عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام العامة > مواضيع عامة

مواضيع عامة مواضيع عامة, مقتطفات, معلومات عامه, مواضيع ليس لها قسم معين.

Like Tree130Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #116  
قديم 10-23-2014, 09:33 AM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجم الجوزاء

ليس أجمل ولا أحلى من هذا الغذاء الروحي

الذي بدأت به صباحي اليوم

كالمطر انتِ اينما وقع نفع

مجهود مميز لقلم مميز

بارك الله بكِ

نجم الجوزاء

نورت الصفحة م ن جديد بمتابعتك
لك كل الشكر و التحية

__________________


متيقنة
أن الله ب القرب دائماً
اللهم ارحم امي وابي واعفو عنهما واغفر لهما
اللهم إنك أرحم مني عليهم فأدخلهم الجنة من أوسع أبوابها واغفر لهم
















رد مع اقتباس
  #117  
قديم 10-23-2014, 09:42 AM
 



مختارات من رواية ذاكرة النسيان
لمحمود درويش


أريد رائحة القهوة , أريد خمس دقائق .. اريد هدنة لمدة خمس دقائق من أجل القهوة !
لم يعد لي من مطلب شخصي غير إعداد فنجان القهوة
بهذا الهوس حددّت مهمتي وهدفي توثبت حواسي كلها في نداء واحد واشرأبت عطشي
نحو غاية واحدة : القهوة .

والقهوة لمن أدمنها مثلي هي مفتاحُ النهار
والقهوة لمن يعرفها مثلي هي أن تصنعها بيديك , لا أن تأتيك على طبق
لأن حامل الطبق هو حامل الكلام ,

والقهوة الأولى يفسدها الكلام الأول لأنها عذراء الصباح الصامت
الفجرُ أعني فجري نقيض الكلام ورائحة القهوة تتشرب الأصوات
ولو كانت تحية رقيقة مثل " صباح الخير " وتفسد ...

لذا , فإن القهوة هي هذا الصمت الصباحي الباكر المتأني
والوحيد الذي تقف فيه وحدك مع ماء تختاره بكسل وعزلة
في سلام مبتكر مع النفس والأشياء وتسكبه على مهل
وعلى مهل في إناء نحاسي صغير داكن وسري اللمعان أفر مائل إلى البني ,
ثم تضعه على نار خفيفة آه لو كانت نار الحطب ...

ابتعد قليلاً عن النار الخفيفة لتطل على شارع ينهض للبحث عن خبزه منذ تورط القرد بالنزول
عن الشجرة وبالسير على قدمين , شارع محمول على عربات الخضار والفواكه
وأصوات الباعة المتميزة بركاكة المدائح وتحويل السلعة إلى نعت للسعر ,
واستنشق هواء قادماً من برودة الليل ثم عُد إلى النار الخفيفة -
آه لو كانت نار الحطب - وراقب بمودة وتؤدة علاقة العنصرين :
النار التي تتلون بالأخضر والأزرق
والماء الذي يتجعد ويتنفس حبيبات صغيرة بيضاء تتحول إلى جلد ناعم ,
ثم تكبر .. تكبر على مهل لتنتفخ فقاعات تتسع وتتسع بوتيرة أسرع وتنكسر !
تنتفخ وتنكسر عطشى لالتهام ملعقتين من السكر الخشن الذي ما ان يداخلها
حتى تهدأ بعد فحيح شحيح لتعود بعد هنيهة إلى صراخ الدوائر المشرئبة
إلى مادة أخرى هي البُن الصارخ,
ديكاً من الرائحة والذكورة الشرقية ...

أبعد الإناء عن النار الخفيفة لتجري حوار اليد الطاهرة من رائحة التبغ
والحبر مع أولى إبداعاتها مع إبداع أول سيحدد لك منذ هذه الهنيهة,
مذاق نهارك وقوس حظك , سيحدد لك إن كان عليك أن تعمل أم تجتنب
العلاقة مع أحد طيلة هذا اليوم فإن ما سينتج عن هذه الحركة الأولى وعن
إيقاعها وعما يحركها من عالم النوم الناهض من اليوم السابق وعما
يكشف من غموض نفسك سيكون هوية يومك الجديد .

لأن القهوة , فنجان القهوة الأول هي مرآة اليد
واليد التي تصنع القهوة تشيع نوعية النفس التي تحركها وهكذا ...
فالقهوة هي القراءةُ العلنية لكتاب النفس المفتوح .. والساحرة الكاشفة لما يحمله النهار من أسرار

ما زال الفجر الرصاصي يتقدم من جهة البحر على اصوات لم أعرفها من قبل ,
البحر برمته محشوّ في قذائف طائشة
البحر يبدل طبيعته البحرية ويتمعدن
أللموت كل هذه الأسماء ؟ قلنا : سنخرج , فلماذا ينصب هذا المطر الأحمر -الأسود - الرمادي
على من سيخرج وعلى من سيقى من بشر وشجر وحجر ؟
قلنا : سنخرج قالوا : من البحر ؟ قلنا : من البحر ,
فلماذا يسلحون الموج والزبد بهذه المدافع ؟
ألكي نعالج الخطى نحو البحر ؟
عليهم أن يفكوا الحصار عن البحر أولاً .. عليهم أن يخلوا الطريق الأخير
لخيط دمنـا الأخير , وما دام الأمر كذلك
وهو كذلك ... فلن نخرج ... إذن , سأُعدّ القهــوة ..


__________________


متيقنة
أن الله ب القرب دائماً
اللهم ارحم امي وابي واعفو عنهما واغفر لهما
اللهم إنك أرحم مني عليهم فأدخلهم الجنة من أوسع أبوابها واغفر لهم
















رد مع اقتباس
  #118  
قديم 10-25-2014, 10:42 AM
 




إِنْ
كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّكَ قد أَخَذْتَ على الدَّهْر عَهْداً أنْ يكونَ كما تُريدُ في جميع شُؤونِكَ وأطوارِكَ ، وألا يعطيَك ولا يَمْنَعَكَ إلا كما تُحِبُّ وتَشْتَهي ، فَجَديرٌ بكَ أن تُطْلِقَ لِنَفْسكَ في سَبيلِ الحزْنِ عِنانَها كلَّما فاتَكَ مَأْربٌ ، أو اسْتَعْصى عليكَ مَطْلَبٌ ، وإن كُنْتَ تَعْلَمُ أَخلاقَ الأيامِ في أَخْذِها وَرَدِّها ، وعطائِها ومنعها ، وأَنَّها لا تنامُ عن مِنْحَةٍ تَمنَحها حتى تَكِرَّ عليها راجعةً فتَسْتَردُّها ، وأنَّ هذه سُنَّتُها ، وتلك خَلَّتُها في جميع أبناءِ آدمَ سَوَاءٌ في ذلك ساكِنُ القَصْرِ وساكِنُ الكُوخِ ، ومَنْ يَطَأُ بِنَعْلِهِ هَامَ الجَوْزاء ، ومَنْ ينامُ على بِساطِ الغَبْراء ، فَخَفِضْ مِنْ حُزْنِكَ ، وكَفْكِفْ من دَمْعِكَ ، فما أَنْتَ بأَوَّلِ غَرَضٍ أصابَهُ سَهْمُ الزَّمان ، وما مُصابُكَ بأول بِدْعَةٍ طَريفَةٍ في جريدةِ المصائب والأحزان .

أَنتَ حزينٌ لأنَّ نَجْماً زاهراً من الأمَلِ كان يَتَراءى لكَ في سماء حياتِكَ فيَمْلأُ عينَيْكَ نُوراً ، وقلبكَ سروراً ، وما هي إلا كَرَّةُ الطَّرْفِ أَنِ افْتَقَدْتَه ، فما وَجَدْتَه ، ولو أنَّكَ أَجْمَلْتَ في أمَلِكَ لَمَا غَلَوْتَ في حُزْنِكَ ، ولو أنَّكَ أَنْعَمْتَ نظرَكَ فيما يَتَراءى لكَ لرأيْتَ بَرْقاً خاطِفاً ما تَظُنُّه نَجْماً زاهراً ، وهنالك لا يَبْهَرُكَ طلوعُه ، فلا يفجعُكَ أُفُولُه .

أسْعَدُ الناسِ في هذه الحياةِ مَنْ إذا وافَتْهُ النِّعْمةُ تَنَكَّرَ لها ، ونَظَرَ إليها نَظْرةَ المُسْتَريبِ بها ، وتَرقَّبَ في كُلِّ ساعَةٍ زوالَها وفَناءَها ، فإِنْ بَقِيَتْ في يَدِهِ فذاكَ ، وإِلا فَقَدْ أَعَدَّ لِفِراقِها عُدَّتَهُ من قَبْلُ .

لولا السُّرورُ في ساعَةِ المِيلادِ ما كانَ البُكاءُ في ساعة المَوْتِ ، ولولا الوُثوقُ بِدَوامِ الغِنَى ما كانَ الجَزَعُ من الفَقْرِ ، ولولا فَرْحةُ التَّلاقِ ما كانَتْ تَرْحةُ الفِراقِ .


( أيها المحزون ) للمنفلوطي
__________________


متيقنة
أن الله ب القرب دائماً
اللهم ارحم امي وابي واعفو عنهما واغفر لهما
اللهم إنك أرحم مني عليهم فأدخلهم الجنة من أوسع أبوابها واغفر لهم
















رد مع اقتباس
  #119  
قديم 11-10-2014, 03:43 PM
 
بتوقيت الغربة
الوقت .. علاقتي بالوقت بدأت منذ زمن بعيد .. كنت أراقبه بعيون صغيرة من ساعة خُلعت على حائط يحمل اسمها .. كان معصمي فارغاً من علامات الوقت .. إلى أن تفتحت براعم الياسمين في معصمي .. فطرقت بأنامل الصبا الخجولة أبوابه أسأله عن الوقت .
أهداني الوقت ساعة جميلة زينت فيها معصمي وارتبطت به .. وضع بصمته فأصبحنا توأمين .. لا نفترق .. إلا للحظات الوضوء من أجل الصلاة .. فوقتي لم يكن ضد الماء ! .. لذلك كان يترجل .. ويجلس إلى جانبي بكل وقار .. حتى أفرغ من وضوئي وأحتضنه .. أعود إليه وتسري الدماء من جديد في روحينا .. وفي معصم ينبض من قلبين ..
الوقت كان ظلي الذي لا يسبقني ولا أسبقه .. لا أخطو خطوة إلى الأمام أو إلى الوراء إلا وهو يخطوها معي .. لا أتنفس عبير هذه الحياة إلا وهو يتنفسها معي .. نستقبل معاً النهار والصيف والأفراح .. ونودع معاً المساء والخريف وليالي الشتاء الباردة وساعات الفراق الحزينة ..
كنت في أروقة الزمن الجميل أدور معه وبرفقته .. أنتظر أحبتي في أزقته .. وينتظرونني هم على قهوة الصباح .. وعلى حديث المساء .. وكانوا أحياناً في بعض الصباحات الفريدة يضرمون المواعيد على موائد الصباح فكانت " مناقيش الزعتر " تدور بين الأيادي .. هيَّ في كف .. وكأس الشاي في كفٍ آخر.. والوقت يدور بيننا في تناغم وانسجام ولهفة مشتاق ..
كان يفرح لفرحنا .. بل كان يسبقني للفرح .. وينتظرني معهم لنكون معاً .. وحين ينتابني بعض الكسل كان يثور عليَّ .. وينتفض بعصبية .. وينتظرني عند حافة الدرج ..
الوقت كان مثلي قد أدمن قهوة الصباح في ذلك البيت العتيق .. وأدمن موائد الصباح .. وضحكات الصباح .. وغمزات الصباح .. حتى أنه كان يسبقني إلى هناك .. ويسجل حضوري ويكتب مواعيدي إلى هناك .. ليؤكد لهم أنني دائماً كنت حاضرة وعلى الوقت .
الوقت تغير .. أو ربما أنا تغيرت .. بدأت أشعر أن الوقت يخنقني .. وأن أصابع الوقت تطبق على معصمي .. تذرعت مرات ومرات بأن معصمي قد كبر وقد هرم ولم يعد يحتمل عنف الوقت .. بل أنه لم يعد يجيد قراءة رسائل الوقت دون الاستعانة بصديق من خارج دائرة الوقت .. بدأت أتذرع بحجج واهية أن الوقت ليس هو.. وأنه تخلف عن الركب .. وأنه أصبح يتثاءب في ساعات الضحى .. ويسهر حتى آذان الفجر ..
وأخذت أتربص به لأضبطه وهو يتسلل إلى أماكن لم تكن في جدول مواعيدنا .. وأكثر من مرة ضبطته متلبساً يرتشف القهوة وحده من دوني .. ومرة كان أكثر جرأة فيها من كل مرة فقد أعدَّ مائدة الإفطار له وحده .. دون أن يدعوني ..
الوقت تمرد عليَّ وأصبحت له حياته الخاصة .. وما عاد يجدي أن أصطحبه معي في مواعيد قهوة الصباح ولا على موائد الصباح حيث كانت تدور " مناقيش الزعتر " وكؤوس الشاي .. ما عاد الوقت يتقن فن انتظار الصباح والنهار والصيف والفرح .. وما عاد يتقن أيضاً وداع لحظات المساء وليالي الشتاء وخريف العمر ..
الوقت أصبح منشغلاً في نفسه .. أصبحت له ذاكرة مستقلة عني .. وربما لو فتشت في دفاتره لوجدت لديه مواعيدَ أضرمت في آخر بقاع الأرض .. خطاه أصبحت تسير عكس خطاي .. وأصبح يغلق نوافذه في عزَّ الصباح .. وعزَّ الشروق .. ولا يرحب كثيراً بساعات النهار .. وأصبح ينزوي على نفسه .. في ركن قصي .. يكتب مذكراته على أوراق من الصبر والشوك .. ولم يترك لي إلا بعضاً من العناوين التي لم أفهم منها سوى أنه أصبح متمرداً ..
وأصبح خارج معصمي ..
وأصبح معصمي فارغاً من علامات الوقت ..
حياتي لم تعد تزينها ساعة الوقت .. كتبي .. دفاتر مذكراتي .. لوحات الحائط .. وتلك النبتة المسكينة التي عاشت عمرها بيني وبينه .. كنت أشكل لها جدائلها بشرائط الوقت الحريرية .. ماذا تريد نبتة مثلها من الوقت وشرائط الوقت .. ماذا تحتاج هي من كل الوقت .. ومع ذلك لم أعفها .. وكان الوقت يتبختر على جدائلها وعلى أنفاسها .. يطول معها .. ويمتد معها .. ويتسلق تلك الجدران ..
اليوم النبتة شبه ذابلة .. وساعة الوقت لم تعد تدرك معنى الوقت ولا وقته .. الوقت شارد .. يسير بخطى تائهة أوسع من خطى الضياع .. يوغل ويوغل في مساحات أكبر من الغربة والضياع .. يوغل في غربة أكبر .. ويرسل إليًّ مواعيد جديدة من هناك .. ولكن بتوقيت الغربة ..
االكاتبة /ميساء البشيتي
__________________


متيقنة
أن الله ب القرب دائماً
اللهم ارحم امي وابي واعفو عنهما واغفر لهما
اللهم إنك أرحم مني عليهم فأدخلهم الجنة من أوسع أبوابها واغفر لهم
















رد مع اقتباس
  #120  
قديم 02-08-2015, 10:00 AM
 



في صباحات الحنين
كان الفجر قد غسل أشجار الليل بالضوء
و ترك على وجنتي الوردة قبلات الندى
و رشفات حارة من قهوة راودها صقيع الوحدة
فتدثرت بكفيَّ و هما بين كفيّك
******************
فقط يصمت الفنجان
عن تصاعد الدخان في أوردة اشتعاله
حين تهمس له الطاولة أن ينصت
بشغف لحكايا الأنامل
*******************

طفلة حين تفزعها جنيات الكون
تنادي صدر الآمان
تفتح نوافذ الصباح
فتقف الشمس على جدائلها
تقبل جبين الضوء


للاديبة الرائعة / عايده بدر
__________________


متيقنة
أن الله ب القرب دائماً
اللهم ارحم امي وابي واعفو عنهما واغفر لهما
اللهم إنك أرحم مني عليهم فأدخلهم الجنة من أوسع أبوابها واغفر لهم
















رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من روائع (المنفلوطي)(متجدد) مؤمن الرشيدي مواضيع عامة 57 05-19-2015 03:04 PM
من روائع البيان(متجدد) يحي مسلم نور الإسلام - 19 12-21-2013 04:51 PM
من روائع الكلام (متجدد) يحي مسلم مواضيع عامة 0 08-03-2012 12:50 AM
من روائع حامد زيد - صراحة من آحلى ما قرأت Ḿя.ƒέįŝ$㣠قصائد منقوله من هنا وهناك 22 10-03-2011 04:04 PM
قرأت لك - مختارات.. حكمة الحيوان حمزه عمر مواضيع عامة 4 04-15-2009 09:00 PM


الساعة الآن 03:36 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011