عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية

خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية القسم يهتم بالخطب بالاناشيد الإسلامية والمحاضرات المسجلة بالصوت والصورة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-12-2014, 02:46 PM
 
صلاتنا وصلاة من قبلنا : الشيخ زيد البحري


صلاتنا وصلاة من قبلنا
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

أما بعد ، فيا عباد الله :
جاء في الصحيحين :
قوله عليه الصلاة والسلام : (( اشتكت النار إلى ربها ، قالت : يا ربي أكل بعضي بعضا))
شكوى صادرة ممن ؟
من النار
من المُشكَى إليه ؟
هو الله
ترى ، من هو المشتكي ، ومن هو المشتكى منه ؟
قف معي لحظات وتأمل عبارات هذا الحديث :
(( اشتكت النار إلى ربها قالت : يا ربي أكل بعضي بعضا فنفسني ))
إذاً النار تشكو نفسها من نفسها .
رحماك ربي !
النار بذاتها ، النار العظيمة تشكو نفسها من نفسها
فأذن لها بنفسين – : نفس في الصيف ونفس في الشتاء ، فأشد ما تجدون من الحر من سمومها ، وأشد ما تجدون من البرد من زمهريرها
نحن في هذه الأيام نستنشق نسائم هذا الفصل البارد الذي هو فصل الشتاء شدة البرد التي تكون فيها ، تُعد نفسا واحدا من أنفاس الجحيم
عائذا بالله منها
يقول الشاعر :
كم يكون الشتاء ثم المصيف
وربيع يمضي ويأتي الخريف
وارتحال من الحرور إلى البرد
وسيف الردى عليك منيف
فصل صيف ينقضي ، فصل شتاء يأتي تعقبه فصول أخرى متتوالية
فصل الشتاء فصل الخريف فصل الربيع فصل الصيف ــــــــــ إلى متى ؟
إلى أن تقف أنفاسك عبد الله ، إلى ان تتوقف حركة المسير منك
كم يكون الشتاء ثم المصيف
وربيع يمضي ويأتي الخريف
وارتحال من الحرور إلى البرد
وسيف الردى عليك منيف
يا قليل المقام في هذه الدنيا
إلى كم يغرك التسويف
يا طالب الزائل حتى متى
قلبك بالزائل مشغوف
عباد الله :
مضت الخطبة الماضية ، وقد تحدثنا فيها عن مقارنة بين حالنا وحال السلف الكرام رضي الله عنهم
وها نحن في هذا اليوم أضع مقارنة أخرى في جانب واحد ، ألا وهو جانب " الصلاة "
صلاة سلفنا :
ما أمرها ؟
ما شأنها ؟
ما حالها ؟
ما صنيع أولئك القوم بها ؟
وما صنيعنا نحن بهذه الصلاة ؟
أي صلاة تُرى كان عليها السلف الكرام الفضلاء رحمهم الله ؟
إنها صلاة النفل " صلاة قيام الليل "
فما ظنكم بصلاتنا نحن صلاة الفرض؟
ماذا صنعنا فيها ؟
ماذا فعلنا بها ؟
اسمع إلى هذه العبارات الجميلة الرائدة في معناها :
يقول يحيى بن كثير – وقوله هذا ليس محصورا في فصل الشتاء فحسب بل في جميع الليالي – يقول :
الليل طويل فلا تقصره بمنامك ،
الليل طويل فلا تقصره بمنامك ،
والإسلام نظيف فلا تدنسه بآثامكْ
يقوم أحد السلف ذات يوم في ليلة باردة شاتية ، فلما وضع يده في الإناء تألم وتوجع من شدة برودة الماء ، فأراد أن يحجم عن الوضوء وأن يعود إلى الفراش ، لكنه غمس يده ، وقال : هذا أهون من صديد جهنم ومن زمهريرها "
يا عجبا للناس
يا عجبا للناس من قرة عيونهمُ
مطاعم غمض بعدها الموت منتصبُ
وطول قيام الليل أيسر مؤنة
وأهون من نار تفور وتتلهبُ

بعض سلفنا إن كنت لا تعلم صلى الفجر بوضوء العشاء عشرين سنة
والبعض الآخر- كما أُثر عنه - صلى صلاة الفجر بوضوء العشاء أربعين سنة
هل أتت هذه الأفعال من فراغ ؟
لا والله ، أتت من مجاهدة ، من مصابرة ، من مكابدة
هذا أحدهم يقول : " لقد كان يشق عليّ قيام الليل فكابدته عشرين سنة مرة أقوم ومرة أنوم "
هكذا في صراع في نزاع مع نفسه ومع الشيطان
" لقد كان قيام الليل يشق عليّ فكابدته عشرين سنة ، ومن ثَمّ تلذذت به عشرين سنة "
بل لو نظرت إلى بيئتهم ، إلى مجتمعهم لوجدت الساعون على هذا الخير وعلى هذا النبل ، وعلى هذه الفضائل
كان أحدهم إذا قام من السحر ورأى الناس نياما نادى بأعلى صوته فقال : " يا أيها الناس ، يا أيها الناس أكلَّ هذا الليل ترقدون ؟ ألا تقومون فترحلون ؟
فماذا هو صنيع أولئك القوم إذا سمعوا صوته ، وثبوا من فروشهم ، فيُسمع من هنا باكٍ
ومن هناك داعٍ
ومن هناك قارئ للقرآن
نعم
صلاة الفرض
صلاة الفرض
صلاة الفرض الفاصلة بين المسلم وبين الكافر ضُيِّعت من قبل كثير من الناس في هذا العصر، وهي صلاة فرض ، يُذم ويُلام عليها تاركها
سببها ؟
منشؤها ؟
اسمع إلى ما قاله ابن مسعود رضي الله عنه – لما قيل له : إنا لا نستطيع قيام الليل
هذا سؤال منصب عن قيام الليل ، لا عن صلاة الفرض
فماذا قال ؟
قال : " أقعدتكم وقيَّدتكم ذنوبكم "
ما أحلى تلك الساعة التي تناجي فيها ربك والناس فيها نائمون !
ما ألذ تلك الساعة التي تناجي فيها ربك ، والناس فيها غافلون معرضون !
أحد السلف ـــــــــــــ ماذا قال ؟
قال : أذنبت ذنبا واحدا فحُرمت به قيام الليل ستة أشهر
عقاب ذنب حرمه من قيام الليل نصف سنة
فيا تُرى ــــــــــــ ماذا نقول في أنفسنا ؟
وماذا نقول في ذنوبنا ؟
أبو هريرة رضي الله عنه الإمام الجليل المحدث الكبير الفقيه العظيم من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ـــــ ماذا كان يصنع بليله ؟
كانت له تقسيمة :
ـــ كان يقوم الثلث الأول من الليل ، فإذا قام أيقظ امرأته فصلت الثلث الثاني ، فإذا صلت أيقظت أبناءها للصلاة في الثلث الأخير
يا راقد الليل كم ترقدُ
يا راقد الليل كم ترقدُ
قم يا حبيبي قد دنا الموعدُ
وخذ من الليل وساعاته
وردا إذا ما هجع الرُّقَّدُ
السلف رحمة الله عليهم شأنهم كبير يتواصون فيما بينهم حتى الأسرة الواحدة يتواصى فيها بعضهم ببعض
كان أحد السلف : إذا صلى العشاء ــــــــــ ما هي نصيحته لأبنائه ولأفراد أسرته ؟
يقول : " يا بنيَّ نوموا مبكرين لعل الله أن يرزقكم من الليل خيرا "
هذه صلاة النفل :
صلاة الليل عند السلف الكرام رحمهم الله وليست صلاة واجبة
حسرة وألم وجمرة أسى تقطع القلب وتحرك الفؤاد حينما ترى المسلمين في مساجدهم
انظر : إلى المساجد في هذا الفصل لو حسبت الساعات التي بين آذان المغرب وأذان الفجر تقارب ثنتي عشرة ساعة ، ومع ذلك في هذه الأيام انظروا إلى المساجد :
كم من الأعداد التي يرتادها الناس إلى هذه الأماكن الطاهرة لأداء صلاة الفجر ؟
إن أكثرت فقل صفين
وإن شئت أن تقول بالعدد قل : خمسين شخصا يصلون صلاة الفجر
أين أبناء المسلمين ؟
أتريدون أن يصدق علينا قول الله عز وجل لما ذكر كوكبة من الأنبياء وعد فضائلهم ومناقبهم
ماذا قال عز وجل ؟
قال عنهم : ((إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً ))
فشتان
لبون عظيم بون عظيم
ماذا قال جل وعلا بعدها ؟
قال : ((فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ ))
ما تركوها
قال بعض المفسرين : " ما ضيعوها بمعنى : تركوها ، ولكن أخروها عن وقتها ،"
يصلي متى ؟
بعدما تطلع الشمس ،
يصلي متى ؟
بعدما يستيقظ للذهاب إلى عمله
تُقدم الدنيا على الدين
أليست هذه حرقة ؟
أليس هذا أسى ؟
أليس هذا بألم ؟
بلى والله
((فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً ))
إلى متى تترك الصلاة ؟
أتترك النور ، الهداية ، الراحة الطمأنينة ، السعادة الخير كله العظمة أجمعها ؟
يا نفس توبي فإن الموت قد حانا
واعص الهوى فالهوى مازال فتانا
ألا ترين المنايا كيف تلقطنا
لقطا فتُلحِق أولانا بأخرانا
في كل يوم لنا ميت نشيعه
نحيي بمصرعه آثار موتانا
أين هذه القلوب الحية ؟
ألا نرى كثرة الراحلين ؟
ألا نرى كثرة من يُصلى عليهم ؟
سبحان الله !
غفلة عليها غفلات
ألا تخافوا من الجليل ؟
ألا تخافوا من الله جل وعلا؟
{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ }
غُررت وخُدعت بهذه الدنيا
بزخرفتها
بزينتها
بجمالها
{اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ {
اذكر حالنا
انظر إلى حالنا
كل منا ينافس الآخر في هذه الدنيا
أين المنافسة في طاعة الله عز وجل :
((وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ))
ما العاقبة ؟
((كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ))
كمثل مطر أنزل فأنبتت الأرض زروعها ونباتها ونضرتها
ما مآل هذا الزرع ؟
ما نهايته ؟
إلى الحطام ، إلى الفتات
}كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ }
هذا التنافس في أمر الدنيا
لكن ما المنافسة العظمى ؟
قال جل وعلا بعدها : {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ {هذا هو التنافس النافع المفيد لك – عبد الله
{سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ))
لماذا لا تكون لله مصليا ؟
لماذا لا تكون لله مطيعا ؟
أينتهي بك الأمر إلى أن تسمع :
{قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ }
إلى أن تسمع :
}أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ }فاطر37
إلى أن تسمع :
{وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ }
لم ؟
{لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ – في الدنيا - وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ }
إلى أن تقول :
((حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا ))
{أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ {
أهناك رجعة ؟
أهناك إعادة نظر ؟
أهناك إصلاح حال ؟
كلا والله :
((حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ{99} لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ{100} ))
كم من إنسان الآن تحت أطباق الثرى !
يئن يتوجع يتفزع يتألم يبكي يتحسر ، لكن لا تنفع تلك الندامة
نبحث عن السعادة
نريد أن نكون سعداء
والله لا سعادة لك إلا في طاعة الله عز وجل
السعادة في الرجوع إلى الله عز وجل
الإمام أحمد رحمة الله عليه لما اُبتلي بمحنة " خلق القرآن " ضُرب رحمه الله حتى أُغمي عليه من شدة الضربات ، فلما أفاق قال : " هل أُذن لصلاة العصر ؟ "
لم يقل : من ضربني ؟
" هل أذن لصلاة العصر ؟ "
عبد الله :
الدنيا مدبرة :
ثم المرد والله : إما إلى جنة ، وإما إلى نار ، فلا تغرنك هذه الدنيا ، لا تغرنك
((فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ }
من نسي الله نسيه الله
الجزاء من جني العمل : ((وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ }
((وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ }
{وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ }
لم ؟
لأنك نسيت آيات الله :
تتلى عليك المواعظ تُذكر المواعظ
قد ترى موعظة حية أمام ناظريك ، وليست موعظة تتلقاها عن طريق السمع بل حتى عن طريق العين
ترى الموتى
ترى المرضى
ترى المبتلين
ما السبب في نسيان الله عز وجل للعبد ؟
((كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى }
كذلك إذا قيل : قم
أين من هو تارك للصلاة ؟
في ساحة العرض على الله عز وجل
مثِّل – عبد الله –
مثل وقوفك يوم العرض عريانا
لا لباس
لا ستر
مثل وقوفك يوم العرض عريانا
مستوحشا قلق الأحشاء حيرانا
والنار تلهب من غيظ ومن حنق
على العصاة ورب العرش غضبانا
كيف بك إذا قيل :
ونادى الجليل خذوه يا ملائكتي
وامضوا بعبد عصى للنار شيطانا
ما بال أذنك لا تسمع ؟
ما بال عينك لا تدمع ؟
ما بال ظهرك لا يركع ؟
ما بال أعضائك لا تسجد ؟ ما بال عينك لا تدمع ؟
تسمع النداء :
حي على الصلاة
حي على الفلاح
المنادي من ؟
الله
لم ؟
للقاء الله
دعوة صدرت ممن ؟
من الله
لم ؟
للقاء الله
أين ؟
في بيت من بيوت الله
أترضى أن تكون رفيق قوم
لهم زاد وأنت بغير زادِ
من هذا الشقي ؟
من هذا المحروم ؟
من هذا المجنون ؟
من هذا الذي في عقله خلل وخبل ؟
فلا يلبي دعوة الملك
لو أن ملكا من ملوك الدنيا دعا الناس لتهافتوا على هذه الدعوة
وربك جل وعلا ملك الأملاك يناديك لأداء فريضة من فرائضه فتأبى!
أين القلوب اليقظة ؟
بعض السلف رأى أن عمره وصل إلى ستين سنة ،فلما حسب أيامها إذا بها :
واحد وعشرون ألف وست مائة يوما ، في كل يوم ذنب
ونحن في كل يوم ذنب أم ذنوب ؟
أم آثام ؟
أم خطايا ؟
عبد الله :
نفسك أعز النفوس عليك
لم لا ترحمها ؟
أين الذكرى ؟
((مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ))
((مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ{6} الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ{7} فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ{8} ))
احمد الله أن الله لم يجعلك قردا أو خنزيرا أو حمارا
((نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ{60} عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ{61} ))
إما في صورة قردة
أو خنازير أو حمير
أو ما شابه ذلك من الحيوانات الحقيرة التافهة الذليلة
أهؤلاء هم أبناء المسلمين : يدعون صلاة الفرض؟!
إلى متى ؟
{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ }
{اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ }
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ }
ألا ترى الموت يأخذ الناس ؟!
الليلة الماضية في الطريق الدائري إذا بشخص قد عمل حادثا ، أصيب في حادث فإذا به ملقى على الأرض قد غُطي بلحاف
أتضمن أن تعيش ؟
ربما تخرج من بيتك فينحرف بك إطار السيارة
فأين فلان ؟
مات
مات ، تُبكى ، تبكي عليك الأعين ساعات أو أياما ثم تُنسى
هل كان هذا يتوقع أن يصاب في هذا الحادث او بهذا الأمر ؟
الله اعلم
لماذا لا تتوقع – عبد الله – أن تصاب بحادث في يوم من الأيام ؟
البعض يسمع :
حي على الصلاة
حي على الفلاح
يوقظ لصلاة الفجر ، ويقول : لا ، النوم خير من الصلاة فينام
أعوذ بالله من الغفلة
أعوذ بالله من القسوة
أعوذ بالله
نسأل الله العافية
إلى هذا الحد : لو مت ؟ لو قُبضت روحك ؟
كيف تقابل رب العالمين ؟
كيف تقابل الله العظيم الجليل الجبار ؟
سبحان الله
قلوب عليها غشاوة
ما أعظم غفلتك !
ألا تنور ظلمة قبرك بالصلاة
ألا تنور قلبك حياتك
ما هي أوقاتنا ؟
سهر ؟
سمر
في استراحات
في ذهاب وإياب
في تسكع في الشوارع
في معاكسات لبنات المسلمين في الأسواق
إلى متى ؟
أكل
شرب
نوم
لهو
غفلة
ثم عد مرة أخرى إلى اليوم الثاني ،
ثم.................
ثم .............
كَبَد
قلق
ضيق
ضنك
جرِّب مرة واحدة ، صل لله عز وجل ركعتين صلاة التوبة كما أثبتت السنة ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأقبل بها على الله
كم والله سترى من السعادة والخير الذي يغمر قلبك !
{وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ ))
وهم في غفلة الآن في هذه الدنيا
وهم في غفلة ، وهم معرضون
((وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ))
فلا تغرنك الدنيا وزينتها
وانظر إلى فعلها في الأهل والوطنِ
وانظر إلى من حوى الدنيا بأجمعها
هل راح منها بغير الحنط والكفنِ
كم سُلبت من نعمة !
كم حلت من نقمة !
كم حلت من نقمة !
كم نزل بلاء!
بسبب الذنوب
انظروا إلى من حولكم : والله لسنا بأكرم على الله عز وجل
انظروا إلى من حولكم :
كيف هي أحوالهم ؟
قلق
خوف
قلة أكل
قلة نوم
أمراض
هذا هو مرض " انفلونزا الطيور " لم يستطع العالم إلى الآن أن يقف ضده وهو طير!
كيف لو أتت انفلونزا متعددة ، ماذا يكون حال البشر ؟
ما أضعفنا !
ما أضعفنا !
وما أمرنا إلا كلمح بالبصر
سبحانك ، يا رب !
عبد الله :
لا تنظر إلى المعصية من حيث هي ، ولكن انظر إلى عظمة من عصيت :
يوم أن تقف أمام رب العالمين في ذلك اليوم العظيم
يقول بعض السلف : " من قطع منك عضوا بسرقة ثلاثة دراهم لا تأمن أن تكون عقوبته في الآخرة على نحو من هذا
((نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))
هل وقفت الآيات عند هذا ؟
لا ، : ((وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ ))
{فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }
ابن المسيَّب ، ويصح : ابن المسيِّب يقول : " ما أذَّن المؤذن منذ أربعين سنة إلا وأنا في المسجد "
أربعون سنة ما يبتدئ المؤذن في الأذان إلا وابن المسيب موجود في المسجد
لما ضعف بصره قيل له : لتصحب معك سراجا ينير لك الطريق
فقال : يكفيني نور الله
(( بشِّر المشائين ))
يقول عليه الصلاة والسلام – كما في سنن أبي داود - : ((بشِّر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة ))
استشعر – عبد الله – أن الله يراك ، أن الله يعلم سرك ونجواك
بعض السلف بكى عند موته ، فقيل له : ما يبكيك ؟
قال : أبكي على ليلة ما قمتها ، وعلى يوم ما صمته
نبيك محمد صلى الله عليه وسلم – كما ثبت عند أبي داود – كان إذا حزبه أمر ( شق عليه أمر ) قال : (( أرحنا بها يا بلال ))
الصلاة راحة
طمأنينة
سعادة
لذة
نعم:
أتيت القبور فناديتها
فأين المعَظَّم والمحتقر
أين الملوك ؟
أين الأمراء ؟
أين الوزراء ؟
أين الفقراء ؟
أين المجانين ؟
أين الأغبياء ؟
أين المغفلون؟
أتيت القبور :
كلهم في مقام واحد ، في محل واحد ، ولكنهم يفترقون منازل عند رب العالمين
أتيت القبور فناديتها
فأين المعظم والمحتقرْ
تفانوا جميعا فما مُخْبِرٌ( لا أحد يخبرك )
وماتوا جميعا ومات الخبرْ
ولو أنّا إذا متنا تركنا
لكان الموت غاية كل حي
ولكنا إذا متنا بعثنا
ويسأل ربنا عن كل شيء
متى تتعظ بالخطب – عبد الله ؟
كيف بك إذا دُسَّ انفك في التراب وصار مصيرك كمصير آبائك وأجدادك ؟
كيف بك إذا دُسَّ انفك في التراب ؟
{وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ }
يوم ينادي أهل الجنة أهل النار ، وأهل النار أهل الجنة ، وشتان ما بين الطائفتين
((وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ{32} يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ))
كيف بك ولم يبق معك إلا عملك الصالح ؟
فعد إلى الله جل وعلا ، والله إن جسدي وجسدك لا يقوى على النار
نحن والله ضعفاء ، ضعفاء
وأعظم من ذلك :
إن أجسادنا على النار لا تقوى
فعد إلى الله عز وجل
تب إليه
جدد التوبة مع الله عز وجل تجد ربك غفورا كريما رحيما حليما
قال جل وعلا : {وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً }
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا – تجاوزوا الحد في الذنوب والعصيان
أسرفوا على ماذا ؟
على أنفسهم التي هي أعز ما لديهم
((لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً ))
لم يغفر الذنوب جميعا ؟
لأنه ((هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))
((إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))
((وَتُوبُوا ))
وكلنا محتاج إلى التوبة ، هي من ضروريات حياتنا وبقائنا وبقاء قلوبنا وسعادتنا
حتى المؤمن بحاجة دائبة حثيثة مستمرة إلى التوبة
قال تعالى : ((وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
(( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ ))
على وزن فعّال : من صيغ المبالغة ، كثير المغفرة جل وعلا
{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ )) فقط ؟ لا
اسمع ما بعدها لابد من العمل :
أستغفر الله ، وأنت عازم على أن تعود إلى الذنب ، هذا استغفار يحتاج إلى استغفار، تلك توبة تحتاج إلى توبة
{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى }
أسأل الله عز وجل أن يمن علينا بالتوبة النصوح
وأن يصلح فساد قلوبنا
نسأله الهدى والتقى والعفاف والغنى والسداد والرشاد
ونسأله أن يردنا إليه ردا جميلا
وأن يصلح شبابنا نساءنا وشيبتنا وكهولنا وأن يحبب إليهم الإيمان وأن يزينه في قلوبهم وأن يكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان وأن يجعلهم من الراشدين
أقول ما تسمع ، وأستغفر الله لي ولك فاستغفره وتب إليه إن ربي كان غفورا رحيما
الخطبة الثانية

أما بعد ، فيا عباد الله :
أسمعكم بعض الأحاديث الواردة في فضل الصلاة :
قال النبي عليه الصلاة والسلام - كما جاء في الصحيحين - : (( لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه من شيء ؟
قالوا : لا يا رسول الله فقال عليه الصلاة والسلام : " فكذلك الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا ))
وقد جاء في صحيح مسلم :
من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال : " كان هناك رجل لا نرى أبعد من المسجد منه ، وكان يأتي على قدميه ، فقلنا له : لو اشتريت حمارا تركبه في الظلماء والرمضاء ، فقال : ما يسرني ان بيتي عند المسجد ، إني أريد أن يُكتب لي ممشاي ورجوعي إلى بيتي ، فلما أُخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ، فقال عليه الصلاة والسلام : (( قد كتب الله لك ذلك كله ))
وقال عليه الصلاة والسلام – كما في صحيح مسلم - : (( من تطهر في بيته ثم أتى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواته : إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفعه درجة ))
وقال عليه الصلاة والسلام - ولاسيما في صلاة العشاء والفجر - :
قال عليه الصلاة والسلام – كما في صحيح مسلم : (( من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ، ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله ))
ولما سئل عليه الصلاة والسلام – كما في الصحيحين : أي الأعمال أفضل وأجل ؟
قال عليه الصلاة والسلام : (( الصلاة في مواقيتها ))
وقد جاء عند الترمذي :
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن أول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة الصلاة ، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح ، وإن فسدت خاب وخسر))
تلكم – عباد الله – بعض الفضائل والمناقب والمزايا الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل الصلاة ، فلنحافظ عليها .
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رابط قناة مصحف الشيخ زيد بن مسفر البحري : الشيخ زيد البحري آدم مجدي خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 0 12-11-2013 03:02 PM
قصة والد نبي يتحول إلى ضبع : الشيخ : زيد البحري آدم مجدي خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 1 04-07-2013 09:42 PM
الزوجة الثالثة : الشيخ زيد البحري آدم مجدي خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 0 03-18-2013 10:16 PM
الفرق بين صلاتنا وصلاة النبي صلى الله عليه وسلم!! امل مجروح نور الإسلام - 2 08-15-2008 09:43 AM


الساعة الآن 06:26 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011