؟ "

ظهرت ملامح الدهشة على وجهها لتخفض رأسها وهي تومأ إيجاباً مرة أخرى .. تنهد المعني بالكثير من الألم و القلق ليتحدث مرة اخرى :" هل أنهيته ؟"

تحدثت بصوت منخفض :" لا , ليس بعد .. فأنا مازلت عندما قرر كُل من جين ويوجين أن يلغيا الإتفاق بينهما "

تنفس براحة وهو يتحدث :" جوليا صغيرتي .. أرجوكِ لا تقومي بإكماله الآن .. نحن .. أنا لا أريد أن يحدث لكِ أي سوء .. أكره رؤية أختي الصغرى تتألم "

نظرت له بقليل من القلق لتتحدث بصوت قلق وخائف :" لماذا ؟ أتعني أن يوجين تم إعدامه في النهاية ؟ ولكن ماذا حدث لإينوري ورولند أخبرني .. يستحيل أن تكون النهاية هكذا "

أخفض رأسه ليتحدث بقليل من الحُزن :" نحن نعيش في عالم حقيقي وما كُتب في الدفتر هو مذكرات جين روبنز أي أن لا شيء يحدث كما نرغب نحن .. وأيضاً لا لقد حدث أمر لم يتوقعه أحد في النهاية ولم يُعدم يوجين .. ولكن لم تكن نهاية سعيدة بالرغم من ذلك "

إبتلعت رمقها ولم تشعر بدموعها المُنسابة على وجنتيها .. إنها تتـألم لأجلهم ولا تعلم السبب حقاً .. لقد عانوا كثيراً فكيف لهم ان لا يجدوا الخلاص في النهاية ؟ .. نظر أخاها لها بكل رقة وتعاطف ليتحدث بأكبر قدر من الهدوء :" أخبريني هل أنتي حزينة لأجلهم ؟"

أومأت برأسها إيجاباً وهي تدفن رأسها في صدره بينما أغمض هو عينيه ليتحدث :" لا تبكي .. أرجوكِ .. كل شيء سيكون بخير .. وأيضاً لابد من ظهور الحق في أحد الأيام يا صغيرتي .. إستمعي لي .. أنا لن أخبر أحدهم بعثورك على هذا الدفتر ولكن عديني أنكِ لن تتغيري أبداً عند وصولك للنهاية .. إتفقنا ؟"

رفعت رأسها لتبتسم بسعادة شديدة :" أمرك يا أخي أعدك .. أقسم لك لن أتغير ابداً .. ربما سأحزن قليلاً إن كانت النهاية محزنة ولكنني لن أتغير "

إبتسم لها بإشفاق ليغادر الغرفة بينما جلست هي تفكر في كلامها مع والدها على المائدة .. لقد وصفت ريكس روبنز وإيمليا روبنز بالمزعجين وهي تشعر بقليل من الإعجاب بريكس و صديقة لإيمليا .. ولكن عندما قرأت الدفتر بدأت تشعر بالغضب تجاههما فريكس هو احد ابناء ديريك و إيمليا إبنه لأليكسس وهذا مزعج للغاية ! تذكرت أخيراً ماكس .. ذلك الفتى كان مزعجاً للغاية في طفولتهما فقد كان والداه صديقا والداها ولكنه تغير وأصبح هادئاً ومنطوياً على نفسه منذ أن ماتا في حادث سير .. لا يتحدث لاي أحد سوى لها فقط .. وبالرغم من ذلك فهو لا يرفض أي طلب للفتيات بسبب خجله وهي تعلم السبب تماماً ولكنها لا تستلطفه أبداً .. وفي بعض الأحيان تشفق عليه عندما يجلس وحيداً ويبدو أنه يحمل الكثير من الألم في عيناه .. أغمضت عيناها لتخطر في مخيلتها صورة ماكس ذو الثامنة أعوام يبكي بحرقة شديدة في الكنيسة عند جثمان والداه .. لتفتح عيناها وقد قررت الإنضمام لأسرتها في الأسفل بدلاً من الجلوس وحدها والعودة لاحقاً لإكمال ما حدث مع أبطالها الذين تأثرت بمواقفهم وتمنت أن تصل إلى نهاية تعلم فيها أنهم جميعا أحياء يرزقون بالرغم من عدم ظهور أي منهم على ساحة الأحداث في الوقت الحاضر ولا أحد يعلم الحقيقة إن كانوا أمواتاً أم أحياءاً ؟

إذن ظهر لنا اليوم أن قصة يوجين وجين مجرد كلمات كتبها جين .. فماذا حدث لهما ؟

من هي جوليا برأيكم ؟ وهل سيكون لها دور في الـأحداث القادمة ؟

وكالعادة أراء وإنتقادات ؟

ملاحظة : ظهور جوليا في الأحداث سيبداً بالتزايد نسبياً إلى أن تنهي قراءة المذكرات الخاصة بجين .

ملاحظة 2 :المفاجأة الثانية هي .. نزول الفصل السابع