#61
| ||
| ||
كيفك؟ شو اخبارك؟ انا اسفة لاني تاخرت بالرد القصة اعجبتني كثيرا و الشخصيات ايضا لذلك ساكون متابعة انشالله نروح للاسئلة كيف برايكم ستصير حالة اليسون بعدما ابصرت تحطم احلامها ستحزن بتأكيد و من ذلك الشاب الغامض الذي اصطدم بها لا اعلم هل سيكون هناك لقاء اخر بينهما ربما ، لم لا؟ لماذا يا ترى اليسون تحقد على امها هكذا لا اعلم و هل اخذ جون اي انطباع عن اليسون عندما راها في الشاطئ اجل شو احلى جزء بالبارت و لماذا البارت كله رائع لا تنسي ان ترسلس رابط البارت في امان الله |
#62
| ||
| ||
مرحبا انا قريت روايتك عن طريق الصدفة بس عجبتني برشا لهيك اسمحلي ابدي اعجابي بقلمك وتميزك واسلوبك الراقي وتالقك... نتمنى تقبليني متابعة جديدة لروايتك حبيبتي
|
#63
| ||
| ||
هاااي يا حبيباتي كيف حالكم...ان شاء الله بخير اول شي بشكركم كثيير على ردودكم المشجعة...و من لم ارد عليهم فانا اسفة جدا الوقت لا يسمح لي. و ثاني شي البارت الثالت بيكون ان شاء الله بالرد القادم |
#64
| ||
| ||
البارت الثالث << عندما يخيم الليل بسكونه المريب ويبدأ القمر بسدل ستاره الخفيف على الدنياْ يبدأ الليل ببسرد حكاياته المثييره واحداثه الغامضهللأطياف المتجوله بلا هدف باحثة اما عن اللهو وقصص رائعه واما عن الحقيقه…….واما عن من يلاحق الحب ورواياته العاصفه. هنا احبتيي نجتمع لاكمال احدى تللك الروايات إبقوا معي تعالت صرخات المارة لتخترق اوتارها السمعية جاعلة اياها تنتبه على نفسها و قد غدت و سط الشارع العام. فقط ذلك النور القوي يبدو مخترقا للظلمة التي باتت تبصر بها منذ لحظات. ذلك النور الذي كاد يفقدها بصرها و هو يقترب منها اكثر فاكثر ليعانق قسمات وجهها المصدوم الخالي من الدماء..... اجساد تجمدت........قلوب فزعت.......عيون تعلقت. ذلك الضوء الوهاج بات وشيكا من الوصول اليها جاعلا بؤبؤ تلك العين الزبرجدية يصغر شيء فشيء كلما اقترب. تطايرت خصلات شعرها الشقراء سريعا كان رياحا قوية هبت عليها من انفاس اولائك الناس المصدومين ناظرين الى مصيرها المشؤوم. لتكتنفها برودة اقشعر لها جسدها النحيف. « « في لحظة اغمضت عينيها بجمود غريب.......كانها استسلمت لمصيرها الذي صار مؤكدا الان. اسدلت ستار جفونها ليسود صمت في اذنيها صاحبته دقات قلبها المتسارعة مع كل ثانية تقترب من موتها المحتم. استسلام غريب اثمل اعضاء جسدها و عطلها عن الحراك لتقف مدهوشة غير واعية بما حولها. جمود جسدها رفض التزحزح عن كيانه ليقف امام غريزة البقاء و يحول دون ادائها لوظيفتها. يقولون عندما ياتيك الموت هكذا بطريقة مفاجاة تتسارع غريزة البقاء من اجل النجاة. لكن لم تلك الفتاة لم تتحرك الى الان. لم مازالت راضخة بطواعية لتواجه مصيرها الماساوي. هذا ما خطر في بال ذلك الشخص و هو يسرع بخطاه التي بدت كانها على وشك تحطيم الارض لقوتها الهائلة.....لم تكن مجرد خطوات ....بل كانت كقفزات سريعة اتخذت مجرى على ذلك الرصيف المكتظ. ما هي الا اجزاء من الثانية حتى احتوى جسدها المرتجف بين ذراعيه الفولاذية .....ليطير بها الى فوق تلك الارض المبلطة و يكمل ركضه ليختفي الاثنان من امام تلك الاعين المصدومة كليا. كان السائق مرتبكا جدا فلم يستطع السيطرة على شاحنته مما ادى الى انحرافه عن الطريق ليصطدم باحد المحلات التجارية محدثا خسائر كبيرة. <<<< رمت بنظرها الى السماء التي التحفت وشاح الظلام الاسر و احتضنت بحنان تلك الؤلؤة الفضية التي تربعت على عرش جمالها......نجوم كثر تبعثرت حولها مبينة انها ملكة السماء الوحيدة..... امتزجت عيناها مع ضوء القمر الفضي و هي تستمع الى تلك الانفاس السريعة التي تفلح وجهها البارد بنعومة.......دقات قلبه كان لها وقع حنون في اذنيها و هي تتسارع بشكل غريب.....استشعرت برودة جسده التي امتزجت برياح الجو جراء ركضه السريع بين الازقة.....لم يكن بامكانها رؤية وجهه فقد احتواها بطريقة امتلاكية.....كلما تبصره هو تطاير تلك الخصلات الخضراء الناعمة. تساءلت عن هوية منقذها كما اسمته هي.....و هي تفكر بينها و بين نفسها للمرة الاولى عن شيء كهذا..... معظم من قابلتهم في حياتها اتخذوا من اقنعة الود الزائف زينة لهم.....جل من احتلوا مكانا في اسطر قصتها بقي لذكراهم وقع سيء.....كل من وثقت بهم خذلوها.......و كل من احبتهم جرحوها.....لم ترى في هذه الحياة الا الهاوية المظلمة....و لوهلة احست ان عليها حقا ان تعيش في اعماق تلك الهاوية واضعة قناعا جليديا يحميها من سموم الافاعي المتناثرة.....انها المرة الاولى التي يبعد عنها شخص ما مصيرا مشؤوما . وجدت بين ذراعيه ذلك المرفا الامن......احست بيديه تجذبها من تلك الاعماق المظلمة....... رات في تلالا عينيه نورا يدلها على طريق السعادة......سعادة بحثت عنها كثيرا......و بدات تشك في عدم امكانية وجودها........تمنت لو انه لا يتوقف عن جريه السريع....لو انه يستمر بالركض بعيدا اكثر......لو انه يحمل اطرافها الخاملة و يطير بها الى ابعد الحدود ...... والا يرسو الا على ارض الاماني الوردية.....حيث كل شيء مرسوم بالوان قوس المطر......حيث كل شيئ كائن كما تمنته هي ان يكون. و لكنه للاسف لم يلبي الطلب الذي تمنته هي في خلدها......حين توقف عن الجري بعدما دخلا لاحد الازقة المظلمة و كانه وجد فيها ضالته...... التقت تلك الاعين اخيرا مسحورةو مدهوشة اعينهما المعبرة عن حالهما جعلتهما يخرجان من ذلك الواقع المؤلم الى ارض الخيال التي اختارا هما ان يكونا فيها.....على الاقل في تلك اللحظة. ثوان حتى طرفت بعينيها مستدركة للموقف الذي اصبحت فيه لتبعد بؤبؤ عينها الزبرجدية عن افاق مقلتيه و تتفحص المكان بناظريها. عادت عينيها الخاملة و المصدومة الى حالتها الطبيعية من جديد و هي ترمق حاملها بنظرات الاستغراب تلك. كان لا يزال واقفا هناك بثبات......حاملا جسدها بين ذراعيه بحنان.......و نظرات الدهشة الممزوجة بالاعجاب لا تفارق محياه. اخذ بضع لحظات في تفحص وجهها ليطلق تنهيدة ارتياح ترجمت احاسيسه الداخلية. _ما الذي اتى بي الى هنا......و من تكون انت........." اتاه صوتها المليء بالغضب ليطرف بعينيه عدة مرات محاولا ترجمة ما نطقت به لتوها. زينت ابتسامة رقيقة شفتيه و هو يستوعب رد فعلها ذاك......لينزلها من بين يدبه بلطف شديد كانه خائف على جسدها الهش من الانكسار. نظرت اليسون الى ملامح وجهه البريء و هو يوقفها لتنظر من حولها مسترجعة تلك اللحظات مجددا.....رمت اليه بنظرة غريبة.........بدت كانها تحاول حفظ ملامح وجهه و هي تمرر ناظريها عليه بتمعن شديد. _هل انت بخير يا انسة......" وجهت نظرها الى عينيه بعدما طرق سمعها تلك الهمسات الخفيفة منه. لترسم تلك الابتسامة الشاحبة على وجهها بصعوبة و تقول و هي تشيح بوجهها عنه"لا باس..........لقد نجوت باعجوبة" لاحظ ذو الشعر الاخضر برودتها كانها تلقت خبرا مفجعا للتو لكنه لم يستغرب لانه شهد على ما حدث لها قبل لحظات. وقف يطالعها للحظة لتشق ابتسامة السخرية طريقها بين شفتيه ..........حول عينيه الى الجهة الاخرى قائلا بطريقة استنكارية"اذن........الن تشكريني يا انسة..." رمشت بعينيها بعدما سمعت جملته الاخيرة و هي تستدرك خطاها الكبير لتسارع بالاجابة بارتباك شديد"اوه....اجل.....اجل..بالتاكيد.....لولاك لكنت ميتة الان .....انا مدينة لك بحياتي يا سيد......." _جون...." افصح عن هويته و هو يمد يديه لمصافحتها و تلك الشفتين لا زالتا متزينتين بابتسامته العذبة. شردت قليلا و هي تنظر اليه......لتستدرك نفسها بعدما القت نظرة على يده الممدودة ....و ضعت يدها فيها مستشعرة ذلك الشعور الغريب و الجديد عليها لتردف بنبرة خافتة"و انا اليسون......اشكرك كثيرا على ما فعلته يا جون.انا حقا ممتنة لك" وضع يده خلف راسه و هو يقول بمرح"لا داعي يا انسة.....هذا كان واجبي." رمقها بنظرة غريبة فيها بعض المكر و هو يكمل"لا اضن ان لدي الحق في ان اسالك ان كنت وقفت هناك عمدا..فانت لم تحركي ساكنا رغم ان الوقت كان امامك" لم تعرف ما تجيبه في تلك اللحظة.....و لم تجد طريقة تخفي بها ارتبكها الا بمجابهة صراحته تلك بغضب منها و هي تقول بحدة"وما شانك انت......ان كنت انقذتني فهذا لا يعني ان علي تقديم المبررات و الاسباب لك......ثم انني لم اطلب منك ان تنقذني.......لذلك اياك ان تتخطى حدودك." لم يستطع منع ملامح الاستغراب الشديد من التربع على وجهه و هو يحاول ترجمة كل كلمة اطلقتها عليه للتو. بدا مستنكرا جدا للطريقة التي تحدثت بها......و للسرعة التي غيرت بها شعورها. لم يتوقع رد فعلها ذاك......و لو توقعه ما سالها. وضع نظره في مقلتيها و عيناه تعربان عن حاله المصدومة. ليتسمر في مكانه باندهاش..... و يختفي بريق عينيه شاقا ثغره بتلك الابتسامة الصفراء فتح شفتيه و هو يخرج تلك الهمسات الهادئة ببطئ شديد ليقول "هدئي من روعك يا انسة.....انا فقط كنت احاول الاطمئنان عليك......و لم اكن احاول اخذ اي مبررات" رفعت بصرها لتعانق تلك النظرات الدافئة مجددا .و تعرب الحان انفاسهما مع دقات قلبيهما عن شعور جديد ربما تولد داخل تلك الصدور.....عن شعور توغل اليهما بمكر كبير.....اطلق سراح عواطفهما....بعثر كيان برائتهما......اعطاهما اشارة الدخول الى ارض الاحلام التي نسجت داخلهما لتهتاج له تلك الاصدر المشتاقة لعبير الود و الامان. اسلوبه المفعم بالرقي و الادب جعلها تعي للمرة الثانية على خطئها معه. اخذت انفاسها تعلو و تهبط دليلا على الصراع النفسي الذي دخلت فيه في تلك اللحظة قبل ان ترفع بصرها الى محدثها لتراه لا زال متسمرا امامها...سارحا بعينيه في افاق زبرجدية مقلتيها المرتجفة. انزل بصره بعد ان صحى من شبه اغمائه لتعاود تلك الابتسامة اخذ مكانها المعتاد على وجهه الوسيم و هو ينطق بتلك العبارات التي كانت اقرب للتحدي من التعاطف"قد اكون لا اعرف الكثير عنك يا اليسون.....و لكنني واثق كل الثقة بان الفتاة التي تقف امامي الان ليست نفسها تلك التي كانت البارحة تحلق بخيالها بين ثنايا هواء الساحل" توسعت عيناها على وقع جملته الاخيرة ليبتعد عنها تاركا اياها في صدمة و رهبة و يردف و قد ولاها ظهره"الحياة فن يا اليس.....و من اجل اتقانه لا تحتاجين الى المهارة المكتسبة وحدها.....بل الى اللياقة و الذوق الفطريين ايضا...." رمشت بعينيها مرات متتالية معربة عن عدم فهمها لتقول بلا استيعاب"م...ماذا و لكن كيف عرفت بانني كنت البارحة في الشاطئ" تركها دون اجابة مفيدة لتعلو وجهها ملامح الوجوم مجددا معربة عن تخبطها من جديد بين زوايا معضلة جديدة.........معضلة من نوع اخر…… وبنكهة جديدة هذه المرة......و لكن حلها للاسف سيكون مر المذاق. ~*~ و تطوي الاحزان صفحتها المظلمة التي تتناثر قطرات دموع بطلتنا بين اسطر حكاياتها.عندما ننتقل بعيدا عن اجواء تلك المشاعر المتضاربة.....لنتوغل هذه المرة بصدق بين اضواء نيويورك الساحرة التي تزرع البهجة في النفوس .....حاكتها بهجة اولائك الفتيات في كبد تلك الشقة الفاخرة. نلمح فتاتين تحاولان اضفاء رونق مرح على الفضاء بتزيينه بكثير من البالونات و الشرائط التي اتخذت مواضع بين زوايا تلك الجدران البيضاء, بينما اسندت الثالثة وزنها على الاريكة و هي منشغلة بتقليب قنوات التلفاز.......بدا الامر كانهن يستعددن لحفلة انثوية لطيفة ,و هذا بالفعل ماكان ينسج داخل نوايا من دعتهن …تلك الفتاة بابتسامتها البهيجة, و خصلات شعرها البني تتراقص بفعل قفزاتها الطفولية المتواصلة. تمسك في يدها بالونا كتب عليه عبارة"congratulations".. بينما تلك الفتاة بجانبها تحاول تعليق شريط جميل على الحائط. اغمضت عينيها بحماس لتعاود فتحهما و قد بدا بريق السعادة مشعا من مقلتيها البنيتين. القت نظرة على من تقف خلفها لتكحل عينيها بابتسامتها العفوية و هي واقفة ترمقها بنظرات اتخذت السعادة الغامرة عنوانا لها. بادلتها ابتسامتها الصادقة بعدما القت اليها بنظرات غريبة كانها تحثها على مجاراتها في حماسها الطفولي لتنطق الاثنتان مرة واحدة قائلتين بصوت عال"لقد فاااازت اليسون" غردت بضحكاتها العالية لتركض تجاه ذات الشعر الاحمر و تغمرها بعناق قوي جاعلة اياها تحاول ملاحقة ذرات الاكسجين لاسعافها لكن دون فائدة. ابتعدت عن صديقتها لتمسك بيديها حاثة اياها على القفز معها بين زوايا الغرفة في جو من البهجة الغامرة. مجددا تعالى صوت ضحكات منهما قبل ان تنتبه ايميلي على من تجلس فوق الاريكة بهدوء معلقة عينيها الخاملتين في التلفاز دون اي اكثرات بمن تشاركانها الغرفة كانهما هواء. جحدتهما مجددا بتلك النظرات الغاضبة و هي تقترب منها بخطوات مسرعة قائلة بحدة"اذن ...الن تتحفينا يا انسة جليدية و تتفضلي علينا بان تتنازلي قليلا عن عرش كبرياءك لتظهري فرحا زائفا منك لفوز صديقتك" حولت نظراتها الباردة حول من نطقت للتو بذلك الادعاء لترمقها بنظرة جافة و تعدل من وضعية جلوسها قائلة بسخرية"ان كان الفرح عندك يعني ان افتح فمي كالمغفلة و اقفز كالبلهاء منذ العاشرة صباحا حتى الان على مدى تسع ساعات و نصف فهذا يعني لا" قالت جملتها الاخيرة و انتفضت نحو المطبخ تاركة صديقتها تعض على شفتيها من الغضب و هي على وشك الانقضاض عليها كالنمر المفترس . لم تكن نوين لتستغرب من هذا المشهد التي يعرض امامها من الصباح الى المساء و لكن ما شد انتباهها هو تلك الابتسامة الماكرة التي شقتها ايميلي من زاوية فمها و هي لا تبعد ناظريها عن عدوتها اللدودة. زاد من حيرتها و استغرابها تلك الوقفة الغريبة التي اتخذتها من تقف قبالتها, و كانت على وشك ان تتدخل بعدما بدات تشك فيما قد ينسج داخل ذلك الراس الشيطاني ,و لكنها توقفت ما ان سمعت صوت تلك الصرخة المدوية في ارجاء المنزل و القادمة من المطبخ. رمت بالذي تمسك في يدها لتوجه نظرة خاطفة الى صديقتها قائلة"يا الاهي ....ما الذي فعلتيه هذه المرة" توسعت ابتسامة الاخيرة و هي تغمض عينيها مستمتعة باللحن الذي احدثه مقلبها الشرير. صراخ متعال من تلك الفتاة كان كفيلا باشباع لذة انتقامها. <<< تسارعت خطاهما و احداهما تتخبط بالاخرى لتصل قبل صديقتها نحو المطبخ...اسرعت نوين بفتح الباب لتبصر جميع الاواني الزجاجية قد تحولت الى حطام. اخذت تنظر الى هذا المشهد الدامي فاغرة فاهها بشدة لتحول عينيها الى تلك الفتاة المرمية على الارض و قد دخلت في حالة هستيرية من البكاء. زاد ارتباكها لتقترب من صديقتها و تسندها محاولة لفها بقليل من الامان. حاولت تهدئتها عندما بدات تربت عليها بحنان لتسالها بنبرة قلقلة"ما بك توري......ما الذي حدث لك" قالت جملتها تلك و بقيت تطالعها منتظرة الجواب, و ان كانت لا تحتاج لذلك فهي واثقة كل الثقة انه مقلب جديد من مشاكستهما قد سرى مفعوله مرة اخرى .و لكن تلك الحالة التي رات عليها تورا لم تكن مؤلوفة ابدا, كيف يمكنها ان ترتعب بهذه الطريقة .....فلطالما كانت مثالا عن الشجاعة الباردة. انفاسها المتسارعة بدات تهدأ شيئا فشيئا.لتقول نوين بنفاذ صبر موجهة نظرها نحو من لم تعد تستطيع كبت ضحكتها"صدقا يافتاة..ما الذي فعلتيه" _اذا....و اخيرا تمكنا من رؤية دموعك" تعالت ضحكاتها الساخرة لتردف"حقا...لقد احببت بكاء تورا كثيرا" كانت تلك الفتاة تقول كلامها و قد اغمضت عينيها بفرح شديد لتشعر من بعدها بتلك المزهرية ترمي نحوها. رفعت راسها و هي ترى عصافير الليل من حولها لتقول بنبرة غاضبة"هيي...هل تريدين قتلي تورا" حولت انظارها الى تلك الفتاة التي تتنفس بسرعة من الغضب و هي تضرب الارض بيديها لتقول بصوت عال"ايتها المشعوذة اللعينة....خربت حياة الجميع حتى وصلت الي انا.....ان لم تكفي عن افعالك السخيفة هذه فالافضل لك ان تجهزي تابوثك ,و اقسم لك بانني انا من سيحفر قبرك المتعفن" تنهدت تلك الفتاة امامها لتحرك قدميها نحو البراد و هي تقول"لا تتحامقي يا حبيبتي و تقسمي قسما واهنا فكلانا يعرف نقطة ضعفك جيدا" كانت تلك العينان تجحد بالنار و كانها تحاول جاهدة منع نفسها من تحطيم راسها الفاسد....بينما بقيت الصهباء تحول نظرها بين الاثنتين و قد بدى على ملامحها انها بدات اخيرا تستوعب الامر. طرفت عينها الحمراء لتقول بعدما علقتها بعيني صديقتها الساخرة بحدة"ايميلي .....لا تقولي بانك.....اه...يا الاهي.....كيف تستطيعين فعل هذا بها" اومات لها ذات الشعر البني بالايجاب و هي مغمضة عينيها بمكر حاكاه مكر ابتسامتها العريضة لتستدير حول البراد و تفتحه مخرجة ذلك الكائن الاخضر الصغير الذي ما ان راته تورا حتى انكمشت من الخوف. تنهدت نوين بملل لتنتفض مقتربة من ايميلي و ملامحها الغاضبة قد هدات ليحل محلها الهدوء المعتاد.. قربت يدها نحوها و هي تقول"اعطيني اياه في الحال." لم تسترع هذه الجملة انتباه المشاكسة و هي لا تبعد ناظريها عن ضحيتها مستمتعة بتلك المسرحية الكوميدية التي خطت اسطرها بنفسها لتنزل عينيها و تقول بهدوء"توري...من المؤسف ان تكوني بهاذا الضعف حبيبتي.....ملكة جليدية تخاف منضفدع...اي قدر ساخر هذا" تحركت نوين بنفاذ صبر من افعال صديقتها التي لا تنتهي لتخطف ذلك الضفدع الصغير من يديها و تسير به نحو الشرفة واضعة اياه هناك. اغلقت الباب من خلف ظهرها لتغطي خصلات شعرها حمرة مقلتيها و هي تقول بهدوء غريب"ما فعلته يا عزيزتي ايميلي لا يشد اوتار الصداقة بشيء.....حتى و ان كانت علاقتنا تسمح لنا اخذ لحظات مزاح و تسلية.....فهاذا لا يعني ابدا ان يتسلى بعضنا على حساب الاخر.....فاما ان تكون الضحكة مشتركة او لا تكون......فان حدث و دققت مسمارا بالخطا ,تستطيعين بسهولة ان تنزعيه و لكن لا يمكنك ابدا ترميم الثقب الذي تركه في قطعة الخشب" تركزت انظار الفتاتين عليها و هي ترسل سيل العبارات ذاك. نبرتها المؤنبة كان لها وقع فعال على ذات الشعر البني التي حولت عينيها لتلقي بنظرة الى ضحيتها الجالسة قبالتها و قد اسدلت ستار جفونها بامتعاض. استقامة واقفة من مكانها و هي تلقي بنظرات الازدراء الى من شاركتاها الغرفة و خصوصا الى ايميلي لتفتح فمها مخرجة ذلك الصوت المرتجف من بين حمرة شفتيها و دموع حارقة تنسدل على وجنتيها المحمرة"ارجو ان تكوني قد نلت مرادك من دعوتي الى هنا......لقد انتهت الان المسرحية الهزلية التي عرضت امامكما قبل لحظات .....و الان اسمحا لي ان انقلع من هنا..... يكفيني مهزلة" قالت جملتها تلك و غادرت بسرعة تاركة تلك العينان المصدومتين تشيعانها......افاقت من غيبوبتها الصغيرة تلك على وقع الصوت القوي الذي احدثه انغلاق الباب لتضع عينيها في الارض و هي تعي على الحزن و الالم الذي سببته لرفيقتها.....و لكنها لم تنتيه لالمها لحظتها......كل ما فكرت فيه هو لذة الاستمتاع بمقلبها الجارح. قطبت حاجبيها بشدة و شدت على المنضدة التي اسندت وزنها عليها معربة عن الاسى الشديد الذي اجتاحها لحظتها..ليولد ندما كبيرا تجاه ما فعلته لذات الشعر الكستنائي... اطرقت راسها لتختفي عينيها تحت خصلات شعرها البنية...و تنسدل دمعة حارقة على وجنتها اليسرى و هي تحدق بعينيها في الارض. شعرت بيد نوين تمسحها بحنان تبعتها همسات صوتها الهادئ"لا باس ايميلي.....انها فقط غاضبة الان.....فلا تهتمي لما قالته.... _و لكن ما الذي فعلته انا كلما اردته هو المزاح قلبلا" قالت جملتها و هي تحدق بعينيها المحمرتين في ملامح صديقتها البريئة ملتمسة منها بعض الكلمات الصادقة. و لم يخب ظنها عندما نطقت نوين بعدما اطلقت تنهيدة من صدرها لتركز نظرها في عيني صديقتها الحزينة "اعلم ذلك ايمي......و لكن لا انكر ان الجرعة كانت زائدة قليلا هذه المرة......فقط تاكدي ان تورا الان ليست غاضبة منك بل من نفسها و عندما تتحدثين معها ستعرفين ذلك.....انت لم تفعلي شيء خاطئا و لكنك فقط تلاعبت بالشيء الخطا" تساءلت باستنكار"كيف تكونين واثقة من ذلك" _"لانني اعرفك جيدا...و اعرف تورا ايضا....و انا واثقة بان اذيتك لم يسبق ابدا ان وصلت الى قلبها" اتاها ذلك الرد السريع من صديقتها و امينة اسرارها لتعاودها نوبة من البكاء جعلتها ترتمي في حضنها ناشدة بعض الامان من قلبها الصادق.لتقول بنبرة مرتجفة"ان..انا اريد الاعتذار منها....اريد ان اخبرها بانني اسفة.....اريد....... قطعت كلامها عندما سمعت ذلك الرنين الذي اخترق سيل تلك المشاعر المتضاربة. تنحت ايميلي قليلا سامحة لنوين باخراج هاتفها النقال لتعانق عينيها الشاشة.....رسمت ابتسامة طفيفة عندما لمحت الرقم لتسارع بالاجابة"اهلا جيسيكا" _............اجل بافضل حال.....لم لم تاتيا الى الان" _.............لا ليست هنا.لماذا اهي غير موجودة في المنزل" _............لم تعد منذ الصباح. !!...و لكننا لم نرها اليوم بطوله" _.............لا باس فلننتظر قليلا اذا لم تاتي الى هنا فسنخرج للبحث عنها" حسنا و اذا عادت الى المنزل اخبرينا" نظرت ايميلي الى من تتحدث في الهاتف باستغراب بعدما هزت تلك الاقاويل اذنيها......عينيها المتوسعة و فمها المفتوح جزئيا يعرب عن عدم فهمها لما يجري. بقيت تطالع صديقتها بنظرات متلهفة علها تحصل منها على قد ينفي الشكوك المزعجة التي بدات بالتسرب اليها. لتغلق هذه الاخيرة هاتفها مستمرة بالنظر اليه مطولا بنظرات تعنونت بكل معاني القلق و الحيرة. _ما الذي قالته لك" كان ذلك صوت ايميلي التي لم تعد تستطيع صبرا لتحصل على اجوبتها. رمشت نوين بعينيها لتمررهما تجاه من وقفت بجانبها و هي تتمعن هالة الاستفهام التي رسمت حولها....اطلقت تنهيدة طويلة و كانها تحاول ان تسترجع قوتها الخاملة لما ستصرح به للتو....استجمعت اخر كلمات سرقتها من عقلها لترد على صديقتها"يبدو ان الحفلة ستلغى يا حبيبتي" طرفت ايميلي بعينيها محاولة ترجمة جملة نوين الاخيرة لتقول بطريقة انفعالية"م ماذا....ما الذي تعنينه" ركزت نظرها في صديقتها حيث وقفت بارتباك و نظراتها المشتتة ترمقها بانزعاج لتقرر اخيرا شفاء حيرتها تلك بكلمات هادئة منها"جيسيكا قلقة جدا على اليسون......فهي لم تعد الى المنزل منذ ان خرجت في الصباح.......كما انها لا تجيب على اتصالاتها" توسعت عينا ايميلي لهذه العبارات......ارتجفت عينيها كحال جسدها على وقع كلمات صديقتها الاخيرة. ازدردت لعابها و هي ترى ملامح الجدية تعتلي عرش وجه الواقفة امامها لتقول"لم تعد منذ الصباح.......و لكن اين يمكن ان تكون" اغمضت عينيها لتضع يدها فوق خصلات شعرها الحمراء و هي تقول بارتباك"لا اعلم.....و لكن ليس من عادتها ان تختفي هكذا......انا حقا قلقة عليها فانت تعرفين الافكار المجنونة التي تقع عليها" اطرقت ايميلي رأسها و كلمات نوين لا تزال تترد في سمعها... لتحاول محي تلك الافكار عن ذهنها بابتسامة شاحبة شقتها بصعوبة من شفتيها المرتجفتين....امسكت بيد صديقتها جاعلة هذه الأخيرة تنتبه إليها لتردف بهمسات لطيفة"لا تقلقي يا نوين.....انا واثقة بانها بخير......تلك الفتاة تعرف جيدا ما تفعله و لن تقدم على فعل اي شيء قد يعرضها لعقوبة منا........اقصد نحن نتحدث عن اليسون هنا اليس كذلك" لحظة صمت اخذتها ذات الشعر الاحمر و هي تتمعن في شفتي صديقتها تجرج تلك العبارات المطمئنة.....جارتها في هدوءها المصطنع ذاك بان شقت ابتسامة صفراء من زاوية فمها و هي تقول بصوت خافت"اتمنى ذلك حبيبتي". ~*~ على سطح تلك البناية الشامخة. نستمع الى تلك الخطوات المنتظمة تكسر هدوء المكان. ظل طويل رسمه ضوء القمر الفضي و قد التحف بعباءة الليل الداكنة.....احتمى بها و قد زينتها تلك اللآلئ البراقة منتشرة بعفوية منتظمة لترسم لنا لوحة مبهرة من الإبداع الصامت. سرحت عيناه في ذلك المنظر البهي سامحا لصفاء مقلتيه بالامتزاج مع ضوء القمر ليعطيها بريقا خلابا. انزل ناظريه لتعانقا الارض و هو يعيد شريط تلك اللحظات من جديد....تطايرت تلك الصور المتفرقة في راسه مستذكرا اللحظات التي كان عنوانها نصره الساحق على من تجرؤوا و لحقوا به من تلك المنظمة البائسة مسطرين بذلك اخر احرف حكاياتهم ....حكايات عرفت نهاية على صوت طلقة مسدسه....صوت اربع رصاصات دوى في ذلك المكان المهجور....لتتهاوى على اثره تلك الاجساد و تسقط مضجرة بدمائها ناشدة من الارض مرفاها الأخير. حجب ضوء القمر عن لؤلؤتيه بعدما أسدل ستار جفونه شاقا ابتسامة ثقة من زاوية فمه......سرعان ما تحولت للبرود و هو يستمع الى وقع تلك الخطوات خلفه. اقترب ذلك الجسد الى حيث وقف بطلنا ليتكئ على السور امامه........لامسته انامله المرتجفة فلم يستطع استشعار برودته التي حاكتها برودة الجو. رياح متمردة تلاعبت بخصلات شعره الخضراء متطايرة بعفوية على وجهه البريء ........لتصاحب حركتها انفاس واهنة منه على معزوفة الصمت الموحش. _عادة ما تكون السماء ملبدة بالغيوم في وقت كهذا"وضع يديه في جيب بنطاله ليردف"ربما طردتها نسمات الربيع بعيدا" وجه ذلك الفتى نظره الى قائده بعدما طرق سمعه تلك الهمسات منه......ليتمعن فيه واقفا هناك بشرود.مرتديا بنطالا كحلي اللون مع بلوزة رمادية بنصف كم و خصلات شعره كعادتها متمردة على عينيه المحدقتين في الفراغ بغموض شديد. راعته جملته الاخيرة ليطرف متمعنا في كلماتها و تلك الابتسامة الواسعة بدات تشق طريقها بين شفتيه ليميل باعلى جسده نحو السور و يردف بهمس حمله اثير الاجواء الصامتة"او لنقل انها وجدت طريقها فوق مستوى الافق ...لتسير بصمت في رحلتها نحو فرانسيسكو" انزل ذو الملامح الباردة نظره اخيرا نحو من شاركه الحديث بعدما اطلق تلك التنهيدة المشوبة بالالم ليخرج همسات بطيئة من بين شفتيه توزعت دون وعي منه لتشكل جملته الباردة "غريب ...لا اعلم لماذا اشعر... بأنه سيكون ربيعا باردا جدا هذه السنة" جملته تلك كانت كاللجام الذي لسع اذن صديقه عندما وقع عليها........يقي ذلك الفتى يطالع قائده ليبصر ملامح الوجوم تجتاح معالم وجهه الحادة......ليأخذ لحظة صمت محاولا ترجمة عبارته الاخيرة .....اعاد رنينها في اذنه لينظر بوضوح الى ما تخفيه احرفها من ظلال الحزن العميقة جدا. _اذا ,ما هو الامر الذي تريدني ان اطلع عليه" رمش ذو الشعر الاخضر مرتين مستدركا كلمات قائده و هي تكسر لحظة شروده القصيرة.....ليقول بوجوم غريب عليه"اجل...كما اخبرتك في الهاتف لقد قمت بتغطية شاملة مساء امس للمنطقة الساحلية.....و ركزت بحثي في الجهة الشرقية بناء على معلومات وصلتني من مصادر لي على وجود نشاط هناك يشك انه من فعل احدى العصابات.....و لم تخب توقعاتي حين اكتشفت وجود مقر سري لا يمكن تمييزه بين الشقق العامية......على العموم استطعت التسلل الى نظامهم الامني و وجدت في بريدهم الالكتروني رسائل مباشرة حملت اسم ....جيمس" ثانية فقط مرت حتى ادار راسه نحوه بعدما شدته كلمته الاخيرة ......تلك الكلمة التي لا زال لها صدى فريد داخل مسمعيه ....لطالما حرك ذلك الاسم شيء في داخله....لطالما بعثر كيان برودته.....و دائما ما اهاج براكين حماسه لتندفع منها نيران مشعة بكل معاني التحدي و الاصرار. سرح جون بعينيه و هو يحدق في مقلتي ريو التي تجاري ضوء القمر في لمعانه و هي تسرق منه ضياءه....لم يبن عليه الانزعاج و لا التوتر كما توقع هو بل سمح لابتسامة خفيفة باخذ مكانها على شفتيه و هو يسرق بضع انفاس هادئة من الهواء ليرمي بنظره معانقا اضواء الشارع فتعكس لونهما الداكن الاخاذ.....همس بعد لحظات"هكذا اذن......اذن فالمعلومات التي وصلتني صحيحة" وجه جون نظره نحو محدثه بعدما استرعته جملته الاخيرة ليقول باستفهام"اتقصد انك كنت تعرف بالامر" اغمض ريو عينيه لياخذ شهيقا طويلا و يخرجه بزفير حاد مجيبا صديقه"اجل...لقد تلقيت اتصالا البارحة من مصدر لي و عرفت ان جيمس قد انتقل مع عصابته الى نيويورك و لكنني لم اكن اعرف موقع تواجدهم بالضبط" تنهدحون بحدة ليضع يديه في جيب بنطاله قائلا بصوت مسموع"اذن و قد عرفنا موقعهم.....ما الذي سنفعله" ادار المعني راسه نحو جون قائلا ببرود" لقد تسللت صباح اليوم الى مقر الFBIمحاولا اكتشاف ما اذا كانوا قد توصلوا الى اي معلومات عن نشاطات جيمس و اتباعه" نظر جون اليه بطرف عينيه ليقول"و هل وجدت شيئا" تنهد ريو باسى ليطلق تلك الكلمات التي توقعها جون"على الإطلاق....لم يتوصلوا الى اي شيء...بل لم يعلموا بوجود اي نشاطات مريبة اصلا" اعاد ذو الملامح الصافية نظره الى الامام بعد طرقت سمعه تلك العبارات المخيبة للامال ليقول"بالتاكيد....كيف سيتمكنون من رصد جيمس.....ذلك الداهية يستطيع ان يتبخر في الهواء دون ان يترك وراءه اي اثر.......من يعلم ما هي الاساليب الجديدة التي يتبعها الان حتى يحافظ على هذه السرية" لحظات صمت اخذها ذلك الشاب مغمضا عينيه و هو يراجع كلمات صديقه.... كلمات كانت كالبنزين الذي يزيد من لهيب نيرانه...فتح عينيه لتجحد مقلتاه و تتطاير تلك الشرارات الواضحة بينهما.... حاول بصعوبة ان يحافظ على بروده الذي كاد ان يذوب بفعل نيران الغضب المتوقدة في صدره...و هو يشد على قبضته كما على شفتيه......اي تاثير يحمله ذلك الاسم, و اي معان اختبأت بين حروفه الشائكة لتجعل ذلك الشاب يرمي ببصره الى الافق و ملامح غريبة تعتلى عرش وجهه لتعلن عن بدء خطة غريبة في خلده. _ قلت لي بانك تسللت اليوم الى مقر الFBI" حرك المعني عينيه تجاه محدثه ليقول ببرود"اجل....لقد قمت بزيارة خفيفة هناك" التفت جون ليكمل تساؤله الموجه نحو قائده"وكيف سار الامر.....لا تقل لي بانهم لم ينتبهوا الى وجودك" ظهرت ابتسامة غريبة على شفتي ريو و هو يخرج دارة صغيرة من جيب بنطاله و يوجهها نحو ناظري جون....ليقول و عيناه تنبضان بالمكر"لقد دسست هذا الفايروس مع بيانات ارسلتها اليهم قبل بدئي بالمهمة...تعمل هذه التقنية على اختراق النظام و تخدير درع الحماية و في نفس الوقت تقوم بتعطيل اجهزة الامن.....الا ان مفعولها لا يدوم اكثر من 15 دقيقة.....لذلك بعد انقضاء هذه المدة انتبهوا الى وجود اختراق و هذا ما ادى الى مطاردة خفيفة بيننا ختمت بنهاية دامية و ماساوية" توسعت عينا حون و ارتجف بؤبؤها و هو يستمع الى الكلمة الاخيرة بينما أعلن جسده المتجمد في مكانه عن حاله المشدوه.... شد بقبضته على السور و اخذ جسده بالارتعاش و هو يرمق ريو بتلك النظرات الغاضبة ليراه لا زال واقفا هناك و تلك الابتسامة الماكرة شقت باتقان على وجهه البارد.... نظرات تنبض بالغضب اتخذت مسارا بين ثنايا الهواء البارد لتصطدم بالشخص الواقف امامه.نظرات حادة عبرت بجدارة عن كل معالم الاستياء التي غزت فؤاده....لتشق طريقا لتلك الدموع الجافة التي ابت الى ان تبقى وراء جفونه الحمراء المشعة بلهيب غيضه.......الشخص الذي اتجهت انظاره اليه الان يكون قائده, او صديقه بصورة اقرب.....هذا الشخص الذي يقف امامه بثبات انار طريق السعادة في حياته التي كانت اشبه بكهف مظلم......هو الذي شق له بكل صدق ابتسامة صافية حين كشرت الذئاب عن انيابها....,....و لكن هل يمكنه التغاضي عن تلك الحقيقة التي يسجن في شباكها يوما بعد يوم.......هل يمكنه ان يتجاهل ببساطة ذلك الشريط الدموي الذي يكون بطله هو صديقه المزعوم هذا........في النهاية لن تكون هناك فائدة.فمهما اسدل ستار جفونه بامتعاض محاولا تجاهل تلك المشاهد التي تلسع قلبه سيظل يسمع صرخات الموت تخترق سمعه عندما يطلق صديقة العنان لرصاصاته القاتلة.ليتردد صدى تلك الكلمة في اعماقه من جدبد مذكرة اياه بحقيقة لطالما اراد نكرانها و لكنه اصبح واثقا منها الان....حقيقة ان صديقه قاتل..يكتب نهاية الناس بدم بارد... _اين شردت.....هل ستدعني اتكلم وحدي ام ماذا" جملة طرقت سمعه لينزل بصره و هو يصحو من حالة الشرود تلك.....طالع رفيقه للحظات ليراه برمقه بنظراته الباردة و كانه علم ما يجول في خاطره....رقت ملامحه و هو يقول بهدوء سرقه من بين كيانه المشتعل"كم شخصا يا ريو" اتخذت نظراته الهادئة من ذي الشعر الاخصر مستقرا و هو يردد سؤاله "السخيف"في اذنه...على الاقل بالنسبة له.....اطلق تنهيدة بطيئة و كانه ليس مستعدا لخوض غمار ذلك الحديث الذي قد ينتهي بمشاحنة بينهما مرة اخرى....شد قبضة يده ليلتفت دون ان يجيبه للحظة _لو كان الامر بيدي لما فعلت ذلك" قال ريو تلك الجملة ببرود تام الجم جون عن الكلام. القى ذو الملامح الحادة بنظرة اخيرة الى صديقه المتسمر في مكانه باستغراب ليقول"انا لا اجبرك على تنفيد ما لست مقتنعا به يا جون....و لكن تاكد بانه سياتي يوم..ستشهد فيه ذوبان هذا الجليد الذي امامك.....و سيكون ذلك فقط ببراكين العواطف التي تتحدث عنها" قال جملته و قفز من اعلى تلك البناية بسرعة جعلت جون يطرف بعينيه و يسرع بخطاه الى حافة البناية ليجد صديقه قد اختفى كما رياح فصل الشتاء الباردة. حيرته من كلمات ريو ترجمت الى صمت يوحي بالحنان اكثر مما يوحي بالعتاب......ليختم سيل المشاعر المتضاربة في جوفه بابتسامة عكست بصعوبة رضاه المصطنع بواقعه الاليم.....خطوات منتظمة انسحب بها من ذلك المكان الذي غلف ظلمته نسمات الربيع الهادئة و هي في طريقها لاعتلاء عرشها من جديد محتضنة بعطف كل من ارهقته برودة شتاء نيويورك. ~*~ ننتقل بخطانا الواسعة هذه المرة الى احياء المدينة التي لا تنام. تحديدا وسط ذلك الشارع الذي يلفه الهدوء الرتيب.....سكون موحش التحفت به الاجواء. فقط تلك الخطوات البطيئة تكسر سكون الصمت الرهيب....تشاركها بين الفينة و الاخرى تنهيداتها المضطربة عندما ترسل دمعة اخرى على خدها المحمر. خمول كريه دب بين عضلات جسدها المرتجف......ظلام اكتسح الانحاء ليغطي على قلبها و يعكس الالم الذي رسمته اللحظات الماضية.. صور متفرقة تراكمت من حولها.....جعلتها ترتشف من جديد مرارة البؤس الذي صار عنوانا مؤكدا لكل صفحات حياتها..... شدت قبضتها لتغمض عينيها بالم و تسرع بخطاها نحو منزلها ناشدة بعض الامان..... <<<< لحظات فقط مرت لنرى تلك الفتاة تدخل الى منزلها الكبير. استندت على الباب لتسرق انفاسا سريعة من الهواء و هي تعتصر على قلبها في جو من الظلمة الحالكة. قطع عليها تلك اللحظات ضوء قوي موجه مباشرة نحو عينيها الزبرجديتين. وضعت يدها على عينيها المغمضة جزئيا و هي تقول بانزعاج"جيسيكا ابعدي هذا الشيء عني في الحال" انفتح من بعدها ضوء الشقة لتبان لنا تلك الفتاة ذات الشعر البني بملامحها الغاضبة و هي تطرق بقدمها على الارض لتصرخ بحدة"اليسون ليكسر....ابدئي بالشرح في الحال...اين كنتي طوال اليوم....هل لديك اي فكرة كم قلقت عليك....لقد اتصلت بجميع اصدقائك و لم يبق لي الا ان اجوب الشوارع طوال الليل بحثا عنك" قالت كلماتها تلك بصورة انفعالية بينما اليس موجهة نظرها الى الارض بامتعاض شديد ,لترفع نظرها الى جيسيكا مجارية انفعالها و تقول بصوت عال"انا لم اطلب منك ان تقلقي علي.....فقط دعيني و شاني و لا تهتمي لامري بعد الان....سيكون رائعا لو تفعلين ذلك" تركتها وسط صدمتها لتتوجه نحو غرفتها و تدخلها مغلقة الباب من ورائها بقوة. ضربت جيسيكا الارض بقدمها بحدة لتقول بصراخ"اليس...ما الذي تعنينه...لا اقلق عليك.....تعالي الى هنا في الحال فانا لم انه..... الجمت عباراتها بعدما اتاها صوت صراخ قوي قادم من غرفة اليسون......يليه صوت تكسير و تحطيم. رمت المصباح اليدوي الذي كانت تحمله بيدها لتقول بصوت قريب للهمس و على وجهها علت ملامح الارتباك"يالاهي....لقد اتتها تلك الحالة من جديد" <<<< لو ان الدرج يتنطق لشكى حاله و تلك الاقدام تدوسه بسرعة جنونية كانها على وشك تحطيمه.....اقدام اتخذت منه مجرى في طريقها الى تلك الغرفة التي شهدت ماساتها تلك الليلة. اسرعت بان امسكت مقبض الباب لتجده مفلقا.....و يزيد ارتباكها مع كل طرقة تطرق بها الباب دون ان تسمع جوابا. لا شيء سوى صراخ متعال من فتاة كانها تصارع الحائط......يتخلله صوت تحطيم قوي جعل قلب جيسيكا ينحدر اكثر و اكثر في حفرة الفزع و الهلع. وضعت اذنها على الباب في محاولة لتهداة نفسها قبل ان تقدر على مواساة صديقتها. وانتظرت لحظات احترق خلالها من بقي في فؤادها من روح..... لتقول و قد لبست ملامح البرود في وجهها"انسة ليكسر.....اخرجي في الحال و تكلمي" ما هي سوى لحطات حتى خرجت تلك الفتاة المتصببة عرقا. تبادلتا نظرات الغضب و الاستغراب للحظات قبل ان تتركها الشقراء متوجهة نحو المطبخ بخطوات غاضبة. لم تجد جيسيكا الوقت لتدخل و تتفرج على ذاك المشهد الدامي الذي خلفته صديقتها. فبسرعة رمت بنظرة خاطفة الى داخل الغرفة لتلمح اوان زجاجية محطمة ,لوحات تحولت الى خربشات ,دفاتر تحولت الى اوراق ,و وسائد تطاير ريشها في الارجاء. اعادت نظرها الى حيث توجهت اليسون لتسرع بخطاها محاولة اللحاق بها. وجدتها هناك في المطبخ تقف قرب البراد و هي تشرب بسرعة ذلك العصير برتقالي اللون سامحة بذلك لبضع قطرات بالتسرب عبر فمها الى بلوزتها الخضرا مع تنورة جينز تصل الى نصف فخدها بينما رفعت شعرها على شكل ذيل حصان ليبان لنا قطرات العرق التي تسبح بعفوية على عنقها.......هي نفس الملابس التي كانت ترتديها صباح اليوم ,عدى قطرات العرق بالتاكيد, و هي يالتحديد الشيء الذي شد انتباه جيسيكا التي تسمرت في مكانها بصمت.....عدم فهمها لما يجري اقل ما يصف حالتها تلك....لم يكن بامكانها ان تستوعب الاحداث او ان تجد تسلسلا منطقيا لها......على حد علمها لقد لعبت اليوم مباراتها التاريخية....و قد فازت فيها ايضا....فلماذا اذا هذا الغضب الجامح" كلها افكار تضاربت داخل راس ذات الشعر البني و هي لا تبعد ناظريها عن ملامح صديقتها المغتاضة....كل فكرة تاتي لتنفي التي قبلها..و لكن ما سينفيها جميعا هو كلمات شافية تنتظرها من الشقراء. حركت قدميها ببطئ في اتجاه من وقفت امامها و هي تقول بنفاذ صبر"صدقا اجيبيني.....ما الذي حدث معك يا فتاة" نظرت اليها اليسون بطرف عين للحظة لتعيد بنظرها الى الامام و تبتلع ريقها بامتعاض محاولة استجماع كلمات تلقي بها اليها.....لتنطق اخيرا و تقول بسخط"ذلك اللعين حطم أحلامي" اتخذت ذات الملامح المندهشة لنفسها مكانا على كرسي طاولة الطعام و هي تقول بلا استيعاب"ماذا.......,..من هذا" ضربت اليس بيدها على الطاولة و هي تقول بنبرة اكثر حدة"قلت لك ذلك اللعين حطم احلامي.....هذا الصباح عندما كنت احمل الكاس عائدة الى المنزل.."اطرقت راسها لتهمس بصعوبة ترجمت اثرها على نفسها"اصطدم بي شخص اهوج و جعل الكاس تسقط ارضا و تتحطم" لم تشعر الا و تلك الطبقة الشفافة تثقل جفونها لينساب منها سائل في مثل لوتها على خذها المحمر الذي بات يشكو منه. اي كلمات تصف حال جيسيكا ذاك و هي تستمع لكلمات صديقتها المتالمة. لم تجد كلمات تواسيها بها....او تواسي بها نفسها اولا و هي تتحسر على بؤس صديقتها الماساوي الذي بات مكتوبا على كل لحظات حياتها.....فلم ترى الا في الصمت شفاء يداويها و لسان خلدها يقول"أما آن لشمس حكايتك ان تشرق يا حبيبتي.....اما ان لها ان تشرف عالمك لتطرد منه غيوم الحزن و البؤس......متى سيشرق فجر يومك فقد طالت لحظات الليل, و ما اقسى طولها و ما اشد ظلمتها و عتمتها. لم تبتعد انظارها ابدا عن تلك الفتاة التي تتنفس بسرعة و هي مسندة جسدها على الطاولة.....تنهدت باسى لتمسك يدها بلطف مثله لطف همساتها التي خرجت في هدوء من بين شفتيها"لا باس اليس......لقد حدث ذلك و انتهى.....و ليس هناك اي داع لتغصبي الان" سحبت يدها بقوة من يد صديقتها بعد لحظات الزمتها على نفسها و هي تستمع لما قالته.....لتزمجر بحدة"الم تسمعي......لقد قلت لك بان الكاس تحطم كليا......و تحطم معها اخر ما تبقى في فؤادي من ذرات امل.......و كل ذلك بسبب ذلك الاحمق اللعين" صكت اسنانها بغضب لتردف"اقسم انني ساجده و اقتله بيدي" تنهدت تلك الفتاة بجانبها لتقول"لا تتحامقي عزيزتي......فاين يمكنك ايجاده وسط نيويورك و انت لم تريه الا مرة واحدة" التفتت اليسون اليها بغضب لتقول"و لكنني رايت معالم وجهه جيدا.....و حدسي يخبرني بانني سالتقي به مجددا" _اذا تبنين خطة انتقامك على حدس ضعيف" _و هل سبق ان اخطا حدسي من قبل" _على حسب ما خضناه من تجارب..لا" _اهاه...اذن انا واثقة باننا سنلتقي و عند اذن فقط ساخبره من هي اليسون.....سانتقم منه و سيرى" استقامت جيسيكا في وقفتها لتتوجه نحو الباب و هي تقول بابتسامة خائفة"حسنا اذن ..ساتركك مع توقعاتك المجنونة على امل ان تهدئي قليلا.......و لا تنسي ان تاخذي حماما منعشا قبل ان تنامي" رسمت اليسون ابتسامة خفيفة و هي تلمح انغلاق الباب........لترمي بنظرها الى سماء مدينتها الداكنة عبر نافذة المطبخ و تقول بنبرة مشعة بالتحدي"ساجدك ايها اللعين.....ساجدك و ساسحقك كالحشرة و ان كان هذا اخر عمل اقوم به في حياتي المشؤومة" ~*~ ~*~ لنصعد باعيننا قليلا فوق مستوى الافق....حيث بامكاننا تسريح انظارنا لتشمل تيويورك باكملها.......منظر ليلي مبهر بامتياز كانه لوحة صارخة لاحد اكبر الرسامين الواقعيين....من هناك يمكن لمجال بصرنا ان يشمل الجزء الاخر من نيويورك.....حيث نحط رحالنا في شوارع جميلة بهية الطلة.....اصوات صاخبة تهز اذان المستمعين كانها تحثهم على الرقص على انغامها.....اضواء مختلفة توزعت بعفوية كانها تستسلم من القمر المشعل و تقوم بدلا منه بارسال النور لكل سكان المدينة......اناس بازياء راقية ,جريئة في بعض الاحيان.....يتنقلون وسط تلك الشوارع المكتظة ....منهم من يسرع ,و منهم من يتبختر ,و منهم من يتمايل...... لكن تلك الفتاة كانت تجري.......انفاسها المتسارعة اخذت تصارع الهواء و هي تحاول جاهدة ان تسرق منه القليل بعد لتجري بسرعة اكبر. خصلات شعرها الكستنائي رسمت مسارا وراءها وسط الظلام الدامس الذي اكتنف عالمها.......لا تستمع لشيء سوى دقات قلبها المتسارعة و انفاسها الحادة تخرج و تدخل لصدرها الذي يكاد ينفجر...بينما عينيها توشحت بطبقة شفافة لتدل على تاثرها بتلك الذكريات. رفعت نظرها قليلا ليعانق مباشرة ظلمة زقاق قاحل موحش.....رات فيه منفذها الوحيد من اعين الناس التي تكاد تخترقها. حولت مسار جريها لتدخله و تتوغل في اعماقه......لتتوقف قدماها للحظات و تسند جسدها على ركبتيها محاولة التخفيف من تعب ركضها المتواصل منذ ان خرجت من منزل صديقتها. تنهدت تلك الفتاة بعدما مر في ذهنها صورة فتاة بشعر البني بملامح وجهها السعيدة.....اغمضت عينيها و هي تسترجع تلك اللحظات القريبة....حين تعرضت للاذى على يد صديقتها. ارخت قبضتي يدها و هي ترفع راسها مفكرة في عذر تقنع به نفسها لكي لا تعود و تقتلع راسها الفاسد المليء بالخطط الشيطانية. لم تعلم كم مر من الوقت و هي تطالع منظر القمر البهي في طلته ليلة الحادي و العشرين من الشهر متربعا في كبد ذلك البحر الداكن اللون....لينعكس نوره على سطحه المتموج مبينا بذلك انه وحده يمتلك السماء. اغمضت عينيها بالم و تلك الافكار تجول في خلدها"لماذا تفعل معي ذلك ياترى...ان كانت تعلم بالامر فهذا لا يخول لها ان تستعمله ضدي كل يوم....تلك البلهاء تظن افعالها مضحكة.....ربما كانت كذلك بالنسبة لها و لكن.....و لكن ها.....لم تقصد ان تجرحني....فقط لازالت افعالها صبيانية قليلا" ضحكت بسخرية على حالها و هي تعلم انه ما من جدوى لغضبها ذاك.....فكرت في الذهاب و الاعتذار.....و لكن ربما لم تجد الجراة لفعل ذلك....او ربما كبرياؤها لم يسمح لها. استدارت لتعود ادراجها وهي تسير بخطوات حثيثة نحو ذلك الشارع المكتظ.....مسحت تلك الدموع من تحت جفونها قبل ان تصطدم بجسد قاسي يدل على قوته....كانت على وشك السقوط لولا ان امسكها من خصرها على نحو دفاعي. تمعنت في وجهه لتبان لها بوضوح تلك الابتسامة الماكرة تحت عينيه اللتان تنبصان بالنذالة. انتفضت منه بسرعة الى الوراء لتقول"الا ترى امامك ايها الغبي" توسعت عيناه بدهشة لجرأتها النادرة ليقترب منها بخطوات بطيئة و هو يقول"و ماذا نرى هنا....فتاة تحاول ان تلعب دور البطلة......ياللسخرية....لو لم تكوني جميلة لكنت شوهت وجهك هذا على لسانك السليط" ازدردت لعابها و هي ترمقه باشمئزاز لتستجمع قوتها و ترمي اليه بتلك العبارات المستفزة"اوه حقا....ولنعتبر انني لست جميلة.....ما الذي تستطيع فعله ايها الجبان" اشتعلت نار الغضب في اعماقه بعدما ما سمعه من كلمات لاذعة منها ليفقد السيطرة على نفسه و ينطلق بسرعة تجاهها بعدما اخرج تلك الاداة الحادة من تحت سترته. لم تهتم تورا لذلك بل اتخذت وضعا دفاعيا يخولها الاطاحة به ارضا ,وما اسهل ذلك عليها ,اخيرا اتت فرصة لتفرغ جام غضبها على هذا النذل. صار على وشك الوصول اليها....و استعدت بدورها للانطلاق.لولا ان اوقفها ذلك الصوت الذي تردد صداه داخل الزقاق الموحش _لقد كثرت الفئرات مؤخرا في نيويورك.....فاصبحت تظن ان بامكانها التغلب على القطط الجميلة" رفعت عينيها المستغربة الى اعلى تلك البناية الشامخة....من حيث اتى الصوت....و كذلك فعل غريمها....ليبصرا شبحه هناك بوضوح ذلك الشخص الجالس بثبات على حافة البناية.....واضعا يده اليسرى على قدمه التي ثناها للاعلى بينما تدلت قدمه اليمنى للاسفل. تكاد رياح الجو ان تسرق ثيابه و هي تتخللها بقوة عنيفة.......عكس ضوء القمر الوانها الدافئة عندما استقام في وقفته لتظهر معالم جسمه النحيف بوضوح. تحولت ملامح تورا للانزعاج الشديد و هي تبعد بنظرها الى الاسفل بينما الواقف امامها كان يشتعل من الغضب و هو موجه نظره نحو من كان سيد الموقف للحظات....تدارك الامر ليقول بانفعال"من انت ايها المعتوه......اذا كنت رجلا انزل الى هنا في الحال" لم يشعر ذلك الشخص بعدها الا بضربة قوية على بطنه تلوى بسببها من الالم وسط دهشة اكتنفت تلك الفتاة التي عبرت معالم وجهها عن استغراب كبير. اقتربت خطوة للامام محاولة معرفة ما يجري لكنها انصدمت بوجود ذلك الشبح امامها. رفعت راسها بسرعة الى حيث كان واقفا لتجده قد اختفى....و ها هو يقف امام ناظريها الان. لم تجد الوقت لتستوعب ما يحصل و هي ترى ذلك الجسد ينهال على غريمها المزعوم بالضربات بسرعة جنونية دون ان يترك له حتى الوقت ليطلق تاوهات الالم......تطاريت دماء من فمه نحو الارض....ليمسح فمه في لحظة لا يعرف كيف سرقها و هو يقول"من تكون ايها اللعين" ابتسم بمكر ليكشر عن انيابه و يقول بكلمات كالصقيع"اسوء كوابيسك ايها الخسيس" اصبحت نتيحة العراك العنيف ذاك جلية امام ناظريها و هي ترى ذلك الفتى المنحرف يجر ما بقي سليما من معالم جسده محاولا الفرار قبل ان يواجه نهاية ماساوية .....و هو يتوعد بتلك التهديدات اليائسة. وقف يشيعه بناظريه و قد وضع يديه في جيب بنطاله كان ما حدث للتو كان لا شيء بالنسبة له.....التحفت معالم وجهه الوسيم بابتسامة ثقة شقت باتقان على شفتيه المطبقتين.....قبل ان يفتحهما مخرجا تلك العبارات الساخرة"هه....حقا فار جبان" لم تتحرك تورا بعدها...فقط لم تبعد بصرها عن ذلك الشاب ذو الشعر الاحمر ,مرتديا بنطال اسود يبدو كالشبكة من كثرة الثقوب فيه ,قميص ازرق طبع عليه رسم جمجمة, سترته تلك تبدوا كمن تخبط في التراب للتو...و تلك القلادات و السلاسل تتدلى هنا و هناك, من عنقه ,و فوق بنطاله ,و جوانب سترته....اقل ما يمكن وصفه به انه منحرف تلذذ بحياة الحانات, او قادم من احدى الجماعات الشيطانية. ادار ذلك الشخص الغريب جسده بسرعة و قد بدى عليه انه تذكر شيء ما......ليطالع تلك الفتاة ترمقه بنظرات لم يستطع فك شيفرتها. بدت عليه امارات الاستغراب للحظات, سرعان ما تحولت الى شيء اخر و هو يقترب منها قائلا"هل انت بخير ايتها الجميلة" احتدت نظراتها اكثر و هي تستمع لكلماته...بدت في حالة غاضبة جدا....ربما اكثر مما كانت عليه و هي تواجه غريمها الضعيف....كيف لا و هذا "الاحمق" امامها حرمها من فرصة لتفريغ غضبها قدمت اليها على طبق من ذهب. صمتت للحظات قبل ان تطلق تنهيدة انزعاج شديد و تحرك قدميها بسرعة في محاولة لتفادي مشاحنة بات جليا لديها انها ستجمعها بذاك الغريب الواقف امامها. تفادت النظر في عينيه و هي تمر بجانبه كانها غير مهتمة بوجوده او عدمه....لتقرر اخيرا ان ترمي بكلماتها الاولى و الاخيرة اليه"نصيحة ايها الفارس النبيل.....في المرة القادمة عندما تريد مد يد العون لاحد تاكد انه طلب المساعدة اولا." حول ذلك الشاب انظاره من الامام اليهاو هو لا زال على وضعيته السابقة....ليتحرك اخيرا و يمد يده امامها مانعا اياها من التقدم. توسعت عيني تورا لفعله الغريب ذاك....لكنها تلافت ذلك عندما ابعدت يده معاودة التقدم و هي تقول بعبارات مفعمة بالسخرية"حسنا كان وقتا لطيفا معك....و الان وداعا" توقفت للحظات و هي تستمع لتلك الكلمات البارد كالصقيع منه"الى اين تظنين نفسك ذاهبة بهذه السرعة ايتها القطة المتشردة" ادارت راسها بسرعة نحوه وسط غضب شديد اكتنفها من كلماته تلك..لتقول بنبرة تعكس غيضها"بماذا نعتني ايها النذل المنحرف" لم تعلم أي معان خفية حملتها كلماتها لتجعله يطلق ضحكة هزت ارجاء المكان....ايعقل انه مجنون...احتمال وارد فتصرفاته هذه لا توحي الا بذلك. بدات امارات الانزعاج الشديد على محياها لتحاول قول شيء الا ان كلماته الباردة الجمتها"احيانا يا حلوة نعجب بجمال القطط....لدرجة ان ننسى ان لها ذيلا و شوارب" حسنا الان لم يعد بامكانها ان تتحمل اكثر, بسرعة تقدمت نحوه و هي تجحده بنظراتها الغاضبة ,لتقف على بعد نصف متر منه و تجاريه في بروده ذاك بكلمات اخرجتها من جوف اعماقها"ايها الفتى ايا كنت...اياك ان تحاول العبث معي ,فالتعامل معي كالذخيرة ,الغلطة الاولى... هي الاخيرة" بقيت تنظر اليه بابتسامة ماكرة ,حاكتها ابتسامة رسمها هو بدوره ليغمض عينيه و يقول "مؤسف ان تكون فتاة في مثل جمالك بهذه الوقاحة....,.. لا باس فكثير منكن اصبحن يتبعن هذا الاسلوب......,و لكن احزري ماذا...,..لقد صارت هذه الخدع بالية....لذا انصحك باتباع طريقة جديدة." دهشة اكتنفتها بالكامل تتخلها ملامح الاستغراب التي طبعت بوضوح على عينيها ,اصبحت براكين اعصابها على وشك ان تنشط الان بعد خمود امتد اعواما طويلة.,..حاولت ان تسيطر على اعصابها عندما حولت نظرها الى الجهة الاخرى و هي تعض على شفتيها...لتضع مقلتيها من جديد في عينيه و هي تقول"اساليب بالية اذن....اتقصد تلك الاساليب التي تقوم بها من هن من مثل فئتك الفاسدة و الرخيصة….,....اسمع, انا لا دري حتى لم اقوم معك بحديث كهذا....و لكن اعلم انني لست من تتحدث عنهن, فانا بكل بساطة فتاة اما هن فنفايات لا اكثر.,..و ان كنت ترجو شيئا من مساعدتك الصغيرة لي فلن تكون بذلك شيء اكثر من هذا النذل الذي هرب للتو.,.و الذي لو تركتني اتعامل معه لما كنت الان واقفة اتكلم مع اهوج مثلك لا اعرف اسمه حتى" لم تفارق تلك الابتسامة الغامضة شفتيه و هو يستمع لقصتها القصيرة....بينما هي انهت قصتها لتاخذ انفاسا متتالية من الهواء كمن كانت تركض للتو. ملامح غريبة رسمت على وجهه الاثنين و هما يقفان على بعد مسافة احتدت بنظرات تجدح غضبا و اعجابا...قبل ان يقرر اخيرا انهاء تلك اللحظات و هو يحرك قدميه متجاوزا اياها....,..ما ان وصل ناحيتها ختى اهتز كيانها لتلك الكلمات الباردة التي غزت مسمعها و هو ينطقها باستمتاع تام"رائع جدا.....طريقة جديدة لطلب اسمي....ليس سيئا من فتاة وقحة" تطايرت خصلات شعرها الكستنائي مع نسمات عبيره القوي ليتغطي معالم وجهها المصدوم كليا.....كيف لا و قد انقلب سحرها عليها....حاولت ان تستدرك الامر و تقول شيء ما الا ان تلك الكلمات اتت من وراءها مرة اخرى لتجعلها تطبق فمها بلا حيلة. _لا شكر على واجب ايتها البلهاء.....و في المرة القادمة لا تحاولي ان تؤدي دور الباردة صعبة المنال لانه لا يناسب الجميلات امثالك.....اما ان كنت تريدين اسمي فهو جاكي سيد الحانات" كلمات اخيرة سمعتها منه بنبرة مستفزة التفت على اثرها لتجده قد اختفى بين عتمة الليل الذي يغلف ذاك الزقاق الموحش, تاركا وراءه فقط نسمات عبيره تختلط بهواء استنشقته للتذوق منه طعم اثير ايقظ براكينها من جديد ,وهي تستمع الى صدى ذلك الاسم في اعماقها....اسم جعل ملامح تلك الجليدية تلتحف هذه المرة بشيء غريب عليها ,شيء جعلها تشق ابتسامة شاحبة ربما كانت الاولى لديها..و لكنها بالتاكيد لن تكون الاخيرة. ~*~ وانتهى ذلك اليوم الغريب بأن طوى صفحته على تلك اللحظآت المتشاحنة لتغلف بستارِ الليل غضبها الذي كان عنوان ساعاتها الماضية وتلتحف بالسكينة المنتضرة...املين ان تسافر احزان ابطالنا و الامهم مع برودة فصل الشتاء الراحل. ~*~ و هنا احبتي اضع نقطة النهاية لاحداث البارت الثالث من روايتي و تجربتي الاولى (.) شفتو النقطة اديش كبيرة يعني ظهرت للجميع ههه على العموم اعتذر على البارت القصير جدا و لكن خفت ان اطول الاحداث و اتاخر في التنزيل. كما انني لن استطيع الاستمرار في الكتابة في الاسبوع القادم\\\\اسبوع افلام الرعب و الاكشن(الاختبارات) و اذا لم احصل على Aفي جميع المواد بدون استثناء(رياضيات.فرنسية.انجليزية.عربية.جغرافيا.موسيقى.........) فسؤمنع منعا بثا من الاقتراب من اللاب توب او الاي باد او الفون <<<<<يعني السياسة الهتلرية الجديدة للعزيزة ماما. فقط شيء اريد ان اشير اليه اذا وجدتم خطا من ناحية السرد او الوصف او الكتابة او علامات الترقيم او......فتغاضو عنه لانني كتبت البارت بسرعة صاروخية.<<<<<يعني مو مسموح بالانتقادات لهاذا البارت اصلا هو منتقد نفسو بنفسو و الحين ننتقل للواجب المدرسي و بلييز اريد من الجميع ان يجيب لكي ارى نتائج جس النبض لان الردود السابقة لم تكن تشفي الغليل. _ما رايكم بالجزء الاول من البارت.....يعني تحدثوا عنه \نقاط القوة\نقاط الضعف.... _ما موقفكم مما فعلته ايميلي لتورا....و هل توقعتم ان يكون الضفدع سبب بكائها. _من هو المدعو جيمس يا ترى"....هل سيكون له دور في الاحداث القادمة. _بصراحة..بصراحة هل توقعتم ان يكون ريو هو من اصطدم باليسون" _و هل سيصدق حدس اليسون في اللقاء بريو مجددا.....اذا كان نعم فكيف سيكون ذلك\\\يعني توقعاتم للبارت الجاي" _و بالاخير ما رايكم بمشهد تورا و جاكي" استودعكم الله على امل اللقاء بكم قريبا. التعديل الأخير تم بواسطة عيون ساكورا ; 03-22-2014 الساعة 02:41 PM |
#65
| ||
| ||
احم افسحوا المجال الرد الاول وصل _ما رايكم بالجزء الاول من البارت.....يعني تحدثوا عنه \نقاط القوة\نقاط الضعف.... البارت كان بسرااحه رائع جداً ومذهل بكل ماتعني الكلمة وصفكِ للأحداث فيه كان جذاباً ومشوقاً لكن لو كبرتي الخط قليلاً سيصبح البارت أفضل _من هو المدعو جيمس يا ترى"....هل سيكون له دور في الاحداث القادمة. لا اعلم من هو ,, اظن ولكنني اظن ان له دور في الاحداث _بصراحة..بصراحة هل توقعتم ان يكون ريو هو من اصطدم باليسون" ههههه لا ابداً _و هل سيصدق حدس اليسون في اللقاء بريو مجددا.....اذا كان نعم فكيف سيكون ذلك\\\يعني توقعاتم للبارت الجاي" ربما سيصدق حدسها كالمره السابقة حب8 , _و بالاخير ما رايكم بمشهد تورا و جاكي" جميــل في النهاية شكراً لكِ عزيزتي لإرسالگ الدعوه لي ،،، واتمنى ان ترسلي لي الرابط القادم كذلك عزيزتي >\\<" |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
روايتي الثالثة الساسوساكويه •{ تحبني رغم هذا المرض}• | اريكاتا(عاشقة ساسوساكو) | قصص الانمي المُستَوحاة و المصوَّرة | 45 | 10-02-2015 07:23 PM |
نورو روايتي الاولي بقلمي:{حياتي الجديدة في مدرستي الجديدة}رومانسي,مدرسي,كوميدي | Twilight Sparkle | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 108 | 08-13-2014 12:46 AM |
روايتي الجديدة**حياتي الجديدة مليئة بال... | brave sakura | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 56 | 05-12-2013 04:48 PM |
مرحبا روايتي سبق طرحها لكن أحب أطرحها ثاني للي ما قرئوها روايتي الجديدة بين الحب و السراب | أيايكو | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 12 | 02-05-2013 12:29 AM |
"اللهم اجعله خير" على سلامة | أبو آدم | قصائد منقوله من هنا وهناك | 13 | 05-30-2008 04:20 PM |