عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > قصص الانمي المُستَوحاة و المصوَّرة

قصص الانمي المُستَوحاة و المصوَّرة لقصص الانمي المقتبسة و المصوره

Like Tree124Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #31  
قديم 02-15-2014, 02:22 PM
 
و الحين اجا وقت الفصل الجديد.
باحداثه الجديدة.
اتمنى لكم قراءة ممتعة و ان تحظو هنا بكثير من الاستمستاع و الاستمتاع فقط
  #32  
قديم 02-15-2014, 02:29 PM
 
الفصل الثاني>>

في مكان من شرق الولايات المتحدة ,نسرح اعيننا وسط الظلمة المخيمة,لنبصر فجاة نقطة صغيرة تسطع كما النجمة في الليلة الظلماء.يبهر اعيننا ذلك الوميض الاخاذ لنتبعه محاولين اكتشاف حقيقته,و في النهاية نجد بانه اضواء شامخات نيويورك المدينة التي لا تنام.
الناس تذهب و تاتي ,اصوات السيارات تعلو و تهبط و اضواؤها جعلت من نفسها غطاءا متلالا يغطي شوارع المدينة.في قاموس نيويورك لا مكان لكلمة الملل,العقل هناك غير قادر على فهم معنى الاكتاب او الحزن.لكن هناك من سيخرق هذه القاعدة......
اتجهت ابصار المارة اليها,تعلقت اعينهم بحركاتها,تلك الفتاة التي تمشي مشية المخمور,قدمها تسبق الاخرى و هما غير راصتين على مسار,عيناها الزبردجيتان انتفختا من البكاء,غشاء شفاف تربع على جفونها,بينما ذلك السائل الذي له نفس اللون ينهمر على خديها......تسير غير واعية بمن حولها و هي تصطدم بهذا و تعترض طريق ذاك.....
فقط صرخة جعلتها تخرج من كيان غيبوبتها عندما دوى صوت احدهم في اذنيها"انتبهي يا انسة..........."
¤عند هذا المشهد نقف مندهشين .....,و غير مستوعبين لعدة امور.... ,او علينا القول عدة حقائق.¤
و لكن ما رايكم ان نقلب ساعتنا الرملية قليلا ,او بالاحرى كثيرا …….,ونتامل تزحزح حبيباتها الذهبية التي تتلاعب كان الواحدة منها هاربة من الاخرى.وبين الفراغات التي تتوسطها يشع نور الحقيقة لنا لنرمقه…….و عندما تتراص و تهدا امواج رمالنا,ننجرف نحن الى الماضي الذي يحمل بين طياته الاجابات عن كل الاسئلة...
"الغاية تبرر الوسيلة.....جملة لطالما تردد صداها في اذني
لقد قدر لي ان انشا على حافة الهاوية
و بقيت حياتي باكملها احاول تجنب السقوط.
ملات الهموم كل لحظاتي,حتى تراكمت على قلبي و لم يعد لها مكان بين اضلاعي.
لذلك غلفته بغشاء من جليد يحبس داخله التعاسة المرة مدى الحياة.
و لكن اليس هذا ما اخترت ان اكونه.
لماذا اتذمر اذن."
_مااارتن ستمووووت اليوم.._
التفت ذلك الفتى الذي كان شاردا في النافذة بعد سماعه صوت زميله المدوي في ارجاء المنزل.اطلق تنهيدة بطيئة و هو يعلم ان صديقه المشاكس قد فعلها و نجح مرة اخرى في ازعاج اصدقاءه.
خرج من غرفته تجاه مصدر الصوت ليرى جاكي يسقط مارتن ارضا و هو ينهال عليه بالكدمات التي ياتي صوتها كطلقات المدافع ,بينما ذو الشعر الاخضر جون يحاول دون جدى اخراج المسكين من مخالب جاكي الذي اصبحت عيناه حمراوتين وقد ظهرت له اسنان الوحش تلك.
اسرع ريو بامساك من فقد اعصابه بينما ساعد جون الاخر على الوقوف ,ليقول البطل المنقذ بصرامة "ما الذي يجري هنا"
اسرع مارتن بالاختباء وراء ريو و قد اظهر وجه القطة البريئة و هو يقول"عزيزي ريو,الحمد لله انك رايت بعينيك.,ذلك المعتوه يريد قتلي,لماذا فانا لم افعل شيئا"
لم ينتبه ريو كثيرا الى كلام صديقه و هو يعلم بانه البادئ بلا ريب,نظر بملل الى مارتن و قال"ما الذي فعله هذه المرة"
كان مارتن قد بدا بتهدئة اعصابه عندما اجاب قائده "الاحمق وراءك هناك,ارتدى عمدا القميص الذي نهيته عن لمسه,ثم عاد و قد صب عليه كل انواع العصائر و الصلصات..........ايها الاهوج اللعين مع انك تعلم بانه لدي موعد الليلة,حقا ستكون نهايتك على يدي."»
خرج مارتن من وراء ريو بعدما استعاد ثقته بنفسه ليرد بانزعاج"اولا انا لم اصب عليه العصير بل هو من انصب عليه بنفسه,وانا لم افعل ذلك عمدا......,ثانيا البقع يمكن ازالتها ببعض الماء.......,وثالثا الموعد الذي تتحدث عنه غير مهم اطلاقا,انه مع ساقطة جديدة.هل انا محق"
بقي الجميع يرمق مارتن بنظرات الغضب و هو يقف وقفة الضحية و ليس المجرم.
ليقول ريو و هو مغمض عينيه بانزعاج"اهذه هي المشكلة السخيفة التي تخلقانها مجددا,يا لخيبة الامل كنت اتوقع على الاقل تقدما طفيفا......مارتن انت حقا اكبر كارثة حظيت بها في حياتي,الا يمكن ليوم واحد ان يمر دون مشاكلك"
نظر اليه المعني نظرات براءة ليجيب"صرت الان كارثة,حقا يا ريو معك حق......,و انا الذي ابذل الغالي و النفيس من اجل اسعادكم قليلا ,و اسهر الليالي كي اعزف لكم على الغيتار,صرت المخطئ الان اه.........."
التفت جاكي الى جون و هو يشير باصبعه الى مارتن الذي انهال عليه فجاة سيل من الاحاسيس و العواطف,ليقول"حقا لو خضع لتجربة اداء لحصل على دور البطولة"
ترك ريو الجميع متجها نحو الباب و هو يقول لجاكي دون اكثرات"اقض عليه فهو يستحق"
نظر مارتن الى ريو بصدمة ليجري بسرعة وراءه و يقول"ارجوك ريو,لا تتخلى عني يا قائدي العزيز"
بينما مارتن بدا بطقطقة اصابعة و هو ينظر بنظرات مملوءة بالشر نحو مارتن الذي بدا بالركض لتبدا بينهما ملاحقة توم و جيري المعتادة.
التفت ريو نحو جون و قد بدى عليه انه تذكر شيئا ليقول "اين ستان"
نظر اليه جون بعدما كانت نظراته المشفقة معلقة بالذي يتادب من طرف صديقه الان,ليجيب قائده",لقد خرج منذ قليل,ولم اشا ان اساله عن وجهته كي لا ينزعج.لكنه ترك لك المعلومات التي طلبت منه انجازها قبل خروجه....تفضل"
امسك ريو بالقرص الذي ناوله اياه جون ليلتفت نحو الباب من جديد و يقول"حسنا..,ساخرج انا ايضا...,حون هلا قمت بتغطية للمنطقة الساحلية فنحن لم نذهب هناك منذ زمن"
اوما جون ليقول بابتسامته المعهودة"علم ايها القائد"
خرج ذلك الفتى من منزله مرتديا تي-شرت ابيض اللون عليه كتابة سوداء و فوقه جاكيت رمادية تميل الى الخضرة مع سروال جينز باهت اللون.
وضع نظارته السوداء ليتجه نحو سيارته المكشوفة التي في مثل سوادها.
وقادها بسرعة تاركا رياح الصباح تتلاعب بخصلات شعره الناعمة.
جامعة كورنيل//11 صباحا
نرى تلك الفتاة تركض بسرعة بعدما ودعت من نعتبره صديقها,قطرات العرق اتخذت مسارا على جبينها و هي تسرق انفاسا سريعة من الهواء ,مركزة عينيها على بناية كبيرة امامها و صورة الاستاذ بملامح الوحش لا تفارق ذهنها.
كانت متاكدة بان اليوم سيكون عيده بعدما سمحت له مجددا باهانتها امام الطلاب. لطالما كرهت ان يوبخها و لكن ماذا تفعل هذا كان خطاها.
نرى قدميها توقفتا فجاة لتقول بنبرة مفعمة بالاصرار و التحدي"لن اذهب...اجل لن اذهب ,لن احضر اي محاضرة اليوم,و لن نرى ما سيفعله.ذلك الدب السمين ,انه لا يستحق لقب الستاذ..."
على الاقل كانت تعلم بانها سوف تفعل ذلك في النهاية ,فلطالما كانت هكذا,عنيدة لاقصى الحدود,و عنادها هذا لا يبقيها مستقرة على مسار,تبقى دائما متقلبة المزاج و براكينها لا تلبث ان تتحول الى جليد بمجرد ان تلامس و لو نسمات طفيفة..........و لكن ماذا لو كان هذا مكنون جاذبيتها.
قادت قدميها بعيدا, قادتهما لاي مكان بعيد عن اجواء الدراسة.
وقد نجحت بذلك عندما رات نفسها وسط حديقة واسعة بصوت شجي يسمع لها ,امتزج فحيح الاشجار مع خرير قطرات المياه المتلاعبة في الفضاء يغطيها لحن العصافير المغردة مثلها تغريدات الاطفال و هم يضحكون ليبدو الامر كان سنفونية لاحد كبار الموسيقيين تعزف هناك, و تلك الزهور بالوانها الدافئة الاحمر.الاصفر.الوردي....منتشرة بعفوية على حشائشها.
وسط الحديقة وضعت نافورة ماء على الطراز اليوناني, دائرية الشكل و تدفع الماء بطريقة سحرية اضافت رونقا على المكان.
لقد كانت تلك الحديقة العامة ,مكان احبه الزوار لذلك تجده مكتظا اغلب الاوقات.
اقتربت من احد الكراسي و اتخذت لنفسها مكانا عليه.
بقيت تجول بناظريها في المكان الى ان استقرت عيناها على مشهد الاطفال و هم يلعبون..لطالما اسرها كل شيء عفوي و بريء.لا تعلم لماذا و لكن لربما وجدت فيه شبيها لروحها التي اضطرت لتغليفها بوشاح البرودة.
اغمضت عينيها بارتياح لتاخذ انفاسا طويلة و تستنشق معها كل عبير يتشعب في هواء الحديقة.
فتحت عينيها فجاة لتمسك بهاتفها النقال و تضغط على عدة ازرار ,وضعت الهاتف قرب اذنيها و بقيت تنتظر الى ان جاءها ذلك الصوت الخافت"اليسون....اهذه انت"
ابتسمت لترد "اجل نوين كيف حالك"
ردت صديقتها التي يبدو في صوتها نبرة قلقة"بخير.....ماذا عنك لماذا لم تحضري اليوم."
اجابت المعنية و هي تسرح بعينيها مجددا في ارجاء المكان"هكذا...وصلت الى الجامعة لكني لم ارد الدخول لم اكن مستعدة لاهانة اخرى"
اومات ذات الشعر الاحمر و اجابت صديقتها" حسنا لا باس...اين انت الان"
_في الحديقة العامة"
طرفت نوين بعينيها لتقول "هذا جيد....استمتعي قليلا يا حبيبتي"
ابعدت اليسون بناظريها نحو الاعلى قائلة"اجل هذا رائع بالفعل...... هل معك ايميلي و تورا"
التفت نوين نحو تلك الفتاة ذات الملامح الغاضبة و هي تصرخ على صديقتها, بينما الثانية مشيحة بنظرها الى النافذة و هي لا تعطيها اهتماما.لتبتيم و تقول"اجل نحن لا زلنا في الجامعة و ارجح انه علي التدخل فورا قبل ان تنقض ايميلي على تورا و تخنقها"
اطلقت اليس ضحكة خفيفة لتقول بمرح"هيه نوين عندما تنتهي المحاضرات وافنينني الى مطعم العم بيتر كي نتناول الغذاء سويا"
اومات ذات الملامح البريئة بحماس و هي تقول "اجل بالتاكيد"
اجابت اليسون بابتسامة"حسنا اراكن هناك"
اقفلت الخط لتجول في ارجاء الحديقة من جديد و لكن هذه المرة بقدميها.
تنهدت بعمق لتغمض عينيها بارتياح......ليكسر الصمت الخفيف ذاك صوت رنين هاتفها الخلوي.
حملته من جديد بين اناملها.وابتسمت لما رات الرقم.بسرعة وضعته قرب اذنها لتبادر بالكلام" اهلا جيسي.....كيف حالك"
اخذت جيسيكا فترة قبل ان تجيب "بخير حبيبتي كيف حالك انت"
اجابت اليس بمرحها المعتاد "انا ايضا باروع حال"
ابتسمت جيسيكا لنبرة اليس و قالت "اذن هل تناولت فطورك هذا الصباح"
ابتلعت المعنية ريقها و هي تعلم بماذا سيكون رد فعل محدثتها لتقول"في الواقع........انا.."
طرفت جيسيكا بعينيها و قد بدات تستوعب الامر لتعيد سؤالها مجددا"اليسون سالتك ان كنت قد تناولت فطورك"
اغمضت اليسون عينيها لتعاود فتحهما بسرعة و تبدا باطلاق قنبلة العبارات مسترسلة واحدة تلو الاخرى"حسنا جيسيكا عندما ايقظتني هذا الصباح اردت الحصول فقط على دقائق نوم اضافية, ولكنك تعلمين و الكل يعلم انه ما ان اغمض عيني حتى ادخل في السبات, لذلك لم يوقظني الا اتصال من ايميلي و لكن عند الساعة العاشرة و النصف ,فما كان مني الا ان اركض ركضا دون فطور, لحسن الحظ التقيت بالفريد الذي اوصلني بالسيارة, و لكن عندما دخلت الجامعة فكرت انه مامن داع لدخولي المتاخر ان كان لن يجلب لنا سوى التوبيخات مجددا(اطرقت راسها لتغمض عينيها بقوة و تهمس بصعوبة ترجمت اثرها على نفسها)...ومن اجل ذلك كله لم اذهب الى الجامعة هذا اليوم"
اخذت عدة انفاس متتالية تدل على ارهاقها الشديد من فعل القنبلة التي اطلقتها للتو على صديقتها.
بقيت جيسيكا تنظر الى الامام بصمت وعلى وجهها علت نظرة ممزوجة بين الدهشة و الغضب و الاستياء لتنطق في الاخير و تقول"انت لم تفعلي ماذا يا انسة.........هل جننت تفوتين محاضرات يوم كامل....انت.....انت حقا.....اه لا اعلم ماذا اقول.....اسمعي اليسون ليكسر لن نتحدث الان فقط عندما تاتي امك ستشرحين لها ما حدث فانا لم اعد قادرة على الاستيعاب"
توقفت اليسون عن السير عندما سمعت الجملة الاخيرة ,وقفت بجمود و قد بدات ملامح وجهها تكفهر ,فقط عندما سمعت تلك الجملة ,او بالاحرى تلك الكلمة "امك",وما الكلمة المقترنة بها"تاتي".
فتحت شفتيها ببطئ لتتحركا ببرود و يخرج من بين لونهما الوردي ذلك الصوت "هل وصلت...."
استغربت جيسيكا من تغير نبرتها في الكلام لتجيبها"اجل.....اعني ليس.....لقد وصلت لكني لم اقابلها بعد ; ذهبت مباشرة مع احد اصدقاء عملها ;و انوي اللحلق بها الى هناك كي نعود سوية "
التفتت اليس الى يمينها لتقترب من السور المطل على الشارع العام و تتكئ عليه مجيبة صديقتها "و اذا.....افترض ان علي تناول العشاء معكما"
ادارت ذات الشعر البني راسها الى الجهة الاخرى لتقول بهدوء يخفي ارتباكها "اليسون ان لم تريدي المجيء ف....."
_لا باس ساتي"
اتاها ردها السريع و الغير متوقع .كيف لها ان تجاريها بهذه السهولة لطالما كان العناد ميزتها .
استغرقت جيسيكا بضع دقائق قبل ان تحيبها"ستقدر لك ذلك بالفعل"
رفعت المعنية راسها بسخرية لتعقب"اجل بالطبع.....مثلما قدرته دوما"
ارادت جيسيكا الرد لولا ان اتاها صوت اليس مقاطعة اياها"حسنا جيسيكا علي ان اقفل الان....و لا تنسي ان تطبخي حساء السمك على العشاء.حسنا"
طرفت جيسيكا بعينيها مستغربة .هذه الفتاة لا تكف عن تحييرها.كيف لها ان تغير مشاعرها بهذه السهولة.
تنهدت بخفة لتجيبها"لك ذلك عزيزتي و لا تتاخري في العودة"
اغلقت تلك الفتاة هاتفها و لم تمنع نفسها من النظر اليه مطولا.نظرات اشتبكت فيها معاني الحقد و الكره مع الشفقة و السخرية......شيء ما هز جبروت فؤادها الذي اوصد باقفال حديدية, شيء ما جعلها تستعيد نفس المشاعر التي انتابتها منذ فترة طويلة ....و لكن لماذا.....الم تعاهد نفسها على النسيان.....الم تر فيه سبيلا لبناء حياة جديدة.....لماذا يراودها الم الماضي......لماذا الان......
كل هذه الافكار جالت داخل ذلك الراس الاشقر.كل هذه الاسئلة عادت لتشويش ذهنها…..ولكن لا....ما كانت لتسمح بذلك ابدا......بسرعة ظهر صف اسنانها الؤلؤية بعدما توسعت شفتيها و اخذت نفسا عميقا و هي تجذب بيديها الى الخلف لتطلق تنهيدة ارتياح و تواصل طريقها و هي تثب كما الطفلة داخل الحقل, تثب سامحة للناس برمقها بنظرات الاستغراب, تثب مبتعدة عن كل ما قد يحزنها, و مع كل وثبة تحس بانها تدوس على قطرة من بحر الامها, كي تذوب الى الابد.......
بعيدا عن سعادة تلك الفتاة
نسافر باعين كلماتنا الى اجواء المحيط حيث ذلك التمثال البهي, رمز المدينة التي لا تنام.
نلمح ذلك الفتى واقفا على تاج تلك المراة التي لا تزال خالدة و متزينة بابهى حلة....و حاملة رمز الحرية في يدها.
واضعا يديه في جيبه, محدقا بعينيه في الافق ,و لونهما الداكن يمتزج بزرقة المحيط ليعطي تلالا خلابا, تاتي رياح البحر لتلامس خصلات شعره اللامع و تداعبها بكل انسيابية.
ملامحه الباردة تخفي وراءها براكين من العواطف المهتاجة, عواطف كانت لتقود روحه نحو افاق واسعة ,كانت لترسم له خطوطا يسير عليها في دربه.كل شيء كان ليكون افضل مما هو عليه الان, كل شيء كان ليكون مرسوما بالوان قوس المطر.لكن تلك العواطف الجمت.....الجمت بقيود حديدية لا يسمع لها صوت ,الجمت كالفراشة داخل الزجاجة.
ذلك الفتى ذو الست سنوات لم يعد له وجود.........
صوت رنين خفيف ازعج جو الهدوء ذاك, تزحزح ذلك الفتى اخيرا ليخرج هاتفه من جيب بنطاله و يجعل عينيه تعانقان الشاشة, قرب الهاتف من اذنه ليقول ببرود بعدما استمع لمخاطبه "........هل انت واثق......حسنا ....اذن فلنحرك الجندي خطوتين للامام"
انزل الهاتف من اذنه اليسرى لتغطي خصلات شعره تلك العينين اللتين ملئتا بشتى انواع الغموض.
ظهر شق من زاوية فمه و هو يعصر بيده على هاتفه ليقول بصوت خافت"اتحرق شوقا لنزالنا القادم يا جيمس"
اصوات صاخبة تتعالى وسط ذلك الشارع المكتظ بسكانه
هناك من يركض بين الازقة كي لا يتاخر عن دوامه
ام تمسك يد صغيرها و تسرع به ناحية حافلة المدرسة
رجلان اتخذى زاوية الرصيف ملتقى للحديث
رجل يدخن سيجارته بصمت.....
لكل همه في هذه الحياة
و لكل مخططات تنسج داخل مصنع عقله الصغير من اجل الغد.
ننتقل الى داخل ذلك المطعم الشعبي...... مكان بسيط باثاته ,مطبخ منفتح على الفضاء, ملصقات غلفت الجدران و ضجيج اناس غاضبين من تاخير وجباتهم يتعالى.
هناك في زاوية مطلة على الشارع العام.....حيث جلست اربع فتيات يتحدثن بحرية.
اطباق مختلفة موضوعة امامهن..واجسادهن لا تكف عن الحركة منسابة بفعل الضحك و القهقهات التي جعلت الانظار تتجه اليهن....
_هههههههه بعد ذلك ارتمى على الارض امامي و دخل في حالة هستيرية ثم بدا بالصراخ"ارجووكي حبيبتي انت حياتي كلها..كيف ساعيش من دونك."
اتخذت انظارهن من تلك المشاكسة مستقرا وهي تروي لهن حكاية اخرى من حكايات مسلسلها الغرامي.
وضعت ذات الشعر الاشقر كوب العصير بعدما ارتشفت منه قليلا لتقول"اذن انفصلت عنه في النهاية.لقد قلت لك بانك لن تكملي اسيوعا واحدا معه"
كتفت المعنية يديها لترد بنبرة مشاكسة"في الواقع لقد بقيت معه ستة ايام و نصف لذلك اراها نتيجة ممتازة"
اشتركت الصهباء في الحديث لتقول بدورها بنبرة خجولة"اذا اردت الحقيقة لقد كان لطيف جدا و كان لبقا في الكلام ايضا"
التفتت ايميلي الى محدثتها بسرعة لترد بغضب"حقا وما ذنبي انا ان كان حبيب امه ذاك لا يستطيع اخراج جملة مفيدة واحدة دون ان يتلعثم و يرتبك....حتى انه لم يكن يرفع ناظريه عن الارض و كان شيئا ما سقط منه..........اوف كم اكره الرجل الخجول"
نظرت اليها اليسون بمكر لتقول مقلدة نبرة ايميلي"و اذا اين ذهب عبارات....انه اوسم فتى في الجامعة.....لا بد انه خريج كلية اللباقة كي يتحدث بهذه الطريقة......هل رايتن انعم من شعره الكحلي...."
ادارت ايميلي راسها للجهة الاخرى لترد بنبرة قوية مخفية ارتباكها"و ان يكن لقد اعجبني في البداية.وغيرت رايي الان....هل من مشكلة"
بقيت الفتاتان تنظران اليها لتتدارك الموقف و تقول بانزعاج"حسنا...حسنا...لقد انفصلت عنه الان ...هلا نسينا امره و غيرنا الموضوع"
ابتسمت نوين لتعود لاكمال طعامها ,بينما اليسون حولت نظرها الى ذات الشعر الكستنائي بجانبها.وهي تضع سماعات في اذنها وغارقة في بحر ان لم يكن محيط افكارها.
قربت اليسون وجهها من صديقتها واخذت وضعية كانها تريد الاستماع لما يجول في خاطرها.لتنتبه الثانية اليها و ترمقها بنظرات البرود المعتادة.
اطلقت اليسون ضحكة خفيفة محاولة تلافي الموقف لتقول بخفة"تورا....لماذا لا تشاركيننا الحديث"
انتبهت اليهن ايميلي التي كانت تلعب بهاتفها النقال لتعقب بسخرية"بالله عليك ايسون.تتحدثين و كانك لا تعرفين طباعها.و هل تتوقعين ان تتواضع اميرة الجليد و تنزل عن عرشها للتحدث معنا"
رمقتها المعنية بنظرة جامدة خالية من كل معاني التعبير.لتعيد انظارها نحو اليسون و تجيبها"لا شيء.....فقط لست مهتمة بما تتحدثن عنه"
رفعت ايميلي راسها نحوها بقوة لتقول بغضب"ماذا ...اتقولين بانك غير مهتمة باحاديثي"
ردت تورا دون ان ترفع راسها"تماما"
كانت ايميلي على وشك ان تبدا بمشاحنة دامية مع صديقتها العدوة مرة اخرى .لولا ان قاطعتها اليسون بقولها"يا فتيات.....انا......انا اريد التحدث معكن..."
طرفت ايميلي بعينيها و وجهتها نحو تلك الفتاة التي اطرقت راسها.و كذلك فعلت الصهباء و تورا .وان كانت ملامح الاخيرة لا تدل على اهتمام كبير.
اشاحت اليس راسها عن صديقاتها لتقول بنبرة خافتة"لقد كنت احاول تلافي الحديث عن الموضوع و لكنني......و لكنني خائفة جدا من مباراة الغد..."
تاملت نوين وجه تلك الفتاة ذات الملامح الجدية لتقول باندهاش"ما الذي تعنينه حبيبتي"
اعادت اليس نظرها نحو صديقتها بطريقة غريبة لتكمل حديثها و قد بدت عليها امارات الارتباك"اعني انني خائفة من الا افوز.....غدا اهم يوم في حياتي......لقد بذلت مجهودا كبيرا و لا اريده ان يضيع........ماذا....ماذا ان تغلب علي......."
اطرقت اليس راسها بعدما صبحت تتلعثم في الكلام و لم يعد بمقدورها ان تكمل.
اغمضت تورا عينيها لتظهر ابتسامة من زاوية فمها.بينما بقيت الفتاتان تطالعان خيوط الحزن الذي ابت ان تخفيها عيون الشقراء امامهما.خيوط شفافة رسمت على خديها باتقان ليتلالا معها المها الدفين.
_ستفوزين..."
رفعت راسها بسرعة نحو ايميلي التي قالت كلمتها بهدوء تام و قد اراحت وجهها على كفها.....
لتمسك الشقراء بحافة المنضدة و تقول بصوت مجروح"و لكن انا لا اعلم......."
امسكت ذات الشعر الاحمر يد صديقتها لتنظر اليها الاخيرة.وقالت"حبيبتي.....اخبريني...من هي افضل لاعبة كاراتيه في البلاد"
قالت جملتها تلك ببطئ شديد, و كانها تريد افهامها لفتاة في الثالثة من عمرها.
نظرت الى ملامح نوين لتقول بانزعاج"ارجوك نوين....انا اقول لك بانني خائفة جدا و انت تلعبين معي هكذا.....انني اتحدث بجدية"
زفرت ايميلي بحدة لتقول"و هذا ما نفعله الان......نكلمك بكل جدية حين نقول....بان اليسون ليكسر هي افضل لا عبة كاراتيه في امريكا كلها.....لذلك بالتاكيد هي من سيحصل على الكاس و لا احد غيرها"
بقيت اليسون تطالع صديقتيها بنظرات استغراب و هي تحول نظراتها بين نوين و ذات الشعر البني .
لتتكلم هذه الخيرة و تقول بغموض"لا تقلقي....غدا سنرى ابتسامتك البريئة التي ستمحو كل هذه الاوهام و انت حاملة الكاس بين يديك
فلا تجعلي الوهم عنوان حياتك.....و فكري في كل صعب على انه خطوة تحثك كي تنضجي"
عمقت تلك الفتاة نظرها في شفاه ايميلي و هي تخرج تلك الكلمات التي جعلت حماسها يعود الى اوجه....لكنها في نفس الوقت اطلقت تلك الذكريات من جديد..... اللحظات العصيبة التي امضتها في الاستعداد و التدريب....الدروس القاسية التي تلقتها .....و وجوه الناس الذين تغلبت عليهم طوال السنوات الماضية...اطلقتها لتفتح قيود حماسها.....,لتعيد نسج معاني اصرارها......لتعطيها شعورا جديدا بالامل انبثقت عنه تلك الابتسامة الغريبة التي ارتسمت بوضوح على شفاهها.
انسدلت خصلات شعرها لتغطي عينيها فتبدو تلك الظلال الغريبة التي اخفت ما قد يبديه وجهها من تعبير.لتنتفض من مكانها بسرعة نحو الباب قائلة بصوت عال بعض الشيء"شكرا لك ايمي......ساعمل بنصيحتك"
بقيت تلك الفتاة تطالع الباب المفتوح جزئيا بابتسامة لطيفة بعدما نجحت في اداء مهمتها السهلة.
لتشاركها تورا نظرات بطرف عينها قائلة بسخرية"هه .....بهذه السهولة"
التفت نوين نحو التي تجلس امامها لتقول بهدوء"لقد اعطتها ما كانت بحاجة اليه دون وعيها.يبدو فقط انها قد اعادت توقيد نيران حماس........
يا الاهي ما هذا الجماال !!
قطعت الفتاة كلامها لتلتفت بسرعة هي و صديقتها للتي تجلس بجانبهما لترياها تنظر الى شاب جلس قبالتهن و قد تحولت عينيها للقلوب.
كانت على وشك ان تبدا بنسج واحدة من خطط صيدها كما تسميها هي.ولكن ما ان خطت نحوه حتى امسكتها تورا بغضب لتضرب المشاكسة على راسها و تلك العينان مغمضتان بحدة قائلة"ايتها اللعينة دعي خططك الجهنمية بعيدا عنا و لو ليوم واحد و فكري بهموم صديقتك"
امسكت ايميلي راسها قائلة بصوت متالم"سحقا لك لو بقيتي تضربينني على راسي بهذه القوة سافقد ذاكرتي على يدك"
تركتها الاخيرة قائلة بملل"ويا ليته يفيد فراسك اقسى من درع حديدي"
خطوات ثابتة كسرت انين الصمت...........تحتك بتلك الصخور الزلقة.
بسطوحها الخشنة كانها بقايا حطام.
نرى تلك القدمين المتزنة تسير بانتظام لتعزف مع هدوء المكان الحانا باردة, غلفتها برودة لطيفة من نسيم الربيع.
وقف ذو الشعر الاخضر امام مياه المحيط.
عيناه تسرحان في الافق لتعانق حمرة السماء صفاء مقلتيه.
امسك بقرص في يديه و بين الفينة و الاخرى يتنهد بعمق يعكس الالم الذي بداخله.
يلقي ناظريه بين لحظة و لحظة على ما يحمله في يده ليرفعها في النهاية و يضع القرص في جيب بنطاله الخلفي مخرجا مكانه ذلك الجهاز الصغير.
صغط على عدة ازرار ليرفعه الى اذنه منتظرا الجواب.......
_......ماذا جون"
اطرق راسه قائلا بهمسات خفيفة"ريو لقد قمت بالتغطية. ووجدت شيئا ربما قد تود الاطلاع عليه............حسنا اراك هناك"
>>
غير بعيد عن هذا المكان.........نقترب اكثر الى ضفة الشاطئ
حيث عزفت الحان الطبيعة تلك الموسيقى الهادئة.......
وقفت تلك الفتاة مغمضة عينيها لتاخذ شهيقا حمل معه عبير البحر المالح.
امواج تتلاطم مع تلك الصخور الكبيرة
طائر النورس يطلق صوته في السماء
و نسمات المحيط تهب بلطف شديد
ابتسمت دون وعي منها و هي تستذكر اخر لحظات لها مع صديقاتها في المطعم لتفتح عينيها و تشهد على منظر الغروب الجميل......منظر لم تفوته و لو ليوم واحد.
اتت تلك الرياح لتلاعب خصلات شعرها الشقراء و تاخذها بعيدا كانها تريد سرقتها, وتكمل مسيرها بين ثنايا هواء الساحل ...........لتصل الى حيث وقف هو بملامحه الواجمة.
هزت ثيابه بحركة جعلته يستشعر برودة المكان.
ليحول ناظريه الى حيث وقفت و قد علم ان احدا ما يشاركه لحظات البؤس تلك
ابصرها تقف بمحاذاة الشاطئ, مغمضة عينيها و جسدها يعلو و يهبط بانسيابية.
اطلقت يديها و سرحتهما في الهواء لتبدو كانها قد غارت من طائر النورس و ارادت ان تسبح معه بين امواج الرياح.
ليرسم هو تلك الابتسامة على شفتيه و قد راقته عفويتها البريئة.
اعاد انظاره تجاه البحر ......واغمض عينيه ايضا ليستشعر بدل الحزن حميمية المكان.
صوت النورس فقط يكسر ذلك الصمت الرهيب و بين الفينة و الخرى تشاركه امواج المحيط عندما ترتطم بالصخور.
اعاد ذلك الفتى اظهار مقلتيه من جديد ليمررهما في الهواء ناحية من كانت تقف بجابه منذ لحظات........ ليجدها قد اختفت.
استدار باحثا عنها بانظاره بين كتبان الرمل المتموجة .......ليتنهد في النهاية بعدما ايقن انها قد انهت تلك اللخظات قبله و غادرت.
القى عينيه في نظرة اخيرة على المكان لينسحب بدوره تاركا الرمال الذهبية ترسم خطواته و هو يبتعد عن مكان الهدوء ذاك........
نيويورك //التاسعة مساء>>>
صوت تلك الاقدام ياتي من بعيد........نحن وسط ذلك الحي الراقي الذي يلفه الهدوء.
في مثل هذه الاوقات نادرا ما تجرؤ سيارة على شفاء انين الصمت المحيط.
اسرعت تلك الفتاة بخطاها لتزداد حدة وقعها.........تنظر الى الامام ببرود ,واضعة يديها في جيب بنطالها البني,وسترتها تتمايل عندما تهب تلك النسمات.
بعد مدة نراها تقف امام ذلك المنزل الكبير ,لتخرج مفاتيحها و تفتح الباب بعدما سمعت تلك الطرطقة.
وجهت نظراتها الى داخل المنزل عبر شق الباب المفتوح جزئيا,لتغمض عينيها بحدة و تتنهد بعمق.
فتحت عينيها ,و حركت قدميها نحو الداخل بعدما لبست في وجهها ملامح الوجوم تلك...
>>
وقفت في القاعة الرئيسية الخالية المكتنفة بالهدوء لتلقي على المكان نظرات استغراب.
لفت بعينيها في الارجاء كانها تبحث عن شيء ما,او بالاحرى شخص ما.........شخص من الواضح انه غير موجود.
اوقفت مقلتيها عن الحراك,لتوجههما نحو الاسفل,و تعصر شفتيها بغضب بعدما علمت بان من تخشى لقاءها قد فعلتها مرة اخرى و خذلتها.
فهاهي لم تحضر مرة اخرى............هاهي لم تهتم لامرها مرة اخرى
و مرة اخرى لم تات لزيارتها او الاطمئنان عليها.
و لكن لماذا تنزعج
هي اصلا لم تكن تريدها ان تحضر
هي لم ترد رؤية وجهها
هي لم تشتق اليها حتى....
_اليسون هل عدت "
التفتت حالما طرق سمعها همسات صديقتها التي ترتدي ملابس النوم واقفة في مدخل الغرفة,لتطرف بعينيها و تقول بهدوء"اجل.........لم اتاخر اليس كذلك"
نظرت اليها جيسيكا محاولة ترجمة كلماتها الاخيرة و ان كانت قد عرفت بانها تستهزء من عدم حضور امها.لتفتح شفتيها محاولة الاجابة"اليس,لقد كانت تريد المجيء لولا ان اتاها......
_لا باس......."
قطعت جيسيكا عباراتها بعدما قالت اليسون جملتها الاخيرة.لتنظر اليها باستغراب.
توجهت اليس نحو الباب حيث تقف محدثتها لتضع يدها على كتفها و تقول ببرود"لا تحاولي تبرير ما فعلته يا جيسي....لقد تخلفت عن الحضور,هذا صحيح..........و ربما لم يخطر في بالها ان تاتي حتى.............و لكن اتعلمين ماذا"
بقيت جيسيكا تطالعها بتلك النظرة و كانها تحثها على الاكمال.
لترفع ذات الشعر الاشقر نظرها نحوها و قد رسمت على شفتيها تلك الابتسامة الغريبة و تقول بطريقة اغرب"ذلك لم يعد يهمني على الاطلاق"
قالت جملتها تلك ببطئ شديد و بصوت خافت جعل ذات الشعر البني تركز نظرها في مقلتيها الزبردجيتين لتبصر كل معاني الالم المحتجز داخلهما.....الم ابى التزحزح عن مكانه.......ابى ان يتم اطلاق سراحه.......و لم يشا الا ان يبقى حبيسا وراء تلك الابتسامة الصفراء.
انزلت اليسون كفها عن كتف صديقتها لتتركها قائلة بصوت عال قليلا"تصبحين على خير جيسي..........و لا تنسي ان توقظيني غدا باكرا"
داعبت اشعة الشمس بشرتها النقية,لتمتد بتمرد الى عينيها التي اسدلت ستارها بنعومة,
ابتسامة ناعمة تزين شفتيها الوردية,صدرها يعلو و يهبط وفق ايقاع تنفس عميق يدل على غرقها في احلامها الوردية.
طرقت الاشعة الذهبية ابواب جفونها لتفتحها بانزعاج و ملامح الكسل تعلو محياها.
مررت نظرها بين ارجاء المكان لتقف عند الساعة الحائطية و هي تشير الى الثامنة و الربع.
طرفت بعينيها بسرعة و هي تعي على تاخرها الكبير في الاستيقاظ من النوم.
للتنتفظ بسرعة و تقول"ماذا........اه مرة اخررررررى"
كانت قدميها على وشك ان تحطم الارض التي تسير عليها و هي تطرق بخطواتها الغاضبة
توجهت مباشرة الى الطابق السفلي حيث اقتحمت غرفة هناك و هي تقول بصوت عال"الم اقل لك ان توقظيني باكرا.......لقد كدت ان اتاخر عن المباراة......"
الجمت كلماتها بعدما وعت بانها لا تكلم الا جدران تلك الغرفة السكرية اللون.
اثاثها المنظم و هدوءها لا يدل على اثر لكائن بشري.
علت وجهها ملامح الاستغراب تلك لتهمس بهدوء"غريب.....الم تكن هنا البارحة.......اين ذهبت يا ترى"
وقفت تتمعن بالناس المتفرقين على المقاعد حولها,منهم من ياكل وجبة خفيفة ,و منهم من يستمتع بتبادل اطراف الحديث مع عائلته,
و البعض الاخر يحاول امضاء الوقت باللعب بهاتفه...
رفعت انظارها اكثر حيث وجدت تلك القمرة المنعزلة ,يحيط بها اناس اتخذت الرسمية عنوان ملابسهم,هناك حيث جلس من سيعطيها الجائزة,حيث جلس رئيس البلاد محفوفا باتباعه و حاشيته.
تمعنت النظر اكثر لترى تلك الكاس التي اخذت من الشمس الذهبية لونها الغني, موضوعة بعناية فوق تلك الطاولة قرب منضدة الرئيس.
ركزت نظرها عليها و هي تعلم بان ذلك هو حلمها السامي الذي بذلت الغالي و النفيس من اجل تحقيقه.ذلك هو الشيء الذي تشوقت اناملها للمسه ,و طال شوقها الى اليوم .
اليوم لم يعد هناك مجال للخسارة ,يجب ان تفعلها,يجب ان تحصل على الكاس,و يجب ان تحقق حلمها....
تنهدت بحسرة لتسمع ذلك الصوت الرخيم"فليتجهز المقاتلان.........ستبدا المباراة بعد قليل.....
ملات تلك الفتاة عينيها بالعزم و هي تطالع الواقف امامها,بملامحه الاسيوية الرتيبة,و هو يبادلها نظرات الجمود تلك.....
لتهمس في ذهنها بتلك الكلمات قائلة"حسن يا اليس......لم يبق عليك سوى الاطاحة بهذا......هذا لن يكون صعبا عليك ,و بعد ذلك(وسعت ابتسامتها وهي تقول" و بعد ذلك سيزين اسمك بلقب افضل لاعبة في البلاد"
اغمضت عينيها لتكمل"لا باس........فلنفعلها اذن"
لتفتحهما و قد توقدت مقلتيها من جديد بشتى معاني الحماس,و تنطلق بعد سماعها صوت صافرة الحكم..
الساعة العاشرة و النصف صباحا//نيويورك
صوت تلك السيارة ياتي من بعيد,وسط ذلك الشارع المكتظ بالبنايات.
سائقها غلف نفسه بالسواد,سروال كحلي مع سترة من الجلد في مثل سواده فتح ازرارها العليا ليظهر قميصه الرمادي.
يضع نظارة داكنة اللون حجبت عنا مقلتيه.
ضغط بقوة اكبر على دواسته لتزيد سرعة السيارة و تنطلق في سباق مع الرياح.
بعد مدة نرى تلك السيارة واقفة امام مبنى ضخم.
نصعد باعيننا ليظهر لنا من وراء النافذة سائقها جالسا وراء حاسوب كبير.
اصابعه تتحرك بمهارة فوق لوحة التحكم و عيناه تتراقصان على الشاشة عندما تنساب تلك الملفات كالامطار عليها.
ليتوقف للحظات و يسحب ذلك القرص الذي حوى كل ما يريده.
ما هي الا ثوان قليلة حتى انطلق ذلك الصوت المدوي في ارجاء البناية يعرب عن تواجد خطر.
التفت سائقنا بسرعة بعدما علم بفضح امره,لكنه تدارك الامر بسرعة قبل ا ن ياتي اولائك الرجال ببدلاتهم الرسمية.
_هل هناك تسلل في النظام"
_هيا اسرعوا الى غرفة التحكم"
_اين العميل كريس"
بقيت تلك العبارات تطرق اذنيه و هو مختبئ خلف باب الغرفة ليلمح دخول ثلاتة رجال مسلحين.
بسرعة باغتهم لينقض على احدهم و يطرح ارضا.
اخرج مسدسه لتستقر رصاصتين منه في لمح البصر في راسي الاخرين.
توقف للحظات بعدما سمع وقع اقدام كثيرة تتقدم نحوه بسرعة ليرفع ناظريه الى فتحة التهوية وقد راى فيها ملاذه الوحيد.
نراه بعد لحظات يركض فوق سطح البناية......اخذ بضع ثوان بان اطل الى الاسفل ليرى مجموعة اشخاص مسلحين ينسابون من الباب الخارجي.
اظهر ابتسامة ثقة بعدما علم بانهم يريدون اللعب معه قليلا,ليقرر مجاراتهم في لعبتهم عندما قفز من ذلك السطح بحركة رشيقة و جرى امامهم بسرعة الريح تاركا تلك المنظمة في فوضى عارمة بعدما تعرضت بياناتها للاختراق.
صنعت خطواتها ايقاعا موسيقيا جميلا كسر صمت ذلك الممر المظلم.
تتحرك قدماها بخطوات غير ثابتة و هي تثب تارة و تقفز تارة اخرى.
و خصلات شعرها الاشقر تتراقص مع كل وثبة.
ابتسامة عريضة زينت وجهها عندما رقصت مقلتيها بين جفونها.
لو توقف وقع اقدامها لاستطاعنا سماع دقات قلبها المغمور بالفرح.
دقات اجتمعت فيها كل معاني السعادة.
احست بان فؤادها يريد التحرر من بين اضلاعها و هي تمعن النظر في ذلك الشيء الذهبي بين ذراعيها.
ذلك الشيء الذي اشتملت كل احلامها على فكرة امتلاكه.
ذلك الشيء الذي ابصرت ضياءه يمتزج مع الوان كل لوحة غروب شهدتها.
ذلك الشيء الذي يعبر عن ذاتها.
الذي يعكس المعنى الحقيقي لمثابرتها.
الذي يمثل بجدارة كل معاني اصرارها و عزيمتها.
ذلك الشيء ان كان له معنى,فعنوانه بالعزيمة نصل.
اخذت بضع لحظات لتتوقف و تمعن النظر في الكاس الذي تحمله و هي تتذكر لحظات تتويجها ,و تلك اللحظة بالذات عندما نطق رئيس الولايات المتحدة كلها و قال"يشرفني ان اتوج اليسون ليكسر كافضل لاعبة كاراتيه في الولايات المتحدة الامريكية...ان امثالها سيظلون مصدر فخر لبلادنا العزيزة"
ضمت الكاس الى صدرها بقوة و هي مغمضة عينيها بسعادة لتلتف حول نفسها من الفرح و تقول بصوت صادق خرج من اعماقها"و اخيييرا فعلتها......لقد كنت اعرف بانني قادرة على الفوز........ياي كم انا رائعة"
تعالت قهقهاتها ليدوي صدى صوتها داخل الممر الضيق.
تداركت نفسها قليلا لتبتسم بخفة و تكمل سيرها الى المخرج و تلك الافكار لا تكف عن التجول في ذهنها.
بدات تتخيل تلك اللحظات عندما ستخبر صديقاتها,عندما سيشاركنها فرحتها,وعندما سيحتفلن سويا.بدات تفكر في اي فستان سترتديه للحفلة,و من ستدعو يا ترى,اي طعام ستحضر جيسيكا.......
غير بعيد عن هذا المكان..........ننتقل باعيننا قليلا.
لنرى ذلك الشاب يركض بسرعة الريح بين الازقة الضيقة.
صدره يعلو و يهبط بسرعة ليعرب عن انهاكه من الركض المتواصل من خارج تلك البناية الى هذا المكان على مسافة خمسة اميال.
التفت الى الخلف و اولائك الرجال المسلحون لا زالوا يلاحقونه دون تعب ليرجع نظره الى الامام و يعض على شفتيه هامسا بغضب"تبا.......الا يتعبون ابدا"
تحولت ملامح وجهه لتكتسيها جدية اكبر و قد زاد من سرعة قدميه اللتان بداتا تسابقان الريح.
لم يعد مهمتما باي شيء امامه.
كل ما يهمه الان هو الهرب من تلك الورطة التي اوقع نفسه فيها.
لم يهتم للطفل الصغير الذي اوقعه ارضا.
لم يهتم للسيارة التي كادت تصدمه و هو يقطع الشارع دون توقف.
لم ينتبه للافتتة التي كتبت نهاية عمرها على يديه.
و ايضا........
لم ينتبه لتلك الشقراء التي خرجت للتو الى النور من ذلك الممر المظلم حاملة كنزها بين يديها.
كانت اليس لا زالت على سعادتها الغامرة قبل ان تغمض عينيها بسرعة على وقع ذلك الاصطدام.........تمايل جسدها النحيف بعدما كاد ذلك الكيان القوي على وشك تحطيمه..........لم تعد تسمع او ترى اي شيء........صارت تتخبط بين جدران الوعي و الا وعي.........اي خمر اثمل جسدها عن الحراك بمفعوله القوي........اي سحر حمل جبروتا اجبر قدميها على الانصياع فخذلتا جسدها.
صدمة اكتنفتها بالكامل و هي تصطدم بالارض و تتاوه على وقع ذلك الاصطدام.............فتحت عينيها ببطئ لتجد نفسها مطروحة ارضا.........لم تفهم ما الذي جرى لها.........و لم تع بان احدا اصطدم بها........فبسرعة انتفضت لتبحث عن كنزها عندما لم تجده بين يديها......جالت بناظريها في ارجاء المكان بسرعة و توتر...........لتقف عاجزة عن الحراك عندما وجدته.......عندما وجدته محطما بالكامل امام ناظريها......
.توسعت عينيها لذلك المشهد .
ارتجفت شفتاها و هي تحاول تذكر ما جرى,
رجع ذلك الشريط امام عينيها ........عندما التفتت لترى شخصا ما يجري تجاهها بسرعة,راته يصدم بها و يوقعها ارضا لتنزلق الكاس من يديها,بينما اكمل هو ركضه دون ان يكلف نفسه عناء النظر اليها حتى......
طرفت بعينيها عدت مرات محاولة الاستيقاظ من ذلك الحلم المزعج.
و لكن بلا فائدة فمهما كانت عدد المرات التي فتحت فيها عينيها و اغمضتها لا زالت تبصر الكاس محطمة امامها.
لا زال شريط الرعب معروضا بين ناظريها.
استدركت الموقف بعد عدت لحظات لتقترب بسرعة الى حيث وجدت الكاس و تحمل حطامها بين اناملها.
شهقت بفزع كانها للتو عرفت بالامر و لم تشعر الا و تلك الطبقة الشفافة تغطي عينيها لينهمر ذلك السائل الذي في مثل لونها على خديها دون توقف.
لم تستطع شفتيها ان تنطق لوهلة قلم تجد الا ان تطبقهما بالم و تغمض عينيها بقوة لتمنع نفسها من النظر الى ذلك المشهد الرهيب.
قربت القطع المتكسرة الى صدرها لتضمها بقوة و تدخل في حالة من البكاء الشديد لم تجد في غيرها ملاذا لتفريغ المها.
الم كانت على وشك نسيان معانيه
الم خطت سطوره في مذكرة النسيان
الم تمنت لو انه يختفي بين طيات الزمان
و ضاع املها عندما توقد ذلك الشعور مجددا في فؤادها
بكيت بحرقة ........بكيت سامحة لدموعها بترجمة حزنها
بكيت متحسرة على لعنة نحسها
و في كل دمعة تحاول جاهدة توديع قطرة من محيط الامها التي لا تنتهي.......
الناس تذهب و تاتي ,اصوات السيارات تعلو و تهبط و اضواؤها جعلت من نفسها غطاءا متلالا يغطي شوارع المدينة.في قاموس نيويورك لا مكان لكلمة الملل,العقل هناك غير قادر على فهم معنى الاكتاب او الحزن.لكن هناك من سيخرق هذه القاعدة......
اتجهت ابصار المارة اليها,تعلقت اعينهم بحركاتها,تلك الفتاة التي تمشي مشية المخمور,قدمها تسبق الاخرى و هما غير راصتين على مسار,عيناها الزبردجيتان انتفختا من البكاء,غشاء شفاف تربع على جفونها,بينما ذلك السائل الذي له نفس اللون ينهمر على خديها......تسير غير واعية بمن حولها و هي تصطدم بهذا و تعترض طريق ذاك.....
فقط صرخة جعلتها تخرج من كيان غيبوبتها عندما دوى صوت احدهم في اذنيها"انتبهي يا انسة..........."

>>>>>>>>

  #33  
قديم 02-15-2014, 02:43 PM
 
....... النهاية....
اتمنى يكون البارت لاقى استحسانكم.
و اتمنى تعطوني كل ملاحظاتكم الايجابية و السلبية كمان.
و لكن قبل هيك لا تنسوا اداء واجبكم المنزلي:
كيف برايكم ستصير حالة اليسون بعدما ابصرت تحطم احلامها
و من ذلك الشاب الغامض الذي اصطدم بها
هل سيكون هناك لقاء اخر بينهما
لماذا يا ترى اليسون تحقد على امها هكذا
و هل اخذ جون اي انطباع عن اليسون عندما راها في الشاطئ
شو احلى جزء بالبارت و لماذا
و كمان لسى ما جاوبتوني شو اكثر شخصية حبيتوها
و بس
و بلييز يا بنات بدي اشوف ردود كثيرة مو مثل البارت الاول
ساودعكم في امان الله الى ان نلتقي في البارت الجديد ان شاء الله.


  #34  
قديم 02-15-2014, 02:58 PM
 
حجز~~
للقراءة
__________________
...
  #35  
قديم 02-15-2014, 04:05 PM
 
حجز
السلام عليكم
كيفك حبيبتى
بارت كثير حلو ورائع
.كيف برايكم ستصير حالة اليسون بعدما ابصرت تحطم احلامها
ستحزن
.و من ذلك الشاب الغامض الذي اصطدم بها
لا اعلم
.هل سيكون هناك لقاء اخر بينهما
اظن ذالك
.لماذا يا ترى اليسون تحقد على امها هكذا
لااعلم
.و هل اخذ جون اي انطباع عن اليسون عندما راها في الشاطئ
اجل
.شو احلى جزء بالبارت و لماذا
بارت كله
و كمان لسى ما جاوبتوني شو اكثر شخصية حبيتوها
اليسون و ستان ريو نوين
بانتظار بارت جديد
فى امان الله
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة minato# ; 02-16-2014 الساعة 02:24 PM
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
روايتي الثالثة الساسوساكويه •{ تحبني رغم هذا المرض}• اريكاتا(عاشقة ساسوساكو) قصص الانمي المُستَوحاة و المصوَّرة 45 10-02-2015 07:23 PM
نورو روايتي الاولي بقلمي:{حياتي الجديدة في مدرستي الجديدة}رومانسي,مدرسي,كوميدي Twilight Sparkle أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 108 08-13-2014 12:46 AM
روايتي الجديدة**حياتي الجديدة مليئة بال... brave sakura أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 56 05-12-2013 04:48 PM
مرحبا روايتي سبق طرحها لكن أحب أطرحها ثاني للي ما قرئوها روايتي الجديدة بين الحب و السراب أيايكو أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 12 02-05-2013 12:29 AM
"اللهم اجعله خير" على سلامة أبو آدم قصائد منقوله من هنا وهناك 13 05-30-2008 04:20 PM


الساعة الآن 08:24 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011