عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الصحية والإجتماعية > الحياة الأسرية

الحياة الأسرية القسم يهتم بشؤون الأسرة المسلمة والعلاقات الاسرية والزوجية وطرح الافكار الناجحة لحياة أجمل

Like Tree17Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-27-2014, 03:38 PM
 
العلاقات الإنسانية










العلاقات بين البشر هي أحد أهم عوامل السعادة في حالة صحتها وتناغمها , وهي أيضا أحد عوامل الشقاء في حالة اضطرابها وتعثرها , وهي تشكل أحد الإهتمامات الرئيسية الثلاث عند الناس (الإنجاز , العلاقات, القيم ) .






المحور الداخلي (العلاقة بالنفس) : فمن عرف نفسه وفهمها وأحبها وأحسن التعامل معها وإدارة جوانبها ومستوياتها وصراعاتها كان أقدر على فعل ذلك مع غيره , ومن فشل في ذلك فقدرته على معرفة الآخرين وحبهم وإدارة العلاقة معهم مشكوك فيها . ومعرفة النفس محفوفة بمخاطر كثيرة منها التحيز مع النفس بتضخيمها أكثر من اللازم والدوران حولها عشقا وهياما , أو بتحقيرها وسحقها وتسليم قيادها لآخر أو آخرين .

المحور الأفقي (العلاقة بالناس) : وهي علاقة ضرورية ونسبية , أما عن ضرورتها فلأن الإنسان كائن يعيش في وسط اجتماعي ولا غنى له إطلاقا عن علاقات مع هذا الوسط تضمن له تدبير معيشته وتحقيق احتياجاته النفسية والإجتماعية , وأما عن نسبيتها فهي تعني أن الناس متفاوتون في درجة تفاعلهم مع الوسط الإجتماعي كما وكيفا , وهذا يعتمد على طبيعة الشخصية (انطواءا وانبساطا) وعلى درجة الإحتياج للآخرين ومدى العائد المتلقى من العلاقة بالآخر . والعلاقة بالناس على الرغم من أهميتها وإشباعها لاحتياجات إنسانية كثيرة إلا أنها محفوفة بمخاطر الغيرة والمنافسة والحقد والحسد من ناحية ومخاطر الحب الجارف والإفتتان والإعتماد والإبتلاع من ناحية أخرى , ولهذا تحتاج تلك العلاقات لضبط وتهذيب حتى لا تنجرف إلى دوائر الصراع المدمر أو دوائر الحب الخانق .

المحور الرأسي (العلاقة بالله) : تلك العلاقة التي تؤثر في سائر علاقات الإنسان فضلا عن كونها في حد ذاتها علاقة شديدة الأهمية , فالإنسان مخلوق ويحتاج في كل لحظة لخالقه فهو يتعلق به حبا واحتياجا ورغبة ورهبة . والإنسان حين يعي ويستوعب صفات الجمال وصفات الجلال في الذات الإلهية تتوازن مكونات ذاته وتنتظم علاقاته بنفسه وبالآخرين فهو وإياهم مخلوقات لإله واحد وقد كرمهم الله على سائر خلقه واختصهم بأمانة التكليف بعد أن أعطاهم حرية الإختيار ونظم حياتهم بأديان متتالية ترسم حدود العلاقات وتهذب الأخلاق وتردع دوافع الطغيان وتنمي نزعات الخير والحب والسلام . والعلاقة بالله على الرغم من عظمتها وقدسيتها إلا أنها لا تسلم من التحريف أو الغلو بناءا على تصور الإنسان للإله وبناءا على المنهج الذي وصل الإنسان وهل هو صادر عن الله بالكلية أو منسوب إليه وموضوع بواسطة البشر وملبيا لأهوائهم . وكم من نزاعات وحروب قامت بين البشر باسم الإله وهي في الحقيقة مدفوعة بأهواء البشر وأطماعهم .



ثمة قوانين عديدة تحكم العلاقات الإنسانية , ولكن يمكن إيجازها للتبسيط في قانونين أساسيين هما :

قانون الحب : وهو أول قانون في العلاقات نشأ حين أحب آدم حواء وأحبته ومازال هذا الحب يسري في ذريتهما ويجمع المحبين لتعمر بهم الحياة وتنمو وتتطور . وقانون الحب يكتسبه الإنسان في مراحل نموه الأولى حين تحوطه الأم بالرعاية وتلبي احتياجاته فينشأ لديه إحساس بأن الحياة آمنة وأن الآخرين يوثق بهم وبعطائهم وأنهم يستحقون منه المشاعر الطيبة .

قانون الصراع : وقد ظهر متأخرا بعد قانون الحب , وتجسد في أوضح صوره فيما نشأ بين قابيل وهابيل من مشاعر غيرة وحسد وتنافس انتهت بأن قتل قابيل أخاه هابيل , واستمر ذلك القانون يعمل بين البشر ويصدر عنه النزاعات والخلافات والحروب في كل زمان ومكان . وقانون الصراع يتولد عند الإنسان إذا نشأ في بيئة مهددة لاتعطيه احتياجاته الأساسية لذلك ينمو لديه الإحساس بأن الحياة غير آمنة وأن الآخرين لا يوثق بهم وأن عليه أن يأخذ حقه بذراعه عنوة وأن يتصارع طول الوقت مع الآخرين الذين يحاولون – في نظره – أن يسلبوه ذلك الحق.
ومن حكمة الله ورحمته أن قانون الحب نشأ قبل قانون الصراع , وأنه يظل أقوى وأكثر امتدادا وتغلغلا منه , والدليل على ذلك استمرار الحياة على الأرض وتطورها ونموها على الرغم من الخلافات والصراعات والحروب .
وهناك توازن بين القانونين يسمح باستمرار الحياة والتفاعل بين الناس , ولكل من هذين القانونين وظيفة يؤديها لا غنى للناس عنها فقانون الحب يكمن وراء كل المشاعر الجميلة بين البشر ويكمن وراء كل عوامل البناء في الحياة , وقانون الصراع يربض وراء المنافسة والمغالبة وتطوير أدوات الحياة وتسخين درجات التفاعل بين البشر وتنشيط الحواس والعقل للعمل وتنقية الأرض مما يلحق بها من فساد (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض) . فالإنسان لا يستطيع أن يعيش بأحد القانونين منفردا , ولكن صحة الحياة وصحة العلاقات تتوقف على مدى نسبية ومساحة كل من القانونين في النفس البشرية , ومتى يعمل كل قانون منها وفي أي الظروف يعمل وفي أيها يتوقف , وما هي ضوابط العمل والتوقف لكل قانون.
أسباب اضطراب العلاقات :
وتأتي مشاكل العلاقات من مصادر كثيرة متصلة بطبيعة النفس البشرية واختلاف توجهاتها واحتياجاتها وأطماعها ودوافعها ومخاوفها وظنونها وصراعاتها الداخلية والخارجية . إذن فالإختلاف يكاد يكون هو أهم مصدر للمشاكل في العلاقات فلا شك أننا كبشر مختلفون بدرجات متفاوتة , وبعضنا يتحمل هذا الإختلاف ويتقبله والبعض الآخر لا يتحمل ويدخل معنا في صراع . وبعض الناس لديهم توقعات بأن يكون الآخرين مثلهم في طريقة التفكير وفي السلوك , وأن من يختلف عنهم يصبح عدوا لهم أو على الأقل مهددا لاستقرارهم . والصراع بين البشر على مستوى العلاقات لا يتوقف على الغرباء بل قد يكون بين الأقربين أشد , وأول وأشهر صراع واضطراب في العلاقات في التاريخ الإنساني كان بين قابيل وهابيل وانتهى بأن قتل قابيل أخاه هابيل وكانت أول جريمة قتل في التاريخ الإنساني بسبب الغيرة والتنافس












__________________


[/I]
CENTER]سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك [/CENTER]

سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

اللهم صل على محمد وعلى آله

ربي اغفر لنا ولجميع المؤمنين والمؤمنات ...


وحتى من مات في هذه اللحظة
اعتقد بأنه مازال لديه متسع من الوقت في هذه الحياة !
فقط انتبه للحظات حياتك وساعاتها ولاتهملها
[/CENTER
G]
  #2  
قديم 01-27-2014, 03:46 PM
 









قبول حقيقة أن البشر مختلفين , وأن الله خلقهم كذلك لحكمة , ولا يصح ولا يصلح أن يكونوا جميعا متشابهين أو متطابقين , فالخلاف تنوع وثراء وهو مصدر تفاعل وحركة تعمر بهما الحياة , يقول الله تعالى : " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك , ولذلك خلقهم ...." (هود 119) . وقبول الإختلاف والتعددية هو البداية الحقيقية للتعامل
الصحي مع البشر
.
المرونة , بمعنى أن كل إنسان وكل موقف يحتاج لرؤية معينة ولأسلوب معين ولتعامل معين بحيث نضع في الإعتبار التركيبة النفسية لهذا الشخص وظروفه كما نضع في الإعتبار الحالة التي هو عليها في لحظة التعامل والسياق الذي نتعامل معه فيه . ويخطئ كثير من الناس حين يحاولون تثبيت طريقة التعامل مع كل الناس وفي كل الظروف , وربما يعتقدون أن في هذا نوع من الثبات على المبدأ أو الإتساق في السلوك , والمرونة لاتعني تغيير المبادئ الأساسية في التعامل ولا تعني التعامل بوجهين أو بعدة أوجه , ولكنها تضع لكل حالة إنسانية ما يناسبها من الإستجابات الصحية , فالشخص المرن أشبه بطبيب حكيم وماهر ينتقي لكل مريض ما يناسبه من الأدوية واضعا في الإعتبار السن والجنس والحالة المرضية والقدرة المادية وكل الظروف المحيطة

القبول لأخطاء البشر على اعتبار أن الطبيعة البشرية مجبولة على القابلية للخير والشر وأن الناس جميعا في حالة مجاهدة لأنفسهم بين هذين القطبين , والنجاح في ذلك أمر نسبي ومتفاوت , لذلك لا نستغرب حين نجد أحدا يتورط في خطأ أو أخطاء , فطبيعته تحتم ذلك , وطبيعتنا مثل طبيعته , وكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون , وطوبى لمن انشغل بإصلاح نفسه أولا ثم ساعد الناس على الصلاح ثانيا . والقبول هنا لا يعني الموافقة على الأخطاء ولكن يعني التماس الأعذار وتقدير الظروف التي دفعت لذلك ثم محاولة الإصلاح انطلاقا من قاعدة الحب للشخص على الرغم من رفض الفعل الخطأ الذي تورط فيه
.
التكيف مع الناس وخاصة أولئك الذين نضطر للتعامل معهم ونحن لانستريح لصفاتهم وأفعالهم , فنحاول أن نتعامل مع الجزء أو الأجزاء المريحة فيهم وأن نبتعد قدر الإمكان عن مناطق الصراع في نفوسهم أو نفوسنا , وبمعنى آخر أن نتجنب الضغط على "الزراير الحمراء" في الشخص الذي نتعامل معه بل نبقى فى حدود التعامل الآمن معه الذي لا يمس مناطق الحساسية أو عقد النقص . ويفيد في هذا أن نتجنب الشخصنة في التعامل ونركز على الجوانب الموضوعية المحايدة في التعامل . وربما مع الوقت نكتشف في الشخص الذي أمامنا نقاط جيدة تسمح بمزيد من التعاون والتفاعل على الرغم مما لديه من نقاط ومساحات غير مريحة لنا . والمثال الواضح لهذه الطريقة في أماكن العمل بين
مرؤس ورئيسه أو بين شخص وزميله
.
الإسترضاء , وهي طريقة تصلح مع من نحتاج للتعامل معهم على الرغم من وجود مشاعر سلبية لديهم تجاهنا , فمثلا إذا كانت زوجة تجد صعوبة في التعامل مع حماتها (أم زوجها) نظرا لعوامل الغيرة لديها أو شعورها بأنها خطفت منها ابنها الذي قامت على تربيته ورعايته سنين طويلة , فيمكن للزوجة هنا أن تسترضي هذه الحماة الغيورة أو المتحاملة بأن تهدي إليها بعض الهدايا التي تحبها وأن تطيعها في بعض توجيهاتها قدر الإمكان فيما يخص معاملة الزوج أو إدارة البيت وأن تعطيها الإحساس
بالإحترام والتقدير لخبرتها وحكمتها
.
فهم مفاتيح البشر , فلكل شخصية مفتاح أو عدة مفاتيح تتصل بالمحور أو المحاور الأساسية للشخصية , فذاك شخص عملي يحتاج إلى التواصل المباشر والسريع للوصول إلى الإنجاز , وهذا شخص رومانسي هادئ يولي المشاعر أهمية كبيرة , وثالث يهتم بالعلاقات الإجتماعية والقيادة , ورابع يهتم اهماما شديا بالمال , وخامس يولي القيم والمبادئ عناية خاصة , وسادس يبحث عن المتع والملذات , وسابع تحلق روحه إلى السماء عشقا للإله ...... وهكذا أنماط متباينة من البشر ومن المفاتيح التي نحتاجها لفتح مغاليق النفوس . ومعرفة المفاتيح قد تكون لدى بعض الناس بالفطرة والتجربة الحياتية , وقد يكتسبها البعض الآخر بالدراسة والمعرفة لأنماط الشخصيات وتوجهات الناس
.
إجادة قراءة اللغة غير اللفظية في التواصل , فكثير من الناس قد يغفلون عن لغة الجسد أثناء التعامل مع الآخرين فيفقدون الكثير من الدلالات في محتوى التواصل , إذ تفيد الكثير من الدراسات أن اللغة اللفظية (الكلام) تعطينا 30% فقط من محتوى التواصل , بينما اللغة غير اللفظية تعطينا حوالي 70% من ذلك المحتوى . واللغة غير اللفظية تتمثل في أشياء كثيرة منها نظرة العين , تعبيرات الوجه , حركة الرأس والرقبة , حركة اليدين والرجلين , طريقة الجلوس , المسافة بين المرسل والمستقبل , نبرة الصوت .... الخ , وكثير من الذين تفشل علاقاتهم مع الناس يكونون غير قادرين على قراءة تلك اللغة غير اللفظية فلا يفهمون الآخرين بشكل جيد وبالتالي تكون استجاباتهم في المواقف خاطئة .
ضبط المسافات , وهي طريقة من أفضل الطرق وأنجحها في العلاقات الإنسانية , وتتلخص في أننا نقترب أو نبتعد من الشخص الذي نتعامل معه حسب ظروفه وظروفنا ودرجة قبوله وقبولنا واحتياجاته واحتياجاتنا , بحيث تكون هناك حالة من التوازن الدينامي في العلاقة فلا نبتعد إلى الدرجة التي تنقطع فيها العلاقة ولا نقترب للدرجة التي تؤدي إلى الحساسية أو الإختناق . وهذه الإستراتيجية تحتاج لحسن تقدير لحالتنا وحالة الشخص الذي نتعامل معه لحظة بلحظة ثم ضبط المسافة قربا أو بعدا بناءا على هذه الحالة . ويمكن رؤية هذه الطريقة في العلاقة بين زوجين , فنرى أنهما يقتربان في بعض اللحظات إلى درجة الذوبان في بعضهما , ولكنهما مع ذلك يحتاجان للإبتعاد من وقت لآخر كي يشعر كل منهما باستقلاله وخصوصيته وتفرده وحريته , وبين هذا وذاك درجات بينية من القرب والبعد تتحدد بحالة الطرفين وتستجيب لاحتياجاتهما المتغيرة والمتقلبة . ويخطئ كثير من الأزواج والزوجات حين يعتقدون أن الحياة الزوجية تعني القرب دائما والحميمية طول الوقت على المستوى الجسدي والعاطفي , فترى أحدهما يحيط بالآخر ويقترب منه حتى يشعره بالإختناق أو النفور , والبعض الآخر يبتعد بشكل دائم حتى تنقطع العلاقة أو تكاد . وهناك بعض الأزواج كانت حياتهما الزوجية مهددة بالطلاق حين كانا معا في بيت واحد , وحين جاءت فرصة لأحدهما للسفر بعيدا من أجل الدراسة أو العمل ضعفت فكرة الطلاق واستمرت العلاقة بينهما وكانت أفضل على البعد .
والأمثلة الشعبية تؤكد هذه المعاني ونذكر منها :
"البعد جفا" .... "البعيد عن العين بعيد عن القلب" .... وهنا تحذير من البعد المؤدي للقطيعة , ثم يدعو إلى درجة من البعد تؤدي إلى تنشيط المحبة : "ابعدو تتحبوا" ..... "ابعد حبّه تزيد محبه" ..... "ان كان حبيبك عسل ما تلحسوش كله" .
وقد تزداد محبتنا لإنسان بعد أن يموت كما يقول المثل الشعبي "اللي ماتوا صاروا احباب" ... وكأن حياته وقربه وحضوره كان عائقا للحب أو مهددا لنا فلما اطمأننا لموته كنا قادرين على الإحساس بحبه أو بحب جوانب فيه كانت تحجبها جوانب أخرى تظهر في حياته . وهذا ليس فقط على مستوى الأفراد بل على مستوى الجماعات , فكثير من المبدعين والمفكرين والمصلحين لم ينالوا التكريم والإعتراف بفضلهم وريادتهم إلا بعد وفاتهم أو دخولهم في حالات مرضية شديدة , وبعضهم نال الجوائز الرفيعة وهو على فراش الموت

.
التجنب , وهو تحاشي التعامل قدر الإمكان مع الشخص الذي فشلت معه كل استراتيجياتنا السابقة , ودائما يحدث فشل في تعاملنا معه يؤدي إلي إيذائنا أو إيذائه , ويؤدي إلى تراكم مشاعر سلبية تجعل العلاقة تؤل إلى مستويات أدنى , هنا يتوجب التجنب المؤقت على الأقل لمحاولة إعادة الفهم وقراءة واقعنا وواقع الشخص الذي نجد صعوبة في التعامل معه أو العثور على مفاتيح لشخصيته تسهل الولوج إلى عالمه بشكل هادئ , فإذا نجحنا في ذلك فلا ضير في أن نعاود التعامل مستعينين بالمعطيات الجديدة , أما إذا فشلنا فليكن التجنب وسيلة لتفادي الصراع لحين إشعار آخر .




العلاقة السوية تضمن الحرية لكلا الطرفين فلا يطغي أحدهما على الآخر ولا يسلبه خياراته

والعلاقة السوية تضمن أن يظل لكل طرف كيانه المستقل فلا يلغي أحدهما الآخر أو يبتلعه مهما كانت الدوافع والنوايا .

والعلاقة السوية تعطي للآخر فرصة أو فرصا للتنفس والتنفيس الحر بمعنى أن لا تكون علاقة خانقة ومعوقة للحركة قربا وبعدا .

والعلاقة السوية هي علاقة مرنة تناوبية نابضة أي تقوى أحيانا وتهدأ أحيانا أخرى , وبمعنى آخر فهي ليست علاقة مشتعلة طول الوقت أو فاترة طول الوقت . ونستطيع أن نتخيلها في صورة دوائر تتباعد وتتقارب بدرجات متفاوتة وبسرعات متفاوتة طول الوقت
.
والعلاقة السوية هي علاقة اعتماد متبادل فكل طرف يأخذ ويعطي في هذه العلاقة , وبمعنى آخر هي ليست علاقة اعتمادية يتكئ فيها طرف على الآخر طول الوقت .
والعلاقة السوية تتميز بأنها علاقة دينامية حركية وليست استاتيكية جامدة بمعنى أن كل طرف يراعي ويحترم احتياجات الطرف الآخر في الأوقات المختلفة ويكون جاهزا للتعامل معها بالقدر المطلوب وبشكل يقظ ونشط . فكثير من الناس يخطئون حين يحاولن إقامة العلاقات مع الآخرين بشكل ثابت أو بأسلوب لا يتغير على الرغم من أن الإنسان بطبيعته كائن متغير وحاجاته بالتالي متغيرة , لذلك فتثبيت الصورة أو تثبيت الأسلوب والطريقة ضد الصحة النفسية . ولدينا نموذج في رعاية النباتات , فلو أن لديك في منزلك نباتات للزينة فأنت تسقيها بالماء على فترات تختلف حسب نوع النبات , وإذا حاولت أن تغمرها بالماء كل يوم لماتت , ولكنك تناوب بين الإرتواء والعطش كي يظل النبات في حالة جيدة , والإنسان كذلك يحتاج للتناوب بين الإشباع والحرمان

.
والعلاقة السوية ليس فيها ذلك التداخل الإعتمادي أو الإبتلاع الذي يحدث بين الجوعى للحب بشكل مرضي.
وفي كتاب "النبي" كتب الشاعر جبران خليل جبران يصور العلاقة الزوجية المتوازنة بين القرب والبعد , بين التوحد والإستقلال , بين الإمتزاج والتحرر :
لقد ولدتما معا تظلان إلى الأبد
ومعا تكونان حينما تبدد أيامكما أجنحة الموت الشهباء
نعم تظلان معا حتى في ذاكرة الله الكتوم
ولكن دعا الفسحات تفصل بين التصاكما
ودعا رياح السماوات ترقص بينكما
وليحب أحدكما الآخر , ولكن لا تجعلا من الحب قيدا
وليكن حبكما بحر يتهادى بين شاطئي روحيكما
وليملأ أحدكما كأس رفيقه .. وحذاري أن تشربا من كأس واحدة
وليعط أحدكما الآخر من رغيفه .. وحذاري أن تأكلا من رغيف واحد
غنيا .. وارقصا .. واطربا..معا .. ولكن ليحتفظ كل منكما باستقلاله
فأوتار القيثارة يمتد كل منها مستقلا عن الآخر , وإن كانت تنبض جميعها بلحن واحد
ولتقفا معا ولا تتلاصقا
فإن أعمدة المعبد تقوم كل منها مستقلة عن الأخرى







__________________


[/I]
CENTER]سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك [/CENTER]

سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

اللهم صل على محمد وعلى آله

ربي اغفر لنا ولجميع المؤمنين والمؤمنات ...


وحتى من مات في هذه اللحظة
اعتقد بأنه مازال لديه متسع من الوقت في هذه الحياة !
فقط انتبه للحظات حياتك وساعاتها ولاتهملها
[/CENTER
G]
  #3  
قديم 01-27-2014, 03:56 PM
 






السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك يَ قميلةة
ما شاء الله تبارك الرحمن , موضوعك جميل وفعلا اشياء لازم نفهمها
عشان نعرف نتعامل مع شخصيات الاشخاص , ونفهم تصرفاتهم
وبكذا تكون الحياه اسهل , ووبععيده عن المشاآكل
وشسمه لازم نطبق هالاشياء عشان تكون العلاقات قوية وكويسه
احم تنسيق الموضوع جميل ورايق
المعلومات اللي طرحتها حلوة ومفيده , الموضوع كله ع بعضه حلو
والمحتوى رائع و يَ ليت الكل يقراه ويطلع عليه ويطبقه
مجهود جبار ما قصرتي الله يحفظك
شكرا لك عالموضوع الجمميل , آبدععتي وننتظر منك كل جديد


في امان الله







M A N A R likes this.
  #4  
قديم 01-27-2014, 06:38 PM
 




مرحبآ ابنة اخي " نجاح "
كيف حالك اتمنى بخير ؟ اتمنى ذالك حقآ
--
موضوع قيم ورائع

تنسيق الموضوع
: كان هادئ ومتناسق مع الموضوع

كثيرة الترتيب : كان موضوع مرتب ولكن لو وضعتي حركات مثل (.,ًُ]أـ،لآ<>!@#$%^&*)
يعني براحتك بس لتزين ^^

اشكرك على الموضوع ..!
ودمتي بخير




Çhαdωιк♥ likes this.
  #5  
قديم 01-27-2014, 08:16 PM
 
موضوع مهم
حول اهمية العلاقات
وسبل انجاحها
تسلمين
ربي يوفقك
لك التقييم

M A N A R likes this.
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
العلاقات الإنسانية .. كنز لا يفنى HATONE الحياة الأسرية 7 03-06-2014 02:43 PM
أهمية العلاقات الإنسانية في المدارس سبيل الرحال الحياة الأسرية 6 09-09-2013 01:17 AM
جزيرة الإنسانية اميرة الانسانية شعر و قصائد 2 08-03-2011 07:29 PM
دورة ادارة العلاقات العامه و اعداد قادة العلاقات العامه تعقد في الاردن مصر لبنان سوريا المغرب دبي تونس قطر اسبانيا مصر دورات تدريبية أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 05-05-2011 05:44 PM
الصهيونية والذاكرة الإنسانية!!!! د/محمدعبدالغنى حسن حجر حوارات و نقاشات جاده 1 04-25-2009 03:55 PM


الساعة الآن 10:48 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011