- فرآآآآنكي - تشآن ، أحتاج لعناق.
بصوتٍ طفولي جدًا .. صرحت مآرجن غير خجولة وهي تطفو خلف فرآنك ،
تملك شعرًا أبيض طويل مبعثر بشدة إمتلأ بتلاتٍ ورديه .. وعينان حمراوتان بريئتان ،
ترتدي فستانًا أبيض بلا أكمام وصل حتى ركبتيها حريري ، وجورب أبيض قصير خفيف ،
فيما إلتفت فرآنك سريعًا وقد إرتجفت أوصاله مما قد يحصل وحينما همَّ بالهروب ،
كانت الشابة قد تمسكت بخصره مسببه سقوطه أرضًا على وجهه ،
إلتفت هو سريعًا متجاهلًا إحمرار أنفه يكاد يقول شيئًا لكن عينا مآرجن اللامعتان خبثًا منعته وهي تقول :
- أنت سـ تمنحني واحدة ، صحيح ؟
رد فرآنك ذا الشعر البني المبعثر والذي إندس تحت قبعة خضراء وعينان برتقاليتان بتوتر غير واضح :
- تـ تراجعي.
ولكن مآرجن إنقضت عليه مما جعله هو يحاول إبعادها عنه بضربها غير عابئٍ بأنها أنثى ..
من جهة أخرى كانت ليليث تجلس على كرسي من كراسٍ كثيرة أمام طاولة طويلة خلفها وقفت أوليفيآ ،
ذات شعرٍ خشبي وعينان برميتيتان واسعتان حملتا لطفًا كبيرًا ،
تحاول ليليث معها بكل الطرق .. لأن تصنع لها 'كروزي' رغم تأثيره الجانبي عليها :
- رجاءً .. أوليفيآ - تشآن ، أنا أحتاجه ، أحتاجه جدًا.
- لا ، ممنوع ، غير مسموع ولا يجوز.
ردت بحزم لكن بصوتٍ لطيف في ذات الوقت .. وهي تنظر للكوب بين يديها ،
دمعت عينا الشقراء الخضراوت .. وأعطت ظهرها لـ الطاولة التي كانت أوليفيآ تجفف كؤسًا عليها ،
فيما ما تزال تجلس على الكرسي الدائري الصغير من بين أمثاله ،
شعرها متوسط الطول قد تطاير مع حركتها وعقدت حاجبيها أمام صدرها بإنزعاج ،
مع طوقِ الورود الأنثوي جدًا على رأسها كان منظرها ظريفًا جدًا ..
مما جعل من سيرو ترقبها بـ وجنتين محمرتين وعينين هائمتين ،
هالة ورديه أحاطتها رِغمًا عنها هامسة لذاتها بصوتٍ غير مسموع :
- فتيات هذه الأيام .. من أين يكتسبن هذا الجمال ؟
أردفت بصوتٍ مرتفع لـ أوليفيآ التي رمقتها بنظرة يائسة :
- إستمري بإزعاجها ، عزيزتي أوليفيآ.
ولجت إيفـآ لمبنى عُصبَتها بملامح حملت إنزعاجًا شديدًا ،
كون المجموعة التي ترافقها تلقي عليها إتهام فشلها في المهمة ،
وما آثار أعصابها أكثر هو أنها لا تستطيع التفوه بكلمة حتى تفعل سيرو !
- إشرحي لهؤلاء المختلين القصة ، سيرو - سآمآ ، إنهم .. إنهم ..
وأخرجت صوتًا متضايقًا من حنجرتها فيما تغادر الغرفة من جديد مخلفة هدوءًا في المكان ،
وقف فرآنك محمر الأنف والذي إمتلأ خدشاتٍ في جميع أنحاء جسده يحمل مآرجن على كتفه ،
التي بدورها رفعت قدمًا وأرخت أخرى .. عادت عيناه للتبلد المعتاد وهو يسأل تد الذي دخل لتوه :
- ما المشكلة ؟ تبدو منزعجة جدًا.
رد تد بلا اهتمام وهو يأخذ مقعده المعتاد قرب سيرو على الطاولة الدائرية الضخمة ،
حيث كانت على يمين الغرفة الواسعة تقابل السلم الذي يوصل لغرفهم :
- لقد فشلت في مهمتها .. جلبت فتاة من تلك الطبقة الضعيفة إلى مكاننا !
أتبعه لوك بعد أن جلس بجانب ليليث التي تحدق بهم مستغربة بسخرية شديدة :
- أول فشلٍ حصل ذريعًا.
لكن صوت سيرو قاطعهم حين دخول إيفآن رآتشيل ونوآ ببرود عاد حين دخول الشبان :
- ومن أخبرك بأنها فشلت ؟ طالما أنهما أحضرت كآثرين إلى هنا فالمهمة ناجحة تمامًا.
جميع من في الغرفة قد أطل على زعيمتهم تعجبًا من كلامها .. ودخول كآثرين للغرفة بخطوات ناسبتها ،
قد جذب ناظريّ أوليفيآ التي أصدرت صوتًا يدل على فهمها بعد أن تركت الكأس على الطاولة :
- أووووه ، لقد فهمت.
لتقول سيرو بعد أن وقفت بسعادة وهي تحدق بـ الصهباء وقلوبٌ ورية تتمايل معها :
- كآثرين من اليوم ستكون عضوة رسمية في عصبتنا.
- ماااااذا ؟
هكذا صرخ الجميع مصدومين .. وكآثرين التي إلتمعت وجنتيها بإحمرارٍ سعيدة !
حينما إتجهت كآثرين لغرفة خاصة أعطتها سيرو لها لترتاح ،
كان كل أعضاء العصبَة الحاضرين قد تجمعوا حول الطاولة التي على يمين الغرفة ،
ينتظرون بشوق تفسيرًا منطقيًا لذاك القرار الغريب من سيرو !
والتي كانت ترتشف من كوبها الوردي والذي تماثل مع لون شعرها دون أدنى إهتمامٍ بهم ،
لتسأل ليليث أخيرًا بإنزعاجٍ .. بعد أن فاض بهم الكيل من برودة أعصاب المرأه :
- سيرو - سآمآ .. نحن ننتظركِ منذ فترة.
نظرت إليهم متعجبة ، سرعان ما أمثالا رأسها بغباء لليمين تسأل :
- ماذا ؟ لما أنتم مجتمعون هكذا ؟
ضرب تد جبهته بقوة يائسًا وهو يتساءل في ذاته عن سبب خوفه منها ؟!
فيما رد نوآ ببطء وتركيز متشوقًا لسماع إجابتها :
- لماذا كآثرين - سآن قد أصبحت عضوة في عصبتنا ؟
لوحت بيدها دون إهتمام وببروز عاد إليها من جديد :
- أوه .. إنها إبنة صديقة وقد أخبرتني أن أضمها إلينا حينما تبلغ الـ 19 .
- فقط ؟
سأل فرآنك بغباء ونظرة التبلد لم تغادر عينيه ،
لترد أوليفيآ بلطف وهي تبتسم مغلقةً عينيها :
- هناك سبب آخر .. لكن قد يكون من المبكر معرفته.
أردفت تنظر لـ سيرو بذات الإبتسامة اللطيفة :
- أيضًا .. سيرو - سآمآ ، لا تنسي ذاك الموضوع !
نظرت إليها سيرو متعجبة .. سرعان ما ظهر التفهم على وجهها وهي تعيد نظرها لإيفـآ التي قابلتها :
- صحيح .. إنه بشأن المختار.
إهتمام الجميع حتى مآرجن التي كانت مشغولة بالتأطير هنا وهناك بالكلمة الأخيرة ،
لتظهر الجدية على ملامح المرأه .. تقول بثقة :
- لقد أصبح مستعدًا .. واليوم الموعود قد اقترب !
.
.
- هههههه كم أنت فاشل ، كريس !
أردف وهو يميل بجذعه ناحية المدعو كريس بـ غرور وسخرية مريرة :
- وجودك كـ عدمه ، لا فائدة منك على الإطلاق .. أيها الضعيف.
مسح بعضده الدماء التي سالت حتى ذقنه إثر قبضة الفتى الضخم أمامه ،
كان يسخر عليه بكلماتٍ جارحه .. وأصدقائه يضحكون على تعليقاته بشدة ،
صحيح .. قد يكون الدآو الوحيد في العالم الذي وُلِد دون قوة !
لكنه يبقى مخلوقًا مثلهم .. يحقُ له العيش كما أيُ دآو في العالم ..
كانوا في ساحة مدرستهم الداخلية ، حيث الجدران السقف والأرض بلونٍ أبيض ناصع ،
والطاولات والكراسي منتشراتٌ في أنحاء الساحة الضخمة ..
هو والمتنمرون أمامه في إحدى أركان الغرفة .. يقومون بضربه والسخرية منه كما العادة ،
دون أن يتركه يستمتع بغداءٍ بلا سخرية وضربات حتى أنه يفقد شهيته في كثيرٍ من الأحيان !
وقف ببطء من على الأرض وراح يقول بإنزعاج مشيحًا بخده الأحمر إثر الصفعة عن الفتيان :
- هل إستمتعتم بما فيه الكفاية ؟ أتركوني وشأني الآن.
توقفوا جميعًا عن الضحك وعادوا ينظرون لـ كريس ذي الشعر الياقوتي اللون ،
عينان خزاميتان عجيبتان .. ووشمٌ غريب الشكل على خده الأيمن ،
شكله الغريب .. عدم إمتلاكه لأي قوة هي ما سببت المشاكل له !
هو يرغب فقط بأن يعيش حياة هادئة دون مشاكل لكن الأمر يصبح بلا فائدة يومًا بعد آخر :
- أوه .. كأنك أصبحت وقحًا جدًا في الأيام الأخيرة !
وحينما همّ كريس بالمغادرة متجاهلًا كلام الفتى ،
وقفت مرأه وردية الشعر أمامه بعينان زرقاوتان واسعتان ،
تحدق فيه بتركيز مما جعله يعيد جذعه للخلف بتوتر ،
وصوتٌ مألوف خلف المرأه أمامه يصيح بإستياء ورسمية شديدة :
- سيرو - سآن .. رجاءً ، دخول رئيسة عُصبَة حيث مدرسة مرموقة أمرٌ غير مقبول.
لكن سيرو تجاهلتها وهي ترمق الفتى أمامها بتركيز ومعاينة !
فصوتٌ آخر رقيق يبرر أفعال الوردية أمامه يقول :
- أعتذر سيدتي .. لكن هذا عملٌ ضروري.
أردفت تقترب من سيرو تبعدها عن كريس الذي شعر بإضطراب شديد :
- توقفي سيرو - سآمآ ، أنتِ تربكينه.
ردت سيرو بعد أن ضمت كفيها لبعضهما بهيام :
- لكنه أظرف مما إعتقدت ! أوليفيآ.
تجاهلتها أوليفيآ وهي تحادث الفتي الذي ما يزال مرتبكًا :
- مرحبًا كريس ! نحن أتينا لأجلك حتى ..
قاطعها أصواتُ همسٍ عديدة من الطلاب الذين ملأت الكافتريا :
- سيرو - سآمآ ؟ أليست زعيمة عُصبَة الأساطير ؟
- وتلك التي معها .. تشبه أوليفيآ أجمل أعضاء العُصبَة !
- إلهي .. هل هم هنا من أجل كريس الضعيف ؟
- كيااااااه .. سيرو - سآمآ تبدو جميلة جدًا على الطبيعة.
- أوليفيآ - سآن .. أجمل مما تبدو في الصور !
إبتسمت أوليفيآ بلطف من تلك الهمسات سرعان ما عادت تنظر لـ كريس ،
وحينما همت بإتمام حديثها .. تم مقاطعتها من جديد :
- سيرو وأوليفيآ .. لما يجب أن تكون عُصبَتكم المزعجة في طريقنا دومًا ؟
أدارت أوليفيآ رأسها لجهة الصوت حيث خلفها .. سيرو وشخصٌ آخر يتبادلان نظراتٍ حارقة !
والشرارات بينهما قد أجبرت الكثير على التراجع خوفًا ،
لتضع أوليفيآ كفها أمام شفتيها بإبتسامة لطيفة ما تزال تحتل وجهها :
- أوه .. وجودهما معًا سيدمر المكان !
بدأت سيرو بملامح متبلدة وهي ترقب الرجل ذي الشعر التِفانِي والخصلة السوداء الوحيدة :
- يودآآي ! ما تزال أنثويًا كما كنت !
ظهر عرق الغضب على رأس يودآي وهو يحدق بحقدٍ بعينيه البنفسجيتان في سيرو :
- وما تزالين منحرفة تعشق الفتيات والأطفال !
زادت الشرارات بينهما .. تحدثا في ذات اللحظة بذات الجملة :
- أتتحداني ؟
تنهد أسُكـآ بجانب يودآي بيأس مبعدًا عينيه عن سيرو والشجار بأكمله ،
أما أوليفيآ فقد زادت إبتسامتها لطفًا وهي تفكر في طريقة لينتهي هذا كله ،
سرعان ما قالت سيرو بإنتصار غير واضح إثر ملامحها المتبلدة - إستطاع لمحت يودآي - :
- على أية حال .. لقد سبقناكم إليه ، ومن العدل أن نحصل نحن عليه !
ضحكة ساخرة خرجت من بين شفتيّ يودآي .. يقول بغرور :
- لنقرر كما كنا نفعل في الأيام الخوالي !
أردف وهو يداعب شعره بعجرفة شعرت بـ القشعريرة منها :
- منظمتنا ضد عُصبَتكم .. والفائز سيكسب المختار.
إبتسمت سيرو بهدوء متحمس .. هي تعلم أن من حقها أخذه لكن حماسها للقتال منعها وهي تقول :
- جيد .. بعد أسبوع ؟
- بعد أسبوع !
كل هذا كان يحصل أثناء صدمة كريس وزملائه ،
إبتسامة أوليفيآ اللطيفة .. وعينا أسُكـآ الباردتان ..
وصياح مساعدة المديرة بأن يتوقفوا عن عقد إتفاقٍ على طفلٍ صغير !
بعد أن إنتهى اليوم الدراسي .. خرج كريس نحو النهر الذي إعتاد زيارته ،
وجلس على ضفته يتأملها بصمت ، متعجبًا كيف إنقلبت الأمور فجأه !
وعصبَة ضد منظمة ستتبارزان لأجله ؟! صحيحٌ أن العداء بينهم أبدي لكن الأمر ما يزال دهشة !
- هه .. أنظروا للفتى الذي اصبح حديث المدرسة كلها بشيءٍ غير ضعفه !
سمع صوت صديقه وهو يجلس بجانبه ليلتفت إليه بسرعة وهي يقول بإستياء :
- لا تفتح الموضوع ، أرجوك .. جون !
رد صديقة ذي الخصلات الخضراء والعينان السماويتان بتعجب :
- أتمزح ؟ كل القرية تتحدث عنك ! ستكون سبب حدثٍ كبيرٍ فيها !
أردف بحماس وقد لمعت عيناه إعجابًا :
- سيرو - سآمآ ، يودآي - سآمآ .. أسُكـآ وأوليفيآ ! من يتوقع حضورهم لأجلك !
أوليفيآ - سآن بدت أجمل بكثيرٍ في الواقع ، وأسُكـآ -سآن بدا أكثر قوة في الحقيقة !
تأفف كريس وهو يعيد نظره لصفحة الماء .. مد يده للمياه الباردة ،
فأخذت المياه تعبرها إثر جريان النهر .. والسماء تنعكس على سطحها المستوي ..
هو لا يهتم بهم .. لن يذهب مع أيٍ منهم لأي مكان !
BrB
سأعود مع بعض المعلومات