..وضع راسه على الطاولة من جديد ..الا هذه الحصة تابى الانتهاء ...اغمض عينيه محاولا الحصول على بعض الراحة ..لم يشعر الا والجرس قد رن اخيرا ..انتصب على رجليه بفزع فجاءة ..بدا يرى الجميع يتحرك تلك تكلم صديقتها حول الموضة وذاك يداعب شعر صديقه بسخرية لكن هو لا يستطيع رؤية وجوههم ..انه لا يعرفهم ..يريد ان يكون منبوذا من طرفهم ..لكن هو ايضا لا يرغب ان يكون وحيدا ...

-كوروكو ...هل انت بخير ...فتح عينيه بهدوء هذا الاخير على صوت اخيه ..ابتسم بطيش

- بالتاكيد ...

مرت دقائق اخرى بعد ورن الجرس اخيرا...نهض الانثنان استعدادا للعودة للمنزل لكن ضجة كبيرة اثارت انتباههما ..وقع اقادم عالي خلف وراءه غبارا شديد وقف المعني بالوصف بسعادة امامها ....


..............................................................

دخل الاول وهو يشعر بالغثيان اما الثاني بالكاد حملته قدماه ...

- وهي برئية وذكية جدا ...

- بالله عليك توقف توقف ...فهمنا ..لا داعي لتكرار هذه الشائعات ..

- لم اتوقع يوما ان اسمع هذا ...

- لماذا ...ان تشيبانا اروع فتاة...حيث حاول كوروكو النهوض على الارض فقد كانت اكتافه مملة بضغط لا يستطيع تحمله جاءت القشة التي قسمت ظهره

- ارجوك توقف سيشيل سينسي ...

تعجب المدعو سيشيل من كلامه ولكنه توقف كما طلبا ..اطلت والدتهما من المطبخ بمريلتها المغطاة بالسائل الاحمر والسكين التي تلوح بها بغير مبالاة ...

- من هذا ؟

- انه زميل مع تشيبانا امي ...سيشيل كوتامي ..

- اهلا سيدتي الجميلة ..

ابتسمت له برقة

-اهلا ...

نفض كوروكو الغبار عن نفسه وتكلم بضجر وملل

-اين كتلة الغباء المتحرك

اقطبت امه حاجبيها بانزعاج طفيف

-اخبرتك لا تقل هذا عنها ..انها نائمة فلا تزعجاها ...وعادت مجددا نحو المطبخ تدندن كلمات غير مفهومة حول تدمير وتحطيم سكرتيرة زوجها ...

..وجد كاهيرو انها فرصة مناسبة لتدمير كل تلك الاوهام الفظيعة التي غرست في عقل سيشيل ..امسكه واحد من يمينه والاخر من شماله وجراه خلفهما ...وصلا لغرفتها وفتحا الباب بعد ان كاد يقتلعانه من مكانه ..غير ان شعرة من راسها لم تتحرك ولم تتاثر بهما ...وكانت غرفتها فوضوية هي الاخرى مجلات في كل مكان اقلام تلوين ورسومات اطفال ...وهي نائمة على السرير ..

ابتسم كوروكو بنصر

-الان قد رايت الفتاة اللطيفة التي في عقلك..قم بمسح الذاكرة ..فبالتاكيد خلاياك اصيبت بفيروس العمى ..ارجح ان حالتك يمكن تفسيرها انك بائس وترغب فقط في ان تحب ولسوء حظك فقد رايت تشيبانا..

غير ان العكس قد حصل اسرع سيشيل بالتقاط صورة لها وانفه ينزف من السعادة

-ان هذا اروع ما حصل..لا اصدق انها رسامة بارعة عجبا..انها ابرع من بيكاسو يا جماعة قام كوروكو بسحبه قبل ان تتمت عملية الغرام الكاملة وادخله لغرفتهما..صدا الباب باحكام والقى به كاهيرو على السرير واسدل كوروكو الستائر ثم اشعل مصباحا واداره نحوه..نطق كاهيرو اولا بانزعاج

-.لا افهم قصتك كيف تعجب بغباء متحرك مثلها

-انها حتى غير انثوية خرقاء في سيرها في تفكيرها انصحك بتركها نحن اخوتها ونعرف كل شيء عنها ...لمصلحتك ..اعتقد انك لم تفكر في فاتورة الغاز والكهرباء والهاتف ..وكم ستنفق على ثلاجتك ...


غير ان الاخير لم يتزحزح ولو لربع ثانية عن مشاعره نحوها ورد بكل سعادة

-ساقدم حياتي لها ان تطلب الامر .

زفر كلاهما بنفس اللحظة بايس فحالته لا يمكن الشفاء منها..رفع كاهيرو عينيه بحدة ومكر ..

-وما هي جائزتنا ؟

................................................................................

قامت بتعديل شعرها قليلا بضجر ..تثاءبت بعد ان تاففت من صراخ امها للنهوض ...خرجت دون ان تفتح عينيها يبدو ان النوم قد طغى عليها وبدات تمسك الجدار خوفا من ان تقع..وهي تردد كلمات لا اصل لها من الوجود..

شعرت بظلين اماها ولكنها واصلت سيرها غير ابهة لهما .. شعرت انهما لم يتحركا من مكانها فبدات تلوح لا شعوريا بيدها علهما يكفان للحظات عن ازعاجها..لكن ..ضربت احدهما بصفعة مؤلمة ولم تسمع ردا.فتحت عينيها ببطئ وعندما توضح ما تراه ارتعدت قليلا وترجعت خطوات للخلف.

-سيشيل مالذي تفعله في منزلي صباحا ..

لم يرد هو بل كان في عالم احلامه حيث يسبح ويردد بسعادة ونشوة

-لقد لمستني ...

ابعده كوروكو عنها ورد مزمجرا

-ايتها الغبية كيف تصفعين رئيس مجلس الطلبة هكذا ..

ردت بتوتر

-كيف لي ان اعلم انه هو اعتقدته انتما

بينما وقف كاهيرو لجانب اخيه ..

-وماهذا اين لغة الاحترام..وقفت هي تتامل لحظة قبل ان تصرخ مدوية المكان

-هاي انتما لا تخاطبانني باحترام ...

اجابها كاهيرو غاضبا بشدة ..

-عشنا معا ستة عشر سنة والان فقط ادركتي ذلك..

تلاعبت باصابعها بتوتر وغباء ..

-لم ادرك ذلك للان لكنها عدلت عن هذا وصرخت هي الاخرى
- ليس خطئي فانتما كنتما في حرب دائمة معي لذا لم انتبه ..على كل مالذي يفعله هنا..استعاد هو وعيه ونظر لها بتردد وخجل كبيرين ولم يستطع النطق بحرف..اختبأ ببراءة خلف كوروكو وبدا ينظر لها بخجل ويختبا بسرعة..

وقفت هي مصدومة ..

-بحق الله ....مالذي فعلتماه ....له ..

بينما ردا هما باحباط معا

-نحن لم نعرف مشكلته للان ..

..................................................

بدات تشيبانا تمشي كالجندي في ارض الساحة باستمتاع وتلقي التحية على من تجدهم توقفت للحظات واستدارت نحو سيشيل الذي تفاجا من ردة فعلها هذه..

-اذن سيشيل ...واه من كان يتوقع ان اسير مع رئيس مجلس الطلبة هكذا ..

بدا دخاخ الخجل يتصاعد من اذنيه

-لما..لما ..لما ..لما ..مالغريب؟.

نفت هي كل شيء

-لا ابدا انه فقط امر ممتع ..اعني اكملت باحباط بعد ان انحنت على مستو ظهرها

-دائما اصل مع حرب دموية ضد القردين ..لذا انه كيوم راحة لي..

بينما عاد هو للعب باصابعه خجلا ..قرر ان يقطع هذا الصمت ولكنه راى من بعيد تشيبانا تجري وراء قطة مهلوسة بشكل مخيف " قطتي ..قطتي "..ما جعل الاخيرة تفر بشعرها المنفوش باقصى ما لديها..

لحقها بتردد ..

-تشيبانا نحن..سنتاخر عن المدرسة ..ليست تلك الطريق انتظري.......

بعد ركض دام لنصف ساعة ..جثى هو مستسلما بتعب على الارض ووقفت تشيبانا على مقربة منه..رددت بخية امل واضحة..

-لا اصدق لم تكن قطتي ...اعتقدت انها هي..

-وهل ضاعت منكي..

-اجل منذ..بدات تحاول التفكي بعد ان وضعت يدها تحت ذقنها ..

اعتقد...ربما ..على الاقل ..عشر سنين ..رد لا شعوريا بصراخ خجل ..

-عشر سنين...لا يمكن ان تكون حية حتى...

تظاهرت هي بالصدمة وتجمعت بعض الدموع في عينيها

-لم اتوقعها منك سيشيل...

بسرعة ادرك خطاه فكانت علاقة الصلح لها شراء اربعة عشر قرن ايس كريم..بدات بالسير مسرورة ولكنها توقفت من جديد..

-سيشيل ....ما هذه المنطقة ؟ اين نحن .؟..

توقف هو الاخر ببلاهة ونظرا حولها..مراكز فخمة...مباني عالية ...سكك حديدة...

صرخ هو بشدة ممزوج بالخوف ..

-نحن وسط المدينة والمدرسة في الجهة الشمالية ...لنسرع بالركض يا الهي سيككون هذا اول تاخر لي في حياتي يا ااامــــــــــــــــــــــــي..لم تسنح لها حتى مشاركته الصراخ امسك بمعصمها وجرها .

...........................................................................


.. انضم لهما على طاولة الكفيتيريا باحباط شديد ...حمل كوروكو شطيرة البرغر والتهمها دفعة واحدة لعق اصابعه واستدار بسخرية على سيشيل المهموم

-اخبرتك انك ستعاني ..انها غبية ولن تفهم في الحب شيئا صدقني ..

شد باصابعه على علبة عصير الشوكولا بحزن ..

-لا..انا فقط غير واضح معها ..

تنهد كاهيرو ..فقد شعر بانه بطريقة غير مباشرة سبب في هذا الحزن رغم انه متاكد انه طرف لا دخل له

-لا باس..يجب ان نتحرك للخطة الاولى...يجب ان تطلب انت منها الخروج بموعد...

اندلع بين اذنيه دخان الحرج والخجل من جديد ولم يستطع كبح نفسه..فاغمي عليه ...

..تنهد الاثنان متوقعين هذه النتيجة ...

اكمل كوروكو الاكل...

-اذن ما هي الخطة...؟..

تشابكت ايادي كاهيرو معلنة وقت الجد والعمل..ما جعل اخاه يعتدل في جلسته ويرتشف من عبلة العصير كانها قهوة مرة على مرة ..يراقبان الجميع كما لو انهما عميلان سريان ..واي كلمة ستكون مصيرهما..بالعيش او الموت..

تعجب الاخر ووقف مدهوشا من كلامه

-اتعني الى..

................................................

اعجب سيشيل بالراحة التي تحصل عليها فجاءة..ما هذا...كرسي دافئ ومريح...الغرفة مظلمة ...اعصابه مرتخية..نهض بفزع متصلبا في مكانه ..

-اين انا ؟..

لم يلق اي رد ..فقط راى امامه ظلان مخيفان ..كلاهما بملابس عامل النظافة ..الاول يحمل مصباحا وجهه نحوه والثاني يحمل دفترا صغيرا..

تعجب قليلا..

-كوروكو كاهيرو ؟ ...

تاوه الاثنان ..

-اخبرتك زينا ليس مناسبا ...

-ايه لم اجد غيره ...كان الوحيد الذي استطعت الحصول عليه ...

-الان كيف ساعمل بهذه الاذرع المتدلية...مزعج جدا اي تقنيات توجد في مدرستنا هذه ..

.-.لا تقل شيئا عن نفسك هذا المصباح يفسد درامية الموقف انظر الى هنا ..انه ينطفئ فترة ثم يعود للعمل...سلع رخيصة خدعني ذلك الوغد واخذ قلم رصاص جاي بي..

-اه ..ذلك القلم ..انه يخص تشيبانا على ما اذكر...كيف قبله انه مهترىء...

-لن انكر ذلك ..كما اني اجدها دوما تقضمه لذا شعرة بالشفقة عليه وخلصته منها ....

-لا يهم دعنا نباشر العمل ...

-شيسيل...

-اه..اجل..انا...انا...مستعد ..

-جيد ..اسمع ...اولا لنفرغ عقلك من كل تلك الافكار السيئة ...

-اجل..لكن قبل ان نبدا..اريد ان اعرف مالذي نمثله هنا ...واين نحن ؟..

-نحن في غرفة ادوات عامل النظافة....انت مريض نفسي اصيب من خلال الحرب العالمية الثالثة تم احضارك لنا وظللت تصرخ انك تريد العودة وانقاذ صديقك المزعوم بومبا والذي بحثت من اجله الاف بي سي ولكن لم تجد في العالم شخصا مثله..تنهد كاهيرو باسى ونزع نظاراته ..

-تلك القصة كاهيرو ...انك اخي العقري الرائع ...ركضا مسافة واحد سنتيمتر واحتضنا بعضهما بشدة ..

-اخي ...

-انت الاورع..

-اخي...

-اخي...

فتح فجاءة عامل النظافة خزانته ...وبقي مدهوشا من الموقف ...صرخ بويل ..