02-18-2014, 07:47 PM
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم الفصل الثامن (( مأزق يجب الخروج منه )) التفتت إلى شمالها ...للجهة التي تاتي رياحها قوية لترى رجلا كهلا يرتدي
زيا أزرق ويعتمر قبعة بناء ...التصقت خصلة على جبينها بسبب ارياح
فازاحتها وهي تنظر إليه يدنو منها لتقول مستغربة وجود احد في المنطقة
" نعم مالمشكلة ؟" نظر اليها الرجل صاحب الشوارب الحادة وهادئ الملامح وقال
"آسف على إزعاجك سيدة وولكاس " ومد يده ليصافحها فاستقبلته بكفها واردف "آنا بروس رئيس هيئة
البنائين التي اوكلها السيد دارك لبناء المنتجع ...ما احاول قوله
أننا وصلنا إلى الموقع منذ نصف ساعة ولم يظهر أي من الرؤساء بعد" سبقته آريا باستفسار سريع" هل دارك على علم بقدومكم ؟" بروس "أظن ذلك ...اتينا على الموعد الذي حدده وكل شيئ جاهز ..
هل السيد دارك في المنزل ؟" حركت رأسها نفيا وهي تقول "لا ..غنه في المدينة حاليا ...
ربما يمكنني القيام بشئ فانا مساعدته ايضا" بروس "الأمر لايتطلب حضوره شخصيا يكفينا ان نطلع
على المخطط حتى نجري الحسابات على الأرض ونرسم الأساس" وجدت آريا نفسها تبتسم بسعادة وهي تدعوه غلى البيت وسرعان ماكتشفت
أن سر ابتسامتها هي جملته الأولى التي تحتل الصدارة في تفكيرها منذ
بداي حديثهما ...قال سيدة وولكاس ...ما اجمل وقع هذا الاسم وما الذ نطقه ...
لقد عشقت الغسم فماذا لو انه تحقق يوما ..
وفعلا الغبية اكملت دور السيدة وولكاس عندما دخلا إلى املنزل
تقول "حسنا ...انتظر هنا رجاء سابلغه بقدومك واحضر المخطط سريعا " ابتسم بروس بود وقال "نعم وإن يكن " فصعدت السلالم بسرعة جنونية تشعر بفرعة عارمة جعلتها تطير إلى المكتب
طيرانا ...دخلته واتجهت إلى هاتف ...رفعت السماعة وضربت الأرقام
فجاءها صوته البارد الذي تسلل إلى أعماق قلبها ونشر برودته فيها
يقول " خير ..هل من مشكلة جديدة ؟" تلاشت تلك الإبتسامة وماتت فرحتها فعبست وردت بهدوء
وقد انطفا حماسها "لا لا ...كل شيء تمام فقط ..اريد إخبارك بان
عمال البناء من اجل المشروع قد اتوا منذ نصف ساعة ويريدون
البدا بما أن الأمطار توقفت " دراك "اعلم ...حسنا ...لا أصدق أني سأقول هذا ولكني
اوكل إليك مهمة إدارة اعمالي لهذه الفترة ريثما أعود " تقارب حاجبيها استغرابا لهذا الطلب المفاجئ وقالت بتساؤل
"هل أنت متأكد سيد دارك ...هل من خطب يمنعك من المجيئ؟" رد دارك بانزعاج
" وهل يجب أن افسر لك كل شيئ أفعله ...ل
ا تجعليني أندم ولا أريد مشاكل اخرى يكفيني ما أنا فيه الآن بسببك" كانت كل كلمة يقولها تزيد من تعاسة آريا اكثر وكأنها لا تعاني كفاية
حتى يذكرها بجيم وما فعله معها ...وأنها السبب في انسحابه من المشروع ...
أرخت يدها المشدودة على سماعة الهاتف وردت على قسوته بالإنصياع
قائلة" حاضر سافعل ماطلبته مني ...آسف جدا " وأفقت الهاتف فورا قبل أن يقتلها بعتاب آخر ...أخذت التصميم
ثم انسحبت من المكتب إلى مكان بروس الذي لايزال واقفا مكانه ولاحظ
كم تغير لون وجهها بعدما كانت تشتعل حماسة وسرورا ...
دنت منه وهي تفول محاولة أن تبدو هادئة
" يمكننا البدئ بالعمل حاليا ريثما يعود دارك ..
تواجهه مشكلة سيحلها وينضم غلينا " قال بروس وهي يستلم المخطط منها "لا بأس " وهكذا انطلقت معه إلى المنطقة المخصص للبناء التي ذهلت من شساعة
مساحتها واستراتجية موقعها فلا عجب أن تكون أساس منتجع
سياحي يعود على صاحبها بالربح الوفير .. ********************* جلس هاذين الأخيرين ياكلان العشاء في صمت أصاب كليهما بالضجر القاتل ...
ولا يسمع سوى ضرب الملاعق في الصحون وبعد مدة وجيزة
كسر حاجز الصمت ذاك قول دارك فجأة بصوت هادئ
"قمت بعمل جيد هذا الصباح والعمل يسير بوجهة حسنة" نظرت إليه فكان يبادرها النظرت بنوع من الحنية
لمستها فيهما بعدها قالت بامتنان " هذا عملي سيد دارك ...
ولحن الحظ فإن الجو سيكون مشمسا طيلة السبوع عل الأقل
هذا الوقت مساعد لوضع الأساس للمنتجع " دارك
"هذا يعود إلى مهارة وسرعة العمال قمافائدة البناء إن كان غير متقن أيضا" رشفت آريا من كأس العصير وقالت
"بلا شك فلا اظن انك قد توظف فاقدي الأهلية إلا من أرقى شركات البناء " اطلق دارك صوتا ساخرا على تفكيرها ثم قال وهو يضع الملعقة منهيا صحنه
" رأيك في نفسك عن الغباء لاخطا فيه ...فالعمال الذين وظفتهم ليسوا
موكلين من الشركة إنهم بناءون بسيطون احضرتهم من شارع بسيط ...
لا يتعلق كل شيء بالمال والرقي دوما " حملقت فيه آريا بدهشة أولا وشعرت بنوع من الإعجاب والفخر ثانيا ..
وكم كبر في عينيها بهذا العمل حيث منح فرصة لعمال بسطاء بأن
يكسبوا رزقا من عرق جبينهم وأمنهم على اكبر حلم له ...خير دليل
على ذلك عتماده عليها في مهمة الصباح ...سلمته ابتسامة حانية جععلته
يحتار سببها ويعجب بها ليقول "ماسر ابتاسمتك ..لم اقل مايسمح بظهورها " أزالتها فورا وتوترت مع احمرار موضعي لوجنتيها
ثم انلت راسها وهي تقول بحرج" ل اشيء البتة "" حملق فيها طويلا قبل أن ينتبه إلى نفسه ولتلك المشاعر التي
تدغدغ أحاسيسه كلما نظر إليها سارع بالنهوض ومسحها بإدعائه البرود
يقول "لا يهم ...أمكلي طعامك و اتبعيني إلى امكتب ...
لديك اعمال كثيرة الليلة مع فنجان قهوة طبعا " ردت بسرعة وقد بلغ صوتها أذنه مغادرا تقول
"حسنا ...سآتي سريعا" وعادت تكمل طعامها في فرحة عارمة فعندما انتهت سارعت لجلي
الاطباق وعلى لسانها دندنة للحن عالي النغمة التقطته مسامع دارك الذي
كان جالسا خلف مكتبه ..ألقى ما بده وأرجع راسه غلى الوراء يتطلع
إلى السقف ...اغمض عينيه يستمع إلى صوتها الرقيق فعاد بذاركته
إلى الماضي ب4سنوات ..
كيف كانت لك الفتاة الشقراء تردد له لحنا ناعما يريح نفسيته وتفعل
ذلك قريبا من اذنه حتي يزيد تاثيرا ...وشعر وكان كفا رقيقة نمسح
على ششعره بحنية ...لكن فجاة هاجمه هاجس تلك الحادثة
مجددا ليفيق مغتاظا حاقدا على صوت انفتاح الباب ودخول آريا ...
رفع راسه ونظر إليها شرزا وهي تقترب من المكتب لتضع فنجان القهوة
بحذر وهي تقول "تفضل ..انا جاهزة للعمل
" ألقى بنظرة إلى الفنجان والقهوة تطفح داخلةه ثم تنهد بتحسر ليخرجة
رزمة من الاوراق من حقيبة عمله كان قد احضرها من الشركة
وتخص حساباتها وسلمها إليها يقوول "استمتعي بالحساب بريسكون " ذعرت لحجم تلك الاوراق وتسلمتها بهدوء ثم قالت
" لا أظن ان الوقت سيسعفني لأكملها اليوم ...أسلمها غدا " رشف من فنجان القهوة وقال "لا باس ...انصرفي الآن " حملت نفسها وخرجت من المكتب مباشرة وهي تشتعل حنقا من تصرفه
الفظ واسلوبه غير المطاق ...دخلت غرفتها ووضعت الأوراق على الطاولة
بعصبية وصارت تقلد صوته بحنق واضح المعالم على وجهها
" استمتعي بالحساب بريسكون ...لو كنت احب الحساب لعملت
في التصدير والإستيراد وما اظطررت أبدا ان اتعذب معك هنا " بعدها زفرت بقوة وسارت إل نافذة الشفة ..وقفت خلفها تعقد ساعديها
تحت صدرها وتراقب الأطار الغزيرة التي بدات بالهطول للتو ...
واكن بين الفينة والأخرى يضيئ البرق الأجواء وتعصف رياح قوية تدب الرعب
في النفوس خصوصا عندما تتخلل بين اغصان تلك الشجرة القريبة من
شرفتها فتلامس نهاياتها زجاج النافذة مصدرا صوتا مزعجا يملأ سكون الغرفة ...
تغيرت ملامحها من الحنق إلى القلق ولخوف فجاة وبقيت تراقب ثوران
البيئة لتقول
"هذا الجو لا يعجبني البتة ..ترى كيف حال أمى وكريس ...أمل أن يكونا بخير " عندئذ عادت إلى الإنغماس في العمل ولاتنفك تتذمر وتشتكي
من كثرة العمل الموكل إليها وتشعر بالخوف من ذاك الجو الغاضب في الخارج.. ************************* جلست تلك الفتاة صاحبة الشعر الأشقر الناعم والوجه الجميل
على الأريكة ترسم معالم القلق والنفور وهي تقول بانزعاج
"لا اريد ان ازيد همك ماثيو ولكني لم اعد احتكل هذه المعيشة ...
هل سنبقى نهيم في الفنادق هكذا أن نستقر في منزل كباقي الناس " اجلب ماثيو بضيق وهو يلقي بجسده المرهق على الأريكة قبالتها
"وماذا عساي أفعل ...لم ابقي مكانا إلا وطلادت منه بحجة عدم
توفر العمل ...وماكان معي سددت به الديون" قاطعته تصيح بحدة
"لقد ضقت ذرعا بعذرك هذا ...انت ماثيو وولكاس صاحب اضخم الشركات
ألا يمكنهم اعتبار اسمك فقط ...ولا تقل لي إنه الحظ التعيس " ابتسم ماثيو بسخرية وهو يلقي بنظرة على ملامحها الحادة
"التعبير الأصح ..كنت صاحب اضخم شركة ...ألازلت لم تتخطي الأزمة
بعد عزيزتي ...أيام الغنى والثياب الغالية والجواهر قد ولت ...
وعليك الإعتياد على الفقر " لم تتمالك نفسها وعاودت الصراخ بحدة اكبر تكاد تنفجر من سخريته ..
والفضل يعود إلى حضرتك ...إنه لجنون ان تضع كل ما تملكه
في مشروع خيالي وتخرج منه صفر اليدين ...
أين كان تفكيرك عندما غامرت بحياتك
وأنا لست مجبرة على تحمل هذا الوضع البائس " انتصب ماثيو بعنف وقد اكفر وجهه غضبا يقول بحزم
"عندما غامرت بحياتي ووضعت كل شيئ في المشروع لم تدعي لي
مجالا للتفكير فقد كنت كالشيطان الذي لعب بي واقحمني في هذه المشطلة
حتى خسرت كل ممتلكاتي ...وما نحن فيه الأن بسببك أنت سيدة إيفون " اصيبت بالغحباط والحزن ما لما آلت إليه الأمور وأنها السبب
في معظمها فهدات وقات بأسى" أنا آسفة ماثيو ..لكني بدات أياس ...
لقد اعتدت الثراء والحفلات والشهرة وفجاة اصبحت
اعيش هذا الوضع المزري كما وجدتني ...إنه صعب علي كثيرا" رق حالها عليه ونظر إليها بحنية ثم جلس إلى جانبها ممسكا كفيها
بيبن يديه وهو يقول
" أفهم ما تمرين يه وهو ليس سهلا علي أيضا ...لا تقلقي ساجد حلا
سريعا وساعيد إليك حياتك ...هيا ابتسمي تبدي قبيحة وأنت حزينة " نظرت إلى عينيه العسليتين وابتسمت بود له ثم قالت
"ها أنا أبتسم ولا تقل عني قبيحة قد لاتدري ما افعله بك حينها ...
اعلم كم تعاني لتسعدني وساكتفي بذلك حاليا " رفع حاجبه وقال
" حاليا ...هل تفكرين في تركي والهروب مع غني آخر ؟" ضحكت بعفوية على نكتته وقالت وهي تضع بكفها على وجهه
"لا إنما افكر في بيعك حت احصل على لمال " ماثيو
"إدن ستجنين الكثير من المال ..فانا وسيم ومطلوب لدى الكثير من الفتيات " ابتسمت وسرعان ما تلاشت ليظهر الحزن لتقول
"ماثيو ...ربما يمكننا الخروج من هاذا الوضع ...أنت تعلم" عندما رات تقطب حاجبيه اهتماما بكلامها ترددت في إكماله فأنزلت
رأسها وأعادت كفها إليها لتردف بتوتر
"أقصد ..أنت يمكنك الخروج منه ...فلديك شقيقك دارك " غضب ماثيو ونهض منتفظا مسببا لها القلق ثم قال بجدية وحنق
" مالذي ذكرك به الآن ..لأنك صدقت كذبتك تلك وتريدين العودة إليه ...
طبعا فهو الغني الآن " نهضت لتواجهه وهي تقول مدافعة عن نفسها
" لا لا ..صدقني انا أحبم انت ماثيو ..وكما قلت تلك كانت لعبة دنيئة
من تخطيطنا ..ووقعت المصيبة على رأسنا نحن ...
اسمع لن يضر لو أننا التجأنا إليه حاليا أنت شقيقه وسيفهم وضعنا " قال ماثيو والشرر يتطايرمن عينيه
"وهل تظنين أن ما فعلناه أمر يغتفر ...غنه أخي واعرفه جيدا ...
وذهابنا إليه ستكون فرصته لإهانتنا " إيفون" لا اظن ...دارك ليس من النوع الحقود ...لقد تجاوز
أزمته تلك وصار مشهورا جدا ...خذ بعين الإعتبار أنه بدا بناء
منتجع السياحي على تلك الأرض الملعونة ...
كل الصحف تنشغل بهذا الحدث الكبير " وقف ماثيو بثبات ثم قال بلهجة صارمة
"الأمر لم يعد مهما وانا لن أتذلل بما بقي لدي من كرامة حتى ألجأ
لاخي ولا أريد ان تناقشيني في هذا الموضوع " ثم انسحب من هناك في صمت تاركا إياها في دوامة تعصف بها
من كل الجوانب وعندما اختفى من الغرفة صرخت بقوة لم يتلائم
مع رقتها "هذا الموضوع لا يعود قراره إليك وحدك ...
هذا حقك ماثيو وحق والديك " ثم جثت على ركبتيها تبكي بحرقة وشفقة على نفسها وعلى ماثيو
الذي يعاني الأمرين حتى يعيد لها معزتها التي فقدنها يوما ثم نظرت إلى لنافذة ..
.إلى الأمطار التي تهطل بغزارة كدموعها فجاورتها بنظراتها بكاء وهما ... ************************ ظلت الرياح تعصف بقو خارج المنزل فتكاد تقلع الأشياء من الأرض
وتتلاعب باعصاب البحر الهائج الذي يزمجر غضبا ...في حين ان
الأمطار لم تتوقف عن الهطول والرعد يضرب والبرق يرشق مشاركين
في الصخب الذي يهز
الجدران والنفوس ...وظلت نهايات الأغصان تلامس الزجاج وتصدر
ضوضاء لا تحتمل مسسببة الإزعاج لتلك التي تحاول النوم ..
تقلبت لأكثر من مرة ومن دون جدوى فقالت من اسفل الغطاء
بصوت مرهق" يكفي ...الرحمة ماهذا الصوت .
أريد ان انام لقد نلت كفايتي من التعب .رجاء " وتقلبت للمرة الأخيرة فكأنها ستنام إلى ان الصوت زاد عن حده ولمسكينة
لم تقدر حتى على الإعتراض لان التعب قد سيطر على كل شيئ فيها فجاة
انفتحت نافذة الشرفة وكأنها دفعت بالقوة فنهضت لآريا فزعة لتراها
مفتوحة على مصراعيها والهواء يعبث بالستار عبثا ...
تنهدت رقهر وهي تقول "إن لم أجن فساقتل نفسي وأرتاح " ابعدت الغطاء عنها واتجت إليها قصد غلقها وحاولت لكنها لم تتمكن ...
هي تدفع والرياح العاتية تصدها بقوة وتشعرها بالبرد ..حاولت مرة
اخرى إغلاقها لكن الريح تقاومها اكثر وتعاند للدخول عنوة والأسوء
أنها تحمل إل بشرتها الناعمة لسعات المطر الباردة لتصيح قائلة وشعرها
يتطاير مع الستار "البرد شديد ...اهذا وقتك أيتها الرياح ..
.تبا لك متأكدة من انه نحس ذلك المغرور " نهاية البارت قراءة ممتعة للجميع .... |
__________________ |