الفصل الحادي عشر :
اعلم انني قررت تنزيله منذ فترة طويلة نسبياً وهو كان جاهزا بالفعل الواقع الفصلين الثاني عشر والثالث عشر جاهزان ايضاً ولكنني كنت بإنتظار أن يضع كل المتابعين ردودهم فقط
إذن دون اي تأخير هاهو الفصل قراءة مُمتعة :
أغلقت ذلك الدفتر الأزرق وهي تشعر بدخول أحدهم للغرفة مما دفعها لإخفائه و التظاهر بالنوم .. جلس الشاب على طرف السرير وهو يمسح على شعرها بهدوء ولمحة من الحزن ظهرت على وجهه ليتحدث :" جوليا , لقد سمعت صوت بكائك من الخارج لذلك أعلم أنكِ مُستيقظة "
تخلت عن غطائها الذي غطت جسدها وحتى وجهها به لتلقي بجسدها إلى أحضان أخيها ألفريد الذي ضمها بحنان وهو يمسح على شعرها البُني الداكن :" لا تبكي , لا داعي للبكاء صغيرتي .. أنتي حقاً تتأثرين بسرعة صحيح ؟"
تحدثت بصوت مخنوق من بين شهقات بكائها :" انت أخبرتني يا أخي أنه لن يُعدم صحيح ؟ ولكن .. لو تابعت القراءة لربما صفحة واحدة أخرى سنصل إلى يوم إعدامه "
تنهد بتعب ليتحدث :" عزيزتي ألم أخُبرك أن هنالك أمر ما سيحدث سيوقف عملية الإعدام ولكن .. لكن الأمر الذي سيحدث سيجعلك تبكين حقاً .. أعني لن ينتهي الأمر نهاية سعيدة "
أبعدت جسدها عنه بقليل من التعب لتتحدث :" على الأقل هل يوجين على قيد الحياة ؟ أعني إن كان كذلك فلماذا سمح لابنه بالعيش مع ديريك وأليكسس "
تنفس بعمق وهو يحاول استجماع كلمات لا تؤثر كثيراً عليها ليجيب بهدوء :" حسناً .. الواقع لا أحد يعلم إن كان حياً أم لا .. هذا الأمر قد لا يعلمه إلا رولند .. فهو اختفى قبل ثلاث سنوات لمدة خمسة أشهر وعند عودته كان قد تغير تماماً عما كان عليه .. لا أحد يعلم ماذا حدث له أو ماذا اكتشف "
أخفضت رأسها لتتحدث بغضب :" أياً كان ما اكتشفه .. لم يكن عليه مساعدتهم أبداً .. إنهم أعداء والده .. حتى لو اكتشف أن والده قد مات كان يجدر به القتال من أجله "
أخفض رأسه في محاولة لإخفاء ذلك القلق الذي انتابه ليتحدث صوت ثالث دخل في هذا النقاش بحده :" وهل تعنين أنكِ لو كنتي ابنة ليوجين ستحاربين أسرة روبنز ؟"
نظرت له بدهشة وقد بدى الخوف على مُحياها فآخر ما كانت تُريده هو ظهور آلبرت واكتشافه أنها تمتلك تلك المذكرة والتي ولسبب ما هي الوحيدة التي مُنعت من قرأتها .. ولكنها تحدثت بصوت حاد هي الأخرى :" أجل سأفعل , إن كان أبي قد تعرض لمثل هذه المواقف فأنا قطعاً سأقوم بحمايته "
ابتسم بسخرية ليتحدث :" حتى لو لم يكن والدك العزيز قد اهتم بك ؟ أو حتى لم يكن يعلم إن كان قد أصبح لديه ابن أو ابنة ؟"
شدت على قبضة يدها وشعور بالخطر يدق حواسها لتتحدث بحذر :" وضح مقصدك آلبرت .. ماذا تعني بكل هذا ؟"
في تلك اللحظة تحدث ألفريد بغضب :" آلبرت أغلق فمك حالاً , وأنتي جوليا لا تهتمي لأمر هذا الأحمق "
لينهض ويسحب آلبرت خلفه إلا أن الأخير أبى أن يتحرك إلا بعد أن نطق بكلمات تم حظرها من قبل أسياد هذا المنزل :" لا بأس يا أخي , ولكن عزيزتي جوليا .. أعني جينفير أنتي ستصبحين زوجة لريكس قريباً لذا لا ترتكبي الحماقات حتى لا يكتشف أحدهم الحقيقة "
لم يعد ألفريد يحتمل لمزيد مما دفعه للكم آلبرت بقوة وطرده خارج الغرفة .. بينما بقي هو ينظر إلى ملامح وجهها الحائرة .. ابتلع رمقه بصعوبة فهو لا يعلم ماذا عليه أن يخبرها الآن .. لكنها تحدثت بصوت هادئ :" من هي جينفير يا ألفريد ؟"
نظر لها بقليل من التوتر قبل أن يتحدث :" سأذهب لأطلب من الخدم إعداد القليل من الطعام من أجلك .. ارتاحي قليلاً رجاءاً وعند عودة والداي إسئليهما اتفقنا ؟"
ليغادر الغرفة بسرعة بينما بقيت هي تحدق بالمكان الذي كان يقف به قبل قليل ..طردت كل الأفكار التي غزت رأسها وأعادت فتح المُذكرة فهي أصبحت ترغب بإنهائها في أقرب وقت بل اليوم وقبل حلول المساء .
حل صباح ذلك اليوم المشئوم أخيراً .. استيقظ من حُكم عليه أن يفقد حياته اليوم أولاً ولسبب ما كان يشعر بالنشاط على عكس بقية الأيام .. استحم وإرتدى ثيابه الرسمية كالعادة ولكنه وقبل أن يغادر غرفته الصغيرة تذكر شجاره بالأمس مع جين .. قطعاً لن يكون جين سعيداً بتلك الحقائق التي اكتشفها ليلة أمس لكنه قرر تجاهل ذلك الشجار بكل بساطة و القيام بأعماله اليومية كما هي العادة وكأنه يواسي نفسه بأن هذا سيكون اليوم الأخير له على قيد الحياة .. فتح الباب أخيراً ليتوجه مُباشرة نحو المطبخ لإعداد الفطور وبعض الشاي الساخن .. وحتى لو بدى الأمر غريباً فهو كان يدندن بموسيقى ما !
نهض من سريره بتثاقل ولكنه ما لبث أن خرج إلى المطبخ التحضيري في جناحه الخاص .. لا يعلم حقاً ما هو الشيء الذي حثه على التوجه إلى هناك ولكنه صُدم حقاً بمظهر يوجين الذي كان يبدوا في غمرة نشاطه وسعادته ! رفع أحد حاجبيه باستنكار تام ليتحدث بدهشة :" لقد فقدت عقلك .. أقسم أنك فقدته يوجين , أي أعصاب تمتلكها أنت ؟"
توقف عن إصدار تلك الدندنة وتحدث بصوت هادئ وبارد :" يفترض أنك غاضب مني ولا ترغب بالتحدث إلي الآن صحيح ؟ "
احتدت نظراته وهو يستدير مُغادراً المكان :" افعل ما يحلو لك .. مجرد أحمق أقسم .. وبالمناسبة لستُ بحاجة لخدماتك اليوم لذا اعتبره إجازتك الأخيرة "
التفت يوجين له ليبتسم بهدوء وهو يراه يسير مُبتعداً ليتحدث بصوت مرتفع لم يخلو من التهكم و السخرية :" الواقع أشعر برغبة بالعمل حتى أُريح ضميري وأقنعه بأنني أتممت عملي حتى النهاية "
نظر له جين بغضب قبل أن يعاود السير بسرعة أكبر فآخر ما يريده هو أن يقوم بإيذائه الآن .
في نفس ذلك القصر ولكن بجناح آخر وأكبر من جناح صديقنا جين كان ماكس يجلس وهو يحتسي فنجان من القهوة بينما جلس كُل مِن ديريك وأليكسس مقابلين له .. تحدث ماكس بشيء من الدهشة :" ولكن متى حدث ذلك ؟"
حرك ديريك كتفيه بدلالة لا أعلم ليقول :" لقد علمت صباحاً بسبب البرقية التي أرسلها سيدي الحاكم وهو يطلب منا الحضور للقصر لأجل أمر إعدامه "
ابتسامة أليكسس الخبيثة توسعت وهو يتحدث :" وأخيراً سيختفي ذلك الأحمق من هذه الحياة إلى الأبد .. هو بالتأكيد سيكون الآن مُحبطاً للغاية "
ابتسم ماكس وهو يشعر بأن حملاً ثقيلاً سيُزال عن كاهله اليوم عندما يرى يوجين مجرد جسد بلا روح .. جثة هامدة بِلا حراك .
كان يوجين ينزل السلالم المؤدية لطابق السفُلي للقصر بينما كان ديريك وأليكسس على وشك الصعود بالمصعد .. لم يتمكن أليكسس من منع نفسه من السخرية ليتحدث :" وهل يقوم الشخص في آخر بضع ساعات من حياته البائسة بإلقاء القُمامة ؟"
نظر يوجين له ليبتسم بسخرية أشد وهو يتحدث :" الواقع سيدي لو أردت التخلص من القُمامة حقاً لكنت أنت وشقيقك في هذا الكيس الآن "
تفجر الغضب في عروق اليكسس الذي توجه له وهو يتحدث بغضب عارم :" أعد ما قلته يا هذا ؟"
تحدث بذات نبرته السابقة :" أتعلم لقد لاحظت الأمر منذ زمن .. يبدوا أنك تعاني من مشاكل سمعية خطرة إذ أنك تحتاج أن أُعيد كلامي لأكثر من مرة حتى تسمعه ( وضع يده على ذقنه وهو يتظاهر بالتفكير ) : أو ربما تُعاني من مشاكل بالعقل تمنعك من استيعاب الكلام منذ المرة الأولى ؟"
ازداد غضب أليكسس أكثر وكاد ان يضربه ولكن يوجين أمسك بيده بقوة ليتحدث وابتسامة لطيفة على وجهه :" لا ترفع يدك هذه علي سيدي أليكسس "
ليرميه أرضاً .. ضحك ديريك بخفة وهو يقول :" يبدوا لي أنك تستمتع حقاً "
حول نظره لديريك ليتحدث بهدوء :" أكثر مما تظن .. أعني هل تتخيل أنني لن أرى وجهكما المُزعج هذا مرة أخرى .. إنه أمر يبعث على السرور بالفعل "
ابتسم ديريك بخُبث ليتحدث :" أجل يوجين , ولكن انتبه لكلماتك جيداً ربما لن تعاقب أنت عليها ولكني أعدك أن أجعل ابنك هو من يعاقب بدلاً منك فأنا لا أنسى أن أنتقم , ودعنا لا ننسى أنك خطفت الفتاة التي أحببتها وقد حان الوقت لاستعادتها "
كان ديريك ينتظر من يوجين أن يغضب ولكنه بدلاً من ذلك رمقه بنظرة مُستفزة ليتحدث :" أرجوك ديريك وكأن إينوري كانت ستقبل أن تصبح لك .. ومن ثُم حتى وإن أصبحت ملكك بعد موتي فهذا لن يعني لي الكثير .. لإنني أعلم مُسبقاً أنها يستحيل ان تُحب شخصاً آخر .. حتى لو أُجبرت على الزواج بك لاحقاً فهي قطعاً لن تحاول إسعادك ولا حمايتك ولا حتى ستذرف الدموع لأجلك ولو مِت أمامها لذا في الحقيقة حُبها سيكون لي وحدي حتى النهاية .. وكما تعلم امتلاك جسد أحدهم ليس كامتلاك قلبه صحيح ؟"
غضب ديريك من تلك الكلمات ولكنه رفض أن يهزم في هذه المعركة الكلامية لذا تحدث :" ولكن يوجين أتظن أنها ستكون سعيدة أم أن روحها ستتحطم لأشلاء تماماً كروحك الآن ؟ لا تحاول التظاهر بالسعادة فأنا أعلم أنك قلق وبشدة على زوجتك وابنك وحتى على شقيقك الأحمق .. قلق إلى حد الجنون ولكنك تُخفي ذلك حتى لا يكون آخر ما يرونه بك هو الضعف صحيح ؟"
ابتسم بهدوء ليتحدث :" يبدوا لي أنك درست الفلسفة وتحليل النفس لا إدارة الأعمال يا أحمق "
ليكمل نزوله للسلالم دون أن ينتبه لتلك الابتسامة على وجه ديريك و الغيظ على وجه أليكسس .. بينما بقي جين يحدق بهم من الخلف دون أن يشعر أحد بوجوده أو ربما بسبب ظهوره أنهى يوجين ذلك النقاش .. بكل حال ديريك كان سعيداً فقط لمعرفته أن عدوه اللدود يحترق من الداخل حتى لو أبدى عكس ذلك تماماً .
بمكان بعيد نسبياً عن قصر روبنز كانت تجلس في حديقة القصر بعد أن رفضت الدخول للداخل حتى لو كانت الأمطار تهطل بغزارة مما دفعه للجلوس بجانبها أيضاً .. فقط لو أنها لا تعلم أن هذه هي آخر مرة ستراه بها لما بقيت لحظة واحدة هُنا .. أخفضت رأسها لمنع نفسها من البُكاء فهي لا تريد أن يرى دموعها في آخر يوم له هُنا .. ولكن حالتها الرثة وثيابها المُبتلة ستقلقه .. ابتسمت بهدوء بالرغم من دموعها فهو بالتأكيد سيعلم أن كبريائها وحُبها له هو ما منعها من العودة للداخل وبالتأكيد عِنادها الشديد الذي تتميز به وهو ما جعل كريستيان وحتى هذه اللحظة يجلس معها في الخارج .. والمشكلة أنها رفضت الجلوس تحت مكان يحميها من المطر .. تحدث كريستيان مُقاطعاً الصمت :" إينوري عزيزتي .. دعينا ندخل إلى الداخل فصغيرك مُصاب بالحُمى ولن يطول به الوقت قبل أن ينضم إلينا هُنا "
همت بالإجابة إلا أن سماعها لصوت ارتطام شيء بالأرض ومن ثم ضحكة خفيفة تبع ذلك الصوت أوقفها .. فتلك الضحكة هي أكثر ما تمنت سماعه دائماً من شخص تعشقه حد الموت .. التفت لتراه يحمل رولند بين ذراعيه وقد وضع مظلة فوقه ليتحدث بهدوء مع محافظته على ابتسامة هادئة :" حقاً سيد كريستيان أتظن أن التحدث مع أختك هذه سيجلب أي نتائج ؟ هي لن تستمع لأي أحد "
ابتسم كريستيان بسعادة لرؤيته ولكن تلك الابتسامة كادت تختفي وهو يذكر سبب وجوده هُنا .. ستكون هذه الليلة من أسوء الليالي التي عاشها بحياته .
حافظ يوجين على ابتسامته وهو يتقدم منه ليضع يده على كتفه وهو يتجاوزه ليقف أمام إينوري التي كانت قد أخفضت رأسها لتمنعه من رؤية تقاطيع وجهها الباكي .. راقبهما كريستيان الذي وقف ينظر ليوجين الهادئ وأخته التي تحاول إخفاء ضعفها .. تنهد بتعب ليستأذنهما بالمغادرة فهو يعلم أنهما بحاجة لقضاء الوقت معاً .
ما إن اختفى كريس حتى وضع يوجين يده على رأس إينوري ومسح عليه بحنان ليتحدث بصوت هادئ يملئه الحنان والعطف :" هل ترغب أميرتي بالبكاء ؟ "
أومأت برأسها سلباً دون أن تنطق بحرف واحد بينما عاد هو لتحدث بذات النبرة السابقة :" تعلمين يبدوا أنها المرة الأخيرة التي سيتاح لكِ بها أن تبكي وانا من يربت على شعرك "
شهقت بقوة وهي تغرس رأسها في صدره وتبدأ بالبكاء الحاد وهي تقبض بيديها الضعيفتين على معطفه الأسود الطويل .. بينما نظر لها رولند وهو على وشك البكاء مما دفع يوجين لإنزاله بعد أن كان يحمله ويضم إينوري بحنان بينما يبتسم لصغيره القلق .
وفي داخل القصر ذاته كان الهدوء يسيطر على الأجواء المُضطربة بحيث كان ماكس وابنيه حاضرين أيضاً وجين كان يبدوا عليه الغضب الشديد وكأنه سينفجر إن تجرأ وتحدث أحدهم معه .. كريستيان كان يدعوا أن تحدث معجزة تغير رأي عمه .. الحاكم كانت ملامح وجهه تدل على القلق كما وجدت لمحة من الحزن في عنينه .. الملكة لم تكلف نفسها بالظهور حتى فهي لا تزال غاضبة من الموقف برمته بينما كانت آنجلي تجلس بجانب جين وهي تخفض رأسها في محاولة منها لمنع أحدهم من رؤية عينيها المُنتفختين ودموعها التي كانت على الاستعداد التام بالهطول مُجدداً .. تحدث ماكس بصوت هادئ :" لماذا لا نحاول كسر جو الكآبة المُحيط هنا ونخرج للسير في الحديقة ؟"
نظر له جين من طرف عينه ليتحدث بصوت خافت :" وماذا عن الأمطار في الخارج ؟"
أجابه بذات الهدوء :" لقد توقفت حالياً على الأقل "
بعد ذلك أومأ الجميع بالموافقة فهم حقاً لن يتمكنوا من الجلوس هكذا حتى وقت تنفيذ الحُكم .
دعونا نعد إلى حيث كان يوجين يقف برفقة إينوري وطفلهما وقد بدى عليها أنها توقفت عن البكاء - حالياً على الأقل – وجه يوجين أنظاره حول تلك الزهور قبل أن ينخفض بحركة مُفاجأة لإينوري وهو يركع على ركبة واحدة ويُمسك بيدها اليمنى ليتحدث بصوت رقيق وابتسامة عذبة :" شكرا إينوري , لا أعلم كيف لي أن أشكرك لوقوفك إلى جانبي ضد أسرتك بأكملها .. لمبادلتك لي مشاعر الحب الصادقة .. لإنك كنتي السبب الذي يعطيني القوة لأكمل السير ما إن أسقط .. لإنكِ وبمجرد معرفة أني سأراكي ترتسم ابتسامة صادقة على وجهي .. لا أظن أنني كنت سأستمر من دونك .. لقد أحببتك مُنذ أن كنا طفلين واستمر هذا الأمر إلى هذه اللحظة .. أحببتك إلى حد الجنون وإن لم أستطع أن أقدم لكِ الكثير .. فقط أريد أن تعلمي أنني كُنت سعيداً بقربك .. أسعد من أي شخص آخر "
وضعت يدها اليسرى على فمها وهي تحاول جاهدة أن لا تبكي مُجدداً فهي
لن تقضي آخر بضع ساعات معه في البكاء .. نظر لها بحنان مرة أخرى ولكنه شعر بتلك اليد الصغيرة تقوم بالقبض على بنطاله بقوة مما جعله يلتفت لصغيره الذي كان قاطباً حاجبيه بانزعاج ليتحدث بعد أن أطلق ضحكة خفيفة وهو يحمله للأعلى :" وشكراً لأجمل وألطف طفل في هذا العالم لإنه وببساطة أدخل السرور إلى نفسي "
ضحك ذلك الصغير وهو يرى نفسه بين أحضان والده الذي كان يبتسم له ويلاعبه ..أطلقت إينوري ضحكة خفيفة أيضاً لتتحدث :" إنه يغار حتى مني عليك ."
brb1brb1brb1brb1