الفصل الرابع: رحلة تخييم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
عدت لكم من جديد أعتذر عن هذا التأخر الرهيب!
أقدم لكم اليوم الفصل الرابع بعنوان :: "رحلة تخييم" ..!
أنتظر ردودكم وقراءة كلماتكم الرائعة كالعادة,,,
إلى اللقاء نهاية الفصل :kesha:
ما حصل سابقاً,, بعد فشل مارلين في اختبار القبول للتمثيل على مسرح المدينة كان عشاؤها التاريخي مع درو, حيث اقتحمت عصابة مكونة من عشرة رجال مسلحين المطعم الذي كان الموعد المنتظر في ثناياه, مرت بطلتنا بمواقف مضحكة للغاية ومرعبة للغاية في ذات الوقت حين تحدثت مع رئيس تلك العصابة! .. أما الآن وبعد نجاتها ها هي تروي لنا ما حصل بعد ذلك في الأيام التالية .. في ذاك اليوم المشمس أو لعلي يجب أن أقول الأسبوع المشمس فمنذ بدأ هذا الأسبوع والشمس تتربع عرش السماء كما يقولون, حيث يأتي وقت الراحة والاسترخاء, فما أكثر الذين يتوافدون للشواطئ ليطلوا أنفسهم بكريم التسمير ويسترخون على كراسيهم, فينتهي أمرهم كالدجاج المحمر في الفرن قائلين بأنها السمرة التي حلموا بها ! على كلٍ هذا ما يقولونه هم .. أما ما أقوله أنا, فقد جاء وقت المرح ولا بأس بالكثير من التصرفات الجنونية إن كانت ستشعرك أنك حي وسعيد ..! كعادتي في هذه المواسم دائماً لدي تلك الخطط الجديدة .. بعد أن تناولت فطوري صبيحة يوم الخميس المشمس الجميل, نظرت لي أمي نظرة تهديد ووعيد بالعقاب, قائلة بلهجة تأنيب .. أمي هيلدا "إياكِ ثم إياكِ يا مارلين أن تتسببي للأستاذ ويليام بأي مشاكل كما فعلت العام الماضي" "آه .. أمي لم تكن تلك مشكلة كبيرة" رد والدي مارك "ألم يحن لكِ الوقت أن تنضجي قليلاً" "لست فطيرة تفاح !!" رد على استهزائي "أياً كان افعلي ما يحلو لكِ ولكن دون أن تتسببي بأي أذاً لأي أحد, مفهوم؟" "مفهوم" قالت أمي معاتبة والدي "لمَ تتعامل بهذه الطريقة معها! عليك أن تكون أكثر حزماً يا رجل" قال أبي لي محاولاً جعل صوته يبدو قاصياً وغليظاً "افعلي ما يحلو لكِ مفهوم؟" "يآه, ليس هذا ما عنتيه, لا أدري ما الذي يبقيني حية في هذا المكان" تركتهما يتحدثان وارتديت ملابسي وخرجت .. في هذا اليوم الميمون المجيد, قررنا (أنا, فيل, بوبي وزوجته صوفي, درو, راف), الذهاب في رحلة تخييم لمدة أسبوع .. رحلة تخييم بسيطة وهادئة في ربوع الغابات التي تبعد عن بلدتي أميالاً .. عقدنا اجتماعاً سرياً في واحدة من مقاهي الحي .. قلت مستفسرة "أين درو؟" فيليكس "كان من الصعب على بوبي اقناعه, فقد اتضح أنه لا يحبذ رحلات التخييم" بوبي "نعم, ما قاله فيليكس صحيح" فيليكس "حسناً دعوني أقل لكم ..." قاطعه صوت درو الذي جلس بخفة على الكرسي الفارغ بجانبي قائلاً .. "لقد اتخذت قراري بأن أشارككم الرحلة يا رفاق" راف "وما الذي أعدلك عن رأيك؟" درو ينظر لي "بما أن مارلين ستشارك, فلا بد لي من القدوم" ابتسمت له هادئة من الخارج ولكن قلبي قد أقام حفلة راقصة داخلي ..! فيليكس "أياً كان, سنبدأ الرحلة بعد يومين, لا نريد أي مظهر من مظاهر التكنولوجيا, فقط ما قد يبقينا أحياء" بوبي "سأوزع المهام ... كل واحد منا سيجلب خيمته وكيس نومه..." سيكمل فيليكس رواية هذا الجزء .. سأتعدى يا رفاقي مرحلة التجهيزات, فهذه المرحلة مملة مقارنة مع الرحلة, أعني أنها مليئة بالشجارات والقوائم الطويلة التي لا تنتهي وزيارات المتاجر الكثيرة .. هذا ما يحدث عادة في معظم الرحلات التي يذهبها جميع من على هذا الكوكب, حيث تبدأ بتوزيع المهام وهنا بداية الشجارات, فيقول زميلك في الرحلة معارضاً "هذا غير عادل, أنتم تتركون كل ما هو مهم علي!" فيقفز آخر صائحاً "لا بل هذا عادل, أتذكر الرحلة السابقة حين .." يآه ما هذا الملل! وأسوأ مرحلة هي تلك التي تحتم عليك أن تتأكد من تواجد كل شيء وترتيبه في سلال وحقائب الرحلة, أعني بالتأكيد الليلة التي تسبق الانطلاق, حين لا يمكن لشخص أن ينام ..! هل خرجت عن موضوعي؟! عليكم أن تعذروني فمن المعروف أنني ثرثار, بتجاهل كل هذا, تبقى مرحلة الانطلاق هي الأجمل حيث تكون لا زلت في كامل نشاطك وحماسك وطاقتك وهذا ما يتلاشى مع الوقت .. قررنا, أعني قررت مارلين, أن نسير حتى وسط الغابة, أي حتى نجد لأنفسنا مكاناً لا تطاله جذور المدينة, أو هكذا فهمت .. وحتى أكون متأكداً من عدم وصول أي جذير تابع للمدينة لنا, قررت القيام بحملة تفتيش, كان علي تفتيش الجميع جيداً, فأنا أعرف خداعاتهم وألاعيبهم .. بدأتُ ببوبي والذي كان يرمقني بنظرات تهديدية واعدة .. حسناً كما تعملون فأنا حرفياً أعمل عنده أي أنه رئيس عملي .. شعرت بنظراته تأخذني إلى الوقت الذي سيصبح تمثيلي في مسرح المدينة من الماضي المجيد لتاريخي العريق, فقررت عدم التدقيق في تفتيشه وصوفي وهذا ما لن أفعله مع البقية بالتأكيد .. راف .. محاولاً بطريقة مكشوفة تقليد رئيسه ورمقني بنظرات مشابهة لنظرات بوبي, لكن راف ليس المسؤول عني فلا بأس بممراسة جنوني عليه دون خوف على "تاريخي" ..! درو ومارلين بقيا معاً يتبادلان الابتسامات والكلمات .. حتى أنني اضطررت للتدخل بقوة وفك هذا الالتحام, يا أخي ما هذا؟ ألا يملان؟ اضظررت لتفتيشهما معاً .. أعني حتى لو كانا توأماً ملتصقاً كانا صمتا قليلاً عن التهامس والاحمرار! يا إلهي, معنا في الرحلة ثنائيان لا ينفصلان ..! درو ومارلين, بوبي وصوفي, حتى أنني وراف ـ في طريقنا لموقع التخييم ـ قررنا إرواء ظمأنا وتبادل مع العبارات الودية الغرامية ـ وهذه بالمناسبة أول مرة نتبادل فيها بعض العبارات الهادئة مما جعل الأمر لطيفاً! أعني مزعجاً كراف تماماً ـ .. راف بحنية ومودة نادرة "هل قال لكَ أحدٌ إنك تبدو وسيماً اليوم؟" رددت بطريقة مماثلة مع احمرار خفيف في الوجنتين حتى أضفي بعض الخجل على الموقف "لن أكون أوسم منكَ يا صديقي العزيز الغالي" أجاب بعد أن قبلني على جبهتي قائلاً "يآه, ماذا فعلت لأستحقك! أتعرف .. لو كنت امرأة لتزوجتك دون تردد" بعد أن ابتسمت بخجل طفيف "صديقي العزيز راف, لن نفترق عن بعضنا أبداً" وبلكنة رومنسية أكثر أكملت "أعدك" .. هنا نظر لي وفي عينيه الحب والعطف والرقة, كأن نظراته تقول "أحبك كما يحب الملاح البحر, والجائع رغيف الخبز" .. لكنه قال "لم تكن حياتي تساوي شيئاً في الوقت الذي سبق مقابلتي لك" "بتواجدك بقربي أشعر أن الحياة لجانبي وأن كل شيء يسير بسلاسة كعينيك ذات اللمعة النادرة, كيف لم ألاحظها من قبل؟" حتى أن راف اندمج كثيراً في هذا الموقف لدرجة أن اقترب مني ببطء ناوياً تقبيلي ..! في تلك اللحظة بالذات أدركت ما كانت تعنيه مارلين عن المصائب, حين كان مرافقينا الأربعة الكرام واقفين محاولين كبت ضحكاتهم التي تفجرت كالزلازل, معهم كل الحق ... سأروي لكم نبذة قصيرة جداً تلخص تاريخي مع راف .. يبدأ هو بتوبيخي "اصمت يا أحمق .." "لا تنادني بالأحمق يا من تزن مئة أحمق .." "أنا أعيش في الجحيم هنا يومياً بوجودك, يا أخي ارحمني" "اسحب كلامك!" "لن أفعل, أيها الجاهل المزعج, يا عقل الاسفنج" "تجاوزت حدودك يا كيس البطاطس" "أنا كيس بطاطس؟ يا جناح الدجاجة" "سأجعلك تندم على اليوم الذي ولدت فيه .." "تجرأ وتقدم ناحيتي .." ويبدأ الشجار الذي ينتهي عند الممرضة العجوز جارتنا على سريرين متجاورين وكل واحد منا أعطى ظهره للآخر .. سأعود للحاضر فحتى بعد أن مر هذا الموقف وانتهى, لا زال أصدقاؤنا الكرام يضحكون من حين لآخر, هذا مزعج للغاية! فلم تتوقف نظراتهم أبداً وخاصةً مارلين .. ملأت رئتيّ بالهواء وأفرغتهما مئات بل آلاف المرات حتى أمسك نفسي عن ضرب أحدهم, كما أني عددت حتى الخمسمئة! لم أكن أعرف أني أجيد العد إلى هذا الرقم ..! على كل حال سأفسح المجال لمارلين لتكمل فقد بُحّ صوتي! مارلين .. وجدنا وأخيراً مكاناً مناسباً لنبيت فيه هذا الأسبوع, على كل حال لم يبق الكثير من الوقت حتى تغيب الشمس كلياً, لذلك بدأنا ودون أي توانٍ بترتيب الخيم والمعدات, سأنام مع صوفي في واحدة من الخيم الثلاث, راف وفيليكس, درو وبوبي, بالمناسبة من عيّن بوبي قائداً للرحلة؟ إنه يلقي الأوامر منذ أن انطلقنا, على كلٍ ليس بقائد حكيم حين قرر أن ينام راف وفيليكس في خيمة واحدة! فلا بد من أن أحد أهم الأفكار التي علقت بأذهانكم الآن هي أن هذين المخلوقين لا يطيقان بعضهما, وكأنهما مغناطيسين متشابهي الشحنة يتنافران بقوة نووية غريبة وبسرعة الضوء عن بعضهما, سأقدم أي شيء لأعرف القصة وراء كرههما هذا .. أنا وصوفي كنا متعاونتين جداً وكنا كذلك أول من ينهي نصب خيمته .. صوفي "مارلين, يبدوا أننا أول من ينهي النصب" فخامة مارلين "أحياناً تصعقين من غباء بعض الرجال!" سآخذكم في جولة بسيطة إلى الخيمتين .. راف وفيليكس .. يشبهان الجراء المبللة إذا حبسوا بكيس بلاستيكي صغير يحاولان النجاة ويخافان الغرق القاتل, أما بوبي ودرو فكل منهما يمسك طرفاً ويعمل وحده دون اعتبارٍ للآخر, حيث يسحب درو طرفاً ويثبته فيسحبه بعد ثوانٍ بوبي ويثبته في الطرف الآخر..! وبعد ساعة واحدة كنت وصوفي قد جهزنا كل شيء تقريباً, ووجلسنا حول النار في هدوء منتظرين "الأقوياء" هناك الذين فرغوا للتو من إنهاء كل شيء يتعلق بهم .. لكن ما حصل نهاية هذا اليوم المتعب وحول النار يثبت أننا نستحق لقب وكأس أفشل وأفظع رحلة عرفتها البشرية, فبعد أن تجمعنا وبدأ وقت التسامر والعشاء بالتأكيد, شوينا بعض السمك الطازج الذي هربناه من بين مخالب فيل, اكتشفتُ أنني قد نسيت الملح, أقسم أنني قد وضعته على الطاولة, لكن أين هو الآن؟ لقد اختفى إلى المجهول, وهذا طبعاً ما أغضب رفاقي المزعجين حيث بدأ الجميع بالتذمر قائلين .. راف "الشكر الجزيل لكِ, ما فائدة الطعام بدون ملح؟" فيليكس "إنه خطؤك بوبي, أكان يجب أن تسلمها مهمة جلب الطعام!" رددت عليه قائلة "نعم معك حق كان يجب أن يسلمها لك حتى نموت من الجوع هنا شيف فيل, أراهن أنك لا تجيد سلق بيضة" بوبي "هكذا أنتم دائماً, تلقون باللوم علي, فقط لأنني الرئيس هنا" درو "من قال بأنك رئيسنا خارج نطاق المسرح يا هذا, ثم إنك مجرد مخرج فلا تتعالى علينا" قلت "أحسنت درو هذا ما كنت أريد قوله" بوبي "ماذا؟ أنتم مجموعة من الفشلة, ما كان أحدكم ليصلح كقائد" فيليكس "وماذا أفعل أنا هنا, علي السيطرة على الوضع كوني الخليفة المنتظر" درو "اصمت أنت فلا شأن لك" فيليكس "شأنك شأني, فلا تطلب مني الصمت" هنا تدخلت صوفي كالعاصفة "هـــــــدوء!" هنا خيم الصمت على المكان .. وأكملت صوفي بل لعلي يجب أن أقول القائدة صوفي .. "لا أريد سماع كلمة واحدة وليتجه كل منكم إلى خيمته, ليلة سعيدة" بوبي "لكن حبيبتي..." صوفي "لست حبيبة أحد" ياه, يا لها من امرأةٍ قوية استطاعت إجبار الجميع ليناموا دون عشاء ـ بلا ملح! ـ.
ياآه انتهى الفصل .. ما رأيكم بأحداث هذا الفصل؟ ما هي أكثر المواقف التي حازت رضاكم؟ ماذا عن أسلوبي؟ واللغة؟ والكوميديا؟ أنتظر ردودكم لتبرد لهيب صبري <شاعرة -_-1 ..
أراكم قريباً |
|